الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

محبة المسيح تدفعنا الى اظهار المحبة

محبة المسيح تدفعنا الى اظهار المحبة

مَحَبَّةُ ٱلْمَسِيحِ تَدْفَعُنَا إِلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ

‏«لَمَّا كَانَ يَسُوعُ .‏ .‏ .‏ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ بَلَغَتْ مَحَبَّتُهُ لَهُمْ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى».‏ —‏ يو ١٣:‏١‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا بَارِزًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ؟‏

رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا كَامِلًا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ إِذْ تَجَلَّتْ فِي مَسْلَكِ حَيَاتِهِ كُلِّهِ —‏ تَصَرُّفَاتِهِ،‏ كَلَامِهِ،‏ تَعَالِيمِهِ،‏ وَمَوْتِهِ ٱلْفِدَائِيِّ.‏ وَحَتَّى آخِرِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ،‏ عَامَلَ يَسُوعُ ٱلَّذِينَ ٱلْتَقَاهُمْ،‏ وَخُصُوصًا تَلَامِيذَهُ،‏ بِكُلِّ مَحَبَّةٍ.‏

٢ وَمِثَالُهُ ٱلْبَارِزُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ يُشَكِّلُ مِقْيَاسًا رَفِيعًا يَنْبَغِي أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِ جَمِيعُ أَتْبَاعِهِ.‏ فَهُوَ يَدْفَعُنَا إِلَى إِظْهَارِ مَحَبَّةٍ مُمَاثِلَةٍ لِلنَّاسِ،‏ وَلَا سِيَّمَا إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ.‏ وَسَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ شُيُوخُ ٱلْجَمَاعَةِ مِنْ يَسُوعَ عَنْ إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ ٱلْأَخْطَاءَ،‏ وَإِنْ كَانَتْ جَسِيمَةً.‏ كَمَا أَنَّنَا سَنَرَى كَيْفَ تَحُثُّ مَحَبَّةُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى تَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ عِنْدَمَا يُعَانُونَ ٱلضِّيقَاتِ وَٱلْكَوَارِثَ وَٱلْأَمْرَاضَ.‏

٣ كَيْفَ عَامَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ بِٱلرَّغْمِ مِنْ خَطَئِهِ ٱلْكَبِيرِ؟‏

٣ أَنْكَرَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يَسُوعَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏مر ١٤:‏٦٦-‏٧٢‏)‏ لكِنَّ بُطْرُسَ عَادَ،‏ أَوْ تَابَ،‏ كَمَا سَبَقَ وَأَنْبَأَ يَسُوعُ.‏ فَسَامَحَهُ عَلَى خَطَئِهِ هذَا وَأَوْكَلَ إِلَيْهِ مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةً.‏ (‏لو ٢٢:‏٣٢؛‏ اع ٢:‏١٤؛‏ ٨:‏١٤-‏١٧؛‏ ١٠:‏٤٤،‏ ٤٥‏)‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَوْقِفِ يَسُوعَ إِزَاءَ ٱلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ أَخْطَاءً كَبِيرَةً؟‏

لِيَكُنْ فِيكَ مَوْقِفُ ٱلْمَسِيحِ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْخُطَاةِ

٤ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلْحَالَاتِ ٱلْمُؤْلِمَةِ ٱلَّتِي تَدْعُو إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ؟‏

٤ إِنَّ إِحْدَى ٱلْحَالَاتِ ٱلْمُؤْلِمَةِ جِدًّا ٱلَّتِي تَدْعُو إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ هِيَ ٱلتَّعَامُلُ مَعَ ٱلَّذِينَ يَقْتَرِفُونَ أَخْطَاءً خَطِيرَةً،‏ سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ أَوِ ٱلْعَائِلَةِ.‏ وَمِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّهُ كُلَّمَا ٱقْتَرَبْنَا مِنْ ذُرْوَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لِنِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ تَسَبَّبَ رُوحُ ٱلْعَالَمِ بِتَدَهْوُرِ ٱلْقِيَمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ وَمَوَاقِفُ ٱلنَّاسِ ٱلْأَدَبِيَّةُ ٱلْمُنْحَطَّةُ أَوِ ٱلَّتِي تَنِمُّ عَنِ ٱسْتِهْتَارٍ تَنْتَقِلُ إِلَى ٱلصِّغَارِ وَٱلْكِبَارِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ،‏ مُثَبِّطَةً بِٱلتَّالِي عَزْمَهُمْ عَلَى ٱلسَّيْرِ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلضَّيِّقِ.‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ يُفْصَلُ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَوْ يَجْرِي تَوْبِيخُهُمْ،‏ تَمَامًا كَمَا حَصَلَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ (‏١ كو ٥:‏١١-‏١٣؛‏ ١ تي ٥:‏٢٠‏)‏ وَلكِنْ حِينَ يَتَّصِفُ ٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ يُعَالِجُونَ هذِهِ ٱلْمَسَائِلَ بِٱلْمَحَبَّةِ كَٱلْمَسِيحِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكُوا أَثَرًا عَمِيقًا فِي ٱلْخَاطِئِ.‏

٥ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُعْرِبَ ٱلشُّيُوخُ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ تِجَاهَ ٱلْخُطَاةِ؟‏

٥ عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يُؤَيِّدَ ٱلشُّيُوخُ مَقَايِيسَ يَهْوَه ٱلْبَارَّةَ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ.‏ وَهكَذَا،‏ يَعْكِسُونَ وَدَاعَةَ يَهْوَه وَلُطْفَهُ وَمَحَبَّتَهُ.‏ وَ ‹إِصْلَاحُ [ٱلْخَاطِئِ] بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ› لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلصَّعْبِ إِذَا أَعْرَبَ عَنْ تَوْبَةٍ أَصِيلَةٍ وَكَانَ بِٱلتَّالِي ‹مُنْكَسِرَ ٱلْقَلْبِ وَمُنْسَحِقَ ٱلرُّوحِ› بِسَبَبِ خَطَئِهِ.‏ (‏مز ٣٤:‏١٨؛‏ غل ٦:‏١‏)‏ وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ شَخْصٍ مُتَمَرِّدٍ لَا يُبْدِي أَيَّ شُعُورٍ بِٱلنَّدَمِ؟‏

٦ أَيُّ أَمْرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَجَنَّبَهُ ٱلشُّيُوخُ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْخُطَاةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٦ حِينَ يَرْفُضُ ٱلْخَاطِئُ مَشُورَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَوْ يُحَاوِلُ أَنْ يُلْقِيَ ٱللَّوْمَ عَلَى غَيْرِهِ،‏ قَدْ يَحُسُّ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْآخَرُونَ بِٱلِٱغْتِيَاظِ.‏ وَرُبَّمَا تَدْفَعُهُمْ مَعْرِفَتُهُمْ لِلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ هذَا ٱلشَّخْصُ إِلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱسْتِيَائِهِمْ مِنْ تَصَرُّفَاتِهِ وَمَوْقِفِهِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتَّعْبِيرَ عَنِ ٱلْغَضَبِ مُؤْذٍ وَلَا يَعْكِسُ «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ».‏ (‏١ كو ٢:‏١٦‏؛‏ اِقْرَأْ يعقوب ١:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ وَبَّخَ ٱلْبَعْضَ فِي أَيَّامِهِ بِكُلِّ حَزْمٍ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَتَفَوَّهْ قَطُّ بِأَيِّ كَلَامٍ بَغِيضٍ أَوْ جَارِحٍ.‏ (‏١ بط ٢:‏٢٣‏)‏ بَلْ تَرَكَ ٱلْمَجَالَ مَفْتُوحًا أَمَامَ ٱلْخُطَاةِ لِيَتُوبُوا وَيَحْظَوْا بِرِضَى يَهْوَه مِنْ جَدِيدٍ.‏ فَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلَّتِي مِنْ أَجْلِهَا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْعَالَمِ هُوَ «لِيُخَلِّصَ ٱلْخُطَاةَ».‏ —‏ ١ تي ١:‏١٥‏.‏

٧،‏ ٨ أَيُّ مَوْقِفٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَحَلَّى بِهِ ٱلشُّيُوخُ عِنْدَ مُعَالَجَةِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ؟‏

٧ وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُؤَثِّرَ مِثَالُ يَسُوعَ فِي مَوْقِفِنَا مِنَ ٱلَّذِينَ يَلْزَمُ تَأْدِيبُهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ لَا يَجِبُ أَنْ يَغِيبَ عَنْ بَالِنَا أَنَّ ٱلْإِجْرَاءَ ٱلْقَضَائِيَّ ٱلَّذِي تُوصِي بِهِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ يَحْمِي ٱلرَّعِيَّةَ وَقَدْ يَحُثُّ ٱلْخَاطِئَ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ.‏ (‏٢ كو ٢:‏٦-‏٨‏)‏ وَفِي حِينِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ لَا يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ وَيَلْزَمُ فَصْلُهُمْ،‏ يُفْرِحُنَا أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنْهُمْ يَعُودُونَ لَاحِقًا إِلَى يَهْوَه وَجَمَاعَتِهِ.‏ فَعِنْدَمَا يُظْهِرُ ٱلشُّيُوخُ مَوْقِفَ ٱلْمَسِيحِ،‏ يُمَهِّدُونَ ٱلطَّرِيقَ لِيُغَيِّرَ ٱلْخَاطِئُ مَوْقِفَهُ وَيَتُوبَ.‏ فَبَعْضُ ٱلَّذِينَ يُفْصَلُونَ قَدْ لَا يَتَذَكَّرُونَ لَاحِقًا كُلَّ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ٱلشُّيُوخُ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ حَافَظُوا عَلَى كَرَامَتِهِمْ وَعَامَلُوهُمْ بِمَحَبَّةٍ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي قَدْ يَدْفَعُهُمْ أَنْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏

٨ لِذَا عَلَى ٱلشُّيُوخِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ «ثَمَرِ ٱلرُّوحِ»،‏ وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّبِيهَةِ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ،‏ حَتَّى عِنْدَمَا لَا يَقْبَلُ ٱلْخَاطِئُ ٱلْمَشُورَةَ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَيَجِبُ أَلَّا يُسَارِعُوا أَلْبَتَّةَ إِلَى طَرْدِ ٱلْخَاطِئِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ بَلْ أَنْ يُظْهِرُوا لَهُ كَمْ يَرْغَبُونَ فِي عَوْدَتِهِ إِلَى يَهْوَه.‏ وَهكَذَا،‏ حِينَ يَتُوبُ ٱلْخَاطِئُ،‏ كَمَا يَفْعَلُ كَثِيرُونَ،‏ سَيَكُونُ شَاكِرًا مِنْ أَعْمَاقِ قَلْبِهِ لِيَهْوَه وَ ‹لِلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› لِأَنَّهُمْ سَهَّلُوا عَلَيْهِ ٱلْعَوْدَةَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ —‏ اف ٤:‏٨،‏ ١١،‏ ١٢‏.‏

إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ

٩ اُذْكُرُوا حَادِثَةً تُظْهِرُ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِتَلَامِيذِهِ بِشَكْلٍ عَمَلِيٍّ.‏

٩ تَرِدُ فِي إِنْجِيلِ لُوقَا حَادِثَةٌ رَائِعَةٌ تُظْهِرُ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ بِشَكْلٍ عَمَلِيٍّ.‏ كَانَ ٱلْمَسِيحُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْجُنُودَ ٱلرُّومَانَ سَيُحِيطُونَ بِمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ لِيُدَمِّرُوهَا فَيَتَعَذَّرُ بِٱلتَّالِي ٱلْهَرَبُ مِنْهَا.‏ فَحَذَّرَ تَلَامِيذَهُ بِمَحَبَّةٍ:‏ «مَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ مُعَسْكِرَةٍ،‏ فَحِينَئِذٍ ٱعْرِفُوا أَنَّ خَرَابَهَا قَدِ ٱقْتَرَبَ».‏ فَمَاذَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا؟‏ لَقَدْ أَعْطَاهُمْ يَسُوعُ إِرْشَادَاتٍ مُسْبَقَةً وَاضِحَةً وَمُحَدَّدَةً،‏ قَائِلًا:‏ «حِينَئِذٍ لِيَبْدَإِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِٱلْهَرَبِ إِلَى ٱلْجِبَالِ،‏ وَٱلَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيُغَادِرُوا،‏ وَٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَنَاطِقِ ٱلرِّيفِيَّةِ فَلَا يَدْخُلُوهَا؛‏ لِأَنَّ هٰذِهِ أَيَّامُ إِجْرَاءِ ٱلْعَدْلِ،‏ لِكَيْ يَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ».‏ (‏لو ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ وَبَعْدَمَا أَحَاطَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلرُّومَانِيَّةُ بِأُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٦ ب‌م وَٱنْسَحَبَتْ مِنْهَا فِي مَا بَعْدُ،‏ عَمِلَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ ٱلطَّائِعُونَ بِمُوجِبِ تَوْجِيهَاتِهِ تِلْكَ.‏

١٠،‏ ١١ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِعْدَادِ ‹لِلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›؟‏

١٠ خِلَالَ هُرُوبِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ،‏ لَزِمَهُمْ أَنْ يُظْهِرُوا مَحَبَّةً شَدِيدَةً وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ كَٱلَّتِي أَظْهَرَهَا لَهُمُ ٱلْمَسِيحُ.‏ فَلَا بُدَّ أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَقَسَامُوا كُلَّ مَا كَانَ مَعَهُمْ.‏ غَيْرَ أَنَّ إِتْمَامَ نُبُوَّةِ يَسُوعَ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى دَمَارِ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ فَقَدْ أَنْبَأَ:‏ «يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ،‏ وَلَنْ يَحْدُثَ ثَانِيَةً».‏ (‏مت ٢٤:‏١٧،‏ ١٨،‏ ٢١‏)‏ لِذلِكَ،‏ قَبْلَ وَأَثْنَاءَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ› ٱلَّذِي يَكْمُنُ أَمَامَنَا،‏ قَدْ نُعَانِي نَحْنُ أَيْضًا ٱلشَّدَائِدَ وَنُحْرَمُ بَعْضَ حَاجَاتِنَا ٱلْأَسَاسِيَّةِ.‏ لكِنَّ ٱمْتِلَاكَ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ أَثْنَاءَ هذَا ٱلضِّيقِ.‏

١١ فَيَلْزَمُنَا فِي ذلِكَ ٱلْوَقْتِ أَنْ نَتَّبِعَ مِثَالَ يَسُوعَ بِإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ نَصَحَ بُولُسُ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ:‏ «لِيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ فِي مَا هُوَ صَالِحٌ مِنْ أَجْلِ بُنْيَانِهِ.‏ لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ .‏ .‏ .‏ وَلْيُعْطِكُمُ ٱللهُ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلِٱحْتِمَالَ وَٱلتَّعْزِيَةَ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ فِي مَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ عَيْنُهُ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ —‏ رو ١٥:‏٢،‏ ٣،‏ ٥‏.‏

١٢ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ يَلْزَمُ أَنْ نُنَمِّيَهُ ٱلْيَوْمَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٢ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ حَثَّ بُطْرُسُ —‏ ٱلَّذِي حَظِيَ بِمَحَبَّةِ يَسُوعَ —‏ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى تَنْمِيَةِ «مَوَدَّةٍ أَخَوِيَّةٍ عَدِيمَةِ ٱلرِّيَاءِ» وَعَلَى «إِطَاعَةِ ٱلْحَقِّ».‏ لِذلِكَ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ ‹يُحِبُّوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَحَبَّةً شَدِيدَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ›.‏ (‏١ بط ١:‏٢٢‏)‏ وَٱلْيَوْمَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْعَى إِلَى تَنْمِيَةِ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَٱلضُّغُوطُ عَلَى كُلِّ شَعْبِ ٱللهِ تَزْدَادُ حِدَّةً.‏ وَيَنْبَغِي أَلَّا يَضَعَ أَحَدٌ ثِقَتَهُ فِي أَيٍّ مِنْ عَنَاصِرِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلزَّائِلِ،‏ كَمَا يَظْهَرُ جَلِيًّا مِنَ ٱلْأَزْمَةِ ٱلَّتِي تُصِيبُ ٱلنِّظَامَ ٱلْمَالِيَّ ٱلْعَالَمِيَّ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏‏)‏ بَلْ كُلَّمَا دَنَا هذَا ٱلنِّظَامُ مِنْ نِهَايَتِهِ،‏ صَارَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَقْتَرِبَ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَه وَوَاحِدُنَا إِلَى ٱلْآخَرِ،‏ وَذلِكَ بِٱلْعَيْشِ فِي أُلْفَةٍ تَامَّةٍ مَعَ إِخْوَانِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ حَضَّنَا بُولُسُ:‏ «لِيَحِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ.‏ وَخُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا».‏ (‏رو ١٢:‏١٠‏)‏ كَمَا شَدَّدَ بُطْرُسُ عَلَى هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ قَائِلًا:‏ «قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ،‏ لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً،‏ لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا».‏ —‏ ١ بط ٤:‏٨‏.‏

١٣-‏١٥ كَيْفَ أَعْرَبَ ٱلْإِخْوَةُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بَعْدَ حُلُولِ إِحْدَى ٱلْكَوَارِثِ؟‏

١٣ يُعْرَفُ شُهُودُ يَهْوَه حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بِأَنَّهُمْ يُعْرِبُونَ عَنْ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلشُّهُودَ ٱلَّذِينَ تَطَوَّعُوا لِمَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ بَعْدَ أَنْ خَرَّبَتِ ٱلْعَوَاصِفُ وَٱلْأَعَاصِيرُ مَسَاحَاتٍ شَاسِعَةً جَنُوبِيَّ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ عَامَ ٢٠٠٥.‏ فَقَدْ دَفَعَ مِثَالُ يَسُوعَ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠٬٠٠٠ مُتَطَوِّعٍ مِنْ عِدَّةِ بُلْدَانٍ إِلَى مُسَاعَدَةِ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمَنْكُوبِينَ،‏ مَعَ أَنَّ ذلِكَ تَطَلَّبَ مِنْ كَثِيرِينَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَتْرُكُوا بُيُوتَهُمُ ٱلْمُرِيحَةَ وَوَظَائِفَهُمُ ٱلْمَضْمُونَةَ.‏

١٤ فِي إِحْدَى ٱلْمَنَاطِقِ مَثَلًا،‏ غَمَرَتْ مَوْجَةٌ عَارِمَةٌ ٱرْتِفَاعُهَا ١٠ أَمْتَارٍ ٱلْيَابِسَةَ عَلَى ٱمْتِدَادِ ٨٠ كِيلُومِتْرًا.‏ وَحِينَ ٱنْحَسَرَتِ ٱلْمِيَاهُ،‏ كَانَ ثُلْثُ ٱلْبُيُوتِ وَٱلْمَبَانِي مُدَمَّرًا بِٱلْكَامِلِ.‏ فَجَلَبَ ٱلشُّهُودُ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ،‏ ٱلَّذِينَ ٱمْتَلَكَ ٱلْبَعْضُ مِنْهُمُ ٱلْمَهَارَاتِ ٱللَّازِمَةَ،‏ ٱلْمُعَدَّاتِ وَمَوَادَّ ٱلْبِنَاءِ بُغْيَةَ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ.‏ وَثَمَّةَ أَرْمَلَتَانِ هُمَا أُخْتَانِ فِي ٱلْجَسَدِ حَزَمَتَا أَمْتِعَتَهُمَا وَقَطَعَتَا فِي شَاحِنَةٍ صَغِيرَةٍ أَكْثَرَ مِن٣٬٠٠٠ْ كِيلُومِتْرٍ لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ وَقَدْ بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا فِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ،‏ وَلَا تَزَالُ حَتَّى ٱلْيَوْمِ تُسَاعِدُ لَجْنَةَ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةَ وَتُوَاصِلُ خِدْمَتَهَا كَفَاتِحَةٍ عَادِيَّةٍ.‏

١٥ لَقَدْ رُمِّمَ وَأُعِيدَ بِنَاءُ أَكْثَرَ مِنْ ٥٬٦٠٠ مَنْزِلٍ لِلشُّهُودِ وَغَيْرِهِمْ فِي ٱلْمِنْطَقَةِ.‏ فَكَيْفَ شَعَرَ ٱلشُّهُودُ ٱلْمَحَلِّيُّونَ حِينَ لَمَسُوا هذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْغَامِرَةَ؟‏ كَانَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّتِي دُمِّرَ بَيْتُهَا قَدِ ٱنْتَقَلَتْ إِلَى مَقْطُورَةٍ صَغِيرَةٍ سَقْفُهَا يَرْشَحُ مَاءً وَٱلْفُرْنُ فِيهَا مَكْسُورٌ.‏ فَبَنَى لَهَا ٱلْإِخْوَةُ بَيْتًا بَسِيطًا وَلكِنْ مُرِيحٌ.‏ وَبَعْدَمَا رَأَتِ ٱلْأُخْتُ بَيْتَهَا ٱلْجَدِيدَ وَٱلْجَمِيلَ،‏ رَاحَتْ تَبْكِي تَعْبِيرًا عَنِ ٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه وَإِخْوَتِهَا.‏ كَمَا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ ٱلْمُشَرَّدِينَ مَكَثُوا فِي ٱلْمَسَاكِنِ ٱلْمُؤَقَّتَةِ طَوَالَ سَنَةٍ أَوْ أَكْثَرَ بَعْدَمَا أُعِيدَ بِنَاءُ بُيُوتِهِمْ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَتْرُكُوا بُيُوتَهُمُ ٱلْجَدِيدَةَ لِيُقِيمَ فِيهَا عُمَّالُ ٱلْإِغَاثَةِ.‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمُوهُ فِي ٱمْتِلَاكِ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ!‏

إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْمَرْضَى أُسْوَةً بِٱلْمَسِيحِ

١٦،‏ ١٧ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْمَرْضَى؟‏

١٦ قِلَّةٌ مِنَّا نِسْبِيًّا تَحِلُّ بِهِمْ كَارِثَةٌ طَبِيعِيَّةٌ عَنِيفَةٌ.‏ وَلكِنْ لَا بُدَّ أَنْ يُوَاجِهَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مَشَاكِلَ صِحِّيَّةً،‏ سَوَاءٌ عَانَاهَا هُوَ شَخْصِيًّا أَوْ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِ.‏ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ أَيْضًا،‏ يُمْكِنُنَا تَعَلُّمُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ مَوْقِفِ يَسُوعَ ٱلْعَقْلِيِّ.‏ فَقَدْ دَفَعَتْهُ مَحَبَّتُهُ أَنْ يُشْفِقَ عَلَى ٱلْمَرْضَى.‏ مَثَلًا،‏ حِينَ أَحْضَرَ إِلَيْهِ ٱلْجُمُوعُ مَرْضَاهُمْ «أَبْرَأَ كُلَّ مَنْ كَانَ بِهِ سُوءٌ».‏ —‏ مت ٨:‏١٦؛‏ ١٤:‏١٤‏.‏

١٧ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَا يَمْلِكُونَ قُدْرَةَ يَسُوعَ عَلَى ٱلشِّفَاءِ ٱلْعَجَائِبِيِّ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَرَأَّفُونَ بِٱلْمَرْضَى تَمَثُّلًا بِهِ.‏ وَكَيْفَ ذلِكَ؟‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يُعْطِي ٱلشُّيُوخُ ٱلدَّلِيلَ عَلَى ٱمْتِلَاكِهِمْ مَوْقِفَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيَّ بِإِعْدَادِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمَرْضَى فِي ٱلْجَمَاعَةِ وِٱلْإِشْرَافِ عَلَيْهَا،‏ مُطَبِّقِينَ ٱلْمَبْدَأَ نَفْسَهُ ٱلْوَارِدَ فِي مَتَّى ٢٥:‏٣٩،‏ ٤٠‏.‏ * (‏اِقْرَأْها.‏‏)‏

١٨ كَيْفَ أَعْرَبَتْ أُخْتَانِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَصِيلَةِ لِأُخْتٍ أُخْرَى،‏ وَأَيُّ أَثَرٍ تَرَكَهُ ذلِكَ؟‏

١٨ طَبْعًا،‏ لَا يَقْتَصِرُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ لِلْغَيْرِ عَلَى ٱلشُّيُوخِ.‏ لَاحِظْ مَا حَدَثَ مَعَ شارلين ٱلَّتِي أُصِيبَتْ وَهِيَ فِي الـ‍ ٤٤ مِنْ عُمْرِهَا بِٱلسَّرَطَانِ وَقِيلَ لَهَا إِنَّهَا لَنْ تَعِيشَ سِوَى عَشَرَةِ أَيَّامٍ.‏ فَإِذْ عَلِمَتِ ٱلْأُخْتَانِ شارون ونيكوليت بِحَالِهَا وَرَأَتَا ٱلْعَنَاءَ ٱلَّذِي يُكَابِدُهُ زَوْجُهَا ٱلْمُخْلِصُ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِهَا،‏ قَرَّرَتَا أَنْ تَتَفَرَّغَا كَامِلًا لِمُسَاعَدَتِهَا فِي أَيَّامِهَا ٱلْأَخِيرَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأَيَّامَ ٱمْتَدَّتْ سِتَّةَ أَسَابِيعَ،‏ أَظْهَرَتْ هَاتَانِ ٱلْأُخْتَانِ مَحَبَّتَهُمَا حَتَّى مَمَاتِ شارلين.‏ تَقُولُ شارون:‏ «مَا أَصْعَبَ ٱلِٱعْتِنَاءَ بِشَخْصٍ تَعْرِفُ أَنَّهُ لَنْ يُشْفَى!‏ لكِنَّ يَهْوَه أَعْطَانَا ٱلْقُوَّةَ.‏ وَهذِهِ ٱلتَّجْرِبَةُ قَرَّبَتْنَا أَكْثَرَ إِلَيْهِ وَوَاحِدَتُنَا إِلَى ٱلْأُخْرَى».‏ وَيَذْكُرُ زَوْجُ شارلين:‏ «لَنْ أَنْسَى أَبَدًا ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلْحُبِّيَّةَ وَٱلْعَمَلِيَّةَ ٱلَّتِي قَدَّمَتْهَا هَاتَانِ ٱلْأُخْتَانِ ٱلْعَزِيزَتَانِ.‏ فَدَافِعُهُمَا ٱلْمُخْلِصُ وَمَوْقِفُهُمَا ٱلْإِيجَابِيُّ سَهَّلَا عَلَى زَوْجَتِي ٱلْأَمِينَةِ شارلين تَحَمُّلَ مِحْنَتِهَا ٱلْأَخِيرَةِ وَمَنَحَانِي ٱلدَّعْمَ ٱلْجَسَدِيَّ وَٱلْعَاطِفِيَّ ٱلَّذِي كُنْتُ فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهِ.‏ وَسَأَظَلُّ مُمْتَنًّا لَهُمَا مَا حَيِيتُ.‏ فَتَضْحِيَتُهُمَا قَوَّتْ إِيمَانِي بِيَهْوَه وَمَحَبَّتِي لِكَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ».‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ أَيَّةُ جَوَانِبَ خَمْسَةٍ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ تَأَمَّلْنَا فِيهَا؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ؟‏

١٩ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ ٱلثَّلَاثِ،‏ تَأَمَّلْنَا فِي خَمْسَةِ جَوَانِبَ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ وَنَاقَشْنَا كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَبَنِّي طَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِ وَٱلتَّمَثُّلُ بِمَسْلَكِهِ.‏ فَلْنَكُنْ ‹وُدَعَاءَ وَمُتَّضِعِي ٱلْقَلْبِ› مِثْلَ يَسُوعَ.‏ (‏مت ١١:‏٢٩‏)‏ وَلْنُحَاوِلْ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ،‏ حَتَّى حِينَ نَرَى نَقَائِصَهُمْ وَضَعَفَاتِهِمْ.‏ وَلْنَكُنْ شُجْعَانًا فِي إِطَاعَةِ كُلِّ مَطَالِبِ يَهْوَه رَغْمَ ٱلْمِحَنِ.‏

٢٠ وَأَخِيرًا،‏ لِنُعْرِبْ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ تِجَاهَ كُلِّ إِخْوَتِنَا،‏ تَمَامًا كَمَا أَظْهَرَ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمَحَبَّةَ «إِلَى ٱلْمُنْتَهَى».‏ فَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ تُحَدِّدُ هُوِيَّتَنَا أَنَّنَا أَتْبَاعٌ حَقِيقِيُّونَ لِيَسُوعَ.‏ (‏يو ١٣:‏١،‏ ٣٤،‏ ٣٥‏)‏ نَعَمْ،‏ ‹لِتَسْتَمِرَّ فِيكَ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْأَخَوِيَّةُ›.‏ (‏عب ١٣:‏١‏)‏ فَلَا تَتَرَاخَ!‏ بَلِ ٱسْتَخْدِمْ حَيَاتَكَ لِتَسْبِيحِ يَهْوَه وَمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ!‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُكَ عَلَى جُهُودِكَ ٱلْمُخْلِصَةِ.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 17‏ اُنْظُرْ مَقَالَةَ ‏«اِفْعَلُوا أَكْثَرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ:‏ ‹اِسْتَدْفِئَا وَٱشْبَعَا›»‏ ٱلْوَارِدَةَ فِي برج المراقبة عدد ١ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٨٧.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• كَيْفَ يُعْرِبُ ٱلشُّيُوخُ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْخُطَاةِ؟‏

‏• لِمَاذَا إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ كَٱلْمَسِيحِ ضَرُورِيٌّ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هذَا؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْمَرْضَى؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

يُرِيدُ ٱلشُّيُوخُ أَنْ يَعُودَ ٱلْخُطَاةُ إِلَى يَهْوَه

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

كَيْفَ أَعْرَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ هَرَبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

يُعْرَفُ شُهُودُ يَهْوَه بِأَنَّهُمْ يُعْرِبُونَ عَنْ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ