تبرئة حكم يهوه
تَبْرِئَةُ حُكْمِ يَهْوَه
«اَلْعَلِيُّ هُوَ ٱلْحَاكِمُ فِي مَمْلَكَةِ ٱلنَّاسِ». — دا ٤:١٧.
١، ٢ لِمَاذَا ٱلْحُكْمُ ٱلْبَشَرِيُّ فَاشِلٌ؟
لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ مُنِيَ بِٱلْفَشَلِ! وَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ هُوَ أَنَّ ٱلْبَشَرَ يَفْتَقِرُونَ إِلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱللَّازِمَةِ لِيَحْكُمُوا بِنَجَاحٍ. وَقَدْ أَصْبَحَ فَشَلُ حُكْمِ ٱلْإِنْسَانِ جَلِيًّا فِي أَيَّامِنَا بِشَكْلٍ خَاصٍّ لِأَنَّ حُكَّامًا كَثِيرِينَ هُمْ ‹مُحِبُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ، مُحِبُّونَ لِلْمَالِ، مَغْرُورُونَ، مُتَكَبِّرُونَ، غَيْرُ أَوْلِيَاءَ، غَيْرُ مُسْتَعِدِّينَ لِقُبُولِ أَيِّ ٱتِّفَاقٍ، مُفْتَرُونَ، بِلَا ضَبْطِ نَفْسٍ، شَرِسُونَ، غَيْرُ مُحِبِّينَ لِلصَّلَاحِ، خَائِنُونَ، مُنْتَفِخُونَ بِٱلْكِبْرِيَاءِ›. — ٢ تي ٣:٢-٤.
٢ مُنْذُ أَمَدٍ بَعِيدٍ، رَفَضَ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ حُكْمَ ٱللهِ ظَنًّا مِنْهُمَا أَنَّ ذلِكَ يَجْعَلُهُمَا مُسْتَقِلَّيْنِ. إِلَّا أَنَّهُمَا فِي ٱلْوَاقِعِ كَانَا يَضَعَانِ أَنْفُسَهُمَا تَحْتَ حُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ. وَسُوءُ إِدَارَةِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّتِي بَدَأَتْ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ آلَافِ سَنَةٍ — بِتَوْجِيهِ ٱلشَّيْطَانِ «حَاكِمِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ» — هُوَ مَا أَوْصَلَنَا ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلْحَضِيضِ. (يو ١٢:٣١) وَفِي ٱلتَّعْلِيقِ عَلَى حَالَةِ ٱلْبَشَرِ ٱلْمُزْرِيَةِ، يَذْكُرُ تَارِيخُ اوكسفورد لِلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ (بالانكليزية) أَنَّهُ مِنَ ٱلْعَبَثِ «ٱلتَّطَلُّعُ إِلَى عَالَمٍ كَامِلٍ». وَيُتَابِعُ مُوضِحًا: «اَلْقَضِيَّةُ لَيْسَتْ أَنَّ [عَالَمًا كَهذَا] غَيْرُ مَوْجُودٍ فَحَسْبُ، بَلْ أَنَّ ٱلسَّعْيَ إِلَى إِنْشَائِهِ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْكَارِثَةِ، ٱلْكُلِّيَّانِيَّةِ، وَأَشْنَعِ ٱلْحُرُوبِ». فَيَا لَهُ مِنِ ٱعْتِرَافٍ صَرِيحٍ بِفَشَلِ حُكْمِ ٱلْإِنْسَانِ!
٣ صِفُوا حُكْمَ ٱللهِ لَوْ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَمْ يُخْطِئَا.
٣ مَا أَفْدَحَ ٱلْغَلْطَةَ ٱلَّتِي ٱرْتَكَبَهَا أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ بِرَفْضِهِمَا ٱلْحُكْمَ ٱلنَّاجِحَ ٱلْوَحِيدَ، حُكْمَ ٱللهِ! طَبْعًا، نَحْنُ لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ أَيَّ نَهْجٍ كَانَ سَيَتْبَعُهُ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَوْ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ حَافَظَا عَلَى أَمَانَتِهِمَا لَهُ. لكِنَّنَا مُتَيَقِّنُونَ أَنَّهُ لَوْ أَذْعَنَ ٱلْبَشَرُ لِلهِ لَعَاشُوا فِي ظِلِّ حُكْمٍ يَتَّسِمُ بِٱلْمَحَبَّةِ وَعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ. (اع ١٠:٣٤؛ ١ يو ٤:٨) وَنَظَرًا إِلَى حِكْمَةِ ٱللهِ ٱلْمُنْقَطِعَةِ ٱلنَّظِيرِ، نَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَيْضًا أَنَّهُمْ كَانُوا سَيَتَجَنَّبُونَ كُلَّ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلَّتِي ٱقْتَرَفَهَا مُؤَيِّدُو ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَكَانَتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ، أَيْ حُكْمُ ٱللهِ، سَتَنْجَحُ فِي ‹إِشْبَاعِ رَغْبَةِ كُلِّ حَيٍّ›. (مز ١٤٥:١٦) فَبِٱلْمُخْتَصَرِ ٱلْمُفِيدِ، لَمْ تَكُنْ لِتَشُوبَ حُكْمَ ٱللهِ أَيَّةُ شَائِبَةٍ! (تث ٣٢:٤) فَكَمْ هُوَ مُؤْسِفٌ رَفْضُ ٱلْإِنْسَانِ لِلْحُكْمِ ٱلْإِلهِيِّ!
٤ مَا مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟
٤ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَه سَمَحَ لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ، إِلَّا أَنَّ ٱلْجَدِيرَ بِٱلذِّكْرِ أَنَّهُ لَمْ يَتَنَازَلْ قَطُّ عَنْ حَقِّهِ فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ. حَتَّى ٱلْمَلِكُ ٱلْبَابِلِيُّ ٱلْجَبَّارُ ٱعْتَرَفَ فِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ «أَنَّ ٱلْعَلِيَّ هُوَ ٱلْحَاكِمُ فِي مَمْلَكَةِ ٱلنَّاسِ». (دا ٤:١٧) فَفِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، سَيُنَفِّذُ ٱللَّهُ مَشِيئَتَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ٦:١٠) فَقَدْ سَمَحَ وَقْتِيًّا لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يَكُونَ «إِلٰهَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا»، وَذلِكَ كَيْ يَبُتَّ بِشَكْلٍ نِهَائِيٍّ ٱلْقَضِيَّةَ ٱلَّتِي نَشَأَتْ. (٢ كو ٤:٤؛ ١ يو ٥:١٩) لكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَمْ يَتَمَكَّنْ قَطُّ مِنْ تَعَدِّي ٱلْحُدُودِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا ٱللهُ لَهُ. (٢ اخ ٢٠:٦؛ قارن ايوب ١:١١، ١٢؛ ٢:٣-٦.) وَلَطَالَمَا كَانَ هُنَالِكَ بَعْضُ ٱلْأَفْرَادِ ٱلَّذِينَ ٱخْتَارُوا ٱلْإِذْعَانَ لِلهِ، رَغْمَ أَنَّهُمْ عَاشُوا فِي عَالَمٍ يَحْكُمُهُ عَدُوُّهُ ٱلْأَلَدُّ.
حُكْمُ ٱللهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ
٥ أَيُّ أَمْرٍ تَعَهَّدَ بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَمَامَ ٱللهِ؟
٥ مِنْ وَقْتِ هَابِيلَ حَتَّى زَمَنِ ٱلْآبَاءِ ٱلْأَجِلَّاءِ، عَبَدَ يَهْوَه عَدَدٌ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ وَأَطَاعُوا وَصَايَاهُ. (عب ١١:٤-٢٢) وَفِي أَيَّامِ مُوسَى، دَخَلَ يَهْوَه فِي عَهْدٍ مَعَ نَسْلِ يَعْقُوبَ ٱلَّذِينَ شَكَّلُوا أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ. فَفِي سَنَةِ ١٥١٣ قم، تَعَهَّدَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِقُبُولِ يَهْوَه ٱللهِ حَاكِمًا لَهُمْ وَلِذُرِّيَّتِهِمْ قَائِلِينَ: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ». — خر ١٩:٨.
٦، ٧ بِمَ تَمَيَّزَ حُكْمُ ٱللهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟
تثنية ٧:٧، ٨.) فَلَمْ يَكُنْ هَدَفُهُ ٱلرَّئِيسِيُّ ٱلْحِفَاظَ عَلَى خَيْرِهِمْ، بَلْ تَمْجِيدَ ٱسْمِهِ وَتَرْفِيعَ سُلْطَانِهِ. فَقَدْ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ سَيَشْهَدُونَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْإِلهُ ٱلْحَقُّ ٱلْوَحِيدُ. (اش ٤٣:١٠؛ ٤٤:٦-٨) لِذلِكَ قَالَ لَهُمْ بِفَمِ مُوسَى: «إِنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِيَهْوَهَ إِلٰهِكَ، وَقَدِ ٱخْتَارَكَ يَهْوَهُ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا، مِلْكًا خَاصًّا، مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّتِي عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ». — تث ١٤:٢.
٦ كَانَ لَدَى يَهْوَه قَصْدٌ مِنِ ٱخْتِيَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ شَعْبًا لَهُ. (اِقْرَأْ٧ وَفِي حِينِ أَخَذَ ٱللهُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ نَاقِصُونَ، كَانَتْ شَرَائِعُهُ كَامِلَةً وَعَكَسَتْ صِفَاتِهِ. فَٱلْوَصَايَا ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَه بِوَاسِطَةِ مُوسَى شَدَّدَتْ عَلَى قَدَاسَتِهِ، مَحَبَّتِهِ لِلْعَدْلِ، ٱسْتِعْدَادِهِ لِلْغُفْرَانِ، وَصَبْرِهِ. وَلَاحِقًا فِي زَمَنِ يَشُوعَ، أَطَاعَتِ ٱلْأُمَّةُ وَصَايَا يَهْوَه فَنَعِمَتْ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ. (يش ٢٤:٢١، ٢٢، ٣١) وَقَدْ بَرْهَنَتْ هذِهِ ٱلْفَتْرَةُ مِنْ تَارِيخِ إِسْرَائِيلَ نَجَاحَ طَرِيقَةِ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ.
اَلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يَدْفَعُونَ ثَمَنَ ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ
٨، ٩ مَاذَا طَلَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتَائِجُ؟
٨ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، أَبَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْإِذْعَانَ لِحُكْمِ ٱللهِ فَخَسِرُوا حِمَايَتَهُ. حَتَّى إِنَّهُمْ فِي ٱلنِّهَايَةِ طَلَبُوا مِنْ خِلَالِ ٱلنَّبِيِّ صَمُوئِيلَ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِمْ مَلِكٌ بَشَرِيٌّ. فَقَالَ يَهْوَه لِصَمُوئِيلَ أَنْ يُلَبِّيَ طَلَبَهُمْ هذَا، لكِنَّهُ أَضَافَ: «إِنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ، بَلْ رَفَضُونِي أَنَا مَلِكًا عَلَيْهِمْ». (١ صم ٨:٧) وَمَعَ أَنَّهُ سَمَحَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِحِيَازَةِ مَلِكٍ مَنْظُورٍ، قَالَ لَهُمْ إِنَّهُمْ سَيَدْفَعُونَ ٱلثَّمَنَ. — اِقْرَأْ ١ صموئيل ٨:٩-١٨.
٩ وَقَدْ أَثْبَتَ ٱلتَّارِيخُ صِحَّةَ هذَا ٱلتَّحْذِيرِ. فَأُمَّةُ إِسْرَائِيلَ وَقَعَتْ فِي مَشَاكِلَ خَطِيرَةٍ بِسَبَبِ ٱلْمُلُوكِ ٱلْبَشَرِ، وَخُصُوصًا غَيْرَ ٱلْأُمَنَاءِ مِنْهُمْ. وَنَظَرًا إِلَى مَا حَدَثَ لِهذِهِ ٱلْأُمَّةِ، لَا نَسْتَغْرِبُ لِمَاذَا فَشِلَتْ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ ٱلْبَعِيدَةُ عَنْ يَهْوَه فِي إِيجَادِ حَلٍّ دَائِمٍ لِمَشَاكِلِ ٱلْإِنْسَانِ. وَمَعَ أَنَّ بَعْضَ رِجَالَاتِ ٱلسِّيَاسَةِ يَطْلُبُونَ بَرَكَةَ ٱللهِ عَلَى جُهُودِهِمْ لِإِحْلَالِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ، فَكَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ يُبَارِكَ ٱللهُ ٱلَّذِينَ لَا يُذْعِنُونَ لِحُكْمِهِ؟! — مز ٢:١٠-١٢.
أُمَّةٌ جَدِيدَةٌ تَحْتَ حُكْمِ ٱللهِ
١٠ لِمَاذَا لَمْ تَعُدْ إِسْرَائِيلُ أُمَّةَ ٱللهِ ٱلْمُخْتَارَةَ وَٱسْتُبْدِلَتْ بِأُخْرَى؟
١٠ لَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ لَمْ تَشَأْ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ. حَتَّى إِنَّهَا رَفَضَتْ أَخِيرًا ٱلْمَسِيَّا ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللهُ، فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُ رَفَضَهُمْ وَقَرَّرَ أَنْ يَسْتَبْدِلَهُمْ بِفَرِيقٍ مِنَ ٱلنَّاسِ كَانُوا سَيُشَكِّلُونَ أُمَّةً جَدِيدَةً. وَهكَذَا، شَهِدَتْ سَنَةُ ٣٣ بم وِلَادَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنْ عُبَّادِ يَهْوَه ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَهذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ، ٱلَّتِي دَعَاهَا بُولُسُ «إِسْرَائِيلَ ٱللهِ»، كَانَتْ أُمَّةً جَدِيدَةً خَاضِعَةً لِسُلْطَةِ يَهْوَه. — غل ٦:١٦.
١١، ١٢ أَيُّ تَشَابُهٍ يَتَعَلَّقُ بِٱلْإِشْرَافِ هُنَالِكَ بَيْنَ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ وَ «إِسْرَائِيلِ ٱللهِ»؟
١١ هُنَالِكَ بَيْنَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ وَ «إِسْرَائِيلِ ٱللهِ» ٱلْجَدِيدَةِ ٱخْتِلَافَاتٌ وَتَشَابُهَاتٌ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. فَبِخِلَافِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، لَيْسَ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مَلِكٌ بَشَرِيُّ وَلَا حَاجَةَ لَهَا إِلَى تَقْدِيمِ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ ٱلْخُطَاةِ. أَمَّا أَحَدُ ٱلتَّشَابُهَاتِ بَيْنَ ٱلْأُمَّتَيْنِ فَهُوَ تَرْتِيبُ ٱلشُّيُوخِ. (خر ١٩:٣-٨) وَٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لَا يَحْكُمُونَ عَلَى ٱلرَّعِيَّةِ، بَلْ يَرْعَوْنَ ٱلْجَمَاعَةَ وَيَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بِٱجْتِهَادٍ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. كَمَا أَنَّهُمْ يُعَامِلُونَ كُلَّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ بِمَحَبَّةٍ، مُعْطِينَ ٱلْجَمِيعَ كَرَامَةً وَوَقَارًا. — ٢ كو ١:٢٤؛ ١ بط ٥:٢، ٣.
١٢ وَإِذْ يَتَأَمَّلُ أَعْضَاءُ «إِسْرَائِيلِ ٱللهِ» وَعُشَرَاؤُهُمُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›، وَخُصُوصًا ٱلشُّيُوخَ، فِي تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ يَعْمُقُ تَقْدِيرُهُمْ لِيَهْوَه وَلِطَرِيقَةِ حُكْمِهِ. (يو ١٠:١٦) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُظْهِرُ ٱلتَّارِيخُ أَنَّ حُكَّامَ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَشَرَ أَثَّرُوا إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ فِي رَعَايَاهُمْ، إِمَّا سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا. وَهذَا ٱلْأَمْرُ يَطْبَعُ فِي ذِهْنِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَهَمِّيَّةَ رَسْمِ ٱلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ فِي ٱلْإِيمَانِ، مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا حُكَّامًا كَمَا كَانَ ٱلْمُلُوكُ قَدِيمًا. — عب ١٣:٧.
كَيْفَ يَحْكُمُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ
١٣ أَيُّ حَدَثٍ بَارِزٍ حَصَلَ سَنَةَ ١٩١٤؟
١٣ اَلْيَوْمَ، يُنَادِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ أَنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ عَلَى وَشْكِ ٱلزَّوَالِ. فَفِي سَنَةِ ١٩١٤، أَسَّسَ يَهْوَه مَلَكُوتَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ بِرِئَاسَةِ مَلِكِهِ ٱلْمُعَيَّنِ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَمَنَحَهُ ٱلسُّلْطَةَ لِيَخْرُجَ «غَالِبًا وَلِكَيْ يُتِمَّ غَلَبَتَهُ». (رؤ ٦:٢) فَقَدْ قَالَ لِلْمَلِكِ ٱلْمُتَوَّجِ حَدِيثًا: «تَسَلَّطْ فِي وَسْطِ أَعْدَائِكَ». (مز ١١٠:٢) لكِنَّ ٱلْمُؤْسِفَ أَنَّ ٱلْأُمَمَ تَرْفُضُ ٱلْإِذْعَانَ لِحُكْمِ يَهْوَه وَتَتَصَرَّفُ كَمَا لَوْ أَنَّهُ «لَيْسَ مَوْجُودًا». — مز ١٤:١.
١٤، ١٥ (أ) كَيْفَ يَحْكُمُ عَلَيْنَا مَلَكُوتُ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا نَظَرًا إِلَى ذلِكَ؟ (ب) مَا ٱلدَّلِيلُ عَلَى سُمُوِّ حُكْمِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ؟
١٤ لَا تَزَالُ هُنَالِكَ قِلَّةٌ مِنْ أَعْضَاءِ «إِسْرَائِيلِ ٱللهِ» ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَيَسْتَمِرُّ هؤُلَاءِ بِوَصْفِهِمْ إِخْوَةَ يَسُوعَ فِي ٱلْعَمَلِ ‹كَسُفَرَاءَ عَنِ ٱلْمَسِيحِ›. (٢ كو ٥:٢٠) وَقَدْ أُقِيمُوا عَبْدًا أَمِينًا فَطِينًا لِيَمْنَحُوا ٱلْعِنَايَةَ وَيُوَزِّعُوا ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَكَذلِكَ عَلَى ٱلْحَشْدِ ٱلْمُتَزَايِدِ مِنْ مَلَايِينِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ. (مت ٢٤:٤٥-٤٧؛ رؤ ٧:٩-١٥) وَٱلِٱزْدِهَارُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهِ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْيَوْمَ عَلَامَةٌ وَاضِحَةٌ أَنَّ يَهْوَه يُبَارِكُ هذَا ٱلتَّرْتِيبَ.
١٥ لِذلِكَ يَحْسُنُ بِنَا إِفْرَادِيًّا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ أَعِي جَيِّدًا مَا هِيَ مَسْؤُولِيَّاتِي فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ هَلْ أَدْعَمُ طَرِيقَةَ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ دَعْمًا كَامِلًا؟ هَلْ أَنَا فَخُورٌ بِكَوْنِي مِنْ رَعَايَا مَلَكُوتِ يَهْوَه ٱلَّذِي يَحْكُمُ عبرانيين ١٣:١٧.) وَهذَا ٱلْإِذْعَانُ ٱلطَّوْعِيُّ يُؤَدِّي إِلَى وَحْدَةٍ عَالَمِيَّةٍ لَا مَثِيلَ لَهَا فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَلِيءِ بِٱلِٱنْقِسَامَاتِ. كَمَا أَنَّهُ يُنْتِجُ سَلَامًا وَبِرًّا وَيَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَه، مَا يُثْبِتُ سُمُوَّ حُكْمِهِ.
ٱلْآنَ؟ وَهَلْ أَنَا مُصَمِّمٌ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي بَذْلِ قُصَارَى جُهْدِي لِإِخْبَارِ ٱلنَّاسِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ؟›. عَلَى صَعِيدٍ جَمَاعِيٍّ، نَحْنُ نُذْعِنُ بِإِرَادَتِنَا لِتَوْجِيهِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ وَنَتَعَاوَنُ مَعَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُعَيَّنِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَهكَذَا، نُظْهِرُ ٱعْتِرَافَنَا بِحُكْمِ ٱللهِ. (اِقْرَأْحُكْمُ يَهْوَه ٱلظَّافِرُ
١٦ أَيُّ خِيَارٍ مَوْضُوعٌ أَمَامَ كُلِّ شَخْصٍ ٱلْيَوْمَ؟
١٦ لَقَدْ أَصْبَحَ بَتُّ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلَّتِي نَشَأَتْ فِي عَدْنٍ وَشِيكًا عَلَى ٱلْأَبْوَابِ. لِذلِكَ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِيَتَّخِذَ كُلُّ إِنْسَانٍ قَرَارَهُ وَيَخْتَارَ إِمَّا حُكْمَ يَهْوَه أَوْ حُكْمَ ٱلْبَشَرِ. وَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْحُلَمَاءَ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ! فَفِي هَرْمَجِدُّونَ ٱلَّتِي أَمْسَتْ قَرِيبَةً، سَيَحِلُّ حُكْمُ يَهْوَه بِشَكْلٍ نِهَائِيٍّ مَحَلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلَّتِي يَسُوسُهَا ٱلشَّيْطَانُ. (دا ٢:٤٤؛ رؤ ١٦:١٦) فَحُكْمُ ٱلْبَشَرِ سَيُوَلِّي، وَسَيَسُودُ مَلَكُوتُ ٱللهِ ٱلْأَرْضَ بِرُمَّتِهَا. وَعِنْدَئِذٍ، سَيُبَرَّأُ حُكْمُ يَهْوَه بِٱلْمَعْنَى ٱلْأَكْمَلِ. — اِقْرَأْ رؤيا ٢١:٣-٥.
١٧ أَيَّةُ حَقَائِقَ تَدْفَعُ ٱلْحُلَمَاءَ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْحُكْمِ؟
١٧ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِينَ لَمْ يَتَّخِذُوا بَعْدُ مَوْقِفًا رَاسِخًا إِلَى جَانِبِ يَهْوَه أَنْ يَتَأَمَّلُوا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فِي ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي سَيَنْعَمُ بِهَا ٱلْبَشَرُ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱللهِ. فَحُكْمُ ٱلْإِنْسَانِ فَشِلَ فِي إِنْهَاءِ مُشْكِلَةِ ٱلْجَرَائِمِ وَٱلْإِرْهَابِ. بِٱلْمُقَابِلِ، سَيُبِيدُ حُكْمُ ٱللهِ كُلَّ ٱلْأَشْرَارِ مِنَ ٱلْأَرْضِ. (مز ٣٧:١، ٢، ٩) وَفِي حِينِ سَبَّبَ حُكْمُ ٱلْإِنْسَانِ حُرُوبًا مُسْتَدِيمَةً، ‹سَيُسَكِّنُ [حُكْمُ ٱللهِ] ٱلْحُرُوبَ إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ›. (مز ٤٦:٩) كَمَا أَنَّهُ سَيَرُدُّ أَيْضًا ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي كَانَ سَائِدًا بَيْنَ ٱلْبَشَرِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ! (اش ١١:٦-٩) وَلَطَالَمَا كَانَ ٱلْفَقْرُ وَٱلْجُوعُ مِنْ سِمَاتِ ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ، أَمَّا حُكْمُ ٱللهِ فَسَيُزِيلُهُمَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (اش ٦٥:٢١) وَبِٱلتَّبَايُنِ مَعَ عَجْزِ ٱلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ ٱلْحَسَنِي ٱلنِّيَّةِ عَنْ مَحْوِ ٱلْمَرَضِ وَٱلْمَوْتِ، سَيُعِيدُ حُكْمُ ٱللهِ ٱلْمُسِنِّينَ وَٱلْمَرْضَى إِلَى أَيَّامِ شَبَابِهِمْ. (اي ٣٣:٢٥؛ اش ٣٥:٥، ٦) حَتَّى إِنَّ ٱلْأَمْوَاتَ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. — لو ٢٣:٤٣؛ اع ٢٤:١٥.
١٨ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا مُقْتَنِعُونَ بِأَنَّ حُكْمَ ٱللهِ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ؟
١٨ نَعَمْ، سَيُبْطِلُ ٱلْحُكْمُ ٱلْإِلهِيُّ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي أَحْدَثَهُ ٱلشَّيْطَانُ حِينَ حَمَلَ أَبَوَيْنَا ٱلْأَوَّلَيْنِ عَلَى ٱلِٱبْتِعَادِ عَنْ خَالِقِهِمَا. وَٱللَّافِتُ أَنَّ ٱللهَ، بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ، سَيُزِيلُ فِي مُجَرَّدِ ١٬٠٠٠ سَنَةٍ كُلَّ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ فِي غُضُونِ نَحْوِ ٦٬٠٠٠ سَنَةٍ! فَيَا لَهُ مِنْ دَلِيلٍ دَامِغٍ عَلَى تَفَوُّقِ حُكْمِ ٱللهِ! وَبِمَا أَنَّنَا شُهُودٌ لِيَهْوَه، فَنَحْنُ نَقْبَلُ بِهِ حَاكِمًا. فَلْنُظْهِرْ إِذًا فِي كُلِّ يَوْمٍ، بَلْ فِي كُلِّ سَاعَةٍ، مِنْ حَيَاتِنَا أَنَّنَا عُبَّادٌ لَهُ، رَعَايَا لِمَلَكُوتِهِ، وَفَخُورُونَ بِأَنْ نَكُونَ شُهُودًا لَهُ. وَلْنَغْتَنِمْ أَيَّةَ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٍ لِإِخْبَارِ كُلِّ مَنْ لَدَيْهِ أُذُنٌ صَاغِيَةٌ أَنَّ حُكْمَ يَهْوَه هُوَ ٱلْأَفْضَلُ.
مَاذَا تَعَلَّمْنَا عَنْ حُكْمِ ٱللهِ مِنْ قِرَاءَةِ . . .
• تثنية ٧:٧، ٨؟
• ١ صموئيل ٨:٩-١٨؟
• عبرانيين ١٣:١٧؟
• رؤيا ٢١:٣-٥؟
[اسئلة الدرس]
[الصور في الصفحة ٢٩]
لَمْ يَتَخَلَّ يَهْوَه قَطُّ عَنْ حَقِّهِ فِي ٱلْحُكْمِ
[الصورة في الصفحة ٣١]
إِنَّ ٱلْإِذْعَانَ ٱلطَّوْعِيَّ لِحُكْمِ يَهْوَه يُؤَدِّي إِلَى وَحْدَةٍ عَالَمِيَّةٍ