الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏‹لنغلب السوء› بكبح الغضب

‏‹لنغلب السوء› بكبح الغضب

‏‹لِنَغْلِبِ ٱلسُّوءَ› بِكَبْحِ ٱلْغَضَبِ

‏‹لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ بَلِ ٱغْلِبُوا ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ›.‏ —‏ رو ١٢:‏١٩،‏ ٢١‏.‏

١،‏ ٢ أَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ رَسَمَهُ بَعْضُ ٱلشُّهُودِ ٱلْمُسَافِرِينَ؟‏

كَانَ فَرِيقٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ ٣٤ شَاهِدًا لِيَهْوَه مُسَافِرًا لِحُضُورِ تَدْشِينِ أَحَدِ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ حِينَ أَخَّرَ عُطْلٌ مِيكَانِيكِيٌّ رِحْلَتَهُمْ.‏ فَٱلتَّوَقُّفُ لِلتَّزَوُّدِ بِٱلْوَقُودِ،‏ ٱلَّذِي كَانَ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَسْتَغْرِقَ سَاعَةً وَاحِدَةً فَقَطْ،‏ تَحَوَّلَ إِلَى كَابُوسٍ دَامَ ٤٤ سَاعَةً فِي مَطَارٍ نَاءٍ لَا يَتَوَفَّرُ فِيهِ طَعَامٌ وَلَا مِيَاهٌ وَلَا مَرَاحِيضُ مُلَائِمَةٌ.‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ فَارَ غَضَبُ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلرُّكَّابِ حَتَّى إِنَّهُمْ هَدَّدُوا مُوَظَّفِي ٱلْمَطَارِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ لَزِمُوا ٱلْهُدُوءَ.‏

٢ وَبَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ،‏ وَصَلَ ٱلشُّهُودُ إِلَى وُجْهَتِهِمْ وَتَمَكَّنُوا مِنْ حُضُورِ ٱلْجُزْءِ ٱلْخِتَامِيِّ مِنْ بَرْنَامَجِ ٱلتَّدْشِينِ.‏ وَبِٱلرَّغْمِ مِنْ تَعَبِهِمْ،‏ بَقُوا فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ بَعْدَ ٱلْبَرْنَامَجِ كَيْ يَتَمَتَّعُوا بِعِشْرَةِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَحَلِّيِينَ.‏ وَقَدْ عَلِمُوا فِي مَا بَعْدُ أَنَّ إِعْرَابَهُمْ عَنِ ٱلصَّبْرِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ لَمْ يَمُرَّ مُرُورَ ٱلْكِرَامِ.‏ فَأَحَدُ ٱلرُّكَّابِ ٱلْمُسَافِرِينَ مَعَ ٱلشُّهُودِ أَخْبَرَ شَرِكَةَ ٱلطَّيَرَانِ:‏ «لَوْلَا وُجُودُ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْـ‍ ٣٤ لَعَمَّ ٱلشَّغَبُ ٱلْمَطَارَ».‏

اَلْعَيْشُ فِي عَالَمٍ غَضُوبٍ

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كَيْفَ وَمُنْذُ مَتَى يَغْضَبُ ٱلْبَشَرُ غَضَبًا تَتَأَتَّى عَنْهُ تَصَرُّفَاتٌ عَنِيفَةٌ؟‏ (‏ب)‏ هَلْ كَانَ فِي مَقْدُورِ قَايِينَ ضَبْطُ غَضَبِهِ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

٣ إِنَّ ضُغُوطَ ٱلْحَيَاةِ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ تُؤَجِّجُ غَضَبَ ٱلنَّاسِ.‏ (‏جا ٧:‏٧‏)‏ وَغَالِبًا مَا يُوَلِّدُ ٱلْغَضَبُ ٱلْكَرَاهِيَةَ وَٱلْعُنْفَ.‏ مَثَلًا،‏ هُنَالِكَ ٱلْحُرُوبُ ٱلَّتِي تَنْشَبُ بَيْنَ ٱلدُّوَلِ،‏ وَكَذلِكَ ٱلنِّزَاعَاتُ ٱلْأُسَرِيَّةُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنِ ٱلتَّوَتُّرِ بَيْنَ أَفْرَادِهَا.‏ غَيْرَ أَنَّ لِلْغَضَبِ وَٱلْعُنْفِ تَارِيخًا قَدِيمًا.‏ فَقَايِينُ،‏ بِكْرُ آدَمَ وَحَوَّاءَ،‏ غَارَ مِنْ أَخِيهِ ٱلْأَصْغَرِ هَابِيلَ وَقَتَلَهُ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ.‏ وَقَدِ ٱقْتَرَفَ هذَا ٱلْعَمَلَ ٱلشَّنِيعَ رَغْمَ أَنَّ ٱللهَ سَبَقَ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَتَمَالَكَ نَفْسَهُ وَاعِدًا إِيَّاهُ بِٱلْبَرَكَةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ تكوين ٤:‏٦-‏٨‏.‏

٤ صَحِيحٌ أَنَّ قَايِينَ كَانَ شَخْصًا نَاقِصًا،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْقَرَارَ كَانَ يَعُودُ إِلَيْهِ إِذْ كَانَ فِي مَقْدُورِهِ أَنْ يَضْبِطَ غَضَبَهُ.‏ وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ تَحَمَّلَ كَامِلًا تَبِعَةَ عَمَلِهِ ٱلْعَنِيفِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ تُصَعِّبُ عَلَيْنَا حَالَتُنَا ٱلنَّاقِصَةُ تَجَنُّبَ ٱلْغَضَبِ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْعَنِيفَةِ ٱلَّتِي تَتَأَتَّى عَنْهُ.‏ كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ عَوَامِلَ سَلْبِيَّةً أُخْرَى تَزِيدُ وَطْأَةَ ٱلضُّغُوطِ فِي هذِهِ ‹ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ›.‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يُمْكِنُ لِلضِّيقَاتِ ٱلْمَالِيَّةِ أَنْ تَضَعَنَا تَحْتَ ضَغْطٍ نَفْسِيٍّ شَدِيدٍ.‏ فَٱلشُّرْطَةُ وَٱلْهَيْئَاتُ ٱلَّتِي تُعْنَى بِمُسَاعَدَةِ ٱلْأُسَرِ تَرْبِطُ ٱلْأَزَمَاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةَ بِٱزْدِيَادِ فَوْرَاتِ ٱلْغَضَبِ وَٱلْعُنْفِ ٱلْمَنْزِلِيِّ.‏

٥،‏ ٦ أَيَّةُ نَظْرَةٍ سَائِدَةٍ إِلَى ٱلْغَضَبِ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا؟‏

٥ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ كَثِيرُونَ مِمَّنْ نَحْتَكُّ بِهِمْ هُمْ أُنَاسٌ ‹مُحِبُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ مُتَكَبِّرُونَ،‏ وَشَرِسُونَ›.‏ وَمِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا أَنْ يُعْدِيَنَا هؤُلَاءِ مِنْ أَخْلَاقِهِمِ ٱلرَّدِيئَةِ فَيُصْبِحُ لَدَيْنَا مَيْلٌ إِلَى ٱلْغَضَبِ.‏ (‏٢ تي ٣:‏٢-‏٥‏)‏ وَمَا يَزِيدُ ٱلطِّينَ بِلَّةً هُوَ أَنَّ ٱلْأَفْلَامَ وَٱلْبَرَامِجَ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةَ كَثِيرًا مَا تُصَوِّرُ ٱلِٱنْتِقَامَ عَلَى أَنَّهُ عَمَلٌ شَهْمٌ،‏ وَٱلْعُنْفَ عَلَى أَنَّهُ ٱلْحَلُّ ٱلطَّبِيعِيُّ وَٱلْمَقْبُولُ لِلْمَشَاكِلِ.‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ حَبْكَاتِ ٱلْقِصَصِ غَالِبًا مَا تُشَوِّقُ ٱلْمُشَاهِدِينَ إِلَى ٱللَّحْظَةِ ٱلَّتِي فِيهَا يَنَالُ ٱلشِّرِّيرُ «مَا يَسْتَحِقُّهُ»،‏ أَيْ أَنْ يُقْتَلَ شَرَّ قَتْلَةٍ عَلَى يَدِ ٱلْبَطَلِ.‏

٦ إِنَّ هذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ لَا تُرَوِّجُ طُرُقَ ٱللهِ،‏ بَلْ «رُوحَ ٱلْعَالَمِ» وَحَاكِمِهِ ٱلْغَضُوبِ،‏ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏١ كو ٢:‏١٢؛‏ اف ٢:‏٢؛‏ رؤ ١٢:‏١٢‏)‏ وَهذِهِ ٱلرُّوحُ تَرُوقُ شَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ ٱلنَّاقِصِ،‏ إِلَّا أَنَّهَا تَتَعَارَضُ كُلِّيًّا مَعَ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ وَثَمَرِهِ.‏ فَأَحَدُ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْمِحْوَرِيَّةِ فِي ٱلْمَسِيحِيَّةِ هُوَ عَدَمُ ٱلثَّأْرِ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلِٱسْتِفْزَازِ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٥:‏٣٩،‏ ٤٤،‏ ٤٥‏.‏‏)‏ فَكَيْفَ نَسْتَطِيعُ تَطْبِيقَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ عَلَى نَحْوٍ أَكْمَلَ؟‏

مِثَالٌ رَدِيءٌ وَمِثَالٌ جَيِّدٌ

٧ مَاذَا نَجَمَ عَنْ عَدَمِ ضَبْطِ شِمْعُونَ وَلَاوِي لِغَضَبِهِمَا؟‏

٧ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ غَنِيٌ بِٱلْمَشُورَةِ حَوْلَ كَبْحِ ٱلْغَضَبِ،‏ وَيَضُمُّ أَمْثِلَةً تُظْهِرُ نَتَائِجَ ضَبْطِ وَعَدَمِ ضَبْطِ ٱلْغَضَبِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا حَصَلَ عِنْدَمَا ٱنْتَقَمَ ٱبْنَا يَعْقُوبَ،‏ شِمْعُونُ وَلَاوِي،‏ مِنْ شَكِيمَ لِأَنَّهُ ٱغْتَصَبَ أُخْتَهُمَا دِينَةَ.‏ يَقُولُ ٱلسِّجِلُّ إِنَّهُمَا ‹ٱسْتَاءَا وَغَضِبَا جِدًّا›.‏ (‏تك ٣٤:‏٧‏)‏ بَعْدَئِذٍ،‏ هَاجَمَ بَنُو يَعْقُوبَ مَدِينَةَ شَكِيمَ ثُمَّ نَهَبُوهَا وَأَخَذُوا ٱلْأَطْفَالَ وَٱلنِّسَاءَ أَسْرَى.‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَمْ يَكُنْ سَبَبُ فِعْلَتِهِمِ ٱلِٱنْتِقَامَ لِدِينَةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا ٱلشُّعُورَ بِأَنَّ مَا حَصَلَ هُوَ مَسٌّ بِٱلْكَرَامَةِ وَٱلْكِبْرِيَاءِ.‏ فَقَدْ أَحَسُّوا أَنَّ شَكِيمَ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ وَإِلَى أَبِيهِمْ،‏ يَعْقُوبَ.‏ وَلكِنْ مَاذَا كَانَ رَأْيُ يَعْقُوبَ فِي ٱلْمَوْضُوعِ؟‏

٨ مَاذَا تُظْهِرُ حَادِثَةُ شِمْعُونَ وَلَاوِي بِشَأْنِ ٱلِٱنْتِقَامِ؟‏

٨ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ يَعْقُوبَ تَأَلَّمَ كَثِيرًا لِمَا أَصَابَ ٱبْنَتَهُ دِينَةَ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ شَجَبَ مَسْلَكَ ٱبْنَيْهِ ٱلِٱنْتِقَامِيَّ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ حَاوَلَ شِمْعُونُ وَلَاوِي تَبْرِيرَ فِعْلَتِهِمَا بِٱلْقَوْلِ:‏ «أَمِثْلَ بَغِيٍّ تُعَامَلُ أُخْتُنَا؟‏».‏ (‏تك ٣٤:‏٣١‏)‏ وَهَلْ كَانَ يَهْوَه رَاضِيًا عَمَّا حَصَلَ؟‏ بِٱلطَّبْعِ لَا.‏ فَبَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ،‏ تَنَبَّأَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ بِسَبَبِ عُنْفِ ٱبْنَيْهِ وَغَضَبِهِمَا سَيُبَدَّدُ نَسْلُهُمَا بَيْنَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ.‏ (‏اِقْرَأْ تكوين ٤٩:‏٥-‏٧‏.‏‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ غَضَبَهُمَا غَيْرَ ٱلْمُلْجَمِ سَاءَ جِدًّا فِي نَظَرِ ٱللهِ وَكَذلِكَ أَبِيهِمَا.‏

٩ مَتَى كَادَ دَاوُدُ يَسْتَسْلِمُ لِلْغَضَبِ؟‏

٩ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ لَاحِظْ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ فَقَدْ أُتِيحَتْ لَهُ فُرَصٌ عَدِيدَةٌ لِلثَّأْرِ،‏ لكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ ذلِكَ.‏ (‏١ صم ٢٤:‏٣-‏٧‏)‏ غَيْرَ أَنَّهُ فِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ كَادَ يَسْتَسْلِمُ لِلْغَضَبِ.‏ فَثَمَّةَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يُدْعَى نَابَالَ ثَارَ عَلَى رِجَالِ دَاوُدَ وَٱنْتَهَرَهُمْ مَعَ أَنَّهُمْ حَمَوْا غَنَمَهُ وَرُعَاتَهُ.‏ وَحَسْبَمَا يَتَّضِحُ،‏ شَعَرَ دَاوُدُ بِٱلِٱسْتِيَاءِ،‏ وَخُصُوصًا لِأَنَّ رِجَالَهُ تَعَرَّضُوا لِلْإِهَانَةِ.‏ لِذلِكَ أَوْشَكَ أَنْ يَكِيلَ لَهُ ٱلصَّاعَ صَاعَيْنِ.‏ وَلكِنْ فِيمَا كَانَ هُوَ وَغِلْمَانُهُ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى مُهَاجَمَةِ نَابَالَ وَبَيْتِهِ،‏ أَخْبَرَ أَحَدُ ٱلْفِتْيَانِ أَبِيجَايِلَ ٱلْفَطِنَةَ بِمَا حَدَثَ وَحَضَّهَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْإِجْرَاءِ ٱللَّازِمِ.‏ فَأَعَدَّتْ فِي ٱلْحَالِ هَدِيَّةً قَيِّمَةً وَذَهَبَتْ لِلِقَاءِ دَاوُدَ.‏ وَحِينَ وَجَدَتْهُ،‏ ٱعْتَذَرَتْ بِتَوَاضُعٍ عَنْ وَقَاحَةِ زَوْجِهَا وَٱسْتَرْحَمَتْهُ مُذَكِّرَةً إِيَّاهُ بِخَوْفِ يَهْوَه.‏ فَأَدْرَكَ دَاوُدُ خُطُورَةَ مَا كَانَ سَيُقْدِمُ عَلَيْهِ،‏ وَقَالَ لَهَا:‏ «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ ٱلَّتِي مَنَعْتِنِي ٱلْيَوْمَ أَنْ أُذْنِبَ بِسَفْكِ ٱلدَّمِ».‏ —‏ ١ صم ٢٥:‏٢-‏٣٥‏.‏

اَلْمَوْقِفُ ٱلْمَسِيحِيُّ

١٠ أَيُّ مَوْقِفٍ مِنَ ٱلِٱنْتِقَامِ يَجِبُ أَنْ يَمْتَلِكَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟‏

١٠ إِنَّ قِصَّةَ شِمْعُونَ وَلَاوِي وَكَذلِكَ قِصَّةَ دَاوُدَ وَأَبِيجَايِلَ تُظْهِرَانِ بِشَكْلٍ جَلِيٍّ أَنَّ يَهْوَه لَا يَرْضَى عَنِ ٱلْغَضَبِ غَيْرِ ٱلْمَكْبُوحِ وَٱلْعُنْفِ،‏ وَأَنَّهُ يُبَارِكُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي تُبْذَلُ بِهَدَفِ صُنْعِ ٱلسَّلَامِ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «إِنْ كَانَ مُمْكِنًا،‏ فَعَلَى قَدْرِ مَا يَكُونُ ٱلْأَمْرُ بِيَدِكُمْ،‏ سَالِمُوا جَمِيعَ ٱلنَّاسِ.‏ لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلسُّخْطِ،‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹لِي ٱلِٱنْتِقَامُ،‏ أَنَا أُجَازِي،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ›.‏ وَلٰكِنْ ‹إِذَا جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ،‏ وَإِذَا عَطِشَ فَٱسْقِهِ؛‏ فَإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هٰذَا تُكَوِّمُ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ›.‏ لَا تَدَعِ ٱلسُّوءَ يَغْلِبُكَ،‏ بَلِ ٱغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ».‏ —‏ رو ١٢:‏١٨-‏٢١‏.‏ *

١١ كَيْفَ تَعَلَّمَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ أَنْ تَضْبِطَ غَضَبَهَا؟‏

١١ وَهَلْ فِي وُسْعِنَا تَطْبِيقُ مَشُورَةِ بُولُسَ هذِهِ؟‏ طَبْعًا.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ أُخْتٍ ٱشْتَكَتْ إِلَى أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ بِشَأْنِ مُدِيرَتِهَا ٱلْجَدِيدَةِ فِي ٱلْعَمَلِ.‏ فَقَدْ وَصَفَتْهَا بِأَنَّهَا ظَالِمَةٌ وَقَاسِيَةٌ،‏ وَقَالَتْ إِنَّهَا غَاضِبَةٌ مِنْهَا وَتُرِيدُ أَنْ تَسْتَقِيلَ.‏ فَنَصَحَهَا ٱلشَّيْخُ أَلَّا تَتَصَرَّفَ بِتَهَوُّرٍ لِأَنَّهُ شَعَرَ أَنَّ مَوْقِفَهَا ٱلْغَضُوبَ مِنَ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلسَّيِّئَةِ زَادَ ٱلْأَمْرَ سُوءًا.‏ (‏تي ٣:‏١-‏٣‏)‏ كَمَا قَالَ لَهَا إِنَّهَا حَتَّى لَوْ وَجَدَتْ عَمَلًا آخَرَ،‏ فَسَتَظَلُّ بِحَاجَةٍ إِلَى تَغْيِيرِ رَدِّ فِعْلِهَا إِزَاءَ عَدَمِ ٱللُّطْفِ.‏ ثُمَّ شَجَّعَهَا أَنْ تُعَامِلَ مُدِيرَتَهَا كَمَا تَرْغَبُ فِي أَنْ تُعَامَلَ،‏ تَطْبِيقًا لِمَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ.‏ (‏اِقْرَأْ لوقا ٦:‏٣١‏.‏‏)‏ فَوَافَقَتِ ٱلْأُخْتُ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجِبِ نَصِيحَتِهِ.‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ بَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ لَانَ مَوْقِفُ ٱلْمُدِيرَةِ حَتَّى إِنَّهَا مَدَحَتِ ٱلْأُخْتَ عَلَى عَمَلِهَا.‏

١٢ لِمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ٱلْمَشَاكِلُ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُوجِعَةً بِشَكْلٍ خَاصٍّ؟‏

١٢ قَدْ لَا نَتَفَاجَأُ حِينَ تَنْشَأُ مُشْكِلَةٌ مَعَ شَخْصٍ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ فِي نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ظَالِمَةٌ عُمُومًا وَأَنَّ عَلَيْنَا أَنْ نُصَارِعَ لِئَلَّا نَدَعَ فَاعِلِي ٱلسُّوءِ يُثِيرُونَ غَضَبَنَا.‏ (‏مز ٣٧:‏١-‏١١؛‏ جا ٨:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ١٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَلكِنْ حِينَ تَقَعُ مُشْكِلَةٌ مَعَ أَحَدِ إِخْوَتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ،‏ يَكُونُ ٱلْأَلَمُ أَعْمَقَ بِكَثِيرٍ.‏ تَتَذَكَّرُ إِحْدَى ٱلشَّاهِدَاتِ:‏ «كَانَتِ ٱلْعَقَبَةُ ٱلْكُبْرَى ٱلَّتِي وَاجَهْتُهَا عِنْدَ ٱعْتِنَاقِ ٱلْحَقِّ تَقَبُّلَ ٱلْوَاقِعِ أَنَّ شَعْبَ يَهْوَه لَيْسُوا كَامِلِينَ».‏ فَبَعْدَ أَنْ نَخْرُجَ مِنْ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُجَرَّدِ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْعَاطِفَةِ،‏ نَأْمُلُ أَنْ يُعَامِلَ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بِلُطْفٍ.‏ لِذلِكَ يُمْكِنُ أَنْ نَتَضَايَقَ أَوْ نَغْضَبَ إِذَا تَصَرَّفَ أَخٌ مَسِيحِيٌّ،‏ وَخُصُوصًا إِذَا كَانَ يَتَمَتَّعُ بِٱمْتِيَازٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ لَائِقَةٍ أَوْ لَا تَنِمُّ عَنْ مُرَاعَاةٍ.‏ فَقَدْ نَسْأَلُ:‏ ‹كَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ تَحْدُثَ مِثْلُ هذِهِ ٱلْأُمُورِ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَه؟‏›.‏ لكِنَّ ٱلْوَاقِعَ هُوَ أَنَّ مَشَاكِلَ كَهذِهِ نَشَأَتْ حَتَّى بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَيَّامَ ٱلرُّسُلِ.‏ (‏غل ٢:‏١١-‏١٤؛‏ ٥:‏١٥؛‏ يع ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ إِذَا أَسَاءَ أَحَدٌ إِلَيْنَا؟‏

١٣ لِمَاذَا وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى إِنْهَاءِ ٱلْخِلَافَاتِ؟‏

١٣ تَقُولُ ٱلْأُخْتُ ٱلْمُشَارُ إِلَيْهَا آنِفًا:‏ «تَعَلَّمْتُ أَنْ أُصَلِّيَ لِأَجْلِ أَيِّ شَخْصٍ يَجْرَحُ شُعُورِي.‏ وَغَالِبًا مَا كَانَ ذلِكَ يُرِيحُنِي».‏ فَكَمَا سَبَقَ أَنْ قَرَأْنَا،‏ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَنَا.‏ (‏مت ٥:‏٤٤‏)‏ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ!‏ فَتَمَامًا كَمَا يُرِيدُ ٱلْأَبُ أَنْ يُحِبَّ أَوْلَادُهُ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ،‏ كَذلِكَ يُرِيدُ يَهْوَه أَنْ يَعِيشَ خُدَّامُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي وِئَامٍ.‏ وَنَحْنُ نَتَشَوَّقُ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي فِيهِ سَنَعِيشُ بِسَلَامٍ وَسَعَادَةٍ مَدَى ٱلدَّهْرِ.‏ وَهذَا مَا يُعَلِّمُنَا يَهْوَه أَنْ نَفْعَلَهُ ٱلْآنَ.‏ فَهُوَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتَعَاوَنَ فِي إِنْجَازِ عَمَلِهِ ٱلْعَظِيمِ.‏ لِذلِكَ لِنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ أَنْ نُسَوِّيَ ٱلْخِلَافَاتِ أَوْ بِبَسَاطَةٍ أَنْ ‹نَتَجَاوَزَ عَنِ› ٱلْمَعْصِيَةِ حِفَاظًا عَلَى ٱلْوَحْدَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ امثال ١٩:‏١١‏.‏‏)‏ فَعِوَضَ أَنْ نَتَجَنَّبَ إِخْوَتَنَا عِنْدَ وُقُوعِ ٱلْمَشَاكِلِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُسَاعِدَ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ جُزْءًا مِنْ شَعْبِ ٱللهِ،‏ حَيْثُ نَشْعُرُ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ بَيْنَ ‹أَذْرُعِ يَهْوَه ٱلدَّهْرِيَّةِ›.‏ —‏ تث ٣٣:‏٢٧‏.‏

اَلتَّرَفُّقُ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ يُجْدِي نَفْعًا

١٤ كَيْفَ نُقَاوِمُ تَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُقَسِّمَةَ؟‏

١٤ بُغْيَةَ ثَنْيِنَا عَنْ نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ يُفْرِغُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ جُهْدَهُمْ فِي ٱلسَّعْيِ إِلَى تَمْزِيقِ ٱلْعَائِلَاتِ ٱلسَّعِيدَةِ وَتَعْكِيرِ وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ فَهُمْ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَزْرَعُوا بُذُورَ ٱلشِّقَاقِ،‏ عَالِمِينَ أَنَّ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ ٱلدَّاخِلِيَّةَ مُدَمِّرَةٌ.‏ (‏مت ١٢:‏٢٥‏)‏ وَلِكَيْ نُقَاوِمَ تَأْثِيرَهُمُ ٱلشِّرِّيرَ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتْبَعَ نَصِيحَةَ بُولُسَ:‏ «عَبْدُ ٱلرَّبِّ لَا يَلْزَمُ أَنْ يُشَاجِرَ،‏ بَلْ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ مُتَرَفِّقًا نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ».‏ (‏٢ تي ٢:‏٢٤‏)‏ فَحَرْبُنَا «لَيْسَتْ ضِدَّ دَمٍ وَلَحْمٍ،‏ بَلْ .‏ .‏ .‏ ضِدُّ ٱلْقُوَى ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلشِّرِّيرَةِ».‏ وَلِكَيْ نَرْبَحَ هذِهِ ٱلْحَرْبَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَلْبَسَ ٱلسِّلَاحَ ٱلرُّوحِيَّ،‏ بِمَا فِيهِ «بِشَارَةُ ٱلسَّلَامِ».‏ —‏ اف ٦:‏١٢-‏١٨‏.‏

١٥ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِهَجَمَاتٍ مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١٥ يَشُنُّ أَعْدَاءُ يَهْوَه مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ هَجَمَاتٍ شَرِسَةً عَلَى شَعْبِهِ ٱلْمُسَالِمِ.‏ فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْتَدُونَ عَلَى شُهُودِ يَهْوَه جَسَدِيًّا.‏ وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَرُونَ عَلَيْنَا عَبْرَ ٱلصِّحَافَةِ أَوْ فِي ٱلْمَحَاكِمِ.‏ وَقَدْ قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ أَنْ يَتَوَقَّعُوا ذلِكَ.‏ (‏مت ٥:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فَكَيْفَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَصَرَّفَ؟‏ يَجِبُ ‹أَلَّا نُبَادِلَ ٱلسُّوءَ بِسُوءٍ›،‏ لَا قَوْلًا وَلَا عَمَلًا.‏ —‏ رو ١٢:‏١٧‏؛‏ اِقْرَأ ١ بطرس ٣:‏١٦‏.‏

١٦،‏ ١٧ أَيُّ ظَرْفٍ وَاجَهَتْهُ إِحْدَى ٱلْجَمَاعَاتِ؟‏

١٦ وَمَهْمَا كَانَ نَوْعُ ٱلْهُجُومِ ٱلَّذِي يَشُنُّهُ عَلَيْنَا إِبْلِيسُ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نُعْطِيَ شَهَادَةً حَسَنَةً إِذَا كُنَّا ‹نَغْلِبُ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ›.‏ مَثَلًا،‏ ٱسْتَأْجَرَتْ جَمَاعَةٌ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جُزُرِ ٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ صَالَةً لِلِٱحْتِفَالِ بِٱلذِّكْرَى.‏ وَعِنْدَمَا عَلِمَ رَسْمِيُّو ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْمَحَلِّيُّونَ بِذلِكَ،‏ طَلَبُوا مِنْ أَبْنَاءِ أَبْرَشِيَّتِهِمْ أَنْ يَأْتُوا إِلَى ٱلصَّالَةِ عَيْنِهَا كَيْ يَحْضُرُوا ٱجْتِمَاعًا لِلصَّلَاةِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُخَصَّصِ لِلذِّكْرَى.‏ إِلَّا أَنَّ رَئِيسَ ٱلشُّرْطَةِ أَمَرَ رَسْمِيِّي ٱلْكَنِيسَةِ بِمُغَادَرَةِ ٱلصَّالَةِ قَبْلَ مَوْعِدِ ٱلذِّكْرَى.‏ لكِنْ عِنْدَمَا حَانَتِ ٱلسَّاعَةُ،‏ كَانَتِ ٱلصَّالَةُ تَعِجُّ بِأَعْضَاءِ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّذِينَ بَدَأُوا بِعَقْدِ ٱجْتِمَاعِهِمْ.‏

١٧ وَبَيْنَمَا كَانَتِ ٱلشُّرْطَةُ تَسْتَعِدُّ لِإِخْلَاءِ ٱلصَّالَةِ بِٱلْقُوَّةِ،‏ ٱقْتَرَبَ رَجُلُ ٱلدِّينِ ٱلْمَسْؤُولُ عَنِ ٱلْكَنِيسَةِ مِنْ أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ وَسَأَلَهُ:‏ «هَلْ لَدَيْكُمْ أَيَّةُ مُنَاسَبَةٍ خُصُوصِيَّةٍ هذِهِ ٱللَّيْلَةَ؟‏».‏ وَعِنْدَمَا أَخْبَرَهَ ٱلْأَخُ عَنِ ٱلذِّكْرَى،‏ أَجَابَ:‏ «آهْ،‏ لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ!‏».‏ إِذَّاكَ،‏ قَالَ شُرْطِيٌّ مُتَعَجِّبًا:‏ «لكِنَّنَا أَعْلَمْنَاكُمْ بِذلِكَ هذَا ٱلصَّبَاحَ!‏».‏ فَٱلْتَفَتَ رَجُلُ ٱلدِّينِ إِلَى ٱلشَّيْخِ وَقَالَ بِٱبْتِسَامَةٍ خَبِيثَةٍ:‏ «وَمَاذَا سَتَفْعَلُونَ ٱلْآنَ؟‏ فَٱلصَّالَةُ مَلِيئَةٌ بِٱلنَّاسِ.‏ هَلْ تَدَعُونَ ٱلشُّرْطَةَ تَطْرُدُنَا؟‏».‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ رَتَّبَ ٱلْأُمُورَ بِطَرِيقَةٍ مَاكِرَةٍ كَيْ يُعْطِيَ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ ٱلشُّهُودَ هُمُ ٱلْمُضْطَهِدُونَ!‏ فَكَيْفَ تَصَرَّفَ إِخْوَتُنَا؟‏

١٨ كَيْفَ تَصَرَّفَ ٱلْإِخْوَةُ عِنْدَمَا تَعَرَّضُوا لِلِٱسْتِفْزَازِ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

١٨ اِقْتَرَحَ ٱلشُّهُودُ أَنْ تَعْقِدَ ٱلْكَنِيسَةُ ٱجْتِمَاعَهَا لِمُدَّةِ نِصْفِ سَاعَةٍ وَبَعْدَ ذلِكَ يَسْتَهِلُّونَ هُمُ ٱحْتِفَالَهُمْ بِٱلذِّكْرَى.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ تَخَطَّى ٱلْوَقْتَ ٱلْمُتَّفَقَ عَلَيْهِ،‏ لكِنْ بَعْدَمَا غَادَرَ أَعْضَاءُ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلصَّالَةَ،‏ بَاشَرَ ٱلْإِخْوَةُ عَقْدَ ٱلذِّكْرَى.‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ ٱسْتَدْعَتِ ٱلْحُكُومَةُ مَجْلِسًا رَسْمِيًّا لِلتَّحْقِيقِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ وَبَعْدَ فَحْصِ ٱلْوَقَائِعِ،‏ أَجْبَرَ ٱلْمَجْلِسُ ٱلْكَنِيسَةَ أَنْ تُعْلِنَ أَنَّ سَبَبَ ٱلْمُشْكِلَةِ لَمْ يَكُنِ ٱلشُّهُودَ بَلْ رَجُلَ ٱلدِّينِ ٱلْمَسْؤُولَ عَنْهَا.‏ كَمَا أَنَّهُ شَكَرَ شُهُودَ يَهْوَه عَلَى مُعَالَجَتِهِمِ ٱلْوَضْعَ بِصَبْرٍ.‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْإِخْوَةُ ‹لِمُسَالَمَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ› أَجْدَتْ نَفْعًا.‏

١٩ أَيُّ أَمْرٍ آخَرَ يُعَزِّزُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلسِّلْمِيَّةَ؟‏

١٩ ثَمَّةَ مِفْتَاحٌ آخَرُ لِلْحِفَاظِ عَلَى ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلسِّلْمِيَّةِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ،‏ أَلَا وَهُوَ ٱلْكَلَامُ ٱللَّبِقُ.‏ لِذلِكَ سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ كَيْفَ يَكُونُ كَلَامُنَا لَبِقًا.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 10‏ تُشِيرُ عِبَارَةُ ‹تَكْوِيمِ جَمْرِ نَارٍ› إِلَى طَرِيقَةٍ ٱتُّبِعَتْ قَدِيمًا لِتَنْقِيَةِ ٱلْمَعَادِنِ،‏ وَذلِكَ بِوَضْعِ طَبَقَةٍ مِنَ ٱلْجَمْرِ تَحْتَهَا وَفَوْقَهَا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُمْكِنُ لِلُّطْفِ أَنْ يُلَيِّنَ مَوْقِفَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْغَضُوبِينَ وَيُبْرِزَ مَا فِيهِمْ مِنْ صِفَاتٍ حَسَنَةٍ.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• لِمَاذَا ٱلنَّاسُ فِي أَيَّامِنَا غَضُوبُونَ جِدًّا؟‏

‏• أَيُّ مِثَالَيْنِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُظْهِرَانِ نَتَائِجَ ضَبْطِ وَعَدَمِ ضَبْطِ ٱلْغَضَبِ؟‏

‏• كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِنَا إِذَا جَرَحَ أَحَدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ شُعُورَنَا؟‏

‏• كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِهَجَمَاتٍ مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

عَوْدَةُ شِمْعُونَ وَلَاوِي إِلَى ٱلدِّيَارِ بَعْدَ ٱلِٱسْتِسْلَامِ لِلْغَضَبِ

‏[الصور في الصفحة ١٨]‏

إِظْهَارُ ٱللُّطْفِ يُمْكِنُ أَنْ يُلَيِّنَ مَوْقِفَ ٱلْآخَرِينَ