لنقرِّب ليهوه ذبائح من كل النفس
«مَهْمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ، فَٱعْمَلُوهُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ كَمَا لِيَهْوَهَ». — كو ٣:٢٣.
١-٣ (أ) هَلْ عَنَى مَوْتُ يَسُوعَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَعُدْ يَطْلُبُ مِنَّا تَقْرِيبَ ٱلذَّبَائِحِ عَلَى أَشْكَالِهَا؟ أَوْضِحُوا. (ب) أَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ؟
فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ، كَشَفَ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ أَنَّ ذَبِيحَةَ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةَ أَبْطَلَتِ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ. (كو ٢:١٣، ١٤) فَأَصْبَحَتْ جَمِيعُ ٱلذَّبَائِحِ وَٱلتَّقْدِمَاتِ ٱلَّتِي دَأَبَ ٱلْيَهُودُ عَلَى تَقْرِيبِهَا طَوَالَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ غَيْرَ ضَرُورِيَّةٍ وَبِلَا قِيمَةٍ. فَكَانَتِ ٱلشَّرِيعَةُ قَدْ حَقَّقَتِ ٱلْغَايَةَ مِنْهَا ‹كَمُرَبٍّ يَقُودُ إِلَى ٱلْمَسِيحِ›. — غل ٣:٢٤.
٢ لكِنَّ هذَا لَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ غَيْرُ مَعْنِيِّينَ بِٱلذَّبَائِحِ. فَعَلَى ٱلْعَكْسِ، تَحَدَّثَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنْ ضَرُورَةِ تَقْرِيبِ «ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ ٱللهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». (١ بط ٢:٥) كَمَا أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ حَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُنْتَذِرِ، بِكُلِّ أَوْجُهِهَا، يَصِحُّ ٱعْتِبَارُهَا «ذَبِيحَةً». — رو ١٢:١.
٣ يُقَرِّبُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلذَّبَائِحَ لِيَهْوَهَ إِمَّا بِتَقْدِيمِ أُمُورٍ مُعَيَّنَةٍ لَهُ أَوْ بِٱلتَّخَلِّي عَنْ أُمُورٍ مِنْ أَجْلِهِ. فَكَيْفَ نَحْرِصُ، عَلَى ضَوْءِ مَعْلُومَاتِنَا عَنِ ٱلْمَطَالِبِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، أَنْ تَكُونَ جَمِيعُ ذَبَائِحِنَا ٱلْيَوْمَ مَقْبُولَةً عِنْدَهُ؟
اَلذَّبَائِحُ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ
٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ بِشَأْنِ نَشَاطَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ؟
٤ رُبَّمَا يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَرْبُطَ بَيْنَ نَشَاطَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ وَتَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ لِيَهْوَهَ. فَقَدْ يَبْدُو لَنَا لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى أَنَّ ٱلْعَمَلَ وَٱلْمَدْرَسَةَ وَٱلْأَعْمَالَ ٱلْمَنْزِلِيَّةَ وَٱلتَّسَوُّقَ شَيْءٌ، وَعَلَاقَتَنَا بِٱللهِ شَيْءٌ آخَرُ. لكِنْ إِذَا كُنْتَ قَدْ نَذَرْتَ حَيَاتَكَ لِيَهْوَهَ أَوْ سَتَفْعَلُ ذلِكَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ كولوسي ٣:١٨-٢٤.
ٱلْقَرِيبِ، فَمَوَاقِفُكَ وَدَوَافِعُكَ حِينَ تُزَاوِلُ نَشَاطَاتِكَ ٱلدُّنْيَوِيَّةَ لَهَا أَهَمِّيَّتُهَا. فَنَحْنُ مَسِيحِيُّونَ ٢٤ سَاعَةً فِي ٱلْيَوْمِ، وَعَلَيْنَا أَنْ نُطَبِّقَ مَبَادِئَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ فِي كُلِّ أَوْجُهِ حَيَاتِنَا. لِذلِكَ يَحُضُّنَا بُولُسُ: «مَهْمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ، فَٱعْمَلُوهُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ كَمَا لِيَهْوَهَ، وَلَيْسَ لِلنَّاسِ». — اِقْرَأْ٥، ٦ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُؤَثِّرَ فِي مَا نَلْبَسُهُ وَنَفْعَلُهُ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ؟
٥ صَحِيحٌ أَنَّ نَشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْيَوْمِيَّةَ لَيْسَتْ جُزْءًا مِنْ خِدْمَتِهِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، إِلَّا أَنَّ مَا قَالَهُ بُولُسُ عَنِ ٱلْعَمَلِ «مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ كَمَا لِيَهْوَهَ» يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ فِي كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِنَا. فَكَيْفَ نُطَبِّقُ هذِهِ ٱلْفِكْرَةَ عَمَلِيًّا؟ هَلْ لِبَاسُنَا وَسُلُوكُنَا لَائِقَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ؟ أَمْ نَخْجَلُ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِنَّنَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ أَثْنَاءَ ٱلْقِيَامِ بِنَشَاطَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ، إِمَّا بِسَبَبِ لِبَاسِنَا أَوْ طَرِيقَةِ تَصَرُّفِنَا؟ حَاشَا أَنْ يَكُونَ هذَا! فَشَعْبُ يَهْوَهَ لَا يَرْغَبُ أَلْبَتَّةَ فِي فِعْلِ شَيْءٍ قَدْ يَنْعَكِسُ سَلْبًا عَلَى ٱسْمِ ٱللهِ. — اش ٤٣:١٠؛ ٢ كو ٦:٣، ٤، ٩.
٦ فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ كَيْفَ تُؤَثِّرُ رَغْبَتُنَا فِي ٱلْعَمَلِ «مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ كَمَا لِيَهْوَهَ» عَلَى تَفْكِيرِنَا وَسُلُوكِنَا. وَخِلَالَ ٱلْمُنَاقَشَةِ، لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَانُوا مُلْزَمِينَ بِتَقْدِيمِ أَفْضَلِ مَا لَدَيْهِمْ ذَبِيحَةً لِيَهْوَهَ. — خر ٢٣:١٩.
اَلْعَمَلُ «مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ» وَٱنْتِذَارُكَ
٧ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلِٱنْتِذَارُ ٱلْمَسِيحِيُّ؟
٧ حِينَ نَذَرْتَ حَيَاتَكَ لِيَهْوَهَ، أَلَمْ تَتَّخِذْ هذَا ٱلْقَرَارَ دُونَ تَحَفُّظٍ؟ لَقَدْ تَعَهَّدْتَ فِي ٱلْوَاقِعِ أَنْ تَضَعَ يَهْوَهَ أَوَّلًا فِي كُلِّ نَوَاحِي حَيَاتِكَ. (اِقْرَأْ عبرانيين ١٠:٧.) وَقَرَارُكَ هذَا هُوَ عَيْنُ ٱلصَّوَابِ. فَأَنْتَ حَتْمًا تَلْمُسُ أَنَّ طَلَبَ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ وَٱلسَّعْيَ إِلَى ٱلْعَمَلِ بِهَا يُؤَدِّيَانِ إِلَى أَفْضَلِ ٱلنَّتَائِجِ. (اش ٤٨:١٧، ١٨) فَعِنْدَمَا نَعْكِسُ صِفَاتِ مُعَلِّمِنَا ٱلْعَظِيمِ، نَكُونُ قُدُّوسِينَ وَنَنْعَمُ بِٱلسَّعَادَةِ فِي حَيَاتِنَا. — لا ١١:٤٤؛ ١ تي ١:١١.
٨ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا نَظْرَةُ يَهْوَهَ إِلَى ٱلذَّبَائِحِ قَدِيمًا؟
٨ كَانَتِ ٱلذَّبَائِحُ ٱلَّتِي قَرَّبَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لِيَهْوَهَ قَدِيمًا مُقَدَّسَةً فِي نَظَرِهِ. (لا ٦:٢٥؛ ٧:١) وَ «ٱلْقَدَاسَةُ»، بِحَسَبِ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ، هِيَ صِفَةُ مَا هُوَ مَفْرُوزٌ، مُخَصَّصٌ بِشَكْلٍ حَصْرِيٍّ، أَوْ مُكَرَّسٌ لِلهِ. لِذَا يَجِبُ أَنْ نَكُونَ نَحْنُ مَفْرُوزِينَ أَوْ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْعَالَمِ وَذَبَائِحُنَا غَيْرَ مُلَوَّثَةٍ بِتَأْثِيرِهِ لِكَيْ يَقْبَلَهَا يَهْوَهُ. فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُحِبَّ أَيَّ شَيْءٍ يَكْرَهُهُ. (اِقْرَأْ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.) وَيَعْنِي ذلِكَ طَبْعًا أَنْ نَتَجَنَّبَ أَيَّةَ صِلَاتٍ أَوِ ٱرْتِبَاطَاتٍ أَوْ مُعَاشَرَاتٍ قَدْ تُنَجِّسُنَا فِي نَظَرِ ٱللهِ. (اش ٢:٤؛ رؤ ١٨:٤) كَمَا يَجِبُ عَلَيْنَا أَلَّا نَسْمَحَ لِعُيُونِنَا بِٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى مَا هُوَ نَجِسٌ أَوْ فَاسِدٌ، وَلَا لِخَيَالِنَا أَنْ يَسْرَحَ فِي أُمُورٍ كَهذِهِ. — كو ٣:٥، ٦.
٩ مَا أَهَمِّيَّةُ طَرِيقَةِ تَصَرُّفِ ٱلْمَسِيحِيِّ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟
٩ حَثَّ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ: «لَا تَنْسَوْا فِعْلَ ٱلصَّلَاحِ وَمُشَارَكَةَ ٱلْآخَرِينَ، لِأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هٰذِهِ يَرْضَى ٱللهُ». (عب ١٣:١٦) إِذًا، إِنَّ إِعْرَابَنَا عَنِ ٱلصَّلَاحِ فِي كُلِّ أَوْجُهِ حَيَاتِنَا، بِمَا فِي ذلِكَ مُسَاعَدَةُ ٱلْآخَرِينَ، هُوَ بِمَثَابَةِ ذَبِيحَةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ يَهْوَهَ. وَٱلِٱهْتِمَامُ ٱلْحُبِّيُّ بِٱلْآخَرِينَ هُوَ مِنَ ٱلسِّمَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. — يو ١٣:٣٤، ٣٥؛ كو ١:١٠.
اَلذَّبَائِحُ فِي عِبَادَتِنَا
١٠، ١١ كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَى خِدْمَتِنَا وَعِبَادَتِنَا، وَإِلَامَ يَدْفَعُنَا ذلِكَ؟
١٠ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْبَدِيهِيَّةِ لِنَفْعَلَ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلصَّلَاحَ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ هِيَ «إِعْلَانُ رَجَائِنَا جَهْرًا». فَقَدْ دَعَا بُولُسُ هذَا ٱلْعَمَلَ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْأَسَاسِيَّ «ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ لِلهِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ تُعْلِنُ ٱسْمَهُ جَهْرًا». فَهَلْ تَغْتَنِمُ كُلَّ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٍ لِتَشْهَدَ لِلنَّاسِ؟ (عب ١٠:٢٣؛ ١٣:١٥؛ هو ١٤:٢) إِنَّ نَوْعِيَّةَ وَكَمِّيَّةَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي نَصْرِفُهُ فِي ٱلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ مَوْضُوعٌ وَاسِعٌ، وَيَتَضَمَّنُ ٱجْتِمَاعُ ٱلْخِدْمَةِ أَجْزَاءً عَدِيدَةً تَحُثُّنَا عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ فِي هذَيْنِ ٱلْمَجَالَيْنِ. وَلكِنْ بِمَا أَنَّ خِدْمَةَ ٱلْحَقْلِ وَٱلشَّهَادَةَ غَيْرَ ٱلرَّسْمِيَّةِ هُمَا «ذَبِيحَةُ تَسْبِيحٍ»، أَيْ جُزْءٌ مِنْ عِبَادَتِنَا، فَٱلْمُخْتَصَرُ ٱلْمُفِيدُ فِي هذَا ٱلْمَوْضُوعِ هُوَ أَنَّ ذَبِيحَتَنَا هذِهِ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ أَفْضَلَ مَا يَسَعُنَا تَقْدِيمُهُ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلظُّرُوفَ تَخْتَلِفُ مِنْ شَخْصٍ إِلَى آخَرَ، إِلَّا أَنَّ كَمِّيَّةَ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَصْرُوفِ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ غَالِبًا مَا تَعْكِسُ تَقْدِيرَنَا لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.
١١ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، يُخَصِّصُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْوَقْتَ بِٱنْتِظَامٍ لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ إِفْرَادِيًّا وَكَمَجْمُوعَةٍ. فَهذَا يَنْسَجِمُ مَعَ مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ مِنَّا. صَحِيحٌ أَنَّنَا لَسْنَا مُجْبَرِينَ عَلَى حِفْظِ ٱلسَّبْتِ وَلَا عَلَى ٱلسَّفَرِ بِٱنْتِظَامٍ لِحُضُورِ ٱلْأَعْيَادِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَلكِنْ ١ تس ٥:١٧؛ عب ١٠:٢٤، ٢٥) لِذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ بِشَأْنِ نَشَاطَاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ: ‹هَلْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُحَسِّنَ نَوْعِيَّةَ عِبَادَتِي؟›.
ثَمَّةَ نَشَاطَاتٌ مَسِيحِيَّةٌ تُنَاظِرُ هذِهِ ٱلْعَادَاتِ ٱلْقَدِيمَةَ. فَٱللهُ مَا زَالَ يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَيِّتَةِ وَنُخَصِّصَ ٱلْوَقْتَ لِدَرْسِ كَلِمَتِهِ وَٱلصَّلَاةِ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. كَمَا يَنْبَغِي لِرُؤُوسِ ٱلْعَائِلَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَنْ يُبَادِرُوا إِلَى عَقْدِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ مَعَ أَفْرَادِ أُسْرَتِهِمْ. (١٢ (أ) أَيَّةُ ذَبِيحَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي أَيَّامِنَا تُشْبِهُ تَقْرِيبَ ٱلْبَخُورِ قَدِيمًا؟ (ب) كَيْفَ يُؤَثِّرُ ذلِكَ عَلَى مَضْمُونِ صَلَوَاتِنَا؟
١٢ رَنَّمَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ لِيَهْوَهَ قَائِلًا: «لِتُهَيَّأْ صَلَاتِي كَبَخُورٍ أَمَامَكَ». (مز ١٤١:٢) فَكِّرْ لَحْظَةً فِي صَلَوَاتِكَ، فِي ٱنْتِظَامِهَا وَنَوْعِيَّتِهَا. يُشَبِّهُ سِفْرُ ٱلرُّؤْيَا «صَلَوَاتِ ٱلْقُدُّوسِينَ» بِٱلْبَخُورِ مِنْ حَيْثُ إِنَّ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْمَقْبُولَةَ تَصْعَدُ إِلَى ٱللهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً وَمُسِرَّةً. (رؤ ٥:٨) وَفِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، وَجَبَ إِعْدَادُ ٱلْبَخُورِ ٱلْمُقَرَّبِ بِٱنْتِظَامٍ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ بِٱهْتِمَامٍ وَدِقَّةٍ. وَمَا كَانَ يَهْوَهُ لِيَرْضَى بِهِ إِلَّا إِذَا قُرِّبَ وَفْقًا لِلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا. (خر ٣٠:٣٤-٣٧؛ لا ١٠:١، ٢) فَإِذَا صُغْنَا نَحْنُ أَيْضًا صَلَوَاتِنَا ٱلْقَلْبِيَّةَ بِعِنَايَةٍ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَقْبَلُهَا.
اَلْعَطَاءُ ٱلْمَادِّيُّ ذَبِيحَةٌ مَقْبُولَةٌ
١٣، ١٤ (أ) أَيُّ مَعْرُوفٍ أَسْدَاهُ أَبَفْرُودِتُسُ وَٱلْجَمَاعَةُ فِي فِيلِبِّي إِلَى بُولُسَ، وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟ (ب) كَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِ ٱلْفِيلِبِّيِّينَ وَأَبَفْرُودِتُسَ؟
١٣ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ تَبَرُّعَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ لِدَعْمِ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ بِذَبِيحَةٍ، سَوَاءٌ تَبَرَّعْنَا بِٱلْكَثِيرِ أَمْ بِٱلْقَلِيلِ. (مر ١٢:٤١-٤٤) فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ، أَرْسَلَتِ ٱلْجَمَاعَةُ فِي فِيلِبِّي أَبَفْرُودِتُسَ إِلَى رُومَا لِلِٱهْتِمَامِ بِحَاجَاتِ بُولُسَ ٱلْجَسَدِيَّةِ، حَامِلًا مَعَهُ عَلَى مَا يَبْدُو هَدِيَّةً مَالِيَّةً مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ. لَمْ تَكُنْ هذِهِ هِيَ ٱلْمَرَّةَ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي يُعْرِبُ فِيهَا ٱلْفِيلِبِّيُّونَ عَنِ ٱلْكَرَمِ تِجَاهَ بُولُسَ. وَقَصَدُوا بِمَعْرُوفِهِمْ هذَا تَحْرِيرَهُ مِنَ ٱلْأَعْبَاءِ ٱلْمَادِّيَّةِ لِيَتَمَكَّنَ مِنْ تَكْرِيسِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِلْخِدْمَةِ. فَكَيْفَ نَظَرَ إِلَى هذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ؟ لَقَدْ دَعَاهَا «رَائِحَةً طَيِّبَةً، ذَبِيحَةً مَقْبُولَةً مَرْضِيَّةً جِدًّا لَدَى ٱللهِ». (اِقْرَأْ فيلبي ٤:١٥-١٩.) فَبُولُسُ قَدَّرَ حَقًّا هذِهِ ٱللَّفْتَةَ ٱلْكَرِيمَةَ، وَكَذلِكَ فَعَلَ يَهْوَهُ.
١٤ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ، يُقَدِّرُ يَهْوَهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ تَبَرُّعَاتِنَا لِدَعْمِ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ. وَهُوَ يَعِدُنَا بِسَدِّ كُلِّ حَاجَاتِنَا، ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْمَادِّيَّةِ، إِذَا دَاوَمْنَا عَلَى وَضْعِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا. — مت ٦:٣٣؛ لو ٦:٣٨.
أَظْهِرِ ٱمْتِنَانَكَ
١٥ مَا هِيَ بَعْضُ عَطَايَا يَهْوَهَ ٱلَّتِي تَشْكُرُونَهُ عَلَيْهَا؟
١٥ يُعْوِزُنَا ٱلْوَقْتُ إِنْ عَدَّدْنَا ٱلْأَسْبَابَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي تَبْعَثُ فِي نُفُوسِنَا ٱلِٱمْتِنَانَ لِيَهْوَهَ. أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا مَثَلًا أَنْ نَشْكُرَهُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى هِبَةِ ٱلْحَيَاةِ، هُوَ ٱلَّذِي يَمُدُّنَا بِكُلِّ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِنَبْقَى أَحْيَاءً؟ فَهُوَ يُزَوِّدُنَا ٱلطَّعَامَ وَٱللِّبَاسَ وَٱلْمَأْوَى، حَتَّى ٱلْهَوَاءَ ٱلَّذِي نَتَنَشَّقُهُ. كَمَا أَنَّنَا نَسْتَمِدُّ ٱلرَّجَاءَ مِنْ إِيمَانِنَا ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ. كَمْ يَلِيقُ بِنَا إِذًا أَنْ نَعْبُدَ يَهْوَهَ وَنُقَرِّبَ لَهُ ذَبَائِحَ تَسْبِيحِنَا لِأَنَّهُ خَالِقُنَا وَلِأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ تَقْدِيرَنَا عَلَى كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ أَجْلِنَا! — اِقْرَأْ رؤيا ٤:١١.
١٦ كَيْفَ يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَتَجَاوَبَ مَعَ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ؟
١٦ رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ أَنَّ ذَبِيحَةَ ٱلْمَسِيحِ ١ يو ٤:١٠) فَكَيْفَ يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَتَجَاوَبَ مَعَهَا؟ قَالَ بُولُسُ: «اَلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ تُلْزِمُنَا، إِذْ قَدْ حَكَمْنَا بِهٰذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ عَنِ ٱلْجَمِيعِ، فَٱلْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا؛ وَهُوَ مَاتَ عَنِ ٱلْجَمِيعِ لِكَيْلَا يَحْيَا ٱلْأَحْيَاءُ فِي مَا بَعْدُ لِأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ عَنْهُمْ وَأُقِيمَ». (٢ كو ٥:١٤، ١٥) تَعْنِي هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ أَنَّنَا إِذَا قَدَّرْنَا ٱلنِّعْمَةَ ٱلْإِلهِيَّةَ، فَسَنَحْيَا بِهَدَفِ إِكْرَامِ يَهْوَهَ وَٱبْنِهِ. وَيُمْكِنُنَا أَنْ نُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِنَا وَتَقْدِيرِنَا لَهُمَا بِٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلطَّاعَةِ وَٱلِٱنْدِفَاعِ إِلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. — ١ تي ٢:٣، ٤؛ ١ يو ٥:٣.
ٱلْفِدَائِيَّةَ عَطِيَّةٌ ثَمِينَةٌ مُمَيَّزَةٌ أَهْدَاهَا ٱللهُ إِلَى ٱلْبَشَرِ. وَهِيَ تَعْبِيرٌ فَرِيدٌ عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا. (١٧، ١٨ كَيْفَ يَزِيدُ ٱلْبَعْضُ ذَبَائِحَ تَسْبِيحِهِمْ لِيَهْوَهَ؟ أَعْطُوا مِثَالًا.
١٧ وَهَلْ بِمَقْدُورِكَ أَنْ تُقَرِّبَ لِلهِ ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ أَفْضَلَ؟ بَعْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي كُلِّ صَلَاحِ يَهْوَهَ، يَنْدَفِعُ كَثِيرُونَ إِلَى تَنْظِيمِ وَقْتِهِمْ وَشُؤُونِهِمْ بِهَدَفِ زِيَادَةِ ٱشْتِرَاكِهِمْ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ أَوِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ ٱلْأُخْرَى. فَيَنْخَرِطُ بَعْضُهُمْ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْإِضَافِيِّ شَهْرًا أَوْ أَكْثَرَ كُلَّ سَنَةٍ، فِيمَا يَتَمَكَّنُ آخَرُونَ مِنَ ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ ٱلْعَادِيِّينَ. وَيُشَارِكُ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فِي مَشَارِيعِ ٱلْبِنَاءِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. أَلَيْسَتْ هذِهِ طَرَائِقَ رَائِعَةً لِإِظْهَارِ ٱمْتِنَانِنَا لِيَهْوَهَ؟ فَهذِهِ ٱلْأَعْمَالُ خِدْمَةٌ مُقَدَّسَةٌ مَقْبُولَةٌ عِنْدَ ٱللهِ بِشَرْطِ أَنْ نُنْجِزَهَا بِٱلدَّافِعِ ٱلصَّائِبِ، دَافِعِ ٱلشُّكْرِ وَٱلِٱعْتِرَافِ بِٱلْجَمِيلِ.
١٨ لَقَدْ شَعَرَ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ بِفَضْلِ يَهْوَهَ عَلَيْهِمْ فَٱنْدَفَعُوا إِلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱمْتِنَانِهِمْ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مُورَايْنَا ٱلَّتِي بَحَثَتْ عَنْ أَجْوِبَةٍ عَلَى أَسْئِلَتِهَا ٱلرُّوحِيَّةِ فِي ٱلدِّينِ ٱلْكَاثُولِيكِيِّ ٱلَّذِي نَشَأَتْ عَلَيْهِ، وَفِي ٱلْفَلْسَفَاتِ ٱلْآسْيَوِيَّةِ ٱلشَّرْقِيَّةِ. لكِنَّ أَيًّا مِنْهُمَا لَمْ يُرْوِ عَطَشَهَا ٱلرُّوحِيَّ. فَهِيَ لَمْ تَجِدْ أَجْوِبَةً شَافِيَةً إِلَّا عِنْدَمَا بَدَأَتْ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ. وَقَدْ قَدَّرَتِ ٱلْأَجْوِبَةَ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عَنْ جَمِيعِ أَسْئِلَتِهَا، وَٱلِٱسْتِقْرَارَ ٱلَّذِي وَلَّدَتْهُ هذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ فِي حَيَاتِهَا. وَمِنْ شِدَّةِ ٱمْتِنَانِهَا لِيَهْوَهَ، قَرَّرَتْ تَكْرِيسَ كُلِّ طَاقَاتِهَا لِخِدْمَتِهِ. فَٱنْخَرَطَتْ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْإِضَافِيِّ بِٱسْتِمْرَارٍ فَوْرَ مَعْمُودِيَّتِهَا، ثُمَّ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْعَادِيِّ مَا إِنْ سَمَحَتْ لَهَا ظُرُوفُهَا. وَٱلْيَوْمَ، بَعْدَ مُضِيِّ ٣٠ سَنَةً، لَا تَزَالُ مُورَايْنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.
١٩ كَيْفَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَزِيدُوا ذَبَائِحَكُمْ لِيَهْوَهَ؟
١٩ طَبْعًا، هُنَاكَ ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ لَا تَسْمَحُ لَهُمْ ظُرُوفُهُمْ بِٱلْخِدْمَةِ كَفَاتِحِينَ. لكِنْ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا، مَهْمَا كَانَتْ مَقْدِرَاتُنَا، أَنْ نُقَدِّمَ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةً مَقْبُولَةً عِنْدَهُ. فَبِسُلُوكِنَا، عَلَيْنَا أَنْ نَحْفَظَ مَبَادِئَهُ ٱلْبَارَّةَ بِدِقَّةٍ مُبْقِينَ فِي بَالِنَا أَنَّنَا نُمَثِّلُهُ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ. وَبِإِيمَانِنَا، نَضَعُ ثِقَتَنَا كَامِلَةً فِي إِتْمَامِ مَقَاصِدِهِ. وَبِأَعْمَالِنَا ٱلْحَسَنَةِ، نُسَاهِمُ فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ. فَلْيَفِضْ قَلْبُنَا تَقْدِيرًا لِيَهْوَهَ عَلَى كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ أَجْلِنَا، وَلْنُقَرِّبْ لَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ ذَبَائِحَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ.
[اسئلة الدرس]
[النبذة في الصفحة ٢٥]
هَلْ يَدْفَعُكَ صَلَاحُ يَهْوَهَ أَنْ تُقَرِّبَ لَهُ ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ أَفْضَلَ؟
[الصورة في الصفحة ٢٣]
هَلْ تَغْتَنِمُ كُلَّ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٍ لِتَشْهَدَ لِلنَّاسِ؟