اطلُب بركة يهوه بجدٍّ
اُطْلُبْ بَرَكَةَ يَهْوَهَ بِجِدٍّ
«يُكَافِئُ [ٱللهُ] ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ». — عب ١١:٦.
١، ٢ (أ) كَيْفَ يَسْعَى كَثِيرُونَ إِلَى ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْبَرَكَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ؟ (ب) لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَهْتَمَّ نَحْنُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ بِنَيْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ؟
مِنْ عَادَةِ كَثِيرِينَ أَنْ يَطْلُبُوا بَرَكَةَ ٱللهِ لِلْآخَرِينَ، حَتَّى لَوْ كَانُوا غُرَبَاءَ. وَغَالِبًا مَا يَدْعُو رِجَالُ ٱلدِّينِ مِنْ شَتَّى ٱلْمِلَلِ بِٱلْبَرَكَةِ عَلَى ٱلنَّاسِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ وَٱلْأَشْيَاءِ. كَمَا أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْمُسَافِرِينَ يَقْصِدُونَ ٱلْمَوَاقِعَ ٱلدِّينِيَّةَ عَلَى أَمَلِ نَيْلِ ٱلْبَرَكَةِ. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، يُنَاشِدُ ٱلسِّيَاسِيُّونَ ٱللهَ عَلَى ٱلدَّوَامِ أَنْ يُبَارِكَ أُمَّتَهُمْ. فَفِي رَأْيِكَ، هَلِ ٱلْتِمَاسَاتٌ كَهذِهِ فِي مَحَلِّهَا؟ هَلْ تُجْدِي نَفْعًا؟ وَمَنْ يَحْظَى فِعْلًا بِبَرَكَةِ ٱللهِ، وَلِمَاذَا؟
٢ أَنْبَأَ يَهْوَهُ أَنَّهُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَيَكُونُ لَدَيْهِ شَعْبٌ طَاهِرٌ وَمُسَالِمٌ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ رَغْمَ ٱلْبُغْضِ وَٱلْمُقَاوَمَةِ. (اش ٢:٢-٤؛ مت ٢٤:١٤؛ رؤ ٧:٩، ١٤) وَنَحْنُ ٱلَّذِينَ قَرَّرْنَا ٱلِٱنْضِمَامَ إِلَى شَعْبِهِ هذَا نُرِيدُ، بَلْ نَحْتَاجُ، إِلَى بَرَكَتِهِ لِأَنَّهُ لَا أَمَلَ لَنَا بِٱلنَّجَاحِ دُونَهَا. (مز ١٢٧:١) فَكَيْفَ لَنَا أَنْ نَنَالَ بَرَكَةَ ٱللهِ؟
اَلْبَرَكَاتُ تُدْرِكُ ٱلطَّائِعِينَ
٣ مَاذَا كَانَ سَيَحْصُلُ إِذَا أَطَاعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱللهَ؟
٣ اِقْرَأْ امثال ١٠:٦، ٧. قُبَيْلَ دُخُولِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، وَعَدَهُمْ يَهْوَهُ بِأَنْ يَجْعَلَهُمْ يَفِيضُونَ ٱزْدِهَارًا وَأَنْ يُظَلِّلَهُمْ بِٱلْحِمَايَةِ إِنْ هُمْ سَمِعُوا لِصَوْتِهِ. (تث ٢٨:١، ٢) فَبَرَكَاتُهُ كَانَتْ سَتُدْرِكُ ٱلطَّائِعِينَ لَا مَحَالَةَ.
٤ مَا هِيَ ٱلطَّاعَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ؟
٤ وَبِأَيِّ مَوْقِفٍ كَانَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُظْهِرُوا ٱلطَّاعَةَ؟ ذَكَرَتِ ٱلشَّرِيعَةُ أَنَّهُمْ سَيَخْسَرُونَ رِضَى ٱللهِ إِذَا لَمْ يَخْدُمُوهُ «بِٱبْتِهَاجٍ وَفَرَحِ قَلْبٍ». (اِقْرَأْ تثنية ٢٨:٤٥-٤٧.) فَإِطَاعَةُ يَهْوَهَ لَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ آلِيَّةً. فَحَتَّى ٱلْحَيَوَانَاتُ وَٱلْأَبَالِسَةُ تُطِيعُ ٱلْأَوَامِرَ بِشَكْلٍ آلِيٍّ. (مر ١:٢٧؛ يع ٣:٣) بِٱلتَّبَايُنِ، تُقَدَّمُ ٱلطَّاعَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ لِلهِ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ. وَهِيَ تَتَّسِمُ بِٱلْفَرَحِ ٱلنَّابِعِ مِنَ ٱلِٱقْتِنَاعِ بِأَنَّ وَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا، وَكَذلِكَ مِنَ ٱلْإِيمَانِ بِأَنَّهُ «يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ». — عب ١١:٦؛ ١ يو ٥:٣.
٥ كَيْفَ كَانَتِ ٱلثِّقَةُ بِوَعْدِ يَهْوَهَ سَتُسَاعِدُ ٱلْمَرْءَ عِنْدَ تَطْبِيقِ ٱلشَّرِيعَةِ فِي ٱلتَّثْنِيَةِ ١٥:٧، ٨؟
٥ لَاحِظْ كَيْفَ أَمْكَنَ ٱلْإِعْرَابُ عَنْ هذِهِ ٱلطَّاعَةِ ٱلَّتِي تَقُومُ عَلَى ٱلثِّقَةِ عِنْدَ تَطْبِيقِ ٱلشَّرِيعَةِ فِي ٱلتَّثْنِيَةِ ١٥:٧، ٨. (اِقْرَأْهَا.) إِنَّ ٱلْعَمَلَ بِمُوجِبِ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ عَلَى مَضَضٍ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُرِيحَ ٱلْفَقِيرَ نَوْعًا مَا. وَلكِنْ هَلْ كَانَ سَيُنْشِئُ عَلَاقَاتٍ جَيِّدَةً وَيَخْلُقُ جَوًّا وُدِّيًّا بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ؟ وَأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ، هَلْ كَانَ سَيُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمَرْءَ يَثِقُ بِقُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِعَالَةِ خُدَّامِهِ وَيُقَدِّرُ ٱلْفُرْصَةَ ٱلْمُتَاحَةَ لَهُ أَنْ يَقْتَدِيَ بِسَخَائِهِ؟ قَطْعًا لَا! فَٱللهُ كَانَ يَرَى ٱلْمَوْقِفَ ٱلْقَلْبِيَّ لِمَنْ يُعْطِي بِسَخَاءٍ وَوَعَدَ أَنْ يُبَارِكَهُ فِي كُلِّ مَا يَقُومُ بِهِ. (تث ١٥:١٠) لِذلِكَ كَانَ ٱلْإِيمَانُ بِهذَا ٱلْوَعْدِ سَيَحْفِزُ ٱلشَّخْصَ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِأَمَانَةٍ وَيَعُودُ عَلَيْهِ بِبَرَكَاتٍ جَزِيلَةٍ. — ام ٢٨:٢٠.
٦ مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١١:٦؟
٦ فَضْلًا عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِأَنَّ يَهْوَهَ يُكَافِئُ خُدَّامَهُ، تُلْقِي ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١١:٦ ٱلضَّوْءَ عَلَى صِفَةٍ أُخْرَى لَازِمَةٍ لِنَيْلِ بَرَكَةِ ٱللهِ. فَهِيَ تَذْكُرُ أَنَّهُ «يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ»، أَيِ ٱلَّذِينَ يَبْذُلُونَ جُهُودًا حَثِيثَةً وَمُرَكَّزَةً. إِذًا، تُؤَكِّدُ لَنَا هذِهِ ٱلْآيَةُ أَنَّنَا سَنُبَارَكُ إِذَا كُنَّا صَادِقِينَ فِي جُهُودِنَا. وَكَيْفَ لَا؟! فَصَاحِبُ هذَا ٱلْوَعْدِ هُوَ ٱلْإِلهُ ٱلْحَقُّ ٱلْوَحِيدُ «ٱلَّذِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكْذِبَ». (تي ١:٢) وَقَدْ أَظْهَرَ عَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ أَنَّ وُعُودَهُ جَدِيرَةٌ بِٱلثِّقَةِ تَمَامًا. فَكَلِمَتُهُ لَا تَسْقُطُ أَبَدًا بَلْ تَتَحَقَّقُ دَوْمًا. (اش ٥٥:١١) لِذَا، يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ تَامٍّ بِأَنَّ ٱللهَ سَيُكَافِئُنَا إِذَا كَانَ إِيمَانُنَا أَصِيلًا.
٧ مَا هِيَ ٱلضَّمَانَةُ لِنَيْلِ ٱلْبَرَكَةِ بِوَاسِطَةِ «نَسْلِ» إِبْرَاهِيمَ؟
٧ إِنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ «نَسْلِ» إِبْرَاهِيمَ. وَيُشَكِّلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنْ ذَاكَ «ٱلنَّسْلِ» ٱلْمُنْبَإِ بِهِ. وَقَدْ فُوِّضَ إِلَيْهِمْ ‹أَنْ يُعْلِنُوا فَضَائِلَ ٱلَّذِي دَعَاهُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ›. (غل ٣:٧-٩، ١٤، ١٦، ٢٦-٢٩؛ ١ بط ٢:٩) إِذًا، لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ فِي حَالِ ٱزْدَرَيْنَا بِٱلَّذِينَ أَقَامَهُمْ يَسُوعُ عَلَى مُمْتَلَكَاتِهِ. فَبِدُونِ دَعْمِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ» لَا يَسَعُنَا أَنْ نَفْهَمَ كَامِلًا مَغْزَى مَا نَقْرَأُهُ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ وَنَعْلَمَ كَيْفَ نُطَبِّقُهُ. (مت ٢٤:٤٥-٤٧) وَإِذَا طَبَّقْنَا مَا نَتَعَلَّمُهُ نَضْمَنُ أَنْ نَنَالَ بَرَكَةَ ٱللهِ.
اَلتَّرْكِيزُ عَلَى مَشِيئَةِ ٱللهِ
٨، ٩ أَيُّ جُهْدٍ بَذَلَهُ ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ يَعْقُوبُ دَلَالَةً عَلَى ثِقَتِهِ بِوَعْدِ ٱللهِ؟
٨ قَدْ تُذَكِّرُنَا فِكْرَةُ بَذْلِ ٱلْجُهُودِ ٱلْحَثِيثَةِ لِنَيْلِ بَرَكَةِ ٱللهِ بِٱلْأَبِ ٱلْجَلِيلِ يَعْقُوبَ. فَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ كَيْفَ سَيُتَمِّمُ ٱللهُ وَعْدَهُ لِإِبْرَاهِيمَ، آمَنَ بِأَنَّهُ سَيُكَثِّرُ نَسْلَ جَدِّهِ حَتَّى يَصِيرَ أُمَّةً عَظِيمَةً. لِذلِكَ سَافَرَ سَنَةَ ١٧٨١ قم
إِلَى حَارَانَ بَحْثًا عَنْ زَوْجَةٍ. وَلَمْ يَكُنْ هَمُّهُ أَنْ يَجِدَ رَفِيقَةً لَطِيفَةَ ٱلْمَعْشَرِ فَحَسْبُ، بَلْ أَرَادَ أَيْضًا عَابِدَةً لِيَهْوَهَ نَاضِجَةً رُوحِيًّا تَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ أُمًّا جَيِّدَةً لِأَوْلَادِهِ.٩ وَحِينَ ٱلْتَقَى بِقَرِيبَتِهِ رَاحِيلَ، وَقَعَ فِي حُبِّهَا وَوَافَقَ عَلَى ٱلْعَمَلِ لَدَى أَبِيهَا لَابَانَ طَوَالَ سَبْعِ سِنِينَ بُغْيَةَ تَزَوُّجِهَا. طَبْعًا، لَمْ تَكُنْ هذِهِ فِي نَظَرِ يَعْقُوبَ مُجَرَّدَ قِصَّةِ غَرَامٍ مُمَيَّزَةٍ. فَقَدْ كَانَ يَعْلَمُ بِٱلْوَعْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ ٱللهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لِجَدِّهِ إِبْرَاهِيمَ وَأَعَادَ ذِكْرَهُ لِأَبِيهِ إِسْحَاقَ. (تك ١٨:١٨؛ ٢٢:١٧، ١٨؛ ٢٦:٣-٥، ٢٤، ٢٥) كَمَا أَنَّ أَبَاهُ قَالَ لَهُ: «اَللهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يُبَارِكُكَ وَيَجْعَلُكَ مُثْمِرًا وَيُكَثِّرُكَ، فَتَصِيرُ جَمَاعَةَ شُعُوبٍ. وَيُعْطِيكَ بَرَكَةَ إِبْرَاهِيمَ، لَكَ وَلِنَسْلِكَ مَعَكَ، لِتَمْتَلِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللهُ لِإِبْرَاهِيمَ». (تك ٢٨:٣، ٤) إِذًا، إِنَّ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي بَذَلَهُ يَعْقُوبُ لِإِيجَادِ ٱلزَّوْجَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ وَإِنْشَاءِ عَائِلَةٍ لَدَلَالَةٌ عَلَى ثِقَتِهِ بِمَا قَالَهُ يَهْوَهُ.
١٠ لِمَاذَا بَارَكَ يَهْوَهُ يَعْقُوبَ؟
١٠ لَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ مُنْكَبًّا عَلَى تَحْصِيلِ ٱلثَّرْوَةِ لِلِٱهْتِمَامِ بِعَائِلَتِهِ، بَلْ كَانَ يُرَكِّزُ عَلَى وَعْدِ يَهْوَهَ وَإِتْمَامِ مَشِيئَتِهِ. لِذَا، صَمَّمَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْمُسْتَطَاعَ لِنَيْلِ ٱلْبَرَكَةِ رَغْمَ ٱلْعَقَبَاتِ. وَقَدْ حَافَظَ عَلَى مَوْقِفِهِ هذَا حَتَّى شَيْخُوخَتِهِ، فَحَظِيَ بِبَرَكَةِ يَهْوَهَ. — اِقْرَأْ تكوين ٣٢:٢٤-٢٩.
١١ أَيُّ جُهْدٍ تَدْفَعُنَا إِلَى بَذْلِهِ مَشِيئَةُ ٱللهِ ٱلْمُعْلَنَةُ فِي كَلِمَتِهِ؟
١١ عَلَى غِرَارِ يَعْقُوبَ، نَحْنُ لَا نَعْلَمُ كُلَّ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِإِتْمَامِ قَصْدِ يَهْوَهَ. إِلَّا أَنَّنَا بِدَرْسِ كَلِمَتِهِ نَحْصُلُ عَلَى فِكْرَةٍ عَامَّةٍ عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُرْتَبِطَةِ ‹بِيَوْمِ يَهْوَهَ›. (٢ بط ٣:١٠، ١٧) مَثَلًا، صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ مَتَى سَيَأْتِي ذلِكَ ٱلْيَوْمُ، لكِنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّهُ قَرِيبٌ. كَمَا أَنَّنَا نَثِقُ بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حِينَ تَقُولُ إِنَّهُ بِإِعْطَاءِ شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْقَصِيرِ ٱلْمُتَبَقِّي نُخَلِّصُ أَنْفُسَنَا وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَنَا أَيْضًا. — ١ تي ٤:١٦.
١٢ مِمَّ نَحْنُ وَاثِقُونَ؟
مت ١٠:٢٣) إِلَّا أَنَّ إِلهَنَا يُعْطِينَا إِرْشَادَاتٍ مُفِيدَةً تُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَكْرِزُ بِفَعَّالِيَّةٍ. وَنَحْنُ نَشْتَرِكُ فِي ٱلْكِرَازَةِ قَدْرَ ٱلْمُسْتَطَاعِ مُسْتَخْدِمِينَ كُلَّ ٱلْمَوَارِدِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ لَدَيْنَا. وَلكِنْ هَلْ تَكُونُ مُقَاطَعَتُنَا مُثْمِرَةً دَوْمًا؟ هذَا أَمْرٌ لَا نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَهُ مُسْبَقًا. (اِقْرَأْ جامعة ١١:٥، ٦.) فَمُهِمَّتُنَا هِيَ أَنْ نَكْرِزَ وَاثِقِينَ بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيَمْنَحُنَا بَرَكَتَهُ. (١ كو ٣:٦، ٧) وَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَرَى جُهُودَنَا ٱلْحَثِيثَةَ وَسَيُعْطِينَا أَيَّ تَوْجِيهٍ قَدْ نَحْتَاجُ إِلَيْهِ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. — مز ٣٢:٨.
١٢ قَدْ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ فِي أَيَّةِ لَحْظَةٍ؛ فَتَوْقِيتُ يَهْوَهَ لَا يَتَوَقَّفُ عَلَى وُصُولِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى كُلِّ إِنْسَانٍ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ. (طَلَبُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ
١٣، ١٤ كَيْفَ ظَهَرَتْ قُدْرَةُ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ عَلَى تَأْهِيلِ خُدَّامِهِ فِي ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ؟
١٣ مَاذَا لَوْ شَعَرْنَا أَنَّنَا لَا نَمْلِكُ ٱلْكَفَاءَةَ ٱللَّازِمَةَ لِإِنْجَازِ تَعْيِينٍ مَا أَوِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْكِرَازَةِ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَطْلُبَ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُعْطِيَنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ لِصَقْلِ قُدُرَاتِنَا ٱلَّتِي نَسْتَثْمِرُهَا فِي خِدْمَتِهِ. (اِقْرَأْ لوقا ١١:١٣.) فَرُوحُ ٱللهِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَهِّلَنَا لِتَوَلِّي ٱلتَّعْيِينَاتِ أَوِ ٱمْتِيَازَاتِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي تُمْنَحُ لَنَا مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا ٱلْمَاضِيَةُ أوْ خِبْرَتُنَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بُعَيْدَ ٱلْخُرُوجِ مِنْ مِصْرَ، مَكَّنَ رُوحُ ٱللهِ رُعَاةً وَعَبِيدًا مِنْ قَهْرِ أَعْدَائِهِمْ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ رَغْمَ عَدَمِ خِبْرَتِهِمْ فِي ٱلْحَرْبِ. (خر ١٧:٨-١٣) وَبَعْدَ ذلِكَ بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، أَعَانَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ بَصَلْئِيلَ وَأُهُولِيآبَ عَلَى تَنْفِيذِ تَصَامِيمِ ٱلْمَسْكَنِ ٱلْمُتْقَنَةِ وَٱلْمُوحَى بِهَا إِلهِيًّا. — خر ٣١:٢-٦؛ ٣٥:٣٠-٣٥.
١٤ وَهذَا ٱلرُّوحُ ٱلْقَوِيُّ عَيْنُهُ سَاعَدَ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْعَصْرِيِّينَ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِحَاجَاتِ ٱلْهَيْئَةِ حِينَ بَاتَ ضَرُورِيًّا أَنْ يُبَاشِرُوا بِعَمَلِيَّاتِ ٱلطَّبْعِ هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ. وَقَدْ كَتَبَ ٱلْأَخُ ر. ج. مارتن، نَاظِرُ ٱلْمَصْنَعِ آنَذَاكَ، رِسَالَةً أَوْضَحَ فِيهَا مَا تَمَّ إِنْجَازُهُ بِحُلُولِ سَنَةِ ١٩٢٧. ذَكَرَ: «فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ، فَتَحَ ٱلرَّبُّ ٱلْبَابَ؛ وَصَارَتِ ٱلْمَطْبَعَةُ ٱلدَّوَّارَةُ ٱلضَّخْمَةُ بَيْنَ أَيْدِينَا نَحْنُ ٱلَّذِينَ كُنَّا نَجْهَلُ تَمَامًا كَيْفِيَّةَ تَرْكِيبِهَا وَتَشْغِيلِهَا. غَيْرَ أَنَّ ٱلرَّبَّ يَعْلَمُ كَيْفَ يُنَشِّطُ أَذْهَانَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِكُلِّ مَا أُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ. . . . فَفِي غُضُونِ أَسَابِيعَ قَلِيلَةٍ، تَمَكَّنَّا مِنْ إِدَارَتِهَا. وَهِيَ لَا تَزَالُ تَقُومُ بِعَمَلٍ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ حَتَّى مُصَمِّمُوهَا أَنَّهَا تَسْتَطِيعُ ٱلْقِيَامَ بِهِ». وَإِلَى ٱلْآنَ، يَسْتَمِرُّ يَهْوَهُ فِي مُبَارَكَةِ مِثْلِ هذِهِ ٱلْجُهُودِ ٱلْجِدِّيَّةِ.
١٥ كَيْفَ تَمْنَحُ رُومَا ٨:١١ ٱلتَّشْجِيعَ لِلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْإِغْرَاءَاتِ؟
رُومَا ٧:٢١، ٢٥، وَ ٨:١١. نَعَمْ، إِنَّ «رُوحَ ٱلَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ» يُمْكِنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ أَجْلِنَا، مُعْطِيًا إِيَّانَا ٱلْقُوَّةَ لِرِبْحِ ٱلْحَرْبِ ضِدَّ رَغَبَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ. صَحِيحٌ أَنَّ هذِهِ ٱلْآيَةَ مُوَجَّهَةٌ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْأَمْرَ عَيْنَهُ يَنْطَبِقُ عَلَى جَمِيعِ خُدَّامِ ٱللهِ. فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاعِدُنَا كُلَّنَا عَلَى نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ إِذَا مَارَسْنَا ٱلْإِيمَانَ بِٱلْمَسِيحِ، ٱجْتَهَدْنَا لِإِمَاتَةِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ، وَعِشْنَا وَفْقَ تَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ.
١٥ إِنَّ رُوحَ يَهْوَهَ يَعْمَلُ بِطَرَائِقَ مُتَنَوِّعَةٍ. وَهذَا ٱلرُّوحُ مُتَاحٌ لِكُلِّ خُدَّامِهِ وَيُسَاعِدُهُمْ عَلَى تَخَطِّي عَقَبَاتٍ هَائِلَةٍ. فَمَاذَا لَوْ كُنَّا نُوَاجِهُ ٱلْإِغْرَاءَاتِ؟ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَمِدَّ ٱلْقُوَّةَ مِنْ كَلِمَاتِ بُولُسَ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي١٦ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِنَيْلِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ؟
١٦ وَلكِنْ هَلْ يُعْقَلُ أَنْ نَتَوَقَّعَ مِنَ ٱللهِ أَنْ يَمْنَحَنَا قُوَّتَهُ ٱلْفَعَّالَةَ دُونَ أَيِّ جُهْدٍ مِنْ قِبَلِنَا؟ كَلَّا. فَإِلَى جَانِبِ ٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يَلْزَمُنَا أَنْ نَجْتَهِدَ فِي دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللهِ ٱلْمُوحَى بِهَا. (ام ٢:١-٦) وَبِمَا أَنَّ رُوحَ ٱللهِ حَالٌّ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، فَإِنَّ حُضُورَنَا ٱلْمُنْتَظِمَ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ يَعْكِسُ رَغْبَتَنَا فِي ‹سَمَاعِ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْجَمَاعَاتِ›. (رؤ ٣:٦) فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَاوَبَ بِتَوَاضُعٍ مَعَ مَا نَتَعَلَّمُهُ. تَنْصَحُنَا أَمْثَالُ ١:٢٣: «اِرْجِعُوا عِنْدَ تَوْبِيخِي. وَحِينَئِذٍ أُفِيضُ لَكُمْ رُوحِي». فِعْلًا، يُعْطِي ٱللهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ «لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ حَاكِمًا». — اع ٥:٣٢.
١٧ بِمَ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ مُبَارَكَةِ ٱللهِ لِجُهُودِنَا؟
١٧ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلْجِدِّيَّةَ لَازِمَةٌ لِنَيْلِ رُوحِ ٱللهِ، إِلَّا أَنَّ وَفْرَةَ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلَّتِي يُغْدِقُهَا يَهْوَهُ عَلَى شَعْبِهِ لَيْسَتْ بِفَضْلِ عَمَلِنَا ٱلدَّؤُوبِ وَحْدَهُ. وَيُمْكِنُ تَشْبِيهُ مُبَارَكَةِ يَهْوَهَ لِجُهُودِنَا بِٱسْتِفَادَةِ أَجْسَادِنَا مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلصِّحِّيِّ. فَٱللهُ زَوَّدَنَا بِٱلطَّعَامِ وَصَمَّمَنَا بِحَيْثُ نَسْتَلِذُّ بِهِ وَنَسْتَمِدُّ ٱلْغِذَاءَ ٱلضَّرُورِيَّ مِنْهُ. لكِنَّنَا لَا نَعْرِفُ كَامِلًا كَيْفَ يَكْتَسِبُ طَعَامُنَا ٱلْمَوَادَّ ٱلْمُغَذِّيَةَ. وَلَيْسَ فِي وُسْعِ غَالِبِيَّتِنَا أَنْ تَشْرَحَ كَيْفَ تُنْتِجُ أَجْسَادُنَا ٱلطَّاقَةَ مِنْهُ. فَكُلُّ مَا نَعْرِفُهُ هُوَ أَنَّ هذَا مَا يَحْدُثُ حِينَ نَأْكُلُ. وَكُلَّمَا كَانَ ٱلطَّعَامُ مُغَذِّيًا، حَصَلْنَا عَلَى نَتَائِجَ أَفْضَلَ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُحَدِّدُ يَهْوَهُ مَطَالِبَهُ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، وَيُعْطِينَا ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱللَّازِمَةَ لِبُلُوغِ هذِهِ ٱلْمَطَالِبِ. فَهُوَ مَنْ يَقُومُ بِمُعْظَمِ ٱلْعَمَلِ وَيَسْتَحِقُّ بِٱلتَّالِي ٱلتَّسْبِيحَ. وَكُلُّ مَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ لِنَيْلِ بَرَكَتِهِ هُوَ ٱلْعَيْشُ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَشِيئَتِهِ. — حج ٢:١٨، ١٩.
١٨ مَا هُوَ تَصْمِيمُكُمْ، وَلِمَاذَا؟
١٨ إِذًا، نَحُثُّكَ أَنْ تُتَمِّمَ تَعْيِينَاتِكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَتَتَّكِلَ دَوْمًا عَلَى يَهْوَهَ كَيْ تَنْجَحَ. (مر ١١:٢٣، ٢٤) وَفِيمَا تَفْعَلُ ذلِكَ، كُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ «كُلَّ . . . مَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ». (مت ٧:٨) فَٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ سَيُبَارَكُونَ ‹بِتَاجِ ٱلْحَيَاةِ› فِي ٱلسَّمَاءِ. (يع ١:١٢) أَمَّا ‹خِرَافُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُخَرُ›، ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِنَيْلِ ٱلْبَرَكَةِ بِوَاسِطَةِ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ، فَسَيَبْتَهِجُونَ بِسَمَاعِ صَوْتِهِ حِينَ يَقُولُ: «تَعَالَوْا، يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمُهَيَّأَ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ». (يو ١٠:١٦؛ مت ٢٥:٣٤) أَجَلْ، إِنَّ «ٱلَّذِينَ يُبَارِكُهُمُ [ٱللهُ] يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ، . . . وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ». — مز ٣٧:٢٢، ٢٩.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟
• مَا هِيَ ٱلطَّاعَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ؟
• مَا ٱلْمَطْلُوبُ لِنَيْلِ بَرَكَةِ ٱللهِ؟
• كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَنَالَ رُوحَ ٱللهِ ٱلْقُدُسَ، وَكَيْفَ يَعْمَلُ مِنْ أَجْلِنَا؟
[اسئلة الدرس]
[الصورتان في الصفحة ٩]
صَارَعَ يَعْقُوبُ مَلَاكًا لِنَيْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ.
فَهَلْ تَبْذُلُ جُهْدًا جِدِّيًّا مُمَاثِلًا؟
[الصورة في الصفحة ١٠]
أَعَانَ رُوحُ ٱللهِ ٱلْقُدُسُ بَصَلْئِيلَ وَأُهُولِيآبَ عَلَى تَنْفِيذِ تَصَامِيمِ ٱلْمَسْكَنِ بِبَرَاعَةٍ