الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

دور الروح القدس في الخلق

دور الروح القدس في الخلق

دَوْرُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي ٱلْخَلْقِ

‏«بِكَلِمَةِ يَهْوَهَ صُنِعَتِ ٱلسَّمٰوَاتُ،‏ وَبِرُوحِ فَمِهِ كُلُّ جُنْدِهَا».‏ —‏ مز ٣٣:‏٦‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كَيْفَ زَادَتْ مَعَ ٱلْوَقْتِ مَعْرِفَةُ ٱلْإِنْسَانِ عَنِ ٱلسَّموَاتِ وَٱلْأَرْضِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ وَجِيهٍ يَطْرَحُ نَفْسَهُ؟‏

حِينَ نَشَرَ أَلْبِرْت آينْشْتَايْن نَظَرِيَّةَ ٱلنِّسْبِيَّةِ ٱلْخَاصَّةِ عَامَ ١٩٠٥،‏ كَانَ يَعْتَقِدُ هُوَ وَعُلَمَاءُ كُثُرٌ أَنَّ ٱلْكَوْنَ يَتَأَلَّفُ مِنْ مَجَرَّةٍ وَاحِدَةٍ لَا غَيْرُ،‏ مَجَرَّتِنَا دَرْبِ ٱلتَّبَّانَةِ.‏ وَكَمِ ٱنْتَقَصُوا مِنْ حَجْمِ كَوْنِنَا ٱلْفَسِيحِ!‏ فَٱلتَّقْدِيرَاتُ ٱلْيَوْمَ تُشِيرُ إِلَى وُجُودِ مَا يَرْبُو عَنْ ١٠٠ بَلْيُونِ مَجَرَّةٍ يَضُمُّ بَعْضُهَا بَلَايِينَ ٱلنُّجُومِ.‏ وَكُلَّمَا سَبَرَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَوْنَ بِتِلِسْكُوبَاتٍ أَكْثَرَ دِقَّةً،‏ سَواءٌ وَضَعَهَا عَلَى ٱلْأَرْضِ أَوْ فِي مَدَارٍ حَوْلَهَا،‏ ٱكْتَشَفَ أَعْدَادًا مُتَزَايِدَةً مِنَ ٱلْمَجَرَّاتِ.‏

٢ وَمِثْلَمَا كَانَتِ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْعِلْمِيَّةُ عَنِ ٱلْفَضَاءِ ٱلْخَارِجِيِّ مَحْدُودَةً عَامَ ١٩٠٥،‏ كَذلِكَ ٱلْمَعْرِفَةُ عَنِ ٱلْأَرْضِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ وَسَّعُوا آفَاقَ مَعَارِفِهِمْ أَكْثَرَ مِنْ أَسْلَافِهِمْ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْيَوْمَ بَاتَ لَدَيْهِ فَهْمٌ أَفْضَلُ لِجَمَالِ وَتَعْقِيدِ ٱلْحَيَاةِ وَأَنْظِمَةِ ٱلْأَرْضِ ٱلدَّاعِمَةِ لَهَا.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَكْشِفُ ٱلْمَزِيدَ وَٱلْمَزِيدَ مِنْ خَفَايَا ٱلْأَرْضِ وَٱلسَّموَاتِ فِي ٱلسِّنِينِ ٱلْمُقْبِلَةِ.‏ لكِنَّ ٱلسُّؤَالَ ٱلْوَجِيهَ ٱلَّذِي يَطْرَحُ نَفْسَهُ:‏ كَيْفَ أَتَى كُلُّ ذلِكَ أَسَاسًا؟‏ مَا كُنَّا لِنَعْرِفَ ٱلْجَوَابَ لَوْ لَمْ يُفْصِحْ عَنْهُ ٱلْخَالِقُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏

أُعْجُوبَةُ ٱلْخَلْقِ

٣،‏ ٤ كَيْفَ خَلَقَ ٱللهُ ٱلْكَوْنَ،‏ وَكَيْفَ تُمَجِّدُهُ أَعْمَالُهُ؟‏

٣ تُوضِحُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةُ ٱلتَّالِيَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَيْفَ أَتَى ٱلْكَوْنُ إِلَى ٱلْوُجُودِ:‏ «فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللهُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ».‏ (‏تك ١:‏١‏)‏ فَبَدْءًا مِنَ ٱلْعَدَمِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ،‏ أَيْ قُوَّتَهُ ٱلْفَعَّالَةَ،‏ لِيَخْلُقَ ٱلْمَادَّةَ وَيَصْنَعَ مِنْهَا ٱلسَّموَاتِ وَٱلْأَرْضَ وَكُلَّ مَا فِي ٱلْكَوْنِ.‏ فَكَمَا يَسْتَعْمِلُ ٱلْحِرَفِيُّ يَدَيْهِ وَعَدَدًا مِنَ ٱلْأَدَوَاتِ لِصُنْعِ ٱلْأَشْيَاءِ،‏ يُرْسِلُ ٱللهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ لِيُنْجِزَ أَعْمَالَهُ ٱلْعَظِيمَةَ.‏

٤ وَتُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ مَجَازِيًّا إِلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنَّهُ «إِصْبَعُ» ٱللهِ.‏ (‏لو ١١:‏٢٠؛‏ مت ١٢:‏٢٨‏)‏ وَ «عَمَلُ يَدَيْهِ»،‏ أَيْ مَا خَلَقَهُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَجْلُبُ لَهُ مَجْدًا عَظِيمًا.‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدَ:‏ «اَلسَّمٰوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللهِ،‏ وَٱلْجَلَدُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ».‏ (‏مز ١٩:‏١‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْخَلِيقَةَ ٱلْمَادِّيَّةَ شَاهِدٌ حَيٌّ عَلَى قُدْرَةِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمَهِيبَةِ.‏ (‏رو ١:‏٢٠‏)‏ فَكَيْفَ ذلِكَ؟‏

قُدْرَةُ ٱللهِ غَيْرُ ٱلْمَحْدُودَةِ

٥ أَعْطُوا إِيْضَاحًا يُظْهِرُ مَدَى قُدْرَةِ رُوحِ يَهْوَهَ ٱلْقُدُسِ عَلَى ٱلْخَلْقِ.‏

٥ يُثْبِتُ ٱلْكَوْنُ بِرَحَابَتِهِ ٱلَّتِي تَفُوقُ تَصَوُّرَاتِنَا أَنَّ قُوَّةَ يَهْوَهَ وَطَاقَتَهُ لَا تَنْضُبَانِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اشعيا ٤٠:‏٢٦‏.‏‏)‏ فَٱلْعِلْمُ ٱلْحَدِيثُ يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْمَادَّةَ تَتَحَوَّلُ إِلَى طَاقَةٍ وَٱلطَّاقَةَ إِلَى مَادَّةٍ.‏ وَشَمْسُنَا ٱلَّتِي تُعَدُّ مِنَ ٱلنُّجُومِ مِثَالٌ عَلَى تَبَدُّلِ ٱلْمَادَّةِ إِلَى طَاقَةٍ.‏ فَكُلَّ ثَانِيَةٍ،‏ تُحَوِّلُ ٱلشَّمْسُ نَحْوَ أَرْبَعَةِ مَلَايِينِ طُنٍّ مِنَ ٱلْمَادَّةِ إِلَى ضَوْءٍ وَحَرَارَةٍ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَشْكَالِ ٱلطَّاقَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّ مِقْدَارًا ضَئِيلًا مِنْ هذِهِ ٱلطَّاقَةِ يَبْلُغُ ٱلْأَرْضَ،‏ فَهُوَ كَافٍ لِدَعْمِ ٱلْحَيَاةِ عَلَيْهَا.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ خَلْقَ ٱلشَّمْسِ وَسَائِرِ ٱلنُّجُومِ ٱلَّتِي تُعَدُّ بِٱلْبَلَايِينِ ٱسْتَلْزَمَ قُوَّةً وَطَاقَةً هَائِلَتَيْنِ.‏ وَيَهْوَهُ يَمْلِكُ هذِهِ ٱلطَّاقَةَ،‏ بَلْ أَكْثَرَ مِنْهَا بِكَثِيرٍ.‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ لِمَ نَقُولُ إِنَّ ٱللهَ يَسْتَخْدِمُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ بِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْكَوْنَ لَيْسَ وَلِيدَ ٱلصُّدْفَةِ؟‏

٦ وَيَزْخَرُ ٱلْعَالَمُ مِنْ حَوْلِنَا بِبَرَاهِينَ تُثْبِتُ أَنَّ ٱللهَ ٱسْتَخْدَمَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ بِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ لِلْغَايَةِ.‏ إِلَيْكَ هذَا ٱلْإِيْضَاحَ:‏ لِنَفْتَرِضْ أَنَّ لَدَيْكَ صُنْدُوقًا فِيهِ كُرَاتٌ مُخْتَلِفَةُ ٱلْأَلْوَانِ.‏ فَتَهُزُّهُ لِتَخْلِطَهَا مَعًا ثُمَّ تُلْقِيهَا عَلَى ٱلْأَرْضِ دَفْعَةً وَاحِدَةً.‏ فَهَلْ تَتَوَقَّعُ أَنْ تَرَاهَا مُرَتَّبَةً بِحَسَبِ لَوْنِهَا،‏ أَيِ ٱلزَّرْقَاءَ مَعًا وَٱلصَّفْرَاءَ مَعًا وَهَلُمَّ جَرًّا؟‏ قَطْعًا لَا!‏ فَٱلْأَفْعَالُ غَيْرُ ٱلْمَضْبُوطَةِ تُسْفِرُ عَنْ نَتَائِجَ أَقَلَّ لَا أَكْثَرَ تَنْظِيمًا.‏ وَهذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ تُعَدُّ أَحَدَ قَوَانِينِ ٱلطَّبِيعَةِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ.‏ *

٧ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ إِذَا تَأَمَّلْنَا ٱلسَّمَاءَ بِٱلتِّلِسْكُوبَاتِ نَرى نِظَامًا ضَخْمًا فَائِقَ ٱلتَّرْتِيبِ مِنَ ٱلْمَجَرَّاتِ وَٱلنُّجُومِ وَٱلْكَوَاكِبِ،‏ كُلُّهَا تَتَحَرَّكُ بِدِقَّةٍ مُتَنَاهِيَةٍ.‏ وَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ نِتَاجَ صُدْفَةٍ مَحْضٍ أَوْ حَادِثٍ كَوْنِيٍّ عَشْوَائِيٍّ وَلِيدَ سَاعَتِهِ.‏ لِذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ أَيُّ قُوَّةٍ ٱسْتُخْدِمَتْ فِي ٱلْأَصْلِ لِإِيْجَادِ هذَا ٱلْكَوْنِ ٱلْمُنَظَّمِ؟‏ لَيْسَ فِي مَقْدُورِنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ أَنْ نُحَدِّدَ هذِهِ ٱلْقُوَّةَ بِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى ٱلْمُلَاحَظَةِ وَٱلتَّجَارِبِ ٱلْعِلْمِيَّةِ فَحَسْبُ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَذْكُرُ بِٱلتَّحْدِيدِ أَنَّهَا رُوحُ ٱللهِ ٱلْقُدُسُ،‏ ٱلْقُوَّةُ ٱلْأَعْظَمُ فِي ٱلْكَوْنِ.‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «بِكَلِمَةِ يَهْوَهَ صُنِعَتِ ٱلسَّمٰوَاتُ،‏ وَبِرُوحِ فَمِهِ كُلُّ جُنْدِهَا».‏ (‏مز ٣٣:‏٦‏)‏ وَنَحْنُ لَا نَرَى بِعُيُونِنَا حِينَ نُحَدِّقُ فِي ٱلسَّمَاءِ لَيْلًا سِوَى حَفْنَةٍ مِنْ «جُنْدِ» ٱلنُّجُومِ هذَا.‏

اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَٱلْأَرْضُ

٨ كَمْ نَعْرِفُ عَنْ أَعْمَالِ يَهْوَهَ؟‏

٨ إِنَّ مَا فِي حَوْزَتِنَا ٱلْآنَ مِنْ مَعْلُومَاتٍ عَنِ ٱلطَّبِيعَةِ زَهِيدٌ جِدًّا مُقَارَنَةً بِٱلْمَعْرِفَةِ ٱلْوَاسِعَةِ ٱلَّتِي لَمْ نَسْتَقْصِهَا بَعْدُ.‏ ذَكَرَ ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ أَيُّوبُ وَاصِفًا مَعْرِفَتَنَا ٱلضَّيِّقَةَ لِأَعْمَالِ ٱللهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ:‏ «هَا إِنَّ هٰذِهِ أَطْرَافُ طُرُقِهِ،‏ وَمُجَرَّدُ هَمْسٍ خَفِيفٍ نَسْمَعُهُ مِنْهُ».‏ (‏اي ٢٦:‏١٤‏)‏ وَبَعْدَ قُرُونٍ،‏ أَعْلَنَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ ٱلَّذِي رَاقَبَ خَلِيقَةَ يَهْوَهَ بِذَكَاءٍ:‏ «عَمِلَ [ٱللهُ] كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ.‏ وَجَعَلَ ٱلْأَبَدِيَّةَ أَيْضًا فِي قَلْبِهِمْ،‏ فَلَا يَكْتَشِفُ ٱلْبَشَرُ أَبَدًا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي عَمِلَهُ ٱللهُ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ».‏ —‏ جا ٣:‏١١؛‏ ٨:‏١٧‏.‏

٩،‏ ١٠ أَيَّةُ قُوَّةٍ ٱسْتَخْدَمَهَا ٱللهُ عِنْدَ خَلْقِ ٱلْأَرْضِ،‏ وَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلَّتِي حَدَثَتْ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْخَلْقِيَّةِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلْأُولَى؟‏

٩ غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ كَشَفَ تَفَاصِيلَ جَوْهَرِيَّةً عَنْ أَعْمَالِهِ.‏ مَثَلًا،‏ تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ رُوحَ ٱللهِ كَانَ يَعْمَلُ فِي ٱلْأَرْضِ مُنْذُ دُهُورٍ خَلَتْ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ تكوين ١:‏٢‏.‏‏)‏ وَحِينَذَاكَ،‏ لَمْ يُوجَدْ عَلَى سَطْحِ ٱلْأَرْضِ يَابِسَةٌ أَوْ نُورٌ أَوْ كَمَا يَبْدُو هَوَاءٌ صَالِحٌ لِلتَّنَفُّسِ.‏

١٠ وَيُتَابِعُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ وَاصِفًا مَا فَعَلَهُ ٱللهُ خِلَالَ سِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْخَلْقِيَّةِ ٱلَّتِي هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ حِقْبَاتٍ زَمَنِيَّةٍ لَا أَيَّامٍ حَرْفِيَّةٍ.‏ فَفِي ٱلْيَومِ ٱلْخَلْقِيِّ ٱلْأَوَّلِ،‏ جَعَلَ يَهْوَهُ ٱلنُّورَ يَبْدَأُ بِٱلظُّهُورِ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ.‏ وَهذِهِ ٱلْعَمَلِيَّةُ ٱكْتَمَلَتْ لَاحِقًا حِينَ صَارَ بِإِمْكَانِ ٱلنَّاظِرِ مِنَ ٱلْأَرْضِ رُؤْيَةُ ٱلشَّمْسِ وَٱلْقَمَرِ.‏ (‏تك ١:‏٣،‏ ١٤‏)‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي،‏ رَاحَ ٱلْغِلَافُ ٱلْجَوِّيُّ يَتَشَكَّلُ.‏ (‏تك ١:‏٦‏)‏ فَصَارَ فِي ٱلْأَرْضِ مَاءٌ وَنُورٌ وَهَوَاءٌ،‏ إِنَّمَا لَمْ تَظْهَرِ ٱلْيَابِسَةُ بَعْدُ.‏ لِذَا فِي بِدَايَةِ ٱلْيَوْمِ ٱلْخَلْقِيِّ ٱلثَّالِثِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ لِيُوجِدَ ٱلْيَابِسَةَ،‏ مُسَخِّرًا رُبَّمَا قِوًى جِيُولُوجِيَّةً هاَئِلَةً لِرَفْعِ ٱلْقَارَّاتِ فَوْقَ سَطْحِ ٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي غَمَرَتِ ٱلْأَرْضَ بِأَكْمَلِهَا.‏ (‏تك ١:‏٩‏)‏ وَكَانَتْ سَتَحْدُثُ تَطَوُّرَاتٌ أُخْرَى مُثِيرَةٌ لِلْعَجَبِ فِي ٱلْيَومِ ٱلثَّالِثِ وَخِلَالَ ٱلْفَتَرَاتِ ٱلْخَلْقِيَّةِ ٱللَّاحِقَةِ.‏

اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَٱلْمَخْلُوقَاتُ ٱلْحَيَّةُ

١١ عَمَّ يُبَرْهِنُ تَعْقِيدُ وَتَنَاسُقُ وَجَمَالُ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ؟‏

١١ أَثْمَرَ عَمَلُ رُوحِ ٱللهِ أَيْضًا عَنْ خَلِيقَةٍ بِيُولُوجِيَّةٍ غَايَةٍ فِي ٱلتَّنْظِيمِ.‏ فَمِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلْخَلْقِيِّ ٱلثَّالِثِ إِلَى ٱلسَّادِسِ،‏ صَنَعَ ٱللهُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ تَنَوُّعًا مُذْهِلًا مِنَ ٱلنَّبَاتَاتِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ.‏ (‏تك ١:‏١١،‏ ٢٠-‏٢٥‏)‏ وَنَرَى فِي هذِهِ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ أَمْثِلَةً لَا حَصْرَ لَهَا يَتَجَلَّى فِيهَا ٱلتَّعْقِيدُ وَٱلتَّنَاسُقُ وَٱلْجَمَالُ،‏ مَا يَكْشِفُ عَنْ تَصْمِيمٍ مِنَ ٱلطِّرَازِ ٱلْأَوَّلِ.‏

١٢ (‏أ)‏ مَا هِيَ وَظِيفَةُ ٱلدَّنَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ تَأْدِيَةِ ٱلدَّنَا وَظِيفَتَهُ بِٱسْتِمْرَارٍ وَدُونَ أَيِّ خَلَلٍ؟‏

١٢ تَأَمَّلْ فِي ٱلدَّنَا ‏A‏N‏D‏ ٱلَّذِي مِنْ شَأْنِهِ نَقْلُ خَصَائِصِ ٱلْعُضْوِيَّاتِ مِنْ جِيلٍ إِلَى آخَرَ.‏ فَكُلُّ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ —‏ بِمَا فِيهَا ٱلْمِيكْرُوبَاتُ،‏ ٱلْعُشْبُ،‏ ٱلْفِيَلَةُ،‏ ٱلْحِيتَانُ ٱلزَّرْقَاءُ وَٱلْبَشَرُ —‏ تَتَكَاثَرُ مُسْتَخْدِمَةً ٱلدَّنَا.‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْخَلَائِقَ ٱلْأَرْضِيَّةَ تَخْتَلِفُ كَثِيرًا بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ،‏ فَإِنَّ ٱلشِّفْرَةَ ٱلَّتِي تَتَحَكَّمُ فِي ٱلْكَثِيرِ مِنْ خَصَائِصِهَا ٱلْمَوْرُوثَةِ ثَابِتَةٌ جِدًّا،‏ وَهِيَ تُسْهِمُ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى ٱلْحُدُودِ ٱلْفَاصِلَةِ بَيْنَ أَنْوَاعِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ.‏ وَهكَذَا تَسْتَمِرُّ شَتَّى كَائِنَاتِ ٱلْأَرْضِ فِي ٱلْقِيَامِ بِوَظَائِفِهَا ضِمْنَ شَبَكَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمُعَقَّدَةِ،‏ ٱنْسِجَامًا مَعَ قَصْدِ يَهْوَهَ ٱللهِ.‏ (‏مز ١٣٩:‏١٦‏)‏ وَهذَا ٱلتَّرْتِيبُ ٱلْمُنَظَّمُ وَٱلْفَعَّالُ لِلْغَايَةِ يُزَوِّدُ دَلِيلًا آخَرَ عَلَى أَنَّ ٱلْخَلِيقَةَ هِيَ عَمَلُ «إِصْبَعِ» ٱللهِ،‏ أَوِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏

أَسْمَى ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْأَرْضِيَّةِ

١٣ كَيْفَ خَلَقَ ٱللهُ ٱلْإِنْسَانَ؟‏

١٣ بَعْدَ دُهُورٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ أَوْجَدَ ٱللهُ خِلَالَهَا عَدَدًا لَا حَدَّ لَهُ مِنَ ٱلْخَلَائِقِ ٱلْحَيَّةِ وَٱلْجَامِدَةِ،‏ مَا عَادَتِ ٱلْأَرْضُ بِلَا مَعَالِمَ وَخَرِبَةً.‏ لكِنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَكُنْ قَدِ ٱنْتَهَى مِنِ ٱسْتِعْمَالِ رُوحِهِ فِي ٱلْخَلْقِ.‏ فَكَانَ يُوشِكُ أَنْ يُبْدِعَ أَسْمَى كَائِنَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ.‏ فَنَحْوَ نِهَايَةِ ٱلْيَومِ ٱلْخَلْقِيِّ ٱلسَّادِسِ،‏ صَنَعَ ٱللهُ ٱلْإِنْسَانَ مُسْتَخْدِمًا رُوحَهَ ٱلْقُدُسَ وَعَنَاصِرَ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ تك ٢:‏٧‏.‏

١٤ مَا هُوَ ٱلِٱخْتِلَافُ ٱلْجَوْهَرِيُّ بَيْنَ ٱلْإِنْسَانِ وَٱلْحَيَوَانِ؟‏

١٤ تَذْكُرُ ٱلتَّكْوِينُ ١:‏٢٧‏:‏ «خَلَقَ ٱللهُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ،‏ عَلَى صُورَةِ ٱللهِ خَلَقَهُ.‏ ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا».‏ وَصُنْعُنَا عَلَى صُورَةِ ٱللهِ يَعْنِي أَنَّ يَهْوَهَ وَهَبَنَا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ مُمَارَسَةِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ،‏ وَإِقَامَةِ عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِهِ.‏ لِذَا تَخْتَلِفُ أَدْمِغَتُنَا ٱخْتِلَافًا كَبِيرًا عَنْ أَدْمِغَةِ ٱلْحَيَوَانَاتِ.‏ فَيَهْوَهُ صَمَّمَ لَنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ دِمَاغًا يُخَوِّلُنَا ٱلتَّعَلُّمَ عَنْهُ وَعَنْ أَعْمَالِهِ بِفَرَحٍ مَدَى ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏

١٥ أَيَّةُ فُرْصَةٍ أُتِيحَتْ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ؟‏

١٥ عِنْدَ بِدَايَةِ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ،‏ أَعْطَى ٱللهُ آدَمَ وَزَوْجَتَهُ حَوَّاءَ ٱلْأَرْضَ وَكُلَّ مَا فِيهَا مِنْ رَوَائِعَ لِيَسْتَكْشِفَاهَا وَيَتَمَتَّعَا بِهَا.‏ (‏تك ١:‏٢٨‏)‏ كَمَا زَوَّدَهُمَا بِطَعَامٍ وَافِرٍ وَمَوْطِنٍ فِرْدَوْسِيٍّ.‏ وَأُتِيحَتْ لَهُمَا ٱلْفُرْصَةُ أَنْ يَعِيشَا إِلَى ٱلْأَبَدِ وَيَصِيرَا ٱلْأَبَوَيْنِ ٱلْمَحْبُوبَيْنِ لِبَلَايِينَ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلْكَامِلِينَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُمَا.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْأُمُورَ لَمْ تَسِرْ عَلَى هذَا ٱلنَّحْوِ.‏

اَلِٱعْتِرَافُ بِدَوْرِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ

١٦ أَيُّ رَجَاءٍ مَوْضُوعٌ أَمَامَنَا رَغْمَ تَمَرُّدِ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ؟‏

١٦ عِوَضَ أَنْ يُطِيعَ آدَمُ وَحَوَّاءُ خَالِقَهُمَا بِٱمْتِنَانٍ،‏ تَمَرَّدَا عَلَيْهِ بِأَنَانِيَّةٍ.‏ فَتَحَدَّرَ مِنْهُمَا كَافَّةُ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ وَكَابَدُوا ٱلْأَلَمَ جَرَّاءَ ذلِكَ.‏ لكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوضِحُ كَيْفَ سَيُبْطِلُ ٱللهُ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ مَسْلَكِ أَبَوَيْنَا ٱلْأَوَّلَيْنِ ٱلْخَاطِئِ وَيُتَمِّمُ قَصْدَهُ ٱلْأَصْلِيَّ.‏ فَٱلْأَرْضُ سَتُمْسِي فِرْدَوْسًا يَعِجُّ بِأَشْخَاصٍ سُعَدَاءَ مُعَافَيْنَ يَنْعَمُونَ بِٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ وَلِلْمُحَافَظَةِ عَلَى إِيْمَانِنَا بِهذَا ٱلْوَعْدِ ٱلْمُشَجِّعِ،‏ لَا غِنَى لَنَا عَنْ مُسَاعَدَةِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ.‏

١٧ أَيَّ نَمَطِ تَفْكِيرٍ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَنَّبَهُ؟‏

١٧ وَيَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ وَهذَا مَا يُوَطِّدُ قَنَاعَتَنَا أَنَّ ٱلْخَلِيقَةَ هِيَ ثَمَرَةُ عَمَلِ يَدَيْهِ.‏ فَٱلْيَوْمَ تَجْتَاحُ ٱلْعَالَمَ مَوْجَةٌ عَارِمَةٌ مِنَ ٱلدِّعَايَةِ ٱلْمُرَوِّجَةِ لِلْإِلْحَادِ وَٱلتَّطَوُّرِ ٱلَّتِي تَعْتَمِدُ حُجَجًا مَعِيبَةً لَا أَسَاسَ لَهَا.‏ فَحَذَارِ مِنَ ٱلسَّمَاحِ لِهذَا ٱلتَّيَّارِ ٱلْجَارِفِ مِنَ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْخَاطِئَةِ أَنْ يُشَوِّشَ عُقُولَنَا أَوْ يُوقِعَ ٱلرَّهْبَةَ فِي نُفُوسِنَا!‏ بَلْ يَنْبَغِي لَنَا كَمَسِيحِيِّينَ أَنْ نَسْتَعِدَّ لِصَدِّ هذَا ٱلْهُجُومِ ٱلْفِكْرِيِّ ٱلضَّارِي وَمُقَاوَمَةِ ضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ ٱلْمُرَافِقِ لَهُ.‏ —‏ اِقْرَأْ كولوسي ٢:‏٨‏.‏

١٨ عِنْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي أَصْلِ ٱلْكَوْنِ وَٱلْبَشَرِ،‏ لِمَ إِقْصَاءُ فِكْرَةِ وُجُودِ خَالِقٍ ذَكِيٍّ يَنِمُّ عَنْ قِصَرِ نَظَرٍ؟‏

١٨ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نُرَسِّخُ إِيْمَانَنَا بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱللهِ نَفْسِهِ حِينَمَا نَتَفَحَّصُ بِصِدْقٍ ٱلْأَدِلَّةَ ٱلَّتِي تُؤَكِّدُ ٱلْخَلْقَ.‏ إِلَّا أَنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ يُعْمِلُونَ فِكْرَهُمْ فِي أَصْلِ ٱلْكَوْنِ وَٱلْبَشَرِ يَمِيلُونَ إِلَى إِقْصَاءِ فِكْرَةِ وُجُودِ قُوَّةٍ مِنْ خَارِجِ ٱلْحَيِّزِ ٱلْمَادِّيِّ لَهَا دَوْرٌ فَاعِلٌ فِي صُنْعِ ٱلْكَوْنِ.‏ لكِنَّ ٱلْمَرْءَ ٱلَّذِي يُنَاقِشُ ٱلْمَسْأَلَةَ مِنْ هذَا ٱلْمِنْظَارِ لَا يَزِنُ كَافَّةَ ٱلْأَدِلَّةِ بِمَوْضُوعِيَّةٍ.‏ كَمَا أَنَّهُ يَتَجَاهَلُ وُجُودَ خَلَائِقَ مُنَظَّمَةٍ «لَا تُعَدُّ» وَ ‹لَا تُحْصَى› تَخْدُمُ قَصْدًا مُفِيدًا وَتُرَى فِي كُلِّ مَكَانٍ حَوْلَنَا.‏ (‏اي ٩:‏١٠؛‏ مز ١٠٤:‏٢٥‏)‏ أَمَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فَمُتَأَكِّدُونَ أَنَّ ٱلْقُوَّةَ ٱلْفَعَّالَةَ ٱلَّتِي ٱسْتُخْدِمَتْ فِي ٱلْخَلْقِ هِيَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ بِإِشْرَافٍ ذَكِيٍّ مِنْ يَهْوَهَ ٱللهِ.‏

اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَإِيمَانُنَا بِٱللهِ

١٩ كَيْفَ نَلْمُسُ شَخْصِيًّا وُجُودَ ٱللهِ وَعَمَلَ رُوحِهِ؟‏

١٩ لَا دَاعِيَ أَنْ نُلِمَّ بِكُلِّ شَيْءٍ عَنِ ٱلْخَلِيقَةِ كِيْ نُؤْمِنَ بِٱللهِ وَنُظْهِرَ لَهُ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلتَّوْقِيرَ ٱلْعَمِيقَ.‏ فَكَمَا هُوَ حَالُ ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَ ٱثْنَيْنِ،‏ لَا يَقُومُ ٱلْإِيْمَانُ بِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْحَقَائِقِ ٱلْجَامِدَةِ فَحَسْبُ.‏ فَمِثْلَمَا تَتَوَطَّدُ ٱلصَّدَاقَةُ كُلَّمَا تَعَرَّفَ ٱلطَّرَفَانِ وَاحِدُهُمَا بِٱلْآخَرِ،‏ يَقْوَى إِيْمَانُنَا بِٱللهِ فِيمَا نَتَعَلَّمُ ٱلْمَزِيدَ عَنْهُ.‏ وَنَحْنُ نُدْرِكُ أَنَّهُ مَوْجُودٌ حِينَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا وَنَرَى فَوَائِدَ تَطْبِيقِ مَبَادِئِهِ فِي حَيَاتِنَا.‏ وَنَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَيْهِ فِيمَا نَلْمُسُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى أَنَّهُ يُوَجِّهُ خُطُوَاتِنَا،‏ يُظَلِّلُنَا بِحِمَايَتِهِ،‏ يُبَارِكُ جُهُودَنَا فِي خِدْمَتِهِ،‏ وَيُؤَمِّنُ لَنَا حَاجَاتِنَا.‏ وَكُلُّ هذَا لَدَلِيلٌ دَامِغٌ عَلَى وُجُودِهِ وَعَمَلِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏

٢٠ (‏أ)‏ لِمَ خَلَقَ ٱللهُ ٱلْكَوْنَ وَٱلْبَشَرَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَحْصُدُ إِذَا وَاصَلْنَا ٱلسَّيْرَ تَحْتَ قِيَادَةِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ؟‏

٢٠ وَيُعَدُّ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مِثَالًا بَارِزًا عَلَى ٱسْتِخْدَامِ يَهْوَهَ قُوَّتَهُ ٱلْفَعَّالَةَ،‏ فَكَتَبَتُهُ ‹تَكَلَّمُوا مِنْ قِبَلِ ٱللهِ مَسُوقِينَ بِرُوحٍ قُدُسٍ›.‏ (‏٢ بط ١:‏٢١‏)‏ وَدَرْسُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِٱعْتِنَاءٍ يَبْنِي إِيْمَانَنَا بِٱللهِ أَنَّهُ خَالِقُ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ وَيَهْوَهُ أَبْدَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَعْبِيرًا عَنْ صِفَةِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي تُقَرِّبُهُ إِلَى قُلُوبِنَا.‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ فَلْنَبْذُلْ إِذًا قُصَارَى جُهْدِنَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنْ صَدِيقِنَا وَأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُحِبِّ.‏ وَإِذَا وَاصَلْنَا ٱلسَّيْرَ تَحْتَ قِيَادَةِ رُوحِهِ،‏ نَحْظَى بِٱمْتِيازِ ٱلتَّعَلُّمِ عَنْهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ (‏غل ٥:‏١٦،‏ ٢٥‏)‏ فَلْيُثَابِرْ كُلٌّ مِنَّا عَلَى نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ عَنْ يَهْوَهَ وَأَعْمَالِهِ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ وَلْيَعْكِسْ فِي حَيَاتِهِ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْفَائِقَةَ ٱلَّتِي أَعْرَبَ ٱللهُ عَنْهَا حِينَ ٱسْتَخْدَمَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ فِي خَلْقِ ٱلسَّموَاتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ.‏

‏[الحاشية]‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ وُجُودِ ٱلسَّموَاتِ وَٱلْأَرْضِ عَنِ ٱسْتِخْدَامِ ٱللهِ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ؟‏

‏• أَيَّةُ ٱمْتِيَازَاتٍ نَحْظَى بِهَا لِأَنَّنَا خُلِقْنَا عَلَى صُورَةِ ٱللهِ؟‏

‏• لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَفَحَّصَ ٱلْأَدِلَّةَ عَلَى ٱلْخَلْقِ؟‏

‏• كَيْفَ نُقَوِّي أَوَاصِرَ عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَهَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلْخَلِيقَةِ مِنَ ٱلتَّنْظِيمِ ٱلْبَادِي فِي ٱلْكَوْنِ؟‏

‏[مصدر الصورة]‏

‏s‏e‏g‏a‏m‏I‏ ‏n‏i‏l‏a‏M‏ ‏d‏i‏v‏a‏D‏/‏y‏r‏o‏t‏a‏v‏r‏e‏s‏b‏O‏ ‏n‏a‏i‏l‏a‏r‏t‏s‏u‏A‏-‏o‏l‏g‏n‏A‏ :‏s‏r‏a‏t‏S‏

‏[الصور في الصفحة ٨]‏

كَيْفَ حَدَثَ أَنْ وُجِدَ ٱلدَّنَا فِي كُلِّ هذِهِ ٱلْكَائِنَاتِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

هَلْ أَنْتَ مُسْتَعِدٌّ للدِّفَاعِ عَنْ إِيمَانِكَ؟‏