الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

روح الله يرشد ذوي الايمان في الماضي

روح الله يرشد ذوي الايمان في الماضي

رُوحُ ٱللهِ يُرْشِدُ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْمَاضِي

‏‹اَلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ أَرْسَلَنِي هُوَ وَرُوحُهُ›.‏ —‏ اش ٤٨:‏١٦‏.‏

١،‏ ٢ إِلَامَ نَحْتَاجُ كَيْ نُظْهِرَ ٱلْإِيمَانَ،‏ وَكَيْفَ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي أَمْثِلَةِ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ قَدِيمًا؟‏

صَحِيحٌ أَنَّ كَثِيرِينَ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ مُنْذُ أَيَّامِ هَابِيلَ،‏ إِلَّا أَنَّ «ٱلْإِيمَانَ لَيْسَ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ».‏ (‏٢ تس ٣:‏٢‏)‏ فَلِمَ يَتَحَلَّى ٱلْمَرْءُ بِهذِهِ ٱلصِّفَةِ،‏ وَمَاذَا يُسَاعِدُهُ عَلَى تَنْمِيَتِهَا؟‏ بِشَكْلٍ عَامٍّ،‏ ٱلْإِيمَانُ يَلِي سَمَاعَ كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ (‏رو ١٠:‏١٧‏)‏ وَهُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَلَا غِنَى لَنَا عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ كَيْ نُظْهِرَ ٱلْإِيمَانَ وَنُمَارِسَهُ.‏

٢ لِذَا مِنَ ٱلْخَطَإِ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ ٱلرِّجَالَ وَٱلنِّسَاءَ ٱلْأُمَنَاءَ لَدَيْهِمْ إِيمَانٌ فِطْرِيٌّ،‏ أَيْ أَنَّهُمْ وُلِدُوا مُؤْمِنِينَ.‏ فَخُدَّامُ ٱللهِ ٱلَّذِينَ نَقْرَأُ عَنْهُمْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَانُوا أُنَاسًا «بِمِثْلِ مَشَاعِرِنَا».‏ (‏يع ٥:‏١٧‏)‏ فَقَدْ سَاوَرَتْهُمُ ٱلشُّكُوكُ وَٱلْهَوَاجِسُ وَٱمْتَلَكُوا ضَعَفَاتٍ شَخْصِيَّةً،‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ «تَقَوَّوْا» بِرُوحِ ٱللهِ لِمُوَاجَهَةِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ.‏ (‏عب ١١:‏٣٤‏)‏ وَحِينَ نَتَأَمَّلُ كَيْفَ عَمِلَ رُوحُ يَهْوَهَ فِيهِمْ،‏ نَتَشَجَّعُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ بِإِيمَانٍ،‏ لَا سِيَّمَا فِي هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلَّتِي يَتَعَرَّضُ فِيهَا إِيمَانُنَا لِهَجَمَاتٍ شَتَّى.‏

رُوحُ ٱللهِ أَمَدَّ مُوسَى بِٱلْقُوَّةِ

٣-‏٥ (‏أ)‏ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ مُوسَى أَنْجَزَ مَا أَنْجَزَهُ بِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ مُوسَى عَنْ إِعْطَاءِ يَهْوَهَ رُوحَهُ لِخُدَّامِهِ؟‏

٣ كَانَ مُوسَى «حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ» ٱلْعَائِشِينَ سَنَةَ ١٥١٣ ق‌م.‏ (‏عد ١٢:‏٣‏)‏ وَقَدْ عُهِدَتْ إِلَى هذَا ٱلْخَادِمِ ٱلْوَدِيعِ مَسْؤُولِيَّةٌ ضَخْمَةٌ فِي أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ.‏ فَبِٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي ٱسْتَمَدَّهَا مِنْ رُوحِ ٱللهِ،‏ تَفَوَّهَ بِنُبُوَّاتٍ،‏ قَضَى لِلشَّعْبِ وَتَوَلَّى قِيَادَتَهُ،‏ كَتَبَ أَسْفَارًا،‏ وَصَنَعَ عَجَائِبَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اشعيا ٦٣:‏١١-‏١٤‏.‏‏)‏ وَلكِنْ فِي إِحْدَى ٱلْمَرَاحِلِ،‏ تَشَكَّى مُوسَى أَنَّ حِمْلَ ٱلشَّعْبِ ثَقُلَ جِدًّا عَلَيْهِ.‏ (‏عد ١١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لِذَا أَخَذَ يَهْوَهُ «مِنَ ٱلرُّوحِ» ٱلَّذِي عَلَيْهِ وَوَضَعَهَا عَلَى سَبْعِينَ شَيْخًا لِيُعِينُوهُ عَلَى ٱلنُّهُوضِ بِٱلْمَسْؤُولِيَّةِ.‏ (‏عد ١١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَمَعَ أَنَّ حِمْلَ مُوسَى بَدَا مُرْهِقًا،‏ فَهُوَ فِي ٱلْوَاقِعِ لَمْ يَتَكَفَّلْ بِهِ وَحْدَهُ،‏ وَكَذلِكَ ٱلسَّبْعُونَ ٱلَّذِينَ ٱخْتِيرُوا لِلْوُقُوفِ إِلَى جَانِبِهِ.‏

٤ فَقَبْلَ تَعْيِينِ ٱلشُّيُوخِ،‏ وُهِبَ مُوسَى مَا يَكْفِي مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِإِتْمَامِ مُهِمَّتِهِ.‏ حَتَّى بَعْدَ تَعْيِينِهِمْ،‏ لَمْ يُعْوِزْهُ أَيْضًا رُوحُ ٱللهِ.‏ فَلَا هُوَ نَالَ أَقَلَّ مِمَّا لَزِمَهُ وَلَا هُمْ أَكْثَرَ مِمَّا ٱحْتَاجُوا.‏ إِذًا،‏ يُزَوِّدُنَا يَهْوَهُ بِرُوحِهِ عَلَى قَدْرِ حَاجَتِنَا،‏ بِحَسَبِ ظُرُوفِنَا.‏ فَهُوَ «لَا يُعْطِي ٱلرُّوحَ بِٱلْكَيْلِ» بَلْ «مِنْ مِلْئِهِ».‏ —‏ يو ١:‏١٦؛‏ ٣:‏٣٤‏.‏

٥ هَلْ تُكَابِدُ ٱلْمِحَنَ؟‏ هَلْ تَشْعُرُ أَنَّ مُتَطَلَّبَاتِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمُتَزَايِدَةَ تَسْتَنْزِفُ وَقْتَكَ؟‏ هَلْ تَسْعَى جَاهِدًا لِسَدِّ حَاجَاتِ عَائِلَتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ وَأَنْتَ مُرْهَقٌ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ مِنْ كَثْرَةِ ٱلْمَصَارِيفِ أَوْ تَرَاجُعِ صِحَّتِكَ؟‏ هَلْ تَتَوَلَّى مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ أَيًّا كَانَ حَالُكَ،‏ فَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱللهَ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ سَيَمْنَحُكَ ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ لِتَتَكَيَّفَ مَعَ ظُرُوفِكَ.‏ —‏ رو ١٥:‏١٣‏.‏

اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَهَّلَ بَصَلْئِيلَ

٦-‏٨ (‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآبُ بِمُسَاعَدَةِ رُوحِ ٱللهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ بَصَلْئِيلَ وَأُهُولِيآبَ نَالَا ٱلْإِرْشَادَ مِنْ رُوحِ ٱللهِ؟‏ (‏ج)‏ لِمَ ٱخْتِبَارُ بَصَلْئِيلَ مُشَجِّعٌ لَنَا ٱلْيَوْمَ؟‏

٦ يَكْشِفُ ٱخْتِبَارُ بَصَلْئِيلَ،‏ أَحَدِ مُعَاصِرِي مُوسَى،‏ ٱلشَّيْءَ ٱلْكَثِيرَ عَنْ عَمَلِ رُوحِ ٱللهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ خروج ٣٥:‏٣٠-‏٣٥‏.‏‏)‏ فَقَدْ كُلِّفَ هذَا ٱلرَّجُلُ بِأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ فِي صُنْعِ ٱلتَّجْهِيزَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِلْمَسْكَنِ.‏ فَهَلْ كَانَ خَبِيرًا بِٱلصِّنَاعَاتِ ٱلْحِرَفِيَّةِ قَبْلَ هذَا ٱلْمَشْرُوعِ ٱلضَّخْمِ؟‏ رُبَّمَا،‏ وَلكِنْ يُرَجَّحُ أَنَّ آخِرَ عَمَلٍ زَاوَلَهُ قَبْلَ ذلِكَ هُوَ صُنْعُ ٱللِّبْنِ لِلْمِصْرِيِّينَ.‏ (‏خر ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَكَيْفَ كَانَ لَهُ أَنْ يُتَمِّمَ مُهِمَّتَهُ ٱلْعَسِيرَةَ؟‏ لَقَدْ ‹مَلَأَهُ يَهْوَهُ مِنْ رُوحِهِ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْفَهْمِ وَٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْمَهَارَةِ فِي كُلِّ صَنْعَةٍ،‏ لِٱبْتِكَارِ تَصَامِيمَ حَتَّى يَصْنَعَ كُلَّ صَنْعَةٍ فِي غَايَةِ ٱلْإِبْدَاعِ›.‏ فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ صَقَلَ مَوَاهِبَ بَصَلْئِيلَ ٱلَّتِي رُبَّمَا تَحَلَّى بِهَا بِٱلْفِطْرَةِ.‏ وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ فِي أُهُولِيآبَ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هذَيْنِ ٱلرَّجُلَيْنِ ٱكْتَسَبَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَعْرِفَةِ لِأَنَّهُمَا لَمْ يُنْجِزَا ٱلْمُهِمَّةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ عَلَّمَا غَيْرَهُمَا أَيْضًا.‏ فَٱللهُ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي قَلْبِهِمَا أَنْ يُعَلِّمَا ٱلْآخَرِينَ.‏

٧ وَثَمَّةَ دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى أَنَّ بَصَلْئِيلَ وَأُهُولِيآبَ نَالَا ٱلْإِرْشَادَ مِنْ رُوحِ ٱللهِ هُوَ جُودَةُ مَصْنُوعَاتِهِمَا ٱلَّتِي ظَلَّتْ تُسْتَعْمَلُ طَوَالَ ٥٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا.‏ (‏٢ اخ ١:‏٢-‏٦‏)‏ وَبِٱلتَّبَايُنِ مَعَ ٱلْمُصَنِّعِينَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ،‏ لَمْ يَكْتَرِثْ بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآبُ بِأَنْ يَتْرُكَا تَوْقِيعَهُمَا أَوْ عَلَامَتَهُمَا ٱلتِّجَارِيَّةَ عَلَى أَعْمَالِهِمَا.‏ فَكُلُّ ٱلْفَضْلِ فِي ٱنْجَازَاتِهِمَا نُسِبَ إِلَى يَهْوَهَ.‏ —‏ خر ٣٦:‏١،‏ ٢‏.‏

٨ وَٱلْيَوْمَ،‏ قَدْ تُطْلَبُ مِنَّا مُهِمَّاتٌ صَعْبَةٌ تَسْتَلْزِمُ مَهَارَاتٍ خُصُوصِيَّةً مِثْلُ ٱلْبِنَاءِ،‏ ٱلطِّبَاعَةِ،‏ تَنْظِيمِ ٱلْمَحَافِلِ،‏ إِدَارَةِ أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ،‏ وَٱلتَّوَاصُلِ مَعَ ٱلْأَطِبَّاءِ وَٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ بِشَأْنِ مَوْقِفِنَا ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مِنَ ٱلدَّمِ.‏ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يُنْجِزُ هذِهِ ٱلْمَهَامَّ أَشْخَاصٌ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلْخِبْرَاتِ ٱللَّازِمَةِ.‏ وَلكِنْ فِي أَغْلَبِ ٱلْحَالَاتِ،‏ يُسْتَعَانُ بِمُتَطَوِّعِينَ لَا يَعْرِفُونَ سِوَى ٱلْقَلِيلِ عَنْ هذِهِ ٱلْأَعْمَالِ.‏ فَرُوحُ ٱللهِ هُوَ ٱلَّذِي يُكَلِّلُ جُهُودَهُمْ بِٱلنَّجَاحِ.‏ فَهَلِ ٱمْتَنَعْتَ يَوْمًا عَنْ قُبُولِ تَعْيِينٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ ظَنًّا مِنْكَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ أَكْثَرُ كَفَاءَةً؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ رُوحَ يَهْوَهَ يُعَزِّزُ مَعْرِفَتَكَ وَمَقْدِرَاتِكَ وَيُسَاعِدُكَ أَنْ تُتَمِّمَ أَيَّ تَعْيِينٍ يُعْهَدُ بِهِ إِلَيْكَ.‏

يَشُوعُ نَجَحَ بِفَضْلِ رُوحِ ٱللهِ

٩ أَيُّ ظَرْفٍ وَاجَهَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بَعْدَ ٱلْخُرُوجِ مِنْ مِصْرَ،‏ وَأَيُّ سُؤَالٍ نَشَأَ؟‏

٩ أَرْشَدَ رُوحُ ٱللهِ أَيْضًا رَجُلًا عَاشَ زَمَنَ مُوسَى وَبَصَلْئِيلَ.‏ فَبُعَيْدَ ٱلْخُرُوجِ مِنْ مِصْرَ،‏ شَنَّ ٱلْعَمَالِيقِيُّونَ هُجُومًا غَيْرَ مُبَرَّرٍ عَلَى شَعْبِ ٱللهِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يَخُوضُوا حَرْبًا مِنْ قَبْلُ،‏ حَانَ ٱلْوَقْتُ لِإِبْعَادِ هذَا ٱلْخَطَرِ وَٱلْقِيَامِ بِأَوَّلِ تَحَرُّكٍ عَسْكَرِيٍّ لَهُمْ كَشَعْبٍ حُرٍّ.‏ (‏خر ١٣:‏١٧؛‏ ١٧:‏٨‏)‏ لِذَا نَشَأَتِ ٱلْحَاجَةُ إِلَى قَائِدٍ يَتَرَأَّسُ ٱلْقُوَّاتِ ٱلْمُحَارِبَةَ.‏ فَعَلَى مَنْ وَقَعَ ٱلِٱخْتِيَارُ؟‏

١٠ لِمَ حَالَفَ ٱلنَّصْرُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِقِيَادَةِ يَشُوعَ؟‏

١٠ وَقَعَ ٱلِٱخْتِيَارُ عَلَى يَشُوعَ.‏ وَلكِنْ لَوْ طُلِبَ مِنْهُ أَنْ يُعَدِّدَ خِبْرَاتِهِ ٱلسَّابِقَةَ ٱلَّتِي تُؤَهِّلُهُ لِهذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ،‏ فَمَاذَا كَانَ سَيَذْكُرُ؟‏ أَنَّهُ عَبْدٌ كَادِحٌ؟‏ صَانِعُ لِبْنٍ؟‏ أَمْ جَامِعٌ لِلْمَنِّ؟‏ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ جَدَّهُ أَلِيشَامَاعَ كَانَ زَعِيمَ سِبْطِ أَفْرَايِمَ ٱلَّذِي قَادَ كَمَا يَبْدُو ١٠٨٬١٠٠ رَجُلٍ مِنْ إِحْدَى فِرَقِ إِسْرَائِيلَ ذَاتِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلْأَسْبَاطِ.‏ (‏عد ٢:‏١٨،‏ ٢٤؛‏ ١ اخ ٧:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ مُوسَى لَمْ يَنْتَقِ أَلِيشَامَاعَ أَوِ ٱبْنَهُ نُونًا،‏ بَلِ ٱخْتَارَ يَشُوعَ لِيَرْأَسَ ٱلْقُوَّةَ ٱلَّتِي قَهَرَتِ ٱلْأَعْدَاءَ فِي مَعْرَكَةٍ دَامَتْ مُعْظَمَ سَاعَاتِ ٱلنَّهَارِ.‏ فَقَدْ حَالَفَ ٱلنَّصْرُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِفَضْلِ إِطَاعَةِ يَشُوعَ ٱلتَّامَّةِ وَتَقْدِيرِهِ ٱلْعَمِيقِ لِإِرْشَادِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ.‏ —‏ خر ١٧:‏٩-‏١٣‏.‏

١١ كَيْفَ نَنْجَحُ فِي إِتْمَامِ خِدْمَتِنَا ٱلْمُقَدَّسَةِ عَلَى غِرَارِ يَشُوعَ؟‏

١١ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ خَلَفَ يَشُوعُ مُوسَى ‹مُمْتَلِئًا رُوحَ حِكْمَةٍ›.‏ (‏تث ٣٤:‏٩‏)‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لَمْ يَهَبْهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلتَّنَبُّؤِ أَوْ صُنْعِ ٱلْعَجَائِبِ مِثْلَ مُوسَى،‏ فَقَدْ مَكَّنَهُ مِنْ قِيَادَةِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْحَمْلَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ ٱلرَّامِيَةِ إِلَى إِخْضَاعِ أَرْضِ كَنْعَانَ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ قَدْ نَشْعُرُ أَنَّنَا نَفْتَقِرُ إِلَى ٱلْخِبْرَةِ أَوِ ٱلْكَفَاءَةِ لِإِنْجَازِ أَوْجُهٍ مُعَيَّنَةٍ مِنْ خِدْمَتِنَا ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ لكِنَّنَا سَنَنْجَحُ حَتْمًا،‏ عَلَى غِرَارِ يَشُوعَ،‏ إِذَا مَا ٱلْتَصَقْنَا بِٱلْإِرْشَادِ ٱلْإِلهِيِّ.‏ —‏ يش ١:‏٧-‏٩‏.‏

‏«اِكْتَنَفَ رُوحُ يَهْوَهَ جِدْعُونَ»‏

١٢-‏١٤ (‏أ)‏ مَاذَا تَكْشِفُ ٱلْهَزِيمَةُ ٱلَّتِي أَوْقَعَهَا ٱلرِّجَالُ ٱلثَّلَاثُمِئَةٍ بِجُيُوشِ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ ٱلْضَّخْمَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ طَمْأَنَ يَهْوَهُ جِدْعُونَ؟‏ (‏ج)‏ كَيْفَ يُطَمْئِنُنَا ٱللهُ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٢ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ،‏ ٱسْتَمَرَّ يَهْوَهُ يُظْهِرُ كَيْفَ يَعْضُدُ بِرُوحِهِ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ.‏ فَسِفْرُ ٱلْقُضَاةِ زَاخِرٌ بِرِوَايَاتٍ عَنْ أَشْخَاصٍ «تَقَوَّوْا مِنْ حَالَةِ ضُعْفٍ».‏ (‏عب ١١:‏٣٤‏)‏ مَثَلًا،‏ دَفَعَ ٱللهُ جِدْعُونَ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ إِلَى مُحَارَبَةِ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ.‏ (‏قض ٦:‏٣٤‏)‏ لكِنَّ هؤُلَاءِ ٱلْأَعْدَاءَ تَفَوَّقُوا فِي ٱلْعَدَدِ عَلَى قُوَّاتِ جِدْعُونَ بِنِسْبَةِ ٤ إِلَى ١.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ كَانَتْ تِلْكَ ٱلْقُوَّةُ ٱلصَّغِيرَةُ لَا تَزَالُ كَبِيرَةً جِدًّا فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ.‏ لِذَا أَمَرَ جِدْعُونَ مَرَّتَيْنِ بِخَفْضِ عَدِيدِ ٱلْجَيْشِ حَتَّى صَارَ ٱلْأَعْدَاءُ يَفُوقُونَهُمْ بِنِسْبَةِ ٤٥٠ إِلَى ١.‏ (‏قض ٧:‏٢-‏٨؛‏ ٨:‏١٠‏)‏ وَقَدْ رَضِيَ يَهْوَهُ عَنْ هذَا ٱلْفَارِقِ ٱلشَّاسِعِ.‏ فَفِي حَالِ أَحْرَزَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ نَصْرًا سَاحِقًا،‏ فَلَيْسَ فِي وُسْعِ أَحَدٍ أَنْ يَفْتَخِرَ نَاسِبًا ٱلْفَضْلَ إِلَى جُهُودِ ٱلْبَشَرِ أَوْ حِكْمَتِهِمْ.‏

١٣ وَبَعْدَ تَخْفِيضِ عَدِيدِ ٱلْجَيْشِ،‏ بَاتَ جِدْعُونُ وَقُوَّاتُهُ مُسْتَعِدِّينَ تَقْرِيبًا.‏ فَلَوْ كُنْتَ فَرْدًا فِي تِلْكَ ٱلْفِرْقَةِ ٱلصَّغِيرَةِ،‏ فَهَلْ تَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ لِعِلْمِكَ أَنَّ صُفُوفَ ٱلْمُحَارِبِينَ خَلَتْ مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْخَائِفِينَ وَغَيْرِ ٱلْيَقِظِينَ،‏ أَمْ تَعْتَرِيكَ رَعْشَةٌ مِنَ ٱلْخَوْفِ وَأَنْتَ تُفَكِّرُ فِي نَتِيجَةِ ٱلْمَعْرَكَةِ؟‏ لَا حَاجَةَ أَنْ نُخَمِّنَ أَيَّةَ مَشَاعِرَ سَاوَرَتْ جِدْعُونَ.‏ فَقَدْ وَثِقَ بِٱللهِ وَفَعَلَ مَا طُلِبَ مِنْهُ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ قضاة ٧:‏٩-‏١٤‏.‏‏)‏ وَٱلْجَدِيرُ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُوَبِّخْهُ لِأَنَّهُ طَلَبَ عَلَامَةً تُؤَكِّدُ وُقُوفَهُ إِلَى جَانِبِهِ.‏ (‏قض ٦:‏٣٦-‏٤٠‏)‏ بَلْ لَبَّى طَلَبَهُ تَرْسِيخًا لِإِيمَانِهِ.‏

١٤ حَقًّا،‏ إِنَّ قُدْرَةَ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْإِنْقَاذِ لَا تَحُدُّهَا حُدُودٌ.‏ فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يَنْتَشِلَ شَعْبَهُ مِنْ أَيَّةِ وَرْطَةٍ مُسْتَعِينًا إِذَا ٱقْتَضَى ٱلْأَمْرُ بِأَشْخَاصٍ يَبْدُونَ ضُعَفَاءَ أَوْ عَاجِزِينَ.‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ نَشْعُرُ أَنَّ كَثِيرِينَ يَقِفُونَ فِي وَجْهِنَا أَوْ أَنَّنَا فِي ظَرْفٍ عَصِيبٍ.‏ وَمَعَ أَنَّنَا لَا نَتَوَقَّعُ تَأْكِيدًا عَجَائِبِيًّا مِنْ يَهْوَهَ مِثْلَ جِدْعُونَ،‏ فَنَحْنُ نَنَالُ إِرْشَادًا وَافِيًا وَطَمْأَنَةً كَبِيرَةً مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ وَجَمَاعَتِهِ ٱلْمُوَجَّهَةِ بِرُوحِهِ.‏ (‏رو ٨:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ فَوُعُودُهُ ٱلْحُبِّيَّةُ تُوَطِّدُ إِيمَانَنَا وَقَنَاعَتَنَا بِأَنَّهُ مُعِينٌ لَنَا.‏

‏«كَانَ رُوحُ يَهْوَهَ عَلَى يَفْتَاحَ»‏

١٥،‏ ١٦ لِمَ تَحَلَّتِ ٱبْنَةُ يَفْتَاحَ بِمَوْقِفٍ رَائِعٍ،‏ وَأَيُّ تَشْجِيعٍ يَسْتَمِدُّهُ ٱلْوَالِدُونَ مِنْ ذلِكَ؟‏

١٥ إِلَيْكَ مِثَالَ شَخْصٍ آخَرَ أَرْشَدَهُ رُوحُ ٱللهِ.‏ فَحِينَ ٱضْطُرَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى مُحَارَبَةِ ٱلْعَمُّونِيِّينَ،‏ حَلَّ «رُوحُ يَهْوَهَ عَلَى يَفْتَاحَ».‏ وَمِنْ شِدَّةِ تَوْقِهِ إِلَى ٱلِٱنْتِصَارِ تَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ،‏ نَذَرَ نَذْرًا كَلَّفَهُ ثَمَنًا بَاهِظًا.‏ فَقَدْ وَعَدَ ٱللهَ،‏ إِنْ هُوَ أَسْلَمَ ٱلْعَمُّونِيِّينَ إِلَى يَدِهِ،‏ بِإِعْطَائِهِ أَوَّلَ مَنْ يَخْرُجُ لِمُلَاقَاتِهِ عِنْدَ عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلْبَيْتِ.‏ وَإِذَا بِٱبْنَتِهِ تَخْرُجُ لِٱسْتِقْبَالِهِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مُنْتَصِرًا.‏ (‏قض ١١:‏٢٩-‏٣١،‏ ٣٤‏)‏ فَهَلْ تَفَاجَأَ يَفْتَاحُ؟‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَا،‏ فَهُوَ لَمْ يُرْزَقْ بِسِوَاهَا.‏ وَقَدْ تَمَّمَ نَذْرَهُ بِتَكْرِيسِ ٱبْنَتِهِ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ مَدَى حَيَاتِهَا فِي ٱلْمَقْدِسِ فِي شِيلُوهَ.‏ وَبِمَا أَنَّهَا عَابِدَةٌ وَلِيَّةٌ لِيَهْوَهَ،‏ فَقَدْ كَانَتْ مُقْتَنِعَةً بِضَرُورَةِ إِيفَاءِ نَذْرِ أَبِيهَا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ قضاة ١١:‏٣٦‏.‏‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ رُوحَ يَهْوَهَ أَمَدَّهُمَا كِلَيْهِمَا بِٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ.‏

١٦ وَلكِنْ كَيْفَ نَمَّتِ ٱبْنَةُ يَفْتَاحَ رُوحَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟‏ لَا بُدَّ أَنَّ غَيْرَةَ أَبِيهَا وَتَعَبُّدَهُ لِلهِ سَاهَمَا فِي بُنْيَانِ إِيمَانِهَا.‏ فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ،‏ لَا تَحْسَبُوا أَنَّ أَوْلَادَكُمْ لَا يُلَاحِظُونَ مِثَالَكُمْ.‏ فَقَرَارَاتُكُمْ تُظْهِرُ أَنَّكُمْ مُقْتَنِعُونَ بِمَا تَقُولُونَهُ.‏ وَهُمْ يَرَوْنَ مِنْ خِلَالِ صَلَوَاتِكُمُ ٱلْحَارَّةِ وَتَعْلِيمِكُمُ ٱلْفَعَّالِ إِلَى جَانِبِ مِثَالِكُمُ ٱلْجَيِّدِ أَنَّكُمْ تَسْعَوْنَ إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ وَهكَذَا تَنْمُو فِي قُلُوبِهِمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ رَغْبَةٌ قَوِيَّةٌ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُفْعِمُ قُلُوبَكُمْ بِٱلْفَرَحِ.‏

‏‹رُوحُ يَهْوَهَ عَمِلَ فِي شَمْشُونَ›

١٧ مَاذَا فَعَلَ شَمْشُونُ بِقُوَّةِ رُوحِ ٱللهِ؟‏

١٧ تَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ آخَرَ.‏ فَحِينَ كَانَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ مُتَسَلِّطِينَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ،‏ «ٱبْتَدَأَ رُوحُ يَهْوَهَ يُحَرِّكُ» شَمْشُونَ لِيُخَلِّصَهُمْ.‏ (‏قض ١٣:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فَمَنَحَهُ قُوَّةً أَتَاحَتْ لَهُ ٱلْقِيَامَ بِأَعْمَالٍ مُذْهِلَةٍ وَخَارِقَةٍ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا أَقْنَعَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ رُفَقَاءَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْقَبْضِ عَلَيْهِ،‏ «عَمِلَ فِيهِ رُوحُ يَهْوَهَ،‏ فَكَانَ ٱلْحَبْلَانِ ٱللَّذَانِ عَلَى ذِرَاعَيْهِ كَخُيُوطِ كَتَّانٍ لُفِحَتْ بِٱلنَّارِ،‏ فَٱنْحَلَّ ٱلْوِثَاقُ عَنْ يَدَيْهِ».‏ (‏قض ١٥:‏١٤‏)‏ حَتَّى عِنْدَمَا ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ جَرَّاءَ قَرَارٍ غَيْرِ حَكِيمٍ،‏ تَقَوَّى «بِٱلْإِيمَانِ».‏ (‏عب ١١:‏٣٢-‏٣٤؛‏ قض ١٦:‏١٨-‏٢١،‏ ٢٨-‏٣٠‏)‏ فَرُوحُ يَهْوَهَ عَمِلَ فِيهِ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ عَادِيَّةٍ نَظَرًا إِلَى ٱلظُّرُوفِ ٱلِٱسْتِثْنَائِيَّةِ آنَذَاكَ.‏ إِلَّا أَنَّ هذِهِ ٱلْقِصَّةَ ٱلتَّارِيخِيَّةَ تَمْنَحُنَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّشْجِيعِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ يُشَجِّعُنَا ٱخْتِبَارُ شَمْشُونَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَفَدْتُمْ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي أَمْثِلَةِ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

١٨ نَحْنُ نَعْتَمِدُ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ شَمْشُونُ حِينَ نَقُومُ بِٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي فَوَّضَهُ يَسُوعُ إِلَيْنَا،‏ أَيْ «أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ وَنَشْهَدَ كَامِلًا».‏ (‏اع ١٠:‏٤٢‏)‏ وَهذَا ٱلتَّعْيِينُ يَسْتَلْزِمُ مَهَارَاتٍ رُبَّمَا لَا نَمْتَلِكُهَا بِٱلْفِطْرَةِ.‏ فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُ رُوحَهُ لِإِعَانَتِنَا عَلَى إِنْجَازِ شَتَّى ٱلْمُهِمَّاتِ ٱلْمُوكَلَةِ إِلَيْنَا!‏ وَهكَذَا يَكُونُ لِسَانُ حَالِنَا كَلِمَاتِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا:‏ ‹اَلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ أَرْسَلَنِي هُوَ وَرُوحُهُ›.‏ (‏اش ٤٨:‏١٦‏)‏ نَعَمْ،‏ رُوحُ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي يُرْسِلُنَا.‏ وَنَحْنُ نَبْذُلُ جُهْدَنَا فِي هذَا ٱلْعَمَلِ مُتَأَكِّدِينَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُنَمِّي مُؤَهِّلَاتِنَا،‏ مِثْلَمَا فَعَلَ مَعَ مُوسَى وَبَصَلْئِيلَ وَيَشُوعَ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَحْمِلُ «سَيْفَ ٱلرُّوحِ،‏ أَيْ كَلِمَةَ ٱللهِ» وَمِلْؤُنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّهُ سَيَبُثُّ فِينَا ٱلْقُوَّةَ،‏ تَمَامًا كَمَا قَوَّى جِدْعُونَ وَيَفْتَاحَ وَشَمْشُونَ.‏ (‏اف ٦:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وَبِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ فِي تَخَطِّي ٱلْعَقَبَاتِ،‏ نَغْدُو أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا مِثْلَمَا كَانَ شَمْشُونُ قَوِيًّا جَسَدِيًّا.‏

١٩ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يَقِفُونَ بِشَجَاعَةٍ إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ وَفِيمَا نَتَجَاوَبُ مَعَ عَمَلِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَتَوَطَّدُ إِيمَانُنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ لِذَا سَنَسْتَمْتِعُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ بِمُرَاجَعَةِ بَعْضِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلشَّيِّقَةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَهِيَ تَكْشِفُ لَنَا كَيْفَ عَمِلَ رُوحُ يَهْوَهَ فِي ذَوِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ قَبْلَ وَبَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏

أَيُّ تَشْجِيعٍ تَنَالُونَهُ حِينَ تَعْرِفُونَ كَيْفَ عَمِلَ رُوحُ ٱللهِ فِي ‏.‏ .‏ .‏

‏• مُوسَى؟‏

‏• بَصَلْئِيلَ؟‏

‏• يَشُوعَ؟‏

‏• جِدْعُونَ؟‏

‏• يَفْتَاحَ؟‏

‏• شَمْشُونَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[النبذة في الصفحة ٢٢]‏

رُوحُ ٱللهِ يَجْعَلُنَا أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا مِثْلَمَا كَانَ شَمْشُونُ قَوِيًّا جَسَدِيًّا

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ،‏ إِنَّ لِمِثَالِكُمُ ٱلْغَيُورِ وَقْعًا قَوِيًّا فِي نُفُوسِ أَوْلَادِكُمْ