الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الى ايّ حد تضحي بغية نيل الحياة الابدية؟‏

الى ايّ حد تضحي بغية نيل الحياة الابدية؟‏

إِلَى أَيِّ حَدٍّ تُضَحِّي بُغْيَةَ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟‏

‏«مَاذَا يُعْطِي ٱلْإِنْسَانُ بَدَلَ نَفْسِهِ؟‏».‏ —‏ مت ١٦:‏٢٦‏.‏

١ لِمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَسُوعَ لِمَا قَالَهُ بُطْرُسُ قَوِيًّا إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ؟‏

لَمْ يَسْتَطِعِ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَنْ يُصَدِّقَ أُذُنَيْهِ.‏ فَقَائِدُهُ ٱلْحَبِيبُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ كَانَ يَقُولُ «صَرَاحَةً» إِنَّهُ سَيُعَانِي كَثِيرًا وَيَمُوتُ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ بُطْرُسَ؟‏ بِنِيَّةٍ حَسَنَةٍ،‏ ٱنْتَهَرَ يَسُوعَ قَائِلًا لَهُ:‏ «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ؛‏ لَنْ تَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ أَبَدًا».‏ فَأَدَارَ يَسُوعُ ظَهْرَهُ لَهُ وَنَظَرَ إِلَى ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْآخَرِينَ،‏ ٱلَّذِينَ كَانُوا هُمْ أَيْضًا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ يُشَاطِرُونَ بُطْرُسَ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةَ ٱلْخَاطِئَةَ.‏ ثُمَّ وَجَّهَ كَلَامَهُ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالَ لَهُ:‏ «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!‏ أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي،‏ لِأَنَّكَ لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ،‏ بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ».‏ —‏ مر ٨:‏٣٢،‏ ٣٣؛‏ مت ١٦:‏٢١-‏٢٣‏.‏

٢ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ مَا هُوَ مُتَوَقَّعٌ مِنَ ٱلتِّلْمِيذِ ٱلْحَقِيقِيِّ؟‏

٢ لَرُبَّمَا سَاعَدَتْ كَلِمَاتُ يَسُوعَ ٱلتَّالِيَةُ بُطْرُسَ أَنْ يُدْرِكَ سَبَبَ رَدِّ ٱلْفِعْلِ ٱلْقَوِيِّ هٰذَا.‏ فَقَدْ «دَعَا ٱلْجَمْعَ مَعَ تَلَامِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:‏ ‹إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي،‏ فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ كُلِّيًّا وَيَحْمِلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ وَيَتْبَعْنِي عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَخْسَرُهَا،‏ أَمَّا مَنْ خَسِرَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِي وَسَبِيلِ ٱلْبِشَارَةِ فَيُخَلِّصُهَا›».‏ (‏مر ٨:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ اِسْتَخْدَمَ يَسُوعُ هُنَا كَلِمَةَ «نَفْسٌ» بِمَعْنَى «حَيَاةٌ».‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلَى وَشْكِ أَنْ يُضَحِّيَ بِحَيَاتِهِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ تَوَقَّعَ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ أَتْبَاعُهُ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِبَذْلِ ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ.‏ وَإِذَا فَعَلُوا ذٰلِكَ،‏ فَسَيَحْصُدُونَ مُكَافَأَةً سَخِيَّةً.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ١٦:‏٢٧‏.‏

٣ (‏أ)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ طَرَحَهُمَا يَسُوعُ؟‏ (‏ب)‏ بِمَاذَا رُبَّمَا ذَكَّرَ سُؤَالُ يَسُوعَ ٱلثَّانِي مُسْتَمِعِيهِ؟‏

٣ فِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ نَفْسِهَا،‏ طَرَحَ يَسُوعُ سُؤَالَيْنِ يَحُثَّانِ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ:‏ «مَاذَا يَنْفَعُ ٱلْإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟‏ وَمَاذَا يُعْطِي ٱلْإِنْسَانُ بَدَلَ نَفْسِهِ؟‏».‏ (‏مر ٨:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ إِنَّ ٱلْجَوَابَ عَنِ ٱلسُّؤَالِ ٱلْأَوَّلِ وَاضِحٌ.‏ فَٱلْإِنْسَانُ لَا يَنْتَفِعُ شَيْئًا إِذَا رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ،‏ أَيْ حَيَاتَهُ.‏ فَٱلْمُمْتَلَكَاتُ لَنْ تَنْفَعَهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ حَيًّا لِيَتَمَتَّعَ بِهَا.‏ أَمَّا سُؤَالُ يَسُوعَ ٱلثَّانِي:‏ «مَاذَا يُعْطِي ٱلْإِنْسَانُ بَدَلَ نَفْسِهِ؟‏»،‏ فَلَرُبَّمَا ذَكَّرَ مُسْتَمِعِيهِ بِمَا ٱدَّعَاهُ ٱلشَّيْطَانُ فِي أَيَّامِ أَيُّوبَ حِينَ قَالَ:‏ «كُلُّ مَا لِلْإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ نَفْسِهِ».‏ (‏اي ٢:‏٤‏)‏ وَكَلِمَاتُ ٱلشَّيْطَانِ هٰذِهِ تَصِحُّ فِي بَعْضِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ.‏ فَكَثِيرُونَ يَفْعَلُونَ أَيَّ شَيْءٍ،‏ يُسَايِرُونَ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِهِمْ،‏ لِمُجَرَّدِ ٱلْبَقَاءِ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلْأُمُورِ مِنْ مِنْظَارٍ مُخْتَلِفٍ.‏

٤ لِمَاذَا يَحْمِلُ ٱلسُّؤَالَانِ ٱللَّذَانِ طَرَحَهُمَا يَسُوعُ مَغْزًى عَمِيقًا لِلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

٤ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتِ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيُعْطِيَنَا ٱلصِّحَّةَ وَٱلثَّرْوَةَ وَٱلْحَيَاةَ ٱلْمَدِيدَةَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ،‏ بَلْ لِيُتِيحَ لَنَا فُرْصَةَ ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ رَجَاءٌ نُقَدِّرُهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ.‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ فَٱلْمَسِيحِيُّ يَفْهَمُ أَنَّ يَسُوعَ قَصَدَ بِسُؤَالِهِ ٱلْأَوَّلِ:‏ «مَاذَا يَنْفَعُ ٱلْإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ رَجَاءَهُ بِٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً؟‏».‏ وَٱلْجَوَابُ هُوَ:‏ لَا يَنْتَفِعُ شَيْئًا.‏ (‏١ يو ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَلِلْإِجَابَةِ عَنْ سُؤَالِ يَسُوعَ ٱلثَّانِي،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ أُضَحِّيَ ٱلْآنَ لِأَضْمَنَ تَحْقِيقَ رَجَائِي بِٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟‏›.‏ إِنَّ جَوَابَنَا عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ،‏ كَمَا يَنْعَكِسُ فِي طَرِيقَةِ حَيَاتِنَا،‏ يَكْشِفُ كَمْ رَاسِخٌ هُوَ هٰذَا ٱلرَّجَاءُ فِي قُلُوبِنَا.‏ —‏ قارن يوحنا ١٢:‏٢٥‏.‏

٥ كَيْفَ نَنَالُ هِبَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟‏

٥ طَبْعًا،‏ لَمْ يَقُلْ يَسُوعُ هُنَا إِنَّ ٱلْمَرْءَ بِإِمْكَانِهِ نَيْلُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ بِجَدَارَتِهِ.‏ فَٱلْحَيَاةُ —‏ حَتَّى حَيَاتُنَا ٱلْقَصِيرَةُ نِسْبِيًّا فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا —‏ هِيَ هِبَةٌ وَلَا يُمْكِنُنَا شِرَاؤُهَا أَوْ فِعْلُ شَيْءٍ لِٱسْتِحْقَاقِهَا.‏ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْوَحِيدَةُ لِنَيْلِ هِبَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ هِيَ ‹ٱلْإِيمَانُ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ› وَبِيَهْوَهَ،‏ ٱلَّذِي «يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ».‏ (‏غل ٢:‏١٦؛‏ عب ١١:‏٦‏)‏ وَلٰكِنْ يَجِبُ ٱلْبُرْهَانُ عَلَى ٱلْإِيمَانِ بِٱلْأَعْمَالِ،‏ لِأَنَّ «ٱلْإِيمَانَ بِلَا أَعْمَالٍ مَيِّتٌ».‏ (‏يع ٢:‏٢٦‏)‏ لِذَا،‏ عِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ أَكْثَرَ فِي سُؤَالِ يَسُوعَ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ جِدِّيًّا إِلَى أَيِّ حَدٍّ نَحْنُ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِلتَّضْحِيَةِ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا وَأَيَّةُ أُمُورٍ نَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ لِفِعْلِهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ لِنُبَرْهِنَ أَنَّ إِيمَانَنَا حَيٌّ فِعْلًا.‏

‏«اَلْمَسِيحُ .‏ .‏ .‏ لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ»‏

٦ مَاذَا كَانَتِ ٱلْأَوْلَوِيَّةُ لَدَى يَسُوعَ؟‏

٦ رَكَّزَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمُهِمَّةِ،‏ لَا عَلَى مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَهُ لَهُ ٱلْعَالَمُ،‏ وَرَفَضَ ٱلِٱنْغِمَاسَ فِي ٱلْمَسَاعِي ٱلْمَادِّيَّةِ لِيَعِيشَ فِي تَرَفٍ.‏ فَعَاشَ حَيَاةَ تَضْحِيَةٍ وَطَاعَةٍ للهِ.‏ وَبَدَلًا مِنْ إِرْضَاءِ نَفْسِهِ،‏ قَالَ:‏ «إِنِّي دَائِمًا أَفْعَلُ مَا يُرْضِي [ٱللهَ]».‏ (‏يو ٨:‏٢٩‏)‏ فَإِلَى أَيِّ حَدٍّ كَانَ يَسُوعُ مُسْتَعِدًّا أَنْ يُضَحِّيَ لِيُرْضِيَ ٱللهَ؟‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ أَيَّةُ تَضْحِيَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ،‏ وَمَاذَا كَانَتْ مُكَافَأَتُهُ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ يَنْبَغِي أَنْ نَطْرَحَهُ عَلَى أَنْفُسِنَا؟‏

٧ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «اِبْنُ ٱلْإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ،‏ بَلْ لِيَخْدُمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».‏ (‏مت ٢٠:‏٢٨‏)‏ وَفِي وَقْتٍ سَابِقٍ،‏ عِنْدَمَا ٱبْتَدَأَ يَشْرَحُ لِأَتْبَاعِهِ أَنَّهُ ‹سَيَبْذُلُ نَفْسَهُ› عَمَّا قَرِيبٍ،‏ حَثَّهُ بُطْرُسُ أَنْ يَلْطُفَ بِنَفْسِهِ.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَمْ يَثْنِهِ عَنْ عَزْمِهِ.‏ بَلْ بَذَلَ طَوْعًا نَفْسَهُ،‏ حَيَاتَهُ ٱلْبَشَرِيَّةَ ٱلْكَامِلَةَ،‏ عَنِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ وَبِسَبَبِ مَسْلَكِهِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيِّ هٰذَا،‏ صَارَ مُسْتَقْبَلُهُ مَضْمُونًا.‏ فَقَدْ أُقِيمَ وَ «رُفِعَ إِلَى يَمِينِ ٱللهِ».‏ (‏اع ٢:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وَهٰكَذَا،‏ رَسَمَ مِثَالًا رَائِعًا لَنَا.‏

٨ نَصَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا ‹أَلَّا يُرْضُوا أَنْفُسَهُمْ› وَذَكَّرَهُمْ أَنَّ «ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ».‏ (‏رو ١٥:‏١-‏٣‏)‏ فَإِلَى أَيِّ حَدٍّ نَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُطَبِّقَ هٰذِهِ ٱلْمَشُورَةَ وَنَبْذُلَ ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ؟‏

يَهْوَهُ يُرِيدُ مِنَّا أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا

٩ مَاذَا يَعْنِي فِعْلِيًّا نَذْرُ ٱلْمَسِيحِيِّ نَفْسَهُ للهِ؟‏

٩ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ عَلَى تَحْرِيرِ ٱلْعَبِيدِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ إِمَّا فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ مِنْ خِدْمَتِهِمْ لِسَيِّدِهِمْ أَوْ خِلَالَ سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ.‏ وَلٰكِنْ كَانَ لِلْعَبِيدِ خِيَارٌ آخَرُ.‏ فَإِذَا أَحَبَّ ٱلْعَبْدُ مَالِكَهُ،‏ كَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَخْتَارَ ٱلْبَقَاءَ عَبْدًا لَدَيْهِ بَاقِي حَيَاتِهِ.‏ (‏اِقْرَأْ تثنية ١٥:‏١٢،‏ ١٦،‏ ١٧‏.‏‏)‏ اَلْيَومَ أَيْضًا،‏ نَحْنُ نَقُومُ بِخِيَارٍ مُمَاثِلٍ حِينَ نَنْذُرُ أَنْفُسَنَا للهِ.‏ فَنَحْنُ نُوَافِقُ طَوْعًا أَنْ نَفْعَلَ مَشِيئَةَ ٱللهِ،‏ غَيْرَ مُتَّبِعِينَ مُيُولَنَا.‏ وَبِذٰلِكَ نُبَرْهِنُ عَنْ مَحَبَّتِنَا ٱلْعَمِيقَةِ لِيَهْوَهَ وَرَغْبَتِنَا فِي خِدْمَتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏

١٠ كَيْفَ نَكُونُ مِلْكًا للهِ،‏ وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُؤَثِّرَ هٰذَا ٱلْوَاقِعُ فِي أَفْكَارِنَا وَأَعْمَالِنَا؟‏

١٠ إِذَا كُنْتَ حَالِيًّا تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ وَتُشَارِكُ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ وَتَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ،‏ فَأَنْتَ تَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ.‏ وَنَحْنُ نَأْمُلُ أَنْ تَنْدَفِعَ عَمَّا قَرِيبٍ إِلَى نَذْرِ نَفْسِكَ لِيَهْوَهَ وَتَطْرَحَ ٱلسُّؤَالَ ٱلَّذِي طَرَحَهُ ٱلْحَبَشِيُّ عَلَى فِيلِبُّسَ:‏ «مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟‏».‏ (‏اع ٨:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ عِنْدَئِذٍ،‏ سَتَكُونُ عَلَاقَتُكَ بِٱللهِ كَعَلَاقَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ بُولُسُ:‏ «لَسْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ،‏ لِأَنَّكُمُ ٱشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ».‏ (‏١ كو ٦:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَإِذَا نَذَرْنَا أَنْفُسَنَا لِيَهْوَهَ،‏ يَكُونُ هُو مَالِكَنَا سَوَاءٌ أَكَانَ رَجَاؤُنَا سَمَاوِيًّا أَمْ أَرْضِيًّا.‏ إِذًا،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَقْمَعَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْأَنَانِيَّةَ وَأَلَّا نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ ‹عَبِيدًا لِلنَّاسِ›.‏ (‏١ كو ٧:‏٢٣‏)‏ فَمَا أَعْظَمَ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ خَادِمًا وَلِيًّا لِيَهْوَهَ كَيْ يَسْتَخْدِمَهُ كَمَا يَشَاءُ!‏

١١ أَيَّةُ ذَبِيحَةٍ يَجْرِي حَضُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُقَرِّبُوهَا،‏ وَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ كَمَا يُوضِحُ تَرْتِيبُ ٱلذَّبَائِحِ فِي ظِلِّ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ؟‏

١١ حَضَّ بُولُسُ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ:‏ «قَرِّبُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَقْبُولَةً عِنْدَ ٱللهِ،‏ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً بِقُوَّتِكُمُ ٱلْعَقْلِيَّةِ».‏ (‏رو ١٢:‏١‏)‏ لَرُبَّمَا ذَكَّرَتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ بِٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي كَانَتْ جُزْءًا مِنْ عِبَادَتِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَصِيرُوا أَتْبَاعًا لِيَسُوعَ.‏ فَقَدْ عَرَفُوا دُونَ شَكٍّ أَنَّهُ فِي ظِلِّ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ،‏ وَجَبَ أَنْ تَكُونَ ٱلْحَيَوَانَاتُ ٱلْمُقَدَّمَةُ عَلَى مَذْبَحِ يَهْوَهَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِمْ.‏ فَيَهْوَهُ لَمْ يَكُنْ لِيَرْضَى بِمَا هُوَ مَعِيبٌ.‏ (‏مل ١:‏٨،‏ ١٣‏)‏ يَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِينَا ٱلْيَوْمَ حِينَ نُقَرِّبُ أَجْسَادَنَا «ذَبِيحَةً حَيَّةً».‏ فَنَحْنُ نُعْطِي يَهْوَهَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا،‏ لَا مَا يَتَبَقَّى بَعْدَ أَنْ نُشْبِعَ كُلَّ رَغَبَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ فَعِنْدَمَا نَنْذُرُ أَنْفُسَنَا للهِ،‏ نُقَدِّمُ لَهُ دُونَ قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ ‹أَنْفُسَنَا›،‏ أَوْ حَيَاتَنَا —‏ بِمَا فِي ذٰلِكَ طَاقَتُنَا،‏ مُقْتَنَيَاتُنَا،‏ وَمَوَاهِبُنَا.‏ (‏كو ٣:‏٢٣‏)‏ وَكَيْفَ نُتَرْجِمُ ذٰلِكَ عَمَلِيًّا؟‏

اِسْتَخْدِمْ وَقْتَكَ بِحِكْمَةٍ

١٢،‏ ١٣ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِإِعْطَاءِ يَهْوَهَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا؟‏

١٢ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِإِعْطَاءِ يَهْوَهَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا هِيَ ٱسْتِخْدَامُ وَقْتِنَا بِحِكْمَةٍ.‏ (‏اِقْرَأْ افسس ٥:‏١٥،‏ ١٦‏.‏‏)‏ وَهٰذَا مَا يَتَطَلَّبُ مِنَّا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ.‏ فَتَأْثِيرُ ٱلْعَالَمِ وَنَقْصُنَا ٱلْمَوْرُوثُ يَجْعَلَانِنَا مَيَّالِينَ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلْوَقْتِ لِمُتْعَتِنَا أَوْ مَنْفَعَتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ فَقَطْ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ‹لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانًا مُعَيَّنًا› —‏ بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْقِيَامُ بِٱلْعَمَلِ ٱلدُّنْيَوِيِّ بُغْيَةَ إِتْمَامِ ٱلْتِزَامَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَوِ ٱلِٱسْتِجْمَامُ وَٱلِٱسْتِرْخَاءُ —‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُنْتَذِرَ يَلْزَمُ أَنْ يَبْقَى مُتَّزِنًا وَيَسْتَخْدِمَ وَقْتَهُ بِحِكْمَةٍ.‏ —‏ جا ٣:‏١‏.‏

١٣ عِنْدَمَا زَارَ بُولُسُ أَثِينَا،‏ لَاحَظَ أَنَّ ‹ٱلْأَثِينِيِّينَ كُلَّهُمْ،‏ وَٱلْأَجْنَبِيِّينَ ٱلْمُقِيمِينَ وَقْتِيًّا هُنَاكَ،‏ لَا يَقْضُونَ أَوْقَاتَ فَرَاغِهِمْ إِلَّا فِي قَوْلِ وَسَمَاعِ مَا هُوَ جَدِيدٌ›.‏ (‏اع ١٧:‏٢١‏)‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُهْدِرُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ وَقْتَهُمْ عَبَثًا.‏ فَهُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلتَّلْهِيَاتِ فِي زَمَنِنَا.‏ وَهِيَ تَشْمُلُ مُشَاهَدَةَ ٱلتِّلِفِزْيُونِ،‏ ٱللَّعِبَ بِأَلْعَابِ ٱلْفِيدْيُو،‏ وَتَصَفُّحَ ٱلْإِنْتِرْنَت.‏ وَٱلتَّلْهِيَاتُ تَزْدَادُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ بِحَيْثُ يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَنْزِفَ وَقْتَنَا.‏ وَإِذَا ٱسْتَسْلَمْنَا لَهَا،‏ فَقَدْ نُهْمِلُ حَاجَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةَ.‏ حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نَشْعُرُ أَنَّنَا مَشْغُولُونَ جِدًّا بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُنَا ٱلِٱهْتِمَامُ ‹بِٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً›،‏ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِخِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ —‏ في ١:‏٩،‏ ١٠‏.‏

١٤ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَسْتَحِقُّ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهَا مَلِيًّا؟‏

١٤ إِذَا كُنْتَ خَادِمًا مُنْتَذِرًا لِيَهْوَهَ،‏ فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ يَتَضَمَّنُ بَرْنَامَجِي ٱلْيَوْمِيُّ وَقْتًا لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ ٱلتَّأَمُّلِ،‏ وَٱلصَّلَاةِ؟‏›.‏ (‏مز ٧٧:‏١٢؛‏ ١١٩:‏٩٧؛‏ ١ تس ٥:‏١٧‏)‏ ‹هَلْ أُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِأَسْتَعِدَّ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏ وَهَلْ أُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ بِتَعْلِيقَاتِي فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟‏›.‏ (‏مز ١٢٢:‏١؛‏ عب ٢:‏١٢‏)‏ تُخْبِرُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ أَنَّ بُولُسَ وَبَرْنَابَا قَضَيَا «وَقْتًا طَوِيلًا يَتَكَلَّمَانِ بِجُرْأَةٍ بِسُلْطَةِ يَهْوَهَ».‏ (‏اع ١٤:‏٣‏)‏ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ تَكْيِيفَ ظُرُوفِكَ بِحَيْثُ تَقْضِي وَقْتًا أَكْبَرَ —‏ أَوْ حَتَّى «وَقْتًا طَوِيلًا» —‏ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ رُبَّمَا بِٱلْخِدْمَةِ كَفَاتِحٍ؟‏ —‏ اِقْرَأْ عبرانيين ١٣:‏١٥‏.‏

١٥ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشُّيُوخُ وَقْتَهُمْ بِحِكْمَةٍ؟‏

١٥ عِنْدَمَا زَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ وَبَرْنَابَا ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ فِي أَنْطَاكِيَةَ،‏ «قَضَيَا زَمَانًا لَيْسَ بِقَلِيلٍ مَعَ ٱلتَّلَامِيذِ» بُغْيَةَ تَشْجِيعِهِمْ.‏ (‏اع ١٤:‏٢٨‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَقْضِي ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُحِبُّونَ ٱلْيَوْمَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِهِمْ لِتَقْوِيَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَإِضَافَةً إِلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ،‏ يَعْمَلُ ٱلشُّيُوخُ بِكَدٍّ لِيَرْعَوُا ٱلرَّعِيَّةَ،‏ يَبْحَثُوا عَنِ ٱلْخِرَافِ ٱلضَّائِعَةِ،‏ يَمُدُّوا يَدَ ٱلْعَوْنِ لِلْمَرْضَى،‏ وَيَهْتَمُّوا بِمَسْؤُولِيَّاتٍ عَدِيدَةٍ أُخْرَى فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَإِذَا كُنْتَ أَخًا مُعْتَمِدًا،‏ فَهَلْ تَسْمَحُ لَكَ ظُرُوفُكَ أَنْ تَبْتَغِيَ ٱمْتِيَازَاتِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْإِضَافِيَّةَ هٰذِهِ؟‏

١٦ كَيْفَ «نَصْنَعُ ٱلصَّلَاحَ إِلَى .‏ .‏ .‏ أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ»؟‏

١٦ يَفْرَحُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ بِٱلْمُسَاهَمَةِ فِي أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ حِينَ تَحِلُّ ٱلْكَوَارِثُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ أَوِ ٱلْبَشَرِيَّةُ ٱلصُّنْعِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ ثَمَّةَ أُخْتٌ فِي سِتِّينَاتِهَا تَخْدُمُ فِي بَيْتَ إِيلَ قَطَعَتْ مَسَافَاتٍ طَوِيلَةً عِدَّةَ مَرَّاتٍ لِتُسَاعِدَ فِي أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ.‏ وَلِمَاذَا تَطَوَّعَتْ لِٱسْتِخْدَامِ فُرْصَتِهَا بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ؟‏ تَقُولُ:‏ «رَغْمَ أَنَّنِي لَا أَتَمَتَّعُ بِمَهَارَاتٍ خُصُوصِيَّةٍ،‏ فَقَدْ كَانَ ٱمْتِيَازًا لِي أَنْ أَفْعَلَ أَيَّ أَمْرٍ تَدْعُو إِلَيْهِ ٱلْحَاجَةُ.‏ وَكَمْ تَشَجَّعْتُ حِينَ رَأَيْتُ ٱلْإِيمَانَ ٱلْقَوِيَّ ٱلَّذِي يَتَحَلَّى بِهِ إِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي ٱلَّذِينَ أَصَابَتْهُمْ خَسَائِرُ مَادِّيَّةٌ فَادِحَةٌ!‏».‏ كَمَا أَنَّ آلَافَ ٱلْإِخْوَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُسَاعِدُونَ فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَقَاعَاتِ ٱلْمَحَافِلِ.‏ وَبِٱشْتِرَاكِنَا فِي نَشَاطَاتٍ كَهٰذِهِ،‏ «نَصْنَعُ ٱلصَّلَاحَ إِلَى .‏ .‏ .‏ أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ» غَيْرَ طَالِبِينَ مَصْلَحَتَنَا ٱلْخَاصَّةَ.‏ —‏ غل ٦:‏١٠‏.‏

‏«أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ»‏

١٧ بِمَ تُضَحُّونَ أَنْتُمْ شَخْصِيًّا بُغْيَةَ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟‏

١٧ إِنَّ ٱلْمُجْتَمَعَ ٱلْبَشَرِيَّ ٱلْمُبْعَدَ عَنِ ٱللهِ عَلَى وَشْكِ ٱلزَّوَالِ.‏ وَمَعَ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ مَتَى سَيَحْدُثُ ذٰلِكَ تَمَامًا،‏ فَنَحْنُ نُدْرِكُ جَيِّدًا أَنَّ «ٱلْوَقْتَ ٱلْبَاقِيَ قَصِيرٌ» وَأَنَّ «مَشْهَدَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ فِي تَغَيُّرٍ».‏ (‏اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٧:‏٢٩-‏٣١‏.‏‏)‏ وَهٰذَا يُعْطِي مَعْنًى إِضَافِيًّا لِسُؤَالِ يَسُوعَ:‏ «مَاذَا يُعْطِي ٱلْإِنْسَانُ بَدَلَ نَفْسِهِ؟‏».‏ فَنَحْنُ سَنَقُومُ حَتْمًا بِأَيَّةِ تَضْحِيَاتٍ يَطْلُبُهَا يَهْوَهُ مِنَّا بُغْيَةَ نَيْلِ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ».‏ (‏١ تي ٦:‏١٩‏)‏ حَقًّا،‏ مِنَ ٱلْمُلِحِّ ٱلْإِصْغَاءُ إِلَى حَضِّ يَسُوعَ أَنْ ‹نَتْبَعَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ› وَأَنْ ‹نَطْلُبَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا›.‏ —‏ مت ٦:‏٣١-‏٣٣؛‏ ٢٤:‏١٣‏.‏

١٨ أَيَّةُ ثِقَةٍ لَدَيْنَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٨ لَا شَكَّ أَنَّ ٱتِّبَاعَ يَسُوعَ لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا وَهُوَ يُكَلِّفُ ٱلْبَعْضَ حَيَاتَهُمْ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا،‏ حَسْبَمَا سَبَقَ يَسُوعُ فَحَذَّرَ.‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ نَحْنُ نَقْتَدِي بِهِ وَنَرْفُضُ أَنْ ‹نَلْطُفَ بِأَنْفُسِنَا›.‏ كَمَا أَنَّنَا مُتَأَكِّدُونَ مِنَ ٱلْوَعْدِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ لِأَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ:‏ «أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ (‏مت ٢٨:‏٢٠‏)‏ إِذًا،‏ فَلْنَسْتَخْدِمْ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْمُمْكِنِ وَقْتَنَا وَقُدُرَاتِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَبِذٰلِكَ نُبَرْهِنُ عَنْ ثِقَتِنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيَحْفَظُنَا خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ أَوْ سَيُعِيدُنَا إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏ (‏عب ٦:‏١٠‏)‏ وَهٰكَذَا،‏ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ هِبَةَ ٱلْحَيَاةِ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ.‏

مَا هِيَ أَجْوِبَتُكُمْ؟‏

‏• كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ طَوْعِيَّةٍ بَارِزَةٍ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ وَٱلْإِنْسَانِ؟‏

‏• لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ يُنْكِرَ ٱلْمَرْءُ نَفْسَهُ كُلِّيًّا،‏ وَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ؟‏

‏• أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلذَّبَائِحِ كَانَ مَقْبُولًا لَدَى يَهْوَهَ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ هٰذَا ٱلْمِثَالِ ٱلْيَوْمَ؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱسْتِخْدَامُ وَقْتِنَا بِحِكْمَةٍ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورتان في الصفحة ٢٦]‏

كَانَ يَسُوعُ يَفْعَلُ دَائِمًا مَا يُرْضِي ٱللهَ

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ ٱلتَّقْدِيرَ يُقَدِّمُونَ أَفْضَل مَا لَدَيْهِمْ لِدَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ

‏[الصور في الصفحة ٢٩]‏

نَحْنُ نُرْضِي ٱللهَ حِينَ نَسْتَخْدِمُ وَقْتَنَا بِحِكْمَةٍ