الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

التحلي بالآداب الحسنة كخدام لله

التحلي بالآداب الحسنة كخدام لله

اَلتَّحَلِّي بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ كَخُدَّامٍ لِلهِ

‏«كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ».‏ —‏ اف ٥:‏١‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

‏«لَا تُوجَدُ عُطْلَةٌ أَوِ ٱسْتِرَاحَةٌ مِنْ مُمَارَسَةِ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ.‏ فَٱلتَّهْذِيبُ نَافِعٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَانٍ».‏ هذَا مَا كَتَبَتْهُ ٱلْمُؤَلِّفَةُ سو فوكس عَنْ آدَابِ ٱلسُّلُوكِ.‏ فَعِنْدَمَا يَكُونُ مِنْ عَادَةِ ٱلشَّخْصِ أَنْ يَتَصَرَّفَ بِلِيَاقَةٍ،‏ تَخِفُّ ٱلْمَشَاكِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْآخَرِينَ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْأَدْنَى وَتَخْتَفِي فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ.‏ وَٱلْعَكْسُ صَحِيحٌ،‏ فَمُعَامَلَةُ ٱلنَّاسِ بِفَظَاظَةٍ تُؤَدِّي إِلَى ٱلنِّزَاعِ وَٱلِٱسْتِيَاءِ وَٱلْغَمِّ.‏

٢ يَتَحَلَّى ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ عُمُومًا بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَحْتَرِسَ لِئَلَّا نَتَأَثَّرَ بِقِلَّةِ ٱلْأَدَبِ ٱلْمُتَفَشِّيَةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ.‏ فَلْنَرَ كَيْفَ يُمْكِنُ لِتَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي مَسْأَلَةِ ٱللِّيَاقَةِ وَٱلتَّهْذِيبِ أَنْ يَحْمِيَنَا عَلَى هذَا ٱلصَّعِيدِ وَيَجْذِبَ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي مِثَالِ يَهْوَه ٱللهِ وَٱبْنِهِ،‏ وَهُوَ خَيْرُ مُسَاعِدٍ عَلَى فَهْمِ مَا يَعْنِيهِ ٱلِٱتِّصَافُ بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ.‏

يَهْوَه وَٱبْنُهُ مِثَالُ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ

٣ أَيُّ مِثَالٍ فِي ٱللِّيَاقَةِ يَرْسُمُهُ يَهْوَه ٱللهُ؟‏

٣ يَرْسُمُ يَهْوَه ٱللهُ ٱلْمِثَالَ ٱلْكَامِلَ فِي ٱللِّيَاقَةِ.‏ فَرَغْمَ رِفْعَةِ مَرْكَزِهِ بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ،‏ يُعَامِلُ ٱلْبَشَرَ بِلُطْفٍ وَٱحْتِرَامٍ كَبِيرَيْنِ.‏ فَعِنْدَمَا خَاطَبَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى كِلَيْهِمَا،‏ ٱسْتَعْمَلَ فِي ٱللُّغَةِ ٱلْأَصْلِيَّةِ لَفْظَةً عِبْرَانِيَّةً تُحَوِّلُ ٱلصِّيغَةَ مِنَ ٱلْأَمْرِ إِلَى ٱلطَّلَبِ بِرِفْقٍ.‏ (‏تك ١٣:‏١٤؛‏ خر ٤:‏٦‏)‏ كَمَا أَنَّ يَهْوَه «رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ،‏ بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ وَٱلْحَقِّ» عِنْدَمَا يَرْتَكِبُ خُدَّامُهُ ٱلْأَخْطَاءَ.‏ (‏مز ٨٦:‏١٥‏)‏ فَشَتَّانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَعْضِ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ يَنْفَجِرُونَ غَضَبًا حِينَ يُخَيِّبُ ٱلْآخَرُونَ آمَالَهُمْ.‏

٤ كَيْفَ نَقْتَدِي بِيَهْوَه حِينَ يُخَاطِبُنَا ٱلْآخَرُونَ؟‏

٤ يُمْكِنُنَا تَعَلُّمُ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ أَيْضًا مِنْ طَرِيقَةِ إِصْغَاءِ ٱللهِ إِلَى ٱلْبَشَرِ.‏ فَعِنْدَمَا سَأَلَهُ إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَهْلِ سَدُومَ،‏ أَجَابَهُ بِصَبْرٍ عَنْ أَسْئِلَتِهِ كُلِّهَا.‏ (‏تك ١٨:‏٢٣-‏٣٢‏)‏ فَلَمْ يَعْتَبِرْ مَخَاوِفَ إِبْرَاهِيمَ مَضْيَعَةً لِوَقْتِهِ.‏ وَيَهْوَه أَيْضًا يُصْغِي إِلَى صَلَوَاتِ خُدَّامِهِ وَيَسْمَعُ صُرَاخَ ٱلْخُطَاةِ ٱلتَّائِبِينَ.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ٥١:‏١١،‏ ١٧‏.‏‏)‏ أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِيَهْوَه بِٱلْإِصْغَاءِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ حِينَ يُخَاطِبُونَنَا؟‏

٥ كَيْفَ تَتَحَسَّنُ عَلَاقَاتُنَا بِٱلْآخَرِينَ حِينَ نَتَحَلَّى بِٱللِّيَاقَةِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ؟‏

٥ كَانَتِ ٱللِّيَاقَةُ إِحْدَى ٱلصِّفَاتِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي تَعَلَّمَهَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ مِنْ أَبِيهِ.‏ فَأَظْهَرَ ٱلصَّبْرَ وَٱللُّطْفَ دَائِمًا،‏ رَغْمَ أَنَّ خِدْمَتَهُ ٱسْتَهْلَكَتْ وَقْتَهُ وَطَاقَتَهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ.‏ وَقَدْ وَجَدَ عِنْدَهُ ٱلْبُرْصُ وَٱلْعُمْيُ ٱلْمُتَسَوِّلُونَ وَغَيْرُهُمْ مِنَ ٱلْمُحْتَاجِينَ ٱلْعَوْنَ عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ فَلَمْ يَتَجَاهَلْهُمْ رَغْمَ مَجِيئِهِمْ إِلَيْهِ دُونَ مَوْعِدٍ.‏ وَغَالِبًا مَا قَطَعَ يَسُوعُ مَا كَانَ يَفْعَلُهُ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْبَائِسِينَ.‏ كَمَا رَاعَى جِدًّا مَشَاعِرَ ٱلَّذِينَ آمَنُوا بِهِ.‏ (‏مر ٥:‏٣٠-‏٣٤؛‏ لو ١٨:‏٣٥-‏٤١‏)‏ وَيُمْكِنُنَا كَمَسِيحِيِّينَ ٱلتَّمَثُّلُ بِهِ بِٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱللُّطْفِ وَمَدِّ يَدِ ٱلْمُسَاعَدَةِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ وَهذَا ٱلسُّلُوكُ لَا بُدَّ أَنْ يُلَاحِظَهُ أَقْرِبَاؤُنَا وَجِيرَانُنَا وَغَيْرُهُمْ.‏ كَمَا أَنَّهُ يُمَجِّدُ يَهْوَه وَيَجْلُبُ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ.‏

٦ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي ٱلدِّفْءِ وَٱلْمَوَدَّةِ؟‏

٦ اِحْتَرَمَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ أَيْضًا بِمُخَاطَبَتِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ.‏ وَهَلْ أَكْرَمَ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلْيَهُودُ ٱلْآخَرِينَ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ؟‏ كَلَّا،‏ بَلِ ٱعْتَبَرُوا مَنْ لَا يَعْرِفُ ٱلشَّرِيعَةَ ‹مَلْعُونًا›.‏ (‏يو ٧:‏٤٩‏)‏ أَمَّا ٱبْنُ ٱللهِ فَلَمْ يَكُنْ مِثْلَهُمْ.‏ فَقَدْ سَمِعَتْهُ مَرْثَا وَمَرْيَمُ وَزَكَّا وَكَثِيرُونَ غَيْرُهُمْ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ.‏ (‏لو ١٠:‏٤١،‏ ٤٢؛‏ ١٩:‏٥‏)‏ طَبْعًا،‏ قَدْ تُمْلِي عَلَيْنَا ٱلْأَعْرَافُ وَٱلظُّرُوفُ طَرِيقَةً أُخْرَى لِمُخَاطَبَةِ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ،‏ لكِنَّنَا كَخُدَّامٍ لِيَهْوَه نَسْعَى رَغْمَ ذلِكَ إِلَى ٱلِٱتِّصَافِ بِٱلدِّفْءِ وَٱلْمَوَدَّةِ عِنْدَ مُخَاطَبَتِهِمْ.‏ * كَمَا أَنَّنَا لَا نَسْمَحُ لِلتَّمْيِيزِ ٱلطَّبَقِيِّ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنَ ٱلِٱحْتِرَامِ ٱلْوَاجِبِ لِإِخْوَانِنَا وَغَيْرِهِمْ.‏ —‏ اِقْرَأْ يعقوب ٢:‏١-‏٤‏.‏

٧ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ بِلِيَاقَةٍ مَعَ رُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ أَيْنَمَا كُنَّا نَعِيشُ؟‏

٧ إِنَّ طَرِيقَةَ ٱللهِ وَٱبْنِهِ فِي مُعَامَلَةِ ٱلنَّاسِ كَافَّةً،‏ مِنْ كُلِّ ٱلشُّعُوبِ وَٱلْعُرُوقِ،‏ بِلِيَاقَةٍ وَذَوْقٍ تَمْنَحُهُمُ ٱلْكَرَامَةَ وَتَجْذِبُ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ إِلَى ٱلْحَقِّ.‏ طَبْعًا،‏ تَتَفَاوَتُ آدَابُ ٱلسُّلُوكِ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ.‏ لِذلِكَ لَا نَتْبَعُ قَوَاعِدَ صَارِمَةً فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ بَلْ نَتَّصِفُ بِٱلْمُرُونَةِ فِي كَيْفِيَّةِ إِكْرَامِ رُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ أَيْنَمَا كُنَّا نَعِيشُ،‏ ضِمْنَ إِطَارِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَلكِنْ،‏ كَيْفَ تُنْتِجُ مُعَامَلَةُ ٱلنَّاسِ بِأَدَبٍ ثَمَرًا جَيِّدًا فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

إِلْقَاءُ ٱلتَّحِيَّةِ وَٱلتَّحَدُّثُ إِلَى ٱلنَّاسِ

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ أَيُّ عَادَةٍ قَدْ تُعْتَبَرُ دَلَالَةً عَلَى قِلَّةِ ٱلْأَدَبِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَدَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٥:‏٤٧ تُؤَثِّرُ فِي مُعَامَلَتِنَا لِلْآخَرِينَ؟‏

٨ إِنَّ عَجَلَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمَحْمُومَةِ فِي ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْيَوْمَ تَجْعَلُ ٱلنَّاسَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ يَمُرُّونَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ دُونَ كَلِمَةِ «مَرْحَبًا» أَوْ «كَيْفَ حَالُكَ؟‏».‏ طَبْعًا،‏ لَيْسَ مُتَوَقَّعًا أَنْ نُحَيِّيَ جَمِيعَ ٱلْمَارَّةِ عَلَى رَصِيفٍ مُكْتَظٍّ.‏ وَلكِنْ هُنَاكَ حَالَاتٌ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَكُونُ فِيهَا ٱلتَّحِيَّةُ لَائِقَةً وَمُسْتَحَبَّةً.‏ فَهَلْ مِنْ عَادَتِكَ إِلْقَاءُ ٱلتَّحِيَّةِ عَلَى ٱلنَّاسِ؟‏ أَمْ إِنَّكَ غَالِبًا مَا تَمُرُّ بِهِمْ دُونَ أَيِّ ٱبْتِسَامَةٍ أَوْ كَلِمَةٍ حُلْوَةٍ؟‏ فَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يُنَمِّيَ ٱلْمَرْءُ،‏ دُونَ أَيِّ نِيَّةٍ سَيِّئَةٍ،‏ عَادَةً تَنِمُّ فِي ٱلْحَقِيقَةِ عَنْ قِلَّةِ أَدَبٍ.‏

٩ وَلَدَيْنَا مِنْ هذَا ٱلْقَبِيلِ مُذَكِّرٌ فِي كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «إِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ،‏ فَأَيَّ شَيْءٍ يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ تَفْعَلُونَ؟‏ أَلَيْسَ ٱلْأُمَمِيُّونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ؟‏».‏ (‏مت ٥:‏٤٧‏)‏ وَفِي هذَا ٱلْمَجَالِ،‏ كَتَبَ ٱلْمُسْتَشَارُ دونالد وايس:‏ «يَكْرَهُ ٱلنَّاسُ أَنْ يَتَجَاهَلَهُمُ ٱلْآخَرُونَ أَوْ لَا يُلَاحِظُوا وُجُودَهُمْ.‏ فَمَا مِنْ حُجَّةٍ إِطْلَاقًا تُبَرِّرُ بِهَا لِشَخْصٍ تَجَاهُلَكَ لَهُ.‏ فَٱلْمَطْلُوبُ سَهْلٌ وَبَسِيطٌ:‏ أَلْقِ ٱلتَّحِيَّةَ.‏ تَحَدَّثْ إِلَى ٱلنَّاسِ».‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَحْصُدُ نَتَائِجَ جَيِّدَةً إِذَا لَمْ نَسْمَحْ لِلْبُرُودَةِ وَٱلْجَفَاءِ بِإِقَامَةِ جَلِيدٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْآخَرِينَ.‏

١٠ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْآدَابُ ٱلْحَسَنَةُ عَلَى ٱلْإِثْمَارِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ:‏  ‏«اِبْدَإِ ٱلْحَدِيثَ بِٱبْتِسَامَةٍ دَافِئَةٍ».‏‏)‏

١٠ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يَعِيشُ زَوْجَانِ مَسِيحِيَّانِ ٱسْمُهُمَا توم وَكارول فِي إِحْدَى مُدُنِ أَميركا ٱلشَّمَالِيَّةِ ٱلْكُبْرَى.‏ وَهُمَا يَجْعَلَانِ ٱلْحَدِيثَ ٱلْمُمْتِعَ مَعَ جِيرَانِهِمَا فِي ٱلْمَنْطِقَةِ جُزْءًا مِنْ خِدْمَتِهِمَا.‏ كَيْفَ؟‏ يَقُولُ توم مُشِيرًا إِلَى يَعْقُوبَ ٣:‏١٨‏:‏ «نَسْعَى أَنْ نَكُونَ وُدِّيِّينَ وَمُسَالِمِينَ.‏ فَنَقْتَرِبُ بِٱبْتِسَامَةٍ مِنَ ٱلَّذِينَ نَرَاهُمْ خَارِجَ مَنَازِلِهِمْ أَوِ ٱلْعُمَّالِ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي ٱلْمَنْطِقَةِ،‏ وَنُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ.‏ ثُمَّ نَبْدَأُ بِٱلْحَدِيثِ عَنْ أَمْرٍ يَخُصُّهُمْ:‏ أَوْلَادِهِمْ،‏ كِلَابِهِمْ،‏ مَنَازِلِهِمْ،‏ أَشْغَالِهِمْ،‏ وَمَا شَابَهَ ذلِكَ.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ نَكْسِبُ صَدَاقَتَهُمْ».‏ وَتُضِيفُ كارول:‏ «عِنْدَمَا نَلْتَقِي بِهِمْ ثَانِيَةً،‏ نُخْبِرُهُمْ بِٱسْمَيْنَا وَنَسْأَلُهُمْ عَنْ أَسْمَائِهِمْ.‏ كَمَا نُطْلِعُهُمْ عَمَّا نَفْعَلُهُ فِي ٱلْمَنْطِقَةِ،‏ وَلكِنْ بِإِيجَازٍ.‏ وَفِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ،‏ تَسْنَحُ لَنَا فُرْصَةُ ٱلشَّهَادَةِ لَهُمْ».‏ وَقَدْ كَسَبَ توم وَكارول ثِقَةَ ٱلْأَهَالِي.‏ فَأَصْبَحَ عَدَدٌ لَا بَأْسَ بِهِ مِنْهُمْ يَقْبَلُونَ مَطْبُوعَاتِنَا،‏ كَمَا أَبْدَى ٱلْبَعْضُ مَزِيدًا مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْحَقِّ.‏

اَلتَّحَلِّي بِٱللِّيَاقَةِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَسِيرَةِ

١١،‏ ١٢ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّعَ سُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ أَثْنَاءَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَاوَبَ؟‏

١١ نُعَامَلُ أَحْيَانًا مُعَامَلَةً فَظَّةً أَثْنَاءَ كِرَازَتِنَا بِٱلْبِشَارَةِ.‏ وَهذَا أَمْرٌ مُتَوَقَّعٌ،‏ لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَسُوعَ سَبَقَ فَحَذَّرَ تَلَامِيذَهُ:‏ «إِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ أَيْضًا».‏ (‏يو ١٥:‏٢٠‏)‏ لكِنَّ ٱلرَّدَّ عَلَى ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلْمُهِينَةِ بِمِثْلِهَا لَا يُؤَدِّي إِلَى عَوَاقِبَ حَمِيدَةٍ.‏ فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَاوَبَ؟‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ:‏ «قَدِّسُوا ٱلْمَسِيحَ رَبًّا فِي قُلُوبِكُمْ،‏ مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِلدِّفَاعِ أَمَامَ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي فِيكُمْ،‏ وَلٰكِنِ ٱفْعَلُوا ذٰلِكَ بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ».‏ (‏١ بط ٣:‏١٥‏)‏ فَمُحَافَظَتُنَا عَلَى ٱللِّيَاقَةِ،‏ بِٱلرَّدِّ بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ،‏ قَدْ تُلَيِّنُ مَوْقِفَ ٱلَّذِينَ يُهِينُونَنَا.‏ —‏ تي ٢:‏٧،‏ ٨‏.‏

١٢ وَهَلْ يُمْكِنُنَا إِعْدَادُ أَنْفُسِنَا لِمُوَاجَهَةِ ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلسَّلْبِيَّةِ بِطَرِيقَةٍ تُرْضِي ٱللهَ؟‏ نَعَمْ.‏ نَصَحَ بُولُسُ:‏ «لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ،‏ مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ،‏ لِكَيْ تَعْرِفُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ وَاحِدٍ».‏ (‏كو ٤:‏٦‏)‏ فَإِذَا كَانَ مِنْ عَادَتِنَا أَنْ نَتَصَرَّفَ بِلِيَاقَةٍ ضِمْنَ ٱلْعَائِلَةِ،‏ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ فِي مَكَانِ ٱلْعَمَلِ،‏ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ أَوْ فِي ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي نَسْكُنُ فِيهِ،‏ نَكُونُ أَكَثْرَ ٱسْتِعْدَادًا لِمُوَاجَهَةِ ٱلْهُزْءِ وَٱلْإِهَانَاتِ كَمَا يَلِيقُ بِشَعْبِ يَهْوَه.‏ —‏ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٧-‏٢١‏.‏

١٣ أَعْطُوا مِثَالًا يُظْهِرُ أَنَّ ٱللِّيَاقَةَ يُمْكِنُ أَنْ تُلَيِّنَ مَوْقِفَ ٱلْمُقَاوِمِينَ.‏

١٣ إِنَّ ٱلتَّحَلِّيَ بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَسِيرَةِ لَهُ نَتَائِجُ جَيِّدَةٌ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَعَرَّضَ شَاهِدٌ فِي ٱلْيَابَانِ لِلِٱسْتِهْزَاءِ مِنْ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَضَيْفِهِ كِلَيْهِمَا.‏ فَٱنْصَرَفَ ٱلْأَخُ بِتَهْذِيبٍ وَتَابَعَ ٱلْكِرَازَةَ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ.‏ فَلَاحَظَ أَنَّ ٱلضَّيْفَ يُتَابِعُ تَحَرُّكَاتِهِ عَنْ كَثَبٍ.‏ وَعِنْدَمَا ٱقْتَرَبَ إِلَيْهِ ٱلْأَخُ،‏ قَالَ لَهُ ٱلرَّجُلُ:‏ «أَعْتَذِرُ عَمَّا حَدَثَ.‏ فَمَعَ أَنَّنَا قُلْنَا لَكَ كَلَامًا فَظًّا،‏ لَمْ تُفَارِقِ ٱلِٱبْتِسَامَةُ شَفَتَيْكَ.‏ كَيْفَ يَسَعُنِي أَنْ أَكُونَ مِثْلَكَ؟‏».‏ فَكَانَ هذَا ٱلرَّجُلُ قَدْ قَطَعَ ٱلْأَمَلَ مِنْ إِمْكَانِيَّةِ ٱلشُّعُورِ بِٱلسَّعَادَةِ بَعْدَ خَسَارَةِ وَظِيفَتِهِ،‏ وَوَفَاةِ أُمِّهِ مُنْذُ أَمَدٍ قَرِيبٍ.‏ فَعَرَضَ عَلَيْهِ ٱلشَّاهِدُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَوَافَقَ،‏ وَسُرْعَانَ مَا أَصْبَحَ ٱلدَّرْسُ يُعْقَدُ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْأُسْبُوعِ.‏

أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِتَعْزِيزِ آدَابِ ٱلسُّلُوكِ

١٤،‏ ١٥ كَيْفَ رَبَّى خُدَّامُ يَهْوَه أَوْلَادَهُمْ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

١٤ حَرِصَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْأَتْقِيَاءُ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ آدَابَ ٱلسُّلُوكِ ٱلْأَسَاسِيَّةَ فِي ٱلْبَيْتِ.‏ لَاحِظْ،‏ مَثَلًا،‏ ٱلْأُسْلُوبَ ٱلْمُهَذَّبَ ٱلَّذِي تَخَاطَبَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ فِي ٱلتَّكْوِينِ ٢٢:‏٧‏.‏ كَمَا أَنَّ أَثَرَ ٱلتَّرْبِيَةِ ٱلصَّالِحَةِ يُرَى فِي قِصَّةِ يُوسُفَ.‏ فَقَدْ كَانَ مُهَذَّبًا حَتَّى مَعَ رُفَقَائِهِ فِي ٱلسِّجْنِ،‏ فَخَاطَبَهُمْ مُسْتَعْمِلًا لَفْظَةً عِبْرَانِيَّةً تُحَوِّلُ ٱلصِّيغَةَ مِنَ ٱلْأَمْرِ إِلَى ٱلطَّلَبِ بِرِفْقٍ.‏ (‏تك ٤٠:‏٨،‏ ١٤‏)‏ وَيُظْهِرُ كَلَامُهُ مَعَ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ تَعَلَّمَ ٱلْأُسْلُوبَ ٱللَّائِقَ لِمُخَاطَبَةِ أَصْحَابِ ٱلْمَنَاصِبِ ٱلْعُلْيَا.‏ —‏ تك ٤١:‏١٦،‏ ٣٣،‏ ٣٤‏.‏

١٥ وَفِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُعَطَاةِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ،‏ شَمَلَتِ ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرُ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ».‏ (‏خر ٢٠:‏١٢‏)‏ وَكَانَ ٱلتَّحَلِّي بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ فِي ٱلْبَيْتِ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُكْرِمُ بِهَا ٱلْأَوْلَادُ وَالِدِيهِمْ.‏ وَقَدْ أَعْرَبَتِ ٱبْنَةُ يَفْتَاحَ عَنِ ٱحْتِرَامٍ بَارِزٍ لِأَبِيهَا بِإِذْعَانِهَا لِنَذْرِهِ فِي وَضْعٍ بَالِغِ ٱلصُّعُوبَةِ.‏ —‏ قض ١١:‏٣٥-‏٤٠‏.‏

١٦-‏١٨ (‏أ)‏ مَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى تَعْلِيمِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلْآدَابَ ٱلْحَسَنَةَ؟‏ (‏ب)‏ مَا هِيَ بَعْضُ فَوَائِدِ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ تَرْبِيَةً حَسَنَةً؟‏

١٦ لَا نُغَالِي مَهْمَا شَدَّدْنَا عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلتَّرْبِيَةِ ٱلْحَسَنَةِ.‏ فَلَنْ يَنْجَحَ أَوْلَادُنَا فِي حَيَاتِهِمْ كَرَاشِدِينَ مَا لَمْ يَتَعَلَّمُوا فِي صِغَرِهِمْ آدَابَ تَحِيَّةِ ٱلزَّائِرِينَ،‏ ٱلرَّدِّ عَلَى ٱلْهَاتِفِ،‏ وَتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَيَجِبُ إِفْهَامُهُمْ لِمَ يَنْبَغِي إِمْسَاكُ ٱلْبَابِ لِيَدْخُلَ شَخْصٌ آخَرُ،‏ وَلِمَ يَجِبُ إِظْهَارُ ٱللُّطْفِ لِلْمُسِنِّينَ وَٱلْمَرْضَى وَعَرْضُ ٱلْمُسَاعَدَةِ عَلَى مَنْ يَحْمِلُ حِمْلًا ثَقِيلًا.‏ وَيَلْزَمُ أَنْ يُدْرِكُوا أَهَمِّيَّةَ ٱسْتِعْمَالِ تَعَابِيرِ ٱلْمُجَامَلَةِ ٱلصَّادِقَةِ،‏ مِثْلِ:‏ «مِنْ فَضْلِكَ»،‏ «شُكْرًا»،‏ «تَفَضَّلْ!‏»،‏ وَ «أَنَا آسِفٌ».‏

١٧ لَيْسَتْ تَرْبِيَةُ ٱلْأَوْلَادِ عَلَى مَحَاسِنِ ٱلْأَخْلَاقِ بِٱلْأَمْرِ ٱلْعَسِيرِ.‏ وَخَيْرُ سَبِيلٍ إِلَى ذلِكَ هُوَ رَسْمُ ٱلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ.‏ يَتَذَكَّرُ كيرت،‏ ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً،‏ كَيْفَ تَعَلَّمَ ٱلتَّهْذِيبَ هُوَ وَإِخْوَتُهُ ٱلثَّلَاثَةُ:‏ «كُنَّا نَرَى وَنَسْمَعُ أَبَوَيْنَا يَتَحَادَثَانِ بِلُطْفٍ وَيُعَامِلَانِ غَيْرَهُمَا بِمُرَاعَاةٍ وَصَبْرٍ.‏ وَفِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ كَانَ أَبِي يَأْخُذُنِي مَعَهُ لِمُحَادَثَةِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا قَبْلَ ٱلِٱجْتِمَاعِ وَبَعْدَهُ.‏ كُنْتُ أَسْمَعُ تَحِيَّاتِهِ وَأَرَى ٱحْتِرَامَهُ لَهُمْ».‏ وَيُتَابِعُ كيرت:‏ «بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ تَشَرَّبْتُ أَخْلَاقَهُ.‏ فَمُعَامَلَةُ ٱلنَّاسِ بِتَهْذِيبٍ أَمْرٌ عَفْوِيٌّ يَصْدُرُ عَنِ ٱلْمَرْءِ بِدَافِعٍ ذَاتِيٍّ،‏ لَا بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ».‏

١٨ وَمَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِذَا عَلَّمَ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمُ ٱلْآدَابَ ٱلْحَسَنَةَ؟‏ سَيَسْهُلُ عَلَى ٱلْأَوْلَادِ كَسْبُ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَمُسَالَمَةُ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَسَيَكُونُونَ أَيْضًا مُجَهَّزِينَ لِلتَّعَاوُنِ مَعَ أَرْبَابِ وَزُمَلَاءِ عَمَلِهِمْ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ ٱلْمُهَذَّبِينَ وَٱلْمُسْتَقِيمِينَ يُدْخِلُونَ ٱلْبَهْجَةَ وَٱلِٱكْتِفَاءَ إِلَى قَلْبِ وَالِدِيهِمْ.‏ —‏ اِقْرَأْ امثال ٢٣:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

اَلْآدَابُ ٱلْحَسَنَةُ تُمَيِّزُنَا عَنِ ٱلْعَالَمِ

١٩،‏ ٢٠ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَمِّمَ عَلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ ٱقْتِدَاءً بِٱللهِ وَٱبْنِهِ؟‏

١٩ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ».‏ (‏اف ٥:‏١‏)‏ وَيَشْمُلُ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَهْوَه ٱللهِ وَٱبْنِهِ تَطْبِيقَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ كَٱلْمَبَادِئِ ٱلْوَارِدَةِ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ.‏ وَعِنْدَئِذٍ،‏ لَا نُجَامِلُ بِرِيَاءٍ طَمَعًا بِمَنْفَعَةٍ مَادِّيَّةٍ أَوْ تَمَلُّقًا لِشَخْصٍ أَعْلَى مِنَّا مَرْكَزًا.‏ —‏ يه ١٦‏.‏

٢٠ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ،‏ فِي آخِرِ أَيَّامِ حُكْمِهِ ٱلشِّرِّيرِ،‏ عَاقِدٌ ٱلْعَزْمَ عَلَى مَحْوِ مَقَايِيسِ ٱلسُّلُوكِ ٱلْحَسَنِ ٱلَّتِي أَقَرَّهَا يَهْوَه.‏ لكِنَّهُ سَيَفْشَلُ فِي طَمْسِ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ ٱلَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ.‏ فَلْيُصَمِّمْ كُلٌّ مِنَّا عَلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ ٱقْتِدَاءً بِٱللهِ وَٱبْنِهِ لِنَكُونَ مُخْتَلِفِينَ دَائِمًا قَوْلًا وَعَمَلًا عَنِ ٱلنَّاسِ ٱلْعَدِيمِي ٱلْأَخْلَاقِ.‏ وَبِفِعْلِنَا ذلِكَ،‏ نُسَبِّحُ ٱسْمَ يَهْوَه ٱللهِ،‏ مِثَالِنَا ٱلْكَامِلِ فِي ٱللِّيَاقَةِ،‏ وَنَجْذِبُ ٱلْمُخْلِصِينَ إِلَى عِبَادَتِهِ ٱلْحَقَّةِ.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 6‏ فِي بَعْضِ ٱلْحَضَارَاتِ،‏ مِنْ قِلَّةِ ٱلْأَدَبِ مُخَاطَبَةُ شَخْصٍ أَكْبَرَ سِنًّا بِٱسْمِهِ،‏ مَا لَمْ يَأْذَنْ هُوَ بِذلِكَ.‏ وَيَحْسُنُ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ مُرَاعَاةُ عَادَاتٍ كَهذِهِ.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ يَهْوَه وَٱبْنِهِ عَنِ ٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ؟‏

‏• لِمَاذَا تَنْعَكِسُ عَلَيْنَا إِيجَابًا تَحِيَّةُ ٱلْآخَرِينَ بِمَوَدَّةٍ؟‏

‏• كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱللِّيَاقَةُ عَلَى ٱلْإِثْمَارِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

‏• مَا دَوْرُ ٱلْوَالِدِينَ فِي تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمِ ٱلْآدَابَ ٱلْحَسَنَةَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٧]‏

 اِبْدَإِ ٱلْحَدِيثَ بِٱبْتِسَامَةٍ دَافِئَةٍ

يَتَرَدَّدُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ فِي ٱلْبَدْءِ بِحَدِيثٍ مَعَ شَخْصٍ لَا يَعْرِفُونَهُ.‏ لكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لِلهِ وَٱلْقَرِيبِ تَدْفَعُ شُهُودَ يَهْوَه إِلَى بَذْلِ جُهْدٍ حَثِيثٍ لِتَعَلُّمِ فَنِّ ٱلْمُحَادَثَةِ بُغْيَةَ إِخْبَارِ ٱلنَّاسِ بِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَمَاذَا يُسَاعِدُكَ عَلَى ٱلتَّحَسُّنِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟‏

ثَمَّةَ مَبْدَأٌ قَيِّمٌ مَذْكُورٌ فِي فِيلِبِّي ٢:‏٤‏:‏ ‹لَا تَنْظُرْ بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى أُمُورِكَ ٱلْخَاصَّةِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى تِلْكَ ٱلَّتِي لِلْآخَرِينَ›.‏ فَكِّرْ فِي هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عَلَى ٱلنَّحْوِ ٱلتَّالِي:‏ إِذَا كُنْتَ لَمْ تَلْتَقِ شَخْصًا قَطُّ،‏ فَأَنْتَ غَرِيبٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ.‏ فَيُمْكِنُكَ أَنْ تُهَدِّئَ رَوْعَهُ بِٱبْتِسَامَةٍ دَافِئَةٍ وَتَحِيَّةٍ وُدِّيَّةٍ.‏ وَلكِنْ،‏ ثَمَّةَ عَامِلٌ آخَرُ يَنْبَغِي أَنْ تَأْخُذَهُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ.‏

فَعِنْدَمَا تُحَاوِلُ ٱلْبَدْءَ بِمُحَادَثَةٍ مَعَ أَحَدِ ٱلْأَشْخَاصِ،‏ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تَقْطَعَ عَلَيْهِ حَبْلَ تَفْكِيرِهِ.‏ وَإِذَا حَاوَلْتَ حَمْلَهُ عَلَى مُنَاقَشَةِ مَا يَدُورُ فِي بِالِكَ،‏ لَا مَا يَشْغَلُ بَالَهُ،‏ فَقَدْ لَا يَتَجَاوَبُ مَعَكَ.‏ لِذلِكَ،‏ إِذَا ٱسْتَطَعْتَ أَنْ تُمَيِّزَ مَا كَانَ يُفَكِّرُ فِيهِ،‏ يُمْكِنُكَ ٱلْبَدْءُ بِٱلْحَدِيثِ مَعَهُ عَلَى هذَا ٱلْأَسَاسِ.‏ هذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ عِنْدَمَا ٱلْتَقَى ٱلْمَرْأَةَ ٱلسَّامِرِيَّةَ عِنْدَ ٱلْبِئْرِ.‏ (‏يو ٤:‏٧-‏٢٦‏)‏ فَقَدْ كَانَتْ تُفَكِّرُ فِي ٱسْتِقَاءِ ٱلْمَاءِ.‏ فَٱسْتَغَلَّ يَسُوعُ ذلِكَ لِلْبَدْءِ بِٱلْمُحَادَثَةِ مَعَهَا،‏ وَمَا لَبِثَ أَنْ حَوَّلَ ٱلْحَدِيثَ إِلَى مُنَاقَشَةٍ رُوحِيَّةٍ مُثِيرَةٍ.‏

‏[الصورتان في الصفحة ٢٦]‏

إِنَّ كَوْنَنَا وُدِّيِّينَ مَعَ ٱلنَّاسِ يُتِيحُ لَنَا فُرْصَةَ ٱلشَّهَادَةِ لَهُمْ

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

مِنَ ٱللَّائِقِ ٱلتَّحَلِّي بِٱلْآدَابِ ٱلْحَسَنَةِ فِي كُلِّ حِينٍ