الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الكلام اللبق يعزِّز العلاقات الجيدة

الكلام اللبق يعزِّز العلاقات الجيدة

اَلْكَلَامُ ٱللَّبِقُ يُعَزِّزُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ

‏«لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ،‏ مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ».‏ —‏ كو ٤:‏٦‏.‏

١،‏ ٢ أَيَّةُ نَتِيجَةٍ حَسَنَةٍ نَجَمَتْ عَنْ تَكَلُّمِ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ بِلَبَاقَةٍ؟‏

يُخْبِرُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ:‏ «أَثْنَاءَ ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ،‏ ٱعْتَرَى أَحَدَ ٱلرِّجَالِ غَضَبٌ شَدِيدٌ بِحَيْثُ رَاحَتْ شَفَتَاهُ تَرْتَجِفَانِ وَجِسْمُهُ كُلُّهُ يَرْتَعِشُ.‏ فَحَاوَلْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ مَعَهُ بِهُدُوءٍ مُسْتَعِينًا بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ إِلَّا أَنَّ غَضَبَهُ تَعَاظَمَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ كَمَا أَنَّ زَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ بَدَأُوا هُمْ أَيْضًا يَصِيحُونَ فِي وَجْهِي،‏ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ آنَ ٱلْأَوَانُ لِأُغَادِرَ.‏ لكِنْ قَبْلَ أَنْ أَرْحَلَ،‏ أَكَّدْتُ لَهُمْ أَنِّي أَتَيْتُ بِسَلَامٍ وَأَوَدُّ أَنْ أَذْهَبَ بِسَلَامٍ.‏ وَأَرَيْتُهُمْ غَلَاطِيَةَ ٥:‏٢٢،‏ ٢٣ ٱلَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلسَّلَامِ،‏ ثُمَّ غَادَرْتُ.‏

٢ ‏«وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ فِيمَا كُنْتُ أَزُورُ ٱلْبُيُوتَ فِي ٱلْجِهَةِ ٱلْمُقَابِلَةِ مِنَ ٱلشَّارِعِ،‏ رَأَيْتُ تِلْكَ ٱلْعَائِلَةَ جَالِسَةً أَمَامَ مَنْزِلِهَا.‏ فَطَلَبُوا مِنِّي ٱلْمَجِيءَ.‏ فَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي قَائِلًا:‏ ‹وَمَاذَا يُرِيدُونَ بَعْدُ؟‏›.‏ وَعِنْدَمَا ٱقْتَرَبْتُ مِنْهُمْ،‏ كَانَ ٱلرَّجُلُ يَحْمِلُ إِبْرِيقًا مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلْبَارِدِ.‏ فَسَأَلَنِي إِنْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَشْرَبَ،‏ ثُمَّ ٱعْتَذَرَ عَنْ فَظَاظَتِهِ وَمَدَحَنِي عَلَى إِيمَانِي ٱلْقَوِيِّ.‏ وَهكَذَا،‏ ٱفْتَرَقْنَا وَنَحْنُ عَلَى عَلَاقَةٍ طَيِّبَةٍ».‏

٣ لِمَاذَا يَجِبُ أَلَّا نَدَعَ ٱلْآخَرِينَ يُثِيرُونَ غَضَبَنَا؟‏

٣ فِي عَالَمِنَا ٱلْمَلِيءِ بِٱلضُّغُوطِ،‏ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نُصَادِفَ أَشْخَاصًا غَضُوبِينَ أَيْنَمَا كُنَّا،‏ وَخُصُوصًا أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَحِينَذَاكَ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَصَرَّفَ ‹بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ›.‏ (‏١ بط ٣:‏١٥‏)‏ فَلَوْ سَمَحَ ٱلْأَخُ ٱلْمَذْكُورُ أَعْلَاهُ لِسُخْطِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَفَظَاظَتِهِ بِأَنْ يُغْضِبَاهُ،‏ لَمَا لَانَ مَوْقِفُ ٱلرَّجُلِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ بَلْ لَرُبَّمَا ٱزْدَادَ غَضَبُهُ حِدَّةً.‏ وَلكِنْ لِأَنَّ ٱلْأَخَ تَمَالَكَ نَفْسَهُ وَتَكَلَّمَ بِلَبَاقَةٍ،‏ ٱنْتَهَتِ ٱلْأُمُورُ بِسَلَامٍ.‏

مَا هُوَ ٱلْكَلَامُ ٱللَّبِقُ؟‏

٤ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَكُونَ كَلَامُنَا لَبِقًا؟‏

٤ سَوَاءٌ كُنَّا نَتَعَامَلُ مَعَ أَشْخَاصٍ مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ خَارِجِهَا،‏ حَتَّى مَعَ أَعْضَاءِ عَائِلَتِنَا،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَعْمَلَ بِمُوجِبِ مَشُورَةِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ:‏ «لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ،‏ مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ».‏ (‏كو ٤:‏٦‏)‏ فَٱلْكَلَامُ ٱللَّائِقُ ٱلَّذِي يَنِمُّ عَنْ حُسْنِ ٱلذَّوْقِ أَسَاسِيٌّ لِلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ وَٱلْحِفَاظِ عَلَى ٱلسَّلَامِ.‏

٥ أَيُّ أَمْرٍ لَا يَعْنِيهِ ٱلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ؟‏ أَعْطُوا مَثَلًا.‏

٥ إِنَّ ٱلتَّوَاصُلَ ٱلْجَيِّدَ لَا يَعْنِي قَوْلَ كُلِّ مَا يَخْطُرُ فِي بَالِكَ أَوْ تَشْعُرُ بِهِ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ،‏ وَخُصُوصًا إِذَا كُنْتَ مُسْتَاءً.‏ فَٱلْأَسْفُارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلتَّعْبِيرَ غَيْرَ ٱلْمَضْبُوطِ عَنِ ٱلْغَضَبِ عَلَامَةُ ضَعْفٍ لَا قُوَّةٍ.‏ (‏اِقْرَأْ امثال ٢٥:‏٢٨؛‏ ٢٩:‏١١‏.‏‏)‏ خُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ مُوسَى ٱلَّذِي كَانَ «حَلِيمًا جِدًّا» أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ فِي زَمَنِهِ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ سَمَحَ لِتَمَرُّدِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ بِأَنْ يُفْقِدَهُ أَعْصَابَهُ وَيَجْعَلَهُ يَفْشَلُ فِي جَلْبِ ٱلْمَجْدِ لِلهِ.‏ وَمَعَ أَنَّهُ عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ بِوُضُوحٍ،‏ لَمْ يَكُنْ يَهْوَه رَاضِيًا عَمَّا فَعَلَهُ فَحَرَمَهُ ٱمْتِيَازَ إِدْخَالِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ بَعْدَمَا قَادَهُمْ طَوَالَ ٤٠ سَنَةً.‏ —‏ عد ١٢:‏٣؛‏ ٢٠:‏١٠،‏ ١٢؛‏ مز ١٠٦:‏٣٢‏.‏

٦ مَاذَا يَعْنِي ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْفِطْنَةِ فِي ٱلْكَلَامِ؟‏

٦ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ تُشِيدُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِمَنْ يَتَحَلَّى عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ بِضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وٱلْفِطْنَةِ أَوْ حُسْنِ ٱلتَّمْيِيزِ.‏ تَقُولُ:‏ «كَثْرَةُ ٱلْكَلَامِ لَا تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ،‏ أَمَّا ٱلضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَهُوَ فَطِينٌ».‏ ‏(‏ام ١٠:‏١٩؛‏ ١٧:‏٢٧‏)‏ عَلَى أَنَّ ٱلْفِطْنَةَ لَا تَعْنِي عَدَمَ ٱلْإِفْصَاحِ بَتَاتًا عَمَّا فِي دَاخِلِنَا،‏ بَلِ ٱلتَّكَلُّمَ «بِنِعْمَةٍ»،‏ مُسْتَخْدِمِينَ لِسَانَنَا بِلَبَاقَةٍ لِلشِّفَاءِ عِوَضَ ٱلْأَذِيَّةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ امثال ١٢:‏١٨؛‏ ١٨:‏٢١‏.‏

‏«لِلصَّمْتِ وَقْتٌ،‏ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ»‏

٧ أَيَّةُ أُمُورٍ يَجِبُ أَلَّا تَصْدُرَ عَنَّا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٧ إِنَّ إِظْهَارَ ٱللَّبَاقَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ ضَرُورِيٌّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلْبَيْتِ تَمَامًا كَمَا هُوَ لَازِمٌ عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ زُمَلَائِنَا فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْغُرَبَاءِ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ فَٱلتَّنْفِيسُ عَنِ ٱلْغَضَبِ دُونَ ٱلتَّفْكِيرِ فِي ٱلْعَوَاقِبِ يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ لَنَا وَلِلْآخَرِينَ أَذًى رُوحِيًّا وَعَاطِفِيًّا وَجَسَدِيًّا.‏ (‏ام ١٨:‏٦،‏ ٧‏)‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي ٱلتَّحَكُّمُ فِي ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ،‏ ٱلَّتِي هِيَ أَحَدُ أَوْجُهِ طَبِيعَتِنَا ٱلنَّاقِصَةِ.‏ وَلَا نَنْسَ أَنَّ كَلَامَ ٱلْإِهَانَةِ،‏ وَٱلِٱسْتِهْزَاءَ،‏ وَٱلِٱزْدِرَاءَ،‏ وَٱلسُّخْطَ ٱلْمُفْعَمَ بِٱلْبُغْضِ أُمُورٌ خَاطِئَةٌ.‏ (‏كو ٣:‏٨؛‏ يع ١:‏٢٠‏)‏ وَهِيَ قَادِرَةٌ عَلَى تَدْمِيرِ عَلَاقَتِنَا ٱلثَّمِينَةِ بِٱلنَّاسِ وَبِيَهْوَه.‏ حَذَّرَ يَسُوعُ:‏ «كُلُّ مَنْ بَقِيَ سَاخِطًا عَلَى أَخِيهِ يُحَاسَبُ أَمَامَ مَحْكَمَةِ ٱلْعَدْلِ،‏ وَلٰكِنْ مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ كَلِمَةَ ٱزْدِرَاءٍ لَا تَلِيقُ يُحَاسَبُ أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا،‏ فِي حِينِ أَنَّ مَنْ قَالَ:‏ ‹أَيُّهَا ٱلْوَغْدُ!‏› يَسْتَوْجِبُ نَارَ وَادِي هِنُّومَ».‏ —‏ مت ٥:‏٢٢‏.‏

٨ مَتَى يَجِبُ ٱلتَّعْبِيرُ عَنْ مَشَاعِرِنَا،‏ وَبِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ؟‏

٨ غَيْرَ أَنَّ هُنَالِكَ بَعْضَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي قَدْ نَشْعُرُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ ٱلتَّحَدُّثُ بِشَأْنِهَا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِذَا قَالَ أَوْ فَعَلَ أَخٌ شَيْئًا ضَايَقَكَ أَوْ أَغْضَبَكَ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ بِحَيْثُ تَعْجَزُ أَنْ تَتَجَاوَزَ عَنْهُ،‏ فَلَا تَسْمَحْ لِمَشَاعِرِ ٱلْبُغْضِ أَنْ تَنْمُوَ فِي قَلْبِكَ.‏ (‏ام ١٩:‏١١‏)‏ عِوَضَ ذلِكَ،‏ ٱعْمَلْ عَلَى تَهْدِئَةِ مَشَاعِرِكَ ثُمَّ قُمْ بِٱلْخُطُوَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِحَلِّ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ».‏ إِذًا،‏ فِي حَالِ ظَلَّتِ ٱلْمُشْكِلَةُ تُضَايِقُكَ،‏ عَالِجْهَا بِلُطْفٍ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ (‏اِقْرَأْ افسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧،‏ ٣١،‏ ٣٢‏.‏‏)‏ فَتَكَلَّمْ مَعَ أَخِيكَ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ بِصَرَاحَةٍ وَلكِنْ بِلَبَاقَةٍ،‏ وَلْيَكُنْ ذلِكَ بِهَدَفِ ٱلْمُصَالَحَةِ.‏ —‏ لا ١٩:‏١٧؛‏ مت ١٨:‏١٥‏.‏

٩ لِمَاذَا يَجِبُ تَهْدِئَةُ مَشَاعِرِنَا قَبْلَ ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

٩ طَبْعًا،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَخْتَارَ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُلَائِمَ لِلتَّكَلُّمِ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ،‏ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ».‏ (‏جا ٣:‏١،‏ ٧‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يَذْكُرُ:‏ «قَلْبُ ٱلْبَارِّ يَتَأَمَّلُ بُغْيَةَ إِعْطَاءِ جَوَابٍ».‏ (‏ام ١٥:‏٢٨‏)‏ فَقَدْ يَكُونُ مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ ٱلسَّمَاحُ بِمُرُورِ بَعْضِ ٱلْوَقْتِ قَبْلَ مُنَاقَشَةِ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ فَٱلتَّكَلُّمُ وَأَنْتَ لَا تَزَالُ فِي حَالَةِ ٱسْتِيَاءٍ قَدْ يَزِيدُ ٱلْوَضْعَ سُوءًا.‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ مِنْ غَيْرِ ٱلْحِكْمَةِ ٱلِٱنْتِظَارُ فَتْرَةً طَوِيلَةً جِدًّا.‏

اَلْأَعْمَالُ ٱللَّبِقَةُ تُعَزِّزُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ

١٠ كَيْفَ تُمَتِّنُ ٱلْأَعْمَالُ ٱللَّبِقَةُ ٱلْعَلَاقَاتِ؟‏

١٠ إِنَّ ٱلْكَلَامَ ٱللَّبِقَ وَٱلتَّوَاصُلَ ٱلْجَيِّدَ يُسَاهِمَانِ فِي حِيَازَةِ وَإِدَامَةِ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلسِّلْمِيَّةِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ فَإِنَّ بَذْلَ ٱلْمُسْتَطَاعِ لِتَمْتِينِ عَلَاقَاتِنَا بِٱلْغَيْرِ يُحَسِّنُ هُوَ بِدَوْرِهِ تَوَاصُلَنَا مَعَهُمْ.‏ فَأَخْذُ ٱلْمُبَادَرَةِ فِي ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ لَطِيفَةٍ مِنَ ٱلْقَلْبِ —‏ كَٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْفُرَصِ لِمَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ،‏ تَقْدِيمِ هَدِيَّةٍ،‏ أَوْ إِظْهَارِ ٱلضِّيَافَةِ —‏ يُمْكِنُ أَنْ يُسَهِّلَ ٱلتَّوَاصُلَ ٱلصَّرِيحَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ ‹يُكَوِّمُ جَمْرَ نَارٍ› عَلَى رَأْسِ ٱلشَّخْصِ ٱلْآخَرِ وَيُبْرِزُ مَا فِيهِ مِنْ صِفَاتٍ جَمِيلَةٍ،‏ مُمَهِّدًا ٱلطَّرِيقَ لِتَسْوِيَةِ ٱلْخِلَافَاتِ.‏ —‏ رو ١٢:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

١١ كَيْفَ أَخَذَ يَعْقُوبُ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِصْلَاحِ عَلَاقَتِهِ بِأَخِيهِ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

١١ أَدْرَكَ ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ يَعْقُوبُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْأَعْمَالِ ٱللَّبِقَةِ فِي حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ فَحِينَ غَضِبَ عَلَيْهِ أَخُوهُ ٱلتَّوْأَمُ عِيسُو غَضَبًا مَرِيرًا،‏ ٱضْطُرَّ أَنْ يَفِرَّ مِنْ وَجْهِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَقْتُلَهُ.‏ وَلكِنْ بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ،‏ عَادَ يَعْقُوبُ إِلَى مَوْطِنِهِ.‏ فَأَتَى عِيسُو لِلِقَائِهِ وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ.‏ إِذَّاكَ،‏ صَلَّى يَعْقُوبُ إِلَى يَهْوَه طَالِبًا ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَخِيهِ هَدِيَّةً قَيِّمَةً مِنَ ٱلْمَوَاشِي.‏ وَقَدْ حَقَّقَتْ هذِهِ ٱلْهَدِيَّةُ ٱلْهَدَفَ مِنْهَا إِذْ رَقَّقَتْ قَلْبَ عِيسُو.‏ فَعِنْدَمَا ٱلْتَقَيَا،‏ رَكَضَ وَعَانَقَ يَعْقُوبَ.‏ —‏ تك ٢٧:‏٤١-‏٤٤؛‏ ٣٢:‏٦،‏ ١١،‏ ١٣-‏١٥؛‏ ٣٣:‏٤،‏ ١٠‏.‏

شَجِّعِ ٱلْآخَرِينَ بِكَلَامِكَ ٱللَّبِقِ

١٢ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِلَبَاقَةٍ مَعَ إِخْوَتِنَا؟‏

١٢ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَخْدُمُ ٱللهَ لَا ٱلْبَشَرَ،‏ غَيْرَ أَنَّنَا نَرْغَبُ بِطَبِيعَتِنَا فِي نَيْلِ رِضَى ٱلْآخَرِينَ.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ كَلِمَاتِنَا ٱللَّبِقَةَ يُمْكِنُ أَنْ تُخَفِّفَ عَنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ قَدْ يُثْقِلُ ٱلِٱنْتِقَادُ ٱللَّاذِعُ كَاهِلَهُمْ وَيَجْعَلُ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ خَسِرُوا رِضَى يَهْوَه.‏ فَلْنُشَجِّعْ إِذًا ٱلْغَيْرَ بِكَلَامِنَا ٱلصَّادِقِ،‏ مُتَفَوِّهِينَ بِكُلِّ «مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ،‏ لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً لِلسَّامِعِينَ».‏ —‏ اف ٤:‏٢٩‏.‏

١٣ أَيُّ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ يُبْقِيَهُ ٱلشُّيُوخُ فِي بَالِهِمْ (‏أ)‏ عِنْدَ مَنْحِ ٱلْمَشُورَةِ؟‏ (‏ب)‏ عِنْدَ كِتَابَةِ ٱلْمُرَاسَلَاتِ؟‏

١٣ يُطْلَبُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ أَنْ يَكُونُوا «مُتَرَفِّقِينَ»،‏ وَأَنْ يُعَامِلُوا ٱلرَّعِيَّةَ بِحَنَانٍ.‏ (‏١ تس ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَحِينَ يُضْطَرُّونَ إِلَى مَنْحِ ٱلْمَشُورَةِ،‏ يَكُونُ هَدَفُهُمْ فِعْلَ ذلِكَ «بِوَدَاعَةٍ»،‏ حَتَّى عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ «ذَوِي ٱلْمُيُولِ ٱلْمُخَالِفَةِ».‏ (‏٢ تي ٢:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا لَبِقِينَ فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ عِنْدَ مُرَاسَلَةِ هَيْئَةِ شُيُوخٍ أُخْرَى أَوْ مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ.‏ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَّصِفُوا بِٱللُّطْفِ وَٱلْكِيَاسَةِ عَمَلًا بِٱلنَّصِيحَةِ فِي مَتَّى ٧:‏١٢‏.‏

اَلتَّفَوُّهُ بِكَلَامٍ لَبِقٍ ضِمْنَ ٱلْعَائِلَةِ

١٤ أَيَّةُ نَصِيحَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ لِلْأَزْوَاجِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٤ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَسْتَخِفَّ بِٱلْوَقْعِ ٱلَّذِي تَتْرُكُهُ كَلِمَاتُنَا،‏ تَعَابِيرُ وَجْهِنَا،‏ وَحَرَكَاتُ جِسْمِنَا فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ فَبَعْضُ ٱلرِّجَالِ مَثَلًا،‏ لَا يُدْرِكُونَ جَيِّدًا مَدَى تَأْثِيرِ كَلَامِهِمْ فِي ٱلنِّسَاءِ.‏ قَالَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ:‏ «أَرْتَعِبُ حِينَ يَرْفَعُ زَوْجِي صَوْتَهُ فِي وَجْهِي غَاضِبًا».‏ فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلْقَاسِيَةُ قَدْ تُؤَثِّرُ تَأْثِيرًا أَكْبَرَ فِي ٱلْمَرْأَةِ مِنْهَا فِي ٱلرَّجُلِ وَرُبَّمَا تَلْزَمُهَا فَتْرَةٌ أَطْوَلُ لِتَنْسَاهَا.‏ (‏لو ٢:‏١٩‏)‏ وَيَصِحُّ ذلِكَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي يَتَفَوَّهُ بِهَا ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ وَتَوَدُّ أَنْ تَحْتَرِمَهُ.‏ نَصَحَ بُولُسُ ٱلْأَزْوَاجَ:‏ «كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ وَلَا تَغْضَبُوا عَلَيْهِنَّ غَضَبًا مَرِيرًا».‏ —‏ كو ٣:‏١٩‏.‏

١٥ أَعْطُوا مَثَلًا يُوضِحُ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلَ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ بِرِفْقٍ.‏

١٥ أَوْضَحَ أَخٌ مُتَزَوِّجٌ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلَ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ بِرِفْقٍ،‏ «كَإِنَاءٍ أَضْعَفَ».‏ يَقُولُ:‏ «حِينَ تَحْمِلُ إِنَاءً ثَمِينًا وَسَرِيعَ ٱلْعَطَبِ،‏ يَجِبُ أَلَّا تَضْغَطَ عَلَيْهِ وَإِلَّا فَقَدْ يَنْكَسِرُ.‏ حَتَّى لَوْ أُصْلِحَ،‏ فَقَدْ تَبْقَى آثَارُ ٱلْكَسْرِ مَرْئِيَّةً.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِذَا وَجَّهَ ٱلزَّوْجُ كَلِمَاتٍ فِجَّةً إِلَى زَوْجَتِهِ،‏ فَسَيَجْرَحُ شُعُورَهَا.‏ وَهذَا ٱلْأَمْرُ يُمْكِنُ أَنْ يُحْدِثَ شَرْخًا دَائِمًا فِي عَلَاقَتِهِمَا».‏ —‏ اِقْرَأْ ١ بطرس ٣:‏٧‏.‏

١٦ كَيْفَ تَبْنِي ٱلزَّوْجَةُ عَائِلَتَهَا؟‏

١٦ اَلرِّجَالُ أَيْضًا يُشَجِّعُهُمْ أَوْ يُثَبِّطُهُمْ مَا يَقُولُهُ ٱلْغَيْرُ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ زَوْجَاتُهُمْ.‏ ‹فَٱلزَّوْجَةُ ٱلْفَطِنَةُ›،‏ ٱلَّتِي «يَثِقُ» بِهَا زَوْجُهَا،‏ تُرَاعِي شُعُورَهُ مِثْلَمَا تُحِبُّ أَنْ يُرَاعِيَ هُوَ شُعُورَهَا.‏ (‏ام ١٩:‏١٤؛‏ ٣١:‏١١‏)‏ فِعْلًا،‏ تُمَارِسُ ٱلزَّوْجَةُ تَأْثِيرًا كَبِيرًا فِي ٱلْعَائِلَةِ،‏ إِمَّا سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلْمَرْأَةُ ٱلْحَكِيمَةُ تَبْنِي بَيْتَهَا،‏ وَٱلْحَمْقَاءُ تَهْدِمُهُ بِيَدَيْهَا».‏ —‏ ام ١٤:‏١‏.‏

١٧ (‏أ)‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُكَلِّمَ ٱلصِّغَارُ وَالِدِيهِمْ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُكَلِّمَ ٱلْكِبَارُ ٱلْأَوْلَادَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٧ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ عَلَى ٱلْأَوْلَادِ أَنْ يُكَلِّمُوا وَالِدِيِهِمْ بِلَبَاقَةٍ.‏ (‏مت ١٥:‏٤‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَنْبَغِي مُمَارَسَةُ حُسْنِ ٱلتَّمْيِيزِ عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلصِّغَارِ تَجَنُّبًا ‹لِإِغَاظَتِهِمْ›،‏ أَوْ إِثَارَةِ سُخْطِهِمْ.‏ (‏كو ٣:‏٢١؛‏ اف ٦:‏٤‏)‏ حَتَّى لَوْ لَزِمَ تَأْدِيبُ ٱلْأَوْلَادِ،‏ يَجِبُ أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ وَالِدُوهُمْ وَكَذلِكَ ٱلشُّيُوخُ بِٱحْتِرَامٍ.‏ وَهكَذَا،‏ يُسَهِّلُ ٱلْكِبَارُ عَلَى ٱلصِّغَارِ تَصْوِيبَ مَسْلَكِهِمْ وَصَوْنَ عَلَاقَتِهِمْ بِٱللهِ.‏ وَهذَا أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ إِعْطَائِهِمِ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّنَا قَطَعْنَا ٱلْأَمَلَ فِيهِمْ لِأَنَّ ذلِكَ قَدْ يُحَسِّسُهُمْ بِأَنَّهُمْ فَاشِلُونَ.‏ وَفِي حِينِ أَنَّ ٱلصِّغَارَ قَدْ لَا يَتَذَكَّرُونَ كُلَّ ٱلنُّصْحِ ٱلَّذِي أَسْدَاهُ إِلَيْهِمِ ٱلْآخَرُونَ،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَنْ تَغِيبَ عَنْ بَالِهِمِ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي كَلَّمُوهُمْ بِهَا.‏

لِيَكُنْ كَلَامُكَ ٱلْجَيِّدُ نَابِعًا مِنَ ٱلْقَلْبِ

١٨ كَيْفَ نَسْتَأْصِلُ أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا ٱلسَّلْبِيَّةَ؟‏

١٨ لَا يَعْنِي ضَبْطُ ٱلْغَضَبِ مُجَرَّدَ حَبْسِ غَيْظِنَا وَوَضْعَ قِنَاعٍ مِنَ ٱلْهُدُوءِ.‏ فَسَعْيُ ٱلْمَرْءِ إِلَى ٱلتَّظَاهُرِ بِٱلْهُدُوءِ فِي حِينِ أَنَّهُ يَغْلِي مِنَ ٱلْغَضَبِ فِي دَاخِلِهِ يَزِيدُهُ تَوَتُّرًا.‏ وَٱلْأَمْرُ أَشْبَهُ بِدَوْسِ دَوَّاسَتَيِ ٱلْمَكَابِحِ وَٱلْبِنْزِينِ فِي ٱلسَّيَّارَةِ فِي آنٍ وَاحِدٍ،‏ مَا يُشَكِّلُ ضَغْطًا هَائِلًا عَلَيْهَا وَيُمْكِنُ أَنْ يُعَطِّلَهَا.‏ فَلَا تَكْظِمْ غَيْظَكَ وَتُفَجِّرْهُ لَاحِقًا.‏ بَلْ صَلِّ لِيَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى ٱسْتِئْصَالِ مَشَاعِرِكَ ٱلسَّلْبِيَّةِ،‏ وَدَعْ رُوحَهُ يُغَيِّرُ قَلْبَكَ وَذِهْنَكَ لِيَتَوَافَقَا مَعَ مَشِيئَتِهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ روما ١٢:‏٢؛‏ افسس ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

١٩ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَجَنُّبِ ٱلْأَوْضَاعِ ٱلَّتِي تُؤَجِّجُ ٱلْغَضَبَ؟‏

١٩ وَمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ تَفْعَلَ حِينَ تَجِدُ نَفْسَكَ فِي جَوٍّ مَشْحُونٍ؟‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَتَّخِذَ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةً لِإِلْجَامِ مَشَاعِرِكَ.‏ فَإِذَا نَشَأَ وَضْعٌ مُتَوَتِّرٌ وَشَعَرْتَ بِٱلْغَضَبِ يَتَفَاقَمُ دَاخِلَكَ،‏ يَكُونُ مِنَ ٱلْمُفِيدِ مُغَادَرَةُ ٱلْمَكَانِ رَيْثَمَا تَهْدَأُ.‏ (‏ام ١٧:‏١٤‏)‏ وَفِي حَالِ بَدَأَتْ أَمَارَاتُ ٱلْغَضَبِ تَبْدُو عَلَى ٱلطَّرَفِ ٱلْآخَرِ،‏ ٱبْذُلْ جُهْدًا إِضَافِيًّا لِلتَّكَلُّمِ بِهُدُوءٍ وَلَبَاقَةٍ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ «ٱلْجَوَابَ ٱللَّيِّنَ يَرُدُّ ٱلسُّخْطَ،‏ وَٱلْكَلِمَةَ ٱلْمُوجِعَةَ تُثِيرُ ٱلْغَضَبَ».‏ (‏ام ١٥:‏١‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلْكَلَامَ ٱلْقَارِصَ وَٱلتَّهَجُّمِيَّ لَا يَعْمَلُ إِلَّا عَلَى إِذْكَاءِ نَارِ ٱلْغَيْظِ حَتَّى لَوْ قِيلَ بِنَبْرَةٍ نَاعِمَةٍ.‏ (‏ام ٢٦:‏٢١‏)‏ لِذلِكَ حِينَ تَمْتَحِنُ حَالَةٌ مَا مَقْدِرَتَكَ عَلَى مُمَارَسَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ،‏ كُنْ «بَطِيئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ،‏ بَطِيئًا فِي ٱلسُّخْطِ».‏ وَصَلِّ طَالِبًا مُسَاعَدَةَ رُوحِ يَهْوَه كَيْ تَتَجَنَّبَ ٱلْكَلَامَ ٱلْمُوجِعَ وَتَتَفَوَّهَ بِكَلَامٍ لَيِّنٍ.‏ —‏ يع ١:‏١٩‏.‏

اَلْمُسَامَحَةُ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ

٢٠،‏ ٢١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مُسَامَحَةِ ٱلْغَيْرِ،‏ وَلِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ ذلِكَ؟‏

٢٠ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنْ لَا أَحَدَ مِنَّا يَسْتَطِيعُ ضَبْطَ لِسَانِهِ كَامِلًا.‏ (‏يع ٣:‏٢‏)‏ فَرَغْمَ كُلِّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي تُبْذَلُ،‏ سَيَظَلُّ يَصْدُرُ عَنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِنَا وَإِخْوَتِنَا ٱلْأَعِزَّاءِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ كَلَامٌ طَائِشٌ يَجْرَحُ مَشَاعِرَنَا.‏ لكِنْ عِوَضَ ٱلِٱغْتِيَاظِ بِسُرْعَةٍ،‏ تَحَلَّ بِٱلصَّبْرِ وَحَلِّلْ لِمَاذَا تَصَرَّفُوا بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ جامعة ٧:‏٨،‏ ٩‏.‏‏)‏ فَمَنْ يَعْلَمُ فِي أَيِّ ظَرْفٍ كَانُوا يَمُرُّونَ؟‏ فَلَرُبَّمَا كَانُوا يَشْعُرُونَ بِٱلضَّغْطِ،‏ ٱلْقَلَقِ،‏ ٱلتَّوَعُّكِ،‏ أَوْ غَيْرِ ذلِكَ.‏

٢١ طَبْعًا،‏ لَا تُبَرِّرُ هذِهِ ٱلْعَوَامِلُ فَوْرَاتِ ٱلْغَضَبِ.‏ إِلَّا أَنَّ مَعْرِفَتَنَا إِيَّاهَا قَدْ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَفَهُّمِ مَا يَدْفَعُ ٱلْآخَرِينَ بَعْضَ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى قَوْلِ وَفِعْلِ أُمُورٍ مُزْعِجَةٍ،‏ وَتَحْمِلُنَا أَيْضًا عَلَى مُسَامَحَتِهِمْ.‏ فَكُلُّنَا نُؤْذِي غَيْرَنَا بِكَلَامِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا،‏ وَنَأْمُلُ أَنْ يُسَامِحُونَا.‏ (‏جا ٧:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏)‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ بُغْيَةَ نَيْلِ غُفْرَانِ ٱللهِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَغْفِرَ نَحْنُ لِلْآخَرِينَ.‏ (‏مت ٦:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١٨:‏٢١،‏ ٢٢،‏ ٣٥‏)‏ إِذًا،‏ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ سَرِيعِينَ فِي ٱلِٱعْتِذَارِ وَسَرِيعِينَ فِي ٱلْمُسَامَحَةِ،‏ مُحَافِظِينَ بِذلِكَ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ —‏ ‹رِبَاطِ ٱلْوَحْدَةِ ٱلْكَامِلِ› —‏ ضِمْنَ عَائِلَتِنَا وَجَمَاعَتِنَا.‏ —‏ كو ٣:‏١٤‏.‏

٢٢ لِمَاذَا ٱلسَّعْيُ إِلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِلَبَاقَةٍ أَمْرٌ يَسْتَأْهِلُ ٱلْجُهْدَ؟‏

٢٢ مَعَ ٱقْتِرَابِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْغَضُوبِ مِنْ نِهَايَتِهِ،‏ سَيَصِيرُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنَ ٱلْأَصْعَبِ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِٱلْفَرَحِ وَٱلْوَحْدَةِ.‏ إِلَّا أَنَّ تَطْبِيقَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْعَمَلِيَّةِ ٱلْمُسَطَّرَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا لِلشِّفَاءِ لَا ٱلْأَذِيَّةِ.‏ وَهكَذَا،‏ نَنْعَمُ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ بِعَلَاقَاتٍ سِلْمِيَّةٍ فِي ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَنُعْطِي بِمِثَالِنَا صُورَةً حَسَنَةً عَنْ ‹إِلهِنَا ٱلسَّعِيدِ› يَهْوَه.‏ —‏ ١ تي ١:‏١١‏.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ ٱخْتِيَارُ ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ لِمُنَاقَشَةِ ٱلْمَشَاكِلِ؟‏

‏• لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَتَكَلَّمَ أَفْرَادُ ٱلْعَائِلَةِ وَاحِدُهُمْ مَعَ ٱلْآخَرِ بِلَبَاقَةٍ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ؟‏

‏• كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلتَّفَوُّهَ بِكَلَامٍ مُؤْذٍ؟‏

‏• مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مُسَامَحَةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورتان في الصفحة ٢١]‏

دَعْ مَشَاعِرَكَ تَهْدَأُ،‏ ثُمَّ ٱخْتَرِ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُنَاسِبَ لِلتَّكَلُّمِ

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

يَنْبَغِي أَنْ يَتَكَلَّمَ ٱلزَّوْجُ مَعَ زَوْجَتِهِ بِرِفْقٍ عَلَى ٱلدَّوَامِ