الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل تقدِّر ما فعله يهوه لإنقاذك؟‏

هل تقدِّر ما فعله يهوه لإنقاذك؟‏

هَلْ تُقَدِّرُ مَا فَعَلَهُ يَهْوَه لِإِنْقَاذِكَ؟‏

‏«تَبَارَكَ يَهْوَهُ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ،‏ لِأَنَّهُ ٱفْتَقَدَ شَعْبَهُ وَصَنَعَ لَهُ إِنْقَاذًا!‏».‏ —‏ لو ١:‏٦٨‏.‏

١،‏ ٢ أَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ خُطُورَةَ وَضْعِنَا ٱلْحَاضِرِ،‏ وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُ؟‏

تَخَيَّلْ نَفْسَكَ طَرِيحَ ٱلْفِرَاشِ فِي جَنَاحٍ فِي أَحَدِ ٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ حَيْثُ كُلُّ ٱلْمَرْضَى مُصَابُونَ بِٱلْمَرَضِ نَفْسِهِ،‏ دَاءٍ عُضَالٍ لَمْ يُكْتَشَفْ لَهُ عِلَاجٌ بَعْدُ.‏ وَفِي غُضُونِ ذلِكَ،‏ تَسْمَعُ بِطَبِيبٍ يَقُومُ بِبَحْثٍ رَائِدٍ لِإِيجَادِ عِلَاجٍ،‏ فَيَمْلَأُ قَلْبَكَ ٱلْأَمَلُ فِيمَا تَتَتَبَّعُ بِشَوْقٍ كُلَّ نَبَإٍ عَنْ أَيَّةِ مُسْتَجِدَّاتٍ.‏ وَذَاتَ يَوْمٍ،‏ تُزَفُّ إِلَيْكَ ٱلْبُشْرَى بِأَنَّ ٱلْعِلَاجَ قَدْ وُجِدَ!‏ وَتَعْلَمُ أَيْضًا أَنَّ ٱلطَّبِيبَ ٱلَّذِي ٱكْتَشَفَهُ بَذَلَ تَضْحِيَاتٍ هَائِلَةً فِي سَبِيلِ إِيجَادِهِ.‏ فَمَاذَا يَكُونُ شُعُورُكَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ قَلْبَكَ سَيَطْفَحُ بِٱلتَّقْدِيرِ لِهذَا ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي فَتَحَ لَكَ وَلِكَثِيرِينَ غَيْرِكَ بَابَ ٱلْإِنْقَاذِ.‏

٢ إِنَّ هذَا ٱلسِّينَارْيُو،‏ وَإِنْ بَدَا مُبَالَغًا فِيهِ،‏ يُجَسِّدُ وَاقِعًا نَعِيشُهُ جَمِيعًا.‏ فَكُلٌّ مِنَّا هُوَ فِي وَضْعٍ أَخْطَرَ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْحَالَةِ ٱلْمَوْصُوفَةِ أَعْلَاهُ.‏ وَنَحْنُ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى مَنْ يُنَجِّينَا.‏ (‏اِقْرَأْ روما ٧:‏٢٤‏.‏‏)‏ وَقَدْ ضَحَّى يَهْوَه بِٱلْغَالِي وَٱلنَّفِيسِ فِي سَبِيلِ إِنْقَاذِنَا،‏ كَمَا بَذَلَ ٱبْنُهُ أَيْضًا تَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةً.‏ وَهذِهِ ٱلْمَقَالَةُ تَتَنَاوَلُ أَرْبَعَةَ أَسْئِلَةٍ أَسَاسِيَّةٍ:‏ مَا حَاجَتُنَا إِلَى ٱلْإِنْقَاذِ؟‏ مَاذَا كَلَّفَ إِنْقَاذُنَا يَسُوعَ؟‏ مَاذَا كَلَّفَ يَهْوَه؟‏ وَكَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْإِنْقَاذِ ٱلْإِلهِيِّ؟‏

لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِنْقَاذِ؟‏

٣ كَيْفَ تُشَبَّهُ ٱلْخَطِيَّةُ بِوَبَاءٍ شَامِلٍ؟‏

٣ وَفْقًا لِتَقْيِيمٍ حَدِيثٍ،‏ كَانَتِ ٱلْإِنْفِلُوَنْزَا ٱلْإِسْبَانِيَّةُ عَامَ ١٩١٨ مِنْ أَسْوَإِ ٱلْأَوْبِئَةِ ٱلَّتِي ٱجْتَاحَتِ ٱلْعَالَمَ فِي ٱلتَّارِيخِ،‏ وَقَدْ ذَهَبَ ضَحِيَّتَهَا عَشَرَاتُ ٱلْمَلَايِينِ.‏ وَتُعْتَبَرُ أَمْرَاضٌ أُخْرَى أَشَدَّ فَتْكًا إِذَا أَخَذْنَا بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ نِسْبَةَ ٱلْوَفَيَاتِ؛‏ فَمَعْ أَنَّهَا تُصِيبُ عَدَدًا أَقَلَّ مِنَ ٱلنَّاسِ،‏ فَإِنَّهَا تَقْتُلُ نِسْبَةً أَعْلَى مِنَ ٱلْمُصَابِينَ بِهَا.‏ * وَلكِنْ هَلْ يَصِحُّ تَشْبِيهُ ٱلْخَطِيَّةِ بِوَبَاءٍ شَامِلٍ؟‏ تَذَكَّرْ مَا تَقُولُهُ رُومَا ٥:‏١٢‏:‏ «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ،‏ وَهٰكَذَا ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا أَخْطَأُوا».‏ فَنِسْبَةُ ٱلْإِصَابَةِ بِٱلْخَطِيَّةِ هِيَ ١٠٠ فِي ٱلْمِئَةِ،‏ لِأَنَّ جَمِيعَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ خُطَاةٌ.‏ (‏اِقْرَأْ روما ٣:‏٢٣‏.‏‏)‏ وَمَا هِيَ نِسْبَةُ ٱلْوَفَيَاتِ؟‏ لَقَدْ قَالَ بُولُسُ إِنَّ ٱلْخَطِيَّةَ تُؤَدِّي إِلَى مَوْتِ ‏«جَمِيعِ ٱلنَّاسِ».‏

٤ مَا هِيَ وُجْهَةُ نَظَرِ يَهْوَه مِنْ مُدَّةِ حَيَاةِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ وَكَيْفَ تَخْتَلِفُ عَنْ نَظْرَةِ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ؟‏

٤ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ يَعْتَبِرُونَ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ وَاقِعًا عَادِيًّا.‏ فَهُمْ يَخْشَوْنَ مَا يُدْعَى ٱلْمَوْتَ قَبْلَ ٱلْأَوَانِ،‏ لكِنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِي يُصِيبُ ٱلْبَشَرَ بِفِعْلِ ٱلشَّيْخُوخَةِ أَمْرًا «طَبِيعِيًّا».‏ فَمِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا أَلَّا يَرَى ٱلْمَرْءُ ٱلْأُمُورَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ ٱلْخَالِقِ ٱلَّذِي قَصَدَ أَنْ يَعِيشَ ٱلْإِنْسَانُ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِمَّا يَعِيشُ ٱلْآنَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ عَاشَ وَلَا حَتَّى «يَوْمًا وَاحِدًا» فِي نَظَرِ يَهْوَه.‏ (‏٢ بط ٣:‏٨‏)‏ لِذلِكَ تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللهِ إِنَّ حَيَاتَنَا أَشْبَهُ بِنَفْخَةٍ عَابِرَةٍ أَوْ عُشْبٍ يَطْلُعُ ثُمَّ يَذْوِي سَرِيعًا.‏ (‏مز ٣٩:‏٥؛‏ ١ بط ١:‏٢٤‏)‏ وَلِمَ يَنْبَغِي أَلَّا تَغِيبَ نَظْرَةُ ٱللهِ عَنْ بَالِنَا؟‏ لِأَنَّ إِدْرَاكَ خُطُورَةِ «ٱلْمَرَضِ» ٱلَّذِي نُعَانِيهِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُقَدِّرَ قِيمَةَ «ٱلْعِلَاجِ»،‏ أَيْ نُدْرِكَ أَهَمِّيَّةَ إِنْقَاذِنَا.‏

٥ مَاذَا كَلَّفَتِ ٱلْخَطِيَّةُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا؟‏

٥ لَا يُمْكِنُنَا ٱسْتِيعَابُ خُطُورَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَآثَارِهَا مَا لَمْ نُدْرِكْ كُلْفَتَهَا.‏ وَقَدْ يَبْدُو ذلِكَ صَعْبًا لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى لِأَنَّ ٱلْخَطِيَّةَ كَلَّفَتْنَا شَيْئًا لَمْ نَمْلِكْهُ قَطُّ.‏ فَآدَمُ وَحَوَّاءُ كَانَا فِي ٱلْبِدَايَةِ إِنْسَانَيْنِ كَامِلَيْنِ.‏ وَقَدْ أَتَاحَ لَهُمَا كَمَالُهُمَا ٱلْعَقْلِيُّ وَٱلْجَسَدِيُّ أَنْ يَتَحَكَّمَا،‏ إِذَا أَرَادَا،‏ فِي أَفْكَارِهِمَا وَمَشَاعِرِهِمَا وَأَعْمَالِهِمَا.‏ وَكَانَا بِٱلتَّالِي قَادِرَيْنِ عَلَى تَحْقِيقِ ذَاتِهِمَا وَإِمْكَانَاتِ شَخْصِيَّتِهِمَا ٱلْهَائِلَةِ كَخَادِمَيْنِ لِيَهْوَه.‏ لكِنَّهُمَا رَفَضَا هذِهِ ٱلْهِبَةَ ٱلثَّمِينَةَ وَٱخْتَارَا أَنْ يُخْطِئَا إِلَى يَهْوَه،‏ فَخَسِرَا ٱلْحَيَاةَ ٱلَّتِي قَصَدَ أَنْ يَعِيشَاهَا وَحَرَمَا ذُرِّيَّتَهُمَا مِنْهَا.‏ (‏تك ٣:‏١٦-‏١٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُمَا،‏ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ أُصِيبَا «بِٱلْمَرَضِ» ٱلْمُرِيعِ ٱلَّذِي تَكَلَّمْنَا عَنْهُ آنِفًا وَنَقَلَا ٱلْعَدْوَى إِلَيْنَا.‏ فَحَكَمَ عَلَيْهِمَا يَهْوَه عَدْلًا بِٱلْمَوْتِ،‏ أَمَّا نَحْنُ فَوَضَعَ أَمَامَنَا رَجَاءَ ٱلْإِنْقَاذِ.‏ —‏ مز ١٠٣:‏١٠‏.‏

اَلْكُلْفَةُ ٱلَّتِي تَكَبَّدَهَا يَسُوعُ

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَه لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى أَنَّ إِنْقَاذَنَا سَتَكُونُ كُلْفَتُهُ غَالِيَةً جِدًّا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي قَرَّبَهَا هَابِيلُ وَٱلْآبَاءُ ٱلْأَجِلَّاءُ ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ زَمَنِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ؟‏

٦ عَلِمَ يَهْوَه أَنَّ إِنْقَاذَ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَحَوَّاءَ سَتَكُونُ كُلْفَتُهُ غَالِيَةً جِدًّا.‏ وَٱلنُّبُوَّةُ فِي ٱلتَّكْوِينِ ٣:‏١٥ تُعْطِينَا بَعْضَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنْ هذِهِ ٱلْكُلْفَةِ.‏ فَكَانَ يَهْوَه سَيُهَيِّئُ ‹نَسْلًا›،‏ أَوْ مُنْقِذًا،‏ يَسْحَقُ ٱلشَّيْطَانَ وَيُزِيلُهُ عَنِ ٱلْوُجُودِ.‏ لكِنَّ ٱلْمُنْقِذَ نَفْسَهُ سَيَتَعَذَّبُ وَيُصَابُ بِجُرْحٍ مَجَازِيٍّ فِي عَقِبِهِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ سَحْقَ عَقِبِ ٱلْإِنْسَانِ شَيْءٌ مُؤْلِمٌ يُعِيقُ نَشَاطَهُ،‏ وَلكِنْ مَا مَعْنَاهُ فِي هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ؟‏ وَمَاذَا كَانَ مُخْتَارُ يَهْوَه سَيُعَانِي عَلَى وَجْهِ ٱلتَّحْدِيدِ؟‏

٧ كَانَ عَلَى ٱلْمُنْقِذِ ٱلَّذِي يُخَلِّصُ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ أَنْ يُزَوِّدَ كَفَّارَةً،‏ أَيْ وَسِيلَةً تُصَالِحُ ٱلْبَشَرَ مَعَ ٱللهِ بِإِبْطَالِ آثَارِ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ وَمَاذَا ٱسْتَلْزَمَ ذلِكَ؟‏ لَقَدْ كَانَتْ هُنَالِكَ إِشَارَاتٌ بَاكِرَةٌ دَلَّتْ عَلَى ٱلْحَاجَةِ إِلَى ذَبِيحَةٍ.‏ فَهَابِيلُ،‏ أَوَّلُ إِنْسَانٍ أَمِينٍ،‏ نَالَ رِضَى يَهْوَه عِنْدَمَا قَرَّبَ لَهُ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةً.‏ وَفِي فَتْرَةٍ لَاحِقَةٍ،‏ قَرَّبَ ٱلْآبَاءُ ٱلْأَجِلَّاءُ ٱلْأَتْقِيَاءُ،‏ أَمْثَالُ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَيَعْقُوبَ وَأَيُّوبَ،‏ ذَبَائِحَ مُمَاثِلَةً أَرْضَتِ ٱللهَ.‏ (‏تك ٤:‏٤؛‏ ٨:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ٢٢:‏١٣؛‏ ٣١:‏٥٤؛‏ اي ١:‏٥‏)‏ ثُمَّ جَاءَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ وَسَلَّطَتِ ٱلضَّوْءَ عَلَى مَسْأَلَةِ ٱلذَّبَائِحِ.‏

٨ مَاذَا كَانَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَفْعَلُ فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ ٱلسَّنَوِيِّ؟‏

٨ كَانَتِ ٱلذَّبَائِحُ ٱلَّتِي تُقَرَّبُ فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ ٱلسَّنَوِيِّ مِنْ أَهَمِّ ٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي نَصَّتْ عَلَيْهَا ٱلشَّرِيعَةُ.‏ فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ كَانَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يُؤَدِّي عَدَدًا مِنَ ٱلْمَهَامِّ ٱلرَّمْزِيَّةِ.‏ فَيُقَرِّبُ ٱلذَّبَائِحَ لِيَهْوَه تَكْفِيرًا عَنِ ٱلْخَطَايَا:‏ أَوَّلًا خَطَايَا صَفِّ ٱلْكَهَنُوتِ،‏ ثُمَّ خَطَايَا ٱلْأَسْبَاطِ غَيْرِ ٱلْكَهَنُوتِيَّةِ.‏ كَمَا يَدْخُلُ قُدْسَ ٱلْأَقْدَاسِ فِي ٱلْمَسْكَنِ أَوِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ حَيْثُ يَحِقُّ لَهُ وَحْدَهُ ٱلدُّخُولُ فِي هذَا ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلسَّنَةِ دُونَ سِوَاهُ.‏ فَيَرُشُّ دَمَ ٱلذَّبَائِحِ هُنَاكَ أَمَامَ تَابُوتِ ٱلْعَهْدِ.‏ وَهُوَ ٱلصُّنْدُوقُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلَّذِي كَانَتْ تَشِعُّ فَوْقَهُ أَحْيَانًا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ تُمَثِّلُ حُضُورَ يَهْوَه.‏ —‏ خر ٢٥:‏٢٢؛‏ لا ١٦:‏١-‏٣٠‏.‏

٩ (‏أ)‏ مَنْ مَثَّلَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ،‏ وَإِلَامَ أَشَارَتِ ٱلذَّبَائِحُ ٱلَّتِي قَرَّبَهَا؟‏ (‏ب)‏ إِلَامَ رَمَزَ دُخُولُ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ قُدْسَ ٱلْأَقْدَاسِ؟‏

٩ أُوحِيَ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُولُسَ أَنْ يَكْشِفَ مَغْزَى هذِهِ ٱلْمَهَامِّ ٱلرَّمْزِيَّةِ.‏ فَأَظْهَرَ أَنَّ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ يُمَثِّلُ ٱلْمَسِيَّا،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ،‏ فِيمَا يُشِيرُ تَقْرِيبُ ٱلذَّبَائِحِ إِلَى مَوْتِهِ ٱلْفِدَائِيِّ.‏ (‏عب ٩:‏١١-‏١٤‏)‏ وَكَانَتْ هذِهِ ٱلذَّبِيحَةُ ٱلْكَامِلَةُ كَفَّارَةً حَقِيقِيَّةً عَنْ فَرِيقَيْنِ مِنَ ٱلنَّاسِ:‏ صَفِّ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْمُؤَلَّفِ مِنْ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلـ‍ ١٤٤٬٠٠٠،‏ وَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ وَرَمَزَ دُخُولُ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ قُدْسَ ٱلْأَقْدَاسِ إِلَى دُخُولِ يَسُوعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ عَيْنِهَا لِيُقَدِّمَ لِيَهْوَه ٱللهِ قِيمَةَ ذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ.‏ —‏ عب ٩:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

١٠ مَاذَا كَانَ ٱلْمَسِيَّا سَيُعَانِي بِحَسَبِ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

١٠ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ إِنْقَاذَ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَحَوَّاءَ بَاهِظُ ٱلْكُلْفَةِ.‏ فَكَانَ عَلَى ٱلْمَسِيَّا أَنْ يُضَحِّيَ بِحَيَاتِهِ ذَبِيحَةً!‏ وَقَدْ أَوْضَحَ ٱلْأَنْبِيَاءُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ بِٱلتَّفْصِيلِ.‏ فَذَكَرَ ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ مَثَلًا بِكُلِّ صَرَاحَةٍ أَنَّ «ٱلْمَسِيَّا ٱلْقَائِدَ» ‹سَيُقْطَعُ›،‏ أَيْ سَيُعْدَمُ،‏ «لِلتَّكْفِيرِ عَنِ ٱلذَّنْبِ».‏ (‏دا ٩:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ كَمَا أَنْبَأَ إِشَعْيَا بِأَنَّ ٱلْمَسِيَّا سَيُرْفَضُ وَيُضْطَهَدُ وَيُطْعَنُ،‏ أَوْ يُقْتَلُ،‏ لِيَحْمِلَ خَطَايَا ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ —‏ اش ٥٣:‏٤،‏ ٥،‏ ٧‏.‏

١١ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱبْنُ يَهْوَه ٱسْتِعْدَادَهُ لِلتَّضْحِيَةِ فِي سَبِيلِ إِنْقَاذِنَا؟‏

١١ لَقَدْ عَلِمَ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْوَحِيدُ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ كَمْ سَيُكَلِّفُهُ إِنْقَاذُنَا.‏ فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُعَانِيَ أَلَمًا فَظِيعًا ثُمَّ يَمُوتَ شَرَّ مِيتَةٍ!‏ فَهَلْ تَرَاجَعَ أَوْ تَمَرَّدَ حِينَ عَلَّمَهُ أَبُوهُ ذلِكَ؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ أَذْعَنَ لَهُ بِقُبُولِ مَا تَعَلَّمَهُ.‏ (‏اش ٥٠:‏٤-‏٦‏)‏ كَمَا أَنَّهُ أَطَاعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ مَشِيئَةَ أَبِيهِ وَتَمَّمَهَا.‏ وَلِمَاذَا؟‏ ذَكَرَ يَسُوعُ أَحَدَ ٱلْأَسْبَابِ بِقَوْلِهِ:‏ «إِنِّي أُحِبُّ ٱلْآبَ».‏ وَأَعْطَى أَيْضًا سَبَبًا آخَرَ حِينَ قَالَ:‏ «لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ:‏ أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ».‏ (‏يو ١٤:‏٣١؛‏ ١٥:‏١٣‏)‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ إِنْقَاذَنَا أَصْبَحَ مُمْكِنًا إِلَى حَدٍّ بَعِيدٍ بِفَضْلِ مَحَبَّةِ ٱبْنِ يَهْوَه لَنَا.‏ فَقَدْ سُرَّ بِهذِهِ ٱلتَّضْحِيَةِ رَغْمَ أَنَّ ذلِكَ كَلَّفَهُ حَيَاتَهُ كَإِنْسَانٍ كَامِلٍ.‏

اَلْكُلْفَةُ ٱلَّتِي تَكَبَّدَهَا يَهْوَه

١٢ مَنْ هُوَ مُنْشِئُ تَرْتِيبِ ٱلْفِدْيَةِ،‏ وَلِمَاذَا هَيَّأَهَا؟‏

١٢ لَيْسَ يَسُوعُ مُنْشِئَ تَرْتِيبِ ٱلْفِدْيَةِ.‏ فَوَسِيلَةُ ٱلْإِنْقَاذِ هذِهِ كَانَتْ جُزْءًا رَئِيسِيًّا مِنْ مَشِيئَةِ يَهْوَه.‏ فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَشَارَ إِلَى أَنَّ ٱلْمَذْبَحَ ٱلَّذِي قُرِّبَتْ عَلَيْهِ ٱلذَّبَائِحُ فِي ٱلْهَيْكَلِ يُمَثِّلُ مَشِيئَةَ يَهْوَه.‏ (‏عب ١٠:‏١٠‏)‏ وَهذَا يَعْنِي أَنَّ إِنْقَاذَنَا بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ هُوَ شَيْءٌ نَدِينُ بِهِ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى لِيَهْوَه.‏ (‏لو ١:‏٦٨‏)‏ وَهُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ مَشِيئَتِهِ ٱلْكَامِلَةِ وَمَحَبَّتِهِ ٱلْعَظِيمَةِ لِلْبَشَرِ.‏ —‏ اِقْرَأْ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

١٣،‏ ١٤ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ إِبْرَاهِيمَ عَلَى فَهْمِ وَتَقْدِيرِ مَا فَعَلَهُ يَهْوَه فِي سَبِيلِ إِنْقَاذِنَا؟‏

١٣ كَمْ كَلَّفَ يَهْوَه هذَا ٱلتَّعْبِيرُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا؟‏ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَوْعِبَ ذلِكَ تَمَامًا.‏ لكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَحْتَوِي عَلَى رِوَايَةٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى فَهْمِ ٱلْمَسْأَلَةِ بِأَكْثَرِ وُضُوحٍ.‏ فَقَدْ طَلَبَ يَهْوَه مِنَ ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ إِبْرَاهِيمَ شَيْئًا فَائِقَ ٱلصُّعُوبَةِ:‏ أَنْ يُقَرِّبَ ٱبْنَهُ إِسْحَاقَ ذَبِيحَةً.‏ وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أَبًا مُحِبًّا،‏ لِأَنَّ يَهْوَه قَالَ عَنْ إِسْحَاقَ إِنَّهُ «ٱبْنُكَ وَحِيدُكَ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ».‏ (‏تك ٢٢:‏٢‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ ٱعْتَبَرَ إِبْرَاهِيمُ فِعْلَ مَشِيئَةِ يَهْوَه أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً حَتَّى مِنْ مَحَبَّتِهِ لِٱبْنِهِ.‏ فَأَطَاعَ أَمْرَ ٱللهِ وَشَرَعَ فِي تَنْفِيذِهِ.‏ لكِنَّ يَهْوَه لَمْ يَدَعْهُ يَفْعَلُ مَا كَانَ هُوَ نَفْسُهُ سَيَفْعَلُهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَأَرْسَلَ مَلَاكًا وَأَوْقَفَهُ قُبَيْلَ تَقْدِيمِ ٱبْنِهِ ذَبِيحَةً.‏ وَقَدْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ شِدَّةِ عَزْمِهِ عَلَى إِطَاعَةِ ٱللهِ فِي هذَا ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلْعَسِيرِ مُتَيَقِّنًا أَنَّهُ لَنْ يَرَى ٱبْنَهُ حَيًّا ثَانِيَةً إِلَّا بِٱلْقِيَامَةِ.‏ لكِنَّهُ آمَنَ إِيمَانًا تَامًّا بِأَنَّ ٱللهَ قَادِرٌ عَلَى إِقَامَتِهِ.‏ وَٱلْوَاقِعُ أَنَّ بُولُسَ قَالَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ٱسْتَعَادَ إِسْحَاقَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ بِطَرِيقَةٍ رَمْزِيَّةٍ.‏ —‏ عب ١١:‏١٩‏.‏

١٤ يَتَعَذَّرُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَخَيَّلَ ٱلْأَلَمَ ٱلَّذِي قَاسَاهُ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ يَسْتَعِدُّ لِتَقْرِيبِ ٱبْنِهِ ذَبِيحَةً.‏ وَمِنْ هذِهِ ٱلنَّاحِيَةِ،‏ يُوضِحُ ٱخْتِبَارُ إِبْرَاهِيمَ مَا ٱخْتَبَرَهُ يَهْوَه حِينَ قَدَّمَ ‹ٱبْنَهُ ٱلْحَبِيبَ› ذَبِيحَةً.‏ (‏مت ٣:‏١٧‏)‏ وَلكِنْ لَا بُدَّ أَنَّ أَلَمَ يَهْوَه كَانَ أَشَدَّ.‏ فَقَدْ تَمَتَّعَ هُوَ وَٱبْنُهُ بِٱلْعِشْرَةِ مَعًا طَوَالَ مَلَايِينِ وَرُبَّمَا بَلَايِينِ ٱلسِّنِينَ.‏ وَكَانَ ٱلِٱبْنُ بِجَانِبِ أَبِيهِ «عَامِلًا مَاهِرًا» مَحْبُوبًا،‏ وَ «ٱلْكَلِمَةَ» ٱلنَّاطِقَ بِٱسْمِهِ.‏ (‏ام ٨:‏٢٢،‏ ٣٠،‏ ٣١؛‏ يو ١:‏١‏)‏ لِذلِكَ فَإِنَّ مَا تَحَمَّلَهُ يَهْوَه أَثْنَاءَ تَعْذِيبِ ٱبْنِهِ،‏ وَٱلِٱسْتِهْزَاءِ بِهِ،‏ فَإِعْدَامِهِ كَمُجْرِمٍ،‏ يَفُوقُ ٱسْتِيعَابَنَا.‏ حَقًّا،‏ لَقَدْ كَلَّفَ إِنْقَاذُنَا يَهْوَه غَالِيًا!‏ فَكَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِهذَا ٱلْإِنْقَاذِ؟‏

كَيْفَ تُظْهِرُ تَقْدِيرَكَ لِلْإِنْقَاذِ؟‏

١٥ كَيْفَ أَكْمَلَ يَسُوعُ عَمَلَهُ ٱلْكَفَّارِيَّ ٱلْعَظِيمَ،‏ وَمَاذَا أَصْبَحَ مُمْكِنًا بِفَضْلِهِ؟‏

١٥ أَكْمَلَ يَسُوعُ عَمَلَهُ ٱلْكَفَّارِيَّ ٱلْعَظِيمَ بَعْدَ قِيَامَتِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ فَإِثْرَ رُجُوعِهِ إِلَى أَبِيهِ ٱلْحَبِيبِ،‏ قَدَّمَ لَهُ قِيمَةَ ذَبِيحَتِهِ.‏ وَنَجَمَتْ عَنْ ذلِكَ بَرَكَاتٌ عَظِيمَةٌ.‏ فَأَصْبَحَ ٱلْغُفْرَانُ ٱلتَّامُّ لِلْخَطَايَا مُمْكِنًا،‏ أَوَّلًا لِخَطَايَا إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ ثُمَّ خَطَايَا «ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ».‏ وَبِفَضْلِ هذِهِ ٱلذَّبِيحَةِ،‏ يَسْتَطِيعُ ٱلْيَوْمَ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَتُوبُونَ عَنْ خَطَايَاهُمْ تَوْبَةً صَادِقَةً وَيَصِيرُونَ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمُخْلِصِينَ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِمَوْقِفٍ طَاهِرٍ أَمَامَ يَهْوَه ٱللهِ.‏ (‏١ يو ٢:‏٢‏)‏ فَمَا عَلَاقَتُكَ أَنْتَ بِذلِكَ؟‏

١٦ كَيْفَ تُوضِحُونَ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُقَدِّرَ ٱلْإِنْقَاذَ ٱلَّذِي هَيَّأَهُ يَهْوَه لَنَا؟‏

١٦ لِنَعُدْ إِلَى ٱلْمَثَلِ ٱلْمَذْكُورِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏ لِنَفْرِضْ أَنَّ ٱلطَّبِيبَ ٱلَّذِي ٱكْتَشَفَ ٱلْعِلَاجَ ٱقْتَرَبَ إِلَى ٱلْمَرْضَى ٱلْمَوْجُودِينَ مَعَكَ فِي ٱلْمُسْتَشْفَى وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ مَا يَلِي:‏ كُلُّ مَرِيضٍ يَقْبَلُ ٱلدَّوَاءَ وَيَتْبَعُ ٱلْعِلَاجَ ٱلْمَوْصُوفَ سَيُشْفَى حَتْمًا.‏ فَمَاذَا تَفْعَلُ إِذَا رَفَضَ بَاقِي ٱلْمَرْضَى تَعْلِيمَاتِ ٱلطَّبِيبِ بِحُجَّةِ أَنَّ تَنَاوُلَ ٱلدَّوَاءِ وَٱلتَّقَيُّدَ بِٱلْعِلَاجِ يَنْطَوِيَانِ عَلَى مَشَقَّةٍ كَبِيرَةٍ؟‏ هَلْ تُجَارِيهِمْ فِي مَوْقِفِهِمْ رَغْمَ ٱلْأَدِلَّةِ ٱلدَّامِغَةِ ٱلَّتِي لَدَيْكَ عَلَى أَنَّ ٱلْعِلَاجَ نَاجِعٌ فِعْلًا؟‏ طَبْعًا لَا!‏ بَلْ سَتُعَبِّرُ حَتْمًا عَنِ ٱمْتِنَانِكَ لِتَوَفُّرِ ٱلْعِلَاجِ وَتَتْبَعُ بِدِقَّةٍ إِرْشَادَاتِ ٱلطَّبِيبِ،‏ حَتَّى إِنَّكَ قَدْ تَبْدَأُ بِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْ قَرَارِكَ هذَا.‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ بِمَعْنًى أَوْسَعَ بِكَثِيرٍ فِي حَالَتِنَا كَبَشَرٍ خُطَاةٍ.‏ فَيَنْبَغِي أَنْ يَحْرِصَ كُلٌّ مِنَّا عَلَى إِظْهَارِ مَدَى تَقْدِيرِهِ لِلْإِنْقَاذِ ٱلَّذِي هَيَّأَهُ ٱللهُ بِذَبِيحَةِ ٱبْنِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ روما ٦:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

١٧ كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِمَا فَعَلَهُ يَهْوَه لِإِنْقَاذِنَا؟‏

١٧ فَإِذَا كُنَّا نُقَدِّرُ مَا فَعَلَهُ يَهْوَه وَٱبْنُهُ لِإِنْقَاذِنَا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ،‏ فَلَا بُدَّ لَنَا مِنْ إِظْهَارِ هذَا ٱلتَّقْدِيرِ.‏ (‏١ يو ٥:‏٣‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ نُحَارِبَ مَيْلَنَا إِلَى ٱلْخَطِيَّةِ.‏ وَيَنْبَغِي أَلَّا نَسْتَسْلِمَ لِمُمَارَسَةِ ٱلْخَطِيَّةِ عَمْدًا،‏ عَائِشِينَ بِرِيَاءٍ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً كَمَا يَفْعَلُ غَالِبًا مُمَارِسُو ٱلْخَطِيَّةِ.‏ فَمِثْلُ هذَا ٱلْمَسْلَكِ يَعْنِي أَنَّنَا غَيْرُ شَاكِرِينَ عَلَى ٱلْفِدْيَةِ وَلَا نُقَدِّرُهَا أَلْبَتَّةَ.‏ وَعَلَى ٱلْعَكْسِ مِنْ ذلِكَ،‏ سَنَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِنَا لِلْبَقَاءِ طَاهِرِينَ فِي نَظَرِ ٱللهِ.‏ (‏٢ بط ٣:‏١٤‏)‏ وَيَظْهَرُ تَقْدِيرُنَا أَيْضًا بِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْ رَجَائِنَا ٱلْبَدِيعِ بِٱلْإِنْقَاذِ،‏ لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا هُمْ أَيْضًا مِنَ ٱلتَّمَتُّعِ بِمَوْقِفٍ طَاهِرٍ أَمَامَ يَهْوَه وَبِرَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏١ تي ٤:‏١٦‏)‏ فَيَهْوَه وَٱبْنُهُ يَسْتَحِقَّانِ حَتْمًا كُلَّ ذَرَّةِ طَاقَةٍ وَوَقْتٍ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُخَصِّصَهَا لِتَسْبِيحِهِمَا.‏ (‏مر ١٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ فَكِّرْ فِي ٱلْأَمْرِ!‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَطَلَّعَ بِشَوْقٍ إِلَى وَقْتِ ٱلشِّفَاءِ ٱلتَّامِّ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَعِيشَ ٱلْحَيَاةَ ٱلَّتِي قَصَدَهَا يَهْوَه،‏ حَيَاةً أَبَدِيَّةً فِي كَمَالٍ،‏ وَكُلُّ ذلِكَ بِفَضْلِ مَا فَعَلَهُ لِإِنْقَاذِنَا!‏ —‏ رو ٨:‏٢١‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 3‏ يُقَالُ إِنَّ ٱلْإِنْفِلُوَنْزَا ٱلْإِسْبَانِيَّةَ أَصَابَتْ مَا يَتَرَاوَحُ بَيْنَ ٢٠ وَ ٥٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنْ سُكَّانِ ٱلْعَالَمِ آنَذَاكَ.‏ وَرُبَّمَا قَتَلَ ٱلْفِيرُوسُ مَا بَيْنَ ١ وَ ١٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنَ ٱلْمُصَابِينَ بِهِ.‏ وَبِٱلتَّبَايُنِ،‏ يُعْتَبَرُ ٱلْإِيبُولَا فِيرُوسًا نَادِرًا جِدًّا،‏ لكِنَّهُ قَتَلَ فِي بَعْضِ ٱلْمَرَّاتِ ٱلَّتِي تَفَشَّى فِيهَا نَحْوَ ٩٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنَ ٱلْمُصَابِينَ بِهِ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• لِمَاذَا نَحْنُ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلْإِنْقَاذِ؟‏

‏• كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيكُمْ تَضْحِيَةُ يَسُوعَ بِحَيَاتِهِ؟‏

‏• كَيْفَ تَشْعُرُونَ تِجَاهَ هِبَةِ ٱلْفِدْيَةِ ٱلَّتِي هَيَّأَهَا يَهْوَه؟‏

‏• كَيْفَ تَتَجَاوَبُونَ مَعَ مَا هَيَّأَهُ يَهْوَه لِإِنْقَاذِكُمْ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

رَمَزَ رَئِيسُ كَهَنَةِ إِسْرَائِيلَ فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ إِلَى ٱلْمَسِيَّا

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

اِسْتِعْدَادُ إِبْرَاهِيمَ لِتَقْرِيبِ ٱبْنِهِ ذَبِيحَةً يُعَلِّمُنَا ٱلْكَثِيرَ عَنْ تَضْحِيَةِ يَهْوَه ٱلْفَائِقَةِ