الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لمَ يلزم ان تحافظ على استقامتك؟‏

لمَ يلزم ان تحافظ على استقامتك؟‏

لِمَ يَلْزَمُ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ؟‏

‏«اِقْضِ لِي يَا يَهْوَهُ .‏ .‏ .‏ بِحَسَبِ ٱسْتِقَامَتِي».‏ —‏ مز ٧:‏٨‏.‏

١،‏ ٢ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْحَالَاتِ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ تَحَدِّيًا لِٱسْتِقَامَةِ ٱلْمَسِيحِيِّ؟‏

تَخَيَّلِ ٱلْحَالَاتِ ٱلثَّلَاثَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ صَبِيٌّ يَتَعَرَّضُ لِسُخْرِيَةِ زُمَلَائِهِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ فَهُمْ يُحَاوِلُونَ ٱسْتِفْزَازَهُ كَيْ يَفْقِدَ أَعْصَابَهُ وَيَشْتُمَهُمْ أَوْ يَتَشَاجَرَ مَعَهُمْ.‏ فَهَلْ يَدَعُهُمْ يَسْتَفِزُّونَهُ أَمْ يَضْبِطُ نَفْسَهُ وَيَبْتَعِدُ عَنْهُمْ؟‏ زَوْجٌ فِي ٱلْبَيْتِ وَحْدَهُ يَقُومُ بِبَعْضِ ٱلْأَبْحَاثِ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِتْ.‏ وَفَجْأَةً،‏ يَظْهَرُ أَمَامَهُ عَلَى ٱلشَّاشَةِ إِعْلَانٌ لِمَوْقِعٍ فَاسِدٍ.‏ فَهَلْ يُغْرَى بِٱلذَّهَابِ إِلَى هذَا ٱلْمَوْقِعِ أَمْ يَتَجَنَّبُهُ؟‏ اِمْرَأَةٌ مَسِيحِيَّةٌ تَتَحَادَثُ مَعَ بَعْضِ ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي يَبْتَدِئْنَ بِتَحْوِيلِ ٱلْحَدِيثِ إِلَى ثَرْثَرَةٍ مُؤْذِيَةٍ عَلَى إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَهَلْ تُشَارِكُهُنَّ ٱلثَّرْثَرَةَ أَمْ تُحَاوِلُ تَغْيِيرَ ٱلْمَوْضُوعِ؟‏

٢ عَلَى رَغْمِ ٱخْتِلَافِ هذِهِ ٱلْحَالَاتِ،‏ هُنَالِكَ شَيْءٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَهَا:‏ كُلُّهَا تَسْتَلْزِمُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْجِهَادَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ فَهَلْ تُبْقِي ٱسْتِقَامَتَكَ فِي بَالِكَ حِينَ تُفَكِّرُ فِي هُمُومِكَ،‏ حَاجَاتِكَ،‏ وَأَهْدَافِكَ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏ إِنَّ ٱلنَّاسَ يُفَكِّرُونَ يَوْمِيًّا فِي مَظْهَرِهِمْ،‏ صِحَّتِهِمْ،‏ تَحْصِيلِ لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ،‏ صَدَاقَاتِهِمْ،‏ حَتَّى عَلَاقَاتِهِمِ ٱلْعَاطِفِيَّةِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا قَدْ نُولِي هذِهِ ٱلْقَضَايَا ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا.‏ وَلكِنْ بِمَاذَا يَهْتَمُّ يَهْوَه بِشَكْلٍ خَاصٍّ حِينَ يَفْحَصُ قَلْبَنَا؟‏ (‏مز ١٣٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ إِنَّ أَكْثَرَ مَا يَهُمُّهُ هُوَ ٱسْتِقَامَتُنَا.‏

٣ أَيُّ خِيَارٍ يَضَعُهُ يَهْوَه أَمَامَنَا،‏ وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ يُغْدِقُ يَهْوَه،‏ مَانِحُ «كُلِّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلِّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ»،‏ عَلَى كُلٍّ مِنَّا هِبَاتٍ مُتَنَوِّعَةً.‏ (‏يع ١:‏١٧‏)‏ فَهُوَ مَنْ وَهَبَنَا جَسَدَنَا،‏ عَقْلَنَا،‏ صِحَّتَنَا،‏ وَقُدُرَاتِنَا.‏ (‏١ كو ٤:‏٧‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَه لَا يُجْبِرُنَا عَلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ،‏ بَلْ يَسْمَحُ لَنَا بِأَنْ نَخْتَارَ إِمَّا ٱلْإِعْرَابَ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ أَوْ لَا.‏ (‏تث ٣٠:‏١٩‏)‏ لِذلِكَ سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مَا هِيَ ٱلِٱسْتِقَامَةُ،‏ وَسَنَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَةَ أَسْبَابٍ تَجْعَلُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏

مَا هِيَ ٱلِٱسْتِقَامَةُ؟‏

٤ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلِٱسْتِقَامَةُ،‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ شَرِيعَةِ يَهْوَه بِخُصُوصِ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمُقَدَّمَةِ كَذَبَائِحَ؟‏

٤ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ لَيْسَتْ لَدَيْهِمْ فِكْرَةٌ وَاضِحَةٌ عَنْ مَاهِيَّةِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ فَحِينَ يُفَاخِرُ هؤُلَاءِ بِأَنَّهُمْ أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ،‏ غَالِبًا مَا يَقْصِدُونَ أَنَّهُمْ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلنَّزَاهَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هذِهِ ٱلصِّفَةَ مُهِمَّةٌ،‏ لٰكِنَّهَا مُجَرَّدُ وَجْهٍ وَاحِدٍ مِنْ أَوْجُهِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ فَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ تَشْمُلُ ٱلِٱسْتِقَامَةُ ٱلتَّمَامَ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ.‏ فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلْمُرْتَبِطَةُ بِكَلِمَةِ «ٱسْتِقَامَةٌ» تُشْتَقُّ مِنْ جَذْرٍ يَعْنِي:‏ سَلِيمٌ أَوْ لَا عَيْبَ فِيهِ.‏ وَإِحْدَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تُسْتَخْدَمُ لِوَصْفِ ٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي وَجَبَ تَقْدِيمُهَا لِيَهْوَه.‏ فَلَمْ يَكُنِ ٱلشَّخْصُ يَنَالُ رِضَى يَهْوَه إِلَّا إِذَا قَدَّمَ حَيَوَانًا سَلِيمًا أَوْ صَحِيحًا.‏ (‏اِقْرَأْ لاويين ٢٢:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏‏)‏ وَقَدْ شَجَبَ يَهْوَه بِشِدَّةٍ ٱلَّذِينَ تَجَاهَلُوا عَمْدًا شَرِيعَتَهُ بِتَقْدِيمِ حَيَوَانَاتٍ عَرْجَاءَ أَوْ عَمْيَاءَ أَوْ مَرِيضَةٍ.‏ —‏ مل ١:‏٦-‏٨‏.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ أَيُّ مَثَلَيْنِ يُظْهِرَانِ أَنَّنَا نُقَدِّرُ مَا هُوَ تَامٌّ؟‏ (‏ب)‏ فِي حَالَةِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ،‏ هَلْ تَتَطَلَّبُ ٱلِٱسْتِقَامَةُ ٱلْكَمَالَ،‏ وَأَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟‏

٥ إِنَّ فِكْرَةَ تَقْدِيرِ مَا هُوَ تَامٌّ وَٱلسَّعْيِ لِلْحُصُولِ عَلَيْهِ لَيْسَتْ أَمْرًا مُسْتَغْرَبًا.‏ مَثَلًا،‏ تَخَيَّلْ أَنَّ أَحَدَ هُوَاةِ جَمْعِ ٱلْكُتُبِ وَجَدَ كِتَابًا قَيِّمًا بَعْدَ عَنَاءٍ،‏ لكِنَّهُ ٱكْتَشَفَ أَنَّ بَعْضَ ٱلصَّفَحَاتِ ٱلْمُهِمَّةِ نَاقِصَةٌ مِنْهُ.‏ فَمَاذَا يَفْعَلُ؟‏ رُبَّمَا يُعِيدُهُ إِلَى ٱلرَّفِّ خَائِبَ ٱلْأَمَلِ.‏ أَوْ تَصَوَّرْ أَنَّ ٱمْرَأَةً تَمْشِي عَلَى ٱلشَّاطِئِ لِتَجْمَعَ بَعْضَ ٱلْأَصْدَافِ ٱلَّتِي قَذَفَتْهَا ٱلْأَمْوَاجُ.‏ فَإِذْ يَفْتِنُهَا تَنَوُّعُ وَجَمَالُ هذِهِ ٱلْأَصْدَافِ،‏ تَنْحَنِي مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ لِتَتَفَحَّصَ إِحْدَاهَا.‏ فَأَيَّةُ أَصْدَافٍ تَحْتَفِظُ بِهَا؟‏ اَلْأَصْدَافُ ٱلسَّلِيمَةُ ٱلَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا أَيُّ أَذًى.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَبْحَثُ ٱللهُ عَنْ أَشْخَاصٍ مُسْتَقِيمِينَ،‏ أَيْ تَامِّينَ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ.‏ —‏ ٢ اخ ١٦:‏٩‏.‏

٦ وَلكِنْ قَدْ تَتَسَاءَلُ:‏ هَلْ تَتَطَلَّبُ مِنَّا ٱلِٱسْتِقَامَةُ أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ؟‏ فَبِمَا أَنَّ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلنَّقْصَ أَفْسَدَانَا،‏ فَقَدْ نَظُنُّ أَنَّنَا أَشْبَهُ بِكِتَابٍ نَاقِصٍ أَوْ صَدَفَةٍ مُتَضَرِّرَةٍ.‏ فَهَلْ هذَا مَا تَشْعُرُ بِهِ أَحْيَانًا؟‏ إِذَا كَانَتْ هذِهِ حَالَكَ،‏ فَٱطْمَئِنَّ لِأَنَّ يَهْوَه لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ.‏ فَهُوَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَبَدًا مَا هُوَ فَوْقَ طَاقَتِنَا.‏ * (‏مز ١٠٣:‏١٤؛‏ يع ٣:‏٢‏)‏ لكِنَّهُ يَتَوَقَّعُ مِنَّا بِٱلتَّأْكِيدِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ إِذًا،‏ هَلْ هُنَالِكَ فَرْقٌ بَيْنَ ٱلْكَمَالِ وَٱلِٱسْتِقَامَةِ؟‏ نَعَمْ.‏ لِإِيضَاحِ ٱلْفَرْقِ،‏ إِلَيْكَ ٱلْمَثَلَ ٱلتَّالِيَ:‏ إِذَا كَانَ شَابٌّ يُحِبُّ فَتَاةً وَيَوَدُّ ٱلزَّوَاجَ بِهَا،‏ فَهُوَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنْهَا حَتْمًا أَنْ تَكُونَ كَامِلَةً.‏ إِلَّا أَنَّهُ يَتَوَقَّعُ دُونَ شَكٍّ أَنْ تُحِبَّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهَا،‏ أَيْ أَنْ تُكِنَّ ٱلْمَشَاعِرَ ٱلرُّومَنْطِيقِيَّةَ لَهُ وَحْدَهُ.‏ بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ،‏ يَهْوَه هُوَ «إِلٰهٌ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ».‏ (‏خر ٢٠:‏٥‏)‏ فَهُوَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ،‏ بَلْ أَنْ نُحِبَّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا،‏ مُقَدِّمِينَ ٱلْعِبَادَةَ لَهُ وَحْدَهُ.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تَعْنِي ٱلِٱسْتِقَامَةُ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏

٧ قَدْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا جَوَابُ يَسُوعَ حِينَ سُئِلَ مَا هِيَ أَهَمُّ كُلِّ ٱلْوَصَايَا.‏ (‏اِقْرَأْ مرقس ١٢:‏٢٨-‏٣٠‏.‏‏)‏ فَيَسُوعُ كَانَ يَعِيشُ بِمُقْتَضَى ٱلْجَوَابِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ.‏ فَقَدْ رَسَمَ مِثَالًا كَامِلًا فِي مَحَبَّةِ يَهْوَه بِكُلِّ ٱلْعَقْلِ وَٱلْقَلْبِ وَٱلنَّفْسِ وَٱلْقُوَّةِ.‏ كَمَا أَظْهَرَ أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ تُتَرْجَمُ مِنْ خِلَالِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلنَّابِعَةِ مِنْ دَافِعٍ نَقِيٍّ،‏ وَلَيْسَ بِوَاسِطَةِ ٱلْكَلَامِ فَقَطْ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نَتَّبِعَ خَطَوَاتِ يَسُوعَ.‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢١‏.‏

٨ إِذًا،‏ تَعْنِي ٱلِٱسْتِقَامَةُ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنْ نُقَدِّمَ ٱلتَّعَبُّدَ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ لِيَهْوَه ٱللهِ،‏ وَنُكَرِّسَ أَنْفُسَنَا لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ وَإِتْمَامِ قَصْدِهِ.‏ وَتَعْنِي ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ أَنْ نَسْعَى فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ إِلَى نَيْلِ رِضَاهُ،‏ وَذلِكَ بِتَبَنِّي نَظْرَتِهِ إِلَى ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ فَلْنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي ٱلْأَسْبَابَ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلَّتِي تَجْعَلُ هذَا ٱلْأَمْرَ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏

١-‏ اِسْتِقَامَتُنَا وَقَضِيَّةُ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ

٩ مَا عَلَاقَةُ ٱسْتِقَامَتِنَا بِقَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ؟‏

٩ إِنَّ سُلْطَانَ يَهْوَه لَا يَعْتَمِدُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.‏ فَسُلْطَانُهُ عَادِلٌ،‏ أَبَدِيٌّ،‏ وَكَوْنِيٌّ.‏ وَسَيَبْقَى كَذلِكَ مَهْمَا قَالَ أَوْ فَعَلَ أَيُّ مَخْلُوقٍ.‏ إِلَّا أَنَّهُ جَرَى ٱلطَّعْنُ فِي سُلْطَانِ يَهْوَه فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ يَلْزَمُ تَبْرِئَتُهُ —‏ أَيِ ٱلْإِثْبَاتُ أَنَّهُ بَارٌّ،‏ عَادِلٌ،‏ وَحُبِّيٌّ —‏ أَمَامَ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ.‏ وَنَحْنُ شُهُودَ يَهْوَه نَتَحَيَّنُ ٱلْفُرَصَ لِلتَّحَدُّثِ عَنْ سُلْطَانِ ٱللهِ ٱلْكَوْنِيِّ مَعَ كُلِّ مَنْ يُعِيرُنَا أُذُنًا صَاغِيَةً.‏ وَلكِنْ كَيْفَ نُظْهِرُ عَمَلِيًّا أَنَّنَا نَقِفُ إِلَى جَانِبِ يَهْوَه فِي قَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ؟‏ بِٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.‏

١٠ أَيَّةُ تُهْمَةٍ وَجَّهَهَا ٱلشَّيْطَانُ إِلَى ٱلْبَشَرِ بِشَأْنِ ٱسْتِقَامَتِهِمْ،‏ وَكَيْفَ تَشْعُرُونَ شَخْصِيًّا إِزَاءَ هذِهِ ٱلتُّهْمَةِ؟‏

١٠ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي.‏ اِدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ مَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ مَا مِنْ إِنْسَانٍ سَيُؤَيِّدُ سُلْطَانَ ٱللهِ،‏ أَنْ لَا أَحَدَ يَخْدِمُ يَهْوَه بِدَافِعٍ غَيْرِ أَنَانِيٍّ.‏ فَقَدْ قَالَ لِيَهْوَه أَمَامَ حَشْدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ:‏ «جِلْدٌ بِجِلْدٍ،‏ وَكُلُّ مَا لِلْإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ نَفْسِهِ».‏ (‏اي ٢:‏٤‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَمْ يُوَجِّهْ هذَا ٱلِٱتِّهَامَ إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلْبَارِّ أَيُّوبَ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا إِلَى ٱلْبَشَرِ عُمُومًا.‏ لِذَا يَدْعُو ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلشَّيْطَانَ «مُتَّهِمَ إِخْوَتِنَا».‏ (‏رؤ ١٢:‏١٠‏)‏ فَهُوَ يُعَيِّرُ يَهْوَه بِٱلِٱدِّعَاءِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَنْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ.‏ وَبِمَا أَنَّ هذَا ٱلِٱتِّهَامَ يَطَالُ جَمِيعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فَأَنْتَ مَعْنِيٌّ بِهِ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ يَدَّعِي أَنَّكَ سَتَخُونُ يَهْوَه كَيْ تَنْجُوَ بِجِلْدِكَ.‏ فَكَيْفَ تَشْعُرُ إِزَاءَ هذَا ٱلِٱتِّهَامِ؟‏ أَلَا تَتُوقُ إِلَى أَنْ تَتَسَنَّى لَكَ ٱلْفُرَصُ لِإِثْبَاتِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ هذَا مَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ بِٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تُوضِحُ كَيْفَ تَرْتَبِطُ قَرَارَاتُنَا ٱلْيَوْمِيَّةُ بِمَسْأَلَةِ ٱسْتِقَامَتِنَا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ هِيَ ٱمْتِيَازٌ لَنَا؟‏

١١ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ قَضِيَّةَ مُحَافَظَتِكَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تَجْعَلُ تَصَرُّفَاتِكَ وَخِيَارَاتِكَ ٱلْيَوْمِيَّةَ أَمْرًا بَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ فَكِّرْ مُجَدَّدًا فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلثَّلَاثِ ٱلْمَذْكُورَةِ آنِفًا.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِهؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ؟‏ إِنَّ ٱلصَّبِيَّ ٱلَّذِي يَتَعَرَّضُ لِسُخْرِيَةِ زُمَلَائِهِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ يُغْرَى بِإِطْلَاقِ ٱلْعِنَانِ لِغَضَبِهِ.‏ لكِنَّهُ يَتَذَكَّرُ هذَا ٱلْحَضَّ:‏ «لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلسُّخْطِ،‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹لِي ٱلِٱنْتِقَامُ،‏ أَنَا أُجَازِي،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ›».‏ (‏رو ١٢:‏١٩‏)‏ لِذلِكَ يَتْرُكُهُمْ وَيَبْتَعِدُ.‏ وَٱلزَّوْجُ ٱلَّذِي يُجْرِي ٱلْبَحْثَ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِتْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُشَاهِدَ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةً.‏ إِلَّا أَنَّهُ يَتَذَكَّرُ ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي تَتَضَمَّنُهُ كَلِمَاتُ أَيُّوبَ:‏ «عَهْدًا قَطَعْتُ مَعَ عَيْنَيَّ.‏ فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ؟‏».‏ (‏اي ٣١:‏١‏)‏ لِذَا عَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ،‏ يَأْبَى هذَا ٱلرَّجُلُ أَنْ يَسْمَحَ لِعَيْنَيْهِ بِٱلنَّظَرِ إِلَى صُوَرٍ إِبَاحِيَّةٍ،‏ تَمَامًا كَمَا يَأْبَى ٱلْمَرْءُ تَنَاوُلَ ٱلسُّمِّ.‏ أَمَّا ٱلْمَرْأَةُ،‏ ٱلَّتِي تَتَحَادَثُ مَعَ مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي يَبْتَدِئْنَ بِتَحْوِيلِ ٱلْحَدِيثِ إِلَى ثَرْثَرَةٍ مُؤْذِيَةٍ،‏ فَتَتَوَقَّفُ لَحْظَةً وَتَتَذَكَّرُ ٱلْوَصِيَّةَ:‏ «لِيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ فِي مَا هُوَ صَالِحٌ مِنْ أَجْلِ بُنْيَانِهِ».‏ (‏رو ١٥:‏٢‏)‏ فَٱلثَّرْثَرَةُ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَنْهَمِكَ فِيهَا لَيْسَتْ بَنَّاءَةً،‏ لَا تُعْطِي ٱنْطِبَاعًا إِيجَابِيًّا عَنْ أُخْتِهَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَلَا تُرْضِي أَبَاهَا ٱلسَّمَاوِيَّ.‏ وَهذَا مَا يَدْفَعُهَا إِلَى ضَبْطِ لِسَانِهَا وَتَغْيِيرِ ٱلْمَوْضُوعِ.‏

١٢ فِي كُلٍّ مِنْ هذِهِ ٱلْحَالَاتِ،‏ يَصْنَعُ ٱلْمَسِيحِيُّ خِيَارًا هُوَ بِمَثَابَةِ ٱلْقَوْلِ:‏ ‹يَهْوَه هُوَ حَاكِمِي.‏ وَسَأُحَاوِلُ فِعْلَ مَا يُرْضِيهِ فِي هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ›.‏ فَهَلْ تَصْنَعُ خِيَارَاتِكَ وَتَتَّخِذُ قَرَارَاتِكَ عَلَى هذَا ٱلْأَسَاسِ؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ أَنْتَ تُطِيعُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلْأَمْثَالِ ٢٧:‏١١‏:‏ «يَا ٱبْنِي،‏ كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي،‏ لِأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي».‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلَّذِي نَحْظَى بِهِ أَنْ نُفَرِّحَ قَلْبَ ٱللهِ!‏ أَفَلَيْسَتِ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا أَمْرًا جَدِيرًا بِٱلْعَنَاءِ؟‏

٢-‏ أَسَاسٌ لِلدَّيْنُونَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ

١٣ كَيْفَ تُظْهِرُ كَلِمَاتُ أَيُّوبَ وَدَاوُدَ أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ هِيَ ٱلْأَسَاسُ لِدَيْنُونَةِ يَهْوَه لَنَا؟‏

١٣ كَمَا رَأَيْنَا،‏ تُمَكِّنُنَا ٱلِٱسْتِقَامَةُ مِنِ ٱتِّخَاذِ مَوْقِفِنَا إِلَى جَانِبِ سُلْطَانِ يَهْوَه.‏ لِذلِكَ فَهِيَ ٱلْأَسَاسُ لِدَيْنُونَةِ ٱللهِ لَنَا.‏ وَهذَا مَا فَهِمَهُ أَيُّوبُ بِوُضُوحٍ.‏ (‏اِقْرَأْ ايوب ٣١:‏٦‏.‏‏)‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ ٱللهَ يَزِنُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ فِي «مِيزَانٍ دَقِيقٍ»،‏ مُسْتَعْمِلًا مِقْيَاسَهُ ٱلْكَامِلَ لِلْعَدْلِ كَيْ يُحَدِّدَ هَلْ نَحْنُ مُسْتَقِيمُونَ أَمْ لَا.‏ كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ،‏ قَالَ دَاوُدُ:‏ «يَهْوَهُ يُحَاكِمُ ٱلشُّعُوبَ.‏ اِقْضِ لِي يَا يَهْوَهُ بِحَسَبِ بِرِّي وَبِحَسَبِ ٱسْتِقَامَتِي ٱلَّتِي فِيَّ.‏ .‏ .‏ .‏ فَٱللهُ ٱلْبَارُّ يَمْتَحِنُ ٱلْقُلُوبَ وَٱلْكُلَى».‏ (‏مز ٧:‏٨،‏ ٩‏)‏ فَٱللهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْبُرَ غَوْرَ إِنْسَانِنَا ٱلدَّاخِلِيِّ،‏ ‹قَلْبِنَا وَكُلْيَتَيْنَا› ٱلْمَجَازِيَّةِ.‏ وَلكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَتَذَكَّرَ مَا يَبْحَثُ عَنْهُ يَهْوَه فِي أَعْمَاقِنَا.‏ فَكَمَا قَالَ دَاوُدُ،‏ يَهْوَه يَدِينُنَا عَلَى أَسَاسِ ٱسْتِقَامَتِنَا.‏

١٤ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَفْتَرِضَ أَنَّ طَبِيعَتَنَا ٱلنَّاقِصَةَ وَٱلْخَاطِئَةَ تَحُولُ دُونَ مُحَافَظَتِنَا عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟‏

١٤ وَيَهْوَه ٱللهُ يَفْحَصُ قُلُوبَ بَلَايِينِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْيَوْمَ.‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٩‏)‏ فَكَمْ مِنْهُمْ يَجِدُهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ؟‏ قِلَّةٌ قَلِيلَةٌ فَقَطْ.‏ وَلكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَفْتَرِضَ أَنَّ نَقْصَنَا يَحُولُ دُونَ مُحَافَظَتِنَا عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ بِٱلْعَكْسِ،‏ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلثِّقَةِ،‏ عَلَى غِرَارِ دَاوُدَ وَأَيُّوبَ،‏ أَنَّ يَهْوَه سَيَجِدُ أَنَّنَا نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا رَغْمَ نَقْصِنَا.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْكَمَالَ لَا يَضْمَنُ مُحَافَظَتَنَا عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ فَمِنْ بَيْنِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْكَامِلِينَ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ أَخْفَقَ ٱثْنَانِ (‏آدَمُ وَحَوَّاءُ)‏ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ بَرْهَنَ مَلَايِينُ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ أَنَّهُمْ مُسْتَقِيمُونَ.‏ وَأَنْتَ أَيْضًا يُمْكِنُكَ ذلِكَ.‏

٣-‏ ضَرُورِيَّةٌ لِتَحْقِيقِ رَجَائِنَا

١٥ كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ ضَرُورِيَّةٌ لِتَحْقِيقِ رَجَائِنَا؟‏

١٥ بِمَا أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ هِيَ ٱلْأَسَاسُ لِدَيْنُونَةِ ٱللهِ لَنَا،‏ فَهِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِرَجَائِنَا بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَهذَا مَا أَدْرَكَهُ دَاوُدُ.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ٤١:‏١٢‏.‏‏)‏ فَكَانَ لَدَيْهِ أَمَلٌ وَطِيدٌ أَنْ يَحْظَى بِعِنَايَةِ ٱللهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَكَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ،‏ كَانَ يَرْجُو أَنْ يَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ وَيَخْدُمَ يَهْوَه ٱللهَ وَيَسْتَمِرَّ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ.‏ وَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ كَيْ يَرَى تَحْقِيقَ رَجَائِهِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ إِذَا حَافَظْنَا عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا،‏ نَحْظَى بِدَعْمِ يَهْوَه وَبَرَكَتِهِ وَتَعْلِيمِهِ وَإِرْشَادِهِ.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ لِمَاذَا أَنْتُمْ شَخْصِيًّا مُصَمِّمُونَ أَنْ تُحَافِظُوا عَلَى ٱسْتِقَامَتِكُمْ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَتُنَاقِشُهَا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٦ وَٱلرَّجَاءُ ضَرُورِيٌّ أَيْضًا لِسَعَادَتِنَا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ.‏ فَهُوَ يُوَلِّدُ فِينَا شُعُورًا بِٱلْفَرَحِ كَيْ نَتَمَكَّنَ مِنِ ٱجْتِيَازِ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ.‏ كَمَا أَنَّهُ يَعْمَلُ عَلَى حِمَايَةِ تَفْكِيرِنَا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَبِّهُ ٱلرَّجَاءَ بِخُوذَةٍ.‏ (‏١ تس ٥:‏٨‏)‏ فَتَمَامًا كَمَا تَحْمِي ٱلْخُوذَةُ رَأْسَ ٱلْجُنْدِيِّ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ،‏ يَحْمِي ٱلرَّجَاءُ ذِهْنَنَا مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلسَّلْبِيِّ ٱلْمُتَشَائِمِ ٱلَّذِي يُرَوِّجُهُ ٱلشَّيْطَانُ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْقَدِيمِ ٱلْآيِلِ إِلَى ٱلزَّوَالِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ حَيَاتَنَا تَكُونُ بِلَا مَعْنًى إِذَا فَقَدْنَا ٱلرَّجَاءَ.‏ لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا بِكُلِّ إِخْلَاصٍ،‏ مُتَأَمِّلِينَ مَلِيًّا إِنْ كُنَّا نُعْرِبُ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ هُوَ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِنَا ٱلرَّجَاءُ ٱلْمُرْتَبِطُ بِهَا.‏ فَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَبَدًا أَنَّهُ بِمُحَافَظَتِكَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تُؤَيِّدُ سُلْطَانَ يَهْوَه وَتَحْمِي رَجَاءَكَ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تُحَافِظَ دَائِمًا عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ.‏

١٧ بِمَا أَنَّ ٱلِٱسْتِقَامَةَ مُهِمَّةٌ إِلَى هذِهِ ٱلدَّرَجَةِ،‏ يَجِبُ أَنْ نُنَاقِشَ أَسْئِلَةً أُخْرَى ذَاتَ عَلَاقَةٍ.‏ فَكَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟‏ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَيْهَا؟‏ وَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا لَمْ يُحَافِظِ ٱلْمَرْءُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ؟‏ سَتُعَالِجُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 6‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «كُونُوا كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِلٌ».‏ (‏مت ٥:‏٤٨‏)‏ فَكَانَ يُدْرِكُ أَنَّ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ بِمَقْدُورِهِمْ أَنْ يَكُونُوا كَامِلِينَ،‏ أَيْ تَامِّينَ،‏ بِشَكْلٍ نِسْبِيٍّ.‏ فَبِإِمْكَانِنَا إِطَاعَةُ ٱلْوَصِيَّةِ أَنْ نَكُونَ أَسْخِيَاءَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْآخَرِينَ،‏ وَبِذلِكَ نُرْضِي ٱللهَ.‏ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ يَهْوَه هُوَ كَامِلٌ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ.‏ فَفِي حَالَتِهِ،‏ تَنْطَوِي كَلِمَةُ «ٱلِٱسْتِقَامَةُ» أَيْضًا عَلَى فِكْرَةِ ٱلْكَمَالِ.‏ —‏ مز ١٨:‏٣٠‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• مَا هِيَ ٱلِٱسْتِقَامَةُ؟‏

‏• مَا عَلَاقَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ بِقَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ؟‏

‏• كَيْفَ تَكُونُ ٱلِٱسْتِقَامَةُ أَسَاسًا لِرَجَائِنَا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ٥]‏

نُوَاجِهُ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ حَالَاتٍ عَدِيدَةً تُشَكِّلُ تَحَدِّيًا لِٱسْتِقَامَتِنَا