الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اقوال يسوع تعزز السعادة

اقوال يسوع تعزز السعادة

أَقْوَالُ يَسُوعَ تُعَزِّزُ ٱلسَّعَادَةَ

‏‹صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْجَبَلِ،‏ وَأَتَى إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ،‏ فَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ›.‏ —‏ مت ٥:‏١،‏ ٢‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَتَى وَأَيْنَ أَلْقَى يَسُوعُ مَوْعِظَتَهُ عَلَى ٱلْجَبَلِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَسْتَهِلُّ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْخُطْبَةَ؟‏

إِنَّهَا سَنَةُ ٣١ ب‌م،‏ وَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَوْعِدُ ٱلْفِصْحِ.‏ فَيَقْطَعُ يَسُوعُ جَوْلَتَهُ ٱلْكِرَازِيَّةَ فِي ٱلْجَلِيلِ لِيُعَيِّدَ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ (‏يو ٥:‏١‏)‏ وَلَدَى عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ،‏ يَخْتَارُ رُسُلَهُ ٱلـ‍ ١٢ بَعْدَ أَنْ يَقْضِيَ ٱللَّيْلَ كُلَّهُ وَهُوَ يُصَلِّي.‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ يَشْفِي ٱلْمَرْضَى بَيْنَ ٱلْجَمْعِ ٱلَّذِي ٱحْتَشَدَ إِلَيْهِ.‏ ثُمَّ يَجْلِسُ عَلَى مُنْحَدَرٍ مِنَ ٱلْجَبَلِ،‏ بِحُضُورِ تَلَامِيذِهِ وَغَيْرِهِمْ،‏ وَيَبْدَأُ بِتَعْلِيمِهِمْ.‏ —‏ مت ٤:‏٢٣–‏٥:‏٢؛‏ لو ٦:‏١٢-‏١٩‏.‏

٢ يَسْتَهِلُّ يَسُوعُ خُطْبَتَهُ —‏ ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ —‏ بِتِسْعِ عِبَارَاتٍ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ تَنْجُمُ عَنِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْجَيِّدَةِ بِٱللهِ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٥:‏١-‏١٢‏.‏‏)‏ فَٱلسَّعَادَةُ،‏ كَمَا يُعَرِّفُهَا أَحَدُ ٱلْقَوَامِيسِ،‏ هِيَ «حَالَةُ ٱرْتِيَاحٍ تَامٍّ وَشُعُورٍ دَاخِلِيٍّ عَمِيقٍ بِٱلرِّضَى وَٱلْقَنَاعَةِ [فَضْلًا عَنِ] ٱلسُّرُورِ وَٱلِٱنْبِسَاطِ».‏ وَٱلْعِبَارَاتُ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا يَسُوعُ تُشَدِّدُ عَلَى ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَجْعَلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سُعَدَاءَ،‏ وَهِيَ لَا تَزَالُ نَافِعَةً ٱلْيَوْمَ مِثْلَمَا كَانَتْ مُنْذُ نَحْوِ ٢٬٠٠٠ سَنَةٍ.‏ فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي هذِهِ ٱلْعِبَارَاتِ وَاحِدَةً فَوَاحِدَةً.‏

‏«اَلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ»‏

٣ مَا مَعْنَى إِدْرَاكِ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

٣ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ،‏ فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ ‏(‏مت ٥:‏٣‏)‏ إِنَّ «ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ» يَشْعُرُونَ بِعَوَزِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ وَحَاجَتِهِمْ إِلَى رَحْمَةِ ٱللهِ.‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ مَا سِرُّ سَعَادَةِ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا سَدُّ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

٤ وَسَعَادَةُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ مَرَدُّهَا إِلَى أَنَّ «لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ فَقُبُولُ يَسُوعَ بِصِفَتِهِ ٱلْمَسِيَّا أَتَاحَ لِتَلَامِيذِهِ ٱلْأَوَّلِينَ فُرْصَةَ ٱلْمُشَارَكَةِ مَعَهُ فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ (‏لو ٢٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ لكِنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَقًّا حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ وَٱعْتِمَادَهُمْ عَلَى ٱللهِ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَكُونُوا سُعَدَاءَ،‏ سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُهُمُ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلسَّمَاءِ كَشُرَكَاءَ لِلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ أَوِ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

٥ وَلكِنْ،‏ لَا يُدْرِكُ ٱلْجَمِيعُ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ،‏ لِأَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَقِرُونَ إِلَى ٱلْإِيمَانِ وَلَا يُقَدِّرُونَ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُقَدَّسَةَ.‏ (‏٢ تس ٣:‏١،‏ ٢؛‏ عب ١٢:‏١٦‏)‏ أَمَّا نَحْنُ فَيُمْكِنُنَا سَدُّ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱجْتِهَادٍ وَٱلِٱشْتِرَاكِ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِٱنْتِظَامٍ.‏ —‏ مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ عب ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

اَلنَّائِحُونَ «سُعَدَاءُ»‏

٦ مَنْ هُمُ «ٱلنَّائِحُونَ»،‏ وَلِمَاذَا هُمْ «سُعَدَاءُ»؟‏

٦ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلنَّائِحُونَ،‏ فَإِنَّهُمْ يُعَزَّوْنَ».‏ ‏(‏مت ٥:‏٤‏)‏ إِنَّ ‹ٱلنَّائِحِينَ› وَ «ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ» يَنْتَمُونَ إِلَى ٱلْفِئَةِ نَفْسِهَا.‏ فَهُمْ لَا يَنُوحُونَ تَشَكِّيًا مِنْ نَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ بَلْ حُزْنًا عَلَى طَبِيعَتِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ وَٱلْأَحْوَالِ ٱلنَّاجِمَةِ عَنِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ وَلِمَاذَا هُمْ «سُعَدَاءُ»؟‏ لِأَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ،‏ وَيَنَالُونَ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنْ عَلَاقَتِهِمِ ٱلْجَيِّدَةِ بِيَهْوَه.‏ —‏ يو ٣:‏٣٦‏.‏

٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ شُعُورُنَا حِيَالَ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

٧ فَهَلْ نَنُوحُ إِفْرَادِيًّا عَلَى ٱلْإِثْمِ ٱلْمُتَفَشِّي فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ وَمَا هُوَ شُعُورُنَا ٱلْحَقِيقِيُّ حِيَالَ مَا يَعْرِضُهُ ٱلْعَالَمُ عَلَيْنَا؟‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «كُلُّ مَا فِي ٱلْعَالَمِ —‏ شَهْوَةُ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةُ ٱلْعُيُونِ وَٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ —‏ لَيْسَ مِنَ ٱلْآبِ».‏ (‏١ يو ٢:‏١٦‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ رُوحِيَّاتِنَا تَتَآكَلُ بِفِعْلِ «رُوحِ ٱلْعَالَمِ»،‏ ٱلْقُوَّةِ ٱلْمُحَرِّكَةِ ٱلَّتِي تَسُودُ ٱلْمُجْتَمَعَ ٱلْبَشَرِيَّ ٱلْبَعِيدَ عَنِ ٱللهِ؟‏ عِنْدَئِذٍ،‏ فَلْنُصَلِّ بِحَرَارَةٍ وَنَدْرُسْ كَلِمَةَ ٱللهِ وَنَطْلُبْ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ.‏ وَمَهْمَا كَانَ سَبَبُ شِدَّتِنَا،‏ ‹فَسَنَتَعَزَّى› حِينَ نَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَه.‏ —‏ ١ كو ٢:‏١٢؛‏ مز ١١٩:‏٥٢؛‏ يع ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

مَا أَسْعَدَ «ٱلْوُدَعَاءَ»!‏

٨،‏ ٩ مَا هِيَ ٱلْوَدَاعَةُ،‏ وَلِمَاذَا ٱلْوُدَعَاءُ سُعَدَاءُ؟‏

٨ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْوُدَعَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ».‏ ‏(‏مت ٥:‏٥‏)‏ لَيْسَتِ «ٱلْوَدَاعَةُ»،‏ أَوِ ٱلْحِلْمُ،‏ مُرَادِفًا لِلضَّعْفِ أَوْ مُجَرَّدَ قِنَاعٍ مِنَ ٱللُّطْفِ ٱلْمُصْطَنَعِ.‏ (‏١ تي ٦:‏١١‏)‏ بَلْ هِيَ صِفَةٌ نُعْرِبُ عَنْهَا بِفِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللهِ وَقُبُولِ إِرْشَادِهِ.‏ كَمَا أَنَّهَا تَتَجَلَّى فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَغَيْرِهِمْ.‏ وَإِعْرَابُنَا عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ يَتَطَلَّبُ تَطْبِيقَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ.‏ —‏ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٧-‏١٩‏.‏

٩ وَلِمَاذَا ٱلْوُدَعَاءُ سُعَدَاءُ؟‏ لِأَنَّهُمْ،‏ كَمَا قَالَ يَسُوعُ،‏ «يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ».‏ وَيَسُوعُ —‏ مِثَالُ ٱلْوَدَاعَةِ —‏ هُوَ ٱلْوَارِثُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِلْأَرْضِ.‏ (‏مز ٢:‏٨؛‏ مت ١١:‏٢٩؛‏ عب ٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَلكِنْ هُنَاكَ وُدَعَاءُ آخَرُونَ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ مَعَهُ،‏ وَهُمْ «شُرَكَاءُ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ».‏ (‏رو ٨:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وَفَضْلًا عَنْ هؤُلَاءِ،‏ سَيَتَمَتَّعُ حُلَمَاءُ آخَرُونَ كَثِيرُونَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلْأَرْضِيِّ لِمَلَكُوتِ يَسُوعَ.‏ —‏ مز ٣٧:‏١٠،‏ ١١‏.‏

١٠ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلنَّقْصُ فِي ٱلْوَدَاعَةِ فِي ٱمْتِيَازَاتِ خِدْمَتِنَا وَعَلَاقَتِنَا بِٱلْآخَرِينَ؟‏

١٠ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلْوَدَاعَةِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا إِذَا كُنَّا بِطَبْعِنَا تَهَجُّمِيِّينَ أَوْ عِدَائِيِّينَ؟‏ إِنَّ هذِهِ ٱلرُّوحَ يُمْكِنُ أَنْ تُنَفِّرَ ٱلنَّاسَ مِنَّا.‏ وَٱلْأَخُ ٱلَّذِي يَبْتَغِي مَسْؤُولِيَّةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ لَا يَتَأَهَّلُ لَهَا إِذَا ٱمْتَلَكَ هذِهِ ٱلصِّفَةَ.‏ (‏١ تي ٣:‏١،‏ ٣‏)‏ وَقَدْ أَوْصَى بُولُسُ تِيطُسَ أَنْ يُذَكِّرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كِرِيتَ بِٱسْتِمْرَارٍ أَنْ «يَكُونُوا غَيْرَ تَهَجُّمِيِّينَ،‏ مُتَعَقِّلِينَ،‏ مُعْرِبِينَ عَنْ كُلِّ وَدَاعَةٍ نَحْوَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ».‏ (‏تي ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ فَيَا لَهذِهِ ٱلصِّفَةِ مِنْ بَرَكَةٍ لِلْآخَرِينَ!‏

اَلْجِيَاعُ إِلَى «ٱلْبِرِّ»‏

١١-‏١٣ (‏أ)‏ مَا هُوَ ٱلْجُوعُ وَٱلْعَطَشُ إِلَى ٱلْبِرِّ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ «يُشْبَعُ» ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ إِلَى ٱلْبِرِّ؟‏

١١ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ إِلَى ٱلْبِرِّ،‏ فَإِنَّهُمْ يُشْبَعُونَ».‏ ‏(‏مت ٥:‏٦‏)‏ إِنَّ «ٱلْبِرَّ» ٱلَّذِي قَصَدَهُ يَسُوعُ هُوَ كُلُّ فِعْلٍ مَرْضِيٍّ وَٱلطَّاعَةُ لِشَرِيعَةِ ٱللهِ وَمَشِيئَتِهِ.‏ وَصَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ قَالَ إِنَّهُ ‹ٱنْسَحَقَ شَوْقًا› إِلَى أَحْكَامِ ٱللهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ (‏مز ١١٩:‏٢٠‏)‏ فَهَلْ نُقَدِّرُ ٱلْبِرَّ تَقْدِيرًا رَفِيعًا بِحَيْثُ نَجُوعُ وَنَعْطَشُ إِلَيْهِ؟‏

١٢ لَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلْجِيَاعَ وَٱلْعِطَاشَ إِلَى ٱلْبِرِّ سُعَدَاءُ لِأَنَّهُمْ «يُشْبَعُونَ».‏ وَهذَا ٱلْأَمْرُ أَصْبَحَ مُمْكِنًا بَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ لِأَنَّ رُوحَ يَهْوَه ٱلْقُدُسَ بَدَأَ آنَذَاكَ «يُقَدِّمُ لِلْعَالَمِ دَلِيلًا مُقْنِعًا عَلَى .‏ .‏ .‏ ٱلْبِرِّ».‏ (‏يو ١٦:‏٨‏)‏ فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ أَوْحَى ٱللهُ إِلَى أُنَاسٍ أَنْ يُدَوِّنُوا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ،‏ وَهِيَ نَافِعَةٌ جِدًّا ‹لِلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ›.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦‏)‏ كَمَا أَنَّ رُوحَ ٱللهِ يُمَكِّنُنَا مِنْ ‹لُبْسِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ فِي ٱلْبِرِّ ٱلْحَقِيقِيِّ›.‏ (‏اف ٤:‏٢٤‏)‏ أَوَلَيْسَ مُعَزِّيًا أَيْضًا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ ٱلتَّائِبِينَ ٱلَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ مَغْفِرَةَ خَطَايَاهُمْ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ يُمْكِنُهُمْ حِيَازَةُ مَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ ٱللهِ؟‏ —‏ اِقْرَأْ روما ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

١٣ وَإِذَا كَانَ رَجَاؤُنَا أَرْضِيًّا،‏ فَإِنَّ جُوعَنَا وَعَطَشَنَا إِلَى ٱلْبِرِّ سَيُشْبَعَانِ كَامِلًا حِينَ نَحْصُلُ عَلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي عَالَمٍ بَارٍّ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَلْيَكُنْ تَصْمِيمُنَا،‏ فِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ أَنْ نَحْيَا بِمُوجَبِ مَقَايِيسِ يَهْوَه،‏ وَذلِكَ ٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ ‹دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ وَبِرِّ ٱللهِ›.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ فَفِعْلُنَا ذلِكَ يُبْقِينَا مَشْغُولِينَ بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ وَيَمْلَأُ قُلُوبَنَا سَعَادَةً حَقِيقِيَّةً.‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٥٨‏.‏

لِمَ «ٱلرُّحَمَاءُ» سُعَدَاءُ؟‏

١٤،‏ ١٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلرَّحْمَةَ،‏ وَلِمَاذَا «ٱلرُّحَمَاءُ» سُعَدَاءُ؟‏

١٤ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ».‏ ‏(‏مت ٥:‏٧‏)‏ إِنَّ ٱلْحَافِزَ ٱلَّذِي يَدْفَعُ «ٱلرُّحَمَاءَ» هُوَ ٱلرَّأْفَةُ وَٱلشَّفَقَةُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ فَقَدِ ٱنْدَفَعَ يَسُوعُ إِلَى صُنْعِ عَجَائِبَ لِإِرَاحَةِ كَثِيرِينَ مِنْ آلَامِهِمْ لِأَنَّهُ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ.‏ (‏مت ١٤:‏١٤‏)‏ وَتَتَجَلَّى ٱلرَّحْمَةُ حِينَ يَغْفِرُ ٱلنَّاسُ لِمَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ،‏ كَمَا يَغْفِرُ يَهْوَه لِلتَّائِبِينَ بِدَافِعِ رَحْمَتِهِ.‏ (‏خر ٣٤:‏٦،‏ ٧؛‏ مز ١٠٣:‏١٠‏)‏ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلرَّحْمَةِ بِكَلَامِنَا وَأَعْمَالِنَا ٱللَّطِيفَةِ ٱلَّتِي تُرِيحُ ٱلْمَحْرُومِينَ.‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلرَّائِعَةِ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لَهُمْ هِيَ إِخْبَارُهُمْ بِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَقَدْ أَشْفَقَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ،‏ «فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً».‏ —‏ مر ٦:‏٣٤‏.‏

١٥ لَدَيْنَا أَكْثَرُ مِنْ سَبَبٍ يَدْفَعُنَا أَنْ نُثَنِّيَ عَلَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ».‏ فَإِذَا عَامَلْنَا ٱلْآخَرِينَ بِرَحْمَةٍ،‏ فَسَيُعَامِلُونَنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِٱلْمِثْلِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ تَنْتَصِرُ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ إِذَا قَرَّرَ ٱللهُ وَقْتَ ٱلدَّيْنُونَةِ أَنْ يَرْحَمَنَا نَظَرًا إِلَى أَعْمَالِ ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي صَنَعْنَاهَا لِلْآخَرِينَ.‏ (‏يع ٢:‏١٣‏)‏ فَٱلرُّحَمَاءُ هُمُ ٱلْوَحِيدُونَ ٱلَّذِينَ تُغْفَرُ خَطَايَاهُمْ وَيَنَالُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ —‏ مت ٦:‏١٥‏.‏

لِمَ «أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ» سُعَدَاءُ؟‏

١٦ مَا هِيَ ‹نَقَاوَةُ ٱلْقَلْبِ›،‏ وَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ «أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ» أَنْ ‹يَرَوُا ٱللهَ›؟‏

١٦ ‏«سُعَدَاءُ هُمْ أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ،‏ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ ٱللهَ».‏ ‏(‏مت ٥:‏٨‏)‏ تَنْعَكِسُ ‹نَقَاوَةُ ٱلْقَلْبِ› فِي عَلَاقَاتِنَا،‏ رَغَبَاتِنَا وَتَفْضِيلَاتِنَا،‏ وَدَوَافِعِنَا.‏ فَأَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ «مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ».‏ (‏١ تي ١:‏٥‏)‏ وَهذِهِ ٱلنَّقَاوَةُ ٱلدَّاخِلِيَّةُ تَجْعَلُنَا ‹نَرَى ٱللهَ›.‏ وَلَا يَعْنِي ذلِكَ بِٱلضَّرُورَةِ رُؤْيَةَ يَهْوَه حَرْفِيًّا،‏ لِأَنَّهُ ‹مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَرَى ٱللهَ وَيَعِيشُ›.‏ (‏خر ٣٣:‏٢٠‏)‏ فَيُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَرَى ٱللهَ› بِٱلتَّعَلُّمِ عَنْ يَسُوعَ ٱلَّذِي ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ:‏ «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا» لِأَنَّهُ عَكَسَ كَامِلًا شَخْصِيَّةَ ٱللهِ.‏ (‏يو ١٤:‏٧-‏٩‏)‏ وَكَعُبَّادٍ لِيَهْوَه عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ يُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ ‹نَرَى ٱللهَ› بِرُؤْيَةِ مَا يَفْعَلُهُ لِأَجْلِنَا.‏ (‏اي ٤٢:‏٥‏)‏ أَمَّا ذُرْوَةُ إِتْمَامِ هذِهِ ٱلْآيَةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فَسَتَتَحَقَّقُ بِرُؤْيَةِ أَبِيهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ فِعْلِيًّا حِينَ يُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ.‏ —‏ ١ يو ٣:‏٢‏.‏

١٧ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا نَقَاوَةُ ٱلْقَلْبِ؟‏

١٧ لَا يَتَأَمَّلُ ٱلْقَلْبُ ٱلنَّقِيُّ فِي مَا هُوَ نَجِسٌ عِنْدَ يَهْوَه،‏ لِأَنَّهُ طَاهِرٌ أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا.‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٩؛‏ اش ٥٢:‏١١‏)‏ وَإِذَا كُنَّا أَنْقِيَاءَ ٱلْقَلْبِ،‏ تَكُونُ ٱلطَّهَارَةُ وَٱلنَّقَاوَةُ سِمَةَ أَقْوَالِنَا وَأَعْمَالِنَا،‏ كَمَا تَكُونُ خِدْمَتُنَا لِيَهْوَه خَالِيَةً مِنْ أَيِّ رِيَاءٍ.‏

‏«اَلْمُسَالِمُونَ» يَصِيرُونَ أَبْنَاءَ ٱللهِ

١٨،‏ ١٩ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ «ٱلْمُسَالِمُونَ»؟‏

١٨ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُسَالِمُونَ،‏ فَإِنَّهُمْ ‹أَبْنَاءَ ٱللهِ› يُدْعَوْنَ».‏ ‏(‏مت ٥:‏٩‏)‏ يُعْرَفُ «ٱلْمُسَالِمُونَ» مِنَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي يَقُومُونَ بِهَا أَوْ يَمْتَنِعُونَ عَنْهَا.‏ فَإِذَا كُنَّا مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ قَصَدَهُمْ يَسُوعُ بِكَلَامِهِ،‏ نُسَالِمُ ٱلْآخَرِينَ وَ ‹لَا نَرُدُّ عَلَى ٱلْأَذِيَّةِ بِأَذِيَّةٍ›،‏ بَلْ ‹نَسْعَى دَائِمًا فِي أَثَرِ مَا هُوَ صَالِحٌ لِلْآخَرِينَ›.‏ —‏ ١ تس ٥:‏١٥‏.‏

١٩ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ فِي مَتَّى ٥:‏٩ إِلَى ‹مُسَالِمِينَ› تَعْنِي حَرْفِيًّا «صَانِعِي سَلَامٍ».‏ فَلِكَيْ نُحْسَبَ بَيْنَ ٱلْمُسَالِمِينَ،‏ يَجِبُ أَنْ نُرَوِّجَ ٱلسَّلَامَ فِعْلِيًّا.‏ فَصَانِعُو ٱلسَّلَامِ لَا يُقْدِمُونَ عَلَى أَمْرٍ «يُفَرِّقُ مَنْ بَيْنَهُمْ أُلْفَةٌ».‏ (‏ام ١٦:‏٢٨‏)‏ كَمَا أَنَّهُمْ يَقُومُونَ بِخُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةٍ ‹لِلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مَعَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›.‏ —‏ عب ١٢:‏١٤‏.‏

٢٠ مَنْ هُمْ «أَبْنَاءُ ٱللهِ» ٱلْآنَ،‏ وَمَنْ أَيْضًا يَصِيرُونَ أَوْلَادَهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ؟‏

٢٠ يَنْعَمُ ٱلْمُسَالِمُونَ بِٱلسَّعَادَةِ لِأَنَّهُمْ «‹أَبْنَاءَ ٱللهِ› يُدْعَوْنَ».‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ هُمْ «أَبْنَاءُ ٱللهِ» لِأَنَّ يَهْوَه قَدْ تَبَنَّاهُمْ.‏ وَهُمْ يَتَمَتَّعُونَ مُنْذُ ٱلْآنَ بِعَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِيَهْوَه كَأَوْلَادٍ لَهُ لِأَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْمَسِيحِ وَيَعْبُدُونَ بِإِخْلَاصٍ «إِلٰهَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلسَّلَامِ».‏ (‏٢ كو ١٣:‏١١؛‏ يو ١:‏١٢‏)‏ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي ‹خِرَافِ يَسُوعَ ٱلْأُخَرِ› ٱلْمُسَالِمِينَ؟‏ هؤُلَاءِ سَيُصْبِحُ ٱلْمَسِيحُ «أَبًا أَبَدِيًّا» لَهُمْ فِي حُكْمِهِ ٱلْأَلْفِيِّ،‏ لكِنَّهُمْ سَيَصِيرُونَ أَوْلَادَ ٱللهِ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ فِي نِهَايَةِ ٱلْأَلْفِ سَنَةٍ حِينَ يَخْضَعُ ٱلْمَسِيحُ نَفْسُهُ لِيَهْوَه.‏ —‏ يو ١٠:‏١٦؛‏ اش ٩:‏٦؛‏ رو ٨:‏٢١؛‏ ١ كو ١٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

٢١ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ إِنْ كُنَّا «نَعِيشُ بِٱلرُّوحِ»؟‏

٢١ سَتَكُونُ ٱلرُّوحُ ٱلْمُسَالِمَةُ إِحْدَى مَزَايَانَا ٱلْبَارِزَةِ إِنْ كُنَّا «نَعِيشُ بِٱلرُّوحِ».‏ وَلَنْ «نُنَافِسَ بَعْضُنَا بَعْضًا» أَوْ ‹نَسْتَفِزَّ بَعْضُنَا بَعْضًا›.‏ (‏غل ٥:‏٢٢-‏٢٦‏؛‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ بَلْ نَسْعَى إِلَى ‹مُسَالَمَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›.‏ —‏ رو ١٢:‏١٨‏.‏

سُعَدَاءُ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ!‏

٢٢-‏٢٤ (‏أ)‏ مَاذَا يُفَسِّرُ سَعَادَةَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ؟‏

٢٢ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُضْطَهَدُونَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ،‏ فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ ‏(‏مت ٥:‏١٠‏)‏ وَقَدْ وَسَّعَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْفِكْرَةَ،‏ فَأَضَافَ ٱلْعِبَارَةَ ٱلتَّاسِعَةَ قَائِلًا:‏ ‏«سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى عَيَّرُوكُمْ وَٱضْطَهَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ شَتَّى ٱلشُّرُورِ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ.‏ اِفْرَحُوا وَٱطْفِرُوا مِنَ ٱلْفَرَحِ،‏ لِأَنَّ مُكَافَأَتَكُمْ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ فَإِنَّهُمْ هٰكَذَا ٱضْطَهَدُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ».‏ ‏—‏ مت ٥:‏١١،‏ ١٢‏.‏

٢٣ نَتَوَقَّعُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيَّينَ،‏ عَلَى غِرَارِ أَنْبِيَاءِ ٱللهِ ٱلْقُدَمَاءِ،‏ أَنْ نُعَيَّرَ وَنُضْطَهَدَ وَتُقَالَ عَلَيْنَا ٱلْأَكَاذِيبُ «مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ».‏ لكِنَّنَا بِٱحْتِمَالِنَا هذِهِ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ بِأَمَانَةٍ سَنَنْعَمُ بِٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ إِرْضَاءِ يَهْوَه وَإِكْرَامِهِ.‏ (‏١ بط ٢:‏١٩-‏٢١‏)‏ فَتَأَلُّمُنَا لَا يُقَلِّلُ مِنْ فَرَحِنَا بِخِدْمَةِ يَهْوَه ٱلْآنَ وَلَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ إِنَّهُ لَا يُنَقِّصُ مِنَ ٱلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي سَيَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْحُكَّامُ ٱلْمُشَارِكُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَلَا مِنْ فَرَحِ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِينَ سَيَنَالُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَهذِهِ ٱلْبَرَكَاتُ تَدُلُّ عَلَى رِضَى ٱللهِ وَخَيْرِهِ وَكَرَمِهِ.‏

٢٤ تَحْتَوِي ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلدُّرُوسِ ٱلْقَيِّمَةِ.‏ وَسَنُنَاقِشُ بَعْضًا مِنْهَا فِي ٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ وَسَنَتَأَمَّلُ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ أَقْوَالِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ هذِهِ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• مَا سِرُّ سَعَادَةِ «ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ»؟‏

‏• مَاذَا يُفَسِّرُ سَعَادَةَ «ٱلْوُدَعَاءِ»؟‏

‏• لِمَاذَا يَكُونُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ سُعَدَاءَ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ؟‏

‏• أَيٌّ مِنْ عِبَارَاتِ يَسُوعَ ٱلتِّسْعِ أَثَّرَتْ فِيكُمْ خُصُوصًا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

اَلْعِبَارَاتُ ٱلتِّسْعُ ٱلَّتِي شَدَّدَ فِيهَا يَسُوعُ عَلَى أَسْبَابِ ٱلسَّعَادَةِ لَا تَزَالُ نَافِعَةً ٱلْيَوْمَ مِثْلَمَا كَانَتْ فِي أَيَّامِهِ

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلرَّائِعَةِ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلْآخَرِينَ هِيَ إِخْبَارُهُمْ بِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ