الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

أهو مثال جدير بالاقتداء ام عبرة نتّعظ بها؟‏

أهو مثال جدير بالاقتداء ام عبرة نتّعظ بها؟‏

أَهُوَ مِثَالٌ جَدِيرٌ بِٱلِٱقْتِدَاءِ أَمْ عِبْرَةٌ نَتَّعِظُ بِهَا؟‏

‏«إِلٰهُ يَعْقُوبَ .‏ .‏ .‏ يُعَلِّمُنَا عَنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكُ فِي سُبُلِهِ».‏ —‏ اش ٢:‏٣‏.‏

١،‏ ٢ مَاذَا نَسْتَفِيدُ مِنْ أَمْثِلَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

يَتَضَمَّنُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ رِوَايَاتٍ تُفِيدُنَا إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ.‏ فَهُوَ يَزْخَرُ بِأَمْثِلَةٍ جَدِيرَةٍ بِٱلِٱقْتِدَاءِ لِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ تَحَلَّوْا بِصِفَاتٍ إِلهِيَّةٍ وَحَافَظُوا عَلَى أَمَانَتِهِمْ.‏ (‏عب ١١:‏٣٢-‏٣٤‏)‏ غَيْرَ أَنَّهُ يُخْبِرُنَا أَيْضًا عَنْ أَشْخَاصٍ رَسَمُوا بِمَوَاقِفِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ أَمْثِلَةً رَدِيئَةً نَتَّعِظُ بِهَا.‏

٢ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ ثَمَّةَ أَفْرَادٌ مَذْكُورُونَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَرَكُوا مِثَالًا جَيِّدًا وَرَدِيئًا عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.‏ إِلَيْكَ مِنْ هذَا ٱلْقَبِيلِ دَاوُدَ،‏ ٱلرَّاعِيَ ٱلْمُتَوَاضِعَ ٱلَّذِي غَدَا مَلِكًا عَظِيمًا.‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ تَرَاهُ مِثَالًا فِي مَحَبَّةِ ٱلْحَقِّ وَٱلْوُثُوقِ بِيَهْوَهَ.‏ إِلَّا أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ أَيْضًا أَخْطَاءً جَسِيمَةً.‏ فَقَدْ زَنَى مَعَ بَثْشَبَعَ وَقَتَلَ زَوْجَهَا أُورِيَّا،‏ كَمَا أَنَّهُ أَجْرَى إِحْصَاءً يُخَالِفُ مَشِيئَةَ ٱللهِ.‏ لكِنَّنَا فِي مَقَالَتِنَا هذِهِ،‏ سَنَتَحَدَّثُ عَنِ ٱبْنِهِ سُلَيْمَانَ،‏ وَهُوَ مَلِكٌ وَكَاتِبٌ مِنْ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَسَنُنَاقِشُ بِدَايَةً مَجَالَيْنِ رَسَمَ فِيهِمَا مِثَالًا جَيِّدًا.‏

‏«حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ»‏

٣ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ سُلَيْمَانَ رَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا؟‏

٣ اِمْتَدَحَ سُلَيْمَانُ ٱلْأَعْظَمُ،‏ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ،‏ ٱلْمَلِكَ سُلَيْمَانَ بِوَصْفِهِ مِثَالًا جَيِّدًا.‏ فَقَدْ قَالَ لِبَعْضِ ٱلْيَهُودِ:‏ «مَلِكَةُ ٱلْجَنُوبِ سَتَقُومُ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مَعَ هٰذَا ٱلْجِيلِ وَتَحْكُمُ عَلَيْهِ،‏ لِأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ،‏ وَهٰهُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ».‏ (‏مت ١٢:‏٤٢‏)‏ نَعَمِ،‏ ٱشْتَهَرَ سُلَيْمَانُ بِحِكْمَتِهِ وَحَثَّنَا عَلَى ٱقْتِنَاءِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏

٤،‏ ٥ كَيْفَ صَارَ سُلَيْمَانُ حَكِيمًا،‏ وَمَا ٱلْعَمَلُ لِٱقْتِنَاءِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ؟‏

٤ تَرَاءَى يَهْوَهُ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ بُعَيْدَ ٱعْتِلَائِهِ ٱلْعَرْشَ وَدَعَاهُ إِلَى طَلَبِ مَا يَشَاءُ.‏ فَٱلْتَمَسَ ٱلْحِكْمَةَ لِأَنَّهُ كَانَ يَعِي أَنَّهُ مَحْدُودُ ٱلْخِبْرَةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ ملوك ٣:‏٥-‏٩‏.‏‏)‏ وَإِذْ حَسُنَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ أَنَّهُ طَلَبَ ٱلْحِكْمَةَ لَا ٱلْغِنَى وَٱلْمَجْدَ،‏ أَعْطَاهُ «قَلْبًا حَكِيمًا وَفَهِيمًا» وَجَعَلَهُ يَنْعَمُ بِٱلِٱزْدِهَارِ أَيْضًا.‏ (‏١ مل ٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ فَكَمَا ذَكَرَ يَسُوعُ،‏ كَانَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ لَافِتَةً جِدًّا بِحَيْثُ إِنَّ مَلِكَةَ سَبَأَ سَمِعَتْ بِهَا وَقَطَعَتْ مَسَافَةً طَوِيلَةً لِتَتَحَقَّقَ مِنْ صِحَّتِهَا.‏ —‏ ١ مل ١٠:‏١،‏ ٤-‏٩‏.‏

٥ طَبْعًا،‏ نَحْنُ لَا نَتَوَقَّعُ ٱقْتِنَاءَ ٱلْحِكْمَةِ عَلَى نَحْوٍ عَجَائِبِيٍّ.‏ صَحِيحٌ مَا قَالَهُ سُلَيْمَانُ أَنَّ «يَهْوَهَ يُعْطِي ٱلْحِكْمَةَ»،‏ لكِنَّهُ كَتَبَ أَنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ نَحْنُ ٱلْجُهْدَ لِلِٱتِّصَافِ بِهذِهِ ٱلصِّفَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ:‏ ‹أَصْغِ بِأُذُنِكَ إِلَى ٱلْحِكْمَةِ،‏ فَتُمِيلَ قَلْبَكَ إِلَى ٱلتَّمْيِيزِ›.‏ كَمَا كَتَبَ أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ ‹نُنَادِيَ› ٱلْحِكْمَةَ،‏ ‹نَطْلُبَهَا›،‏ وَ ‹نَبْحَثَ عَنْهَا›.‏ (‏ام ٢:‏١-‏٦‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ بِإِمْكَانِنَا إِحْرَازَ ٱلْحِكْمَةِ.‏

٦ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَسْتَفِيدُ مِنْ مِثَالِ سُلَيْمَانَ ٱلْجَيِّدِ فِي ٱقْتِنَاءِ ٱلْحِكْمَةِ؟‏

٦ مِنْ هُنَا،‏ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أُقَدِّرُ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلهِيَّةَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ عَلَى غِرَارِ سُلَيْمَانَ؟‏›.‏ لَقَدْ حَدَا عَدَمُ ٱلِٱسْتِقْرَارِ ٱلِٱقْتِصَادِيِّ بِكَثِيرِينَ إِلَى ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى عَمَلِهِمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ وَشُؤُونِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوْ أَثَّرَ فِي قَرَارَاتِهِمِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِنَوْعِ وَمِقْدَارِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي يُحَصِّلُونَهُ.‏ فَمَاذَا عَنْكَ أَنْتَ وَعَائِلَتِكَ؟‏ هَلْ تُظْهِرُ خِيَارَاتُكُمْ أَنَّكُمْ تُقَدِّرُونَ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلهِيَّةَ وَتَسْعَوْنَ وَرَاءَهَا؟‏ وَهَلْ يَلْزَمُ أَنْ تُعَدِّلُوا أَهْدَافَكُمْ بِحَيْثُ تُصْبِحُونَ أَوْفَرَ حِكْمَةً؟‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱقْتِنَاءَ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْعَمَلَ بِمُوجِبِهَا هُمَا لِخَيْرِكُمُ ٱلْأَبَدِيِّ.‏ كَتَبَ سُلَيْمَانُ:‏ «حِينَئِذٍ تَفْهَمُ ٱلْبِرَّ وَٱلْعَدْلَ وَٱلِٱسْتِقَامَةَ،‏ كُلَّ سَبِيلٍ صَالِحٍ».‏ —‏ ام ٢:‏٩‏.‏

تَرْفِيعُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ جَلَبَ ٱلسَّلَامَ

٧ كَيْفَ صَارَ لِلهِ هَيْكَلٌ ضَخْمٌ؟‏

٧ قَامَ سُلَيْمَانُ فِي أَوَائِلِ مُلْكِهِ بِبِنَاءِ هَيْكَلٍ عَظِيمٍ حَلَّ مَحَلَّ ٱلْمَسْكَنِ ٱلَّذِي ٱسْتُخْدِمَ مُنْذُ أَيَّامِ مُوسَى.‏ (‏١ مل ٦:‏١‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَدْعُوهُ هَيْكَلَ سُلَيْمَانَ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَبْنِهِ كَيْ يَذِيعَ صِيتُهُ كَمُهَنْدِسٍ أَوْ مُحْسِنٍ ثَرِيٍّ.‏ فَٱلْفِكْرَةُ لَمْ تَكُنْ فِكْرَتَهُ.‏ فَدَاوُدُ هُوَ مَنِ ٱقْتَرَحَ أَوَّلًا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ وَتَبَرَّعَ بِٱلْكَثِيرِ لِتَمْوِيلِهِ،‏ وَٱللهُ هُوَ مَنْ زَوَّدَهُ بِتَصَامِيمَ مُفَصَّلَةٍ لِلْهَيْكَلِ وَلِعَتَادِهِ.‏ (‏٢ صم ٧:‏٢،‏ ١٢،‏ ١٣؛‏ ١ اخ ٢٢:‏١٤-‏١٦‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ عُهِدَ إِلَى سُلَيْمَانَ أَنْ يُنْجِزَ هذَا ٱلْمَشْرُوعَ ٱلَّذِي دَامَ سَبْعَ سِنِينَ وَنِصْفًا.‏ —‏ ١ مل ٦:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ ٧:‏٥١‏.‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ أَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ رَسَمَهُ سُلَيْمَانُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَجَمَ عَنْ تَرْفِيعِ سُلَيْمَانَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟‏

٨ رَسَمَ سُلَيْمَانُ مِثَالًا حَسَنًا فِي ٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ وَٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً.‏ فَحِينَ أُكْمِلَ بِنَاءُ ٱلْهَيْكَلِ وَوُضِعَ فِيهِ تَابُوتُ ٱلْعَهْدِ،‏ قَدَّمَ سُلَيْمَانُ صَلَاةً عَلَنِيَّةً إِلَى يَهْوَهَ قَالَ فِيهَا:‏ «[لِتَكُنْ] عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ عَلَى هٰذَا ٱلْبَيْتِ لَيْلًا وَنَهَارًا،‏ عَلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي قُلْتَ:‏ ‹يَكُونُ ٱسْمِي فِيهِ›،‏ لِتَسْمَعَ ٱلصَّلَاةَ ٱلَّتِي يُصَلِّيهَا خَادِمُكَ نَحْوَ هٰذَا ٱلْمَكَانِ».‏ (‏١ مل ٨:‏٦،‏ ٢٩‏)‏ وَقَدْ صَارَ بِإِمْكَانِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَٱلْغُرَبَاءِ ٱلصَّلَاةُ نَحْوَ هذَا ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي دُعِيَ ٱسْمُ ٱللهِ عَلَيْهِ.‏ —‏ ١ مل ٨:‏٣٠،‏ ٤١-‏٤٣،‏ ٦٠‏.‏

٩ وَمَاذَا نَجَمَ عَنْ تَرْفِيعِ سُلَيْمَانَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟‏ بَعْدَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِتَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ ذَهَبَ ٱلشَّعْبُ «فَرِحِينَ وَطَيِّبِي ٱلْقَلْبِ بِسَبَبِ كُلِّ ٱلْخَيْرِ ٱلَّذِي صَنَعَ يَهْوَهُ لِدَاوُدَ خَادِمِهِ وَلِإِسْرَائِيلَ».‏ (‏١ مل ٨:‏٦٥،‏ ٦٦‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ ٱتَّسَمَ مُلْكُ سُلَيْمَانَ ٱلَّذِي دَامَ ٤٠ سَنَةً بِسَلَامٍ وَٱزْدِهَارٍ ٱسْتِثْنَائِيَّيْنِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ ملوك ٤:‏٢٠،‏ ٢١،‏ ٢٥‏.‏‏)‏ وَٱلْمَزْمُورُ ٧٢ يَصِفُ فَتْرَةَ ٱلِٱزْدِهَارِ هذِهِ وَيُعْطِينَا فِكْرَةً وَاضِحَةً عَنِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي سَتُغْدَقُ عَلَيْنَا فِي ظِلِّ حُكْمِ سُلَيْمَانَ ٱلْأَعْظَمِ،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ مز ٧٢:‏٦-‏٨،‏ ١٦‏.‏

مِثَالُ سُلَيْمَانَ ٱلرَّدِيءُ

١٠ أَيُّ خَطَإٍ ٱرْتَكَبَهُ سُلَيْمَانُ يُمْكِنُ أَنْ يَتَبَادَرَ إِلَى ذِهْنِنَا سَرِيعًا؟‏

١٠ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ فِي مَسْلَكِ سُلَيْمَانَ عِبْرَةً لَنَا؟‏ أَوَّلُ مَا قَدْ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ هُوَ زَوْجَاتُهُ وَسَرَارِيُّهُ ٱلْغَرِيبَاتُ.‏ نَقْرَأُ:‏ «كَانَ فِي زَمَنِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ زَوْجَاتِهِ أَمَلْنَ قَلْبَهُ إِلَى ٱتِّبَاعِ آلِهَةٍ أُخْرَى،‏ وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ».‏ (‏١ مل ١١:‏١-‏٦‏)‏ وَأَنْتَ طَبْعًا عَاقِدُ ٱلْعَزْمِ أَلَّا تَسِيرَ فِي مَسْلَكِ ٱلْحَمَاقَةِ هذَا.‏ لكِنْ ثَمَّةَ تَفَاصِيلُ أُخْرَى فِي حَيَاةِ سُلَيْمَانَ تُشَكِّلُ تَحْذِيرًا لَنَا.‏ فَلْنُلْقِ ٱلْآنَ ٱلضَّوْءَ عَلَى بَعْضٍ مِنْهَا لِأَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ تَفُوتَنَا.‏

١١ أَيَّةُ ٱسْتِنْتَاجَاتٍ نَصِلُ إِلَيْهَا بِشَأْنِ زَوَاجِ سُلَيْمَانَ ٱلْأَوَّلِ؟‏

١١ لَقَدْ طَالَتْ فَتْرَةُ مُلْكِ سُلَيْمَانَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.‏ (‏٢ اخ ٩:‏٣٠‏)‏ بِنَاءً عَلَى ذلِكَ،‏ مَاذَا تَسْتَنْتِجُ مِنْ ١ مُلُوكِ ١٤:‏٢١‏؟‏ ‏(‏اِقْرَأْهَا.‏‏)‏ تُخْبِرُنَا هذِهِ ٱلْآيَةُ أَنَّهُ لَدَى مَوْتِ سُلَيْمَانَ،‏ تَوَلَّى ٱبْنُهُ رَحُبْعَامُ ٱلْمُلْكَ وَهُوَ ٱبْنُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً،‏ وَكَانَ ٱسْمُ أُمِّهِ «نَعْمَةَ ٱلْعَمُّونِيَّةَ».‏ وَهذَا يَعْنِي أَنَّ سُلَيْمَانَ ٱتَّخَذَ لِنَفْسِهِ،‏ قَبْلَ ٱرْتِقَائِهِ ٱلْعَرْشَ،‏ زَوْجَةً غَرِيبَةً مِنْ أُمَّةٍ مُعَادِيَةٍ تَعْبُدُ آلِهَةً صَنَمِيَّةً.‏ (‏قض ١٠:‏٦؛‏ ٢ صم ١٠:‏٦‏)‏ وَهَلْ تَخَلَّتْ زَوْجَتُهُ عَنْ عِبَادَةِ تِلْكَ ٱلْآلِهَةِ وَٱعْتَنَقَتِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ مِثْلَمَا عَمِلَتْ رَاحَابُ وَرَاعُوثُ؟‏ لَا يُمْكِنُنَا ٱلْجَزْمُ بِهذَا ٱلْمَوْضُوعِ.‏ (‏را ١:‏١٦؛‏ ٤:‏١٣-‏١٧؛‏ مت ١:‏٥،‏ ٦‏)‏ لكِنْ،‏ وَإِنْ صَحَّ ذلِكَ،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّ سُلَيْمَانَ،‏ بِزَوَاجِهِ هذَا،‏ بَاتَ لَدَيْهِ أَنْسِبَاءُ عَمُّونِيُّونَ لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ.‏

١٢،‏ ١٣ أَيُّ قَرَارٍ خَاطِئٍ ٱتَّخَذَهُ سُلَيْمَانُ فِي بِدَايَةِ حُكْمِهِ،‏ وَأَيَّةُ طَرِيقَةِ تَحْلِيلٍ رُبَّمَا فَكَّرَ فِيهَا؟‏

١٢ بُعَيْدَ ٱعْتِلَاءِ كُرْسِيِّ ٱلْمُلْكِ،‏ آلَتْ حَالُ سُلَيْمَانَ إِلَى أَسْوَأَ.‏ فَقَدْ «صَاهَرَ .‏ .‏ .‏ فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ وَأَخَذَ بِنْتَ فِرْعَوْنَ وَأَحْضَرَهَا إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ».‏ (‏١ مل ٣:‏١‏)‏ وَهَلْ حَذَتْ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلْمِصْرِيَّةُ حَذْوَ رَاعُوثَ بِتَبَنِّي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟‏ مَا مِنْ دَلِيلٍ عَلَى ذلِكَ.‏ حَتِّى إِنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ لَهَا (‏وَرُبَّمَا لِجَوَارِيهَا ٱلْمِصْرِيَّاتِ)‏ بَيْتًا خَارِجَ مَدِينَةِ دَاوُدَ.‏ لِمَاذَا؟‏ لَقَدْ شَعَرَ أَنَّهُ مِنْ غَيْرِ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يَسْكُنَ أَيٌّ مِنْ عَبَدَةِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ قُرْبَ تَابُوتِ ٱلْعَهْدِ.‏ —‏ ٢ اخ ٨:‏١١‏.‏

١٣ لَعَلَّهُ كَانَ فِي نِيَّةِ سُلَيْمَانَ تَوْطِيدُ ٱلْعَلَاقَةِ بَيْنَ إِسْرَائِيلَ وَمِصْرَ مِنْ خِلَالِ زَوَاجِهِ بِٱلْأَمِيرَةِ ٱلْمِصْرِيَّةِ.‏ وَلكِنْ هَلْ تُبَرِّرُ هذِهِ ٱلْغَايَةُ فِعْلَتَهُ؟‏ قَبْلَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ،‏ نَهَى ٱللهُ عَنْ مُصَاهَرَةِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلْوَثَنِيِّينَ،‏ حَتَّى إِنَّهُ ذَكَرَ بَعْضَ ٱلشُّعُوبِ بِٱلِٱسْمِ.‏ (‏خر ٣٤:‏١١-‏١٦‏)‏ وَهَلْ غَضَّ سُلَيْمَانُ ٱلنَّظَرَ عَنْ هذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ لِأَنَّ مِصْرَ لَمْ تُدْرَجْ بَيْنَهَا؟‏ حَتَّى لَوْ كَانَ ٱفْتِرَاضُنَا صَحِيحًا،‏ فَهَلْ يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُ طَرِيقَةِ تَحْلِيلِهِ مَقْبُولَةً؟‏ فِي ٱلْوَاقِعِ،‏ لَقَدْ تَجَاهَلَ سُلَيْمَانُ ٱلْخَطَرَ ٱلْوَاضِحَ ٱلَّذِي نَبَّهَ مِنْهُ يَهْوَهُ:‏ خَطَرَ ٱلتَّحَوُّلِ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ إِلَى ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ تثنية ٧:‏١-‏٤‏.‏

١٤ أَيَّةُ عِبْرَةٍ نَجِدُهَا فِي مَسْلَكِ سُلَيْمَانَ؟‏

١٤ وَمَاذَا عَنَّا؟‏ هَلْ نَجِدُ فِي مَسْلَكِ سُلَيْمَانَ عِبْرَةً لَنَا؟‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ قَدْ تُسَوِّغُ أُخْتٌ لِنَفْسِهَا ٱلِٱرْتِبَاطَ بِشَخْصٍ غَيْرِ مُؤْمِنٍ مُخَالِفَةً تَوْجِيهَ ٱللهِ أَنْ تَتَزَوَّجَ «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ».‏ (‏١ كو ٧:‏٣٩‏)‏ أَيْضًا،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَخْتَلِقَ ٱلطَّالِبُ أَعْذَارًا لِلْمُشَارَكَةِ فِي نَشَاطَاتٍ لَا تَنْدَرِجُ فِي ٱلْمِنْهَاجِ ٱلدِّرَاسِيِّ،‏ كَٱلْأَلْعَابِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ وَٱلْمُنْتَدَيَاتِ.‏ أَوْ قَدْ يُعْطِي ٱلْمَرْءُ لِنَفْسِهِ ٱلْمُبَرِّرَاتِ لِعَدَمِ ٱلْإِفْصَاحِ عَنْ كُلِّ ٱلْأَرْبَاحِ ٱلْخَاضِعَةِ لِلضَّرِيبَةِ،‏ أَوْ لِلْكَذِبِ عِنْدَمَا يُطْلَبُ مِنْهُ ٱلْكَشْفُ عَنْ تَصَرُّفَاتٍ تُسَبِّبُ لَهُ ٱلْإِحْرَاجَ.‏ فَحَذَارِ مِنْ تَدْبِيرِ ٱلْأَعْذَارِ بِهَدَفِ ٱلتَّمَلُّصِ مِنْ إِطَاعَةِ إِرْشَادِ ٱللهِ!‏

١٥ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلرَّحْمَةَ لِسُلَيْمَانَ،‏ لكِنْ أَيُّ أَمْرٍ يَجِبُ أَلَّا يَغِيبَ عَنْ بَالِنَا؟‏

١٥ مِنَ ٱللَّافِتِ أَنَّهُ بَعْدَ ٱلْإِتْيَانِ عَلَى ذِكْرِ زَوَاجِ سُلَيْمَانَ مِنْ تِلْكَ ٱلْأَمِيرَةِ ٱلْأَجْنَبِيَّةِ،‏ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱللهَ لَبَّى طَلَبَهُ لِلْحِكْمَةِ وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِٱلثَّرَاءِ.‏ (‏١ مل ٣:‏١٠-‏١٣‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ سُلَيْمَانَ تَجَاهَلَ وَصَايَا ٱللهِ،‏ لكِنْ مَا مِنْ إِشَارَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ رَفَضَهُ عَلَى ٱلْفَوْرِ كَمَلِكٍ أَوْ أَنَّبَهُ بِشِدَّةٍ.‏ وَهذَا يَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْوَاقِعِ أَنَّ ٱللهَ يَذْكُرُ أَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ مَجْبُولُونَ مِنْ تُرَابٍ.‏ (‏مز ١٠٣:‏١٠،‏ ١٣،‏ ١٤‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّنَا سَنَحْصُدُ عَوَاقِبَ تَصَرُّفَاتِنَا عَاجِلًا أَوْ آجِلًا.‏

زَوْجَاتٌ كَثِيرَاتٌ

١٦ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ تَجَاهَلَهَا سُلَيْمَانُ بِٱتِّخَاذِهِ زَوْجَاتٍ كَثِيرَاتٍ؟‏

١٦ فِي سِفْرِ نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ،‏ قَالَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ بِإِعْجَابٍ عَنْ فَتَاةٍ عَذْرَاءَ إِنَّهَا أَجْمَلُ مِنْ سِتِّينَ مَلِكَةً وَثَمَانِينَ سُرِّيَّةً.‏ (‏نش ٦:‏١،‏ ٨-‏١٠‏)‏ وَلَرُبَّمَا كَانَ يُشِيرُ بِذلِكَ إِلَى عَدَدِ ٱلزَّوْجَاتِ وَٱلسَّرَارِيِّ ٱللَّوَاتِي كُنَّ لَهُ فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ.‏ لكِنْ حَتَّى لَوْ كَانَتْ غَالِبِيَّتُهُنَّ أَوْ جَمِيعُهُنَّ يَعْبُدْنَ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقَّ،‏ فَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ يَعْصِي ٱللهَ ٱلَّذِي أَوْصَى مُلُوكَ إِسْرَائِيلَ بِفَمِ مُوسَى ‹أَلَّا يُكَثِّرُوا لِنَفْسِهِمِ ٱلزَّوْجَاتِ،‏ لِئَلَّا يَزِيغَ قَلْبُهُمْ›.‏ (‏تث ١٧:‏١٧‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ فِي هذِهِ ٱلْمَرَّةِ أَيْضًا،‏ لَمْ يُحَوِّلْ وَجْهَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ.‏ بَلِ ٱسْتَمَرَّ يُبَارِكُهُ وَأَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ سِفْرَ نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ.‏

١٧ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ يَجِبُ إِبْقَاؤُهَا فِي ٱلْبَالِ؟‏

١٧ وَلكِنْ هَلْ يَدُلُّ ذلِكَ أَنَّهُ كَانَ فِي وُسْعِ سُلَيْمَانَ،‏ أَوْ أَنَّهُ فِي وُسْعِنَا نَحْنُ،‏ ٱنْتِهَاكُ تَوْجِيهِ ٱللهِ وَٱلْإِفْلَاتُ مِنَ ٱلْعِقَابِ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱللهَ يُعْرِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ،‏ إِلَّا أَنَّ تَجَاهُلَ ٱلْمَرْءِ وَصَايَاهُ دُونَ أَنْ يَحْصُدَ عَوَاقِبَ سَلْبِيَّةً عَلَى ٱلْفَوْرِ لَا يَعْنِي أَنَّهُ لَنْ يَدْفَعَ ٱلثَّمَنَ.‏ فَقَدْ كَتَبَ سُلَيْمَانُ:‏ «لَمَّا كَانَ ٱلْحُكْمُ عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱلرَّدِيءِ لَا يُنَفَّذُ بِسُرْعَةٍ،‏ فَلِذٰلِكَ قَدِ ٱمْتَلَأَ قَلْبُ بَنِي ٱلْبَشَرِ فِيهِمْ إِصْرَارًا عَلَى فِعْلِ ٱلسُّوءِ».‏ وَأَضَافَ:‏ «لٰكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ خَائِفِي ٱللهِ يَكُونُ لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنَّهُمْ خَافُوهُ».‏ —‏ جا ٨:‏١١،‏ ١٢‏.‏

١٨ كَيْفَ تُوضِحُ حَالَةُ سُلَيْمَانَ مَا تَقُولُهُ غَلَاطِيَةُ ٦:‏٧‏؟‏

١٨ يَا لَيْتَ سُلَيْمَانَ ٱكْتَرَثَ لِتِلْكَ ٱلْحَقِيقَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا مِنَ ٱللهِ!‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ فَعَلَ صَلَاحًا كَثِيرًا وَحَظِيَ بِٱلْبَرَكَاتِ ٱلْإِلهِيَّةِ مُدَّةً طَوِيلَةً،‏ إِلَّا أَنَّهُ مَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ رَاحَ يَقُومُ بِخُطْوَةٍ خَاطِئَةٍ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى بِحَيْثُ ٱعْتَادَ فِعْلَ ٱلْخَطَإِ.‏ فَكَمْ صَحِيحَةٌ هِيَ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي أُلْهِمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِتَدْوِينِهَا لَاحِقًا:‏ «لَا تَضِلُّوا:‏ اَللهُ لَا يُسْخَرُ مِنْهُ.‏ فَإِنَّ مَا يَزْرَعُهُ ٱلْإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا»!‏ (‏غل ٦:‏٧‏)‏ فَفِي آخِرِ ٱلْمَطَافِ،‏ حَصَدَ سُلَيْمَانُ عَاقِبَةَ ٱلتَّغَاضِي عَنْ إِرْشَادِ ٱللهِ.‏ نَقْرَأُ:‏ «أَحَبَّ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ زَوْجَاتٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ:‏ مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ».‏ (‏١ مل ١١:‏١‏)‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ ظَلَّتْ كَثِيرَاتٌ مِنْهُنَّ يَعْبُدْنَ ٱلْآلِهَةَ ٱلْبَاطِلَةَ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي أَثَّرَ فِي سُلَيْمَانَ وَرَدَّهُ عَنِ ٱتِّبَاعِ ٱللهِ وَسَلَبَهُ رِضَاهُ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ ملوك ١١:‏٤-‏٨‏.‏

تَشَبَّهْ بِمِثَالِهِ ٱلْجَيِّدِ وَٱتَّعِظْ بِمِثَالِهِ ٱلرَّدِيءِ

١٩ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَضُمُّ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْجَيِّدَةِ؟‏

١٩ أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى بُولُسَ أَنْ يُدَوِّنَ مَا يَلِي:‏ «كُلُّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا،‏ حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ».‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ وَتَشْمُلُ هذِهِ ٱلْكِتَابَاتُ رِوَايَاتٍ عَنِ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ ٱلَّذِينَ رَسَمُوا أَمْثِلَةً جَيِّدَةً بِإِيمَانِهِمِ ٱلْبَارِزِ بِحَيْثُ إِنَّ بُولُسَ ذَكَرَ عَنْهُمْ:‏ «مَاذَا أَقُولُ بَعْدُ؟‏ لِأَنَّ ٱلْوَقْتَ يُعْوِزُنِي إِنْ أَخَذْتُ أَرْوِي عَنْ جِدْعُونَ وَبَارَاقَ وَشَمْشُونَ وَيَفْتَاحَ وَدَاوُدَ وَصَمُوئِيلَ وَٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْآخَرِينَ،‏ ٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ كَسَرُوا مَمَالِكَ،‏ صَنَعُوا بِرًّا،‏ نَالُوا وُعُودًا،‏ .‏ .‏ .‏ تَقَوَّوْا مِنْ حَالَةِ ضُعْفٍ».‏ (‏عب ١١:‏٣٢-‏٣٤‏)‏ إِذًا،‏ تَضُمُّ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَمْثِلَةً جَيِّدَةً يُمْكِنُنَا،‏ بَلْ يَنْبَغِي لَنَا،‏ ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْهَا وَٱلِٱحْتِذَاءُ بِهَا.‏

٢٠،‏ ٢١ لِمَاذَا أَنْتُمْ عَازِمُونَ عَلَى ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلرَّدِيئَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ؟‏

٢٠ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ تَرِدُ أَيْضًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ رِوَايَاتٌ عَنْ أَشْخَاصٍ تَرَكُوا أَمْثِلَةً رَدِيئَةً،‏ بَيْنَهُمْ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ خَدَمُوا يَهْوَهَ وَنَعِمُوا بِرِضَاهُ فِي مَرْحَلَةٍ مَا مِنْ حَيَاتِهِمْ لكِنَّهُمْ حَادُوا فِي مَا بَعْدُ عَنْ عِبَادَتِهِ.‏ وَفِيمَا نَقْرَأُ هذِهِ ٱلْقِصَصَ،‏ نُدْرِكُ أَنَّ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ طَوَّرُوا عَلَى نَحْوٍ تَدْرِيجِيٍّ مَوَاقِفَ وَمُيُولًا خَاطِئَةً جَلَبَتْ لَهُمْ فِي ٱلنِّهَايَةِ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً.‏ فَكَيْفَ نَسْتَمِدُّ ٱلدُّرُوسَ مِنْ هذِهِ ٱلْحَوَادِثِ؟‏ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹كَيْفَ بَدَأَ هذَا ٱلشَّخْصُ يُفَكِّرُ بِطَرِيقَةٍ خَاطِئَةٍ؟‏ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ مَعِي؟‏ مَاذَا أَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ لِأَتَلَافَى ذلِكَ وَأَتَعَلَّمَ مِنْ هذِهِ ٱلْعِبَرِ؟‏›.‏

٢١ نَعَمْ،‏ لِنَتَأَمَّلْ جِدِّيًّا فِي هذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ مُبْقِينَ فِي بَالِنَا مَا كَتَبَهُ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ:‏ «هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ أَصَابَتْهُمْ مِثَالًا،‏ وَكُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا،‏ نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ»!‏ —‏ ١ كو ١٠:‏١١‏.‏

مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ؟‏

‏• لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَضُمُّ أَمْثِلَةً جَيِّدَةً وَرَدِيئَةً عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ؟‏

‏• كَيْفَ سَمَحَ سُلَيْمَانُ لِحَيَاتِهِ أَنْ تَتَّخِذَ مَنْحًى سَيِّئًا؟‏

‏• مَاذَا تَتَعَلَّمُونَ مِنْ مِثَالِ سُلَيْمَانَ ٱلرَّدِيءِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

طَبَّقَ سُلَيْمَانُ ٱلْحِكْمَةَ ٱلَّتِي نَالَهَا مِنَ ٱللهِ

‏[الصورتان في الصفحة ١٢]‏

هَلْ تَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ سُلَيْمَانَ ٱلرَّدِيءِ؟‏