روح الله يمنح الارشاد في القرن الاول واليوم
رُوحُ ٱللهِ يَمْنَحُ ٱلْإِرْشَادَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ وَٱلْيَوْمَ
«كُلُّ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ يُنْجِزُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْوَاحِدُ نَفْسُهُ». — ١ كو ١٢:١١.
١ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذَا ٱلدَّرْسِ؟
يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ. يَا لَلْأَحْدَاثِ ٱلشَّيِّقَةِ ٱلَّتِي تَتَبَادَرُ إِلَى ٱلذِّهْنِ عِنْدَ سَمَاعِ هذِهِ ٱلْعِبَارَةِ! (اع ٢:١-٤) فَسَكْبُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ شَكَّلَ مُنْعَطَفًا هَامًّا فِي تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَ خُدَّامِهِ. فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، تَأَمَّلْنَا كَيْفَ سَاعَدَ رُوحُ ٱللهِ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْمَاضِي عَلَى إِتْمَامِ مَهَامَّ صَعْبَةٍ وَدَقِيقَةٍ. وَلكِنْ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ طَرِيقَةِ عَمَلِ رُوحِ ٱللهِ فِي أَزْمِنَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ وَكَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ عَمَلِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ ٱلْيَوْمَ؟ لِنَرَ مَعًا ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.
«هُوَذَا أَمَةُ يَهْوَهَ!»
٢ كَيْفَ شَهِدَتْ مَرْيَمُ تَأْثِيرَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
٢ كَانَتْ مَرْيَمُ بَيْنَ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي تِلْكَ ٱلْعُلِّيَّةِ ٱلْكَبِيرَةِ فِي أُورُشَلِيمَ حِينَ سُكِبَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ. (اع ١:١٣، ١٤) غَيْرَ أَنَّ عَمَلَ رُوحِ يَهْوَهَ لَمْ يَكُنْ بِٱلْأَمْرِ ٱلْجَدِيدِ عَلَيْهَا. فَقَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ، شَهِدَتْ تَأْثِيرَهُ ٱلْمُذْهِلَ حِينَ نَقَلَ يَهْوَهُ حَيَاةَ ٱبْنِهِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ، مُحْدِثًا حَبَلًا فِي رَحِمِهَا وَهِيَ عَذْرَاءُ. فَٱلَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا كَانَ «مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ». — مت ١:٢٠.
٣، ٤ أَيُّ مَوْقِفٍ أَعْرَبَتْ عَنْهُ مَرْيَمُ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهَا؟
٣ فَلِمَ أُنْعِمَ عَلَى مَرْيَمَ بِهذَا ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلْفَرِيدِ مِنْ نَوْعِهِ؟ بَعْدَمَا أَوْضَحَ لَهَا ٱلْمَلَاكُ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ نَحْوَهَا، هَتَفَتْ: «هُوَذَا أَمَةُ يَهْوَهَ! لِيَكُنْ لِي كَمَا أَعْلَنْتَ». (لو ١:٣٨) فَقَدْ كَشَفَتْ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عَنْ مَوْقِفٍ قَلْبِيٍّ سَبَقَ أَنْ لَاحَظَهُ ٱللهُ. فَتَجَاوُبُهَا ٱلْفَوْرِيُّ دَلَّ أَنَّهَا مُسْتَعِدَّةٌ لِقُبُولِ مَشِيئَتِهِ. حَتَّى إِنَّهَا لَمْ تَسْأَلْ عَمَّا سَتَكُونُ نَظْرَةُ ٱلْمُجْتَمَعِ إِلَى حَبَلِهَا أَوْ تَأْثِيرُهُ فِي عَلَاقَتِهَا بِخَطِيبِهَا. فَبِقَوْلِهَا إِنَّهَا أَمَةٌ، أَيْ أَدْنَى ٱلْخَدَمِ، بَيَّنَتْ أَنَّهَا تَثِقُ كُلَّ ٱلثِّقَةِ بِيَهْوَهَ كَسَيِّدٍ لَهَا.
٤ هَلْ تَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّ ٱلتَّحَدِّيَاتِ أَوِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ تَفُوقُ طَاقَتَكَ؟ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ لَدَيَّ ثِقَةٌ مُطْلَقَةٌ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُجْرِي ٱلْأُمُورَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَتِهِ؟ هَلْ أُعْرِبُ حَقًّا عَنْ رُوحٍ طَوْعِيَّةٍ؟›. كُنْ مُتَأَكِّدًا أَنَّ ٱللهَ يُعْطِي رُوحَهُ لِلَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ بِكُلِّ قَلْبِهِمْ وَيَعْتَرِفُونَ بِسُلْطَتِهِ كَحَاكِمٍ عَلَيْهِمْ. — اع ٥:٣٢.
اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَعَانَ بُطْرُسَ
٥ كَيْفَ لَمَسَ بُطْرُسُ عَمَلَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ قَبْلَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم؟
٥ عَلَى غِرَارِ مَرْيَمَ، لَمَسَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ شَخْصِيًّا عَمَلَ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ قَبْلَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم. فَيَسُوعُ كَانَ قَدْ مَنَحَهُ سُلْطَةً هُوَ وَٱلرُّسُلَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يُخْرِجُوا ٱلشَّيَاطِينَ. (مر ٣:١٤-١٦) وَمَعَ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تُزَوِّدُنَا بِٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ، يُرَجَّحُ أَنَّ بُطْرُسَ ٱسْتَعْمَلَ هذِهِ ٱلسُّلْطَةَ. وَتَجَلَّتْ قُدْرَةُ ٱللهِ أَيْضًا حِينَ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى مِيَاهِ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ مُتَّجِهًا نَحْوَ يَسُوعَ. (اِقْرَأْ متى ١٤:٢٥-٢٩.) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بُغْيَةَ ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ عَظِيمَةٍ. وَلكِنْ سُرْعَانَ مَا كَانَ هذَا ٱلرُّوحُ سَيَعْمَلُ فِيهِ وَفِي رُفَقَائِهِ ٱلتَّلَامِيذِ بِطَرَائِقَ جَدِيدَةٍ.
٦ مَاذَا أَنْجَزَ بُطْرُسُ بِفَضْلِ رُوحِ ٱللهِ خِلَالَ وَبَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم؟
٦ فَفِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، وُهِبَ بُطْرُسُ وَٱلْآخَرُونَ قُدْرَةً عَجَائِبِيَّةً عَلَى ٱلتَّحَدُّثِ بِلُغَاتِ ٱلَّذِينَ أَتَوْا لِزِيَارَةِ أُورُشَلِيمَ. بَعْدَ ذلِكَ، أَخَذَ بُطْرُسُ ٱلْقِيَادَةَ فِي مُخَاطَبَةِ ٱلْجُمُوعِ. (اع ٢:١٤-٣٦) نَعَمْ، إِنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي أَعْرَبَ أَحْيَانًا عَنِ ٱلتَّهَوُّرِ أَوِ ٱلْخَوْفِ ٱمْتَلَأَ شَجَاعَةً مُقَدِّمًا شَهَادَةً جَرِيئَةً رَغْمَ ٱلتَّهْدِيدَاتِ وَٱلِٱضْطِهَادَاتِ. (اع ٤:١٨-٢٠، ٣١) كَمَا أَنَّهُ نَالَ مَعْرِفَةً خُصُوصِيَّةً بِوَاسِطَةِ كَشْفٍ إِلهِيٍّ. (اع ٥:٨، ٩) حَتَّى إِنَّهُ مُنِحَ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى إِقَامَةِ شَخْصٍ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ. — اع ٩:٤٠.
٧ أَيَّةُ تَعَالِيمَ لِيَسُوعَ لَمْ يَفْهَمْهَا بُطْرُسُ إِلَّا بَعْدَ مَسْحِهِ بِٱلرُّوحِ؟
٧ قَبْلَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ، فَهِمَ بُطْرُسُ حَقَائِقَ عَدِيدَةً عَلَّمَهَا يَسُوعُ. (مت ١٦:١٦، ١٧؛ يو ٦:٦٨) وَلكِنْ ثَمَّةَ تَعَالِيمُ بَقِيَتْ غَامِضَةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ حَتَّى تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ. مَثَلًا، لَمْ يُدْرِكْ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ سَيُقَامُ بِٱلرُّوحِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ أَوْ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيَكُونُ فِي ٱلسَّمَاءِ. (يو ٢٠:٦-١٠؛ اع ١:٦) وَٱلْفِكْرَةُ أَنَّ ٱلْبَشَرَ سَيُصْبِحُونَ مَخْلُوقَاتٍ رُوحَانِيَّةً وَيَحْكُمُونَ فِي مَلَكُوتٍ سَمَاوِيٍّ كَانَتْ غَرِيبَةً عَلَيْهِ. وَلكِنْ بَعْدَمَا ٱعْتَمَدَ هُوَ نَفْسُهُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَنَالَ ٱلرَّجَاءَ ٱلسَّمَاوِيَّ، فَهِمَ مَعْنَى هذِهِ ٱلتَّعَالِيمِ.
٨ أَيَّةُ مَعْرِفَةٍ مُتَوَفِّرَةٌ لِلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ؟
اف ٣:٨-١١، ١٨) وَٱلْيَوْمَ، يَتَغَذَّى ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ وَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ مِنَ ٱلْمَائِدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ نَفْسِهَا مُتَعَلِّمِينَ هذِهِ ٱلْحَقَائِقَ عَيْنَهَا. (يو ١٠:١٦) فَهَلْ تُعِزُّ مَا يُوَفِّرُهُ لَكَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ مِنْ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ لِكَلِمَةِ ٱللهِ؟
٨ إِذًا، مَنَحَ سَكْبُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ تَلَامِيذَ يَسُوعَ بَصِيرَةً لَمْ يَحْظَوْا بِهَا مِنْ قَبْلُ. فَبِوَحْيٍ مِنَ ٱللهِ، كَشَفَ كَتَبَةُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ لِفَائِدَتِنَا أَوْجُهًا مُدْهِشَةً مِنْ قَصْدِ يَهْوَهَ. (بُولُسُ «صَارَ مُمْتَلِئًا رُوحًا قُدُسًا»
٩ مَاذَا حَقَّقَ بُولُسُ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
٩ بَعْدَ مُرُورِ نَحْوِ سَنَةٍ عَلَى يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، نَالَ شَخْصٌ آخَرُ هِبَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. إِنَّهُ شَاوُلُ ٱلَّذِي بَاتَ مَعْرُوفًا بِٱسْمِ بُولُسَ. فَٱلرُّوحُ عَمِلَ فِيهِ بِطَرَائِقَ تُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ. فَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ ١٤ سِفْرًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَمِثْلَ بُطْرُسَ، تَمَكَّنَ بُولُسُ بِمُسَاعَدَةِ رُوحِ ٱللهِ أَنْ يَفْهَمَ وَيَكْتُبَ بِوُضُوحٍ عَنْ رَجَاءِ ٱلْخُلُودِ وَعَدَمِ ٱلْفَسَادِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَبِقُوَّةِ هذَا ٱلرُّوحِ، شَفَى ٱلْأَمْرَاضَ، أَخْرَجَ ٱلشَّيَاطِينَ، وَأَقَامَ مَيِّتًا. لكِنَّ ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي نَالَهَا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ حَقَّقَتْ قَصْدًا أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً، وَهذِهِ ٱلْقُدْرَةُ يَنَالُهَا كَافَّةُ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ.
١٠ كَيْفَ أَثَّرَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي قُدْرَةِ بُولُسَ عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ؟
١٠ فَبُولُسُ، «مُمْتَلِئًا رُوحًا قُدُسًا»، شَهَّرَ بِجُرْأَةٍ سَاحِرًا سَعَى لِمُقَاوَمَتِهِ. وَمَا كَانَ أَشَدَّ وَقْعَ كَلَامِهِ عَلَى وَالِي قُبْرُصَ ٱلَّذِي أَصْغَى إِلَى ٱلْحَدِيثِ بِكَامِلِهِ! فَهُوَ قَبِلَ ٱلْحَقَّ «مَذْهُولًا مِنْ تَعْلِيمِ يَهْوَهَ». (اع ١٣:٨-١٢) فَكَمَا يَتَّضِحُ، عَرَفَ بُولُسُ تَمَامَ ٱلْمَعْرِفَةِ أَهَمِّيَّةَ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ فِي ٱلْمُجَاهَرَةِ بِٱلْحَقِّ. (مت ١٠:٢٠) لِذَا نَاشَدَ لَاحِقًا جَمَاعَةَ أَفَسُسَ أَنْ يَتَضَرَّعُوا مِنْ أَجْلِهِ كَيْ يُعْطَى «قُدْرَةً عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ». — اف ٦:١٨-٢٠.
١١ كَيْفَ أَرْشَدَ رُوحُ ٱللهِ بُولُسَ؟
١١ فِي حِينِ عَزَّزَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ قُدْرَةَ بُولُسَ عَلَى إِعْلَانِ ٱلْحَقِّ، نَهَاهُ أَحْيَانًا عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ فِي مَنَاطِقَ مُعَيَّنَةٍ. فَفِي رِحْلَاتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ، تَلَقَّى ٱلْإِرْشَادَ مِنْ رُوحِ ٱللهِ. (اع ١٣:٢؛ اِقْرَأْ اعمال ١٦:٦-١٠.) وَٱلْيَوْمَ، لَا يَزَالُ يَهْوَهُ يُوَجِّهُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ مُسْتَخْدِمًا رُوحَهُ. وَجَمِيعُ خُدَّامِهِ ٱلطَّائِعِينَ يَسْعَوْنَ أُسْوَةً بِبُولُسَ إِلَى نَشْرِ ٱلْحَقِّ بِجُرْأَةٍ وَغَيْرَةٍ. وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَهَ يُرْشِدُنَا ٱلْيَوْمَ بِطَرِيقَةٍ مُغَايِرَةٍ لِزَمَنِ بُولُسَ، نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ يَسْتَعْمِلُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ كَيْ يَسْمَعَ ٱلْمُسْتَحِقُّونَ ٱلْحَقَّ. — يو ٦:٤٤.
«أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ»
١٢-١٤ هَلْ يَعْمَلُ رُوحُ ٱللهِ فِي كَافَّةِ خُدَّامِهِ بِٱلطَّرِيقَةِ عَيْنِهَا؟ أَوْضِحُوا.
١٢ هَلِ ٱلرِّوَايَاتُ عَنْ إِغْدَاقِ يَهْوَهَ بَرَكَتَهُ عَلَى جَمَاعَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تُشَجِّعُ خُدَّامَهُ ٱلْمُنْتَذِرِينَ ٱلْيَوْمَ؟ نَعَمْ دُونَ أَدْنَى شَكٍّ. تَذَكَّرْ كَلِمَاتِ بُولُسَ ١ كو ١٢:٤-٦، ١١) نَعَمْ، يَعْمَلُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ بِطَرَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ فِي خُدَّامِ ٱللهِ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيقِ قَصْدٍ مُعَيَّنٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هذَا ٱلرُّوحَ مُتَاحٌ لِكُلٍّ مِنَ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» وَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. (لو ١٢:٣٢؛ يو ١٠:١٦) لكِنَّهُ لَا يَعْمَلُ دَوْمًا بِٱلطَّرِيقَةِ ذَاتِهَا فِي كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ.
ٱلْمُلْهَمَةَ إِلَى جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ عَنْ مَوَاهِبِ ٱلرُّوحِ ٱلْعَجَائِبِيَّةِ فِي أَيَّامِهِ: «هُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْمَوَاهِبِ، لٰكِنَّ ٱلرُّوحَ هُوَ نَفْسُهُ. وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْخِدْمَاتِ، لٰكِنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ. وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ، لٰكِنَّ ٱللهَ ٱلَّذِي يُنْجِزُ فِي ٱلْجَمِيعِ كُلَّ ٱلْأَعْمَالِ هُوَ نَفْسُهُ». (١٣ مَثَلًا، يُعَيَّنُ ٱلشُّيُوخُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (اع ٢٠:٢٨) وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ يَخْدُمُونَ نُظَّارًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَمَاذَا نَسْتَنْتِجُ؟ إِنَّ رُوحَ ٱللهِ يَعْمَلُ بِطَرَائِقَ مُتَبَايِنَةٍ فِي أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ.
١٤ غَيْرَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلَّذِي يَبُثُّ فِي ٱلْمَمْسُوحِينَ «رُوحَ ٱلتَّبَنِّي»، أَيِ ٱلشُّعُورَ بِأَنَّهُمْ أَبْنَاءُ ٱللهِ، هُوَ نَفْسُ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي بِهِ أَقَامَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ ٱلْمَوْلُودَ ٱلْوَحِيدَ مِنَ ٱلْمَوْتِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْخَالِدَةِ فِي ٱلسَّمَاءِ. (اِقْرَأْ روما ٨:١١، ١٥.) وَهُوَ ٱلرُّوحُ عَيْنُهُ ٱلَّذِي أَبْدَعَ بِوَاسِطَتِهِ ٱلْكَوْنَ بِأَسْرِهِ. (تك ١:١-٣) وَبِٱسْتِخْدَامِ هذَا ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَيْضًا، أَهَّلَ يَهْوَهُ بَصَلْئِيلَ لِيُنْجِزَ مَهَامَّ خُصُوصِيَّةً فِي ٱلْمَسْكَنِ، مَكَّنَ شَمْشُونَ مِنَ ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ خَارِقَةٍ، وَسَاعَدَ بُطْرُسَ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى ٱلْمَاءِ. فَلْنُمَيِّزْ إِذًا بَيْنَ أَنْ يَنَالَ ٱلْمَرْءُ رُوحَ ٱللهِ وَأَنْ يُمْسَحَ بِهِ، فَٱلْمَسْحُ بِٱلرُّوحِ لَيْسَ سِوَى إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْمُمَيَّزَةِ ٱلَّتِي يَعْمَلُ بِهَا ٱلرُّوحُ. وَٱلْقَرَارُ فِي هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ عَائِدٌ إِلَى ٱللهِ نَفْسِهِ.
١٥ هَلْ تَسْتَمِرُّ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ؟ أَوْضِحُوا.
١٥ إِنَّ رُوحَ ٱللهِ ٱلْقُدُسَ يَعْمَلُ بِطَرَائِقَ شَتَّى فِي خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ مُذْ وُجِدُوا، أَيْ قَبْلَ آلَافِ ٱلسِّنِينَ مِنِ ٱبْتِدَاءِ ٱلْمَسْحِ بِٱلرُّوحِ. فَهذَا ٱلْعَمَلُ ٱلْجَدِيدُ لِلرُّوحِ بَدَأَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، إِلَّا أَنَّهُ لَنْ يَسْتَمِرَّ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ. فَٱلْمَعْمُودِيَّةُ بِٱلرُّوحِ سَتَتَوَقَّفُ، لكِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ سَيَظَلُّ يَعْمَلُ فِي شَعْبِ ٱللهِ مُسَاعِدًا إِيَّاهُمْ عَلَى فِعْلِ مَشِيئَتِهِ مَدَى ٱلْأَبَدِيَّةِ.
١٦ مَاذَا يُنْجِزُ خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ بِفِعْلِ رُوحِهِ؟
١٦ وَمَاذَا يُنْجِزُ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِفِعْلِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ؟ تُجِيبُ ٱلرُّؤْيَا ٢٢:١٧: «اَلرُّوحُ وَٱلْعَرُوسُ يَقُولَانِ: ‹تَعَالَ!›. وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ: ‹تَعَالَ!›. وَمَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ، وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ ٱلْحَيَاةِ مَجَّانًا». فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَدْفَعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ إِلَى تَوْجِيهِ دَعْوَةِ يَهْوَهَ ٱلْمَانِحَةِ لِلْحَيَاةِ إِلَى كُلِّ ‹مَنْ يُرِيدُ› قُبُولَ مَاءِ ٱلْحَيَاةِ. وَفِي حِينِ يَقُودُ ٱلْمَمْسُوحُونَ هذَا ٱلْعَمَلَ، يَنْضَمُّ إِلَيْهِمِ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ فِي تَوْجِيهِ ٱلدَّعْوَةِ. وَيَتَعَاوَنُ ٱلصَّفَّانِ كِلَاهُمَا مَعَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ عَيْنِهِ لِإِتْمَامِ هذَا ٱلتَّفْوِيضِ. كَمَا أَنَّ أَفْرَادَ هذَيْنِ ٱلصَّفَّيْنِ يَرْمُزُونَ إِلَى ٱنْتِذَارِهِمْ لِيَهْوَهَ بِٱلْمَعْمُودِيَّةِ «بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ». (مت ٢٨:١٩) وَجَمِيعُهُمْ يُذْعِنُونَ لِعَمَلِ رُوحِ ٱللهِ فِي حَيَاتِهِمْ، سَامِحِينَ لَهُ أَنْ يُنْتِجَ فِيهِمْ ثَمَرَهُ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) وَبِمُسَاعَدَةِ هذَا ٱلرُّوحِ، يَفْعَلُونَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِمْ لِبُلُوغِ مَطْلَبِ ٱلْقَدَاسَةِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ يَهْوَهُ. — ٢ كو ٧:١؛ رؤ ٧:٩، ١٤.
دَاوِمْ عَلَى طَلَبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ
١٧ كَيْفَ نُبَرْهِنُ أَنَّ رُوحَ ٱللهِ مَعَنَا؟
١٧ إِذًا، سَوَاءٌ وَهَبَكَ ٱللهُ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَهُوَ يُعْطِيكَ «ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ» كَيْ تُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ وَتَنَالَ مُكَافَأَتَكَ. ٢ كو ٤:٧) وَرَغْمَ أَنَّ مُوَاظَبَتَكَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ قَدْ تُعَرِّضُكَ لِلِٱسْتِهْزَاءِ، لَا تَنْسَ كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ: «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِذَا عُيِّرْتُمْ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلْمَسِيحِ، لِأَنَّ رُوحَ ٱلْمَجْدِ، أَيْ رُوحَ ٱللهِ، يَسْتَقِرُّ عَلَيْكُمْ». — ١ بط ٤:١٤.
(١٨، ١٩ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ، وَمَا هُوَ تَصْمِيمُكُمْ؟
١٨ إِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ هِبَةٌ مِنَ ٱللهِ لِلَّذِينَ يَطْلُبُونَهَا بِإِخْلَاصٍ. وَهِيَ لَا تَصْقُلُ مَقْدِرَاتِنَا فَحَسْبُ، بَلْ تُقَوِّي رَغْبَتَنَا أَيْضًا فِي بَذْلِ غَايَةِ جُهْدِنَا فِي خِدْمَتِهِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَللهُ هُوَ ٱلْعَامِلُ فِيكُمْ، مِنْ أَجْلِ مَسَرَّتِهِ، لِكَيْ تُرِيدُوا وَتَعْمَلُوا عَلَى ٱلسَّوَاءِ». فَهِبَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلثَّمِينَةُ، إِلَى جَانِبِ جُهُودِنَا ٱلدَّؤُوبَةِ لِلْبَقَاءِ «مُتَمَسِّكِينَ بِإِحْكَامٍ بِكَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ»، سَتُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَعْمَلَ لِأَجْلِ خَلَاصِنَا بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ›. — في ٢:١٢، ١٣، ١٦.
١٩ لِذَا بِٱتِّكَالِكَ ٱلتَّامِّ عَلَى رُوحِ ٱللهِ، تَمِّمْ مِنْ صَمِيمِ قَلْبِكَ كُلَّ تَعْيِينٍ يُعْهَدُ بِهِ إِلَيْكَ، ٱسْعَ إِلَى إِتْقَانِهِ، وَٱلْتَفِتْ إِلَى يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ. (يع ١:٥) وَهُوَ سَيَمُدُّكَ بِمَا يَلْزَمُ كَيْ تَفْهَمَ كَلِمَتَهُ، تَتَخَطَّى مَشَاكِلَ ٱلْحَيَاةِ، وَتَكْرِزَ بِٱلْبِشَارَةِ. وَعَدَ يَسُوعُ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ»، وَهذَا يَشْمُلُ نَيْلَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (لو ١١:٩، ١٣) فَوَاصِلِ ٱلتَّضَرُّعَ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ تَكُونَ مِثْلَ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ ٱلَّذِينَ نَالُوا إِرْشَادَ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟
• كَيْفَ نَقْتَدِي بِمَرْيَمَ مُعْرِبِينَ عَنْ مَوْقِفٍ يَعُودُ عَلَيْنَا بِٱلْبَرَكَاتِ؟
• كَيْفَ أَرْشَدَ رُوحُ ٱللهِ بُولُسَ؟
• كَيْفَ يُرْشِدُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٤]
رُوحُ ٱللهِ مَكَّنَ بُولُسَ مِنَ ٱلتَّغَلُّبِ عَلَى تَأْثِيرِ ٱلْأَرْوَاحِ ٱلشِّرِّيرَةِ
[الصورة في الصفحة ٢٦]
اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ مُتَاحٌ ٱلْيَوْمَ لِإِعَانَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِصَرْفِ ٱلنَّظَرِ عَنْ رَجَائِهِمْ