أيها العائلات، اقتدوا بيسوع!
أَيُّهَا ٱلْعَائِلَاتُ، ٱقْتَدُوا بِيَسُوعَ!
«اَلْمَسِيحُ . . . [تَرَكَ] لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ». — ١ بط ٢:٢١.
١ (أ) أَيُّ دَوْرٍ فِي ٱلْخَلْقِ قَامَ بِهِ ٱبْنُ ٱللهِ؟ (ب) كَيْفَ يَشْعُرُ يَسُوعُ تِجَاهَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ؟
عِنْدَمَا صَنَعَ ٱللهُ ٱلسَّموَاتِ وَٱلْأَرْضَ، كَانَ ٱبْنُهُ ٱلْبِكْرُ «عَامِلًا مَاهِرًا» بِجَانِبِهِ. كَمَا عَمِلَ هذَا ٱلِٱبْنُ أَيْضًا مَعَ أَبِيهِ حِينَ صَمَّمَ يَهْوَه وَخَلَقَ ٱلْمَجْمُوعَةَ ٱلْوَاسِعَةَ مِنَ ٱلْحَيَوَانَاتِ وَٱلنَّبَاتَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَأَعَدَّ ٱلْفِرْدَوْسَ مَوْطِنًا لِخَلَائِقِهِ ٱلَّذِينَ صَنَعَهُمْ عَلَى صُورَتِهِ، كَشَبَهِهِ. وَقَدْ أَحَبَّ ٱبْنُ ٱللهِ، ٱلَّذِي عُرِفَ لَاحِقًا بِٱسْمِ يَسُوعَ، ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ مَحَبَّةً عَظِيمَةً، وَكَانَتْ ‹لَذَّاتُهُ مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ›. — ام ٨:٢٧-٣١؛ تك ١:٢٦، ٢٧.
٢ (أ) مَاذَا هَيَّأَ يَهْوَه لِمُسَاعَدَةِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلنَّاقِصِ؟ (ب) مَا هُوَ أَحَدُ ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي يُوَجِّهُنَا فِيهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟
٢ وَعِنْدَمَا أَخْطَأَ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْبَشَرِيَّانِ ٱلْأَوَّلَانِ، أَصْبَحَ فِدَاءُ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلْخَاطِئِ جُزْءًا مُهِمًّا مِنْ قَصْدِ يَهْوَه. فَهَيَّأَ ذَبِيحَةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةَ لِتَحْقِيقِ ذلِكَ. (رو ٥:٨) كَمَا هَيَّأَ لِلْبَشَرِ كَلِمَتَهُ، ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، ٱلَّتِي تُسَدِّدُ خُطَاهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ رَغْمَ ٱلنَّقْصِ ٱلْمَوْرُوثِ. (مز ١١٩:١٠٥) وَتَحْتَوِي كَلِمَةُ يَهْوَه عَلَى تَوْجِيهَاتٍ تُقَوِّي أَوَاصِرَ ٱلْعَائِلَةِ وَتُسَاعِدُهَا عَلَى ٱلْعَيْشِ بِسَعَادَةٍ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَقُولُ سِفْرُ ٱلتَّكْوِينِ فِي مَوْضُوعِ ٱلزَّوَاجِ إِنَّ ٱلرَّجُلَ «يَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ وَيَصِيرَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». — تك ٢:٢٤.
٣ مَاذَا عَلَّمَ يَسُوعُ عَنِ ٱلزَّوَاجِ؟ (ب) مَاذَا سَنَتَنَاوَلُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ شَدَّدَ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنَّ ٱلزَّوَاجَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ رِبَاطًا دَائِمًا. وَقَدْ عَلَّمَ مَبَادِئَ تُسَاعِدُ مت ٥:٢٧-٣٧؛ ٧:١٢) وَتَتَنَاوَلُ هذِهِ ٱلْمَقَالَةُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِأَقْوَالِهِ وَمِثَالِهِ أَنْ تُسَاعِدَ ٱلْأَزْوَاجَ وَٱلزَّوْجَاتِ وَٱلْوَالِدِينَ وَٱلْأَوْلَادَ عَلَى تَحْقِيقِ ٱلسَّعَادَةِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ فِي حَيَاتِهِمْ.
أَفْرَادَ ٱلْعَائِلَةِ، إِذَا طَبَّقُوهَا، عَلَى تَجَنُّبِ ٱلسُّلُوكِ وَٱلْمَوَاقِفِ ٱلَّتِي تُعَرِّضُ حَيَاتَهُمُ ٱلزَّوْجِيَّةَ أَوْ سَعَادَةَ عَائِلَتِهِمْ لِلْخَطَرِ. (كَيْفَ يُكْرِمُ ٱلزَّوْجُ ٱلْمَسِيحِيُّ زَوْجَتَهُ؟
٤ مَا وَجْهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ دَوْرِ يَسُوعَ وَدَوْرِ ٱلْأَزْوَاجِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
٤ عَيَّنَ ٱللهُ ٱلزَّوْجَ رَأْسًا لِلْعَائِلَةِ مِثْلَمَا عَيَّنَ ٱلْمَسِيحَ رَأْسًا لِلْجَمَاعَةِ. ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَلزَّوْجُ رَأْسُ زَوْجَتِهِ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ هٰذَا ٱلْجَسَدِ. أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ، كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ، كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ٱلْجَمَاعَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا». (اف ٥:٢٣، ٢٥) فَمُعَامَلَةُ يَسُوعَ لِأَتْبَاعِهِ هِيَ ٱلْمِقْيَاسُ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَلْتَزِمَهُ ٱلرِّجَالُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي مُعَامَلَةِ زَوْجَاتِهِمْ. فَلْنَتَأَمَّلْ كَيْفَ مَارَسَ يَسُوعُ سُلْطَتَهُ ٱلْمُعْطَاةَ مِنَ ٱللهِ.
٥ كَيْفَ مَارَسَ يَسُوعُ سُلْطَتَهُ عَلَى تَلَامِيذِهِ؟
٥ كَانَ يَسُوعُ ‹وَدِيعًا وَمُتَّضِعَ ٱلْقَلْبِ›. (مت ١١:٢٩) لكِنَّهُ كَانَ أَيْضًا صَاحِبَ مَوَاقِفَ حَازِمَةٍ، وَلَمْ يَتَخَلَّ قَطُّ عَنْ مَسْؤُولِيَّاتِهِ. (مر ٦:٣٤؛ يو ٢:١٤-١٧) وَقَدْ أَسْدَى ٱلْمَشُورَةَ إِلَى تَلَامِيذِهِ بِلُطْفٍ، وَلَوِ ٱقْتَضَى ٱلْأَمْرُ تَكْرَارَهَا. (مت ٢٠:٢١-٢٨؛ مر ٩:٣٣-٣٧؛ لو ٢٢:٢٤-٢٧) كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُعَنِّفْ تَلَامِيذَهُ أَوْ يَحُطَّ مِنْ قَدْرِهِمْ، وَلَمْ يَجْعَلْهُمْ يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ غَيْرُ مَحْبُوبِينَ أَوْ غَيْرُ مُؤَهَّلِينَ لِإِتْمَامِ مَا عَلَّمَهُمْ إِيَّاهُ، بَلْ مَدَحَهُمْ وَشَجَّعَهُمْ. (لو ١٠:١٧-٢١) فَلَا عَجَبَ أَنَّ يَسُوعَ كَسَبَ ٱحْتِرَامَ تَلَامِيذِهِ إِذْ عَامَلَهُمْ بِمَحَبَّةٍ وَرَأْفَةٍ.
٦ (أ) مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلزَّوْجُ مِنْ مُعَامَلَةِ يَسُوعَ لِتَلَامِيذِهِ؟ (ب) عَلَامَ حَثَّ بُطْرُسُ ٱلْأَزْوَاجَ؟
٦ يُعَلِّمُ مِثَالُ يَسُوعَ ٱلْأَزْوَاجَ أَنَّ ٱلرِّئَاسَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ لَا تَعْنِي ٱلْهَيْمَنَةَ عَلَى زَوْجَاتِهِمْ بِقَسْوَةٍ، بَلْ إِكْرَامَهُنَّ وَمُعَامَلَتَهُنَّ بِمَحَبَّةٍ تَصِلُ إِلَى حَدِّ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. وَقَدْ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلْأَزْوَاجَ أَنْ يَقْتَدُوا بِمَحَبَّةِ يَسُوعَ فِي مُعَامَلَةِ زَوْجَاتِهِمْ، «مُعْطِينَ [إِيَّاهُنَّ] كَرَامَةً». (اِقْرَأْ ١ بطرس ٣:٧.) فَكَيْفَ يُوَفِّقُ ٱلزَّوْجُ بَيْنَ مُمَارَسَةِ سُلْطَتِهِ وَمُعَامَلَةِ زَوْجَتِهِ بِٱلْكَرَامَةِ ٱلَّتِي تَسْتَحِقُّهَا؟
٧ أَوْضِحُوا كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُكْرِمَ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ.
٧ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَخْذُ رَأْيِهَا وَمَشَاعِرِهَا بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ قَرَارًا يُؤَثِّرُ فِي ٱلْعَائِلَةِ. وَقَدْ يَشْمُلُ ٱلْقَرَارُ تَغْيِيرَ ٱلْوَظِيفَةِ أَوْ مَوْضِعِ ٱلسَّكَنِ، أَوْ شُؤُونًا يَوْمِيَّةً مِثْلَ ٱخْتِيَارِ مَكَانٍ ام ١٥:٢٢) وَٱلْأَزْوَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يُكْرِمُونَ زَوْجَاتِهِمْ يَكْسِبُونَ مَحَبَّتَهُنَّ وَٱحْتِرَامَهُنَّ، وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ أَنَّهُمْ يَنَالُونَ رِضَى يَهْوَه. — اف ٥:٢٨، ٢٩.
لِقَضَاءِ ٱلْعُطْلَةِ أَوْ ضَبْطِ مِيزَانِيَّةِ ٱلْعَائِلَةِ نَظَرًا إِلَى غَلَاءِ ٱلْمَعِيشَةِ. فَفِي حَالَاتٍ كَهذِهِ، يَكُونُ مِنَ ٱللُّطْفِ أَنْ يَأْخُذَ ٱلزَّوْجُ رَأْيَ زَوْجَتِهِ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ لِأَنَّ ذلِكَ يُسَاعِدُهُ عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ أَكْثَرَ ٱتِّزَانًا وَمُرَاعَاةً لِمَشَاعِرِ زَوْجَتِهِ، وَيُسَهِّلُ عَلَيْهَا تَأْيِيدَ ٱلْقَرَارِ. (كَيْفَ تَحْتَرِمُ ٱلزَّوْجَةُ زَوْجَهَا ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا؟
٨ لِمَاذَا تُعْتَبَرُ حَوَّاءُ قُدْوَةً سَيِّئَةً؟
٨ يَرْسُمُ يَسُوعُ لِلزَّوْجَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ مِثَالًا كَامِلًا فِي ٱلْخُضُوعِ لِلسُّلْطَةِ. وَكَمْ تَخْتَلِفُ نَظْرَتُهُ إِلَى ٱلسُّلْطَةِ عَنِ ٱلْمَوْقِفِ ٱلَّذِي أَعْرَبَتْ عَنْهُ ٱلزَّوْجَةُ ٱلْأُولَى عَلَى ٱلْأَرْضِ! فَحَوَّاءُ لَمْ تَكُنْ قُدْوَةً حَسَنَةً لِلزَّوْجَاتِ. فَرَغْمَ أَنَّ زَوْجَهَا آدَمَ كَانَ رَأْسَهَا ٱلْمُعَيَّنَ مِنَ ٱللهِ وَٱلْقَنَاةَ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا يَهْوَه لِتَزْوِيدِ ٱلْإِرْشَادِ، لَمْ تَحْتَرِمْ هذَا ٱلتَّرْتِيبَ بَلْ تَجَاهَلَتِ ٱلْإِرْشَادَ ٱلَّذِي تَلَقَّتْهُ مِنْ آدَمَ. (تك ٢:١٦، ١٧؛ ٣:٣؛ ١ كو ١١:٣) صَحِيحٌ أَنَّهَا خُدِعَتْ، وَلكِنْ كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَسْتَشِيرَ زَوْجَهَا لِتَعْرِفَ هَلْ يَلِيقُ بِهَا أَنْ تُصَدِّقَ ٱلصَّوْتَ ٱلَّذِي ٱدَّعَى أَنَّهُ يُخْبِرُهَا مَا ‹يَعْلَمُهُ ٱللهُ›. وَبَدَلًا مِنْ ذلِكَ، تَوَلَّتْ بِٱجْتِرَاءٍ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْعَائِلَةِ. — تك ٣:٥، ٦؛ ١ تي ٢:١٤.
٩ أَيُّ مِثَالٍ فِي ٱلْخُضُوعِ يَرْسُمُهُ يَسُوعُ؟
٩ أَمَّا يَسُوعُ فَرَسَمَ ٱلْمِثَالَ ٱلْكَامِلَ فِي ٱلْخُضُوعِ لِرَأْسِهِ. فَقَدْ أَظْهَرَ مَوْقِفُهُ ٱلْعَقْلِيُّ وَسِيرَةُ حَيَاتِهِ أَنَّهُ «لَمْ يَتَأَمَّلْ فِي فِكْرَةِ ٱخْتِلَاسٍ، أَيْ أَنْ يَكُونَ مُسَاوِيًا لِلهِ»، بَلْ «أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذًا هَيْئَةَ عَبْدٍ». (في ٢:٥-٧) وَمَوْقِفُهُ ٱلْيَوْمَ كَمَلِكٍ حَاكِمٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ. فَهُوَ يَدْعَمُ رِئَاسَةَ أَبِيهِ وَيَخْضَعُ لَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. — مت ٢٠:٢٣؛ يو ٥:٣٠؛ ١ كو ١٥:٢٨.
١٠ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَدْعَمَ ٱلزَّوْجَةُ رِئَاسَةَ زَوْجِهِا؟
١٠ يَحْسُنُ بِٱلزَّوْجَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَنْ تَقْتَدِيَ بِيَسُوعَ بِدَعْمِ رِئَاسَةِ زَوْجِهَا. (اِقْرَأْ ١ بطرس ٢:٢١؛ ٣:١، ٢.) تَأَمَّلْ فِي حَالَةٍ تُتِيحُ لَهَا تَطْبِيقَ ذلِكَ. لِنَفْرِضْ أَنَّ أَحَدَ ٱلْأَوْلَادِ يَسْتَأْذِنُ أُمَّهُ فِي مُمَارَسَةِ نَشَاطٍ يَتَطَلَّبُ مُوَافَقَةَ ٱلْوَالِدَيْنِ. فَإِذَا كَانَ ٱلْأَبَوَانِ لَمْ يُنَاقِشَا ٱلْمَسْأَلَةَ مِنْ قَبْلُ، يَكُونُ مِنَ ٱللَّائِقِ أَنْ تَسْأَلَ وَلَدَهَا: «هَلِ ٱسْتَأْذَنْتَ أَبَاكَ؟». وَإِذَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ، يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُنَاقِشَ ٱلْمَسْأَلَةَ مَعَ زَوْجِهَا قَبْلَ ٱلْبَتِّ فِي ٱلْمَوْضُوعِ. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، يَنْبَغِي لِلزَّوْجَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَلَّا تُنَاقِضَ زَوْجَهَا أَوْ تَعْتَرِضَ عَلَى رَأْيِهِ أَمَامَ ٱلْأَوْلَادِ. وَإِذَا كَانَتْ تُخَالِفُهُ ٱلرَّأْيَ فِي أَمْرٍ مَا، يَنْبَغِي أَنْ تَبْحَثَ مَعَهُ ٱلْأَمْرَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ. — اف ٦:٤.
يَسُوعُ قُدْوَةٌ لِلْوَالِدِينَ
١١ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ لِلْوَالِدِينَ؟
١١ رَغْمَ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَتَزَوَّجْ وَلَا أَنْجَبَ أَوْلَادًا، فَهُوَ نِعْمَ ٱلْمِثَالُ لِلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَقَدْ عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ بِصَبْرٍ وَمَحَبَّةٍ قَوْلًا وَعَمَلًا. فَأَرَاهُمْ كَيْفَ يُنْجِزُونَ ٱلْمُهِمَّةَ ٱلَّتِي أَوْكَلَهَا إِلَيْهِمْ. (لو ٨:١) كَمَا أَنَّ نَظْرَتَهُ إِلَى تَلَامِيذِهِ وَمُعَامَلَتَهُ لَهُمْ عَلَّمَتَاهُمْ كَيْفَ يُعَامِلُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. — اِقْرَأْ يوحنا ١٣:١٤-١٧.
١٢، ١٣ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْوَالِدُونَ لِيُصْبِحَ أَوْلَادُهُمْ أَتْقِيَاءَ؟
١٢ يَتَمَثَّلُ ٱلْأَوْلَادُ عَادَةً بِوَالِدِيهِمْ، سَوَاءٌ كَانَ مِثَالُهُمْ حَسَنًا أَوْ رَدِيئًا. فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ ٱسْأَلُوا أَنْفُسَكُمْ: ‹مَاذَا يَتَعَلَّمُ أَوْلَادُنَا مِنَّا حِينَ يَرَوْنَ كَمِّيَّةَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي نُخَصِّصُهُ لِلتِّلِفِزْيُونِ وَٱلتَّسْلِيَةِ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ؟ مَا هِيَ حَقًّا أَوْلَوِيَّاتُ عَائِلَتِنَا؟ هَلْ نَرْسُمُ مِثَالًا حَسَنًا بِجَعْلِ حَيَاتِنَا وَقَرَارَاتِنَا تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟›. فَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ شَرِيعَةُ ٱللهِ مَغْرُوسَةً أَوَّلًا فِي قُلُوبِ ٱلْوَالِدِينَ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُصْبِحَ أَوْلَادُهُمْ أَتْقِيَاءَ. — تث ٦:٦.
١٣ إِنَّ ٱجْتِهَادَ ٱلْوَالِدِينَ فِي تَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْيَوْمِيَّةِ لَا بُدَّ أَنْ يُلَاحِظَهُ ٱلْأَوْلَادُ. وَهذَا يُعْطِي كَلَامَهُمْ وَتَعْلِيمَهُمْ وَزْنًا فِي نَظَرِ أَوْلَادِهِمْ. أَمَّا إِذَا رَأَى ٱلْأَوْلَادُ ٱزْدِوَاجِيَّةً فِي ٱلْمَقَايِيسِ عِنْدَ وَالِدِيهِمْ، فَرُبَّمَا يَسْتَنْتِجُونَ أَنَّ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَيْسَتْ مُهِمَّةً أَوْ عَمَلِيَّةً حَقًّا. فَيَصِيرُونَ أَكْثَرَ عُرْضَةً لِلِٱسْتِسْلَامِ فِي وَجْهِ ٱلضُّغُوطِ ٱلْعَالَمِيَّةِ.
١٤، ١٥ أَيَّةُ قِيَمٍ يَنْبَغِي أَنْ يَغْرِسَهَا ٱلْوَالِدُونَ فِي أَوْلَادِهِمْ، وَمَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ذلِكَ؟
١٤ يُدْرِكُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنَّ تَرْبِيَةَ ٱلْوَلَدِ لَا تَقْتَصِرُ عَلَى إِعَالَتِهِ مَادِّيًّا. لِذلِكَ فَإِنَّ تَوْجِيهَهُ إِلَى أَهْدَافٍ ذَاتِ فَائِدَةٍ مَادِّيَّةٍ فَقَطْ هُوَ أَمْرٌ يَنِمُّ عَنْ قِصَرِ نَظَرٍ. (جا ٧:١٢) وَقَدْ عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ إِعْطَاءَ ٱلْأَوْلَوِيَّةِ فِي حَيَاتِهِمْ لِلْقِيَمِ وَٱلْمَسَاعِي ٱلرُّوحِيَّةِ. (مت ٦:٣٣) وَٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ، يَنْبَغِي أَنْ يَبْذُلَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ جُهْدَهُمْ لِيُنَمُّوا فِي قُلُوبِ أَوْلَادِهِمِ ٱلرَّغْبَةَ فِي ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ أَهْدَافٍ رُوحِيَّةٍ.
١٥ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ذلِكَ هِيَ أَنْ يُوَفِّرُوا لِأَوْلَادِهِمِ ٱلْفُرَصَ لِمُعَاشَرَةِ ٱلْمُنْخَرِطِينَ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. فَٱلْمُرَاهِقُونَ يَتَشَجَّعُونَ كَثِيرًا حِينَ يَتَعَرَّفُونَ بِٱلْفَاتِحِينَ أَوْ بِنَاظِرِ ٱلدَّائِرَةِ وَزَوْجَتِهِ. فَعِنْدَمَا يَزُورُكُمُ ٱلْمُرْسَلُونَ وَخُدَّامُ بَيْتَ إِيلَ وَٱلْعَامِلُونَ فِي مَشَارِيعِ ٱلْبِنَاءِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، يَتَكَلَّمُونَ بِحَمَاسَةٍ عَنْ أَفْرَاحِ خِدْمَةِ يَهْوَه وَيَرْوُونَ ٱخْتِبَارَاتٍ مُمْتِعَةً. وَمِثَالُهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُتَّسِمَةِ
بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ يُسَاعِدُ أَوْلَادَكُمْ أَنْ يَتَّخِذُوا قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً، يَرْسُمُوا أَهْدَافًا نَبِيلَةً فِي خِدْمَةِ ٱللهِ، وَيَخْتَارُوا عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلدِّرَاسِيِّ ٱلْخِيَارَ ٱلْمُنَاسِبَ ٱلَّذِي يُمَكِّنُهُمْ مِنْ إِعَالَةِ أَنْفُسِهِمْ أَثْنَاءَ ٱنْخِرَاطِهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ، مَاذَا يُسَاعِدُكُمْ عَلَى ٱتِّبَاعِ مِثَالِ يَسُوعَ؟
١٦ كَيْفَ أَكْرَمَ يَسُوعُ أَبَوَيْهِ ٱلْأَرْضِيَّيْنِ وَأَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ؟
١٦ يَرْسُمُ يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا لَكُمْ أَيْضًا أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ. فَقَدْ عُهِدَ بِتَرْبِيَتِهِ إِلَى يُوسُفَ وَمَرْيَمَ، وَكَانَ طَائِعًا لَهُمَا. (اِقْرَأْ لوقا ٢:٥١.) وَذلِكَ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ ٱللهَ أَوْكَلَ إِلَيْهِمَا — رَغْمَ نَقْصِهِمَا — مَسْؤُولِيَّةَ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِهِ، وَهُمَا بِٱلتَّالِي يَسْتَحِقَّانِ كُلَّ إِكْرَامٍ. (تث ٥:١٦؛ مت ١٥:٤) وَعِنْدَمَا صَارَ شَخْصًا رَاشِدًا، ٱسْتَمَرَّ يَفْعَلُ مَا يُرْضِي أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ. فَصَمَدَ فِي وَجْهِ ٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي مَرَّ بِهَا. (مت ٤:١-١٠) وَأَنْتُمْ أَيْضًا أَيُّهَا ٱلْأَحْدَاثُ تُغْرَوْنَ أَحْيَانًا بِعِصْيَانِ وَالِدِيكُمْ. فَمَاذَا يُسَاعِدُكُمْ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ؟
١٧، ١٨ (أ) أَيُّ ضَغْطٍ يَتَعَرَّضُ لَهُ ٱلْأَحْدَاثُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْأَحْدَاثُ لِٱجْتِيَازِ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ؟
١٧ إِنَّ مُعْظَمَ رُفَقَائِكُمْ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ قَلَّمَا يَحْتَرِمُونَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ لَا يَقْبَلُونَهَا أَلْبَتَّةَ. فَقَدْ يَضْغَطُونَ عَلَيْكُمْ لِلْقِيَامِ بِأُمُورٍ خَاطِئَةٍ وَيَسْخَرُونَ مِنْكُمْ إِذَا رَفَضْتُمْ ذلِكَ. فَمَاذَا تَفْعَلُونَ إِذَا نَعَتَكُمْ رُفَقَاؤُكُمْ بِنُعُوتٍ مُحَقِّرَةٍ؟ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ إِذَا رَضَخْتُمْ لِلضَّغْطِ وَٱنْجَرَفْتُمْ مَعَ ٱلتَّيَّارِ، فَسَتُخَيِّبُونَ أَمَلَ وَالِدِيكُمْ وَتُحْزِنُونَ يَهْوَه. فَكِّرُوا أَيْضًا فِي مَا سَيَحْصُلُ إِذَا ٱنْقَدْتُمْ إِلَى رُفَقَائِكُمْ. فَرُبَّمَا لَدَيْكُمْ أَهْدَافٌ تُرِيدُونَ تَحْقِيقَهَا مِثْلُ ٱلصَّيْرُورَةِ فَاتِحِينَ أَوْ خُدَّامًا مُسَاعِدِينَ، ٱلْخِدْمَةِ حَيْثُ تُوجَدُ حَاجَةٌ مَاسَّةٌ إِلَى نَاشِرِينَ، أَوِ ٱلْعَمَلِ فِي بَيْتَ إِيلَ. فَهَلْ تُسَاعِدُكُمْ مُعَاشَرَةُ رُفَقَائِكُمْ عَلَى بُلُوغِ أَهْدَافِكُمْ؟
١٨ وَلِٱجْتِيَازِ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ، تَأَمَّلُوا أَيْضًا فِي مِثَالِ يَسُوعَ. فَقَدْ رَفَضَ ٱلِٱسْتِسْلَامَ لِلتَّجْرِبَةِ وَٱتَّخَذَ مَوْقِفًا رَاسِخًا فِي فِعْلِ ٱلصَّوَابِ. وَإِبْقَاءُ ذلِكَ فِي ذِهْنِكُمْ سَيَمُدُّكُمْ بِٱلْقُوَّةِ لِتَقُولُوا لِرُفَقَائِكُمْ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ بِكُلِّ صَرَاحَةٍ إِنَّكُمْ لَا تُرِيدُونَ مُشَارَكَتَهُمْ فِي فِعْلِ أَمْرٍ خَاطِئٍ. وَكَيَسُوعَ، رَكِّزُوا عَلَى ٱلْأَفْرَاحِ ٱلَّتِي سَتَحْصُدُونَهَا إِذَا قَضَيْتُمْ حَيَاتَكُمْ فِي إِطَاعَةِ يَهْوَه وَخِدْمَتِهِ. — عب ١٢:٢.
مِفْتَاحُ ٱلسَّعَادَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ
١٩ مَا هُوَ مِفْتَاحُ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟
١٩ يُرِيدُ يَهْوَه ٱللهُ وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَنْ يَعِيشَ ٱلْجِنْسُ ٱلْبَشَرِيُّ بِسَعَادَةٍ. وَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَنْعَمَ بِمِقْدَارٍ مِنَ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْآنَ رَغْمَ نَقْصِنَا. (اش ٤٨:١٧، ١٨؛ مت ٥:٣) فَقَدْ عَلَّمَ يَسُوعُ حَقَائِقَ إِلهِيَّةً تَرْتَكِزُ عَلَيْهَا سَعَادَةُ ٱلْبَشَرِ. لكِنَّهُ لَمْ يَكْتَفِ بِذلِكَ بَلْ عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَيْضًا طَرِيقَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْفُضْلَى. وَفَضْلًا عَمَّا عَلَّمَهُ بِٱلْكَلَامِ، تَرَكَ لَنَا مِثَالًا عَمَلِيًّا بِٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱتِّزَانِ فِي نَظْرَتِهِ وَمَوَاقِفِهِ وَطَرِيقَةِ حَيَاتِهِ. وَٱلِٱقْتِدَاءُ بِهِ يُفِيدُنَا جَمِيعًا، مَهْمَا كَانَ دَوْرُنَا فِي ٱلْعَائِلَةِ. فَيَا أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ، وَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ وَٱلْأَوْلَادُ، ٱقْتَدُوا بِيَسُوعَ! فَٱتِّبَاعُ تَعَالِيمِهِ وَٱلسَّيْرُ عَلَى مِثَالِهِ هُمَا مِفْتَاحُ ٱلسَّعَادَةِ وَٱلْهَنَاءِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُمَارِسَ ٱلزَّوْجُ سُلْطَتَهُ ٱلْمُعْطَاةَ مِنَ ٱللهِ؟
• كَيْفَ تَقْتَدِي ٱلزَّوْجَةُ بِمِثَالِ يَسُوعَ؟
• مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْوَالِدُونَ مِنْ مُعَامَلَةِ يَسُوعَ لِتَلَامِيذِهِ؟
• مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْأَوْلَادُ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٨]
مَاذَا يَفْعَلُ ٱلزَّوْجُ ٱلْمُحِبُّ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ قَرَارًا يُؤَثِّرُ فِي ٱلْعَائِلَةِ؟
[الصورة في الصفحة ٩]
أَيَّةُ حَالَةٍ تُتِيحُ لِلزَّوْجَةِ أَنْ تَدْعَمَ رِئَاسَةَ زَوْجِهَا؟
[الصورة في الصفحة ١٠]
يَتَمَثَّلُ ٱلْأَوْلَادُ بِعَادَاتِ وَالِدِيهِمِ ٱلْجَيِّدَةِ