الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ليبقَ فيك موقف المسيح العقلي

ليبقَ فيك موقف المسيح العقلي

لِيَبْقَ فِيكَ مَوْقِفُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيُّ

‏‹لِيَكُنْ لَكُمْ فِي مَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ عَيْنُهُ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ›.‏ —‏ رو ١٥:‏٥‏.‏

١ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْعَى إِلَى تَبَنِّي مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ؟‏

قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ:‏ «تَعَالَوْا إِلَيَّ .‏ .‏ .‏ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي،‏ لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ،‏ فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِكُمْ».‏ (‏مت ١١:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ تَعْكِسُ هذِهِ ٱلدَّعْوَةُ ٱلْحَارَّةُ مَوْقِفَ يَسُوعَ ٱلْعَقْلِيَّ ٱلَّذِي يَنِمُّ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ وَمَا مِنْ إِنْسَانٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرْسُمَ مِثَالًا أَفْضَلَ لِٱتِّبَاعِهِ.‏ فَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱللهِ وَيَتَمَتَّعُ بِسُلْطَةٍ عَظِيمَةٍ،‏ فَقَدْ أَعْرَبَ عَنِ ٱلتَّعَاطُفِ وَٱلرِّقَّةِ،‏ وَخُصُوصًا لِمُتَأَلِّمِينَ.‏

٢ أَيُّ جَوَانِبَ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ سَنُنَاقِشُهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ؟‏

٢ سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ كَيْفَ نَتَبَنَّى وَنُحَافِظُ عَلَى ٱلْمَوْقِفِ ٱلْعَقْلِيِّ عَيْنِهِ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ يَسُوعَ،‏ وَكَيْفَ نَمْتَلِكُ «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ».‏ (‏١ كو ٢:‏١٦‏)‏ وَسَنُرَكِّزُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى خَمْسَةِ جَوَانِبَ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ:‏ وَدَاعَتِهِ وَتَوَاضُعِهِ،‏ لُطْفِهِ،‏ طَاعَتِهِ لِلهِ،‏ شَجَاعَتِهِ،‏ وَمَحَبَّتِهِ ٱلَّتِي لَا تَنْضُبُ.‏

تَعَلَّمْ مِنْ وَدَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ

٣ (‏أ)‏ أَيُّ دَرْسٍ فِي ٱلتَّوَاضُعِ عَلَّمَهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَصَرَّفَ يَسُوعُ حِينَ لَاحَظَ ضَعَفَاتِ تَلَامِيذِهِ؟‏

٣ جَاءَ يَسُوعُ،‏ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْكَامِلُ،‏ إِلَى ٱلْأَرْضِ طَوْعًا لِيَخْدُمَ وَسْطَ أُنَاسٍ نَاقِصِينَ وَخُطَاةٍ كَانَ ٱلْبَعْضُ مِنْهُمْ سَيَقْتُلُونَهُ لَاحِقًا.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ حَافَظَ عَلَى ٱلْفَرَحِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ وَ ‹ٱلنَّظَرُ بِإِمْعَانٍ› إِلَى مِثَالِهِ يُسَاعِدُنَا عَلَى فِعْلِ ٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ عِنْدَمَا تُزْعِجُنَا نَقَائِصُ ٱلْآخَرِينَ وَضَعَفَاتُهُمْ.‏ (‏عب ١٢:‏٢‏)‏ لَقَدْ دَعَا يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يَحْمِلُوا نِيرَهُ› وَبِٱلتَّالِي أَنْ يَتَعَلَّمُوا مِنْهُ.‏ (‏مت ١١:‏٢٩‏)‏ فَمَاذَا كَانُوا سَيَتَعَلَّمُونَ؟‏ كَانَ يَسُوعُ وَدِيعًا وَصَبُورًا مَعَهُمْ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَخْطَائِهِمْ.‏ فَفِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ،‏ غَسَلَ أَقْدَامَهُمْ مُعَلِّمًا إِيَّاهُمْ دَرْسًا لَا يُنْسَى فِي ‹ٱتِّضَاعِ ٱلْقَلْبِ›.‏ (‏اِقْرَأْ يوحنا ١٣:‏١٤-‏١٧‏.‏‏)‏ وَلَاحِقًا،‏ حِينَ لَمْ يَسْتَطِعْ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ‹ٱلْبَقَاءَ سَاهِرِينَ›،‏ تَعَاطَفَ مَعَهُمْ وَٱعْتَرَفَ أَنَّ جَسَدَهُمْ ضَعِيفٌ.‏ فَبَعْدَمَا سَأَلَ سِمْعَانَ إِنْ كَانَ نَائِمًا،‏ قَالَ:‏ «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ.‏ إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ،‏ أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».‏ —‏ مر ١٤:‏٣٢-‏٣٨‏.‏

٤،‏ ٥ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ يَسُوعَ حِينَ تَظْهَرُ ضَعَفَاتُ ٱلْآخَرِينَ؟‏

٤ مَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِنَا إِذَا ٱمْتَلَكَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ رُوحَ ٱلْمُنَافَسَةِ،‏ أَوْ كَانَ سَرِيعَ ٱلْغَضَبِ أَوْ بَطِيئًا فِي ٱلتَّجَاوُبِ مَعَ مَشُورَةِ ٱلشُّيُوخِ أَوِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ»؟‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ فِي حِينِ أَنَّنَا رُبَّمَا نَتَقَبَّلُ نَقَائِصَ أَهْلِ ٱلْعَالَمِ مُعْتَبِرِينَهَا أَمْرًا مُتَوَقَّعًا،‏ فَقَدْ نَسْتَصْعِبُ تَقَبُّلَ هَفَوَاتِ إِخْوَانِنَا وَمُسَامَحَتَهُمْ عَلَيْهَا.‏ لِذلِكَ،‏ إِذَا كُنَّا نَسْتَاءُ بِسُرْعَةٍ مِنْ ضَعَفَاتِ ٱلْآخَرِينَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹كَيْفَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَعْكِسَ «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ» بِشَكْلٍ أَفْضَلَ؟‏›.‏ وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَسْتَأْ مِنْ تَلَامِيذِهِ،‏ حَتَّى حِينَ أَعْرَبُوا عَنْ ضَعْفٍ رُوحِيٍّ فِي بَعْضِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ.‏

٥ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَادِثَةٍ حَصَلَتْ مَعَ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ طَلَبَ مِنْهُ يَسُوعُ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ ٱلْمَرْكَبِ وَيَمْشِيَ عَلَى ٱلْمِيَاهِ وَيَأْتِيَ إِلَيْهِ.‏ وَقَدْ لَبَّى بُطْرُسُ طَلَبَهُ هذَا،‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا رَأَى عَاصِفَةَ ٱلرِّيحِ ٱبْتَدَأَ يَغْرَقُ.‏ فَهَلْ غَضِبَ عَلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَنْتَ تَسْتَأْهِلُ مَا يَحْصُلُ لَكَ!‏ لِيَكُنْ هذَا دَرْسًا تَتَّعِظُ بِهِ»؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ عَلَى ٱلْعَكْسِ «مَدَّ .‏ .‏ .‏ يَدَهُ فِي ٱلْحَالِ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ:‏ ‹يَا قَلِيلَ ٱلْإِيمَانِ،‏ لِمَاذَا ٱسْتَسْلَمْتَ لِلشَّكِّ؟‏›».‏ (‏مت ١٤:‏٢٨-‏٣١‏)‏ فَإِذَا بَدَا لَنَا أَنَّ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ تَصَرَّفَ بِقِلَّةِ إِيمَانٍ،‏ فَهَلْ نَمُدُّ يَدَنَا وَنُسَاعِدُهُ عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِهِ؟‏ هذَا هُوَ ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَسْتَمِدُّهُ دُونَ شَكٍّ مِنَ ٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا يَسُوعُ لِبُطْرُسَ.‏

٦ مَاذَا عَلَّمَ يَسُوعُ رُسُلَهُ عَنْ حُبِّ ٱلْبُرُوزِ؟‏

٦ كَثِيرًا مَا كَانَ ٱلرُّسُلُ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ بُطْرُسُ،‏ يَتَجَادَلُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ حَوْلَ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ.‏ فَقَدِ ٱغْتَاظُوا مَثَلًا حِينَ سَمِعُوا أَنَّ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا يُرِيدَانِ ٱلْجُلُوسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِ يَسُوعَ وَٱلْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ فِي مَلَكُوتِهِ.‏ وَكَانَ يَسُوعُ يَعْلَمُ أَنَّ مَوْقِفَهُمْ هذَا نَاجِمٌ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عَنْ تَأَثُّرِهِمْ بِٱلْمُجْتَمَعِ ٱلَّذِي نَشَأُوا فِيهِ.‏ فَدَعَاهُمْ إِلَيْهِ وَقَالَ:‏ «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ حُكَّامَ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ ٱلْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.‏ فَلَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ فِي مَا بَيْنَكُمْ،‏ بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا،‏ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوَّلَ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا».‏ وَبَعْدَ ذلِكَ،‏ تَابَعَ كَلَامَهُ لَافِتًا نَظَرَهُمْ إِلَى مِثَالِهِ:‏ «إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ،‏ بَلْ لِيَخْدُمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».‏ —‏ مت ٢٠:‏٢٠-‏٢٨‏.‏

٧ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

٧ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي مَوْقِفِ يَسُوعَ ٱلْمُتَوَاضِعِ يُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ› بَيْنَ إِخْوَانِنَا.‏ (‏لو ٩:‏٤٦-‏٤٨‏)‏ وَهذَا مَا يُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ.‏ وَكَأَبٍ لِعَائِلَةٍ كَبِيرَةٍ،‏ يُرِيدُ يَهْوَه مِنْ أَوْلَادِهِ ‹أَنْ يَسْكُنُوا مَعًا فِي وَحْدَةٍ› وَٱنْسِجَامٍ.‏ (‏مز ١٣٣:‏١‏)‏ وَقَدْ صَلَّى يَسُوعُ إِلَى أَبِيهِ أَنْ يَكُونَ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ مُتَّحِدِينَ ‹لِيَعْرِفَ ٱلْعَالَمُ أَنَّ [ٱلْآبَ] أَرْسَلَهُ وَأَحَبَّهُمْ كَمَا أَحَبَّهُ›.‏ (‏يو ١٧:‏٢٣‏)‏ فَٱلْوَحْدَةُ إِذًا تُثْبِتُ هُوِيَّتَنَا أَنَّنَا أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَلِكَيْ نَتَمَتَّعَ بِهذِهِ ٱلْوَحْدَةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى نَقَائِصِ ٱلْآخَرِينَ كَمَا نَظَرَ إِلَيْهَا ٱلْمَسِيحُ.‏ فَقَدْ كَانَ يَسُوعُ غَفُورًا وَعَلَّمَ أَنَّ ٱللهَ لَا يَغْفِرُ لَنَا إِلَّا إِذَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا غَفُورِينَ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٨ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ؟‏

٨ يُمْكِنُنَا أَيْضًا تَعَلُّمُ ٱلْكَثِيرِ مِنْ إِيمَانِ ٱلَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِٱلْمَسِيحِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ.‏ فَهؤُلَاءِ يَتَفَهَّمُونَ عُمُومًا نَقَائِصَ ٱلْغَيْرِ تَمَثُّلًا بِهِ.‏ وَقَدْ تَعَلَّمُوا أَنَّ إِظْهَارَ ٱلرَّأْفَةِ مِثْلَهُ لَا يُسَاهِمُ فِي ‹تَحَمُّلِ ضَعَفَاتِ غَيْرِ ٱلْأَقْوِيَاءِ› فَحَسْبُ،‏ بَلْ يُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ أَيْضًا وَيُحَرِّضُ كُلَّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى تَبَنِّي مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ.‏ وَهُمْ يَتَمَنَّوْنَ لِإِخْوَتِهِمْ مَا تَمَنَّاهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا حِينَ قَالَ:‏ «لِيُعْطِكُمُ ٱللهُ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلِٱحْتِمَالَ وَٱلتَّعْزِيَةَ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ فِي مَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ عَيْنُهُ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ،‏ لِكَيْ تُمَجِّدُوا كُلُّكُمْ مَعًا بِفَمٍ وَاحِدٍ إِلٰهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ!‏».‏ (‏رو ١٥:‏١،‏ ٥،‏ ٦‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ عِبَادَةَ يَهْوَه بِٱتِّحَادٍ تَجْلُبُ لَهُ ٱلتَّسْبِيحَ.‏

٩ لِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بُغْيَةَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ؟‏

٩ لَقَدْ رَبَطَ يَسُوعُ ‹ٱتِّضَاعَ ٱلْقَلْبِ› بِٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّتِي هِيَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ.‏ فَلِكَيْ نَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ،‏ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّمَعُّنِ فِيهِ وَإِلَى مُسَاعَدَةِ رُوحِ يَهْوَه.‏ لِذَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِهذَا ٱلرُّوحِ وَنَسْعَى إِلَى تَنْمِيَةِ ثَمَرِهِ:‏ «اَلْمَحَبَّةُ،‏ ٱلْفَرَحُ،‏ ٱلسَّلَامُ،‏ طُولُ ٱلْأَنَاةِ،‏ ٱللُّطْفُ،‏ ٱلصَّلَاحُ،‏ ٱلْإِيمَانُ،‏ ٱلْوَدَاعَةُ،‏ وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ».‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَبِٱتِّبَاعِ مِثَالِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ،‏ نُرْضِي أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْوَه.‏

عَامَلَ يَسُوعُ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ

١٠ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱللُّطْفِ؟‏

١٠ اَللُّطْفُ أَيْضًا هُوَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَيَسُوعُ كَانَ دَائِمًا يُعَامِلُ ٱلْغَيْرَ بِلُطْفٍ.‏ فَقَدِ «ٱسْتَقْبَلَ» ٱلَّذِينَ تَبِعُوهُ بِإِخْلَاصٍ وَلَمْ يَصُدَّهُمْ.‏ (‏لو ٩:‏١١‏)‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱللُّطْفِ ٱلَّذِي أَعْرَبَ عَنْهُ؟‏ نَتَعَلَّمُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱللَّطِيفَ هُوَ وُدِّيٌّ،‏ مُتَرَفِّقٌ،‏ مُتَعَاطِفٌ،‏ وَحَنُونٌ.‏ وَهذَا ٱلْوَصْفُ يَنْطَبِقُ تَمَامًا عَلَى يَسُوعَ.‏ فَقَدْ أَشْفَقَ عَلَى ٱلنَّاسِ «لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا».‏ —‏ مت ٩:‏٣٥،‏ ٣٦‏.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ اُذْكُرُوا حَادِثَةً تُظْهِرُ كَيْفَ تَجَلَّتْ رَأْفَةُ يَسُوعَ فِي أَعْمَالِهِ.‏ (‏ب)‏ مَاذَا تَتَعَلَّمُونَ مِنْ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟‏

١١ لَمْ تَقْتَصِرْ شَفَقَةُ يَسُوعَ وَرَأْفَتُهُ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ فَقَطْ بَلْ تَجَلَّتَا أَيْضًا فِي أَعْمَالِهِ.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ ٱمْرَأَةٍ عَانَتْ مِنْ سَيْلِ دَمٍ طَوَالَ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.‏ فَقَدْ كَانَتْ تَعْلَمُ أَنَّهَا هِيَ وَكُلَّ مَنْ يَمَسُّهَا نَجِسٌ طَقْسِيًّا بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ (‏لا ١٥:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ لَا بُدَّ أَنَّهَا كَانَتْ مُتَأَكِّدَةً مِنْ أَنَّ يَسُوعَ يَمْلِكُ ٱلْقُدْرَةَ وَٱلرَّغْبَةَ فِي شِفَائِهَا،‏ وَهذَا نَتِيجَةَ ٱلْأَخْبَارِ ٱلَّتِي سَمِعَتْهَا عَنْهُ.‏ فَكَانَتْ تَقُولُ فِي نَفْسِهَا:‏ «إِنْ لَمَسْتُ وَلَوْ رِدَاءَهُ،‏ شُفِيتُ».‏ لِذلِكَ ٱسْتَجْمَعَتِ ٱلْجُرْأَةَ وَلَمَسَتْهُ،‏ وَفِي ٱلْحَالِ أَحَسَّتْ فِي جَسَدِهَا أَنَّهَا شُفِيَتْ.‏

١٢ فَأَدْرَكَ يَسُوعُ أَنَّ أَحَدًا لَمَسَهُ وَنَظَرَ حَوْلَهُ لِيَرَى مَنْ فَعَلَ ذلِكَ.‏ وَإِذْ خَافَتِ ٱلْمَرْأَةُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنْ يُوَبِّخَهَا لِأَنَّهَا ٱنْتَهَكَتِ ٱلشَّرِيعَةَ،‏ خَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مُرْتَعِدَةً وَبَاحَتْ لَهُ بِٱلْحَقِيقَةِ كُلِّهَا.‏ فَهَلْ أَنَّبَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْمَرْأَةَ ٱلْفَقِيرَةَ ٱلْمُتَأَلِّمَةَ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ بَلْ طَمْأَنَهَا قَائِلًا:‏ «يَا ٱبْنَةُ،‏ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ.‏ اِذْهَبِي بِسَلَامٍ».‏ (‏مر ٥:‏٢٥-‏٣٤‏)‏ وَكَمِ ٱرْتَاحَتْ دُونَ شَكٍّ حِينَ سَمِعَتْ كَلِمَاتِهِ ٱللَّطِيفَةَ هذِهِ!‏

١٣ (‏أ)‏ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُ يَسُوعَ عَنْ ذَاكَ ٱلَّذِي لِلْفَرِّيسِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ عَامَلَ يَسُوعُ ٱلْأَوْلَادَ؟‏

١٣ بِخِلَافِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلْمُتَحَجِّرِينَ،‏ لَمْ يَسْتَخْدِمْ يَسُوعُ سُلْطَتَهُ قَطُّ لِيَزِيدَ مِنْ أَعْبَاءِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏مت ٢٣:‏٤‏)‏ بَلْ عَلَّمَهُمْ طُرُقَ يَهْوَه بِلُطْفٍ وَصَبْرٍ.‏ وَكَانَ رَفِيقًا حَنُونًا وَحَقِيقِيًّا لِأَتْبَاعِهِ،‏ إِذْ عَامَلَهُمْ عَلَى ٱلدَّوَامِ بِمَحَبَّةٍ وَلُطْفٍ.‏ (‏ام ١٧:‏١٧؛‏ يو ١٥:‏١١-‏١٥‏)‏ حَتَّى ٱلْأَوْلَادُ شَعَرُوا مَعَهُ بِٱلِٱرْتِيَاحِ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ هُوَ أَيْضًا بَادَلَهُمُ ٱلْمَشَاعِرَ نَفْسَهَا.‏ كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَشْغُولًا أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَقْضِيَ ٱلْوَقْتَ مَعَ ٱلصِّغَارِ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ أَحْضَرَ ٱلنَّاسُ أَوْلَادَهُمُ ٱلصِّغَارَ إِلَيْهِ لِيَلْمُسَهُمْ،‏ إِلَّا أَنَّ تَلَامِيذَهُ حَاوَلُوا مَنْعَهُمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَزَالُونَ يَشْعُرُونَ بِٱلْأَهَمِّيَّةِ ٱلذَّاتِيَّةِ كَٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ فِي زَمَنِهِمْ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَرْضَ عَمَّا فَعَلُوهُ بَلْ قَالَ لَهُمْ:‏ «دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ.‏ لَا تُحَاوِلُوا مَنْعَهُمْ،‏ لِأَنَّ لِأَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱللهِ».‏ ثُمَّ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْأَوْلَادَ لِيُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ دَرْسًا مُهِمًّا بِٱلْقَوْلِ:‏ «مَنْ لَا يَقْبَلْ مَلَكُوتَ ٱللهِ مِثْلَ وَلَدٍ صَغِيرٍ،‏ فَلَنْ يَدْخُلَهُ أَبَدًا».‏ —‏ مر ١٠:‏١٣-‏١٥‏.‏

١٤ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْأَوْلَادُ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْأَصِيلِ ٱلَّذِي يَتَلَقَّوْنَهُ؟‏

١٤ تَأَمَّلْ كَيْفَ كَانَ بَعْضُ هؤُلَاءِ ٱلْأَوْلَادِ سَيَشْعُرُونَ حِينَ يَكْبَرُونَ وَيَتَذَكَّرُونَ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ‹ضَمَّهُمْ بِذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَهُمْ›.‏ (‏مر ١٠:‏١٦‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَجِبُ أَنْ يَهْتَمَّ ٱلشُّيُوخُ وَغَيْرُهُمُ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا وَغَيْرَ أَنَانِيٍّ بِٱلْأَوْلَادِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هذِهِ ٱلذِّكْرَيَاتِ ٱلْحُلْوَةَ سَتَبْقَى مَحْفُورَةً فِي أَذْهَانِهِمْ.‏ وَأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ هُوَ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ ٱلَّذِينَ يَتَلَقَّوْنَ ٱهْتِمَامًا كَهذَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَتَعَلَّمُونَ مُنْذُ ٱلصِّغَرِ أَنَّ رُوحَ يَهْوَه حَالٌّ عَلَى شَعْبِهِ.‏

أَظْهِرِ ٱللُّطْفَ فِي عَالَمٍ قَاسٍ

١٥ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ تُفَاجِئَنَا قَسَاوَةُ ٱلنَّاسِ فِي أَيَّامِنَا؟‏

١٥ يَشْعُرُ كَثِيرُونَ فِي زَمَنِنَا أَنَّهُمْ مَشْغُولُونَ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱللُّطْفِ.‏ لِذلِكَ يُوَاجِهُ شَعْبُ يَهْوَه كُلَّ يَوْمٍ رُوحَ هذَا ٱلْعَالَمِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ ٱلْعَمَلِ،‏ ٱلسَّفَرِ،‏ وَٱلْخِدْمَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ قَسَاوَةَ ٱلنَّاسِ قَدْ تُثَبِّطُنَا لكِنَّهَا لَا يَجِبُ أَنْ تُفَاجِئَنَا.‏ فَقَدْ أَوْحَى يَهْوَه إِلَى بُولُسَ أَنْ يُحَذِّرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنَّهُمْ سَيَحْتَكُّونَ فِي هذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» ٱلْحَرِجَةِ بِأُنَاسٍ ‹مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ وَبِلَا حُنُوٍّ›.‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١-‏٣‏.‏

١٦ كَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱللُّطْفِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١٦ إِنَّ ٱلْجَوَّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ مُنْعِشٌ بِٱلتَّبَايُنِ مَعَ جَوِّ ٱلْعَالَمِ ٱلْقَاسِي.‏ وَبِٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ،‏ يَسْتَطِيعُ كُلٌّ مِنَّا أَنْ يُسَاهِمَ فِي تَعْزِيزِ هذَا ٱلْجَوِّ ٱلْبَنَّاءِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ يَحْتَاجُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ أَوِ ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ ٱلْأُخْرَى.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْمَشَاكِلَ تَتَفَاقَمُ فِي هذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»،‏ إِلَّا أَنَّهَا لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ ٱلْجَدِيدِ.‏ فَفِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَيْضًا،‏ حَلَّتْ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ مَشَاكِلُ مُمَاثِلَةٌ.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ مُؤَازَرَةَ ٱلْإِخْوَةِ هِيَ فِي مَحَلِّهَا ٱلْيَوْمَ تَمَامًا كَمَا كَانَتْ آنَذَاكَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حَثَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ قَائِلًا:‏ «عَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ،‏ ٱدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ،‏ تَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ».‏ (‏١ تس ٥:‏١٤‏)‏ وَهذَا يَعْنِي ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱللُّطْفِ ٱلْمَسِيحِيِّ بِطَرِيقَةٍ عَمَلِيَّةٍ.‏

١٧،‏ ١٨ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱللُّطْفِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ؟‏

١٧ لَدَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَسْؤُولِيَّةُ مُعَامَلَةِ إِخْوَتِهِمْ بِلُطْفٍ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ،‏ مُعْرِبِينَ عَنِ ٱهْتِمَامٍ أَصِيلٍ بِٱلَّذِينَ يَعْرِفُونَهُمْ مُنْذُ سِنِينَ وَأَيْضًا بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْتَقُوهُمْ قَطُّ.‏ (‏٣ يو ٥-‏٨‏)‏ فَكَمَا أَخَذَ يَسُوعُ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي ٱلتَّرَؤفِ بِٱلْآخَرِينَ،‏ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ نَحْنُ أَيْضًا ٱلسَّبَّاقِينَ إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّأْفَةِ وَإِنْعَاشِ مَنْ حَوْلَنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ —‏ اش ٣٢:‏٢؛‏ مت ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

١٨ وَيُمْكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يُظْهِرَ ٱللُّطْفَ بِٱلِٱهْتِمَامِ بِخَيْرِ إِخْوَتِهِ ٱهْتِمَامًا عَمَلِيًّا.‏ لِذلِكَ بَدَلَ أَنْ نَبْقَى مَكْتُوفِي ٱلْيَدَيْنِ،‏ لِنَبْحَثْ عَنْ طَرَائِقَ وَفُرَصٍ لِإِظْهَارِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ حَثَّ بُولُسُ:‏ «لِيَحِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ.‏ وَخُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا».‏ (‏رو ١٢:‏١٠‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ نُجَاهِدَ جَمِيعًا لِٱتِّبَاعِ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِ،‏ إِذْ نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ بِدِفْءٍ وَلُطْفٍ وَنُحِبُّهُمْ «مَحَبَّةً بِلَا رِيَاءٍ».‏ (‏٢ كو ٦:‏٦‏)‏ وَقَدْ وَصَفَ بُولُسُ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ قَائِلًا:‏ «اَلْمَحَبَّةُ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ.‏ اَلْمَحَبَّةُ لَا تَغَارُ،‏ وَلَا تَتَبَجَّحُ،‏ وَلَا تَنْتَفِخُ».‏ (‏١ كو ١٣:‏٤‏)‏ وَعِوَضَ أَنْ نُضْمِرَ ٱلضَّغِينَةَ لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى هذَا ٱلْحَضِّ:‏ «كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ،‏ ذَوِي حَنَانٍ،‏ مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللهُ أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ اف ٤:‏٣٢‏.‏

١٩ مَاذَا يَنْتِجُ مِنَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱللُّطْفِ ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ؟‏

١٩ إِنَّ ٱلسَّعْيَ لِتَنْمِيَةِ ٱللُّطْفِ وَإِظْهَارِهِ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ يَجْلُبُ مُكَافَآتٍ عَظِيمَةً.‏ فَبِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ نُتِيحُ لِرُوحِ يَهْوَه أَنْ يَعْمَلَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ دُونَ أَيِّ عَائِقٍ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُسَاعِدُ ٱلْجَمِيعَ عَلَى تَنْمِيَةِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ حِينَ نَتَّبِعُ ٱلنَّمُوذَجَ ٱلَّذِي تَرَكَهُ يَسُوعُ وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ عَلَى فِعْلِ ٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ،‏ نَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ لِلهِ لِأَنَّنَا نَعْبُدُهُ بِٱتِّحَادٍ وَسَعَادَةٍ.‏ فَلْنَبْذُلْ جُهْدَنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ كَيْ نَتَمَثَّلَ بِوَدَاعَةِ يَسُوعَ وَلُطْفِهِ فِي كُلِّ تَعَامُلَاتِنَا.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• كَيْفَ بَرْهَنَ يَسُوعُ أَنَّهُ «وَدِيعٌ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ»؟‏

‏• كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱللُّطْفِ؟‏

‏• كَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَٱللُّطْفِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلنَّاقِصِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

هَلْ نَمُدُّ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ لِأَخِينَا إِذَا تَزَعْزَعَ إِيمَانُهُ كَمَا حَدَثَ مَعَ بُطْرُسَ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

كَيْفَ تُسَاهِمُ فِي جَعْلِ ٱلْجَمَاعَةِ مَكَانًا يَسُودُهُ ٱللُّطْفُ؟‏