الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الاتكال التام على يهوه يبعث فينا الطمأنينة

الاتكال التام على يهوه يبعث فينا الطمأنينة

اَلِٱتِّكَالُ ٱلتَّامُّ عَلَى يَهْوَهَ يَبْعَثُ فِينَا ٱلطُّمَأْنِينَةَ

‏«يَهْوَهُ يَسْمَعُ عِنْدَمَا أَدْعُو إِلَيْهِ».‏ —‏ مز ٤:‏٣‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَوْقَاتٍ عَصِيبَةٍ عَاشَهَا دَاوُدُ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَزْمُورَيْنِ سَتَجْرِي مُنَاقَشَتُهُمَا؟‏

يَحْكُمُ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ عَلَى إِسْرَائِيلَ مُنْذُ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَهُوَ ٱلْآنَ يَعِيشُ أَيَّامًا عَصِيبَةً.‏ فَٱبْنُهُ ٱلْمَاكِرُ أَبْشَالُومُ نَصَّبَ نَفْسَهُ مَلِكًا،‏ مَا أَجْبَرَهُ عَلَى مُغَادَرَةِ أُورُشَلِيمَ.‏ وَقَدْ خَانَهُ أَيْضًا أَحَدُ أَصْدِقَائِهِ ٱلْأَحِمَّاءِ.‏ وَهَا هُوَ ٱلْآنَ يَبْكِي حُزْنًا فِيمَا يَصْعَدُ حَافِيًا إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ،‏ لَا يُرَافِقُهُ سِوَى قِلَّةٍ مِنَ ٱلْأَفْرَادِ ٱلْأَوْلِيَاءِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يَبْتَدِئُ شِمْعِي —‏ أَحَدُ أَبْنَاءِ عَشِيرَةِ بَيْتِ شَاوُلَ —‏ يَسُبُّهُ وَيَرْشُقُهُ بِٱلْحِجَارَةِ وَيُذَرِّي عَلَيْهِ ٱلتُّرَابَ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ ١٦:‏٥-‏١٤‏.‏

٢ وَلكِنْ،‏ هَلْ تُنْزِلُ هذِهِ ٱلْمِحْنَةُ دَاوُدَ حَزِينًا وَذَلِيلًا إِلَى شِيُولَ؟‏ كَلَّا،‏ لِأَنَّهُ يَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ.‏ وَهذَا يَظْهَرُ بِوُضُوحٍ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٱلثَّالِثِ ٱلَّذِي نَظَمَهُ عِنْدَمَا كَانَ هَارِبًا وَٱلْمَزْمُورِ ٱلرَّابِعِ ٱلَّذِي أَلَّفَهُ هُوَ أَيْضًا.‏ فَهَاتَانِ ٱلتَّرْنِيمَتَانِ تُعَبِّرَانِ عَنِ ٱقْتِنَاعِهِ أَنَّ ٱللهَ يَسْمَعُ وَيُجِيبُ ٱلصَّلَوَاتِ.‏ (‏مز ٣:‏٤؛‏ ٤:‏٣‏)‏ وَهُمَا تُؤَكِّدَانِ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ يَقِفُ إِلَى جَانِبِ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ لَيْلَ نَهَارَ،‏ إِذْ يُنْعِمُ عَلَيْهِمْ بِٱلدَّعْمِ وَيَمْنَحُهُمْ شُعُورًا بِٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ.‏ (‏مز ٣:‏٥؛‏ ٤:‏٨‏)‏ لِذَا،‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي هذَيْنِ ٱلْمَزْمُورَيْنِ وَنَرَ كَيْفَ يَبْعَثَانِ فِينَا ٱلطُّمَأْنِينَةَ وَيَحُثَّانِنَا عَلَى ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى ٱللهِ.‏

عِنْدَمَا ‹يَقُومُ كَثِيرُونَ عَلَيْنَا›‏

٣ مَاذَا كَانَ وَضْعُ دَاوُدَ كَمَا يَتَّضِحُ مِنَ ٱلْمَزْمُور ٣:‏١،‏ ٢‏؟‏

٣ جَاءَ رَسُولٌ إِلَى دَاوُدَ وَأَخْبَرَهُ:‏ «إِنَّ قَلْبَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ قَدْ صَارَ وَرَاءَ أَبْشَالُومَ».‏ (‏٢ صم ١٥:‏١٣‏)‏ فَصَلَّى دَاوُدُ مُتَسَائِلًا كَيْفَ تَمَكَّنَ أَبْشَالُومُ مِنْ حَشْدِ ذلِكَ ٱلدَّعْمِ:‏ ‏«يَا يَهْوَهُ،‏ لِمَاذَا كَثُرَ مُخَاصِمِيَّ؟‏ لِمَاذَا كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ؟‏ كَثِيرُونَ يَقُولُونَ عَنْ نَفْسِي:‏ ‹‏لَا خَلَاصَ لَهُ بِٱللهِ›».‏ ‏(‏مز ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ فَعَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ظَنُّوا أَنَّ يَهْوَهَ لَنْ يُنَجِّيَهُ مِنْ يَدِ أَبْشَالُومَ وَرِجَالِهِ.‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ مِمَّ كَانَ دَاوُدُ مُتَأَكِّدًا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تَعْنِي ٱلْعِبَارَةُ «رَافِعُ رَأْسِي»؟‏

٤ إِلَّا أَنَّ دَاوُدَ بَقِيَ مُطْمَئِنًّا لِأَنَّهُ ٱتَّكَلَ كَامِلًا عَلَى ٱللهِ.‏ فَقَدْ رَنَّمَ:‏ ‏«أَنْتَ يَا يَهْوَهُ .‏ .‏ .‏ تُرْسٌ لِي،‏ مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي».‏ ‏(‏مز ٣:‏٣‏)‏ فَدَاوُدُ كَانَ مُتَأَكِّدًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَحْمِيهِ تَمَامًا كَمَا يَقِي ٱلتُّرْسُ ٱلْجُنْدِيَّ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هذَا ٱلْمَلِكَ ٱلْمُسِنَّ فَرَّ وَرَأْسُهُ مُغَطًّى وَمَحْنِيٌّ إِذْلَالًا،‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْعَلِيَّ كَانَ سَيُسَاعِدُهُ عَلَى ٱلْوُقُوفِ مُنْتَصِبًا وَرَفْعِ رَأْسِهِ مِنْ جَدِيدٍ بِتَغْيِيرِ ظُرُوفِهِ وَإِعَادَةِ مَجْدِهِ.‏ لِذلِكَ،‏ دَعَا دَاوُدُ ٱللهَ وَاثِقًا أَنَّهُ سَيَسْتَجِيبُ لَهُ.‏ فَهَلْ تُعْرِبُ أَنْتَ عَنْ ثِقَةٍ مُمَاثِلَةٍ بِيَهْوَهَ؟‏

٥ نَسَبَ دَاوُدُ بِعِبَارَةِ «رَافِعِ رَأْسِي» ٱلْفَضْلَ إِلَى يَهْوَهَ فِي ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي تَوَقَّعَ نَيْلَهَا.‏ تَقُولُ ٱلْآيَةُ بِحَسَبِ اَلتَّرْجَمَةُ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةُ ٱلْحَدِيثَةُ:‏ ‏«أَمَّا أَنْتَ،‏ يَا رَبُّ،‏ فَتُرْسٌ دَائِمٌ لِي مِنَ ٱلْخَطَرِ،‏ أَنْتَ تَنْصُرُنِي وَتُجَدِّدُ شَجَاعَتِي».‏ وَيُعَلِّقُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ عَلَى هذِهِ ٱلْعِبَارَةِ قَائِلًا:‏ «عِنْدَمَا يَرْفَعُ ٱللهُ .‏ .‏ .‏ ‹رَأْسَ› ٱلْمَرْءِ،‏ فَهُوَ يَمْلَأُهُ أَمَلًا وَطُمَأْنِينَةً».‏ فَمَعَ أَنَّ دَاوُدَ ٱمْتَلَكَ سَبَبًا وَجِيهًا لِلشُّعُورِ بِٱلْكَآبَةِ لِأَنَّهُ خُلِعَ عَنْ عَرْشِ إِسْرَائِيلَ،‏ لكِنَّ ‹رَفْعَ رَأْسِهِ› كَانَ سَيُجَدِّدُ شَجَاعَتَهُ،‏ وَيُعَزِّزُ ٱتِّكَالَهُ ٱلتَّامَّ عَلَى ٱللهِ،‏ وَيَبْعَثُ فِيهِ ٱلطُّمَأْنِينَةَ.‏

‏‹يَهْوَهُ سَيُجِيبُ›‏

٦ لِمَ أَشَارَ دَاوُدُ أَنَّ صَلَاتَهُ سَتُسْتَجَابُ مِنْ جَبَلِ يَهْوَهَ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

٦ تَابَعَ دَاوُدُ وَكُلُّهُ ثِقَةٌ بِيَهْوَهَ:‏ ‏«بِصَوْتِي إِلَى يَهْوَهَ أَدْعُو،‏ فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِهِ ٱلْمُقَدَّسِ».‏ ‏(‏مز ٣:‏٤‏)‏ بِنَاءً عَلَى أَوَامِرِ دَاوُدَ،‏ كَانَ تَابُوتُ ٱلْعَهْدِ —‏ اَلَّذِي رَمَزَ إِلَى حُضُورِ ٱللهِ —‏ قَدْ أُخِذَ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ٢ صموئيل ١٥:‏٢٣-‏٢٥‏.‏‏)‏ لِذلِكَ،‏ كَانَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يُشِيرَ إِلَى أَنَّ صَلَاتَهُ سَتُسْتَجَابُ مِنْ جَبَلِ يَهْوَهَ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

٧ لِمَ لَمْ يَرْتَعِبْ دَاوُدُ أَلْبَتَّةَ؟‏

٧ لَمْ يَرْتَعِبْ دَاوُدُ لِأَنَّهُ كَانَ مُتَأَكِّدًا أَنَّ صَلَاتَهُ إِلَى ٱللهِ لَنْ تَذْهَبَ هَبَاءً أَلْبَتَّةَ.‏ بَلْ رَنَّمَ:‏ ‏«إِنِّي أَضْطَجِعُ وَأَنَامُ،‏ وَأَسْتَيْقِظُ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَسْنُدُنِي».‏ ‏(‏مز ٣:‏٥‏)‏ فَهُوَ لَمْ يَخْشَ أَنْ يَنَامَ حَتَّى فِي ٱللَّيْلِ،‏ حِينَ يُحْتَمَلُ أَكْثَرَ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِهُجُومٍ مُفَاجِئٍ.‏ فَقَدْ كَانَ عَلَى يَقِينٍ أَنَّهُ سَيَسْتَيْقِظُ مِنْ نَوْمِهِ لِأَنَّ ٱخْتِبَارَاتِهِ ٱلْمَاضِيَةَ رَسَّخَتْ ثِقَتَهُ بِأَنَّ فِي وُسْعِهِ ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى دَعْمِ ٱللهِ ٱلَّذِي لَا يَنْضُبُ.‏ وَيَصِحُّ فِينَا ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ إِذَا ٱلْتَصَقْنَا ‹بِطُرُقِ يَهْوَهَ› وَلَمْ نَبْتَعِدْ عَنْهُ أَبَدًا.‏ —‏ اِقْرَأْ ٢ صموئيل ٢٢:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

٨ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْمَزْمُور ٢٧:‏١-‏٤ أَنَّ دَاوُدَ ٱتَّكَلَ عَلَى يَهْوَهَ؟‏

٨ إِنَّ شُعُورَ دَاوُدَ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ وَٱتِّكَالَهُ ٱلتَّامَّ عَلَى ٱللهِ يَظْهَرَانِ فِي مَزْمُورٍ آخَرَ يَتَضَمَّنُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُوحَى بِهَا ٱلتَّالِيَةَ:‏ «يَهْوَهُ نُورِي وَخَلَاصِي،‏ مِمَّنْ أَخَافُ؟‏ يَهْوَهُ مَعْقِلُ حَيَاتِي،‏ مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟‏ .‏ .‏ .‏ إِنْ نُصِبَ عَلَيَّ مُعَسْكَرٌ،‏ لَا يَخَافُ قَلْبِي.‏ .‏ .‏ .‏ وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنْ يَهْوَهَ،‏ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ،‏ أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي،‏ لِأَنْظُرَ مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ وَأُعَايِنَ هَيْكَلَهُ بِتَقْدِيرٍ».‏ (‏مز ٢٧:‏١-‏٤‏)‏ فَهَلْ تُشَاطِرُ ٱلْمُرَنِّمَ ٱلْمُلْهَمَ مَشَاعِرَهُ؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ لَنْ تُفَوِّتَ حُضَورَ أَيِّ ٱجْتِمَاعٍ مَعَ إِخْوَتِكَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِلَّا فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلْقَاهِرَةِ.‏ —‏ عب ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

٩،‏ ١٠ لِمَ يُمْكِنُكُمُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ دَاوُدَ لَمْ يَكُنْ مُحِبًّا لِلِٱنْتِقَامِ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ فِي ٱلْمَزْمُور ٣:‏٦،‏ ٧‏؟‏

٩ مَعَ أَنَّ دَاوُدَ تَعَرَّضَ لِلْخِيَانَةِ مِنْ أَبْشَالُومَ وَآخَرِينَ كَثِيرِينَ،‏ لكِنَّهُ رَنَّمَ:‏ ‏«‏لَا أَخَافُ رِبْوَاتِ ٱلشَّعْبِ ٱلْمُصْطَفِّينَ عَلَيَّ مِنْ حَوْلِي.‏ قُمْ يَا يَهْوَهُ!‏ خَلِّصْنِي يَا إِلٰهِي!‏ اِضْرِبْ كُلَّ أَعْدَائِي عَلَى ٱلْفَكِّ.‏ وَأَسْنَانَ ٱلْأَشْرَارِ كَسِّرْ».‏ ‏—‏ مز ٣:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٠ لَمْ يَكُنْ دَاوُدُ مُحِبًّا لِلِٱنْتِقَامِ.‏ فَإِذَا كَانَ أَعْدَاؤُهُ ‹سَيُضْرَبُونَ عَلَى ٱلْفَكِّ›،‏ فَٱللهُ هُوَ مَنْ سَيَتَوَلَّى هذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ.‏ فَقَدْ كَتَبَ هذَا ٱلْمَلِكُ نُسْخَةً شَخْصِيَّةً مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ لِذلِكَ عَلِمَ مَا قَالَهُ يَهْوَهُ:‏ «لِي ٱلِٱنْتِقَامُ وَٱلْجَزَاءُ».‏ (‏تث ١٧:‏١٤،‏ ١٥،‏ ١٨؛‏ ٣٢:‏٣٥‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلَّذِي ‹يُكَسِّرُ أَسْنَانَ ٱلْأَشْرَارِ›،‏ مَا يَعْنِي أَنَّهُ يَجْعَلُهُمْ عَاجِزِينَ عَنْ إِيذَائِهِ.‏ وَهُوَ يَعْرِفُ مَنْ هُمُ ٱلْأَشْرَارُ لِأَنَّهُ «يَرَى ٱلْقَلْبَ».‏ (‏١ صم ١٦:‏٧‏)‏ فَكَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ أَنَّ يَهْوَهَ يَمْنَحُنَا ٱلْإِيمَانَ وَٱلْقُوَّةَ كَيْ نَقِفَ ثَابِتِينَ فِي وَجْهِ ٱلشِّرِّيرِ،‏ ٱلشَّيْطَانِ،‏ ٱلَّذِي سَيُطْرَحُ قَرِيبًا فِي ٱلْمَهْوَاةِ!‏ فَسَيَكُونُ أَشْبَهَ بِأَسَدٍ زَائِرٍ كُسِّرَتْ أَسْنَانُهُ وَلَمْ يَعُدْ يَصْلُحُ إِلَّا لِلْهَلَاكِ.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٨،‏ ٩؛‏ رؤ ٢٠:‏١،‏ ٢،‏ ٧-‏١٠‏.‏

‏«لِيَهْوَهَ ٱلْخَلَاصُ»‏

١١ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏

١١ عَلِمَ دَاوُدُ أَنَّ يَهْوَهَ وَحْدَهُ بِٱسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُؤَمِّنَ ٱلْإِنْقَاذَ ٱلَّذِي هُوَ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهِ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يُفَكِّرْ فِي نَفْسِهِ فَقَطْ،‏ بَلْ فِي شَعْبِ يَهْوَهَ كَكُلٍّ.‏ لِذلِكَ،‏ كَانَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يَخْتَتِمَ مَزْمُورَهُ ٱلْمُوحَى بِهِ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ ‏«لِيَهْوَهَ ٱلْخَلَاصُ.‏ عَلَى شَعْبِكَ بَرَكَتُكَ».‏ ‏(‏مز ٣:‏٨‏)‏ نَعَمْ،‏ مَعَ أَنَّ دَاوُدَ وَاجَهَ مَشَاكِلَ هَائِلَةً،‏ لكِنَّهُ أَبْقَى فِي بَالِهِ شَعْبَ يَهْوَهَ وَكَانَ وَاثِقًا أَنَّ ٱللهَ سَيُبَارِكُهُمْ.‏ أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُبْقِيَ رُفَقَاءَنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي بَالِنَا؟‏ فَلْنَتَذَكَّرْهُمْ فِي صَلَوَاتِنَا مُلْتَمِسِينَ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يَمْنَحَهُمْ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ لِكَيْ يَسْتَجْمِعُوا ٱلشَّجَاعَةَ وَيُعْلِنُوا ٱلْبِشَارَةَ بِثِقَةٍ.‏ —‏ اف ٦:‏١٧-‏٢٠‏.‏

١٢،‏ ١٣ مَاذَا حَدَثَ لِأَبْشَالُومَ،‏ وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ دَاوُدَ؟‏

١٢ اِنْتَهَتْ حَيَاةُ أَبْشَالُومَ نِهَايَةً مُخْزِيَةً.‏ وَشَكَّلَ ذلِكَ تَحْذِيرًا لِكُلِّ مَنْ كَانُوا سَيُسِيئُونَ مُعَامَلَةَ ٱلْآخَرِينَ،‏ لَا سِيَّمَا ٱلَّذِينَ مَسَحَهُمُ ٱللهُ كَدَاوُدَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ امثال ٣:‏٣١-‏٣٥‏.‏‏)‏ فَقَدْ وَقَعَتْ مَعْرَكَةٌ ٱنْهَزَمَ إِثْرَهَا رِجَالُ أَبْشَالُومَ.‏ وَفِيمَا كَانَ أَبْشَالُومُ يُحَاوِلُ ٱلْفِرَارَ رَاكِبًا عَلَى بَغْلٍ،‏ عَلِقَ شَعْرُ رَأْسِهِ ٱلْكَثِيفُ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ مُنْخَفِضٍ.‏ وَبَقِيَ عَلَى هذِهِ ٱلْحَالِ حَيًّا وَلكِنْ عَاجِزٌ،‏ إِلَى أَنْ قَتَلَهُ يُوآبُ غَارِسًا ثَلَاثَةَ سِهَامٍ فِي قَلْبِهِ.‏ —‏ ٢ صم ١٨:‏٦-‏١٧‏.‏

١٣ وَهَلْ سُرَّ دَاوُدُ عِنْدَمَا عَلِمَ بِمَا أَصَابَ ٱبْنَهُ؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ رَاحَ يَذْرَعُ ٱلْمَكَانَ ذَهَابًا وَإِيَابًا،‏ وَيَصِيحُ بَاكِيًا:‏ «يَا ٱبْنِي أَبْشَالُومُ،‏ يَا ٱبْنِي،‏ يَا ٱبْنِي أَبْشَالُومُ!‏ يَا لَيْتَنِي مُتُّ أَنَا عِوَضًا عَنْكَ،‏ يَا ٱبْنِي أَبْشَالُومُ،‏ يَا ٱبْنِي!‏».‏ (‏٢ صم ١٨:‏٢٤-‏٣٣‏)‏ وَوَحْدَهَا كَلِمَاتُ يُوآبَ ٱسْتَطَاعَتْ أَنْ تُخْرِجَ دَاوُدَ مِنْ حُزْنٍ كَادَ يَسْحَقُهُ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ نِهَايَةٍ مَأْسَاوِيَّةٍ لِأَبْشَالُومَ ٱلَّذِي دَفَعَهُ طُمُوحُهُ ٱلْجَامِحُ إِلَى مُحَارَبَةِ أَبِيهِ،‏ مَسِيحِ يَهْوَهَ،‏ وَجَلْبِ كَارِثَةٍ عَلَى نَفْسِهِ!‏ —‏ ٢ صم ١٩:‏١-‏٨؛‏ ام ١٢:‏٢١؛‏ ٢٤:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

دَاوُدُ يُظْهِرُ مُجَدَّدًا ٱتِّكَالَهُ عَلَى يَهْوَهَ

١٤ لِمَاذَا نَظَمَ دَاوُدُ ٱلْمَزْمُورَ ٱلرَّابِعَ‏؟‏

١٤ كَمَا هُوَ حَالُ ٱلْمَزْمُورِ ٱلثَّالِثِ‏،‏ إِنَّ ٱلْمَزْمُورَ ٱلرَّابِعَ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ صَلَاةٍ صَادِقَةٍ لِدَاوُدَ تُزَوِّدُ ٱلْبُرْهَانَ عَلَى ٱتِّكَالِهِ ٱلْكَامِلِ عَلَى يَهْوَهَ.‏ (‏مز ٣:‏٤؛‏ ٤:‏٣‏)‏ وَلَعَلَّهُ نَظَمَ هذِهِ ٱلتَّرْنِيمَةَ لِكَيْ يُعَبِّرَ عَنِ ٱرْتِيَاحِهِ وَٱمْتِنَانِهِ لِلهِ إِثْرَ فَشَلِ ٱلِٱنْقِلَابِ ٱلَّذِي دَبَّرَهُ أَبْشَالُومُ.‏ أَوْ رُبَّمَا كَتَبَهَا لِكَيْ يُنْشِدَهَا ٱلْمُرَنِّمُونَ ٱللَّاوِيُّونَ.‏ وَلكِنْ مَهْمَا كَانَ ٱلْأَمْرُ،‏ فَإِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي هذِهِ ٱلصَّلَاةِ سَيُعَزِّزُ ٱتِّكَالَنَا عَلَى يَهْوَهَ.‏

١٥ لِمَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ بِثِقَةٍ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ؟‏

١٥ أَبْدَى دَاوُدُ مِنْ جَدِيدٍ ٱتِّكَالَهُ ٱلتَّامَّ عَلَى ٱللهِ وَأَعْرَبَ عَنْ ثِقَتِهِ بِفَعَّالِيَّةِ ٱلصَّلَاةِ حِينَ رَنَّمَ:‏ ‏«عِنْدَ دُعَائِي ٱسْتَجِبْ لِي،‏ يَا إِلٰهِي ٱلْبَارَّ.‏ فِي ٱلشِّدَّةِ فَرِّجْ عَنِّي.‏ تَحَنَّنْ عَلَيَّ وَٱسْمَعْ صَلَاتِي».‏ ‏(‏مز ٤:‏١‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَمْتَلِكَ ٱلثِّقَةَ عَيْنَهَا إِذَا مَارَسْنَا ٱلبِّرَّ.‏ فَإِدْرَاكُنَا أَنَّ ‹ٱلْإِلٰهَ ٱلْبَارَّ› يَهْوَهَ يُبَارِكُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ يَجْعَلُنَا وَاثِقِينَ أَنَّهُ سَيَسْتَجِيبُ لَنَا حِينَ نُصَلِّي بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ إِعْرَابًا عَنْ إِيمَانِنَا بِذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ.‏ (‏يو ٣:‏١٦،‏ ٣٦‏)‏ وَمَا أَعْظَمَ ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي سَنَشْعُرُ بِهِ!‏

١٦ لِمَاذَا رُبَّمَا تَثَبَّطَ دَاوُدُ؟‏

١٦ قَدْ نَمُرُّ أَحْيَانًا بِظُرُوفٍ مُثَبِّطَةٍ تَسْلُبُنَا شُعُورَنَا بِٱلطُّمَأْنِينَةِ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هذَا مَا حَدَثَ مُؤَقَّتًا مَعَ دَاوُدَ لِأَنَّهُ رَنَّمَ:‏ ‏«يَا بَنِي ٱلْبَشَرِ،‏ إِلَى مَتَى يَكُونُ مَجْدِي لِلْإِهَانَةِ؟‏ إِلَى مَتَى تُحِبُّونَ ٱلْأَبَاطِيلَ،‏ وَتَطْلُبُونَ ٱلْكَذِبَ؟‏».‏ ‏(‏مز ٤:‏٢‏)‏ عَلَى مَا يَتَّضِحُ،‏ تُشِيرُ عِبَارَةُ «بَنِي ٱلْبَشَرِ» إِلَى ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلْبَعِيدِ عَنِ ٱللهِ.‏ فَأَعْدَاءُ دَاوُدَ ‹أَحَبُّوا ٱلْأَبَاطِيلَ›.‏ وَتَنْقُلُ اَلتَّرْجَمَةُ ٱلْأُمَمِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانِيَ مِنَ ٱلْآيَةِ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ:‏ «إِلَى مَتَى تُحِبُّونَ ٱلْأَكَاذِيبَ،‏ وَتَطْلُبُونَ ٱلْآلِهَةَ ٱلْبَاطِلَةَ؟‏».‏ فَحِينَ يُثَبِّطُنَا مَا يَفْعَلُهُ ٱلْآخَرُونَ،‏ لِنُدَاوِمْ عَلَى ٱلصَّلَاةِ بِجِدٍّ مُتَّكِلِينَ ٱتِّكَالًا تَامًّا عَلَى ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ.‏

١٧ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِلْعَمَلِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلْمَزْمُور ٤:‏٣‏؟‏

١٧ يَظْهَرُ ٱتِّكَالُ دَاوُدَ عَلَى ٱللهِ وَاضِحًا مِنْ خِلَالِ كَلِمَاتِهِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ ‏«اِعْلَمُوا أَنَّ يَهْوَهَ يُمَيِّزُ وَلِيَّهُ.‏ يَهْوَهُ يَسْمَعُ عِنْدَمَا أَدْعُو إِلَيْهِ».‏ ‏(‏مز ٤:‏٣‏)‏ إِنَّ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلِٱتِّكَالَ ٱلتَّامَّ عَلَى يَهْوَهَ لَازِمَانِ كَيْ يَبْقَى ٱلْمَرْءُ وَلِيًّا لَهُ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَحْتَاجُ ٱلْعَائِلَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ إِلَى هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ عِنْدَمَا يُفْصَلُ شَخْصٌ غَيْرُ تَائِبٍ مِنْ أَفْرَادِهَا.‏ لكِنَّ ٱللهَ يُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى وَلَائِهِمْ لَهُ وَلِطُرُقِهِ.‏ وَصِفَتَا ٱلْوَلَاءِ وَٱلِٱتِّكَالِ ٱلتَّامِّ عَلَى يَهْوَهَ تُرَوِّجَانِ بِدَوْرِهِمَا ٱلْفَرَحَ بَيْنَ شَعْبِهِ.‏ —‏ مز ٨٤:‏١١،‏ ١٢‏.‏

١٨ اِنْسِجَامًا مَعَ ٱلْمَزْمُور ٤:‏٤‏،‏ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ إِذَا تَعَرَّضْنَا لِكَلَامٍ أَوْ تَصَرُّفٍ فَظٍّ؟‏

١٨ وَلكِنْ،‏ مَاذَا لَوْ أَسَاءَ إِلَيْنَا أَحَدٌ بِٱلْقَوْلِ أَوِ ٱلْعَمَلِ؟‏ فِي وُسْعِنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى فَرَحِنَا إِذَا عَمِلْنَا بِمُوجَبِ مَا قَالَهُ دَاوُدُ:‏ ‏«اِغْضَبُوا،‏ وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا.‏ تَكَلَّمُوا فِي قُلُوبِكُمْ،‏ عَلَى فِرَاشِكُمْ،‏ وَٱسْكُتُوا».‏ ‏(‏مز ٤:‏٤‏)‏ فَإِذَا تَعَرَّضْنَا لِكَلَامٍ أَوْ تَصَرُّفٍ فَظٍّ،‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ نُخْطِئَ وَنَنْتَقِمَ لِأَنْفُسِنَا.‏ (‏رو ١٢:‏١٧-‏١٩‏)‏ بَلْ لِنَتَكَلَّمْ فِي قُلُوبِنَا عَلَى فِرَاشِنَا.‏ فَعِنْدَمَا نُصَلِّي بِشَأْنِ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ،‏ مِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهَا مِنْ مِنْظَارٍ آخَرَ وَنَنْدَفِعَ بِمَحَبَّةٍ إِلَى ٱلْمُسَامَحَةِ.‏ (‏١ بط ٤:‏٨‏)‏ وَفِي هذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ لِنُلَاحِظْ مَشُورَةَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلْمُؤَسَّسَةَ حَسْبَمَا يَظْهَرُ عَلَى ٱلْمَزْمُور ٤:‏٤‏:‏ «اِسْخَطُوا،‏ وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا.‏ لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ،‏ وَلَا تُفْسِحُوا لِإِبْلِيسَ مَكَانًا».‏ —‏ اف ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

١٩ مَاذَا يُعَلِّمُنَا ٱلْمَزْمُور ٤:‏٥ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِذَبَائِحِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

١٩ أَكَّدَ دَاوُدُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى ٱللهِ حِينَ رَنَّمَ:‏ ‏«اِذْبَحُوا ذَبَائِحَ ٱلْبِرِّ،‏ وَتَوَكَّلُوا عَلَى يَهْوَهَ».‏ ‏(‏مز ٤:‏٥‏)‏ لَمْ تَكُنْ لِلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَيَّةُ قِيمَةٍ مَا لَمْ يَمْتَلِكُوا ٱلدَّافِعَ ٱلصَّائِبَ.‏ (‏اش ١:‏١١-‏١٧‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ لِكَيْ يَرْضَى ٱللهُ عَنْ ذَبَائِحِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَمْتَلِكَ ٱلدَّافِعَ ٱلصَّائِبَ وَنَتَّكِلَ عَلَيْهِ ٱتِّكَالًا تَامًّا.‏ —‏ اِقْرَأْ امثال ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

٢٠ مَاذَا تَعْنِي عِبَارَةُ ‹نُورِ وَجْهِ يَهْوَهَ›؟‏

٢٠ تَابَعَ دَاوُدُ صَلَاتَهُ قَائِلًا:‏ ‏«كَثِيرُونَ يَقُولُونَ:‏ ‹مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟‏›.‏ اِرْفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا يَهْوَهُ».‏ ‏(‏مز ٤:‏٦‏)‏ يَدُلُّ ‹نُورُ وَجْهِ يَهْوَهَ› عَلَى ٱلرِّضَى ٱلْإِلهِيِّ.‏ (‏مز ٨٩:‏١٥‏)‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ كَلِمَاتِ دَاوُدَ:‏ «اِرْفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ» عَنَتْ فِعْلِيًّا ‹ٱرْضَ عَنَّا›.‏ فَلِأَنَّنَا نَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ،‏ نَنَالُ رِضَاهُ وَفَرَحًا عَظِيمًا فِيمَا نَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ.‏

٢١ مِمَّ نَحْنُ عَلَى يَقِينٍ إِذَا كُنَّا نُشَارِكُ كَامِلًا فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ فِي أَيَّامِنَا؟‏

٢١ إِذْ تَطَلَّعَ دَاوُدُ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْفَرَحِ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ فَرَحَ ٱلْحَصَادِ،‏ رَنَّمَ قَائِلًا:‏ ‏«تَجْعَلُ فَرَحًا فِي قَلْبِي أَكْثَرَ مِنْ فَرَحِهِمْ حِينَ كَثُرَ قَمْحُهُمْ وَمِسْطَارُهُمْ».‏ ‏(‏مز ٤:‏٧‏)‏ وَفِي أَيَّامِنَا،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ ٱلْفَرَحَ سَيَغْمُرُ قَلْبَنَا إِذَا مَا شَارَكْنَا كَامِلًا فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ (‏لو ١٠:‏٢‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نَبْتَهِجُ بِٱزْدِيَادِ عَدَدِ ‹عُمَّالِ ٱلْحَصَادِ› بِقِيَادَةِ ‹ٱلْأُمَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ› مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ (‏اش ٩:‏٣‏)‏ فَهَلْ تَشْتَرِكُ فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ ٱلْمُفْرِحِ هذَا؟‏

وَاصِلُوا ٱلتَّقَدُّمَ بِٱتِّكَالٍ تَامٍّ عَلَى ٱللهِ

٢٢ اِنْسِجَامًا مَعَ ٱلْمَزْمُور ٤:‏٨‏،‏ كَيْفَ كَانَتْ حَالَةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ كَانُوا يَحْفَظُونَ شَرِيعَةَ ٱللهِ؟‏

٢٢ اِخْتَتَمَ دَاوُدُ هذَا ٱلْمَزْمُورَ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ ‏«بِسَلَامٍ أَضْطَجِعُ،‏ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ،‏ لِأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ يَا يَهْوَهُ فِي أَمْنٍ تُسْكِنُنِي».‏ ‏(‏مز ٤:‏٨‏)‏ فَقَدْ نَعِمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِٱلسَّلَامِ مَعَ يَهْوَهَ وَشَعَرُوا بِٱلْأَمَانِ حِينَ كَانُوا يَحْفَظُونَ شَرِيعَتَهُ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ «سَكَنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ فِي أَمْنٍ» خِلَالَ حُكْمِ سُلَيْمَانَ.‏ (‏١ مل ٤:‏٢٥‏)‏ فَٱلَّذِينَ جَعَلُوا يَهْوَهَ مُتَّكَلَهُمْ تَمَتَّعُوا بِٱلسَّلَامِ حَتَّى وَسْطَ ٱلْأُمَمِ ٱلْعِدَائِيَّةِ ٱلْمُجَاوِرَةِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ دَاوُدَ،‏ نَحْنُ نَنَامُ مُطْمَئِنِّينَ لِأَنَّ ٱللهَ يُشْعِرُنَا بِٱلْأَمَانِ.‏

٢٣ مَاذَا نَجْنِي إِذَا ٱتَّكَلْنَا كَامِلًا عَلَى يَهْوَهَ؟‏

٢٣ إِذًا،‏ لِنُوَاظِبْ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ مُتَّكِلِينَ كَامِلًا عَلَيْهِ.‏ وَلْنَرْفَعْ أَيْضًا ٱلصَّلَوَاتِ بِإِيمَانٍ لِكَيْ نَنَالَ «سَلَامَ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ».‏ (‏في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَهكَذَا نَحْصُدُ فَرَحًا غَامِرًا وَنُوَاجِهُ ٱلْمُسْتَقْبَلَ بِثِقَةٍ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• أَيَّةُ صُعُوبَاتٍ وَاجَهَهَا دَاوُدُ بِسَبَبِ أَبْشَالُومَ؟‏

‏• كَيْفَ يَبْعَثُ ٱلْمَزْمُورُ ٱلثَّالِثُ ٱلطُّمَأْنِينَةَ فِينَا؟‏

‏• كَيْفَ يُقَوِّي ٱلْمَزْمُورُ ٱلرَّابِعُ ٱتِّكَالَنَا عَلَى يَهْوَهَ؟‏

‏• كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلِٱتِّكَالُ كَامِلًا عَلَى ٱللهِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

وَثِقَ دَاوُدُ بِيَهْوَهَ حَتَّى عِنْدَمَا كَانَ هَارِبًا مِنْ أَبْشَالُومَ

‏[الصورتان في الصفحة ٣٢]‏

هَلْ تَتَّكِلُ كَامِلًا عَلَى يَهْوَهَ؟‏