الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

استغل عزوبتك احسن استغلال

استغل عزوبتك احسن استغلال

اِسْتَغِلَّ عُزُوبَتَكَ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ

‏«مَنِ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُفْسِحَ مَجَالًا لِذٰلِكَ فَلْيَفْعَلْ».‏ —‏ مت ١٩:‏١٢‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كَيْفَ نَظَرَ يَسُوعُ وَبُولُسُ وَغَيْرُهُمَا إِلَى ٱلْعُزُوبَةِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا قَدْ لَا يَعْتَبِرُ ٱلْبَعْضُ ٱلْعُزُوبَةَ عَطِيَّةً؟‏

مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ ٱلزَّوَاجَ مِنْ أَثْمَنِ عَطَايَا ٱللهِ لِلْبَشَرِ.‏ (‏ام ١٩:‏١٤‏)‏ بَيْدَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ يَقْضُونَ أَيْضًا حَيَاةً مُمْتِعَةً وَمَانِحَةً لِلِٱكْتِفَاءِ.‏ يَقُولُ هارولد،‏ أَخٌ فِي ٱلْـ‍ ٩٥ مِنْ عُمْرِهِ لَمْ يَتَزَوَّجْ قَطُّ:‏ «صَحِيحٌ أَنِّي أَفْرَحُ حِينَ أُظْهِرُ ٱلضِّيَافَةَ لِلْآخَرِينَ أَوْ أَكُونُ بِرِفْقَتِهِمْ،‏ لكِنْ عِنْدَمَا أَكُونُ وَحْدِي لَا أَشْعُرُ أَبَدًا بِٱلْوَحْدَةِ.‏ أَعْتَقِدُ أَنِّي فِعْلًا شَخْصٌ يَمْتَلِكُ عَطِيَّةَ ٱلْعُزُوبَةِ».‏

٢ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ أَشَارَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ كِلَاهُمَا إِلَى أَنَّ ٱلْعُزُوبَةَ مَوْهِبَةٌ مِنَ ٱللهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ متى ١٩:‏١١،‏ ١٢؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏٧‏.‏‏)‏ فَهِيَ عَطِيَّةٌ مَثَلُهَا مَثَلُ ٱلزَّوَاجِ.‏ لكِنْ طَبْعًا لَيْسَ جَمِيعُ ٱلْعُزَّابِ عُزَّابًا بِمِلْءِ إِرَادَتِهِمْ.‏ فَٱلظُّرُوفُ أَحْيَانًا تُصَعِّبُ عَلَى ٱلْمَرْءِ إِيجَادَ ٱلشَّرِيكِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَصِيرُونَ مُتَوَحِّدِينَ بَعْدَ سَنَوَاتٍ مِنَ ٱلزَّوَاجِ بِسَبَبِ ٱلطَّلَاقِ أَوِ ٱلْمَوْتِ.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ إِذًا ٱعْتِبَارُ ٱلْعُزُوبَةِ عَطِيَّةً؟‏ وَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَسْتَغِلُّوا عُزُوبَتَهُمْ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ؟‏

عَطِيَّةٌ فَرِيدَةٌ

٣ أَيَّةُ فُرْصَةٍ فَرِيدَةٍ يَمْتَلِكُهَا عُمُومًا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعُزَّابُ؟‏

٣ لَدَى ٱلْأَعْزَبِ عُمُومًا وَقْتٌ أَكْثَرُ وَحُرِّيَّةٌ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْمُتَزَوِّجِ.‏ (‏١ كو ٧:‏٣٢-‏٣٥‏)‏ وَهذِهِ فُرْصَةٌ فَرِيدَةٌ قَدْ تُتِيحُ لَهُ أَنْ يُوَسِّعَ خِدْمَتَهُ،‏ يَتَّسِعَ فِي مَحَبَّتِهِ لِلْآخَرِينَ،‏ وَيَصِيرَ أَقْرَبَ إِلَى يَهْوَهَ.‏ لِذلِكَ،‏ قَرَّرَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ‹إِفْسَاحَ ٱلْمَجَالِ› لِلْعُزُوبَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ أَمَّا آخَرُونَ فَلَمْ يُخَطِّطُوا أَسَاسًا لِلْبَقَاءِ عُزَّابًا.‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا تَغَيَّرَتْ ظُرُوفُهُمْ،‏ تَأَمَّلُوا فِيهَا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فَأَدْرَكُوا أَنَّ بِإِمْكَانِهِمْ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ أَنْ يَتَقَبَّلُوا وَضْعَهُمُ ٱلْجَدِيدَ وَيَظَلُّوا عُزَّابًا.‏ —‏ ١ كو ٧:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

٤ لِمَاذَا لَدَى ٱلْعُزَّابِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَشْعُرُوا أَنَّهُمْ قَيِّمُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

٤ يُدْرِكُ ٱلْعُزَّابُ أَنَّ ٱلتَّزَوُّجَ لَيْسَ شَرْطًا لِيَحْظَوْا بِتَقْدِيرِ يَهْوَهَ وَهَيْئَتِهِ.‏ فَمَحَبَّةُ ٱللهِ تَشْمُلُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا إِفْرَادِيًّا.‏ (‏مت ١٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ وَلَا أَحَدَ أَوْ شَيْءَ يَقْدِرُ أَنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا.‏ (‏رو ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ لِذَا،‏ سَوَاءٌ كُنَّا مُتَزَوِّجِينَ أَوْ عُزَّابًا،‏ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِنَشْعُرَ أَنَّنَا أَفْرَادٌ قَيِّمُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

٥ مَا ٱلْمَطْلُوبُ لِلِٱسْتِفَادَةِ كَامِلًا مِنَ ٱلْعُزُوبَةِ؟‏

٥ لكِنْ لِكَيْ تُحْسِنَ ٱسْتِغْلَالَ عَطِيَّةِ ٱلْعُزُوبَةِ عَلَيْكَ أَنْ تَعْمَلَ بِجِدٍّ.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ ٱلْيَوْمَ —‏ اَلذُّكُورِ وَٱلْإِنَاثِ،‏ ٱلْأَحْدَاثِ وَٱلْمُتَقَدِّمِينَ فِي ٱلسِّنِّ،‏ ٱلْعُزَّابِ بِٱخْتِيَارِهِمْ أَوْ بِسَبَبِ ٱلظُّرُوفِ —‏ أَنْ يَفْعَلُوا ذلِكَ؟‏ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْمُشَجِّعَةِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ وَنَرَ أَيَّةَ دُرُوسٍ نَسْتَمِدُّهَا مِنْهَا.‏

اَلْعُزُوبَةُ فِي سِنِّ ٱلشَّبَابِ

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ أَيُّ ٱمْتِيَازِ خِدْمَةٍ حَظِيَتْ بِهِ بَنَاتُ فِيلِبُّسَ ٱلْعَذَارَى؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱغْتَنَمَ تِيمُوثَاوُسُ سَنَوَاتِ عُزُوبَتِهِ،‏ وَأَيَّةُ بَرَكَةٍ حَصَدَهَا نَتِيجَةَ طَوْعِيَّتِهِ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَهُوَ لَا يَزَالُ شَابًّا؟‏

٦ كَانَ لَدَى فِيلِبُّسَ ٱلْمُبَشِّرِ أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى غَيُورَاتٍ مِثْلَهُ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ (‏اع ٢١:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَقَدْ كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ إِتْمَامًا لِيُوئِيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏،‏ إِذْ كَانَ ٱلتَّنَبُّؤُ إِحْدَى مَوَاهِبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْعَجَائِبِيَّةِ.‏

٧ إِلَيْكَ أَيْضًا مِثَالَ تِيمُوثَاوُسَ،‏ شَابٌّ ٱغْتَنَمَ سَنَوَاتِ عُزُوبَتِهِ بِشَكْلٍ جَيِّدٍ.‏ فَقَدْ عَلَّمَتْهُ أُمُّهُ أَفْنِيكِي وَجَدَّتُهُ لُوئِيسُ «ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةَ» مُنْذُ طُفُولَتِهِ.‏ (‏٢ تي ١:‏٥؛‏ ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْتَنِقُوا ٱلْمَسِيحِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِلَّا خِلَالَ زِيَارَةِ بُولُسَ ٱلْأُولَى إِلَى مَوْطِنِهِمْ لِسْتَرَةَ حَوَالَيْ سَنَةِ ٤٧ ب‌م.‏ وَعِنْدَمَا جَاءَ بُولُسُ لِلْمَرَّةِ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى لِسْتَرَةَ بَعْدَ سَنَتَيْنِ،‏ كَانَ تِيمُوثَاوُسُ فِي أَغْلَبِ ٱلظَّنِّ فِي أَوَاخِرِ سِنِي مُرَاهَقَتِهِ أَوْ أَوَائِلِ عِشْرِينَاتِهِ.‏ وَبِٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ كَانَ لَا يَزَالُ نِسْبِيًّا صَغِيرًا فِي ٱلسِّنِّ وَجَدِيدًا فِي ٱلْحَقِّ،‏ فَقَدْ كَانَ «مَشْهُودًا لَهُ» مِنَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ فِي لِسْتَرَةَ وَإِيقُونِيَةَ ٱلْمُجَاوِرَةِ.‏ (‏اع ١٦:‏١،‏ ٢‏)‏ لِذَا،‏ دَعَاهُ بُولُسُ أَنْ يُرَافِقَهُ فِي عَمَلِهِ ٱلْجَائِلِ.‏ (‏١ تي ١:‏١٨؛‏ ٤:‏١٤‏)‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ إِنْ كَانَ تِيمُوثَاوُسُ قَدْ تَزَوَّجَ فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ.‏ لكِنْ مَا نَعْلَمُهُ هُوَ أَنَّ هذَا ٱلشَّابَّ لَبَّى دَعْوَةَ بُولُسَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ،‏ وَأَنَّهُ خَدَمَ بَعْدَ ذلِكَ طَوَالَ سِنِينَ كَمُرْسَلٍ وَنَاظِرٍ أَعْزَبَ.‏ —‏ في ٢:‏٢٠-‏٢٢‏.‏

٨ مَاذَا مَكَّنَ يُوحَنَّا مَرْقُسَ مِنَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ أَهْدَافٍ رُوحِيَّةٍ،‏ وَأَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَالَهَا نَتِيجَةَ ذلِكَ؟‏

٨ يُوحَنَّا مَرْقُسُ شَابٌّ آخَرُ عَرَفَ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ مِنْ سَنَوَاتِ عُزُوبَتِهِ.‏ فَقَدْ كَانَ هُوَ وَأُمُّهُ مَرْيَمُ وَنَسِيبُهُ بَرْنَابَا مِنْ أَوَائِلِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ عَائِلَةَ مَرْقُسَ كَانَتْ مَيْسُورَةً لِأَنَّهُمُ ٱمْتَلَكُوا بَيْتًا خَاصًّا فِي ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَتْ لَدَيْهِمْ جَارِيَةٌ.‏ (‏اع ١٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ غَيْرَ أَنَّ هذَا ٱلشَّابَّ لَمْ يَنْغَمِسْ فِي ٱلْمَلَذَّاتِ وَلَمْ يَنْصَبَّ ٱهْتِمَامُهُ عَلَى نَفْسِهِ.‏ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ لَمْ يَكُنْ هَمُّهُ ٱلِٱسْتِقْرَارَ وَتَأْسِيسَ عَائِلَةٍ وَٱلْعَيْشَ حَيَاةً مُرِيحَةً.‏ فَعِشْرَتُهُ لِلرُّسُلِ فِي حَدَاثَتِهِ نَمَّتْ فِيهِ حَسْبَمَا يَتَّضِحُ رَغْبَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ.‏ لِذلِكَ رَافَقَ بِكُلِّ سُرُورٍ بُولُسَ وَبَرْنَابَا فِي رِحْلَتِهِمَا ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلْأُولَى وَكَانَ خَادِمًا لَهُمَا.‏ (‏اع ١٣:‏٥‏)‏ وَفِي مَا بَعْدُ،‏ سَافَرَ مَعَ بَرْنَابَا،‏ حَتَّى إِنَّهُ خَدَمَ لَاحِقًا مَعَ بُطْرُسَ فِي بَابِلَ.‏ (‏اع ١٥:‏٣٩؛‏ ١ بط ٥:‏١٣‏)‏ وَمَعَ أَنَّنَا لَا نَعْلَمُ إِلَى مَتَى ظَلَّ مَرْقُسُ عَازِبًا،‏ لكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ كَانَ مَعْرُوفًا بِٱسْتِعْدَادِهِ لِخِدْمَةِ ٱلْغَيْرِ وَٱلتَّفَانِي فِي خِدْمَةِ ٱللهِ.‏

٩،‏ ١٠ أَيَّةُ فُرَصٍ لِتَوْسِيعِ ٱلْخِدْمَةِ مُتَاحَةٌ ٱلْيَوْمَ لِلْأَحْدَاثِ ٱلْعُزَّابِ؟‏ أَعْطُوا مَثَلًا.‏

٩ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُسَرُّ أَحْدَاثٌ كَثِيرُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ بِأَنْ يَسْتَخْدِمُوا فَتْرَةَ عُزُوبَتِهِمْ فِي تَوْسِيعِ خِدْمَتِهِمْ لِلهِ.‏ وَمِثْلَ مَرْقُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ،‏ هُمْ يُدْرِكُونَ أَنَّ ٱلْعُزُوبَةَ تُمَكِّنُهُمْ مِنَ «ٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى خِدْمَةِ ٱلرَّبِّ دُونَ ٱلْتِهَاءٍ».‏ (‏١ كو ٧:‏٣٥‏)‏ فَهِيَ تُتِيحُ لَهُمْ فُرَصًا كَثِيرَةً:‏ اَلْفَتْحَ،‏ ٱلْخِدْمَةَ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى كَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ تَعَلُّمَ لُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ،‏ ٱلْمُشَارَكَةَ فِي بِنَاءِ فَرْعٍ أَوْ قَاعَةٍ لِلْمَلَكُوتِ،‏ حُضَورَ مَدْرَسَةِ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ،‏ وَٱلْخِدْمَةَ فِي بَيْتَ إِيلَ.‏ فَإِذَا كُنْتَ لَا تَزَالُ حَدَثًا عَازِبًا،‏ فَهَلْ تَسْتَغِلُّ وَضْعَكَ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ؟‏

١٠ إِلَيْكَ مِثَالَ أَخٍ ٱسْمُهُ مارك.‏ فَقَدِ ٱنْخَرَطَ فِي ٱلْفَتْحِ فِي أَوَاخِرِ سِنِي مُرَاهَقَتِهِ،‏ حَضَرَ مَدْرَسَةَ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ،‏ وَنَالَ تَعْيِينَاتٍ مُخْتَلِفَةً حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ وَإِذْ يَسْتَذْكِرُ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْـ‍ ٢٥ ٱلَّتِي قَضَاهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ،‏ يَقُولُ:‏ «حَاوَلْتُ أَنْ أُشَجِّعَ ٱلْجَمِيعَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلِٱشْتِرَاكِ مَعَهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ ٱلْقِيَامِ بِزِيَارَاتٍ رِعَائِيَّةٍ لَهُمْ،‏ دَعْوَتِهِمْ إِلَى تَنَاوُلِ وَجْبَةِ طَعَامٍ فِي بَيْتِي،‏ وَأَيْضًا ٱلتَّرْتِيبِ لِتَجَمُّعَاتٍ بَنَّاءَةٍ رُوحِيًّا.‏ وَقَدْ جَلَبَتْ لِي كُلُّ هذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ فَرَحًا عَظِيمًا».‏ كَمَا يُظْهِرُ تَعْلِيقُ مارك،‏ يَأْتِي أَعْظَمُ فَرَحٍ فِي ٱلْحَيَاةِ مِنَ ٱلْعَطَاءِ.‏ وَأَيُّ أَمْرٍ يُزَوِّدُ فُرَصًا عَدِيدَةً لِلْعَطَاءِ أَفْضَلُ مِنْ تَكْرِيسِ ٱلْمَرْءِ حَيَاتَهُ لِلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏!‏ (‏اع ٢٠:‏٣٥‏)‏ فَمَهْمَا كَانَتِ ٱهْتِمَامَاتُكَ ٱلشَّخْصِيَّةُ،‏ مَهَارَاتُكَ،‏ أَوْ خِبْرَتُكَ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ فَهُنَالِكَ أَمَامَكَ ٱلْيَوْمَ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ لِفِعْلِهَا فِي عَمَلِ ٱلرَّبِّ.‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٥٨‏.‏

١١ مَا هِيَ بَعْضُ فَوَائِدِ عَدَمِ ٱلِٱسْتِعْجَالِ فِي ٱلزَّوَاجِ؟‏

١١ صَحِيحٌ أَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْأَحْدَاثِ يَرْغَبُونَ أَنْ يَتَزَوَّجُوا فِي آخِرِ ٱلْمَطَافِ،‏ لكِنْ تُوجَدُ أَسْبَابٌ مُهِمَّةٌ لِعَدَمِ ٱلِٱسْتِعْجَالِ.‏ فَبُولُسُ يُشَجِّعُ ٱلْأَحْدَاثَ أَنْ يَنْتَظِرُوا عَلَى ٱلْأَقَلِّ حَتَّى يَتَجَاوَزُوا «رَيْعَانَ ٱلشَّبَابِ» حِينَ تَكُونُ ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْجِنْسِيَّةُ فِي أَوْجِهَا.‏ (‏١ كو ٧:‏٣٦‏)‏ كَمَا أَنَّ مُرُورَ ٱلْوَقْتِ لَازِمٌ لِتَفْهَمَ نَفْسَكَ وَتَكْتَسِبَ خِبْرَةً كَافِيَةً فِي ٱلْحَيَاةِ تُمَكِّنُكَ مِنِ ٱخْتِيَارِ ٱلشَّرِيكِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ هذَا عَدَا عَنْ أَنَّ نَذْرَ ٱلزَّوَاجِ قَرَارٌ جِدِّيٌّ يَنْبَغِي أَنْ تَلْتَزِمَ بِهِ مَدَى ٱلْعُمْرِ.‏ —‏ جا ٥:‏٢-‏٥‏.‏

اَلْعُزُوبَةُ فِي سِنٍّ مُتَقَدِّمَةٍ

١٢ (‏أ)‏ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّتِ ٱلْأَرْمَلَةُ حَنَّةُ ظَرْفَهَا ٱلْجَدِيدَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ حَظِيَتْ بِهِ؟‏

١٢ لَا بُدَّ أَنَّ حَنَّةَ ٱلَّتِي يُخْبِرُنَا عَنْهَا إِنْجِيلُ لُوقَا حَزِنَتْ كَثِيرًا عِنْدَمَا مَاتَ زَوْجُهَا بَعْدَ مُجَرَّدِ سَبْعِ سِنِينَ مِنَ ٱلزَّوَاجِ.‏ وَفِي حِينِ لَا نَعْلَمُ هَلْ أَنْجَبَتْ أَوْلَادًا أَوْ فَكَّرَتْ بِٱلتَّزَوُّجِ ثَانِيَةً،‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهَا كَانَتْ أَرْمَلَةً فِي ٱلـ‍ ٨٤ مِنْ عُمْرِهَا.‏ وَنَسْتَنْتِجُ مِمَّا يَذْكُرُهُ أَنَّهَا ٱسْتَغَلَّتْ ظَرْفَهَا ٱلْجَدِيدَ لِلتَّقَرُّبِ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ.‏ فَكَانَتْ «لَا تَغِيبُ أَبَدًا عَنِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ مُؤَدِّيَةً خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لَيْلًا وَنَهَارًا بِٱلْأَصْوَامِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ».‏ (‏لو ٢:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ كَانَتْ لَهَا ٱلْأَوْلَوِيَّةُ فِي حَيَاتِهَا.‏ وَرَغْمَ أَنَّ ذلِكَ تَطَلَّبَ مِنْهَا عَزِيمَةً مَاضِيَةً وَجُهْدًا كَبِيرًا،‏ فَقَدْ نَالَتْ بَرَكَةً عَظِيمَةً إِذْ حَظِيَتْ بِٱمْتِيَازِ رُؤْيَةِ ٱلصَّغِيرِ يَسُوعَ وَشَهِدَتْ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي كَانَ ٱلْمَسِيَّا سَيَجْلُبُهَا قَرِيبًا.‏ —‏ لو ٢:‏٣٨‏.‏

١٣ (‏أ)‏ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ دُورْكَاسَ كَانَتْ نَشِيطَةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ كُوفِئَتْ دُورْكَاسُ عَلَى صَلَاحِهَا وَلُطْفِهَا؟‏

١٣ ثَمَّةَ ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُهَا دُورْكَاسُ،‏ أَوْ طَابِيثَا،‏ عَاشَتْ فِي يَافَا،‏ مِينَاءٍ بَحْرِيٍّ شَمَالَ غَرْبِ أُورُشَلِيمَ.‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لَا يَقُولُ إِنَّ لَهَا زَوْجًا،‏ فَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُتَزَوِّجَةً آنَذَاكَ.‏ وَقَدْ «كَانَتْ مُمْتَلِئَةً بِٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ وَٱلصَّدَقَاتِ».‏ فَكَمَا هُوَ وَاضِحٌ،‏ ٱعْتَادَتْ أَنْ تَصْنَعَ أَرْدِيَةً كَثِيرَةً لِلْأَرَامِلِ وَغَيْرِهِنَّ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي حَبَّبَهَا إِلَيْهِنَّ كَثِيرًا.‏ لِذلِكَ حِينَ مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَجْأَةً،‏ أَرْسَلَتِ ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا فِي طَلَبِ بُطْرُسَ مُتَوَسِّلَةً إِلَيْهِ أَنْ يُقِيمَ أُخْتَهُمُ ٱلْعَزِيزَةَ.‏ وَعِنْدَمَا شَاعَ خَبَرُ قِيَامَتِهَا فِي يَافَا كُلِّهَا،‏ صَارَ كَثِيرُونَ مُؤْمِنِينَ.‏ (‏اع ٩:‏٣٦-‏٤٢‏)‏ وَلَرُبَّمَا سَاهَمَتْ دُورْكَاسُ نَفْسُهَا فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْعَدِيدِ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْجُدُدِ بِٱلْإِعْرَابِ عَنْ لُطْفٍ مُمَيَّزٍ.‏

١٤ مَاذَا يَحْمِلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابَ عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ؟‏

١٤ مِثْلَ حَنَّةَ وَدُورْكَاسَ،‏ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ فِي سِنٍّ مُتَقَدِّمَةٍ ٱلْيَوْمَ هُمْ غَيْرُ مُتَزَوِّجِينَ.‏ فَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَجِدْ رَفِيقَ زَوَاجٍ مُلَائِمًا،‏ وَمِنْهُمْ مَنْ تَطَلَّقَ أَوْ تَرَمَّلَ.‏ وَبِمَا أَنَّ هؤُلَاءِ لَيْسَ لَدَيْهِمْ شَرِيكٌ يَأْتَمِنُونَهُ عَلَى مَشَاعِرِهِمِ ٱلدَّفِينَةِ،‏ فَغَالِبًا مَا يَتَعَلَّمُونَ ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى يَهْوَهَ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ.‏ (‏ام ١٦:‏٣‏)‏ وَتَعْتَبِرُ سيلڤيا،‏ أُخْتٌ عَزْبَاءُ تَخْدُمُ فِي بَيْتَ إِيلَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٨ سَنَةً،‏ هذَا ٱلْأَمْرَ بَرَكَةً.‏ تَذْكُرُ:‏ «يُتْعِبُنِي أَحْيَانًا أَنْ أَكُونَ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ دَوْمًا ٱلدَّعْمَ لِلْآخَرِينَ،‏ لِذلِكَ أَتَسَاءَلُ:‏ ‹وَأَنَا،‏ مَنْ سَيُشَجِّعُنِي؟‏›».‏ لكِنَّهَا تُضِيفُ:‏ «لَدَيَّ ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ حَاجَتِي أَكْثَرَ مِنِّي،‏ وَهذَا يُقَرِّبُنِي إِلَيْهِ أَكْثَرَ.‏ وَأَنَا أَحْصُلُ دَائِمًا عَلَى ٱلتَّشْجِيعِ،‏ وَأَحْيَانًا مِنْ مَصَادِرَ لَا أَتَوَقَّعُهَا أَبَدًا».‏ نَعَمْ،‏ عِنْدَمَا تَتَوَثَّقُ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ،‏ يُحِيطُنَا بِعِنَايَتِهِ ٱلرَّقِيقَةِ وَيُشَدِّدُ عَزِيمَتَنَا.‏

١٥ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ غَيْرُ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ ‹ٱلِٱتِّسَاعَ› فِي مَحَبَّتِهِمْ؟‏

١٥ تَمْنَحُ ٱلْعُزُوبَةُ مَجَالًا كَبِيرًا ‹لِلِٱتِّسَاعِ› فِي ٱلْمَحَبَّةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٦:‏١١-‏١٣‏.‏‏)‏ تَقُولُ جولين،‏ أُخْتٌ عَزْبَاءُ مُنْخَرِطَةٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُنْذُ ٣٤ سَنَةً:‏ «عَمِلْتُ جَاهِدَةً أَنْ أَبْنِيَ صَدَاقَاتٍ حَمِيمَةً لَيْسَ فَقَطْ مَعَ ٱلَّذِينَ مِنْ عُمْرِي بَلْ مَعَ مُخْتَلِفِ ٱلْأَشْخَاصِ.‏ فَٱلْعُزُوبَةُ فُرْصَةٌ مُمَيَّزَةٌ لِيَخْدُمَ ٱلْمَرْءُ يَهْوَهَ وَيُسَاعِدَ عَائِلَتَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ وَٱلْآخَرِينَ.‏ وَكُلَّمَا تَقَدَّمَتْ بِي ٱلسِّنُونُ شَعَرْتُ بِفَرَحٍ أَكْبَرَ حِيَالَ عُزُوبَتِي».‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْكِبَارَ فِي ٱلسِّنِّ،‏ ٱلْعَجَزَةَ،‏ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمُتَوَحِّدِينَ،‏ ٱلْأَحْدَاثَ،‏ وَغَيْرَهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يُقَدِّرُونَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ ٱلدَّعْمَ غَيْرَ ٱلْأَنَانِيِّ ٱلَّذِي يَنَالُونَهُ مِنَ ٱلْعُزَّابِ.‏ فِعْلًا،‏ حِينَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ تِجَاهَ ٱلْغَيْرِ يَتَحَسَّنُ شُعُورُنَا حِيَالَ أَنْفُسِنَا.‏ فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ ‹تَتَّسِعَ› فِي مَحَبَّتِكَ لِمَنْ حَوْلَكَ؟‏

اَلْعُزُوبَةُ مَدَى ٱلْعُمْرِ

١٦ (‏أ)‏ لِمَاذَا لَمْ يَتَزَوَّجْ يَسُوعُ قَطُّ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ بُولُسُ مِنْ عُزُوبَتِهِ بِحِكْمَةٍ؟‏

١٦ لَمْ يَتَزَوَّجْ يَسُوعُ قَطُّ.‏ فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعِدَّ وَيُتَمِّمَ ٱلْخِدْمَةَ ٱلْمُعَيَّنَةَ لَهُ مِنَ ٱللهِ.‏ وَقَدْ سَافَرَ مِرَارًا،‏ عَمِلَ مِنَ ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ حَتَّى وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنَ ٱللَّيْلِ،‏ وَقَدَّمَ أَخِيرًا حَيَاتَهُ ذَبِيحَةً.‏ لِذَا كَانَ مِنَ ٱلْجَيِّدِ أَنْ يَظَلَّ عَازِبًا.‏ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا قَطَعَ آلَافَ ٱلْكِيلُومِتْرَاتِ وَوَاجَهَ مَصَاعِبَ جَمَّةً فِي خِدْمَتِهِ.‏ (‏٢ كو ١١:‏٢٣-‏٢٧‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ رُبَّمَا كَانَ مُتَزَوِّجًا فِي ٱلسَّابِقِ،‏ إِلَّا أَنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يَبْقَى عَازِبًا بَعْدَمَا ٱخْتِيرَ رَسُولًا لِلْأُمَمِ.‏ (‏١ كو ٧:‏٧؛‏ ٩:‏٥‏)‏ وَقَدْ شَجَّعَ يَسُوعُ وَبُولُسُ كِلَاهُمَا ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَقْتَدُوا بِمِثَالِهِمَا عِنْدَ ٱلْإِمْكَانِ،‏ وَذلِكَ فِي سَبِيلِ ٱلْخِدْمَةِ.‏ لكِنْ لَا أَحَدَ مِنْهُمَا وَضَعَ ٱلتَّبَتُّلَ شَرْطًا لِخِدْمَةِ ٱللهِ.‏ —‏ ١ تي ٤:‏١-‏٣‏.‏

١٧ كَيْفَ يَسِيرُ ٱلْبَعْضُ ٱلْيَوْمَ عَلَى خُطَى يَسُوعَ وَبُولُسَ،‏ وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ تَضْحِيَاتِهِمْ؟‏

١٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُقَرِّرُ ٱلْبَعْضُ بِمِلْءِ إِرَادَتِهِمْ أَنْ يَظَلُّوا عُزَّابًا كَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِتْمَامِ خِدْمَتِهِمْ عَلَى نَحْوٍ أَفْضَلَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يَخْدُمُ هارولد،‏ ٱلْمَذْكُورُ آنِفًا،‏ فِي بَيْتَ إِيلَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٥٦ سَنَةً.‏ يَقُولُ:‏ «خِلَالَ سَنَوَاتِي ٱلْعَشْرِ ٱلْأُولَى فِي بَيْتَ إِيلَ،‏ رَأَيْتُ أَزْوَاجًا كَثِيرِينَ يَتْرُكُونَ هذَا ٱلْمَكَانَ بِسَبَبِ ٱلْمَرَضِ أَوْ مِنْ أَجْلِ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِوَالِدٍ مُسِنٍّ.‏ أَمَّا أَنَا فَوَالِدَايَ كِلَاهُمَا مُتَوَفَّيَانِ.‏ وَبِمَا أَنَّنِي أَحْبَبْتُ بَيْتَ إِيلَ كَثِيرًا فَلَمْ أَشَأْ أَنْ أُعَرِّضَ نَفْسِي لِخَسَارَةِ هذَا ٱلِٱمْتِيَازِ بِٱلتَّزَوُّجِ».‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ ذَكَرَتْ مارڠريت مُنْذُ سَنَوَاتٍ،‏ وَهِيَ أُخْتٌ خَدَمَتْ فَتْرَةً طَوِيلَةً كَفَاتِحَةٍ:‏ «سَنَحَتْ لِي فِي حَيَاتِي فُرَصٌ عَدِيدَةٌ لِلزَّوَاجِ،‏ لكِنِّي لَمْ أُعِرْهَا أَيَّ ٱهْتِمَامٍ.‏ عِوَضَ ذلِكَ،‏ ٱسْتَفَدْتُ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي تَمْنَحُنِي إِيَّاهَا ٱلْعُزُوبَةُ لِلِٱنْشِغَالِ بِٱلْخِدْمَةِ،‏ مَا جَلَبَ لِي سُرُورًا عَظِيمًا».‏ بِٱلتَّأْكِيدِ،‏ لَنْ يَنْسَى يَهْوَهُ أَبَدًا أَيَّ شَخْصٍ يَقُومُ بِهذِهِ ٱلتَّضْحِيَاتِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ فِي سَبِيلِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ اشعيا ٥٦:‏٤،‏ ٥‏.‏

اِسْتَفِدْ مِنْ ظُرُوفِكَ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْأَقْصَى

١٨ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ ٱلْآخَرُونَ تَشْجِيعَ وَدَعْمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ؟‏

١٨ يَسْتَحِقُّ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ ٱلَّذِينَ يَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ مَدْحَنَا وَتَشْجِيعَنَا ٱلصَّادِقَيْنِ.‏ وَنَحْنُ نُحِبُّهُمْ لِمَا فِيهِمْ مِنْ صِفَاتٍ جَمِيلَةٍ وَلِلْمُسَاعَدَةِ ٱلْقَيِّمَةِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلْجَمَاعَةِ.‏ وَإِذَا عَامَلْنَاهُمْ فِعْلًا كَمَا لَوْ أَنَّنَا «إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ وَأُمَّهَاتٌ وَأَوْلَادٌ» رُوحِيُّونَ لَهُمْ،‏ فَلَنْ يَشْعُرُوا أَلْبَتَّةَ بِٱلْوَحْدَةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ مرقس ١٠:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

١٩ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَغِلُّوا عُزُوبَتَكُمْ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ؟‏

١٩ سَوَاءٌ كُنْتَ أَعْزَبَ ٱخْتِيَارًا أَوْ بِسَبَبِ ٱلظُّرُوفِ،‏ نَأْمُلُ أَنْ تُؤَكِّدَ لَكَ ٱلْأَمْثِلَةُ أَعْلَاهُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَكَذلِكَ ٱلْأَمْثِلَةُ ٱلْعَصْرِيَّةُ أَنَّ بِإِمْكَانِكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَحْيَا حَيَاةً سَعِيدَةً وَمُثْمِرَةً.‏ فَهُنَالِكَ فِي ٱلْحَيَاةِ عَطَايَا مُتَوَقَّعَةٌ وَأُخْرَى غَيْرُ مُتَوَقَّعَةٍ.‏ اَلْبَعْضُ مِنْهَا تُقَدَّرُ أَهَمِّيَّتُهُ فَوْرًا،‏ أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فَلَا تُعْرَفُ قِيمَتُهُ إِلَّا مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ.‏ فَٱلْأَمْرُ يَتَوَقَّفُ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ عَلَى مَوْقِفِنَا.‏ لِذلِكَ كَيْ تَسْتَغِلَّ عُزُوبَتَكَ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ،‏ ٱقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ،‏ كُنْ مَشْغُولًا دَوْمًا بِخِدْمَتِهِ،‏ وَٱتَّسِعْ فِي مَحَبَّتِكَ لِلْآخَرِينَ.‏ حَقًا،‏ إِنَّ عَطِيَّةَ ٱلْعُزُوبَةِ،‏ كَٱلزَّوَاجِ،‏ لَهَا فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ شَرْطَ أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهَا مِنْ مِنْظَارِ ٱللهِ وَنَسْتَغِلَّهَا بِحِكْمَةٍ.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُ ٱلْعُزُوبَةِ عَطِيَّةً؟‏

‏• كَيْفَ تَكُونُ ٱلْعُزُوبَةُ بَرَكَةً فِي سِنِّ ٱلشَّبَابِ؟‏

‏• أَيَّةُ فُرَصٍ مُتَاحَةٌ أَمَامَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ كَيْ يَقْتَرِبُوا أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ وَيَتَّسِعُوا فَي مَحَبَّتِهِمْ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ١٨]‏

هَلْ تَسْتَغِلُّ عُزُوبَتَكَ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ؟‏