الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«ثمر الروح» يمجِّد الله

‏«ثمر الروح» يمجِّد الله

‏«ثَمَرُ ٱلرُّوحِ» يُمَجِّدُ ٱللهَ

‏«فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي،‏ أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ».‏ —‏ يو ١٥:‏٨‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ فُرَصٍ لَدَيْنَا لِنُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ عَطِيَّةٍ مِنْ يَهْوَهَ تُحَسِّنُ قُدْرَتَنَا عَلَى خِدْمَتِهِ؟‏

أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ نَاضِجَةٌ تُلَاحِظُ أَنَّ أُخْتًا أَصْغَرَ سِنًّا مَشْغُولَةُ ٱلْبَالِ.‏ فَتَقْتَرِبُ مِنْهَا وَتَسْأَلُهَا أَنْ تُرَافِقَهَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ وَبَيْنَمَا هُمَا تَتَبَادَلَانِ أَطْرَافَ ٱلْحَدِيثِ أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ،‏ تَسْكُبُ ٱلشَّابَّةُ قَلْبَهَا وَتُخْبِرُهَا بِمَا يُقْلِقُهَا.‏ وَلَاحِقًا فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ تُصَلِّي شَاكِرَةً يَهْوَهَ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْحُبِّيِّ ٱلَّذِي كَانَتْ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهِ.‏ فِي مَكَانٍ آخَرَ،‏ يَعُودُ زَوْجَانِ مِنْ تَعْيِينِهِمَا ٱلْكِرَازِيِّ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ.‏ وَفِي أَحَدِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ،‏ يُصْغِي أَخٌ حَدَثٌ إِلَيْهِمَا وَهُمَا يَرْوِيَانِ بِحَمَاسٍ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي عَاشَاهَا.‏ وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ،‏ فِيمَا يَسْتَعِدُّ لِيَنْتَقِلَ إِلَى تَعْيِينِهِ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ،‏ تَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِهِ صُورَةُ ٱلزَّوْجَيْنِ وَٱلْحَدِيثُ ٱلَّذِي أَشْعَلَ فِي قَلْبِهِ رَغْبَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ.‏

٢ لَرُبَّمَا تُذَكِّرُكَ هَاتَانِ ٱلْحَادِثَتَانِ بِشَخْصٍ كَانَ لَهُ أَثَرٌ بَالِغٌ فِي حَيَاتِكَ أَوْ بِشَخْصٍ سَاهَمْتَ أَنْتَ فِي تَغْيِيرِ مَسَارِ حَيَاتِهِ.‏ طَبْعًا،‏ نَادِرًا مَا تَسْتَطِيعُ بِحَدِيثٍ وَاحِدٍ تَغْيِيرَ حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ إِلَّا أَنَّ لَدَيْكَ يَوْمِيًّا فُرَصًا عَدِيدَةً لِتُشَجِّعَهُمْ وَتُقَوِّيَهُمْ.‏ وَهَلْ تَعْلَمُ أَنَّ هُنَالِكَ عَطِيَّةً مِنْ يَهْوَهَ تَصْقُلُ قُدُرَاتِكَ وَصِفَاتِكَ بِحَيْثُ تَتَمَكَّنُ مِنْ خِدْمَتِهِ وَخِدْمَةِ إِخْوَتِكَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ؟‏ إِنَّهَا عَطِيَّةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ فَحِينَ يَعْمَلُ رُوحُ ٱللهِ فِي حَيَاتِنَا،‏ يَخْلُقُ فِينَا صِفَاتٍ رَائِعَةً تُحَسِّنُ نَوْعِيَّةَ خِدْمَتِنَا بِكُلِّ أَوْجُهِهَا.‏ فَيَا لَهَا مِنْ عَطِيَّةٍ مُذْهِلَةٍ!‏ —‏ اِقْرَأْ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

٣ (‏أ)‏ كَيْفَ نُمَجِّدُ ٱللهَ حِينَ نُنَمِّي «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ»؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا؟‏

٣ إِنَّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ يَهْوَهَ ٱللهِ،‏ مَصْدَرِ هذَا ٱلرُّوحِ.‏ (‏كو ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَقَدْ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّبَبِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱللهِ حِينَ قَالَ لِرُسُلِهِ:‏ «فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي،‏ أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ».‏ * (‏يو ١٥:‏٨‏)‏ فَعِنْدَمَا نُنَمِّي «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ» يَكُونُ تَأْثِيرُهُ وَاضِحًا فِي كَلَامِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا،‏ مَا يَجْلُبُ ٱلتَّسْبِيحَ لِإِلهِنَا.‏ (‏مت ٥:‏١٦‏)‏ وَكَيْفَ يَخْتَلِفُ ثَمَرُ ٱلرُّوحِ عَنِ ٱلسِّمَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ كَيْفَ نُنَمِّي هذَا ٱلثَّمَرَ؟‏ وَلِمَ يَصْعُبُ عَلَيْنَا ذلِكَ؟‏ سَنُجِيبُ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِيمَا نُنَاقِشُ ٱلْأَوْجُهَ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلْأُولَى لِثَمَرِ ٱلرُّوحِ:‏ اَلْمَحَبَّةَ،‏ ٱلْفَرَحَ،‏ وَٱلسَّلَامَ.‏

اَلْمَحَبَّةُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى مَبْدَإٍ أَسْمَى

٤ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْهُ؟‏

٤ تَخْتَلِفُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱخْتِلَافًا وَاضِحًا عَنْ نَوْعِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّائِعِ فِي ٱلْعَالَمِ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ عَلَى مَبْدَإٍ أَسْمَى.‏ وَقَدْ سَلَّطَ يَسُوعُ ٱلضَّوْءَ عَلَى هذَا ٱلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ متى ٥:‏٤٣-‏٤٨‏.‏‏)‏ فَذَكَرَ أَنَّهُ حَتَّى ٱلْخُطَاةُ يُعَامِلُونَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْمِثْلِ.‏ غَيْرَ أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ هذِهِ لَا تَشْمُلُ ٱلتَّضْحِيَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ،‏ إِنَّمَا هِيَ مُجَرَّدُ تَبَادُلِ خِدْمَاتٍ.‏ لِذلِكَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ ‹نَكُونَ أَبْنَاءَ أَبِينَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ›،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُخْتَلِفِينَ.‏ فَبَدَلَ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْمِثْلِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهِمْ وَنُعَامِلَهُمْ مِثْلَمَا يَفْعَلُ يَهْوَهُ.‏ وَلكِنْ كَيْفَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُحِبَّ أَعْدَاءَنَا كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ؟‏

٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ لِمُضْطَهِدِينَا؟‏

٥ تَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَحِينَ كَانَ بُولُسُ وَسِيلَا يَكْرِزَانِ فِي فِيلِبِّي ٱعْتُقِلَا،‏ ضُرِبَا ضَرْبًا مُبَرِّحًا،‏ وَأُلْقِيَا فِي ٱلسِّجْنِ ٱلدَّاخِلِيِّ حَيْثُ ثُبِّتَتْ أَرْجُلُهُمَا فِي ٱلْمِقْطَرَةِ.‏ وَكَانَ ٱلسَّجَّانُ بَيْنَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُوا مُعَامَلَتَهُمَا.‏ وَلكِنْ هَلْ رَاوَدَتْهُمَا فِكْرَةُ ٱلِٱنْتِقَامِ مِنْهُ عِنْدَمَا تَحَرَّرَا عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ إِثْرَ حُدُوثِ زِلْزَالٍ؟‏ كَلَّا.‏ فَٱهْتِمَامُهُمَا ٱلصَّادِقُ بِخَيْرِهِ —‏ أَيْ مَحَبَّةُ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَاهَا —‏ دَفَعَهُمَا أَنْ يَتَصَرَّفَا بِسُرْعَةٍ لِمَصْلَحَتِهِ،‏ مَا أَتَاحَ لَهُ وَلِعَائِلَتِهِ بِكَامِلِهَا أَنْ يُصْبِحُوا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏اع ١٦:‏١٩-‏٣٤‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلْيَوْمَ يَتْبَعُونَ ٱلْمَسْلَكَ نَفْسَهُ إِذْ ‹يُبَارِكُونَ ٱلْمُضْطَهِدِينَ›.‏ —‏ رو ١٢:‏١٤‏.‏

٦ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ نُظْهِرُ لِإِخْوَتِنَا مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢١.‏)‏

٦ إِلَّا أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ تَذْهَبُ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ ذلِكَ.‏ فَنَحْنُ «مُلْزَمُونَ أَنْ نَبْذُلَ نُفُوسَنَا لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا».‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ يوحنا ٣:‏١٦-‏١٨‏.‏‏)‏ وَلكِنْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَخِينَا بِقَوْلٍ أَوْ تَصَرُّفٍ مَا،‏ نُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّتِنَا بِأَنْ نُبَادِرَ إِلَى مُصَالَحَتِهِ.‏ (‏مت ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وَمَاذَا لَوْ أَسَاءَ إِلَيْنَا أَحَدٌ؟‏ هَلْ نَكُونُ ‹غَفُورِينَ› أَمْ نَمِيلُ أَحْيَانًا إِلَى إِضْمَارِ ٱلضَّغِينَةِ؟‏ (‏مز ٨٦:‏٥‏)‏ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلشَّدِيدَةَ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتُرَ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلطَّفِيفَةَ،‏ مُسَامِحِينَ ٱلْآخَرِينَ ‹كَمَا سَامَحَنَا يَهْوَهُ›.‏ —‏ كو ٣:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ١ بط ٤:‏٨‏.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ مَا عَلَاقَةُ مَحَبَّتِنَا لِلنَّاسِ بِمَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ أَدْنَاهُ.‏)‏

٧ وَكَيْفَ نُنَمِّي مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ تِجَاهَ إِخْوَتِنَا؟‏ بِتَعْمِيقِ مَحَبَّتِنَا لِلهِ.‏ (‏اف ٥:‏١،‏ ٢؛‏ ١ يو ٤:‏٩-‏١١،‏ ٢٠،‏ ٢١‏)‏ فَٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي نُخَصِّصُهُ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلِ وَٱلصَّلَاةِ يُنْعِشُ قَلْبَنَا وَيُعَزِّزُ مَحَبَّتَنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ وَلِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَلْزَمُنَا شِرَاءُ ٱلْوَقْتِ.‏

٨ تَخَيَّلْ أَنَّهُ لَيْسَ لَدَيْكَ إِلَّا سَاعَةٌ مُحَدَّدَةٌ فِي ٱلْيَوْمِ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ ٱلتَّأَمُّلِ،‏ وَٱلصَّلَاةِ.‏ أَفَلَنْ تَحْرِصَ أَلَّا تَدَعَ شَيْئًا يَتَعَارَضُ مَعَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْقَصِيرَةِ؟‏ طَبْعًا،‏ مَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُ أَنْ يَمْنَعَكَ مِنَ ٱلتَّوَاصُلِ مَعَ ٱللهِ فِي ٱلصَّلَاةِ،‏ وَمُعْظَمُنَا يَسْتَطِيعُ قِرَاءَةَ كَلِمَتِهِ مَتَى شَاءَ.‏ وَلكِنْ قَدْ يَلْزَمُنَا ٱتِّخَاذُ إِجْرَاءَاتٍ مُعَيَّنَةٍ كَيْ لَا نَغْرَقَ فِي دَوَّامَةِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْيَوْمِيَّةِ،‏ مَا يَسْلُبُنَا ٱلْوَقْتَ ٱلْمُخَصَّصَ لِيَهْوَهَ.‏ فَهَلْ تَشْتَرِي أَكْبَرَ قَدْرٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ كُلَّ يَوْمٍ لِتَقْتَرِبَ إِلَيْهِ؟‏

‏«فَرَحٌ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ»‏

٩ بِمَ يَتَمَيَّزُ ٱلْفَرَحُ ٱلَّذِي يُنْتِجُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏

٩ إِنَّ مَا يُمَيِّزُ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ هُوَ أَنَّهُ ثَابِتٌ لَا يَتَغَيَّرُ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ.‏ وَٱلْفَرَحُ،‏ ثَانِي وَجْهٍ مِنْ هذَا ٱلثَّمَرِ،‏ هُوَ مِثَالٌ عَلَى ذلِكَ.‏ فَهُوَ أَشْبَهُ بِنَبْتَةٍ تَصْمُدُ أَمَامَ أَقْسَى ٱلظُّرُوفِ وَٱلْمَنَاخَاتِ.‏ فَحَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ‹يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ بِفَرَحٍ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ›.‏ (‏١ تس ١:‏٦‏)‏ وَيُقَاسِي غَيْرُهُمُ ٱلْمَشَقَّةَ وَٱلْحِرْمَانَ.‏ بَيْدَ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَوِّيهِمْ بِرُوحِهِ ‹لِكَيْ يَحْتَمِلُوا إِلَى ٱلتَّمَامِ وَيَكُونُوا طِوَالَ ٱلْأَنَاةِ بِفَرَحٍ›.‏ (‏كو ١:‏١١‏)‏ فَمِنْ أَيْنَ نَسْتَمِدُّ هذَا ٱلْفَرَحَ؟‏

١٠ مِنْ أَيْنَ نَسْتَمِدُّ فَرَحَنَا؟‏

١٠ بِخِلَافِ «ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ» لِعَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ فَإِنَّ ٱلْكُنُوزَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي يُغْدِقُهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا لَهَا قِيمَةٌ دَائِمَةٌ.‏ (‏١ تي ٦:‏١٧؛‏ مت ٦:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَهُوَ يَمْنَحُنَا ٱلرَّجَاءَ ٱلْمُفْرِحَ بِمُسْتَقْبَلٍ لَا نِهَايَةَ لَهُ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ لِكَوْنِنَا جُزْءًا مِنْ مَعْشَرِ إِخْوَةٍ مَسِيحِيٍّ عَالَمِيٍّ.‏ وَأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّ فَرَحَنَا نَابِعٌ مِنْ عَلَاقَتِنَا بِٱللهِ.‏ فَمَشَاعِرُنَا هِيَ كَمَشَاعِرِ دَاوُدَ ٱلَّذِي سَبَّحَ يَهْوَهَ رَغْمَ أَنَّهُ أُجْبِرَ عَلَى ٱلْعَيْشِ فِي حَالَةِ هَرَبٍ دَائِمٍ.‏ فَقَدْ رَنَّمَ قَائِلًا:‏ «لِأَنَّ لُطْفَكَ ٱلْحُبِّيَّ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ،‏ لِذٰلِكَ تُشِيدُ بِكَ شَفَتَايَ.‏ هٰكَذَا أُبَارِكُكَ فِي حَيَاتِي».‏ (‏مز ٦٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَقَلْبُنَا يَفِيضُ فَرَحًا وَتَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ حَتَّى وَسَطَ ٱلْمَشَقَّاتِ وَٱلْمِحَنِ.‏

١١ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟‏

١١ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «اِفْرَحُوا فِي ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ.‏ وَأَقُولُ أَيْضًا:‏ اِفْرَحُوا!‏».‏ (‏في ٤:‏٤‏)‏ فَلِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَخْدُمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟‏ بِسَبَبِ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِسُلْطَانِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ.‏ فَقَدِ ٱدَّعَى أَنَّ مَا مِنْ أَحَدٍ يَخْدُمُ ٱللهَ بِقَلْبٍ رَاغِبٍ.‏ (‏اي ١:‏٩-‏١١‏)‏ فَإِذَا خَدَمْنَا يَهْوَهَ بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ لَا ٱلْفَرَحِ،‏ تَكُونُ ذَبِيحَةُ ٱلتَّسْبِيحِ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا نَاقِصَةً.‏ لِذَا،‏ نَحْنُ نَسْعَى جَاهِدِينَ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلْحَضِّ ٱلَّذِي ذَكَرَهُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «اُخْدُمُوا يَهْوَهَ بِفَرَحٍ.‏ اُدْخُلُوا أَمَامَهُ بِتَهْلِيلٍ».‏ (‏مز ١٠٠:‏٢‏)‏ فَخِدْمَةُ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ رَاغِبٍ وَفَرْحَانٍ تَجْلُبُ لَهُ ٱلْمَجْدَ.‏

١٢،‏ ١٣ مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِمُحَارَبَةِ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؟‏

١٢ وَلكِنْ حَتَّى خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْأَوْلِيَاءُ يُنَاضِلُونَ أَحْيَانًا لِلتَّغَلُّبِ عَلَى مَشَاعِرِ ٱلتَّثَبُّطِ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ.‏ (‏في ٢:‏٢٥-‏٣٠‏)‏ فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا فِي هذِهِ ٱلظُّرُوفِ؟‏ تَقُولُ أَفَسُس ٥:‏١٨،‏ ١٩‏:‏ «اِمْتَلِئُوا مِنَ ٱلرُّوحِ،‏ مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ لِلهِ وَتَرَانِيمَ رُوحِيَّةٍ،‏ مُرَنِّمِينَ وَمُغَنِّينَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ لِيَهْوَهَ».‏ فَكَيْفَ نُطَبِّقُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ؟‏

١٣ عِنْدَمَا تَسْتَحْوِذُ عَلَيْنَا ٱلْمَشَاعِرُ ٱلسَّلْبِيَّةُ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَتَضَرَّعَ إِلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ وَنَسْعَى لِلتَّأَمُّلِ فِي مَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ فيلبي ٤:‏٦-‏٩‏.‏‏)‏ وَيَجِدُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ دَنْدَنَةَ تَرَانِيمِ ٱلْمَلَكُوتِ بِمُرَافَقَةِ ٱلتَّسْجِيلَاتِ تَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ وَتُسَاعِدُهُمْ عَلَى تَعْدِيلِ تَفْكِيرِهِمْ.‏ يَتَذَكَّرُ أَخٌ وَاجَهَ مِحْنَةً جَعَلَتْهُ يَشْعُرُ أَحْيَانًا كَثِيرَةً بِٱلْإِحْبَاطِ وَٱلتَّثَبُّطِ:‏ «بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلصَّلَاةِ ٱلْقَلْبِيَّةِ ٱلْمُنْتَظِمَةِ،‏ حَفِظْتُ بَعْضَ تَرَانِيمِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَكُنْتُ أَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ كُلَّمَا رَنَّمْتُ هذِهِ ٱلتَّسَابِيحَ ٱلْجَمِيلَةَ،‏ سَوَاءٌ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ أَوْ مُرْتَفِعٍ.‏ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَيْضًا،‏ صَدَرَ كِتَابُ اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ.‏ فَقَرَأْتُهُ مَرَّتَيْنِ خِلَالَ ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏ فَكَانَ كَبَلْسَمٍ شَافٍ لِجِرَاحِي.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ جُهُودِي».‏

‏«رِبَاطُ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدُ»‏

١٤ أَيَّةُ سِمَةٍ بَارِزَةٍ مِنْ سِمَاتِ ٱلسَّلَامِ يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏

١٤ فِي مَحَافِلِنَا ٱلْأُمَمِيَّةِ،‏ يَنْعَمُ مَنْدُوبُونَ مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ بِدِفْءِ ٱلْمَحَبَّةِ بَيْنَ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ وَيُسَلِّطُ ذلِكَ ٱلضَّوْءَ عَلَى سِمَةٍ بَارِزَةٍ مِنْ سِمَاتِ ٱلسَّلَامِ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهِ شَعْبُ يَهْوَهَ:‏ وَحْدَتِهِمِ ٱلْعَالَمِيَّةِ.‏ فَغَالِبًا مَا يَنْدَهِشُ ٱلنَّاسُ لِرُؤْيَةِ أَشْخَاصٍ ‹يَسْعَوْنَ بِجِدٍّ أَنْ يَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ فِي رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ›،‏ رَغْمَ أَنَّهُ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَكُونُوا أَعْدَاءً.‏ (‏اف ٤:‏٣‏)‏ وَهذِهِ ٱلْوَحْدَةُ هِيَ رَائِعَةٌ حَقًّا نَظَرًا إِلَى ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي وَجَبَ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْهُمْ أَنْ يَتَخَطَّوْهَا.‏

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ مَا هِيَ خَلْفِيَّةُ بُطْرُسَ،‏ وَكَيْفَ شَكَّلَ ذلِكَ تَحَدِّيًا لَهُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُطْرُسَ عَلَى تَعْدِيلِ مَوْقِفِهِ؟‏

١٥ لَا شَكَّ أَنَّ تَوْحِيدَ أُنَاسٍ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ يُشَكِّلُ تَحَدِّيًا كَبِيرًا.‏ وَلِمُسَاعَدَتِنَا أَنْ نُدْرِكَ مَا يَنْبَغِي تَخَطِّيهِ لِتَحْقِيقِ هذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَمَوْقِفُهُ مِنَ ٱلْأُمَمِ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ يُمْكِنُ أَنْ نَسْتَشِفَّهُ مِنْ كَلِمَاتِهِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ جَيِّدًا كَيْفَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِلْيَهُودِيِّ أَنْ يُخَالِطَ رَجُلًا مِنْ جِنْسٍ آخَرَ أَوْ يَقْتَرِبَ إِلَيْهِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱللهَ أَرَانِي أَلَّا أَدْعُوَ إِنْسَانًا مَا دَنِسًا أَوْ نَجِسًا».‏ (‏اع ١٠:‏٢٤-‏٢٩؛‏ ١١:‏١-‏٣‏)‏ فَنَظَرًا إِلَى ٱلْفِكْرَةِ ٱلشَّائِعَةِ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَانِ،‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ بُطْرُسَ كَبُرَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّ عَلَيْهِ بِمُوجَبِ ٱلشَّرِيعَةِ أَنْ يُحِبَّ رُفَقَاءَهُ ٱلْيَهُودَ فَقَطْ.‏ وَبَدَا لَهُ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ جِدًّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْأُمَمَ بِصِفَتِهِمْ أَعْدَاءً لَهُ.‏ *

١٦ تَخَيَّلِ ٱلِٱرْتِبَاكَ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّ بُطْرُسَ شَعَرَ بِهِ لَدَى دُخُولِهِ بَيْتَ كَرْنِيلِيُوسَ.‏ فَهَلْ يُمْكِنُ لِرَجُلٍ كَانَتْ لَدَيْهِ سَابِقًا مَشَاعِرُ سَلْبِيَّةٌ تِجَاهَ ٱلْأُمَمِ أَنْ يُصْبِحَ يَوْمًا ‹مُقْتَرِنًا مَعَهُمْ بِٱنْسِجَامٍ› فِي «رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ»؟‏ (‏اف ٤:‏٣،‏ ١٦‏)‏ نَعَمْ.‏ فَقَبْلَ أَيَّامٍ فَقَطْ،‏ كَانَ رُوحُ ٱللهِ قَدْ فَتَحَ قَلْبَهُ سَامِحًا لَهُ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْدِيلِ مَوْقِفِهِ وَيَسْتَأْصِلَ مَشَاعِرَ ٱلتَّحَامُلِ.‏ فَفِي رُؤْيَا،‏ أَوْضَحَ لَهُ يَهْوَهُ أَنَّ نَظْرَتَهُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَا تَتَأَثَّرُ بِٱلْعِرْقِ أَوِ ٱلْقَوْمِيَّةِ.‏ (‏اع ١٠:‏١٠-‏١٥‏)‏ لِذَا قَالَ بُطْرُسُ لِكَرْنِيلِيُوسَ:‏ «أَنَا أَجِدُ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ ٱللهَ لَيْسَ مُحَابِيًا،‏ بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ،‏ مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ».‏ (‏اع ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فَقَدْ تَغَيَّرَ وَأَصْبَحَ فِي وَحْدَةٍ حَقِيقِيَّةٍ مَعَ «كَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ».‏ —‏ ١ بط ٢:‏١٧‏.‏

١٧ لِمَ ٱلْوَحْدَةُ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا شَعْبُ ٱللهِ لَافِتَةٌ؟‏

١٧ تُسَاعِدُنَا ٱلتَّجْرِبَةُ ٱلَّتِي عَاشَهَا بُطْرُسُ أَنْ نَفْهَمَ ٱلتَّغْيِيرَ ٱلْمُذْهِلَ ٱلَّذِي يَحْدُثُ ٱلْيَوْمَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اشعيا ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏‏)‏ فَمَلَايِينُ ٱلنَّاسِ «مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ» يُغَيِّرُونَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ لِتَنْسَجِمَ مَعَ «مَشِيئَةِ ٱللهِ ٱلصَّالِحَةِ ٱلْمَقْبُولَةِ ٱلْكَامِلَةِ».‏ (‏رؤ ٧:‏٩؛‏ رو ١٢:‏٢‏)‏ فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ كَانُوا يَتَخَبَّطُونَ فِي ٱلْأَحْقَادِ وَٱلْعَدَاوَاتِ وَٱلِٱنْشِقَاقَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ وَلكِنَّهُمْ،‏ بِدَرْسِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَبِمَعُونَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ تَعَلَّمُوا أَنْ ‹يَسْعَوْا فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ›.‏ (‏رو ١٤:‏١٩‏)‏ وَٱلْوَحْدَةُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنْ ذلِكَ تُسَبِّحُ ٱللهَ.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُعَالِجُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٨ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ؟‏ تَضُمُّ جَمَاعَاتٌ كَثِيرَةٌ أَجَانِبَ قَدْ تَخْتَلِفُ تَقَالِيدُهُمْ عَنْ تَقَالِيدِنَا أَوْ لُغَتُهُمْ عَنْ لُغَتِنَا.‏ فَهَلْ نَبْذُلُ مَا فِي وُسْعِنَا لِلتَّعَرُّفِ بِهِمْ؟‏ فَهذَا ٱلْمَسْلَكُ هُوَ مَا تُوصِي بِهِ كَلِمَةُ ٱللهِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى جَمَاعَةِ رُومَا ٱلَّتِي ضَمَّتْ مُؤْمِنِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِ:‏ «رَحِّبُوا بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ،‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا رَحَّبَ بِنَا،‏ لِمَجْدِ ٱللهِ».‏ (‏رو ١٥:‏٧‏)‏ فَهَلْ فِي جَمَاعَتِكَ مَنْ تَوَدُّ ٱلتَّعَرُّفَ بِهِمْ عَنْ كَثَبٍ؟‏

١٩ ثَمَّةَ أُمُورٌ إِضَافِيَّةٌ بِإِمْكَانِنَا فِعْلُهَا كَيْ نَسْمَحَ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَعْمَلَ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَمَا هِيَ؟‏ سَتُعَالِجُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هذَا ٱلسُّؤَالَ فِيمَا تُنَاقِشُ ٱلْأَوْجُهَ ٱلْبَاقِيَةَ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 3‏ يَشْمُلُ ٱلثَّمَرُ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ»،‏ وَكَذلِكَ ‹ثَمَرَ ٱلشِّفَاهِ› ٱلَّذِي يُقَرِّبُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِلهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ عب ١٣:‏١٥‏.‏

^ ‎الفقرة 15‏ تَقُولُ لَاوِيِّين ١٩:‏١٨‏:‏ «لَا تَنْتَقِمْ وَلَا تُضْمِرْ ضَغِينَةً عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ،‏ بَلْ تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ».‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱعْتَبَرُوا أَنَّ عِبَارَتَيْ «أَبْنَاءِ شَعْبِكَ» وَ «صَاحِبِكَ» تُشِيرَانِ إِلَى ٱلْيَهُودِ فَقَطْ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ أَمَرَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْبَقَاءِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى،‏ لكِنَّهَا لَمْ تُؤَيِّدِ ٱلنَّظْرَةَ ٱلَّتِي رَوَّجَهَا ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ وَهِيَ أَنَّ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ كُلَّهُمْ أَعْدَاءٌ يَجِبُ أَنْ يُبْغَضُوا كَأَفْرَادٍ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• كَيْفَ نُظْهِرُ لِإِخْوَتِنَا مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟‏

‏• لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَخْدُمَ ٱللهَ بِفَرَحٍ؟‏

‏• كَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ٢١]‏

‏«هؤُلَاءِ هُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ»‏

يُورِدُ كِتَابُ بَيْنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ وَٱلِٱسْتِشْهَادِ —‏ شُهُودُ يَهْوَهَ فِي ٱلرَّايْخِ ٱلثَّالِثِ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ تَعْلِيقَ سَجِينٍ يَهُودِيٍّ شَابٍّ يَصِفُ فِيهِ لِقَاءَهُ ٱلْأَوَّلَ بِشُهُودِ يَهْوَهَ بَعْدَمَا وَصَلَ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱلِٱعْتِقَالِ فِي نُويِنْڠامَّا.‏

«حَالَمَا دَخَلْنَا نَحْنُ ٱلْيَهُودَ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ دَاخَاوْ إِلَى ٱلْمُعَسْكَرِ،‏ بَدَأَ ٱلْيَهُودُ ٱلْآخَرُونَ يُخَبِّئُونَ كُلَّ مَا فِي حَوْزَتِهِمْ كَيْ لَا يُشَارِكُونَا فِيهِ.‏ .‏ .‏ .‏ فِي ٱلْخَارِجِ [خَارِجِ مُعَسْكَرِ ٱلِٱعْتِقَالِ]،‏ كُنَّا عَوْنًا وَاحِدُنَا لِلْآخَرِ.‏ أَمَّا ٱلْآنَ،‏ بَعْدَمَا صَارَتِ ٱلْمَسْأَلَةُ مَسْأَلَةَ حَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ،‏ فَقَدْ بَاتَ هَمُّ كُلِّ وَاحِدٍ إِنْقَاذَ نَفْسِهِ دُونَ ٱلتَّفْكِيرِ فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ تَخَيَّلْ مَا فَعَلَهُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَفِي ذلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ فِي إِصْلَاحِ بَعْضِ أَنَابِيبِ ٱلْمِيَاهِ.‏ وَرَغْمَ ٱلطَّقْسِ ٱلْقَارِسِ،‏ وَقَفُوا طَوَالَ ٱلْيَوْمِ فِي مِيَاهٍ بَارِدَةٍ جِدًّا.‏ وَفِي حِينِ أَنَّ أَحَدًا لَمْ يَفْهَمْ كَيْفَ ٱسْتَطَاعُوا تَحَمُّلَ ٱلْوَضْعِ،‏ فَقَدْ قَالُوا إِنَّ يَهْوَهَ يَمْنَحُهُمُ ٱلْقُوَّةَ.‏ وَمَاذَا فَعَلُوا رَغْمَ أَنَّهُمْ كَانُوا جِيَاعًا مِثْلَنَا وَبِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلْخُبْزِ؟‏ جَمَعُوا حِصَصَهُمْ مِنَ ٱلْخُبْزِ،‏ أَخَذُوا نِصْفَهَا،‏ وَأَعْطَوُا ٱلنِّصْفَ ٱلْآخَرَ لِرُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ وَصَلُوا لِلتَّوِّ مِنْ دَاخَاوْ.‏ كَمَا أَنَّهُمُ ٱسْتَقْبَلُوهُمْ بِٱلتَّرْحَابِ وَٱلْقُبَلِ.‏ وَقَبْلَ تَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ،‏ صَلَّوْا مَعًا.‏ وَبَعْدَ ذلِكَ،‏ شَعَرَ ٱلْجَمِيعُ بِٱلِٱكْتِفَاءِ وَٱلسَّعَادَةِ وَقَالُوا إِنَّهُمْ مَا عَادُوا يَشْعُرُونَ بِٱلْجُوعِ.‏ عِنْدَئِذٍ فَكَّرْتُ فِي نَفْسِي:‏ هؤُلَاءِ هُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ».‏

‏[الصور في الصفحة ١٩]‏

هَلْ تَشْتَرِي ٱلْوَقْتَ يَوْمِيًّا مِنَ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْأُخْرَى لِتَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ؟‏