استغل عزوبتك احسن استغلال
اِسْتَغِلَّ عُزُوبَتَكَ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ
«مَنِ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُفْسِحَ مَجَالًا لِذٰلِكَ فَلْيَفْعَلْ». — مت ١٩:١٢.
١، ٢ (أ) كَيْفَ نَظَرَ يَسُوعُ وَبُولُسُ وَغَيْرُهُمَا إِلَى ٱلْعُزُوبَةِ؟ (ب) لِمَاذَا قَدْ لَا يَعْتَبِرُ ٱلْبَعْضُ ٱلْعُزُوبَةَ عَطِيَّةً؟
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ ٱلزَّوَاجَ مِنْ أَثْمَنِ عَطَايَا ٱللهِ لِلْبَشَرِ. (ام ١٩:١٤) بَيْدَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ يَقْضُونَ أَيْضًا حَيَاةً مُمْتِعَةً وَمَانِحَةً لِلِٱكْتِفَاءِ. يَقُولُ هارولد، أَخٌ فِي ٱلْـ ٩٥ مِنْ عُمْرِهِ لَمْ يَتَزَوَّجْ قَطُّ: «صَحِيحٌ أَنِّي أَفْرَحُ حِينَ أُظْهِرُ ٱلضِّيَافَةَ لِلْآخَرِينَ أَوْ أَكُونُ بِرِفْقَتِهِمْ، لكِنْ عِنْدَمَا أَكُونُ وَحْدِي لَا أَشْعُرُ أَبَدًا بِٱلْوَحْدَةِ. أَعْتَقِدُ أَنِّي فِعْلًا شَخْصٌ يَمْتَلِكُ عَطِيَّةَ ٱلْعُزُوبَةِ».
٢ وَفِي ٱلْوَاقِعِ، أَشَارَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ كِلَاهُمَا إِلَى أَنَّ ٱلْعُزُوبَةَ مَوْهِبَةٌ مِنَ ٱللهِ. (اِقْرَأْ متى ١٩:١١، ١٢؛ ١ كورنثوس ٧:٧.) فَهِيَ عَطِيَّةٌ مَثَلُهَا مَثَلُ ٱلزَّوَاجِ. لكِنْ طَبْعًا لَيْسَ جَمِيعُ ٱلْعُزَّابِ عُزَّابًا بِمِلْءِ إِرَادَتِهِمْ. فَٱلظُّرُوفُ أَحْيَانًا تُصَعِّبُ عَلَى ٱلْمَرْءِ إِيجَادَ ٱلشَّرِيكِ ٱلْمُنَاسِبِ. كَمَا أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَصِيرُونَ مُتَوَحِّدِينَ بَعْدَ سَنَوَاتٍ مِنَ ٱلزَّوَاجِ بِسَبَبِ ٱلطَّلَاقِ أَوِ ٱلْمَوْتِ. فَكَيْفَ يُمْكِنُ إِذًا ٱعْتِبَارُ ٱلْعُزُوبَةِ عَطِيَّةً؟ وَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَسْتَغِلُّوا عُزُوبَتَهُمْ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ؟
عَطِيَّةٌ فَرِيدَةٌ
٣ أَيَّةُ فُرْصَةٍ فَرِيدَةٍ يَمْتَلِكُهَا عُمُومًا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعُزَّابُ؟
٣ لَدَى ٱلْأَعْزَبِ عُمُومًا وَقْتٌ أَكْثَرُ وَحُرِّيَّةٌ أَكْبَرُ مِنَ ١ كو ٧:٣٢-٣٥) وَهذِهِ فُرْصَةٌ فَرِيدَةٌ قَدْ تُتِيحُ لَهُ أَنْ يُوَسِّعَ خِدْمَتَهُ، يَتَّسِعَ فِي مَحَبَّتِهِ لِلْآخَرِينَ، وَيَصِيرَ أَقْرَبَ إِلَى يَهْوَهَ. لِذلِكَ، قَرَّرَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ‹إِفْسَاحَ ٱلْمَجَالِ› لِلْعُزُوبَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. أَمَّا آخَرُونَ فَلَمْ يُخَطِّطُوا أَسَاسًا لِلْبَقَاءِ عُزَّابًا. وَلكِنْ عِنْدَمَا تَغَيَّرَتْ ظُرُوفُهُمْ، تَأَمَّلُوا فِيهَا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فَأَدْرَكُوا أَنَّ بِإِمْكَانِهِمْ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ أَنْ يَتَقَبَّلُوا وَضْعَهُمُ ٱلْجَدِيدَ وَيَظَلُّوا عُزَّابًا. — ١ كو ٧:٣٧، ٣٨.
ٱلْمُتَزَوِّجِ. (٤ لِمَاذَا لَدَى ٱلْعُزَّابِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَشْعُرُوا أَنَّهُمْ قَيِّمُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٤ يُدْرِكُ ٱلْعُزَّابُ أَنَّ ٱلتَّزَوُّجَ لَيْسَ شَرْطًا لِيَحْظَوْا بِتَقْدِيرِ يَهْوَهَ وَهَيْئَتِهِ. فَمَحَبَّةُ ٱللهِ تَشْمُلُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا إِفْرَادِيًّا. (مت ١٠:٢٩-٣١) وَلَا أَحَدَ أَوْ شَيْءَ يَقْدِرُ أَنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا. (رو ٨:٣٨، ٣٩) لِذَا، سَوَاءٌ كُنَّا مُتَزَوِّجِينَ أَوْ عُزَّابًا، لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِنَشْعُرَ أَنَّنَا أَفْرَادٌ قَيِّمُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
٥ مَا ٱلْمَطْلُوبُ لِلِٱسْتِفَادَةِ كَامِلًا مِنَ ٱلْعُزُوبَةِ؟
٥ لكِنْ لِكَيْ تُحْسِنَ ٱسْتِغْلَالَ عَطِيَّةِ ٱلْعُزُوبَةِ عَلَيْكَ أَنْ تَعْمَلَ بِجِدٍّ. فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ ٱلْيَوْمَ — اَلذُّكُورِ وَٱلْإِنَاثِ، ٱلْأَحْدَاثِ وَٱلْمُتَقَدِّمِينَ فِي ٱلسِّنِّ، ٱلْعُزَّابِ بِٱخْتِيَارِهِمْ أَوْ بِسَبَبِ ٱلظُّرُوفِ — أَنْ يَفْعَلُوا ذلِكَ؟ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْمُشَجِّعَةِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ وَنَرَ أَيَّةَ دُرُوسٍ نَسْتَمِدُّهَا مِنْهَا.
اَلْعُزُوبَةُ فِي سِنِّ ٱلشَّبَابِ
٦، ٧ (أ) أَيُّ ٱمْتِيَازِ خِدْمَةٍ حَظِيَتْ بِهِ بَنَاتُ فِيلِبُّسَ ٱلْعَذَارَى؟ (ب) كَيْفَ ٱغْتَنَمَ تِيمُوثَاوُسُ سَنَوَاتِ عُزُوبَتِهِ، وَأَيَّةُ بَرَكَةٍ حَصَدَهَا نَتِيجَةَ طَوْعِيَّتِهِ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَهُوَ لَا يَزَالُ شَابًّا؟
٦ كَانَ لَدَى فِيلِبُّسَ ٱلْمُبَشِّرِ أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى غَيُورَاتٍ مِثْلَهُ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. (اع ٢١:٨، ٩) وَقَدْ كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ إِتْمَامًا لِيُوئِيل ٢:٢٨، ٢٩، إِذْ كَانَ ٱلتَّنَبُّؤُ إِحْدَى مَوَاهِبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْعَجَائِبِيَّةِ.
٧ إِلَيْكَ أَيْضًا مِثَالَ تِيمُوثَاوُسَ، شَابٌّ ٱغْتَنَمَ سَنَوَاتِ عُزُوبَتِهِ بِشَكْلٍ جَيِّدٍ. فَقَدْ عَلَّمَتْهُ أُمُّهُ أَفْنِيكِي وَجَدَّتُهُ لُوئِيسُ «ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةَ» مُنْذُ طُفُولَتِهِ. (٢ تي ١:٥؛ ٣:١٤، ١٥) غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْتَنِقُوا ٱلْمَسِيحِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِلَّا خِلَالَ زِيَارَةِ بُولُسَ ٱلْأُولَى إِلَى مَوْطِنِهِمْ لِسْتَرَةَ حَوَالَيْ سَنَةِ ٤٧ بم. وَعِنْدَمَا جَاءَ بُولُسُ لِلْمَرَّةِ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى لِسْتَرَةَ بَعْدَ سَنَتَيْنِ، كَانَ تِيمُوثَاوُسُ فِي أَغْلَبِ ٱلظَّنِّ فِي أَوَاخِرِ سِنِي مُرَاهَقَتِهِ أَوْ أَوَائِلِ عِشْرِينَاتِهِ. وَبِٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ كَانَ لَا يَزَالُ نِسْبِيًّا صَغِيرًا فِي ٱلسِّنِّ وَجَدِيدًا فِي ٱلْحَقِّ، فَقَدْ كَانَ «مَشْهُودًا لَهُ» مِنَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ فِي لِسْتَرَةَ وَإِيقُونِيَةَ ٱلْمُجَاوِرَةِ. (اع ١٦:١، ٢) لِذَا، دَعَاهُ بُولُسُ أَنْ يُرَافِقَهُ فِي عَمَلِهِ ٱلْجَائِلِ. (١ تي ١:١٨؛ ٤:١٤) طَبْعًا، نَحْنُ لَا نَعْرِفُ إِنْ كَانَ تِيمُوثَاوُسُ قَدْ تَزَوَّجَ فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ. لكِنْ مَا نَعْلَمُهُ هُوَ أَنَّ هذَا ٱلشَّابَّ لَبَّى دَعْوَةَ بُولُسَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ، وَأَنَّهُ خَدَمَ بَعْدَ ذلِكَ طَوَالَ سِنِينَ كَمُرْسَلٍ وَنَاظِرٍ أَعْزَبَ. — في ٢:٢٠-٢٢.
٨ مَاذَا مَكَّنَ يُوحَنَّا مَرْقُسَ مِنَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ أَهْدَافٍ رُوحِيَّةٍ، وَأَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَالَهَا نَتِيجَةَ ذلِكَ؟
٨ يُوحَنَّا مَرْقُسُ شَابٌّ آخَرُ عَرَفَ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ مِنْ سَنَوَاتِ عُزُوبَتِهِ. فَقَدْ كَانَ هُوَ وَأُمُّهُ مَرْيَمُ وَنَسِيبُهُ بَرْنَابَا مِنْ أَوَائِلِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ عَائِلَةَ مَرْقُسَ كَانَتْ مَيْسُورَةً لِأَنَّهُمُ ٱمْتَلَكُوا بَيْتًا خَاصًّا فِي ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَتْ لَدَيْهِمْ جَارِيَةٌ. (اع ١٢:١٢، ١٣) غَيْرَ أَنَّ هذَا ٱلشَّابَّ لَمْ يَنْغَمِسْ فِي ٱلْمَلَذَّاتِ وَلَمْ يَنْصَبَّ ٱهْتِمَامُهُ عَلَى نَفْسِهِ. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، لَمْ يَكُنْ هَمُّهُ ٱلِٱسْتِقْرَارَ وَتَأْسِيسَ عَائِلَةٍ وَٱلْعَيْشَ حَيَاةً مُرِيحَةً. فَعِشْرَتُهُ لِلرُّسُلِ فِي حَدَاثَتِهِ نَمَّتْ فِيهِ حَسْبَمَا يَتَّضِحُ رَغْبَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ. لِذلِكَ رَافَقَ بِكُلِّ سُرُورٍ بُولُسَ وَبَرْنَابَا فِي رِحْلَتِهِمَا ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلْأُولَى وَكَانَ خَادِمًا لَهُمَا. (اع ١٣:٥) وَفِي مَا بَعْدُ، سَافَرَ مَعَ بَرْنَابَا، حَتَّى إِنَّهُ خَدَمَ لَاحِقًا مَعَ بُطْرُسَ فِي بَابِلَ. (اع ١٥:٣٩؛ ١ بط ٥:١٣) وَمَعَ أَنَّنَا لَا نَعْلَمُ إِلَى مَتَى ظَلَّ مَرْقُسُ عَازِبًا، لكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ كَانَ مَعْرُوفًا بِٱسْتِعْدَادِهِ لِخِدْمَةِ ٱلْغَيْرِ وَٱلتَّفَانِي فِي خِدْمَةِ ٱللهِ.
٩، ١٠ أَيَّةُ فُرَصٍ لِتَوْسِيعِ ٱلْخِدْمَةِ مُتَاحَةٌ ٱلْيَوْمَ لِلْأَحْدَاثِ ٱلْعُزَّابِ؟ أَعْطُوا مَثَلًا.
٩ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُسَرُّ أَحْدَاثٌ كَثِيرُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ بِأَنْ يَسْتَخْدِمُوا فَتْرَةَ عُزُوبَتِهِمْ فِي تَوْسِيعِ خِدْمَتِهِمْ لِلهِ. وَمِثْلَ مَرْقُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ، هُمْ يُدْرِكُونَ أَنَّ ٱلْعُزُوبَةَ تُمَكِّنُهُمْ مِنَ «ٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى خِدْمَةِ ٱلرَّبِّ دُونَ ٱلْتِهَاءٍ». (١ كو ٧:٣٥) فَهِيَ تُتِيحُ لَهُمْ فُرَصًا كَثِيرَةً: اَلْفَتْحَ، ٱلْخِدْمَةَ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى كَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ، تَعَلُّمَ لُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ، ٱلْمُشَارَكَةَ فِي بِنَاءِ فَرْعٍ أَوْ قَاعَةٍ لِلْمَلَكُوتِ، حُضَورَ مَدْرَسَةِ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ، وَٱلْخِدْمَةَ فِي بَيْتَ إِيلَ. فَإِذَا كُنْتَ لَا تَزَالُ حَدَثًا عَازِبًا، فَهَلْ تَسْتَغِلُّ وَضْعَكَ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ؟
١٠ إِلَيْكَ مِثَالَ أَخٍ ٱسْمُهُ مارك. فَقَدِ ٱنْخَرَطَ فِي ٱلْفَتْحِ فِي أَوَاخِرِ سِنِي مُرَاهَقَتِهِ، حَضَرَ مَدْرَسَةَ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ، وَنَالَ تَعْيِينَاتٍ مُخْتَلِفَةً حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَإِذْ يَسْتَذْكِرُ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْـ ٢٥ ٱلَّتِي قَضَاهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ، يَقُولُ: «حَاوَلْتُ أَنْ أُشَجِّعَ ٱلْجَمِيعَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلِٱشْتِرَاكِ مَعَهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ، ٱلْقِيَامِ بِزِيَارَاتٍ رِعَائِيَّةٍ لَهُمْ، دَعْوَتِهِمْ إِلَى تَنَاوُلِ وَجْبَةِ طَعَامٍ فِي بَيْتِي، وَأَيْضًا ٱلتَّرْتِيبِ لِتَجَمُّعَاتٍ بَنَّاءَةٍ رُوحِيًّا. وَقَدْ جَلَبَتْ لِي كُلُّ هذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ فَرَحًا عَظِيمًا». كَمَا يُظْهِرُ تَعْلِيقُ مارك، يَأْتِي أَعْظَمُ فَرَحٍ فِي ٱلْحَيَاةِ مِنَ ٱلْعَطَاءِ. وَأَيُّ أَمْرٍ يُزَوِّدُ فُرَصًا عَدِيدَةً لِلْعَطَاءِ أَفْضَلُ مِنْ تَكْرِيسِ ٱلْمَرْءِ حَيَاتَهُ لِلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟! (اع ٢٠:٣٥) فَمَهْمَا كَانَتِ ٱهْتِمَامَاتُكَ ٱلشَّخْصِيَّةُ، مَهَارَاتُكَ، أَوْ خِبْرَتُكَ فِي ٱلْحَيَاةِ، فَهُنَالِكَ أَمَامَكَ ٱلْيَوْمَ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ لِفِعْلِهَا فِي عَمَلِ ٱلرَّبِّ. — ١ كو ١٥:٥٨.
١١ مَا هِيَ بَعْضُ فَوَائِدِ عَدَمِ ٱلِٱسْتِعْجَالِ فِي ٱلزَّوَاجِ؟
١١ صَحِيحٌ أَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْأَحْدَاثِ يَرْغَبُونَ أَنْ يَتَزَوَّجُوا فِي آخِرِ ٱلْمَطَافِ، لكِنْ تُوجَدُ أَسْبَابٌ مُهِمَّةٌ لِعَدَمِ ٱلِٱسْتِعْجَالِ. فَبُولُسُ يُشَجِّعُ ٱلْأَحْدَاثَ أَنْ يَنْتَظِرُوا عَلَى ٱلْأَقَلِّ حَتَّى يَتَجَاوَزُوا «رَيْعَانَ ٱلشَّبَابِ» حِينَ تَكُونُ ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْجِنْسِيَّةُ فِي أَوْجِهَا. (١ كو ٧:٣٦) كَمَا أَنَّ مُرُورَ ٱلْوَقْتِ لَازِمٌ لِتَفْهَمَ نَفْسَكَ وَتَكْتَسِبَ خِبْرَةً كَافِيَةً فِي ٱلْحَيَاةِ تُمَكِّنُكَ مِنِ ٱخْتِيَارِ ٱلشَّرِيكِ ٱلْمُنَاسِبِ. هذَا عَدَا عَنْ أَنَّ نَذْرَ ٱلزَّوَاجِ قَرَارٌ جِدِّيٌّ يَنْبَغِي أَنْ تَلْتَزِمَ بِهِ مَدَى ٱلْعُمْرِ. — جا ٥:٢-٥.
اَلْعُزُوبَةُ فِي سِنٍّ مُتَقَدِّمَةٍ
١٢ (أ) كَيْفَ ٱسْتَغَلَّتِ ٱلْأَرْمَلَةُ حَنَّةُ ظَرْفَهَا ٱلْجَدِيدَ؟ (ب) أَيُّ ٱمْتِيَازٍ حَظِيَتْ بِهِ؟
١٢ لَا بُدَّ أَنَّ حَنَّةَ ٱلَّتِي يُخْبِرُنَا عَنْهَا إِنْجِيلُ لُوقَا حَزِنَتْ كَثِيرًا عِنْدَمَا مَاتَ زَوْجُهَا بَعْدَ مُجَرَّدِ سَبْعِ سِنِينَ مِنَ ٱلزَّوَاجِ. وَفِي حِينِ لَا نَعْلَمُ هَلْ أَنْجَبَتْ أَوْلَادًا أَوْ فَكَّرَتْ بِٱلتَّزَوُّجِ ثَانِيَةً، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهَا كَانَتْ أَرْمَلَةً فِي ٱلـ ٨٤ مِنْ عُمْرِهَا. وَنَسْتَنْتِجُ مِمَّا يَذْكُرُهُ أَنَّهَا ٱسْتَغَلَّتْ ظَرْفَهَا ٱلْجَدِيدَ لِلتَّقَرُّبِ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ. فَكَانَتْ «لَا تَغِيبُ أَبَدًا عَنِ ٱلْهَيْكَلِ، مُؤَدِّيَةً خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لَيْلًا وَنَهَارًا بِٱلْأَصْوَامِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ». (لو ٢:٣٦، ٣٧) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ كَانَتْ لَهَا ٱلْأَوْلَوِيَّةُ فِي حَيَاتِهَا. وَرَغْمَ أَنَّ ذلِكَ تَطَلَّبَ مِنْهَا عَزِيمَةً مَاضِيَةً وَجُهْدًا كَبِيرًا، فَقَدْ نَالَتْ بَرَكَةً عَظِيمَةً إِذْ حَظِيَتْ بِٱمْتِيَازِ رُؤْيَةِ ٱلصَّغِيرِ يَسُوعَ وَشَهِدَتْ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي كَانَ ٱلْمَسِيَّا سَيَجْلُبُهَا قَرِيبًا. — لو ٢:٣٨.
١٣ (أ) مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ دُورْكَاسَ كَانَتْ نَشِيطَةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ (ب) كَيْفَ كُوفِئَتْ دُورْكَاسُ عَلَى صَلَاحِهَا وَلُطْفِهَا؟
١٣ ثَمَّةَ ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُهَا دُورْكَاسُ، أَوْ طَابِيثَا، عَاشَتْ فِي يَافَا، مِينَاءٍ بَحْرِيٍّ شَمَالَ غَرْبِ أُورُشَلِيمَ. وَبِمَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لَا يَقُولُ إِنَّ لَهَا زَوْجًا، فَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُتَزَوِّجَةً آنَذَاكَ. وَقَدْ «كَانَتْ مُمْتَلِئَةً بِٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ وَٱلصَّدَقَاتِ». فَكَمَا هُوَ وَاضِحٌ، ٱعْتَادَتْ أَنْ تَصْنَعَ أَرْدِيَةً كَثِيرَةً لِلْأَرَامِلِ وَغَيْرِهِنَّ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي حَبَّبَهَا إِلَيْهِنَّ كَثِيرًا. لِذلِكَ حِينَ مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَجْأَةً، أَرْسَلَتِ ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا فِي طَلَبِ بُطْرُسَ مُتَوَسِّلَةً إِلَيْهِ أَنْ يُقِيمَ أُخْتَهُمُ ٱلْعَزِيزَةَ. وَعِنْدَمَا شَاعَ خَبَرُ قِيَامَتِهَا فِي يَافَا كُلِّهَا، صَارَ كَثِيرُونَ مُؤْمِنِينَ. (اع ٩:٣٦-٤٢) وَلَرُبَّمَا سَاهَمَتْ دُورْكَاسُ نَفْسُهَا فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْعَدِيدِ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْجُدُدِ بِٱلْإِعْرَابِ عَنْ لُطْفٍ مُمَيَّزٍ.
١٤ مَاذَا يَحْمِلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابَ عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ؟
١٤ مِثْلَ حَنَّةَ وَدُورْكَاسَ، كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ فِي سِنٍّ مُتَقَدِّمَةٍ ٱلْيَوْمَ هُمْ غَيْرُ مُتَزَوِّجِينَ. فَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَجِدْ رَفِيقَ زَوَاجٍ مُلَائِمًا، وَمِنْهُمْ مَنْ تَطَلَّقَ أَوْ تَرَمَّلَ. وَبِمَا أَنَّ هؤُلَاءِ لَيْسَ لَدَيْهِمْ شَرِيكٌ يَأْتَمِنُونَهُ عَلَى مَشَاعِرِهِمِ ٱلدَّفِينَةِ، فَغَالِبًا مَا يَتَعَلَّمُونَ ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى يَهْوَهَ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ. (ام ١٦:٣) وَتَعْتَبِرُ سيلڤيا، أُخْتٌ عَزْبَاءُ تَخْدُمُ فِي بَيْتَ إِيلَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٨ سَنَةً، هذَا ٱلْأَمْرَ بَرَكَةً. تَذْكُرُ: «يُتْعِبُنِي أَحْيَانًا أَنْ أَكُونَ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ دَوْمًا ٱلدَّعْمَ لِلْآخَرِينَ، لِذلِكَ أَتَسَاءَلُ: ‹وَأَنَا، مَنْ سَيُشَجِّعُنِي؟›». لكِنَّهَا تُضِيفُ: «لَدَيَّ ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ حَاجَتِي أَكْثَرَ مِنِّي، وَهذَا يُقَرِّبُنِي إِلَيْهِ أَكْثَرَ. وَأَنَا أَحْصُلُ دَائِمًا عَلَى ٱلتَّشْجِيعِ، وَأَحْيَانًا مِنْ مَصَادِرَ لَا أَتَوَقَّعُهَا أَبَدًا». نَعَمْ، عِنْدَمَا تَتَوَثَّقُ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ، يُحِيطُنَا بِعِنَايَتِهِ ٱلرَّقِيقَةِ وَيُشَدِّدُ عَزِيمَتَنَا.
١٥ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ غَيْرُ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ ‹ٱلِٱتِّسَاعَ› فِي مَحَبَّتِهِمْ؟
١٥ تَمْنَحُ ٱلْعُزُوبَةُ مَجَالًا كَبِيرًا ‹لِلِٱتِّسَاعِ› فِي ٱلْمَحَبَّةِ. (اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٦:١١-١٣.) تَقُولُ جولين، أُخْتٌ عَزْبَاءُ مُنْخَرِطَةٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُنْذُ ٣٤ سَنَةً: «عَمِلْتُ جَاهِدَةً أَنْ أَبْنِيَ صَدَاقَاتٍ حَمِيمَةً لَيْسَ فَقَطْ مَعَ ٱلَّذِينَ مِنْ عُمْرِي بَلْ مَعَ مُخْتَلِفِ ٱلْأَشْخَاصِ. فَٱلْعُزُوبَةُ فُرْصَةٌ مُمَيَّزَةٌ لِيَخْدُمَ ٱلْمَرْءُ يَهْوَهَ وَيُسَاعِدَ عَائِلَتَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ وَٱلْآخَرِينَ. وَكُلَّمَا تَقَدَّمَتْ بِي ٱلسِّنُونُ شَعَرْتُ بِفَرَحٍ أَكْبَرَ حِيَالَ عُزُوبَتِي». وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْكِبَارَ فِي ٱلسِّنِّ، ٱلْعَجَزَةَ، ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمُتَوَحِّدِينَ، ٱلْأَحْدَاثَ، وَغَيْرَهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يُقَدِّرُونَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ ٱلدَّعْمَ غَيْرَ ٱلْأَنَانِيِّ ٱلَّذِي يَنَالُونَهُ مِنَ ٱلْعُزَّابِ. فِعْلًا، حِينَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ تِجَاهَ ٱلْغَيْرِ يَتَحَسَّنُ شُعُورُنَا حِيَالَ أَنْفُسِنَا. فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ ‹تَتَّسِعَ› فِي مَحَبَّتِكَ لِمَنْ حَوْلَكَ؟
اَلْعُزُوبَةُ مَدَى ٱلْعُمْرِ
١٦ (أ) لِمَاذَا لَمْ يَتَزَوَّجْ يَسُوعُ قَطُّ؟ (ب) كَيْفَ ٱسْتَفَادَ بُولُسُ مِنْ عُزُوبَتِهِ بِحِكْمَةٍ؟
١٦ لَمْ يَتَزَوَّجْ يَسُوعُ قَطُّ. فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعِدَّ وَيُتَمِّمَ ٱلْخِدْمَةَ ٱلْمُعَيَّنَةَ لَهُ مِنَ ٱللهِ. وَقَدْ سَافَرَ مِرَارًا، عَمِلَ مِنَ ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ حَتَّى وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنَ ٱللَّيْلِ، وَقَدَّمَ أَخِيرًا حَيَاتَهُ ذَبِيحَةً. لِذَا كَانَ مِنَ ٱلْجَيِّدِ أَنْ يَظَلَّ عَازِبًا. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا قَطَعَ آلَافَ ٱلْكِيلُومِتْرَاتِ وَوَاجَهَ مَصَاعِبَ جَمَّةً فِي خِدْمَتِهِ. (٢ كو ١١:٢٣-٢٧) صَحِيحٌ أَنَّهُ رُبَّمَا كَانَ مُتَزَوِّجًا فِي ٱلسَّابِقِ، إِلَّا أَنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يَبْقَى عَازِبًا بَعْدَمَا ٱخْتِيرَ رَسُولًا لِلْأُمَمِ. (١ كو ٧:٧؛ ٩:٥) وَقَدْ شَجَّعَ يَسُوعُ وَبُولُسُ كِلَاهُمَا ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَقْتَدُوا بِمِثَالِهِمَا عِنْدَ ٱلْإِمْكَانِ، وَذلِكَ فِي سَبِيلِ ٱلْخِدْمَةِ. لكِنْ لَا أَحَدَ مِنْهُمَا وَضَعَ ٱلتَّبَتُّلَ شَرْطًا لِخِدْمَةِ ٱللهِ. — ١ تي ٤:١-٣.
١٧ كَيْفَ يَسِيرُ ٱلْبَعْضُ ٱلْيَوْمَ عَلَى خُطَى يَسُوعَ وَبُولُسَ، وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ تَضْحِيَاتِهِمْ؟
١٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُقَرِّرُ ٱلْبَعْضُ بِمِلْءِ إِرَادَتِهِمْ أَنْ يَظَلُّوا عُزَّابًا كَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِتْمَامِ خِدْمَتِهِمْ عَلَى نَحْوٍ أَفْضَلَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَخْدُمُ هارولد، ٱلْمَذْكُورُ آنِفًا، فِي بَيْتَ إِيلَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٥٦ سَنَةً. يَقُولُ: «خِلَالَ سَنَوَاتِي ٱلْعَشْرِ ٱلْأُولَى فِي بَيْتَ إِيلَ، رَأَيْتُ أَزْوَاجًا كَثِيرِينَ يَتْرُكُونَ هذَا ٱلْمَكَانَ بِسَبَبِ ٱلْمَرَضِ أَوْ مِنْ أَجْلِ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِوَالِدٍ مُسِنٍّ. أَمَّا أَنَا فَوَالِدَايَ كِلَاهُمَا مُتَوَفَّيَانِ. وَبِمَا أَنَّنِي أَحْبَبْتُ بَيْتَ إِيلَ كَثِيرًا فَلَمْ أَشَأْ أَنْ أُعَرِّضَ نَفْسِي لِخَسَارَةِ هذَا ٱلِٱمْتِيَازِ بِٱلتَّزَوُّجِ». عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، ذَكَرَتْ مارڠريت مُنْذُ سَنَوَاتٍ، وَهِيَ أُخْتٌ خَدَمَتْ فَتْرَةً طَوِيلَةً كَفَاتِحَةٍ: «سَنَحَتْ لِي فِي حَيَاتِي فُرَصٌ عَدِيدَةٌ لِلزَّوَاجِ، لكِنِّي لَمْ أُعِرْهَا أَيَّ ٱهْتِمَامٍ. عِوَضَ ذلِكَ، ٱسْتَفَدْتُ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي تَمْنَحُنِي إِيَّاهَا ٱلْعُزُوبَةُ لِلِٱنْشِغَالِ بِٱلْخِدْمَةِ، مَا جَلَبَ لِي سُرُورًا عَظِيمًا». بِٱلتَّأْكِيدِ، لَنْ يَنْسَى يَهْوَهُ أَبَدًا أَيَّ شَخْصٍ يَقُومُ بِهذِهِ ٱلتَّضْحِيَاتِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ فِي سَبِيلِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. — اِقْرَأْ اشعيا ٥٦:٤، ٥.
اِسْتَفِدْ مِنْ ظُرُوفِكَ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْأَقْصَى
١٨ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ ٱلْآخَرُونَ تَشْجِيعَ وَدَعْمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ؟
١٨ يَسْتَحِقُّ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ ٱلَّذِينَ يَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ مَدْحَنَا وَتَشْجِيعَنَا ٱلصَّادِقَيْنِ. وَنَحْنُ نُحِبُّهُمْ لِمَا فِيهِمْ مِنْ صِفَاتٍ جَمِيلَةٍ وَلِلْمُسَاعَدَةِ ٱلْقَيِّمَةِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلْجَمَاعَةِ. وَإِذَا عَامَلْنَاهُمْ فِعْلًا كَمَا لَوْ أَنَّنَا «إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ وَأُمَّهَاتٌ وَأَوْلَادٌ» رُوحِيُّونَ لَهُمْ، فَلَنْ يَشْعُرُوا أَلْبَتَّةَ بِٱلْوَحْدَةِ. — اِقْرَأْ مرقس ١٠:٢٨-٣٠.
١٩ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَغِلُّوا عُزُوبَتَكُمْ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ؟
١٩ سَوَاءٌ كُنْتَ أَعْزَبَ ٱخْتِيَارًا أَوْ بِسَبَبِ ٱلظُّرُوفِ، نَأْمُلُ أَنْ تُؤَكِّدَ لَكَ ٱلْأَمْثِلَةُ أَعْلَاهُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَكَذلِكَ ٱلْأَمْثِلَةُ ٱلْعَصْرِيَّةُ أَنَّ بِإِمْكَانِكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَحْيَا حَيَاةً سَعِيدَةً وَمُثْمِرَةً. فَهُنَالِكَ فِي ٱلْحَيَاةِ عَطَايَا مُتَوَقَّعَةٌ وَأُخْرَى غَيْرُ مُتَوَقَّعَةٍ. اَلْبَعْضُ مِنْهَا تُقَدَّرُ أَهَمِّيَّتُهُ فَوْرًا، أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فَلَا تُعْرَفُ قِيمَتُهُ إِلَّا مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ. فَٱلْأَمْرُ يَتَوَقَّفُ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ عَلَى مَوْقِفِنَا. لِذلِكَ كَيْ تَسْتَغِلَّ عُزُوبَتَكَ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ، ٱقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ، كُنْ مَشْغُولًا دَوْمًا بِخِدْمَتِهِ، وَٱتَّسِعْ فِي مَحَبَّتِكَ لِلْآخَرِينَ. حَقًا، إِنَّ عَطِيَّةَ ٱلْعُزُوبَةِ، كَٱلزَّوَاجِ، لَهَا فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ شَرْطَ أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهَا مِنْ مِنْظَارِ ٱللهِ وَنَسْتَغِلَّهَا بِحِكْمَةٍ.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• كَيْفَ يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُ ٱلْعُزُوبَةِ عَطِيَّةً؟
• كَيْفَ تَكُونُ ٱلْعُزُوبَةُ بَرَكَةً فِي سِنِّ ٱلشَّبَابِ؟
• أَيَّةُ فُرَصٍ مُتَاحَةٌ أَمَامَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ كَيْ يَقْتَرِبُوا أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ وَيَتَّسِعُوا فَي مَحَبَّتِهِمْ؟
[اسئلة الدرس]
[الصور في الصفحة ١٨]
هَلْ تَسْتَغِلُّ عُزُوبَتَكَ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ؟