ايها الرجال، هل تذعنون لرئاسة المسيح؟
أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ، هَلْ تُذْعِنُونَ لِرِئَاسَةِ ٱلْمَسِيحِ؟
«رَأْسُ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ ٱلْمَسِيحُ». — ١ كو ١١:٣.
١ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه إِلهُ تَرْتِيبٍ؟
تَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ٤:١١: «أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ، يَا يَهْوَهُ إِلٰهَنَا، أَنْ تَنَالَ ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْقُدْرَةَ، لِأَنَّكَ خَلَقْتَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِمَشِيئَتِكَ وُجِدَتْ وَخُلِقَتْ». فَيَهْوَه ٱللهُ، بِوَصْفِهِ ٱلْخَالِقَ، هُوَ ٱلْمُتَسَلِّطُ ٱلْأَسْمَى فِي ٱلْكَوْنِ وَسَيِّدُ ٱلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. وَٱلدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ «إِلٰهَ تَشْوِيشٍ، بَلْ إِلٰهُ سَلَامٍ»، يُرَى فِي طَرِيقَةِ تَنْظِيمِ عَائِلَتِهِ ٱلْمَلَائِكِيَّةِ. — ١ كو ١٤:٣٣؛ اش ٦:١-٣؛ عب ١٢:٢٢، ٢٣.
٢، ٣ (أ) مَنْ كَانَ أَوَّلَ مَخْلُوقَاتِ يَهْوَه؟ (ب) مَا هُوَ مَرْكَزُ ٱلِٱبْنِ ٱلْبِكْرِ مُقَارَنَةً مَعَ مَرْكَزِ ٱلْآبِ؟
٢ كَانَ ٱللهُ مَوْجُودًا قَبْلَ دُهُورٍ لَا تُحْصَى مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلْقِ. وَأَوَّلُ مَخْلُوقَاتِهِ كَانَ ٱلْكَائِنَ ٱلرُّوحَانِيَّ ٱلْمَعْرُوفَ ‹بِٱلْكَلِمَةِ› لِأَنَّهُ ٱلنَّاطِقُ بِلِسَانِهِ. وَقَدْ وُجِدَتْ سَائِرُ ٱلْأَشْيَاءِ بَعْدَئِذٍ بِوَاسِطَةِ هذَا ٱلْكَائِنِ ٱلرُّوحَانِيِّ ٱلَّذِي أَتَى لَاحِقًا إِلَى ٱلْأَرْضِ كَإِنْسَانٍ كَامِلٍ وَدُعِيَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ. — اِقْرَأْ يوحنا ١:١-٣، ١٤.
٣ وَمَاذَا تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْ مَرْكَزِ ٱللهِ مُقَارَنَةً مَعَ مَرْكَزِ ٱبْنِهِ ٱلْبِكْرِ؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ: «أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ ٱلْمَسِيحُ، وَرَأْسَ ٱلْمَرْأَةِ هُوَ ٱلرَّجُلُ، وَرَأْسَ ٱلْمَسِيحِ هُوَ ٱللهُ». (١ كو ١١:٣) إِذًا، ٱلْمَسِيحُ هُوَ تَحْتَ رِئَاسَةِ أَبِيهِ. وَتَرْتِيبُ ٱلرِّئَاسَةِ وَٱلْخُضُوعِ عَامِلٌ ضَرُورِيٌّ لِإِحْلَالِ ٱلسَّلَامِ وَٱلنِّظَامِ بَيْنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ. فَحَتَّى ذَاكَ ٱلَّذِي «بِهِ خُلِقَتْ سَائِرُ ٱلْأَشْيَاءِ» عَلَيْهِ أَنْ يُذْعِنَ لِرِئَاسَةِ ٱللهِ. — كو ١:١٦.
٤، ٥ كَيْفَ شَعَرَ يَسُوعُ حِيَالَ مَرْكَزِهِ مُقَارَنَةً مَعَ مَرْكَزِ يَهْوَه؟
٤ وَكَيْفَ شَعَرَ يَسُوعُ حِيَالَ ٱلْإِذْعَانِ لِرِئَاسَةِ يَهْوَه وَٱلْإِتْيَانِ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟ تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْهُ: «مَعَ أَنَّهُ كَانَ بِهَيْئَةِ ٱللهِ، لَمْ يَتَأَمَّلْ فِي فِكْرَةِ ٱخْتِلَاسٍ، أَيْ أَنْ يَكُونَ مُسَاوِيًا لِلهِ. لٰكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذًا هَيْئَةَ عَبْدٍ صَائِرًا فِي شَبَهِ ٱلنَّاسِ. بَلْ إِنَّهُ، إِذْ وَجَدَ نَفْسَهُ فِي ٱلْهَيْئَةِ إِنْسَانًا، وَضَعَ نَفْسَهُ وَصَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ، ٱلْمَوْتِ عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ». — في ٢:٥-٨.
٥ وَقَدْ أَذْعَنَ يَسُوعُ بِتَوَاضُعٍ لِمَشِيئَةِ أَبِيهِ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ. ذَكَرَ: «أَنَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي. . . . وَدَيْنُونَتِي بَارَّةٌ، لِأَنِّي لَا أَطْلُبُ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي». (يو ٥:٣٠) وَأَعْلَنَ أَيْضًا: «دَائِمًا أَفْعَلُ مَا يُرْضِي [أَبِي]». (يو ٨:٢٩) وَفِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ، صَلَّى قَائِلًا: «أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، إِذْ أَنْهَيْتُ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِأَعْمَلَهُ». (يو ١٧:٤) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَسْتَصْعِبِ ٱلِٱعْتِرَافَ وَٱلْإِذْعَانَ لِرِئَاسَةِ ٱللهِ عَلَيْهِ.
اَلْإِذْعَانُ لِلْآبِ يُفِيدُ ٱلِٱبْنَ
٦ أَيَّةُ صِفَاتٍ رَائِعَةٍ أَعْرَبَ عَنْهَا يَسُوعُ؟
٦ حِينَ كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، أَعْرَبَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلرَّائِعَةِ. وَإِحْدَاهَا هِيَ مَحَبَّتُهُ ٱلشَّدِيدَةُ لِأَبِيهِ. يو ١٤:٣١) وَقَدْ أَحَبَّ ٱلنَّاسَ أَيْضًا مَحَبَّةً كَبِيرَةً. (اِقْرَأْ متى ٢٢:٣٥-٤٠.) كَمَا أَنَّهُ كَانَ شَخْصًا لَطِيفًا يُرَاعِي مَشَاعِرَ ٱلْغَيْرِ، لَا قَاسِيًا أَوْ مُسْتَبِدًّا. ذَكَرَ: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ، وَأَنَا أُنْعِشُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِكُمْ. لِأَنَّ نِيرِي لَطِيفٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ». (مت ١١:٢٨-٣٠) فَشَخْصِيَّةُ يَسُوعَ ٱلْحُلْوَةُ وَرِسَالَتُهُ ٱلْمُشَجِّعَةُ أَنْعَشَتَا ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ مِنْ كُلِّ ٱلْأَعْمَارِ، وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَسْحُوقِينَ وَٱلْمَظْلُومِينَ.
قَالَ: «أُحِبُّ ٱلْآبَ». (٧، ٨ كَيْفَ كَانَتِ ٱمْرَأَةٌ بِهَا سَيْلُ دَمٍ مُقَيَّدَةً بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ، وَلكِنْ كَيْفَ عَامَلَهَا يَسُوعُ؟
٧ لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي فِي مُعَامَلَةِ يَسُوعَ لِلنِّسَاءِ. لَقَدْ لَاقَتِ ٱلنِّسَاءُ عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ مُعَامَلَةً جَائِرَةً مِنْ رِجَالٍ كَثِيرِينَ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ. إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ تَصَرَّفَ مَعَهُنَّ بِٱحْتِرَامٍ. مِثَالًا عَلَى ذلِكَ، لِنُلَاحِظْ كَيْفَ عَامَلَ ٱمْرَأَةً كَانَ بِهَا سَيْلُ دَمٍ طَوَالَ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَقَدْ «عَانَتْ أَوْجَاعًا كَثِيرَةً» مِنَ ٱلْأَطِبَّاءِ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا لِتُشْفَى مِنْ مَرَضِهَا. رَغْمَ ذلِكَ كُلِّهِ، «صَارَتْ إِلَى حَالَةٍ أَسْوَأَ». وَمَا زَادَ مِنْ مُعَانَاتِهَا هُوَ أَنَّهَا كَانَتْ تُعْتَبَرُ فِي نَظَرِ ٱلشَّرِيعَةِ نَجِسَةً، وَبِٱلتَّالِي فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يَمَسُّهَا يُصْبِحُ نَجِسًا. — لا ١٥:١٩، ٢٥.
٨ لِذلِكَ حِينَ سَمِعَتْ أَنَّ يَسُوعَ يَشْفِي ٱلْمَرْضَى، ٱنْضَمَّتْ إِلَى ٱلْجَمْعِ ٱلْمُحِيطِ بِهِ قَائِلَةً لِنَفْسِهَا: «إِنْ لَمَسْتُ وَلَوْ رِدَاءَهُ، شُفِيتُ». فَلَمَسَتْهُ وَفِي ٱلْحَالِ شُفِيَتْ. وَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ عَلِمَ أَنَّهُ مَا كَانَ يَحِقُّ لَهَا أَنْ تَلْمُسَ رِدَاءَهُ، لَمْ يُوَبِّخْهَا بَلْ كَانَ لَطِيفًا مَعَهَا. فَقَدْ تَفَهَّمَ مَشَاعِرَ هذِهِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي تَعَذَّبَتْ طَوَالَ سِنِينَ، وَأَدْرَكَ أَنَّهَا كَانَتْ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى نَيْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ. فَقَالَ لَهَا بِكُلِّ رِقَّةٍ: «يَا ٱبْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اِذْهَبِي بِسَلَامٍ، وَكُونِي صَحِيحَةً». — مر ٥:٢٥-٣٤.
٩ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَسُوعَ حِينَ حَاوَلَ ٱلتَّلَامِيذُ مَنْعَ ٱلْأَوْلَادِ مِنَ ٱلْمَجِيءِ إِلَيْهِ؟
٩ اَلْأَوْلَادُ أَيْضًا كَانُوا يَشْعُرُونَ بِٱرْتِيَاحٍ بِرِفْقَةِ يَسُوعَ. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، أَحْضَرَ ٱلنَّاسُ إِلَيْهِ أَوْلَادًا، فَأَنَّبَهُمُ ٱلتَّلَامِيذُ لِأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا يَتَّضِحُ أَنَّ ذلِكَ قَدْ يُزْعِجُهُ. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَشْعُرْ عَلَى هذَا ٱلنَّحْوِ. تَرْوِي لَنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «لَمَّا رَأَى . . . ذٰلِكَ ٱغْتَاظَ وَقَالَ [لِتَلَامِيذِهِ]: ‹دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ. لَا تُحَاوِلُوا مَنْعَهُمْ، لِأَنَّ لِأَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱللهِ›». كَمَا أَنَّهُ «ضَمَّ ٱلْأَوْلَادَ بِذِرَاعَيْهِ، وَبَارَكَهُمْ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ». فَهُوَ لَمْ يَتَحَمَّلْ وُجُودَهُمْ عَلَى مَضَضٍ، بَلْ قَابَلَهُمْ بِٱلتَّرْحَابِ. — مر ١٠:١٣-١٦.
١٠ كَيْفَ ٱكْتَسَبَ يَسُوعُ صِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةَ؟
١٠ وَكَيْفَ ٱكْتَسَبَ يَسُوعُ صِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةَ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا خِلَالَ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ؟ أَثْنَاءَ وُجُودِهِ ٱلسَّابِقِ لِبَشَرِيَّتِهِ، رَاقَبَ أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ طَوَالَ دُهُورٍ وَتَشَرَّبَ طُرُقَهُ. (اِقْرَأْ امثال ٨:٢٢، ٢٣، ٣٠.) فَقَدْ لَاحَظَ كَيْفَ يَرْأَسُ يَهْوَه عَلَى كُلِّ خَلِيقَتِهِ بِمَحَبَّةٍ وَتَبَنَّى أُسْلُوبَهُ هذَا. فَكَيْفَ كَانَ سَيَتَمَكَّنُ مِنْ فِعْلِ ذلِكَ لَوْ لَمْ يَكُنْ مُذْعِنًا؟ لَقَدْ سُرَّ يَسُوعُ بِٱلْخُضُوعِ لِأَبِيهِ. بِٱلْمُقَابِلِ، فَرِحَ يَهْوَه بِحِيَازَةِ ٱبْنٍ كَهذَا. وَحِينَ أَتَى ٱلِٱبْنُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، عَكَسَ بِشَكْلٍ كَامِلٍ صِفَاتِ أَبِيهِ ٱلْبَدِيعَةَ. فَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ نَكُونَ خَاضِعِينَ لِلْمَسِيحِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللهُ حَاكِمًا لِلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ!
اَلِٱقْتِدَاءُ بِصِفَاتِ ٱلْمَسِيحِ
١١ (أ) مَنْ يَجِبُ أَنْ نَبْذُلَ غَايَةَ جُهْدِنَا لِلِٱقْتِدَاءِ بِهِ؟ (ب) لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَسْعَى ٱلرِّجَالُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ لِلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ؟
١١ عَلَى كُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، ٱلرِّجَالِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ، أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي بَذْلِ غَايَةِ جُهْدِهِمْ لِلِٱقْتِدَاءِ بِصِفَاتِ ٱلْمَسِيحِ. فَكَمَا سَبَقَ وَأَشَرْنَا، يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «رَأْسُ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ ٱلْمَسِيحُ». لِذَا، يَنْبَغِي أَنْ يَسْعَى ٱلرِّجَالُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِرَأْسِهِمِ ٱلْمَسِيحِ، تَمَامًا مِثْلَمَا ٱقْتَدَى هُوَ بِرَأْسِهِ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ. وَهذَا مَا فَعَلَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عِنْدَمَا ٱعْتَنَقَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. فَقَدْ حَضَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «كُونُوا مُقْتَدِينَ بِي، كَمَا أَنَا بِٱلْمَسِيحِ». (١ كو ١١:١) وَقَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «لِهٰذَا ٱلْمَسْلَكِ دُعِيتُمْ، لِأَنَّهُ حَتَّى ٱلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ، تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ». (١ بط ٢:٢١) وَهُنَالِكَ سَبَبٌ آخَرُ يَدْعُو ٱلرِّجَالَ خُصُوصًا إِلَى ٱلتَّمَثُّلِ بِٱلْمَسِيحِ. فَهُمْ مَنْ يُعَيَّنُونَ شُيُوخًا وَخُدَّامًا مُسَاعِدِينَ. وَكَمَا سُرَّ يَسُوعُ بِٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَهْوَه، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يَفْرَحَ ٱلرِّجَالُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْمَسِيحِ وَصِفَاتِهِ.
١٢، ١٣ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْخِرَافَ ٱلَّذِينَ فِي عُهْدَتِهِمْ؟
١٢ مِنْ وَاجِبِ ٱلشُّيُوخِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلتَّمَثُّلَ بِٱلْمَسِيحِ. حَثَّ بُطْرُسُ ٱلشُّيُوخَ قَائِلًا: «اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِكُمْ، لَا كَرْهًا، بَلْ طَوْعًا، وَلَا مَحَبَّةً لِلرِّبْحِ غَيْرِ ٱلشَّرِيفِ، بَلْ بِٱنْدِفَاعٍ، وَلَا سَائِدِينَ عَلَى مَنْ هُمْ مِيرَاثُ ٱللهِ، بَلْ صَائِرِينَ ١ بط ٥:١-٣) فَمِنْ غَيْرِ ٱلْمَقْبُولِ أَنْ يَكُونَ ٱلشُّيُوخُ دِكْتَاتُورِيِّينَ، مُتَعَسِّفِينَ، مُسْتَبِدِّينَ، أَوْ قُسَاةً. فَمِثَالُ ٱلْمَسِيحِ يُعَلِّمُهُمْ أَنْ يَكُونُوا مُحِبِّينَ، مُرَاعِينَ، مُتَوَاضِعِينَ، وَلُطَفَاءَ فِي تَعَامُلِهِمْ مَعَ ٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ فِي عُهْدَتِهِمْ.
أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ». (١٣ وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنَّهُمْ أَشْخَاصٌ نَاقِصُونَ. (رو ٣:٢٣) وَلِذلِكَ يَجِبُ أَنْ يَحْرِصُوا عَلَى ٱلتَّعَلُّمِ عَنْ يَسُوعَ وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِمَحَبَّتِهِ. فَيَلْزَمُ أَنْ يَتَأَمَّلُوا فِي طَرِيقَةِ ٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلنَّاسِ وَيُحَاوِلُوا ٱلتَّمَثُّلَ بِهِمَا. يُشَجِّعُنَا بُطْرُسُ: «تَمَنْطَقُوا جَمِيعُكُمْ بِٱتِّضَاعِ ٱلْعَقْلِ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، لِأَنَّ ٱللهَ يُقَاوِمُ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ، وَلٰكِنَّهُ يُعْطِي ٱلْمُتَوَاضِعِينَ نِعْمَةً». — ١ بط ٥:٥.
١٤ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يَنْبَغِي أَنْ يُكْرِمَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْآخَرِينَ؟
١٤ يَلْزَمُ أَنْ يَتَحَلَّى ٱلرِّجَالُ ٱلْمُعَيَّنُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ بِصِفَاتٍ حَسَنَةٍ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ رَعِيَّةِ ٱللهِ. تَذْكُرُ رُومَا ١٢:١٠: «لِيَحِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ. وَخُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا». إِذًا، يَنْبَغِي أَنْ يُكْرِمَ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ ٱلْآخَرِينَ. وَكَسَائِرِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، عَلَيْهِمْ ‹أَلَّا يَعْمَلُوا شَيْئًا عَنْ نَزْعَةٍ إِلَى ٱلْخِصَامِ أَوْ عَنْ عُجْبٍ، بَلْ بِٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ أَنْ يَعْتَبِرُوا أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَهُمْ›. (في ٢:٣) فَيَجِبُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَعْتَبِرُوا ٱلْآخَرِينَ أَسْمَى مِنْهُمْ وَيُعَامِلُوهُمْ عَلَى هذَا ٱلْأَسَاسِ. وَبِفِعْلِهِمْ ذلِكَ يَتْبَعُونَ مَشُورَةَ بُولُسَ ٱلتَّالِيَةَ: «عَلَيْنَا نَحْنُ ٱلْأَقْوِيَاءَ أَنْ نَتَحَمَّلَ ضَعَفَاتِ غَيْرِ ٱلْأَقْوِيَاءِ، وَلَا نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا. فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ فِي مَا هُوَ صَالِحٌ مِنْ أَجْلِ بُنْيَانِهِ. لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ». — رو ١٥:١-٣.
‹إِعْطَاءُ ٱلنِّسَاءِ كَرَامَةً›
١٥ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ؟
١٥ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي مَشُورَةِ بُطْرُسَ لِلرِّجَالِ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ. كَتَبَ: «أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ، ٱبْقَوْا سَاكِنِينَ مَعَ [زَوْجَاتِكُمْ] بِحَسَبِ ٱلْمَعْرِفَةِ، مُعْطِينَ [إِيَّاهُنَّ] كَرَامَةً كَإِنَاءٍ أَضْعَفَ». (١ بط ٣:٧) إِنَّ إِكْرَامَ ٱلْمَرْءِ لِشَخْصٍ آخَرَ يَعْنِي أَنْ يُكِنَّ لَهُ تَقْدِيرًا عَمِيقًا. وَيَتَمَثَّلُ هذَا ٱلْأَمْرُ فِي أَخْذِهِ آرَاءَهُ وحَاجَاتِهِ وَرَغَبَاتِهِ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ وَٱلْعَمَلِ بِمُوجِبِهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ هُنَالِكَ سَبَبٌ جَوْهَرِيٌّ لِعَدَمِ فِعْلِ ذلِكَ. بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يَجِبُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلزَّوْجُ رَفِيقَةَ دَرْبِهِ.
١٦ أَيُّ تَحْذِيرٍ تُقَدِّمُهُ كَلِمَةُ ٱللهِ لِلْأَزْوَاجِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِإِكْرَامِ زَوْجَاتِهِمْ؟
١٦ بَعْدَمَا أَوْصَى بُطْرُسُ ٱلْأَزْوَاجَ أَنْ يُكْرِمُوا زَوْجَاتِهِمْ، حَذَّرَهُمْ قَائِلًا: «لِئَلَّا تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ». (١ بط ٣:٧) وَهذَا يُظْهِرُ مَدَى خُطُورَةِ إِسَاءَةِ ٱلزَّوْجِ إِلَى زَوْجَتِهِ فِي نَظَرِ يَهْوَه. فَعَدَمُ إِكْرَامِهَا يُمْكِنُ أَنْ يُعِيقَ صَلَوَاتِهِ. وَعِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، أَلَا يَسْهُلُ عُمُومًا عَلَى ٱلزَّوْجَةِ أَنْ تَتَعَاوَنَ مَعَ زَوْجِهَا حِينَ يُعْطِيهَا كَرَامَةً؟!
١٧ إِلَى أَيَّةِ دَرَجَةٍ عَلَى ٱلزَّوْجِ أَنْ يُحِبَّ زَوْجَتَهُ؟
١٧ وَفِي صَدَدِ إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلزَّوْجَاتِ، تُوصِي كَلِمَةُ ٱللهِ: «يَجِبُ عَلَى ٱلْأَزْوَاجِ أَنْ يُحِبُّوا زَوْجَاتِهِمْ كَأَجْسَادِهِمْ. . . . فَمَا مِنْ أَحَدٍ أَبْغَضَ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيَحْنُو عَلَيْهِ، كَمَا يَفْعَلُ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا لِلْجَمَاعَةِ . . . لِيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ زَوْجَتَهُ هٰكَذَا اف ٥:٢٨، ٢٩، ٣٣) وَإِلَى أَيَّةِ دَرَجَةٍ عَلَى ٱلزَّوْجِ أَنْ يُحِبَّ زَوْجَتَهُ؟ يُجِيبُ بُولُسُ: «أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ، كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ، كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ٱلْجَمَاعَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا». (اف ٥:٢٥) أَجَلْ، عَلَى ٱلزَّوْجِ أَنْ يَكُونَ مُسْتَعِدًّا لِلتَّضْحِيَةِ بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِ زَوْجَتِهِ، تَمَامًا كَمَا فَعَلَ ٱلْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِ ٱلنَّاسِ. وَحِينَ يُعَامِلُ ٱلزَّوْجُ ٱلْمَسِيحِيُّ شَرِيكَتَهُ بِرِقَّةٍ، مُرَاعَاةٍ، لُطْفٍ، وَعَدَمِ أَنَانِيَّةٍ، يَسْهُلُ عَلَيْهَا ٱلْإِذْعَانُ لِرِئَاسَتِهِ.
كَنَفْسِهِ». (١٨ أَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ ٱلرِّجَالُ عَلَيْهَاِ لِتَوَلِّي مَسْؤُولِيَّاتِهِمِ ٱلزَّوْجِيَّةِ؟
١٨ وَهَلْ إِكْرَامُ ٱلزَّوْجَاتِ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ أَمْرٌ لَيْسَ فِي ٱسْتِطَاعَةِ ٱلْأَزْوَاجِ؟ كَلَّا، فَيَهْوَه لَا يَطْلُبُ مِنْهُمْ أَبَدًا أَنْ يَفْعَلُوا أَمْرًا يَفُوقُ إِمْكَانِيَّاتِهِمْ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، فِي وُسْعِ عُبَّادِهِ ٱلِٱسْتِعَانَةُ بِأَعْظَمِ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ: رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. قَالَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ كَيْفَ تُعْطُونَ أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا صَالِحَةً، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى ٱلْآبُ فِي ٱلسَّمَاءِ يُعْطِي رُوحًا قُدُسًا لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!». (لو ١١:١٣) فَبِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ، يُمْكِنُ أَنْ يَسْأَلَ ٱلْأَزْوَاجُ يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَهُمْ بِرُوحِهِ فِي تَعَامُلَاتِهِمْ مَعَ ٱلْغَيْرِ، وَخُصُوصًا زَوْجَاتِهِمْ. — اِقْرَأْ اعمال ٥:٣٢.
١٩ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي مَقَالَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ لَا شَكَّ أَنَّ تَعَلُّمَ ٱلْإِذْعَانِ لِلْمَسِيحِ وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِطَرِيقَتِهِ فِي مُمَارَسَةِ ٱلرِّئَاسَةِ مَسْؤُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ مُلْقَاةٌ عَلَى عَاتِقِ ٱلرِّجَالِ. وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلنِّسَاءِ، ٱلزَّوْجَاتِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ؟ سَتُظْهِرُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرْنَ إِلَى دَوْرِهِنَّ فِي تَرْتِيبِ يَهْوَه.
هَلْ تَتَذَكَّرُونَ؟
• أَيَّةُ صِفَاتٍ لَدَى يَسُوعَ يَجِبُ أَنْ نَقْتَدِيَ بِهَا؟
• كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْخِرَافَ؟
• كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلَ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ؟
[اسئلة الدرس]
[الصور في الصفحة ١٠]
عَلَى ٱلرِّجَالِ أَنْ يُكْرِمُوا ٱلْغَيْرَ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ