الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«تشجعْ وتقوَّ جدا»‏

‏«تشجعْ وتقوَّ جدا»‏

‏«تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ جِدًّا .‏ .‏ .‏ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ مَعَكَ».‏ —‏ يش ١:‏٧-‏٩‏.‏

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَلْزَمُ أَحْيَانًا كَيْ نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِ ٱلصَّوَابِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنَتَنَاوَلُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

اَلشَّجَاعَةُ هِيَ نَقِيضُ ٱلْخَوْفِ،‏ ضُعْفِ ٱلْقَلْبِ،‏ وَٱلْجُبْنِ.‏ وَلَرُبَّمَا نَقْرِنُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ بِٱلْقُوَّةِ وَٱلْجُرْأَةِ وَٱلْبَسَالَةِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ أَوِ ٱلْخَطَرِ.‏ إِلَّا أَنَّهَا لَازِمَةٌ أَيْضًا فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ كَيْ نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِ ٱلصَّوَابِ.‏

٢ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ أَشْخَاصٍ عَدِيدِينَ أَعْرَبُوا عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ:‏ بَعْضٌ مِنْهُمْ فِي وَجْهِ أَوْضَاعٍ عَصِيبَةٍ،‏ وَٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فِي ظِلِّ ظُرُوفٍ يَمُرُّ بِهَا خُدَّامُ يَهْوَهَ بِشَكْلٍ عَامٍّ.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أَمْثِلَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ؟‏ وَكَيْفَ نَكُونُ شُجْعَانًا؟‏

شَاهِدَانِ ٱتَّصَفَا بِٱلشَّجَاعَةِ فِي عَالَمٍ «كَافِرٍ»‏

٣ أَيَّةُ نُبُوَّةٍ تَفَوَّهَ بِهَا أَخْنُوخُ بِشَأْنِ ٱلْكَافِرِينَ؟‏

٣ قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ ٱلَّذِي حَدَثَ فِي زَمَنِ نُوحٍ،‏ كَانَتِ ٱلشَّجَاعَةُ بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ كَيْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ شَاهِدًا لِيَهْوَهَ وَسْطَ أُنَاسٍ أَشْرَارٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَقَدْ تَحَلَّى أَخْنُوخُ،‏ «ٱلسَّابِعُ مِنْ آدَمَ»،‏ بِهذِهِ ٱلصِّفَةِ إِذْ أَعْلَنَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ ٱلرِّسَالَةَ ٱلنَّبَوِيَّةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «هَا قَدْ أَتَى يَهْوَهُ مَعَ رِبْوَاتِ قُدُّوسِيهِ،‏ لِيُنَفِّذَ دَيْنُونَةً فِي ٱلْجَمِيعِ،‏ وَيُدِينَ جَمِيعَ ٱلْكَافِرِينَ بِجَمِيعِ أَعْمَالِ كُفْرِهِمِ ٱلَّتِي كَفَرُوا بِهَا،‏ وَبِجَمِيعِ ٱلْأُمُورِ ٱلْفَظِيعَةِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ كَافِرُونَ».‏ (‏يه ١٤،‏ ١٥‏)‏ تَحَدَّثَ أَخْنُوخُ هُنَا بِصِيغَةِ ٱلْمَاضِي لِأَنَّ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ كَانَتْ سَتَتِمُّ لَا مَحَالَةَ.‏ وَهذَا مَا حَدَثَ فِعْلِيًّا حِينَ جَرَفَ طُوفَانٌ عَالَمِيٌّ كُلَّ ٱلْكَافِرِينَ.‏

٤ بِٱلرَّغْمِ مِنْ أَيَّةِ ظُرُوفٍ «سَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللهِ»؟‏

٤ حَدَثَ ٱلطُّوفَانُ سَنَةَ ٢٣٧٠ ق‌م،‏ أَيْ بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ ٦٥٠ سَنَةً عَلَى خِدْمَةِ أَخْنُوخَ كَنَبِيٍّ.‏ وَخِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْمُمْتَدَّةِ بَيْنَ مَوْتِ أَخْنُوخَ وَمَجِيءِ ٱلطُّوفَانِ،‏ وُلِدَ نُوحٌ،‏ رَبَّى عَائِلَةً،‏ وَبَنَى ٱلْفُلْكَ مَعَ أَبْنَائِهِ.‏ وَكَانَ ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْأَشْرَارُ قَدْ تَجَسَّدُوا وَتَزَوَّجُوا نِسَاءً جَمِيلَاتٍ وَأَنْجَبُوا ٱلنَّفِيلِيمَ.‏ كَمَا أَنَّ شَرَّ ٱلْإِنْسَانِ كَانَ قَدْ أَصْبَحَ كَثِيرًا وَٱلْأَرْضَ ٱمْتَلَأَتْ عُنْفًا.‏ (‏تك ٦:‏١-‏٥،‏ ٩،‏ ١١‏)‏ لكِنْ رَغْمَ هذِهِ ٱلظُّرُوفِ،‏ «سَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللهِ» وَقَدَّمَ شَهَادَةً جَرِيئَةً ‹كَكَارِزٍ بِٱلْبِرِّ›.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ٢ بطرس ٢:‏٤،‏ ٥‏.‏‏)‏ وَفِي هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ نَحْتَاجُ نَحْنُ أَيْضًا إِلَى شَجَاعَةٍ مُمَاثِلَةٍ.‏

رَجُلَانِ تَحَلَّيَا بِٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ

٥ كَيْفَ أَعْرَبَ مُوسَى عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟‏

٥ أَعْرَبَ مُوسَى عَنْ إِيمَانٍ وَشَجَاعَةٍ جَدِيرَيْنِ بِٱلِٱقْتِدَاءِ.‏ (‏عب ١١:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ فَمِنْ سَنَةِ ١٥١٣ إِلَى ١٤٧٣ ق‌م،‏ ٱسْتَخْدَمَهُ ٱللهُ لِيُخْرِجَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ وَيَقُودَهُمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ وَقَدْ قَبِلَ مُوسَى هذَا ٱلتَّعْيِينَ مَعَ أَنَّهُ شَعَرَ بِعَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ.‏ (‏خر ٦:‏١٢‏)‏ وَخِلَالَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ،‏ مَثَلَ هُوَ وَأَخُوهُ هَارُونُ مِرَارًا أَمَامَ ٱلطَّاغِيَةِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ،‏ وَتَكَلَّمَا بِشَجَاعَةٍ عَنِ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلْعَشْرِ ٱلَّتِي بِوَاسِطَتِهَا أَذَلَّ يَهْوَهُ آلِهَةَ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَأَنْقَذَ شَعْبَهُ.‏ (‏خر ٧–‏١٢‏)‏ وَقَدْ تَحَلَّى مُوسَى بِٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ بِفَضْلِ دَعْمِ ٱللهِ ٱلْمُسْتَمِرِّ.‏ وَهذَا سِرُّ شَجَاعَتِنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ —‏ تث ٣٣:‏٢٧‏.‏

٦ كَيْفَ نَتَمَكَّنُ مِنْ تَقْدِيمِ ٱلشَّهَادَةِ بِشَجَاعَةٍ إِذَا ٱسْتَجْوَبَتْنَا ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ؟‏

٦ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ أُسْوَةً بِمُوسَى لِأَنَّ يَسُوعَ قَالَ:‏ «تُسَاقُونَ أَمَامَ حُكَّامٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي،‏ شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلْأُمَمِ.‏ وَلٰكِنْ مَتَى أَسْلَمُوكُمْ،‏ فَلَا تَحْمِلُوا هَمًّا كَيْفَ أَوْ بِمَ تَتَكَلَّمُونَ،‏ فَإِنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ.‏ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ،‏ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمْ هُوَ ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ بِكُمْ».‏ (‏مت ١٠:‏١٨-‏٢٠‏)‏ فَإِذَا مَا قَامَتِ ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ بِٱسْتِجْوَابِنَا،‏ يُمَكِّنُنَا رُوحُ يَهْوَهَ مِنْ تَقْدِيمِ ٱلشَّهَادَةِ بِإِيمَانٍ وَشَجَاعَةٍ وَلكِنْ بِلَبَاقَةٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ لوقا ١٢:‏١١،‏ ١٢‏.‏

٧ مَاذَا مَكَّنَ يَشُوعَ مِنَ ٱلتَّحَلِّي بِٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْعَمَلِ بِحِكْمَةٍ؟‏

٧ كَانَ دَرْسُ شَرِيعَةِ ٱللهِ بِٱنْتِظَامٍ سَبَبَ تَحَلِّي يَشُوعَ،‏ خَلِيفَةِ مُوسَى،‏ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ.‏ فَحِينَ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى أُهْبَةِ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ سَنَةَ ١٤٧٣ ق‌م،‏ أَمَرَ ٱللهُ يَشُوعَ:‏ «تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ جِدًّا».‏ وَبِٱلْإِذْعَانِ لِلشَّرِيعَةِ،‏ كَانَ يَشُوعُ سَيَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ وَيَنْجَحُ.‏ قَالَ لَهُ ٱللهُ:‏ «لَا تَرْتَعِدْ وَلَا تَرْتَعْ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا ذَهَبْتَ».‏ (‏يش ١:‏٧-‏٩‏)‏ فَكَمْ تَشَجَّعَ يَشُوعُ دُونَ شَكٍّ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ!‏ وَقَدْ كَانَ ٱللهُ مَعَهُ بِٱلْفِعْلِ بِدَلِيلِ أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلْأَكْبَرَ مِنْ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ جَرَى ٱلِٱسْتِيلَاءُ عَلَيْهِ فِي غُضُونِ سِتِّ سَنَوَاتٍ فَقَطْ،‏ أَيْ بِحُلُولِ سَنَةِ ١٤٦٧ ق‌م.‏

نِسَاءٌ خَدَمْنَ يَهْوَهَ بِبَسَالَةِ قَلْبٍ

٨ أَيُّ مِثَالٍ فِي ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ رَسَمَتْهُ رَاحَابُ؟‏

٨ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ،‏ ٱمْتَلَكَتْ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ ٱلشَّجَاعَةَ وَخَدَمْنَ يَهْوَهَ بِبَسَالَةٍ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ مَارَسَتْ رَاحَابُ مِنْ أَرِيحَا ٱلْإِيمَانَ بِٱللهِ،‏ فَخَبَّأَتْ بِشَجَاعَةٍ ٱلْجَاسُوسَيْنِ ٱللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ وَأَضَلَّتْ رِجَالَ مَلِكِ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ حُفِظَتْ هِيَ وَأَهْلُ بَيْتِهَا سَالِمِينَ حِينَ أَخَذَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَرِيحَا.‏ وَقَدْ تَخَلَّتْ رَاحَابُ عَنْ نَمَطِ حَيَاتِهَا كَبَغِيٍّ،‏ عَبَدَتْ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ،‏ وَأَصْبَحَتْ مِنْ أَسْلَافِ ٱلْمَسِيَّا.‏ (‏يش ٢:‏١-‏٦؛‏ ٦:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ مت ١:‏١،‏ ٥‏)‏ فَكَمْ بُورِكَتْ عَلَى إِيمَانِهَا وَشَجَاعَتِهَا!‏

٩ كَيْفَ أَظْهَرَ بَارَاقُ وَدَبُورَةُ وَيَاعِيلُ ٱلشَّجَاعَةَ؟‏

٩ بَعْدَ مَمَاتِ يَشُوعَ نَحْوَ سَنَةِ ١٤٥٠ ق‌م،‏ تَوَلَّى ٱلْقُضَاةُ ٱلْحُكْمَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.‏ وَإِذْ ضَايَقَ يَابِينُ مَلِكُ كَنْعَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ طَوَالَ ٢٠ سَنَةً،‏ ٱسْتَخْدَمَ ٱللهُ دَبُورَةَ ٱلنَّبِيَّةَ لِحَثِّ ٱلْقَاضِي بَارَاقَ عَلَى مُحَارَبَتِهِ.‏ فَجَمَعَ بَارَاقُ ١٠٬٠٠٠ رَجُلٍ فِي جَبَلِ تَابُورَ وَٱسْتَعَدَّ لِخَوْضِ مَعْرَكَةٍ ضِدَّ سِيسَرَا رَئِيسِ جَيْشِ يَابِينَ،‏ ٱلَّذِي دَخَلَ وَادِي قِيشُونَ مَعَ جَيْشِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ ٱلْحَرْبِيَّةِ ٱلـ‍ ٩٠٠.‏ وَحِينَ تَقَدَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى ٱلْوَادِي،‏ أَحْدَثَ ٱللهُ فَيَضَانًا جَعَلَ سَاحَةَ ٱلْمَعْرَكَةِ مُوحِلَةً بِحَيْثُ مَا عَادَ بِإِمْكَانِ مَرْكَبَاتِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلتَّحَرُّكُ.‏ إِذَّاكَ،‏ ٱنْتَصَرَ رِجَالُ بَارَاقَ،‏ وَ «سَقَطَ كُلُّ جَيْشِ سِيسَرَا بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ».‏ أَمَّا سِيسَرَا فَقَدِ ٱخْتَبَأَ فِي خَيْمَةِ يَاعِيلَ،‏ لكِنَّهَا قَتَلَتْهُ فِيمَا هُوَ نَائِمٌ.‏ وَهكَذَا،‏ كَانَ «فَخْرُ» هذَا ٱلِٱنْتِصَارِ لِلْمَرْأَةِ يَاعِيلَ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَا قَالَتْهُ دَبُورَةُ.‏ وَلِأَنَّ بَارَاقَ وَدَبُورَةَ وَيَاعِيلَ تَصَرَّفُوا بِشَجَاعَةٍ،‏ ‹نَعِمَتْ أَرْضُ إِسْرَائِيلَ بِٱلْهُدُوءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً›.‏ (‏قض ٤:‏١-‏٩،‏ ١٤-‏٢٢؛‏ ٥:‏٢٠،‏ ٢١،‏ ٣١‏)‏ وَعَلَى غِرَارِ هؤُلَاءِ،‏ أَبْدَى رِجَالٌ وَنِسَاءٌ أَتْقِيَاءُ كَثِيرُونَ إِيمَانًا وَشَجَاعَةً بَارِزَيْنِ.‏

كَلَامُنَا يَبُثُّ ٱلشَّجَاعَةَ

١٠ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ كَلَامَنَا يُمْكِنُ أَنْ يَبْعَثَ ٱلشَّجَاعَةَ؟‏

١٠ يُمْكِنُ أَنْ يَبْعَثَ كَلَامُنَا ٱلشَّجَاعَةَ فِي غَيْرِنَا مِنْ عُبَّادِ يَهْوَهَ.‏ فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْـ‍ ١١ ق‌م،‏ تَرَكَ كَلَامُ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ وَقْعًا كَبِيرًا فِي سُلَيْمَانَ ٱبْنِهِ.‏ قَالَ لَهُ:‏ «تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ وَٱعْمَلْ.‏ لَا تَخَفْ وَلَا تَرْتَعْ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ ٱللهَ إِلٰهِي مَعَكَ.‏ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْكَ وَلَنْ يَتْرُكَكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ كُلُّ عَمَلِ خِدْمَةِ بَيْتِ يَهْوَهَ».‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٢٠‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ تَشَجَّعَ سُلَيْمَانُ وَبَنَى هَيْكَلًا مَهِيبًا لِيَهْوَهَ فِي أُورُشَلِيمَ.‏

١١ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمُشَجِّعَةُ ٱلَّتِي تَفَوَّهَتْ بِهَا فَتَاةٌ إِسْرَائِيلِيَّةٌ فِي حَيَاةِ أَحَدِ ٱلرِّجَالِ؟‏

١١ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْعَاشِرِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ،‏ سَاهَمَتْ كَلِمَاتٌ مُشَجِّعَةٌ تَفَوَّهَتْ بِهَا فَتَاةٌ إِسْرَائِيلِيَّةٌ فِي شِفَاءِ شَخْصٍ أَبْرَصَ.‏ فَثَمَّةَ فِرَقَةٌ لِلْغَزْوِ كَانَتْ قَدْ أَسَرَتْ هذِهِ ٱلْفَتَاةَ فَصَارَتْ خَادِمَةً عِنْدَ نَعْمَانَ رَئِيسِ جَيْشِ أَرَامَ ٱلَّذِي كَانَ مُصَابًا بِٱلْبَرَصِ.‏ وَإِذْ كَانَتْ تَعْلَمُ بِٱلْعَجَائِبِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ أَلِيشَعَ،‏ أَخْبَرَتْ زَوْجَةَ نَعْمَانَ أَنَّ نَبِيَّ ٱللهِ يَشْفِي زَوْجَهَا إِنْ هُوَ ذَهَبَ إِلَى إِسْرَائِيلَ.‏ وَهكَذَا،‏ ذَهَبَ نَعْمَانُ إِلَى إِسْرَائِيلَ،‏ شُفِيَ عَجَائِبِيًّا،‏ وَغَدَا عَابِدًا لِيَهْوَهَ.‏ (‏٢ مل ٥:‏١-‏٣،‏ ١٠-‏١٧‏)‏ فَإِذَا كُنْتَ حَدَثًا تُحِبُّ ٱللهَ كَتِلْكَ ٱلْفَتَاةِ،‏ فَسَيَمُدُّكَ بِٱلشَّجَاعَةِ لِتَشْهَدَ لِأَسَاتِذَتِكَ،‏ رُفَقَائِكَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ وَغَيْرِهِمْ.‏

١٢ أَيُّ أَثَرٍ أَحْدَثَهُ كَلَامُ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا فِي رَعَايَاهُ؟‏

١٢ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِخَطَرٍ مَا،‏ يُمْكِنُ لِلْكَلِمَاتِ ٱلْمُخْتَارَةِ بِعِنَايَةٍ أَنْ تَمْنَحَ ٱلشَّجَاعَةَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ عِنْدَمَا أَتَى ٱلْأَشُّورِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ،‏ قَالَ ٱلْمَلِكُ حَزَقِيَّا لِرَعَايَاهُ:‏ «تَشَجَّعُوا وَتَقَوَّوْا.‏ لَا تَخَافُوا وَلَا تَرْتَاعُوا مِنْ مَلِكِ أَشُّورَ وَلَا مِنْ كُلِّ ٱلْجَمْعِ ٱلَّذِي مَعَهُ،‏ لِأَنَّ مَعَنَا أَكْثَرَ مِمَّا مَعَهُ.‏ مَعَهُ ذِرَاعُ بَشَرٍ،‏ وَمَعَنَا يَهْوَهُ إِلٰهُنَا لِيُسَاعِدَنَا وَيُحَارِبَ حُرُوبَنَا».‏ فَأَيُّ أَثَرٍ أَحْدَثَهُ كَلَامُهُ؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اِسْتَنَدَ ٱلشَّعْبُ عَلَى كَلَامِ حَزَقِيَّا»،‏ مِمَّا يَدُلُّ أَنَّهُ كَانَ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ كَبِيرٍ.‏ (‏٢ اخ ٣٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُمْكِنُ لِكَلِمَاتٍ مُمَاثِلَةٍ أَنْ تُعَزِّزَ شَجَاعَتَنَا نَحْنُ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْآخَرِينَ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏

١٣ أَيُّ مِثَالٍ فِي ٱلشَّجَاعَةِ نَجِدُهُ فِي عُوبَدْيَا،‏ ٱلْقَيِّمِ عَلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ أَخْآبَ؟‏

١٣ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَكُونُ صَمْتُنَا بِحَدِّ ذَاتِهِ إِعْرَابًا عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ.‏ فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْعَاشِرِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ،‏ خَبَّأَ عُوبَدْيَا،‏ ٱلْقَيِّمُ عَلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ أَخْآبَ،‏ مِئَةَ نَبِيٍّ «كُلَّ خَمْسِينَ فِي مَغَارَةٍ» لِئَلَّا يُقْتَلُوا حَسْبَمَا أَمَرَتِ ٱلْمَلِكَةُ ٱلشِّرِّيرَةُ إِيزَابِلُ.‏ (‏١ مل ١٨:‏٤‏)‏ وَكَعُوبَدْيَا ٱلْخَائِفِ ٱللهَ،‏ يَحْمِي كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءِ ٱلْيَوْمَ رُفَقَاءَهُمُ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ إِذْ لَا يَبُوحُونَ لِلْمُضْطَهِدِينَ بِأَيِّ مَعْلُومَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِهِمْ.‏

اَلْمَلِكَةُ ٱلشُّجَاعَةُ أَسْتِيرُ

١٤،‏ ١٥ كَيْفَ بَرْهَنَتِ ٱلْمَلِكَةُ أَسْتِيرُ أَنَّهَا تَمْتَلِكُ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

١٤ بَرْهَنَتِ ٱلْمَلِكَةُ أَسْتِيرُ أَنَّهَا تَمْتَلِكُ إِيمَانًا وَشَجَاعَةً كَبِيرَيْنِ.‏ فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْخَامِسِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ،‏ خَطَّطَ ٱلرَّجُلُ ٱلشِّرِّيرُ هَامَانُ لِإِبَادَةِ كُلِّ ٱلْيَهُودِ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ.‏ فَمَا كَانَ مِنَ ٱلْيَهُودِ إِلَّا أَنْ نَاحُوا وَصَامُوا،‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ صَلَّوْا إِلَى ٱللهِ بِكُلِّ جَوَارِحِهِمْ.‏ (‏اس ٤:‏١-‏٣‏)‏ وَقَدْ سَبَّبَ هذَا ٱلْخَبَرُ حُزْنًا عَظِيمًا لِلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ.‏ وَآنَذَاكَ،‏ أَرْسَلَ إِلَيْهَا مُرْدَخَايُ ٱبْنُ عَمِّهَا نُسْخَةً مِنَ ٱلْمَرْسُومِ ٱلَّذِي أَجَازَ هذِهِ ٱلْمَذْبَحَةَ وَأَوْصَاهَا أَنْ تَدْخُلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَتَلْتَمِسَ رِضَاهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهَا.‏ لكِنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ هِيَ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى ٱلْمَلِكِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَى يُقْتَلُ.‏ —‏ اس ٤:‏٤-‏١١‏.‏

١٥ مَعَ ذلِكَ،‏ قَالَ مُرْدَخَايُ لِأَسْتِيرَ:‏ ‹إِنْ سَكَتِّ،‏ فَإِنَّ ٱلْإِنْقَاذَ سَيَكُونُ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ.‏ وَمَنْ يَدْرِي إِنْ كُنْتِ لِمِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ قَدْ بَلَغْتِ مَقَامَ ٱلْمُلْكِ؟‏›.‏ فَطَلَبَتْ أَسْتِيرُ مِنْهُ أَنْ يَجْمَعَ كُلَّ ٱلْيَهُودِ فِي شُوشَنَ وَيَصُومُوا لِأَجْلِهَا.‏ وَقَالَتْ:‏ ‹أَنَا أَيْضًا أَصُومُ ثُمَّ أَدْخُلُ إِلَى ٱلْمَلِكِ خِلَافًا لِلْقَانُونِ،‏ فَإِنْ هَلَكْتُ،‏ هَلَكْتُ›.‏ (‏اس ٤:‏١٢-‏١٧‏)‏ نَعَمْ،‏ كَانَتْ أَسْتِيرُ فِي مُنْتَهَى ٱلشَّجَاعَةِ.‏ وَٱلسِّفْرُ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱسْمَهَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱللهَ أَنْقَذَ شَعْبَهُ.‏ وَفِي أَيَّامِنَا،‏ يُعْرِبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمُ ٱلْمُنْتَذِرُونَ عَنْ شَجَاعَةٍ مُمَاثِلَةٍ فِي وَجْهِ ٱلْخَطَرِ.‏ وَيَهْوَهُ،‏ «سَامِعُ ٱلصَّلَاةِ»،‏ يَكُونُ دَوْمًا إِلَى جَانِبِهِمْ.‏ —‏ اِقْرَأْ مزمور ٦٥:‏٢؛‏ ١١٨:‏٦‏.‏

‏«تَشَجَّعْ»‏

١٦ أَيُّ مِثَالٍ تَرَكَهُ يَسُوعُ لِلْأَحْدَاثِ؟‏

١٦ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ،‏ وُجِدَ يَسُوعُ ذَاتَ مَرَّةٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ «جَالِسًا وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ،‏ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ» وَهُوَ لَا يَزَالُ فِي ٱلـ‍ ١٢ مِنْ عُمْرِهِ.‏ وَقَدْ «كَانَ كُلُّ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَهُ مَبْهُوتِينَ مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ».‏ (‏لو ٢:‏٤١-‏٥٠‏)‏ فَرَغْمَ صِغَرِ سِنِّهِ،‏ ٱمْتَلَكَ يَسُوعُ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَيْنِ لِطَرْحِ ٱلْأَسْئِلَةِ عَلَى ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ فَكَمْ هُوَ حَكِيمٌ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِثَالَهُ وَيَغْتَنِمُوا ٱلْفُرَصَ ‹لِلدِّفَاعِ أَمَامَ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُهُمْ عَنْ سَبَبِ رَجَائِهِمْ›!‏ —‏ ١ بط ٣:‏١٥‏.‏

١٧ لِمَاذَا حَثَّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يَتَشَجَّعُوا›،‏ وَمَا حَاجَتُنَا إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ؟‏

١٧ حَثَّ يَسُوعُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ ‹يَتَشَجَّعُوا›.‏ (‏مت ٩:‏٢،‏ ٢٢‏)‏ فَقَدْ أَخْبَرَ تَلَامِيذَهُ:‏ «هُوَذَا تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ،‏ بَلْ قَدْ أَتَتْ،‏ حِينَ تَتَبَدَّدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي.‏ وَلٰكِنِّي لَسْتُ وَحْدِي،‏ لِأَنَّ ٱلْآبَ مَعِي.‏ قُلْتُ لَكُمْ هٰذَا لِيَكُونَ لَكُمْ بِي سَلَامٌ.‏ فِي ٱلْعَالَمِ تُعَانُونَ ضِيقًا،‏ وَلٰكِنْ تَشَجَّعُوا!‏ أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».‏ (‏يو ١٦:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وَٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ يُبْغِضُنَا كَمَا أَبْغَضَ أَتْبَاعَ يَسُوعَ فِي ٱلْمَاضِي،‏ غَيْرَ أَنَّنَا مُصَمِّمُونَ أَلَّا نَتَأَثَّرَ بِهِ.‏ وَمَا يَمُدُّنَا بِٱلشَّجَاعَةِ لِئَلَّا نَسْمَحَ لَهُ بِأَنْ يُدَنِّسَنَا هُوَ تَأَمُّلُنَا فِي ٱلْمَسْلَكِ ٱلشُّجَاعِ ٱلَّذِي سَلَكَهُ ٱبْنُ ٱللهِ.‏ وَهكَذَا،‏ نَغْلِبُ ٱلْعَالَمَ مِثْلَمَا فَعَلَ هُوَ.‏ —‏ يو ١٧:‏١٦؛‏ يع ١:‏٢٧‏.‏

١٨،‏ ١٩ كَيْفَ بَرْهَنَ بُولُسُ أَنَّهُ ٱمْتَلَكَ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ؟‏

١٨ عَانَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱمْتِحَانَاتٍ عَدِيدَةً.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ أَوْشَكَ ٱلْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ أَنْ يُمَزِّقُوهُ إِرْبًا إِرْبًا لَوْلَا أَنَّ ٱلْجُنُودَ ٱلرُّومَانَ نَجَّوْهُ.‏ وَفِي ٱللَّيْلِ،‏ «وَقَفَ بِهِ ٱلرَّبُّ وَقَالَ:‏ ‹تَشَجَّعْ جِدًّا!‏ لِأَنَّكَ كَمَا كُنْتَ تَشْهَدُ كَامِلًا بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ،‏ كَذٰلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومَا أَيْضًا›».‏ (‏اع ٢٣:‏١١‏)‏ وَهذَا مَا فَعَلَهُ بُولُسُ بِٱلضَّبْطِ.‏

١٩ وَقَدْ أَعْرَبَ بُولُسُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ أَيْضًا حِينَ وَبَّخَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ «فَائِقِي ٱلرُّسُلِ»،‏ ٱلَّذِينَ سَعَوْا إِلَى إِفْسَادِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي كُورِنْثُوسَ.‏ (‏٢ كو ١١:‏٥؛‏ ١٢:‏١١‏)‏ وَعَلَى ٱلْعَكْسِ مِنْهُمْ،‏ كَانَ فِي وِسْعِهِ إِثْبَاتُ رَسُولِيَّتِهِ مِنْ خِلَالِ مَا تَعَرَّضَ لَهُ مِنْ سَجْنٍ،‏ ضَرْبٍ،‏ أَسْفَارٍ مَلِيئَةٍ بِٱلْمَصَاعِبِ،‏ أَخْطَارٍ مُتَنَوِّعَةٍ،‏ جُوعٍ،‏ عَطَشٍ،‏ وَسَهَرِ لَيَالٍ،‏ هذَا عَدَا عَنِ ٱهْتِمَامِهِ ٱلشَّدِيدِ بِرُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ١١:‏٢٣-‏٢٨‏.‏‏)‏ فَيَا لَهُ مِنْ سِجِلٍّ رَائِعٍ لِلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ،‏ سِجِلٍ يُبَرْهِنُ أَنَّهُ ٱسْتَمَدَّ قُوَّتَهُ مِنَ ٱللهِ!‏

٢٠،‏ ٢١ ‏(‏أ)‏ اُذْكُرُوا مِثَالًا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلشَّجَاعَةَ لَازِمَةٌ لِمُوَاجَهَةِ ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ.‏ (‏ب)‏ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ قَدْ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ،‏ وَمِمَّ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ؟‏

٢٠ طَبْعًا،‏ لَنْ يُقَاسِيَ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱضْطِهَادَاتٍ شَدِيدَةً.‏ إِلَّا أَنَّنَا جَمِيعًا بِحَاجَةٍ أَنْ نَسْتَجْمِعَ ٱلْجُرْأَةَ لِمُوَاجَهَةِ ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ لِلْإِيضَاحِ:‏ كَانَ شَابٌّ فِي ٱلْبَرَازِيل يَنْتَمِي إِلَى إِحْدَى ٱلْعِصَابَاتِ.‏ وَبَعْدَ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ أَدْرَكَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلْقِيَامَ بِٱلتَّغْيِيرَاتِ.‏ لكِنْ كَانَ كُلُّ مَنْ يَتْرُكُ ٱلْعِصَابَةَ يُقْتَلُ فِي ٱلْعَادَةِ.‏ لِذلِكَ صَلَّى إِلَى ٱللهِ وَقَرَأَ بَعْضَ ٱلْآيَاتِ عَلَى رَئِيسِ ٱلْعِصَابَةِ مُوضِحًا لَهُ سَبَبَ ٱنْسِحَابِهِ.‏ فَسُمِحَ لَهُ بِٱلِٱنْفِصَالِ عَنِ ٱلْعِصَابَةِ دُونَ ٱلثَّأْرِ مِنْهُ وَأَصْبَحَ نَاشِرًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

٢١ إِنَّ قَائِمَةَ ٱلْحَالَاتِ ٱلَّتِي تَسْتَوْجِبُ ٱلشَّجَاعَةَ لَا تَنْتَهِي.‏ فَنَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَى هذِهِ ٱلصِّفَةِ كَيْ نَكْرِزَ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّى ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِهَا لِلْحِفَاظِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ أَيْضًا،‏ قَدْ تَلْزَمُنَا ٱلشَّجَاعَةُ لِطَلَبِ عُطْلَةٍ مِنَ ٱلْعَمَلِ ٱلدُّنْيَوِيِّ بُغْيَةَ حُضُورِ ٱلْمَحْفِلِ بِأَكْمَلِهِ.‏ لكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا،‏ يَسْمَعُ يَهْوَهُ ‹صَلَوَاتِ ٱلْإِيمَانِ› ٱلَّتِي نَرْفَعُهَا.‏ (‏يع ٥:‏١٥‏)‏ فَلْنَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ سَيَمْنَحُنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ كَيْ ‹نَتَشَجَّعَ وَنَتَقَوَّى جِدًّا›!‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

كَرَزَ أَخْنُوخُ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ فِي عَالَمٍ «كَافِرٍ»‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

كَانَتْ يَاعِيلُ شُجَاعَةً وَقَوِيَّةً