الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل تؤثر اقوال يسوع في صلواتك؟‏

هل تؤثر اقوال يسوع في صلواتك؟‏

هَلْ تُؤَثِّرُ أَقْوَالُ يَسُوعَ فِي صَلَوَاتِكَ؟‏

‏«لَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَقْوَالَ،‏ ذَهِلَتِ ٱلْجُمُوعُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ».‏ —‏ مت ٧:‏٢٨‏.‏

١،‏ ٢ لِمَاذَا ذَهِلَتِ ٱلْجُمُوعُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِ يَسُوعَ؟‏

تَسْتَحِقُّ أَقْوَالُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ ٱبْنِ ٱللهِ ٱلْمَوْلُودِ ٱلْوَحِيدِ،‏ كُلَّ قُبُولٍ مِنَّا،‏ وَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُطَبِّقَهَا فِي حَيَاتِنَا.‏ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ غَيْرُهُ بِمِثْلِ كَلَامِهِ.‏ وَقَدْ ذَهِلَ ٱلنَّاسُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٧:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

٢ فَٱبْنُ يَهْوَه لَمْ يُعَلِّمْ كَٱلْكَتَبَةِ ٱلَّذِينَ أَسَّسُوا خُطَبَهُمُ ٱلْمُطْنَبَةَ عَلَى تَعَالِيمِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ بَلْ عَلَّمَ «كَمَنْ لَهُ سُلْطَةٌ» لِأَنَّ كَلَامَهَ كَانَ مِنَ ٱللهِ.‏ (‏يو ١٢:‏٥٠‏)‏ فَلْنَتَأَمَّلْ كَيْفَ يُمْكِنُ وَيَجِبُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي صَلَوَاتِنَا أَقْوَالُ يَسُوعَ ٱلْأُخْرَى فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏

لَا تُصَلِّ كَٱلْمُرَائِينَ

٣ مَا فَحْوَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:‏٥‏؟‏

٣ اَلصَّلَاةُ إِلَى يَهْوَه جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ وَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ مُنْتَظِمَةً.‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تُؤَثِّرَ فِيهَا أَقْوَالُ يَسُوعَ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏ ‏«مَتَى صَلَّيْتُمْ فَلَا تَكُونُوا كَٱلْمُرَائِينَ،‏ لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِيَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ.‏ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ».‏ ‏—‏ مت ٦:‏٥‏.‏

٤-‏٦ (‏أ)‏ لِمَ أَحَبَّ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَنْ يُصَلُّوا «وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ»؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ‹ٱسْتَوْفَى هؤُلَاءِ ٱلْمُرَاؤُونَ مُكَافَأَتَهُمْ›؟‏

٤ كَانَ عَلَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ،‏ وَهُمْ يُصَلُّونَ،‏ أَلَّا يَكُونُوا كَٱلْفَرِّيسِيِّينَ «ٱلْمُرَائِينَ» ذَوِي ٱلْبِرِّ ٱلذَّاتِيِّ ٱلَّذِينَ تَظَاهَرُوا بِٱلتَّقْوَى أَمَامَ ٱلنَّاسِ.‏ (‏مت ٢٣:‏١٣-‏٣٢‏)‏ فَأُولئِكَ ٱلْمُرَاؤُونَ أَحَبُّوا أَنْ يُصَلُّوا «وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ».‏ وَلِمَاذَا؟‏ «لِيَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ».‏ فَقَدْ دَرَجَتِ ٱلْعَادَةُ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنْ يُصَلُّوا مَعًا كَمَجْمُوعَةٍ وَقْتَ إِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَاتِ فِي ٱلْهَيْكَلِ (‏نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَبَاحًا وَٱلثَّالِثَةِ بَعْدَ ٱلظُّهْرِ)‏.‏ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنْ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ يُصَلُّونَ مَعَ جَمْعٍ مِنَ ٱلْعُبَّادِ فِي فِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ أَمَّا خَارِجَ أُورُشَلِيمَ،‏ فَغَالِبًا مَا صَلَّى ٱلْيَهُودُ ٱلْمُتَدَيِّنُونَ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْيَوْمِ «وَاقِفِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ».‏ —‏ قَارِنْ لُوقَا ١٨:‏١١،‏ ١٣‏.‏

٥ لكِنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ مَا كَانُوا يَتَوَاجَدُونَ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ أَوْ أَحَدِ ٱلْمَجَامِعِ فِي أَوْقَاتِ ٱلصَّلَاةِ ٱلْمَذْكُورَةِ أَعْلَاهُ،‏ لِذلِكَ كَانَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُصَلُّوا حَيْثُمَا ٱتَّفَقَ وُجُودُهُمْ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ.‏ وَقَدْ أَحَبَّ بَعْضُهُمْ أَنْ يُدْرِكَهُمْ وَقْتُ ٱلصَّلَاةِ وَهُمْ «فِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ»،‏ عِنْدَ مُلْتَقَى ٱلطُّرُقِ،‏ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ «يَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ» ٱلْعَابِرُونَ فِي كُلِّ ٱلِٱتِّجَاهَاتِ.‏ وَكَانَ ٱلْمُرَاؤُونَ ٱلْمُدَّعُونَ ٱلتَّقْوَى «يُطِيلُونَ ٱلصَّلَوَاتِ تَظَاهُرًا» لِكَيْ يَنَالُوا إِعْجَابَ ٱلنَّاظِرِينَ.‏ (‏لو ٢٠:‏٤٧‏)‏ وَطَبْعًا،‏ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هذَا مَوْقِفَنَا مِنَ ٱلصَّلَاةِ.‏

٦ لَقَدْ أَكَّدَ يَسُوعُ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلْمُرَائِينَ «ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ».‏ فَكَانُوا حَرِيصِينَ عَلَى نَيْلِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلْمَدْحِ مِنْ رُفَقَائِهِمِ ٱلْبَشَرِ.‏ وَهذَا كُلُّ مَا حَصَلُوا عَلَيْهِ،‏ لِأَنَّ يَهْوَه مَا كَانَ لِيَسْتَجِيبَ صَلَوَاتِهِمِ ٱلرِّيَائِيَّةَ.‏ أَمَّا صَلَوَاتُ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ فَكَانَتْ سَتُسْتَجَابُ،‏ كَمَا أَوْضَحَ يَسُوعُ فِي عِبَارَتِهِ ٱلتَّالِيَةِ عَنْ هذَا ٱلْمَوْضُوعِ.‏

٧ مَا مَعْنَى ٱلْمَشُورَةُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي ‹مَخْدَعِنَا›؟‏

٧ ‏«أَمَّا أَنْتَ،‏ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَٱدْخُلْ مَخْدَعَكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ،‏ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَفَاءِ.‏ وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ».‏ ‏(‏مت ٦:‏٦‏)‏ إِنَّ نُصْحَ يَسُوعَ أَنْ يُصَلِّيَ ٱلْمَرْءُ فِي مَخْدَعِهِ بَعْد إِغْلَاقِ ٱلْبَابِ لَمْ يَنْهَ عَنْ تَمْثِيلِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ فَهذِهِ ٱلْمَشُورَةُ إِنَّمَا شَجَبَتِ ٱلصَّلَاةَ ٱلْعَلَنِيَّةَ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْمَرْءُ لِلَفْتِ ٱلِٱنْتِبَاهِ إِلَى نَفْسِهِ أَوِ ٱسْتِدْرَارِ ٱلْمَدْحِ مِنَ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَلَا يَجِبُ أَنْ نَنْسَى ذلِكَ إِذَا أُسْنِدَ إِلَيْنَا ٱمْتِيازُ تَمْثِيلِ شَعْبِ ٱللهِ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ.‏ وَقَدْ قَدَّمَ يَسُوعُ نُصْحًا إِضَافِيًّا فِي هذَا ٱلصَّدَدِ يَحْسُنُ بِنَا إِطَاعَتُهُ.‏

٨ أَيَّةُ عَادَةٍ خَاطِئَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَنَّبَهَا فِي ٱلصَّلَاةِ بِحَسَبِ مَتَّى ٦:‏٧‏؟‏

٨ ‏«عِنْدَمَا تُصَلُّونَ لَا تُكَرِّرُوا ٱلْأُمُورَ نَفْسَهَا كَمَا يَفْعَلُ ٱلْأُمَمِيُّونَ،‏ فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِٱلْإِكْثَارِ مِنَ ٱلْكَلَامِ يُسْمَعُ لَهُمْ».‏ ‏(‏مت ٦:‏٧‏)‏ ذَكَرَ يَسُوعُ هُنَا عَادَةً خَاطِئَةً أُخْرَى فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلصَّلَاةِ:‏ ٱلتَّكْرَارَ.‏ لكِنَّهُ لَمْ يَعْنِ أَنَّنَا لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نُكَرِّرَ ٱلِٱلْتِمَاسَاتِ ٱلْقَلْبِيَّةَ وَتَعَابِيرَ ٱلشُّكْرِ ٱلْمُخْلِصَةَ فِي صَلَوَاتِنَا.‏ فَقَدْ كَرَّرَ هُوَ «ٱلْكَلَامَ نَفْسَهُ» عِنْدَمَا صَلَّى فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ.‏ —‏ مر ١٤:‏٣٢-‏٣٩‏.‏

٩،‏ ١٠ مَا مَعْنَى أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلتَّكْرَارَ فِي صَلَوَاتِنَا؟‏

٩ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نُقَلِّدَ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلتَّكْرَارِيَّةَ ٱلَّتِي يَتْلُوهَا ‹ٱلْأُمَمُ› ٱلَّذِينَ ‹يُكَرِّرُونَ› عِبَارَاتٍ حَفِظُوهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ فِيهَا ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْحَشْوِ.‏ فَقَدِيمًا ٱسْتَمَرَّ عُبَّادُ ٱلْإِلهِ ٱلْبَاطِلِ بَعْلَ يَدْعُونَ بِٱسْمِ إِلهِهِمْ «مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلظُّهْرِ،‏ قَائِلِينَ:‏ ‹يَا بَعْلُ أَجِبْنَا!‏›»،‏ وَلكِنْ دُونَ جَدْوَى.‏ (‏١ مل ١٨:‏٢٦‏)‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا يُصَلِّي ٱلْمَلَايِينُ صَلَوَاتٍ تَكْرَارِيَّةً مُطْنَبَةً،‏ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهُ سَوْفَ «يُسْمَعُ لَهُمْ».‏ لكِنَّ يَسُوعَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ إِطَالَةَ ٱلصَّلَاةِ ‹بِٱلْإِكْثَارِ مِنَ ٱلْكَلَامِ› لَا قِيمَةَ لَهَا عِنْدَ يَهْوَه.‏ قَالَ يَسُوعُ أَيْضًا:‏

١٠ ‏«فَلَا تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ،‏ لِأَنَّ ٱللهَ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ».‏ ‏(‏مت ٦:‏٨‏)‏ لَقَدْ تَشَبَّهَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ بِٱلْأُمَمِيِّينَ بِٱلْإِطْنَابِ فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَجَنَّبُوا ذلِكَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلْقَلْبِيَّةَ ٱلَّتِي تَشْمُلُ ٱلتَّسْبِيحَ وَٱلْحَمْدَ وَٱلطَّلِبَاتِ هِيَ جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نُكَرِّرَ ٱلْأُمُورَ نَفْسَهَا ظَنًّا مِنَّا أَنَّ ٱلتَّكْرَارَ ضَرُورِيٌّ لِنُخْبِرَ ٱللهَ بِحَاجَاتِنَا.‏ (‏في ٤:‏٦‏)‏ فَلَا نَنْسَ أَنَّنَا نُصَلِّي إِلَى ٱلْإِلهِ ٱلَّذِي ‹يَعْلَمُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ›.‏

١١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ إِذَا أُسْنِدَ إِلَيْنَا ٱمْتِيَازُ تَقْدِيمِ صَلَاةٍ عَلَنِيَّةٍ؟‏

١١ تُذَكِّرُنَا أَقْوَالُ يَسُوعَ عَنِ ٱلصَّلَوَاتِ غَيْرِ ٱلْمَقْبُولَةِ بِأَنَّ ٱللهَ لَا تُؤَثِّرُ فِيهِ ٱلْعِبَارَاتُ ٱلطَّنَّانَةُ وَٱلْإِطْنَابُ فِي ٱلْكَلَامِ.‏ وَيَنْبَغِي أَنْ نَتَذَكَّرَ أَيْضًا أَنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلْعَلَنِيَّةَ لَا يَجِبُ أَنْ تَجْعَلَ ٱلسَّامِعِينَ يَتَسَاءَلُونَ مَتَى سَنَقُولُ «آمِينَ».‏ كَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مُنَاسَبَةً نَنْتَهِزُهَا لِلتَّأْثِيرِ فِي ٱلْحُضُورِ،‏ وَلَا هِيَ فُرْصَةٌ نَسْتَغِلُّهَا لِصُنْعِ إِعْلَانَاتٍ أَوْ تَوْجِيهِ مَشُورَةٍ إِلَيْهِمْ،‏ لِأَنَّ ذلِكَ لَا يَنْسَجِمُ مَعَ رُوحِ أَقْوَالِ يَسُوعَ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏

يَسُوعُ يُعَلِّمُنَا أَنْ نُصَلِّيَ

١٢ مَا مَعْنَى ٱلطَّلَبِ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»؟‏

١٢ لَمْ يَكْتَفِ يَسُوعُ بِٱلتَّحْذِيرِ مِنَ ٱلْعَادَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلَّتِي يُمَارِسُهَا ٱلنَّاسُ فِي ٱلصَّلَاةِ،‏ بَلْ عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَيْضًا كَيْفَ يُصَلُّونَ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٦:‏٩-‏١٣‏.‏‏)‏ وَهذِهِ ٱلصَّلَاةُ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ لَا يَجِبُ أَنْ تُحْفَظَ غَيْبًا وَتُتْلَى مِرَارًا وَتَكْرَارًا،‏ بَلْ هِيَ مِثَالٌ نَحْتَذِيهِ فِي صَلَوَاتِنَا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ بَيَّنَ يَسُوعُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةِ أَنَّ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ فِي صَلَاتِنَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ للهِ،‏ إِذْ قَالَ:‏ ‏«أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ».‏ ‏(‏مت ٦:‏٩‏)‏ بِمَا أَنَّ يَهْوَه هُوَ خَالِقُ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ وَيَسْكُنُ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ فَمِنَ ٱللَّائِقِ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِصِفَتِهِ «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏تث ٣٢:‏٦؛‏ ٢ اخ ٦:‏٢١؛‏ اع ١٧:‏٢٤،‏ ٢٨‏)‏ وَٱسْتِعْمَالُ ضَمِيرِ ٱلْجَمْعِ «نَا» يُذَكِّرُنَا بِأَنَّ رُفَقَاءَنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيْضًا لَدَيْهِمْ عَلَاقَةٌ حَمِيمَةٌ بِٱللهِ.‏ وَٱلطَّلَبُ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ» هُوَ تَوَسُّلٌ إِلَى يَهْوَه أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً لِإِزَالَةِ كُلِّ ٱلتَّعْيِيرِ ٱلَّذِي لَحِقَ بِٱسْمِهِ مُنْذُ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ.‏ وَٱسْتِجَابَةً لِهذِهِ ٱلصَّلَاةِ،‏ سَيَتَقَدَّسُ يَهْوَه بِٱسْتِئْصَالِ ٱلشَرِّ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ حز ٣٦:‏٢٣‏.‏

١٣ (‏أ)‏ كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ ٱلطَّلَبُ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ»؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَشْمُلُ إِتْمَامُ مَشِيئَةِ ٱللهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

١٣ ‏«لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.‏ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ»‏‏.‏ (‏مت ٦:‏١٠‏)‏ إِنَّ هذَا ٱلطَّلَبَ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ يَنْبَغِي أَنْ يُذَكِّرَنَا بِأَنَّ ‹ٱلْمَلَكُوتَ› هُوَ ٱلْحُكُومَةُ ٱلْمَسِيَّانِيَّةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ ٱلْمُؤَلَّفَةُ مِنَ ٱلْمَسِيحِ وَشُرَكَائِهِ ‹ٱلْقُدُّوسِينَ› ٱلْمُقَامِينَ.‏ (‏دا ٧:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٨؛‏ اش ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَعِنْدَمَا نُصَلِّي أَنْ ‹يَأْتِيَ› هذَا ٱلْمَلَكُوتُ،‏ نَطْلُبُ أَنْ يَأْتِيَ لِإِهْلَاكِ كُلِّ مُقَاوِمِي حُكْمِ ٱللهِ.‏ وَهذَا مَا سَيَحْدُثُ عَمَّا قَرِيبٍ،‏ تَمْهِيدًا لِتَحْوِيلِ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ يَعُمُّهُ ٱلْبِرُّ وَٱلسَّلَامُ وَٱلرَّخَاءُ.‏ (‏مز ٧٢:‏١-‏١٥؛‏ دا ٢:‏٤٤؛‏ ٢ بط ٣:‏١٣‏)‏ إِنَّ مَشِيئَةَ يَهْوَه تَسُودُ ٱلْآنَ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ وَٱلطَّلَبُ أَنْ تَكُونَ مَشِيئَتُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ هُوَ ٱلْتِمَاسٌ مِنَ ٱللهِ أَنْ يُجْرِيَ مَقَاصِدَهُ نَحْوَ أَرْضِنَا،‏ بِمَا فِي ذلِكَ إِزَالَةُ مُقَاوِمِيهِ كَمَا فَعَلَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ مزمور ٨٣:‏١،‏ ٢،‏ ١٣-‏١٨‏.‏

١٤ لِمَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ «خُبْزِ يَوْمِنَا»؟‏

١٤ ‏«أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ خُبْزَ يَوْمِنَا».‏ ‏(‏مت ٦:‏١١؛‏ لو ١١:‏٣‏)‏ يَعْنِي هذَا ٱلطَّلَبُ أَنْ نَسْأَلَ ٱللهَ قُوتَنَا «كَفَافَ يَوْمِنَا»،‏ لَا مَا يَفِيضُ عَنْ حَاجَتِنَا.‏ وَيَدُلُّ ذلِكَ عَلَى ثِقَتِنَا بِقُدْرَةِ يَهْوَه عَلَى إِعَالَتِنَا يَوْمًا فَيَوْمًا.‏ وَقَدْ يُذَكِّرُنَا ٱلْتِمَاسُ حَاجَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ بِأَنَّ ٱللهَ أَمَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَجْمَعُوا ٱلمَنَّ «مِقْدَارَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ».‏ —‏ خر ١٦:‏٤‏.‏

١٥ مَا مَعْنَى ٱلطَّلَبِ «اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا»؟‏

١٥ يُظْهِرُ ٱلطَّلَبُ ٱلتَّالِي فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ أَنَّ هُنَاكَ أَمْرًا عَلَيْنَا فِعْلُهُ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ ‏«اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا».‏ ‏(‏مت ٦:‏١٢‏)‏ وَيُظْهِرُ إِنْجِيلُ لُوقَا أَنَّ هذِهِ ‹ٱلدُّيُونَ› هِيَ «خَطَايَا».‏ (‏لو ١١:‏٤‏)‏ فَلَا يُمْكِنُ أَنْ نَتَوَقَّعَ ٱلْمَغْفِرَةَ مِنْ يَهْوَه مَا لَمْ «نَغْفِرْ» نَحْنُ لِلْمُخْطِئِينَ إِلَيْنَا.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏‏)‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِمُسَامَحَةِ ٱلْآخَرِينَ بِلَا حُدُودٍ.‏ —‏ اف ٤:‏٣٢؛‏ كو ٣:‏١٣‏.‏

١٦ كَيْفَ نَفْهَمُ ٱلطَّلَبَيْنِ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ» وَ «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»؟‏

١٦ ‏«‏لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ،‏ لٰكِنْ نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ».‏ ‏(‏مت ٦:‏١٣‏)‏ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْهَمَ هذَيْنِ ٱلطَّلَبَيْنِ ٱلْمُتَرَابِطَيْنِ فِي صَلَاةِ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه لَا يُجَرِّبُنَا لِنُخْطِئَ.‏ (‏اِقْرَأْ يعقوب ١:‏١٣‏.‏‏)‏ فَٱلشَّيْطَانُ —‏ «ٱلشِّرِّيرُ» —‏ هُوَ «ٱلْمُجَرِّبُ» ٱلْحَقِيقِيُّ.‏ (‏مت ٤:‏٣‏)‏ لكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تَذْكُرُ أَنَّ ٱللهَ يَفْعَلُ أُمُورًا مُعَيَّنَةً وَإِنَّمَا تَقْصِدُ بِذلِكَ أَنَّهُ يَسْمَحُ بِحُدُوثِهَا.‏ (‏را ١:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ جا ١١:‏٥‏)‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلطَّلَبَ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ» هُوَ تَوَسُّلٌ إِلَى يَهْوَه أَلَّا يَسْمَحَ بِأَنْ نَسْتَسْلِمَ عِنْدَمَا نُجَرَّبُ بِعِصْيَانِهِ.‏ أَمَّا ٱلِٱلْتِمَاسُ «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ» فَنَطْلُبُ بِهِ مِنْ يَهْوَه أَلَّا يَدَعَ ٱلشَّيْطَانَ يَتَغَلَّبُ عَلَيْنَا.‏ وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ وَاثِقِينَ بِأَنَّ ‹ٱللهَ لَنْ يَدَعَنَا نُجَرَّبُ فَوْقَ مَا نَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهُ›.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

‏‹دَاوِمْ عَلَى ٱلسُّؤَالِ وَٱلطَّلَبِ وَٱلْقَرْعِ›‏

١٧،‏ ١٨ مَا مَعْنَى ‹ٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلسُّؤَالِ وَٱلطَّلَبِ وَٱلْقَرْعِ›؟‏

١٧ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ:‏ «وَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ».‏ (‏رو ١٢:‏١٢‏)‏ وَقَدْ أَبْرَزَ يَسُوعُ نُقْطَةً مُهِمَّةً فِي هذَا ٱلصَّدَدِ حِينَ قَالَ:‏ ‏«دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ.‏ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ،‏ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،‏ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ».‏ ‏(‏مت ٧:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَمِنَ ٱللَّائِقِ أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسُّؤَالِ› طَلَبًا لِأَيِّ شَيْءٍ يَتَوَافَقُ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللهِ.‏ وَٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ،‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلثِّقَةُ ٱلَّتِي لَنَا مِنْ نَحْوِ [ٱللهِ]،‏ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ،‏ فَهُوَ يَسْمَعُنَا».‏ —‏ ١ يو ٥:‏١٤‏.‏

١٨ إِنَّ مَشُورَةَ يَسُوعَ أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسُّؤَالِ وَٱلطَّلَبِ› تَعْنِي أَنْ نُصَلِّيَ بِحَرَارَةٍ وَلَا نَسْتَسْلِمَ.‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱلْقَرْعِ› لِكَيْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللهِ وَنَحْظَى بِبَرَكَاتِهِ وَفَوَائِدِهِ وَمُكَافَآتِهِ.‏ وَلكِنْ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ وَاثِقِينَ بِٱسْتِجَابَةِ ٱللهِ صَلَوَاتِنَا؟‏ نَعَمْ،‏ إِذَا كُنَّا أُمَنَاءَ لِيَهْوَه،‏ لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ قَالَ:‏ «كُلُّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ،‏ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،‏ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ».‏ وَثَمَّةَ ٱخْتِبَارَاتٌ كَثِيرَةٌ حَصَلَتْ مَعَ خُدَّامِ يَهْوَه تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱللهَ هُوَ حَقًّا «سَامِعُ ٱلصَّلَاةِ».‏ —‏ مز ٦٥:‏٢‏.‏

١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ يَكُونُ يَهْوَه كَأَبٍ مُحِبٍّ ٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٧:‏٩-‏١١‏؟‏

١٩ شَبَّهَ يَسُوعُ ٱللهَ بِأَبٍ مُحِبٍّ يُعْطِي أَوْلَادَهُ عَطَايَا صَالِحَةً.‏ تَخَيَّلْ أَنَّكَ كُنْتَ حَاضِرًا حِينَ أَلْقَى يَسُوعُ ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ وَسَمِعْتَهُ يَقُولُ:‏ ‏«‏أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ خُبْزًا فَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟‏ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ سَمَكَةً،‏ أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً؟‏ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ كَيْفَ تُعْطُونَ أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا صَالِحَةً،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ يُعْطِي ٱلصَّالِحَاتِ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!‏».‏ ‏—‏ مت ٧:‏٩-‏١١‏.‏

٢٠ إِنَّ ٱلْأَبَ ٱلْبَشَرِيَّ،‏ رَغْمَ كَوْنِهِ ‹شِرِّيرًا› نِسْبِيًّا بِسَبَبِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ،‏ يَحْنُو عَلَى أَوْلَادِهِ.‏ فَلاَ يَغُشُّهُمْ بَلْ يَجْتَهِدُ لِيُعْطِيَهُمْ «عَطَايَا صَالِحَةً».‏ وَبِمِثْلِ هذِهِ ٱلْعَاطِفَةِ ٱلْأَبَوِيَّةِ يُعْطِينَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ «ٱلصَّالِحَاتِ»،‏ كَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ وَهذَا ٱلرُّوحُ يُقَوِّينَا لِنُقَدِّمَ خِدْمَةً مَقْبُولَةً لِيَهْوَه،‏ مَصْدَرِ «كُلِّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلِّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ».‏ —‏ يع ١:‏١٧‏.‏

اِسْتَفِدْ مِنْ أَقْوَالِ يَسُوعَ

٢١،‏ ٢٢ بِمَ تَتَمَيَّزُ ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ،‏ وَكَيْفَ تَشْعُرُونَ تِجَاهَ أَقْوَالِ يَسُوعَ هذِهِ؟‏

٢١ إِنَّ ٱلْمَوْعِظَةَ عَلَى ٱلْجَبَلِ لَأَعْظْمُ خُطْبَةٍ أُلْقِيَتْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَهِيَ تَتَمَيَّزُ بِمَضْمُونِهَا ٱلرُّوحِيِّ وَوُضُوحِهَا.‏ وَكَمَا أَظْهَرَتِ ٱلنِّقَاطُ ٱلَّتِي ٱسْتَقَيْنَاهَا مِنْهَا فِي سِلْسِلَةِ ٱلْمَقَالَاتِ هذِهِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَجْنِيَ فَوَائِدَ جَمَّةً إِذَا طَبَّقْنَا ٱلْمَشُورَةَ ٱلْوَارِدَةَ فِيهَا.‏ فَأَقْوَالُ يَسُوعَ تُحَسِّنُ حَيَاتَنَا ٱلْآنَ وَتُعْطِينَا ٱلرَّجَاءَ بِمُسْتَقْبَلٍ سَعِيدٍ.‏

٢٢ لَمْ نَتَفَحَّصْ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ سِوَى ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلْجَوَاهِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي تَزْخَرُ بِهَا مَوْعِظَةُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ فَلَا عَجَبَ أَنَّ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا خُطْبَتَهُ ‹ذَهِلُوا مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ›.‏ (‏مت ٧:‏٢٨‏)‏ وَلَا رَيْبَ أَنَّنَا سَنَتَجَاوَبُ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا حِينَ نَمْلَأُ أَذْهَانَنَا وَقُلُوبَنَا بِهذِهِ ٱلْأَقْوَالِ ٱلْجَلِيلَةِ وَغَيرِهَا مِمَّا قَالَهُ ٱلْمُعَلِّمُ ٱلْكَبِيرُ،‏ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• مَاذَا قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلرِّيَائِيَّةِ؟‏

‏• لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلتَّكْرَارَ فِي صَلَاتِنَا؟‏

‏• أَيَّةُ طَلِبَاتٍ تَحْتَوِي عَلَيْهَا صَلَاةُ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ؟‏

‏• كَيْفَ ‹نُدَاوِمُ عَلَى ٱلسُّؤَالِ وَٱلطَّلَبِ وَٱلْقَرْعِ›؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

دَانَ يَسُوعُ ٱلْمُرَائِينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يُصَلُّونَ لِيَرَاهُمْ وَيَسْمَعَهُمُ ٱلنَّاسُ

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

هَلْ تَعْلَمُ لِمَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ خُبْزِ يَوْمِنَا؟‏