«تشجعْ وتقوَّ جدا»
«تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ جِدًّا . . . يَهْوَهُ إِلٰهُكَ مَعَكَ». — يش ١:٧-٩.
١، ٢ (أ) مَاذَا يَلْزَمُ أَحْيَانًا كَيْ نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِ ٱلصَّوَابِ؟ (ب) مَاذَا سَنَتَنَاوَلُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
اَلشَّجَاعَةُ هِيَ نَقِيضُ ٱلْخَوْفِ، ضُعْفِ ٱلْقَلْبِ، وَٱلْجُبْنِ. وَلَرُبَّمَا نَقْرِنُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ بِٱلْقُوَّةِ وَٱلْجُرْأَةِ وَٱلْبَسَالَةِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ أَوِ ٱلْخَطَرِ. إِلَّا أَنَّهَا لَازِمَةٌ أَيْضًا فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ كَيْ نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِ ٱلصَّوَابِ.
٢ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ أَشْخَاصٍ عَدِيدِينَ أَعْرَبُوا عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ: بَعْضٌ مِنْهُمْ فِي وَجْهِ أَوْضَاعٍ عَصِيبَةٍ، وَٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فِي ظِلِّ ظُرُوفٍ يَمُرُّ بِهَا خُدَّامُ يَهْوَهَ بِشَكْلٍ عَامٍّ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أَمْثِلَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ؟ وَكَيْفَ نَكُونُ شُجْعَانًا؟
شَاهِدَانِ ٱتَّصَفَا بِٱلشَّجَاعَةِ فِي عَالَمٍ «كَافِرٍ»
٣ أَيَّةُ نُبُوَّةٍ تَفَوَّهَ بِهَا أَخْنُوخُ بِشَأْنِ ٱلْكَافِرِينَ؟
٣ قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ ٱلَّذِي حَدَثَ فِي زَمَنِ نُوحٍ، كَانَتِ ٱلشَّجَاعَةُ بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ كَيْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ شَاهِدًا لِيَهْوَهَ وَسْطَ أُنَاسٍ أَشْرَارٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَقَدْ تَحَلَّى أَخْنُوخُ، «ٱلسَّابِعُ مِنْ آدَمَ»، بِهذِهِ ٱلصِّفَةِ إِذْ أَعْلَنَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ ٱلرِّسَالَةَ ٱلنَّبَوِيَّةَ ٱلتَّالِيَةَ: «هَا قَدْ أَتَى يَهْوَهُ مَعَ رِبْوَاتِ قُدُّوسِيهِ، لِيُنَفِّذَ دَيْنُونَةً فِي ٱلْجَمِيعِ، وَيُدِينَ جَمِيعَ ٱلْكَافِرِينَ بِجَمِيعِ أَعْمَالِ كُفْرِهِمِ ٱلَّتِي كَفَرُوا بِهَا، وَبِجَمِيعِ ٱلْأُمُورِ ٱلْفَظِيعَةِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ كَافِرُونَ». (يه ١٤، ١٥) تَحَدَّثَ أَخْنُوخُ هُنَا بِصِيغَةِ ٱلْمَاضِي لِأَنَّ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ كَانَتْ سَتَتِمُّ لَا مَحَالَةَ. وَهذَا مَا حَدَثَ فِعْلِيًّا حِينَ جَرَفَ طُوفَانٌ عَالَمِيٌّ كُلَّ ٱلْكَافِرِينَ.
٤ بِٱلرَّغْمِ مِنْ أَيَّةِ ظُرُوفٍ «سَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللهِ»؟
٤ حَدَثَ ٱلطُّوفَانُ سَنَةَ ٢٣٧٠ قم، أَيْ بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ ٦٥٠ سَنَةً عَلَى خِدْمَةِ أَخْنُوخَ كَنَبِيٍّ. وَخِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْمُمْتَدَّةِ بَيْنَ مَوْتِ أَخْنُوخَ تك ٦:١-٥، ٩، ١١) لكِنْ رَغْمَ هذِهِ ٱلظُّرُوفِ، «سَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللهِ» وَقَدَّمَ شَهَادَةً جَرِيئَةً ‹كَكَارِزٍ بِٱلْبِرِّ›. (اِقْرَأْ ٢ بطرس ٢:٤، ٥.) وَفِي هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، نَحْتَاجُ نَحْنُ أَيْضًا إِلَى شَجَاعَةٍ مُمَاثِلَةٍ.
وَمَجِيءِ ٱلطُّوفَانِ، وُلِدَ نُوحٌ، رَبَّى عَائِلَةً، وَبَنَى ٱلْفُلْكَ مَعَ أَبْنَائِهِ. وَكَانَ ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْأَشْرَارُ قَدْ تَجَسَّدُوا وَتَزَوَّجُوا نِسَاءً جَمِيلَاتٍ وَأَنْجَبُوا ٱلنَّفِيلِيمَ. كَمَا أَنَّ شَرَّ ٱلْإِنْسَانِ كَانَ قَدْ أَصْبَحَ كَثِيرًا وَٱلْأَرْضَ ٱمْتَلَأَتْ عُنْفًا. (رَجُلَانِ تَحَلَّيَا بِٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ
٥ كَيْفَ أَعْرَبَ مُوسَى عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟
٥ أَعْرَبَ مُوسَى عَنْ إِيمَانٍ وَشَجَاعَةٍ جَدِيرَيْنِ بِٱلِٱقْتِدَاءِ. (عب ١١:٢٤-٢٧) فَمِنْ سَنَةِ ١٥١٣ إِلَى ١٤٧٣ قم، ٱسْتَخْدَمَهُ ٱللهُ لِيُخْرِجَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ وَيَقُودَهُمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. وَقَدْ قَبِلَ مُوسَى هذَا ٱلتَّعْيِينَ مَعَ أَنَّهُ شَعَرَ بِعَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ. (خر ٦:١٢) وَخِلَالَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ، مَثَلَ هُوَ وَأَخُوهُ هَارُونُ مِرَارًا أَمَامَ ٱلطَّاغِيَةِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، وَتَكَلَّمَا بِشَجَاعَةٍ عَنِ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلْعَشْرِ ٱلَّتِي بِوَاسِطَتِهَا أَذَلَّ يَهْوَهُ آلِهَةَ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَأَنْقَذَ شَعْبَهُ. (خر ٧–١٢) وَقَدْ تَحَلَّى مُوسَى بِٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ بِفَضْلِ دَعْمِ ٱللهِ ٱلْمُسْتَمِرِّ. وَهذَا سِرُّ شَجَاعَتِنَا نَحْنُ أَيْضًا. — تث ٣٣:٢٧.
٦ كَيْفَ نَتَمَكَّنُ مِنْ تَقْدِيمِ ٱلشَّهَادَةِ بِشَجَاعَةٍ إِذَا ٱسْتَجْوَبَتْنَا ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ؟
٦ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ أُسْوَةً بِمُوسَى لِأَنَّ يَسُوعَ قَالَ: «تُسَاقُونَ أَمَامَ حُكَّامٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي، شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلْأُمَمِ. وَلٰكِنْ مَتَى أَسْلَمُوكُمْ، فَلَا تَحْمِلُوا هَمًّا كَيْفَ أَوْ بِمَ تَتَكَلَّمُونَ، فَإِنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ، بَلْ رُوحُ أَبِيكُمْ هُوَ ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ بِكُمْ». (مت ١٠:١٨-٢٠) فَإِذَا مَا قَامَتِ ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ بِٱسْتِجْوَابِنَا، يُمَكِّنُنَا رُوحُ يَهْوَهَ مِنْ تَقْدِيمِ ٱلشَّهَادَةِ بِإِيمَانٍ وَشَجَاعَةٍ وَلكِنْ بِلَبَاقَةٍ. — اِقْرَأْ لوقا ١٢:١١، ١٢.
٧ مَاذَا مَكَّنَ يَشُوعَ مِنَ ٱلتَّحَلِّي بِٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْعَمَلِ بِحِكْمَةٍ؟
٧ كَانَ دَرْسُ شَرِيعَةِ ٱللهِ بِٱنْتِظَامٍ سَبَبَ تَحَلِّي يَشُوعَ، خَلِيفَةِ مُوسَى، بِٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ. فَحِينَ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى أُهْبَةِ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ سَنَةَ ١٤٧٣ قم، أَمَرَ ٱللهُ يَشُوعَ: «تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ جِدًّا». وَبِٱلْإِذْعَانِ لِلشَّرِيعَةِ، كَانَ يَشُوعُ سَيَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ وَيَنْجَحُ. قَالَ لَهُ ٱللهُ: «لَا تَرْتَعِدْ وَلَا تَرْتَعْ، لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا ذَهَبْتَ». (يش ١:٧-٩) فَكَمْ تَشَجَّعَ يَشُوعُ دُونَ شَكٍّ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! وَقَدْ كَانَ ٱللهُ مَعَهُ بِٱلْفِعْلِ بِدَلِيلِ أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلْأَكْبَرَ مِنْ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ جَرَى ٱلِٱسْتِيلَاءُ عَلَيْهِ فِي غُضُونِ سِتِّ سَنَوَاتٍ فَقَطْ، أَيْ بِحُلُولِ سَنَةِ ١٤٦٧ قم.
نِسَاءٌ خَدَمْنَ يَهْوَهَ بِبَسَالَةِ قَلْبٍ
٨ أَيُّ مِثَالٍ فِي ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ رَسَمَتْهُ رَاحَابُ؟
٨ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ، ٱمْتَلَكَتْ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ ٱلشَّجَاعَةَ يش ٢:١-٦؛ ٦:٢٢، ٢٣؛ مت ١:١، ٥) فَكَمْ بُورِكَتْ عَلَى إِيمَانِهَا وَشَجَاعَتِهَا!
وَخَدَمْنَ يَهْوَهَ بِبَسَالَةٍ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، مَارَسَتْ رَاحَابُ مِنْ أَرِيحَا ٱلْإِيمَانَ بِٱللهِ، فَخَبَّأَتْ بِشَجَاعَةٍ ٱلْجَاسُوسَيْنِ ٱللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ وَأَضَلَّتْ رِجَالَ مَلِكِ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ. نَتِيجَةَ ذلِكَ، حُفِظَتْ هِيَ وَأَهْلُ بَيْتِهَا سَالِمِينَ حِينَ أَخَذَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَرِيحَا. وَقَدْ تَخَلَّتْ رَاحَابُ عَنْ نَمَطِ حَيَاتِهَا كَبَغِيٍّ، عَبَدَتْ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ، وَأَصْبَحَتْ مِنْ أَسْلَافِ ٱلْمَسِيَّا. (٩ كَيْفَ أَظْهَرَ بَارَاقُ وَدَبُورَةُ وَيَاعِيلُ ٱلشَّجَاعَةَ؟
٩ بَعْدَ مَمَاتِ يَشُوعَ نَحْوَ سَنَةِ ١٤٥٠ قم، تَوَلَّى ٱلْقُضَاةُ ٱلْحُكْمَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَإِذْ ضَايَقَ يَابِينُ مَلِكُ كَنْعَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ طَوَالَ ٢٠ سَنَةً، ٱسْتَخْدَمَ ٱللهُ دَبُورَةَ ٱلنَّبِيَّةَ لِحَثِّ ٱلْقَاضِي بَارَاقَ عَلَى مُحَارَبَتِهِ. فَجَمَعَ بَارَاقُ ١٠٬٠٠٠ رَجُلٍ فِي جَبَلِ تَابُورَ وَٱسْتَعَدَّ لِخَوْضِ مَعْرَكَةٍ ضِدَّ سِيسَرَا رَئِيسِ جَيْشِ يَابِينَ، ٱلَّذِي دَخَلَ وَادِي قِيشُونَ مَعَ جَيْشِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ ٱلْحَرْبِيَّةِ ٱلـ ٩٠٠. وَحِينَ تَقَدَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى ٱلْوَادِي، أَحْدَثَ ٱللهُ فَيَضَانًا جَعَلَ سَاحَةَ ٱلْمَعْرَكَةِ مُوحِلَةً بِحَيْثُ مَا عَادَ بِإِمْكَانِ مَرْكَبَاتِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلتَّحَرُّكُ. إِذَّاكَ، ٱنْتَصَرَ رِجَالُ بَارَاقَ، وَ «سَقَطَ كُلُّ جَيْشِ سِيسَرَا بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ». أَمَّا سِيسَرَا فَقَدِ ٱخْتَبَأَ فِي خَيْمَةِ يَاعِيلَ، لكِنَّهَا قَتَلَتْهُ فِيمَا هُوَ نَائِمٌ. وَهكَذَا، كَانَ «فَخْرُ» هذَا ٱلِٱنْتِصَارِ لِلْمَرْأَةِ يَاعِيلَ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَا قَالَتْهُ دَبُورَةُ. وَلِأَنَّ بَارَاقَ وَدَبُورَةَ وَيَاعِيلَ تَصَرَّفُوا بِشَجَاعَةٍ، ‹نَعِمَتْ أَرْضُ إِسْرَائِيلَ بِٱلْهُدُوءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً›. (قض ٤:١-٩، ١٤-٢٢؛ ٥:٢٠، ٢١، ٣١) وَعَلَى غِرَارِ هؤُلَاءِ، أَبْدَى رِجَالٌ وَنِسَاءٌ أَتْقِيَاءُ كَثِيرُونَ إِيمَانًا وَشَجَاعَةً بَارِزَيْنِ.
كَلَامُنَا يَبُثُّ ٱلشَّجَاعَةَ
١٠ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ كَلَامَنَا يُمْكِنُ أَنْ يَبْعَثَ ٱلشَّجَاعَةَ؟
١٠ يُمْكِنُ أَنْ يَبْعَثَ كَلَامُنَا ٱلشَّجَاعَةَ فِي غَيْرِنَا مِنْ عُبَّادِ يَهْوَهَ. فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْـ ١١ قم، تَرَكَ كَلَامُ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ وَقْعًا كَبِيرًا فِي سُلَيْمَانَ ٱبْنِهِ. قَالَ لَهُ: «تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ وَٱعْمَلْ. لَا تَخَفْ وَلَا تَرْتَعْ، لِأَنَّ يَهْوَهَ ٱللهَ إِلٰهِي مَعَكَ. لَنْ يَتَخَلَّى عَنْكَ وَلَنْ يَتْرُكَكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ كُلُّ عَمَلِ خِدْمَةِ بَيْتِ يَهْوَهَ». (١ اخ ٢٨:٢٠) وَبِٱلْفِعْلِ، تَشَجَّعَ سُلَيْمَانُ وَبَنَى هَيْكَلًا مَهِيبًا لِيَهْوَهَ فِي أُورُشَلِيمَ.
١١ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمُشَجِّعَةُ ٱلَّتِي تَفَوَّهَتْ بِهَا فَتَاةٌ إِسْرَائِيلِيَّةٌ فِي حَيَاةِ أَحَدِ ٱلرِّجَالِ؟
١١ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْعَاشِرِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، سَاهَمَتْ كَلِمَاتٌ مُشَجِّعَةٌ تَفَوَّهَتْ بِهَا فَتَاةٌ إِسْرَائِيلِيَّةٌ فِي شِفَاءِ شَخْصٍ أَبْرَصَ. فَثَمَّةَ فِرَقَةٌ لِلْغَزْوِ كَانَتْ قَدْ أَسَرَتْ هذِهِ ٱلْفَتَاةَ فَصَارَتْ خَادِمَةً عِنْدَ نَعْمَانَ رَئِيسِ جَيْشِ أَرَامَ ٱلَّذِي كَانَ مُصَابًا بِٱلْبَرَصِ. وَإِذْ كَانَتْ تَعْلَمُ بِٱلْعَجَائِبِ ٱلَّتِي ٢ مل ٥:١-٣، ١٠-١٧) فَإِذَا كُنْتَ حَدَثًا تُحِبُّ ٱللهَ كَتِلْكَ ٱلْفَتَاةِ، فَسَيَمُدُّكَ بِٱلشَّجَاعَةِ لِتَشْهَدَ لِأَسَاتِذَتِكَ، رُفَقَائِكَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، وَغَيْرِهِمْ.
صَنَعَهَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ أَلِيشَعَ، أَخْبَرَتْ زَوْجَةَ نَعْمَانَ أَنَّ نَبِيَّ ٱللهِ يَشْفِي زَوْجَهَا إِنْ هُوَ ذَهَبَ إِلَى إِسْرَائِيلَ. وَهكَذَا، ذَهَبَ نَعْمَانُ إِلَى إِسْرَائِيلَ، شُفِيَ عَجَائِبِيًّا، وَغَدَا عَابِدًا لِيَهْوَهَ. (١٢ أَيُّ أَثَرٍ أَحْدَثَهُ كَلَامُ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا فِي رَعَايَاهُ؟
١٢ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِخَطَرٍ مَا، يُمْكِنُ لِلْكَلِمَاتِ ٱلْمُخْتَارَةِ بِعِنَايَةٍ أَنْ تَمْنَحَ ٱلشَّجَاعَةَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، عِنْدَمَا أَتَى ٱلْأَشُّورِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، قَالَ ٱلْمَلِكُ حَزَقِيَّا لِرَعَايَاهُ: «تَشَجَّعُوا وَتَقَوَّوْا. لَا تَخَافُوا وَلَا تَرْتَاعُوا مِنْ مَلِكِ أَشُّورَ وَلَا مِنْ كُلِّ ٱلْجَمْعِ ٱلَّذِي مَعَهُ، لِأَنَّ مَعَنَا أَكْثَرَ مِمَّا مَعَهُ. مَعَهُ ذِرَاعُ بَشَرٍ، وَمَعَنَا يَهْوَهُ إِلٰهُنَا لِيُسَاعِدَنَا وَيُحَارِبَ حُرُوبَنَا». فَأَيُّ أَثَرٍ أَحْدَثَهُ كَلَامُهُ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اِسْتَنَدَ ٱلشَّعْبُ عَلَى كَلَامِ حَزَقِيَّا»، مِمَّا يَدُلُّ أَنَّهُ كَانَ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ كَبِيرٍ. (٢ اخ ٣٢:٧، ٨) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُمْكِنُ لِكَلِمَاتٍ مُمَاثِلَةٍ أَنْ تُعَزِّزَ شَجَاعَتَنَا نَحْنُ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْآخَرِينَ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلِٱضْطِهَادِ.
١٣ أَيُّ مِثَالٍ فِي ٱلشَّجَاعَةِ نَجِدُهُ فِي عُوبَدْيَا، ٱلْقَيِّمِ عَلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ أَخْآبَ؟
١٣ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَكُونُ صَمْتُنَا بِحَدِّ ذَاتِهِ إِعْرَابًا عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ. فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْعَاشِرِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، خَبَّأَ عُوبَدْيَا، ٱلْقَيِّمُ عَلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ أَخْآبَ، مِئَةَ نَبِيٍّ «كُلَّ خَمْسِينَ فِي مَغَارَةٍ» لِئَلَّا يُقْتَلُوا حَسْبَمَا أَمَرَتِ ٱلْمَلِكَةُ ٱلشِّرِّيرَةُ إِيزَابِلُ. (١ مل ١٨:٤) وَكَعُوبَدْيَا ٱلْخَائِفِ ٱللهَ، يَحْمِي كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءِ ٱلْيَوْمَ رُفَقَاءَهُمُ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ إِذْ لَا يَبُوحُونَ لِلْمُضْطَهِدِينَ بِأَيِّ مَعْلُومَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِهِمْ.
اَلْمَلِكَةُ ٱلشُّجَاعَةُ أَسْتِيرُ
١٤، ١٥ كَيْفَ بَرْهَنَتِ ٱلْمَلِكَةُ أَسْتِيرُ أَنَّهَا تَمْتَلِكُ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
١٤ بَرْهَنَتِ ٱلْمَلِكَةُ أَسْتِيرُ أَنَّهَا تَمْتَلِكُ إِيمَانًا وَشَجَاعَةً كَبِيرَيْنِ. فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْخَامِسِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، خَطَّطَ ٱلرَّجُلُ ٱلشِّرِّيرُ هَامَانُ لِإِبَادَةِ كُلِّ ٱلْيَهُودِ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ. فَمَا كَانَ مِنَ ٱلْيَهُودِ إِلَّا أَنْ نَاحُوا وَصَامُوا، وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ صَلَّوْا إِلَى ٱللهِ بِكُلِّ جَوَارِحِهِمْ. (اس ٤:١-٣) وَقَدْ سَبَّبَ هذَا ٱلْخَبَرُ حُزْنًا عَظِيمًا لِلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ. وَآنَذَاكَ، أَرْسَلَ إِلَيْهَا مُرْدَخَايُ ٱبْنُ عَمِّهَا نُسْخَةً مِنَ ٱلْمَرْسُومِ ٱلَّذِي أَجَازَ هذِهِ ٱلْمَذْبَحَةَ وَأَوْصَاهَا أَنْ تَدْخُلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَتَلْتَمِسَ رِضَاهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهَا. لكِنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ هِيَ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى ٱلْمَلِكِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَى يُقْتَلُ. — اس ٤:٤-١١.
١٥ مَعَ ذلِكَ، قَالَ مُرْدَخَايُ لِأَسْتِيرَ: ‹إِنْ سَكَتِّ، فَإِنَّ ٱلْإِنْقَاذَ سَيَكُونُ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ. وَمَنْ يَدْرِي إِنْ كُنْتِ لِمِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ قَدْ بَلَغْتِ مَقَامَ ٱلْمُلْكِ؟›. فَطَلَبَتْ أَسْتِيرُ مِنْهُ أَنْ يَجْمَعَ كُلَّ ٱلْيَهُودِ فِي شُوشَنَ وَيَصُومُوا لِأَجْلِهَا. وَقَالَتْ: ‹أَنَا أَيْضًا أَصُومُ ثُمَّ أَدْخُلُ إِلَى ٱلْمَلِكِ خِلَافًا لِلْقَانُونِ، فَإِنْ هَلَكْتُ، هَلَكْتُ›. (اس ٤:١٢-١٧) نَعَمْ، كَانَتْ أَسْتِيرُ فِي مُنْتَهَى ٱلشَّجَاعَةِ. وَٱلسِّفْرُ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱسْمَهَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱللهَ أَنْقَذَ شَعْبَهُ. وَفِي أَيَّامِنَا، يُعْرِبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمُ ٱلْمُنْتَذِرُونَ عَنْ شَجَاعَةٍ مُمَاثِلَةٍ فِي وَجْهِ ٱلْخَطَرِ. وَيَهْوَهُ، «سَامِعُ ٱلصَّلَاةِ»، يَكُونُ دَوْمًا إِلَى جَانِبِهِمْ. — اِقْرَأْ مزمور ٦٥:٢؛ ١١٨:٦.
«تَشَجَّعْ»
١٦ أَيُّ مِثَالٍ تَرَكَهُ يَسُوعُ لِلْأَحْدَاثِ؟
١٦ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ، وُجِدَ يَسُوعُ ذَاتَ مَرَّةٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ «جَالِسًا وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ لو ٢:٤١-٥٠) فَرَغْمَ صِغَرِ سِنِّهِ، ٱمْتَلَكَ يَسُوعُ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَيْنِ لِطَرْحِ ٱلْأَسْئِلَةِ عَلَى ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا فِي ٱلْهَيْكَلِ. فَكَمْ هُوَ حَكِيمٌ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِثَالَهُ وَيَغْتَنِمُوا ٱلْفُرَصَ ‹لِلدِّفَاعِ أَمَامَ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُهُمْ عَنْ سَبَبِ رَجَائِهِمْ›! — ١ بط ٣:١٥.
وَيَسْأَلُهُمْ» وَهُوَ لَا يَزَالُ فِي ٱلـ ١٢ مِنْ عُمْرِهِ. وَقَدْ «كَانَ كُلُّ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَهُ مَبْهُوتِينَ مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ». (١٧ لِمَاذَا حَثَّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يَتَشَجَّعُوا›، وَمَا حَاجَتُنَا إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ؟
١٧ حَثَّ يَسُوعُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ ‹يَتَشَجَّعُوا›. (مت ٩:٢، ٢٢) فَقَدْ أَخْبَرَ تَلَامِيذَهُ: «هُوَذَا تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ، بَلْ قَدْ أَتَتْ، حِينَ تَتَبَدَّدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَلٰكِنِّي لَسْتُ وَحْدِي، لِأَنَّ ٱلْآبَ مَعِي. قُلْتُ لَكُمْ هٰذَا لِيَكُونَ لَكُمْ بِي سَلَامٌ. فِي ٱلْعَالَمِ تُعَانُونَ ضِيقًا، وَلٰكِنْ تَشَجَّعُوا! أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ». (يو ١٦:٣٢، ٣٣) وَٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ يُبْغِضُنَا كَمَا أَبْغَضَ أَتْبَاعَ يَسُوعَ فِي ٱلْمَاضِي، غَيْرَ أَنَّنَا مُصَمِّمُونَ أَلَّا نَتَأَثَّرَ بِهِ. وَمَا يَمُدُّنَا بِٱلشَّجَاعَةِ لِئَلَّا نَسْمَحَ لَهُ بِأَنْ يُدَنِّسَنَا هُوَ تَأَمُّلُنَا فِي ٱلْمَسْلَكِ ٱلشُّجَاعِ ٱلَّذِي سَلَكَهُ ٱبْنُ ٱللهِ. وَهكَذَا، نَغْلِبُ ٱلْعَالَمَ مِثْلَمَا فَعَلَ هُوَ. — يو ١٧:١٦؛ يع ١:٢٧.
١٨، ١٩ كَيْفَ بَرْهَنَ بُولُسُ أَنَّهُ ٱمْتَلَكَ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ؟
١٨ عَانَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱمْتِحَانَاتٍ عَدِيدَةً. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، أَوْشَكَ ٱلْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ أَنْ يُمَزِّقُوهُ إِرْبًا إِرْبًا لَوْلَا أَنَّ ٱلْجُنُودَ ٱلرُّومَانَ نَجَّوْهُ. وَفِي ٱللَّيْلِ، «وَقَفَ بِهِ ٱلرَّبُّ وَقَالَ: ‹تَشَجَّعْ جِدًّا! لِأَنَّكَ كَمَا كُنْتَ تَشْهَدُ كَامِلًا بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ، كَذٰلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومَا أَيْضًا›». (اع ٢٣:١١) وَهذَا مَا فَعَلَهُ بُولُسُ بِٱلضَّبْطِ.
١٩ وَقَدْ أَعْرَبَ بُولُسُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ أَيْضًا حِينَ وَبَّخَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ «فَائِقِي ٱلرُّسُلِ»، ٱلَّذِينَ سَعَوْا إِلَى إِفْسَادِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي كُورِنْثُوسَ. (٢ كو ١١:٥؛ ١٢:١١) وَعَلَى ٱلْعَكْسِ مِنْهُمْ، كَانَ فِي وِسْعِهِ إِثْبَاتُ رَسُولِيَّتِهِ مِنْ خِلَالِ مَا تَعَرَّضَ لَهُ مِنْ سَجْنٍ، ضَرْبٍ، أَسْفَارٍ مَلِيئَةٍ بِٱلْمَصَاعِبِ، أَخْطَارٍ مُتَنَوِّعَةٍ، جُوعٍ، عَطَشٍ، وَسَهَرِ لَيَالٍ، هذَا عَدَا عَنِ ٱهْتِمَامِهِ ٱلشَّدِيدِ بِرُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. (اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ١١:٢٣-٢٨.) فَيَا لَهُ مِنْ سِجِلٍّ رَائِعٍ لِلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ، سِجِلٍ يُبَرْهِنُ أَنَّهُ ٱسْتَمَدَّ قُوَّتَهُ مِنَ ٱللهِ!
٢٠، ٢١ (أ) اُذْكُرُوا مِثَالًا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلشَّجَاعَةَ لَازِمَةٌ لِمُوَاجَهَةِ ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ. (ب) فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ قَدْ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ، وَمِمَّ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ؟
٢٠ طَبْعًا، لَنْ يُقَاسِيَ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱضْطِهَادَاتٍ شَدِيدَةً. إِلَّا أَنَّنَا جَمِيعًا بِحَاجَةٍ أَنْ نَسْتَجْمِعَ ٱلْجُرْأَةَ لِمُوَاجَهَةِ ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ. لِلْإِيضَاحِ: كَانَ شَابٌّ فِي ٱلْبَرَازِيل يَنْتَمِي إِلَى إِحْدَى ٱلْعِصَابَاتِ. وَبَعْدَ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، أَدْرَكَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلْقِيَامَ بِٱلتَّغْيِيرَاتِ. لكِنْ كَانَ كُلُّ مَنْ يَتْرُكُ ٱلْعِصَابَةَ يُقْتَلُ فِي ٱلْعَادَةِ. لِذلِكَ صَلَّى إِلَى ٱللهِ وَقَرَأَ بَعْضَ ٱلْآيَاتِ عَلَى رَئِيسِ ٱلْعِصَابَةِ مُوضِحًا لَهُ سَبَبَ ٱنْسِحَابِهِ. فَسُمِحَ لَهُ بِٱلِٱنْفِصَالِ عَنِ ٱلْعِصَابَةِ دُونَ ٱلثَّأْرِ مِنْهُ وَأَصْبَحَ نَاشِرًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
٢١ إِنَّ قَائِمَةَ ٱلْحَالَاتِ ٱلَّتِي تَسْتَوْجِبُ ٱلشَّجَاعَةَ لَا تَنْتَهِي. فَنَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَى هذِهِ ٱلصِّفَةِ كَيْ نَكْرِزَ بِٱلْبِشَارَةِ. كَمَا يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّى ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِهَا لِلْحِفَاظِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ. أَيْضًا، قَدْ تَلْزَمُنَا ٱلشَّجَاعَةُ لِطَلَبِ عُطْلَةٍ مِنَ ٱلْعَمَلِ ٱلدُّنْيَوِيِّ بُغْيَةَ حُضُورِ ٱلْمَحْفِلِ بِأَكْمَلِهِ. لكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا، يَسْمَعُ يَهْوَهُ ‹صَلَوَاتِ ٱلْإِيمَانِ› ٱلَّتِي نَرْفَعُهَا. (يع ٥:١٥) فَلْنَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ سَيَمْنَحُنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ كَيْ ‹نَتَشَجَّعَ وَنَتَقَوَّى جِدًّا›!
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ١١]
كَرَزَ أَخْنُوخُ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ فِي عَالَمٍ «كَافِرٍ»
[الصورة في الصفحة ١٢]
كَانَتْ يَاعِيلُ شُجَاعَةً وَقَوِيَّةً