الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏‹يا لعمق حكمة الله!‏›‏

‏‹يا لعمق حكمة الله!‏›‏

‏‹يَا لَعُمْقِ حِكْمَةِ ٱللهِ!‏›‏

‏«يَا لَعُمْقِ غِنَى ٱللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ!‏ كَمْ أَحْكَامُهُ لَا تُسْتَقْصَى،‏ وَطُرُقُهُ لَا تُرْسَمُ!‏».‏ —‏ رو ١١:‏٣٣‏.‏

١ مَا هُوَ أَعْظَمُ ٱمْتِيَازٍ يَحْصُلُ عَلَيْهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُعْتَمِدُونَ؟‏

مَا هُوَ أَعْظَمُ ٱمْتِيَازٍ حَظِيتَ بِهِ؟‏ قَدْ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ تَعْيِينٌ مَا أُوكِلَ إِلَيْكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ مُكَافَأَةٌ نِلْتَهَا فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ.‏ لكِنَّ أَعْظَمَ ٱمْتِيَازٍ نَحْصُلُ عَلَيْهِ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ هُوَ ٱمْتِلَاكُ عَلَاقَةٍ وَثِيقَةٍ بِٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ يَهْوَهَ.‏ فَهذَا مَا يَجْعَلُنَا ‹مَعْرُوفِينَ عِنْدَهُ›.‏ —‏ ١ كو ٨:‏٣؛‏ غل ٤:‏٩‏.‏

٢ لِمَ هُوَ ٱمْتِيَازٌ عَظِيمٌ أَنْ نَعْرِفَ يَهْوَهَ وَنَصِيرَ مَعْرُوفِينَ عِنْدَهُ؟‏

٢ وَلِمَ هُوَ ٱمْتِيَازٌ عَظِيمٌ أَنْ نَعْرِفَ يَهْوَهَ وَنَصِيرَ مَعْرُوفِينَ عِنْدَهُ؟‏ لَا يَعُودُ ٱلسَّبَبُ فَقَطْ إِلَى كَوْنِهِ أَعْظَمَ شَخْصِيَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ،‏ بَلْ أَيْضًا لِأَنَّهُ يَحْمِي ٱلَّذِينَ يُحِبُّهُمْ.‏ فَقَدْ أُوحِيَ إِلَى ٱلنَّبِيِّ نَاحُومَ أَنْ يَكْتُبَ:‏ «صَالِحٌ هُوَ يَهْوَهُ،‏ وَمَعْقِلٌ فِي يَوْمِ ٱلشِّدَّةِ.‏ يَعْرِفُ ٱلْمُحْتَمِينَ بِهِ».‏ (‏نا ١:‏٧؛‏ مز ١:‏٦‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ تَتَوَقَّفُ آمَالُنَا بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى مَعْرِفَتِنَا لِلْإِلهِ ٱلْحَقِيقِيِّ وَٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ يو ١٧:‏٣‏.‏

٣ مَاذَا تَشْمُلُ مَعْرِفَةُ ٱللهِ؟‏

٣ لَا تَقْتَصِرُ مَعْرِفَةُ ٱللهِ عَلَى مُجَرَّدِ مَعْرِفَةِ ٱسْمِهِ.‏ بَلْ يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَهُ كَصَدِيقٍ وَنُدْرِكَ مَا يُحِبُّهُ وَمَا يَكْرَهُهُ.‏ كَمَا عَلَيْنَا أَنْ نَحْيَا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هذِهِ ٱلْمَعْرِفَةِ.‏ (‏١ يو ٢:‏٤‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ لَا يَكْفِي أَنْ نَعْرِفَ مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ،‏ بَلْ أَيْضًا كَيْفَ وَلِمَاذَا تَصَرَّفَ بِطَرِيقَةٍ مُعَيَّنَةٍ.‏ وَكُلَّمَا فَهِمْنَا مَقَاصِدَهُ ٱزْدَادَ إِعْجَابُنَا ‹بِعُمْقِ حِكْمَتِهِ›.‏ —‏ رو ١١:‏٣٣‏.‏

إِلهُ قَصْدٍ

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ إِلَامَ تُشِيرُ كَلِمَةُ «قَصْدٍ» فِي مَفْهُومِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ (‏ب)‏ أَوْضِحُوا كَيْفَ يُمْكِنُ تَحْقِيقُ قَصْدٍ مَا بِأَكْثَرَ مِنْ وَسِيلَةٍ.‏

٤ يَهْوَهُ هُوَ إِلهُ قَصْدٍ،‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَتَحَدَّثُ عَنْ ‹قَصْدِهِ ٱلْأَبَدِيِّ›.‏ (‏اف ٣:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فَمَاذَا تَعْنِي هذِهِ ٱلْعِبَارَةُ؟‏ تُشِيرُ كَلِمَةُ «قَصْدٍ» فِي مَفْهُومِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى هَدَفٍ مُحَدَّدٍ يُمْكِنُ تَحْقِيقُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ وَسِيلَةٍ.‏

٥ لِإِيضَاحِ هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ،‏ لِنَفْرِضْ أَنَّ شَخْصًا يَنْوِي ٱلذَّهَابَ إِلَى مَكَانٍ مُعَيَّنٍ.‏ فَٱلْوُصُولُ إِلَى وُجْهَتِهِ هُوَ هَدَفُهُ أَوْ قَصْدُهُ.‏ لكِنْ قَدْ تَكْمُنُ أَمَامَهُ خِيَارَاتٌ عَدِيدَةٌ تَتَعَلَّقُ بِٱلطُّرُقَاتِ وَوَسَائِلِ ٱلنَّقْلِ.‏ وَفِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَتَّخِذُهُ،‏ رُبَّمَا يُوَاجِهُ طَقْسًا رَدِيئًا أَوِ ٱزْدِحَامًا فِي ٱلسَّيْرِ أَوْ طُرُقَاتٍ مَقْطُوعَةً،‏ مِمَّا يُضْطَرُّهُ أَنْ يَسْلُكَ سَبِيلًا آخَرَ.‏ وَرَغْمَ أَيِّ تَعْدِيلٍ يَقُومُ بِهِ،‏ فَهُوَ يُحَقِّقُ هَدَفَهُ عِنْدَمَا يَصِلُ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلْمَنْشُودِ.‏

٦ كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْمُرُونَةِ فِي إِتْمَامِ قَصْدِهِ؟‏

٦ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ مِقْدَارٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمُرُونَةِ بُغْيَةَ إِتْمَامِ قَصْدِهِ ٱلْأَبَدِيِّ.‏ فَهُوَ يُعَدِّلُ عَلَى ٱلْفَوْرِ طَرِيقَةَ تَحْقِيقِ قَصْدِهِ إِذْ يَأْخُذُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ لَدَى مَخْلُوقَاتِهِ ٱلْعَاقِلَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لِنَتَأَمَّلْ كَيْفَ يُتَمِّمُ يَهْوَهُ قَصْدَهُ ٱلْمُرْتَبِطَ بِٱلنَّسْلِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ.‏ فَمُنْذُ ٱلْبِدَايَةِ،‏ قَالَ لِلزَّوْجَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ:‏ «أَثْمِرَا وَٱكْثُرَا وَٱمْلَأَا ٱلْأَرْضَ وَأَخْضِعَاهَا».‏ (‏تك ١:‏٢٨‏)‏ فَهَلْ أَحْبَطَ ٱلتَّمَرُّدُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ هذَا ٱلْقَصْدَ ٱلْمُعْلَنَ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ فَقَدْ تَكَيَّفَ يَهْوَهُ فِي ٱلْحَالِ مَعَ ٱلْوَضْعِ ٱلْجَدِيدِ وَ «سَلَكَ سَبِيلًا آخَرَ» لِإِتْمَامِ قَصْدِهِ.‏ فَأَنْبَأَ بِظُهُورِ «نَسْلٍ» سَيُبْطِلُ ٱلضَّرَرَ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلْمُتَمَرِّدُونَ.‏ —‏ تك ٣:‏١٥؛‏ عب ٢:‏١٤-‏١٧؛‏ ١ يو ٣:‏٨‏.‏

٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ وَصْفِ يَهْوَهَ لِذَاتِهِ كَمَا هُوَ مُسَجَّلٌ فِي خُرُوج ٣:‏١٤‏؟‏

٧ وَقُدْرَةُ يَهْوَهَ عَلَى ٱلتَّكَيُّفِ وَفْقًا لِلظُّرُوفِ ٱلْجَدِيدَةِ فِيمَا يُتَمِّمُ قَصْدَهُ تَنْسَجِمُ مَعَ وَصْفِهِ لِذَاتِهِ.‏ فَعِنْدَمَا ذَكَرَ لَهُ مُوسَى مَا يُمْكِنُ أَنْ يُعِيقَهُ عَنْ إِتْمَامِ ٱلتَّعْيِينِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِ،‏ طَمْأَنَهُ قَائِلًا:‏ «‹أَنَا أَصِيرُ مَا أَشَاءُ أَنْ أَصِيرَ›.‏ وَأَضَافَ:‏ ‹هٰكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ:‏ «‹أَنَا أَصِيرُ› أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»›».‏ (‏خر ٣:‏١٤‏)‏ أَجَلْ،‏ فِي وُسْعِ يَهْوَهَ أَنْ يَصِيرَ مَا يَشَاءُ لِكَيْ يُنْجِزَ قَصْدَهُ كَامِلًا.‏ وَهذَا مَا أَوْضَحَهُ بُولُسُ بِشَكْلٍ رَائِعٍ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١١ مِنْ رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا،‏ حَيْثُ يَتَحَدَّثُ عَنْ شَجَرَةِ زَيْتُونٍ رَمْزِيَّةٍ.‏ فَلْنَتَفَحَّصْ هذَا ٱلْإِيضَاحَ ٱلَّذِي سَيُعَزِّزُ تَقْدِيرَنَا لِعُمْقِ حِكْمَةِ يَهْوَهَ،‏ سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُنَا ٱلذَّهَابَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ أَوْ نَيْلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

قَصْدُ يَهْوَهَ بِشَأْنِ ٱلنَّسْلِ ٱلْمُنْبَإِ بِهِ

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ مَا هِيَ ٱلْوَقَائِعُ ٱلْأَرْبَعُ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ إِيضَاحَ شَجَرَةِ ٱلزَّيْتُونِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ يَكْشِفُ جَوَابُهُ عَنْ مُرُونَةِ يَهْوَهَ فِي إِتْمَامِ قَصْدِهِ؟‏

٨ لِكَيْ نَفْهَمَ إِيضَاحَ شَجَرَةِ ٱلزَّيْتُونِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ أَرْبَعَ وَقَائِعَ تَتَعَلَّقُ بِتَطَوُّرِ قَصْدِ يَهْوَهَ بِشَأْنِ ٱلنَّسْلِ ٱلْمُنْبَإِ بِهِ.‏ أَوَّلًا،‏ وَعَدَ يَهْوَهُ إِبْرَاهِيمَ أَنْ ‹تَتَبَارَكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ بِنَسْلِهِ› أَوِ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ.‏ (‏تك ٢٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ثَانِيًا،‏ أُتِيحَتْ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُتَحَدِّرَةِ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِمْكَانِيَّةُ إِنْتَاجِ «مَمْلَكَةِ كَهَنَةٍ».‏ (‏خر ١٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ ثَالِثًا،‏ عِنْدَمَا رَفَضَتْ غَالِبِيَّةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلطَّبِيعِيِّينَ ٱلْمَسِيَّا،‏ ٱتَّخَذَ يَهْوَهُ خُطُوَاتٍ أُخْرَى لِإِنْتَاجِ «مَمْلَكَةِ كَهَنَةٍ».‏ (‏مت ٢١:‏٤٣؛‏ رو ٩:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ وَأَخِيرًا،‏ مَعَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ،‏ مُنِحَ آخَرُونَ أَيْضًا ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ يُصْبِحُوا جُزْءًا مِنْ هذَا ٱلنَّسْلِ.‏ —‏ غل ٣:‏١٦،‏ ٢٩‏.‏

٩ إِضَافَةً إِلَى هذِهِ ٱلْوَقَائِعِ ٱلْأَرْبَعِ،‏ نُدْرِكُ مِنْ خِلَالِ سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا أَنَّ ١٤٤٬٠٠٠ شَخْصٍ سَيَحْكُمُونَ مَعَ يَسُوعَ مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏رؤ ١٤:‏١-‏٤‏)‏ وَيُشَارُ إِلَى هؤُلَاءِ أَيْضًا بِعِبَارَةِ «بَنِي إِسْرَائِيلَ».‏ (‏رؤ ٧:‏٤-‏٨‏)‏ فَهَلْ هُمْ جَمِيعًا إِسْرَائِيلِيُّونَ أَوْ يَهُودٌ طَبِيعِيُّونَ؟‏ إِنَّ جَوَابَ هذَا ٱلسُّؤَالِ يَكْشِفُ عَنْ مُرُونَةِ يَهْوَهَ فِي إِتْمَامِ قَصْدِهِ.‏ فَلْنَرَ ٱلْآنَ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رِسَالَةُ بُولُسَ إِلَى أَهْلِ رُومَا عَلَى إِيجَادِ ٱلْجَوَابِ.‏

‏«مَمْلَكَةُ كَهَنَةٍ»‏

١٠ أَيَّةُ إِمْكَانِيَّةٍ أُتِيحَتْ حَصْرِيًّا لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟‏

١٠ كَمَا ذُكِرَ سَابِقًا،‏ أُتِيحَتْ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ حَصْرِيًّا إِمْكَانِيَّةُ تَزْوِيدِ أَفْرَادٍ لِتَشْكِيلِ «مَمْلَكَةِ كَهَنَةٍ وَأُمَّةٍ مُقَدَّسَةٍ».‏ ‏(‏اِقْرَأْ روما ٩:‏٤،‏ ٥‏.‏‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا كَانَ سَيَجْرِي عِنْدَمَا يَأْتِي ٱلنَّسْلُ ٱلْمَوْعُودُ؟‏ هَلْ كَانَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيَّةُ سَتُنْتِجُ ٱلْعَدَدَ ٱلْكَامِلَ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلْـ‍ ١٤٤٬٠٠٠ ٱلَّذِينَ سَيُشَكِّلُونَ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ؟‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ مَتَى ٱبْتَدَأَ ٱخْتِيَارُ ٱلَّذِينَ سَيُؤَلِّفُونَ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوِيَّ،‏ وَكَيْفَ تَجَاوَبَتْ آنَذَاكَ غَالِبِيَّةُ ٱلْيَهُودِ؟‏ (‏ب)‏ مِنْ أَيْنَ جَلَبَ يَهْوَهُ «ٱلْعَدَدَ ٱلْكَامِلَ» مِنَ ٱلَّذِينَ كَانُوا سَيُصْبِحُونَ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ؟‏

١١ اِقْرَأْ روما ١١:‏٧-‏١٠‏.‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ رَفَضَ ٱلْيَهُودُ كَأُمَّةٍ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ.‏ وَمُنْذُ ذلِكَ ٱلْحِينِ،‏ لَمْ يَعُدْ إِنْتَاجُ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ يَقْتَصِرُ عَلَيْهِمْ دُونَ سِوَاهُمْ.‏ وَلكِنْ،‏ عِنْدَمَا ٱبْتَدَأَ ٱخْتِيَارُ ٱلَّذِينَ سَيُشَكِّلُونَ ‹مَمْلَكَةَ ٱلْكَهَنَةِ› ٱلسَّمَاوِيَّةَ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ قَبِلَ ٱلدَّعْوَةَ بَعْضُ ٱلْيَهُودِ ذَوُو ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُسْتَقِيمَةِ.‏ وَإِذْ لَمْ تَبْلُغْ أَعْدَادُ هؤُلَاءِ سِوَى بِضْعَةِ آلَافٍ،‏ كَانُوا «بَقِيَّةً» مُقَارَنَةً بِٱلْأُمَّةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ كَكُلٍّ.‏ —‏ رو ١١:‏٥‏.‏

١٢ فَمِنْ أَيْنَ كَانَ يَهْوَهُ سَيَجْلُبُ «ٱلْعَدَدَ ٱلْكَامِلَ» مِنَ ٱلَّذِينَ سَيُصْبِحُونَ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ؟‏ (‏رو ١١:‏١٢،‏ ٢٥‏)‏ لَاحِظِ ٱلْجَوَابَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «هٰذَا لَا يَعْنِي أَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ فَشِلَتْ.‏ إِذْ لَيْسَ جَمِيعُ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ [ٱلطَّبِيعِيِّ] هُمْ حَقًّا ‹إِسْرَائِيلُ›.‏ وَلَا لِكَوْنِهِمْ نَسْلَ [ذُرِّيَّةَ] إِبْرَاهِيمَ هُمْ كُلُّهُمْ أَوْلَادٌ [جُزْءٌ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ] .‏ .‏ .‏ أَيْ إِنَّ ٱلْأَوْلَادَ فِي ٱلْجَسَدِ لَيْسُوا حَقًّا أَوْلَادَ ٱللهِ،‏ بَلِ ٱلْأَوْلَادُ بِٱلْوَعْدِ هُمُ ٱلَّذِينَ يُحْسَبُونَ ٱلنَّسْلَ».‏ (‏رو ٩:‏٦-‏٨‏)‏ لِذَا،‏ لَمْ يَكُنِ ٱلتَّحَدُّرُ ٱلطَّبِيعِيُّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ مَطْلَبًا صَارِمًا لِإِتْمَامِ قَصْدِ يَهْوَهَ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلنَّسْلِ.‏

شَجَرَةُ ٱلزَّيْتُونِ ٱلرَّمْزِيَّةُ

١٣ مَاذَا تُمَثِّلُ (‏أ)‏ شَجَرَةُ ٱلزَّيْتُونِ،‏ (‏ب)‏ أَصْلُهَا،‏ (‏ج)‏ جِذْعُهَا،‏ (‏د)‏ وَأَغْصَانُهَا؟‏

١٣ يُتَابِعُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ حَدِيثَهُ مُشَبِّهًا ٱلَّذِينَ سَيَصِيرُونَ جُزْءًا مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ زَيْتُونٍ رَمْزِيَّةٍ.‏ * (‏رو ١١:‏٢١‏)‏ وَتُمَثِّلُ هذِهِ ٱلزَّيْتُونَةُ ٱلْبُسْتَانِيَّةُ إِتْمَامَ قَصْدِ ٱللهِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلْعَهْدِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيِّ.‏ وَأَصْلُ ٱلشَّجَرَةِ مُقَدَّسٌ،‏ وَهُوَ رَمْزٌ مُلَائِمٌ إِلَى يَهْوَهَ ٱلَّذِي يَهَبُ ٱلْحَيَاةَ لِإِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ.‏ (‏اش ١٠:‏٢٠؛‏ رو ١١:‏١٦‏)‏ أَمَّا جِذْعُهَا فَيُمَثِّلُ يَسُوعَ،‏ ٱلْجُزْءَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَغْصَانَ تُشِيرُ إِلَى «ٱلْعَدَدِ ٱلْكَامِلِ» لِلَّذِينَ يُؤَلِّفُونَ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.‏

١٤،‏ ١٥ مَنْ ‹قُطِعُوا› مِنَ ٱلزَّيْتُونَةِ ٱلْبُسْتَانِيَّةِ،‏ وَمَنْ طُعِّمُوا فِيهَا؟‏

١٤ فِي إِيضَاحِ بُولُسَ،‏ يُشَبَّهُ ٱلْيَهُودُ ٱلطَّبِيعِيُّونَ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا يَسُوعَ بِٱلْأَغْصَانِ ٱلَّتِي ‹قُطِعَتْ› مِنَ ٱلزَّيْتُونَةِ.‏ (‏رو ١١:‏١٧‏)‏ فَبِذلِكَ خَسِرُوا فُرْصَتَهُمْ أَنْ يَصِيرُوا جُزْءًا مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.‏ وَمَنْ كَانَ سَيَحِلُّ مَحَلَّهُمْ؟‏ لَمْ يَكُنْ لِيَخْطُرَ عَلَى بَالِ ٱلْيَهُودِ ٱلطَّبِيعِيِّينَ —‏ ٱلَّذِينَ تَبَاهَوْا بِتَحَدُّرِهِمِ ٱلْجَسَدِيِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ —‏ أَنْ يُسْتَبْدَلُوا بِٱلْأُمَمِ.‏ لكِنَّ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدَ سَبَقَ أَنْ حَذَّرَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ أَوْلَادًا لِإِبْرَاهِيمَ إِنْ هُوَ أَرَادَ ذلِكَ.‏ —‏ لو ٣:‏٨‏.‏

١٥ وَمَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ لِكَيْ يُحَقِّقَ قَصْدَهُ؟‏ يُوضِحُ بُولُسُ أَنَّ أَغْصَانَ زَيْتُونَةٍ بَرِّيَّةٍ طُعِّمَتْ فِي ٱلزَّيْتُونَةِ ٱلْبُسْتَانِيَّةِ لِتَحِلَّ مَحَلَّ ٱلَّتِي قُطِعَتْ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ روما ١١:‏١٧،‏ ١٨‏.‏‏)‏ وَهكَذَا،‏ «طُعِّمَ» ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ —‏ أَمْثَالُ ٱلْبَعْضِ فِي جَمَاعَةِ رُومَا —‏ فِي هذِهِ ٱلزَّيْتُونَةِ ٱلرَّمْزِيَّةِ،‏ فَبَاتُوا جُزْءًا مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَقَدْ كَانُوا فِي ٱلْأَصْلِ مِثْلَ أَغْصَانِ زَيْتُونَةٍ بَرِّيَّةٍ،‏ إِذْ لَمْ تَكُنْ لَدَيْهِمِ ٱلْفُرْصَةُ أَنْ يَكُونُوا جُزْءًا مِنْ هذَا ٱلْعَهْدِ ٱلْخُصُوصِيِّ.‏ غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ فَتَحَ ٱلطَّرِيقَ أَمَامَهُمْ كَيْ يُصْبِحُوا يَهُودًا رُوحِيِّينَ.‏ —‏ رو ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

١٦ بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ شَرَحَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ كَيْفَ تَشَكَّلَتِ ٱلْأُمَّةُ ٱلرُّوحِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ؟‏

١٦ يَشْرَحُ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلْوَضْعَ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ:‏ «لَكُمْ أَنْتُمْ [أَيِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلرُّوحِيِّينَ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ] هُوَ [يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ] كَرِيمٌ،‏ لِأَنَّكُمْ مُؤْمِنُونَ.‏ وَأَمَّا لِغَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ‹فَٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ صَارَ هُوَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ›،‏ وَ ‹حَجَرَ عَثْرَةٍ وَصَخْرَ زَلَّةٍ›.‏ .‏ .‏ .‏ وَأَمَّا أَنْتُمْ ‹فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ،‏ كَهَنُوتٌ مَلَكِيٌّ،‏ أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ،‏ شَعْبُ ٱقْتِنَاءٍ،‏ لِتُعْلِنُوا فَضَائِلَ› ٱلَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ.‏ فَأَنْتُمْ فِي مَا مَضَى لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا،‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَشَعْبُ ٱللهِ‏.‏ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ،‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَمَرْحُومُونَ».‏ —‏ ١ بط ٢:‏٧-‏١٠‏.‏

١٧ كَيْفَ كَانَ مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ «عَلَى خِلَافِ ٱلطَّبِيعَةِ»؟‏

١٧ لَقَدْ فَعَلَ يَهْوَهُ أَمْرًا لَمْ يَتَوَقَّعْهُ قَطُّ كَثِيرُونَ.‏ فَبُولُسُ يَصِفُ مَا حَدَثَ أَنَّهُ «عَلَى خِلَافِ ٱلطَّبِيعَةِ».‏ (‏رو ١١:‏٢٤‏)‏ لِمَاذَا؟‏ صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضَ ٱلْمُزَارِعِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ كَانُوا يُطَعِّمُونَ أَغْصَانًا بَرِّيَّةً فِي شَجَرَةٍ بُسْتَانِيَّةٍ،‏ إِلَّا أَنَّ ذلِكَ لَمْ يَكُنْ مَأْلُوفًا،‏ أَوْ حَتَّى طَبِيعِيًّا.‏ * بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ قَامَ يَهْوَهُ بِأَمْرٍ غَيْرِ عَادِيٍّ.‏ فَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ ٱلْيَهُودِ،‏ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِ ٱلْأُمَمِيِّينَ أَنْ يُنْتِجُوا ثَمَرًا مَقْبُولًا.‏ لكِنَّ يَهْوَهَ جَعَلَ هؤُلَاءِ جُزْءًا مِنْ «أُمَّةٍ» تُنْتِجُ ثِمَارَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏مت ٢١:‏٤٣‏)‏ وَهكَذَا،‏ مُنْذُ سَنَةِ ٣٦ ب‌م حِينَ مُسِحَ كَرْنِيلِيُوسُ،‏ أَوَّلُ مُهْتَدٍ أُمَمِيٍّ غَيْرِ مَخْتُونٍ،‏ أُتِيحَتِ ٱلْفُرْصَةُ لِلْأُمَمِ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ أَنْ يُطَعَّمُوا فِي هذِهِ ٱلزَّيْتُونَةِ ٱلرَّمْزِيَّةِ.‏ —‏ اع ١٠:‏٤٤-‏٤٨‏.‏ *

١٨ أَيَّةُ فُرْصَةٍ كَانَتْ لَدَى ٱلْيَهُودِ ٱلطَّبِيعِيِّينَ بَعْدَ سَنَةِ ٣٦ ب‌م؟‏

١٨ وَهَلْ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ لَدَى ٱلْيَهُودِ ٱلطَّبِيعِيِّينَ أَيَّةُ فُرْصَةٍ لِيَصِيرُوا جُزْءًا مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ بَعْدَ سَنَةِ ٣٦ ب‌م؟‏ كَلَّا.‏ يَذْكُرُ بُولُسُ:‏ «وَهُمْ [أَيِ ٱلْيَهُودُ ٱلطَّبِيعِيُّونَ] أَيْضًا،‏ إِنْ لَمْ يَبْقَوْا فِي عَدَمِ إِيمَانِهِمْ،‏ فَسَيُطَعَّمُونَ؛‏ لِأَنَّ ٱللهَ قَادِرٌ أَنْ يُطَعِّمَهُمْ مِنْ جَدِيدٍ.‏ لِأَنَّكَ إِنْ كُنْتَ قَدْ قُطِعْتَ مِنَ ٱلزَّيْتُونَةِ ٱلَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ بِٱلطَّبِيعَةِ وَطُعِّمْتَ عَلَى خِلَافِ ٱلطَّبِيعَةِ فِي ٱلزَّيْتُونَةِ ٱلْبُسْتَانِيَّةِ،‏ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ هٰؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ هُمْ طَبِيعِيُّونَ يُطَعَّمُونَ فِي زَيْتُونَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ!‏».‏ * —‏ رو ١١:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

‏«سَوْفَ يَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ»‏

١٩،‏ ٢٠ مَاذَا يُنْجِزُ يَهْوَهُ كَمَا يَظْهَرُ فِي إِيضَاحِ شَجَرَةِ ٱلزَّيْتُونِ ٱلرَّمْزِيَّةِ؟‏

١٩ حَقًّا،‏ إِنَّ قَصْدَ يَهْوَهَ ٱلْمُتَعَلِّقَ ‹بِإِسْرَائِيلِ ٱللهِ› يَتِمُّ بِطَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ.‏ (‏غل ٦:‏١٦‏)‏ وَقَدْ قَالَ بُولُسُ:‏ «سَوْفَ يَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ».‏ (‏رو ١١:‏٢٦‏)‏ فَفِي وَقْتِ يَهْوَهَ ٱلْمُعَيَّنِ،‏ سَيَخْدُمُ «جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ»،‏ أَيْ كَامِلُ عَدَدِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلرُّوحِيِّينَ،‏ كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَمَا مِنْ شَيْءٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَحُولَ دُونَ إِتْمَامِ قَصْدِ يَهْوَهَ.‏

٢٠ وَكَمَا أُنْبِئَ،‏ سَيَجْلُبُ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُؤَلَّفُ مِنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وٱلْ‍ ١٤٤٬٠٠٠ ٱلْبَرَكَاتِ «لِلَّذِينَ مِنَ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏رو ١١:‏١٢؛‏ تك ٢٢:‏١٨‏)‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ كَامِلَ شَعْبِ ٱللهِ سَيَسْتَفِيدُ مِنْ هذَا ٱلتَّدْبِيرِ.‏ حَقًّا،‏ عِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ كَيْفَ يُتَمِّمُ يَهْوَهُ قَصْدَهُ ٱلْأَبَدِيَّ،‏ لَا يَسَعُنَا إِلَّا أَنْ نَنْدَهِشَ ‹بِعُمْقِ غِنَى ٱللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ›.‏ —‏ رو ١١:‏٣٣‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 13‏ رَغْمَ أَنَّ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيَّةَ أَنْتَجَتْ مُلُوكًا وَكَهَنَةً،‏ إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تُصْبِحْ مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ.‏ فَٱلشَّرِيعَةُ لَمْ تَسْمَحْ أَنْ يَصِيرَ ٱلْمُلُوكُ كَهَنَةً.‏ لِذلِكَ،‏ عِنْدَمَا تَحَدَّثَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ شَجَرَةِ ٱلزَّيْتُونِ،‏ لَمْ يَسْتَخْدِمْهَا كَرَمْزٍ لِهذِهِ ٱلْأُمَّةِ.‏ بَلْ كَانَ يُوضِحُ كَيْفَ يَتِمُّ قَصْدُ ٱللهِ أَنْ يُنْتِجَ «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ» فِي إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ.‏ وَهذَا ٱلْمَفْهُومُ هُوَ تَعْدِيلٌ لِمَا نُشِرَ سَابِقًا فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدِ ١ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ ١٩٨٤،‏ ٱلْصَّفَحَاتِ ١-‏٨ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ:‏ ١٥ آبَ [أَغُسْطُس] ١٩٨٣،‏ ٱلْصَّفَحَاتِ ١٤-‏١٩)‏.‏

^ ‎الفقرة 17‏ حَدَثَ ذلِكَ فِي نِهَايَةِ فَتْرَةِ ٱلثَّلَاثِ سَنَوَاتٍ وَٱلنِّصْفِ ٱلْمُعْطَاةِ لِلْيَهُودِ ٱلطَّبِيعِيِّينَ كَفُرْصَةٍ لِيُصْبِحُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْأُمَّةِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ.‏ وَقَدْ أَخْبَرَتْ نُبُوَّةُ ٱلسَّبْعِينَ أُسْبُوعًا مِنَ ٱلسِّنِينَ عَنْ هذَا ٱلتَّطَوُّرِ.‏ —‏ دا ٩:‏٢٧‏.‏

^ ‎الفقرة 18‏ فِي ٱللُّغَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ،‏ إِنَّ ٱلْبَادِئَةَ (‏أَدَاةٌ تُضَافُ فِي بِدَايَةِ كَلِمَةٍ مَا)‏ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «بُسْتَانِيَّةٍ» فِي رُومَا ١١:‏٢٤ مُشْتَقَّةٌ مِنْ كَلِمَةٍ تَعْنِي «جَيِّدًا،‏ مُمْتَازًا» أَوْ «مُلَائِمًا لِتَحْقِيقِ ٱلْغَايَةِ مِنْهُ».‏ وَهِيَ تُسْتَخْدَمُ خَاصَّةً لِلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي تُتَمِّمُ ٱلْقَصْدَ مِنْهَا.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَهْوَهَ مِنْ طَرِيقَةِ إِتْمَامِ قَصْدِهِ؟‏

‏• فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١١‏،‏ مَاذَا يُمَثَّلُ .‏ .‏ .‏

بِشَجَرَةِ ٱلزَّيْتُونِ؟‏

بِأَصْلِهَا؟‏

بِجِذْعِهَا؟‏

بِأَغْصَانِهَا؟‏

‏• لِمَ كَانَ إِجْرَاءُ ٱلتَّطْعِيمِ «عَلَى خِلَافِ ٱلطَّبِيعَةِ»؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٤]‏

 لِمَ ٱلتَّطْعِيمُ بِأَغْصَانِ زَيْتُونَةٍ بَرِّيَّةٍ؟‏

▪ كَانَ لُوشِيُوس جُونْيُوس مُودِرَاتُوس كُولْيُومِيلَا جُنْدِيًّا وَمُزَارِعًا رُومَانِيًّا عَاشَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ب‌م.‏ وَقَدِ ٱشْتَهَرَ بِمُؤَلَّفَاتِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ ٱلَّتِي كَتَبَهَا عَنِ ٱلزِّرَاعَةِ وَٱلْحَيَاةِ فِي ٱلرِّيفِ.‏

وَهُوَ يَقْتَبِسُ فِي مُؤَلَّفِهِ ٱلْخَامِسِ هذَا ٱلْقَوْلَ ٱلْمَأْثُورَ:‏ «مَنْ يَحْرُثُ بُسْتَانَ زَيْتُونٍ يَطْلُبُ مِنْهُ ٱلثَّمَرَ،‏ وَمَنْ يُسَمِّدُهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ لِلْحُصُولِ عَلَى ٱلثَّمَرِ،‏ أَمَّا مَنْ يُشَذِّبُهُ فَهُوَ يُجْبِرُهُ عَلَى إِنْتَاجِ ٱلثَّمَرِ».‏

وَبَعْدَ ٱلْحَدِيثِ عَنْ أَشْجَارٍ وَارِفَةٍ لكِنَّهَا غَيْرُ مُثْمِرَةٍ،‏ يُوصِي بِٱتِّبَاعِ ٱلْإِجْرَاءِ ٱلتَّالِي:‏ «مِنَ ٱلْجَيِّدِ أَنْ تَثْقُبَهَا بِأَدَاةٍ وَتُدْخِلَ بِإِحْكَامٍ فِي ٱلْحُفْرَةِ غُصْنًا غَضًّا مِنْ زَيْتُونَةٍ بَرِّيَّةٍ.‏ فَتَصِيرُ ٱلشَّجَرَةُ وَكَأَنَّهَا مُلَقَّحَةٌ بِذُرِّيَّةٍ مُنْتِجَةٍ،‏ مِمَّا يَجْعَلُهَا أَكْثَرَ إِثْمَارًا».‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

هَلْ تَفْهَمُ إِيضَاحَ شَجَرَةِ ٱلزَّيْتُونِ ٱلرَّمْزِيَّةِ؟‏