الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اخدم يهوه بقلب كامل

اخدم يهوه بقلب كامل

‏‹يَا ٱبْنِي،‏ ٱعْرِفْ إِلٰهَ أَبِيكَ وَٱخْدُمْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ›.‏ —‏ ١ اخ ٢٨:‏٩‏.‏

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ أَيُّ عُضْوٍ فِي ٱلْجِسْمِ تَسْتَخْدِمُهُ كَلِمَةُ ٱللهِ مَجَازِيًّا أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ عُضْوٍ آخَرَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَعْرِفَ مَا يُمَثِّلُهُ ٱلْقَلْبُ ٱلْمَجَازِيُّ؟‏

كَثِيرًا مَا تُشِيرُ كَلِمَةُ ٱللهِ إِلَى أَعْضَاءِ جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ بِطَرِيقَةٍ مَجَازِيَّةٍ.‏ مَثَلًا،‏ قَالَ ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ أَيُّوبُ:‏ ‏‹رَاحَتَايَ لَا عُنْفَ فِيهِمَا›.‏ وَذَكَرَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ:‏ «اَلْخَبَرُ ٱلطَّيِّبُ يُسَمِّنُ ٱلْعِظَامَ».‏ أَيْضًا،‏ أَكَّدَ يَهْوَهُ لِحَزْقِيَالَ:‏ «جَعَلْتُ جَبْهَتَكَ ‏.‏ .‏ .‏ أَصْلَبَ مِنَ ٱلصَّوَّانِ».‏ كَمَا قِيلَ لِلرَّسُولِ بُولُسَ:‏ «تَأْتِي بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ عَلَى آذَانِنَا».‏ ‏—‏ اي ١٦:‏١٧؛‏ ام ١٥:‏٣٠؛‏ حز ٣:‏٩؛‏ اع ١٧:‏٢٠‏.‏

٢ لكِنْ ثَمَّةَ عُضْوٌ فِي جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ يُسْتَخْدَمُ بِطَرِيقَةٍ مَجَازِيَّةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ أَيِّ عُضْوٍ آخَرَ.‏ فَمَا هُوَ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلَّتِي قَدَّمَتْهَا حَنَّةُ ٱلْأَمِينَةُ.‏ فَقَدْ قَالَتْ:‏ «يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِيَهْوَهَ».‏ (‏١ صم ٢:‏١‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يَأْتِي كَتَبَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى ذِكْرِ ٱلْقَلْبِ حَوَالَيْ أَلْفِ مَرَّةٍ،‏ وَمُعْظَمُهَا بِمَعْنًى مَجَازِيٍّ.‏ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ نَعْرِفَ مَا يُمَثِّلُهُ هذَا ٱلْعُضْوُ لِأَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ تَحُثُّنَا أَنْ نَصُونَهُ.‏ —‏ اِقْرَأْ امثال ٤:‏٢٣‏.‏

مَا هُوَ ٱلْقَلْبُ ٱلْمَجَازِيُّ؟‏

٣ كَيْفَ نَفْهَمُ مَعْنَى كَلِمَةِ «قَلْبٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

٣ رَغْمَ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تُزَوِّدُنَا بِتَعْرِيفٍ لِكَلِمَةِ «قَلْبٍ»،‏ فَهِيَ تُتِيحُ لَنَا فَهْمَ مَعْنَاهَا.‏ كَيْفَ؟‏ لِلْإِيضَاحِ،‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ فُسَيْفِسَاءَ جِدَارِيَّةً رَائِعَةً مُؤَلَّفَةً مِنْ أَلْفِ حَجَرٍ صَغِيرٍ.‏ فَبِٱلنَّظَرِ إِلَيْهَا مِنْ بَعِيدٍ،‏ يَسْتَطِيعُ ٱلْمَرْءُ أَنْ يَرَى أَنَّ ٱلْحِجَارَةَ ضُمَّتْ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ بِعِنَايَةٍ كَبِيرَةٍ لِتُكَوِّنَ صُورَةً مُعَيَّنَةً.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِذَا تَأَمَّلْنَا فِي كُلِّ ٱلْمَوَاضِعِ ٱلَّتِي تَرِدُ فِيهَا كَلِمَةُ «قَلْبٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نَحْصُلُ عَلَى صُورَةٍ مُعَيَّنَةٍ.‏ فَمَا هِيَ؟‏

٤ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُمَثِّلُ «ٱلْقَلْبُ»؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٢:‏٣٧‏؟‏

٤ يَسْتَخْدِمُ كَتَبَةُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ «ٱلْقَلْبَ» لِوَصْفِ دَاخِلَةِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ أَيْ رَغَبَاتِهِ،‏ أَفْكَارِهِ،‏ طِبَاعِهِ،‏ مَوَاقِفِهِ،‏ قُدُرَاتِهِ،‏ دَوَافِعِهِ،‏ أَهْدَافِهِ،‏ وَغَيْرِهَا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ تثنية ١٥:‏٧؛‏ امثال ١٦:‏٩؛‏ اعمال ٢:‏٢٦‏.‏‏)‏ فَبِحَسَبِ أَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ،‏ إِنَّهُ «ٱلْإِنْسَانُ ٱلدَّاخِلِيُّ كَكُلٍّ».‏ لكِنْ أَحْيَانًا،‏ يُذْكَرُ «ٱلْقَلْبُ» بِمَعْنًى أَضْيَقَ.‏ مَثَلًا،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ».‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧‏)‏ وَهُنَا يُشِيرُ «ٱلْقَلْبُ» إِلَى ٱنْفِعَالَاتِ ٱلْمَرْءِ وَرَغَبَاتِهِ وَمَشَاعِرِهِ.‏ فَبِذِكْرِ ٱلْقَلْبِ إِلَى جَانِبِ ٱلنَّفْسِ وَٱلْعَقْلِ،‏ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يُشَدِّدَ عَلَى ضَرُورَةِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِلهِ بِمَشَاعِرِنَا فَضْلًا عَنْ مَسْلَكِنَا وَمَقْدِرَاتِنَا ٱلتَّفْكِيرِيَّةِ.‏ (‏يو ١٧:‏٣؛‏ اف ٦:‏٦‏)‏ وَلكِنْ عِنْدَ ذِكْرِ «ٱلْقَلْبِ» بِمُفْرَدِهِ،‏ تَكُونُ ٱلْإِشَارَةُ إِلَى ٱلْإِنْسَانِ ٱلدَّاخِلِيِّ كَكُلٍّ.‏

لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى صَوْنِ قَلْبِنَا

٥ لِمَاذَا نُرِيدُ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِنَخْدُمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟‏

٥ أَوْصَى ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ سُلَيْمَانَ ٱبْنَهُ قَائِلًا:‏ «اِعْرِفْ إِلٰهَ أَبِيكَ وَٱخْدُمْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ وَنَفْسٍ مَسْرُورَةٍ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَفْحَصُ جَمِيعَ ٱلْقُلُوبِ،‏ وَيُمَيِّزُ كُلَّ مَيْلِ ٱلْأَفْكَارِ».‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٩‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ فَاحِصُ كُلِّ ٱلْقُلُوبِ،‏ بِمَا فِيهَا قَلْبُنَا.‏ (‏ام ١٧:‏٣؛‏ ٢١:‏٢‏)‏ وَمَا يَجِدُهُ لَهُ أَبْلَغُ ٱلْأَثَرِ فِي عَلَاقَتِنَا بِهِ وَفِي مُسْتَقْبَلِنَا.‏ لِذَا،‏ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِنَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا كَيْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَشُورَةِ دَاوُدَ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏

٦ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ بِشَأْنِ تَصْمِيمِنَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟‏

٦ نَحْنُ شَعْبَ يَهْوَهَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْغَيْرَةِ عِنْدَ ٱلْقِيَامِ بِنَشَاطَاتِنَا،‏ مَا يَدُلُّ عَلَى رَغْبَتِنَا ٱلشَّدِيدَةِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ لكِنَّنَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ نُدْرِكُ أَنَّ ٱلضُّغُوطَ ٱلَّتِي يُمَارِسُهَا عَلَيْنَا عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرُ وَمُيُولَ جَسَدِنَا ٱلْخَاطِئِ يُمْكِنُ أَنْ تُزَعْزِعَ تَصْمِيمَنَا عَلَى خِدْمَةِ ٱللهِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ.‏ (‏ار ١٧:‏٩؛‏ اف ٢:‏٢‏)‏ وَكَيْ نَتَأَكَّدَ أَنَّ تَصْمِيمَنَا لَا يَضْعُفُ —‏ أَيْ أَنَّنَا لَا نَتَخَلَّى عَنْ حَذَرِنَا —‏ يَلْزَمُ أَنْ نَتَفَحَّصَ بِٱسْتِمْرَارٍ أَعْمَاقَ قَلْبِنَا.‏ فَكَيْفَ ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذلِكَ؟‏

٧ مَا ٱلَّذِي يُظْهِرُ حَالَةَ قَلْبِنَا؟‏

٧ رَغْمَ أَنَّ دَاخِلَ أَوْ قَلْبَ ٱلشَّجَرَةِ غَيْرُ مَرْئِيٍّ،‏ فَحَسْبَمَا قَالَ يَسُوعُ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ تَظْهَرُ حَالَتُهَا مِنَ ٱلثَّمَرِ ٱلَّذِي تَحْمِلُهُ.‏ (‏مت ٧:‏١٧-‏٢٠‏)‏ يَنْطَبِقُ ذلِكَ أَيْضًا عَلَى إِنْسَانِنَا ٱلدَّاخِلِيِّ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ رُؤْيَةُ قَلْبِنَا ٱلْمَجَازِيِّ،‏ فَإِنَّ حَالَتَهُ ٱلْحَقِيقِيَّةَ تَظْهَرُ مِنْ خِلَالِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي أَحَدِهَا.‏

طَرِيقَةٌ فَعَّالَةٌ لِفَحْصِ قَلْبِنَا

٨ مَا عَلَاقَةُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:‏٣٣ بِمَا هُوَ دَاخِلَ قَلْبِنَا؟‏

٨ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ نَفْسِهَا،‏ أَخْبَرَ يَسُوعُ مُسْتَمِعِيهِ أَنَّ هُنَالِكَ أَمْرًا مُحَدَّدًا يَنْبَغِي أَنْ يَقُومُوا بِهِ لِيُبَرْهِنُوا عَنْ رَغْبَتِهِمْ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ.‏ قَالَ:‏ «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ [ٱللهِ] وَبِرِّهِ،‏ وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ».‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ مَا نَضَعُهُ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا يَعْكِسُ ٱلرَّغَبَاتِ وَٱلْأَفْكَارَ وَٱلْخُطَطَ ٱلَّتِي تَكْمُنُ فِي أَعْمَاقِ قَلْبِنَا.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ فَحْصَ أَوْلَوِيَّاتِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ هُوَ طَرِيقَةٌ فَعَّالَةٌ لِنَرَى مَا إِذَا كُنَّا نَخْدُمُ ٱللهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏

٩ أَيَّةُ دَعْوَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ لِبَعْضِ ٱلرِّجَالِ،‏ وَمَاذَا يُظْهِرُ تَجَاوُبُهُمْ؟‏

٩ وَهُنَالِكَ حَادِثَةٌ يَذْكُرُهَا لُوقَا فِي إِنْجِيلِهِ تُوضِحُ كَيْفَ تَظْهَرُ حَالَةُ قَلْبِ ٱلْمَرْءِ مِنْ خِلَالِ مَا يَضَعُهُ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِ.‏ فَهُوَ يُخْبِرُنَا أَنَّ يَسُوعَ ‏«عَزَمَ عَلَى أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى أُورُشَلِيمَ» رَغْمَ أَنَّهُ عَلِمَ يَقِينًا مَا يَنْتَظِرُهُ هُنَاكَ.‏ وَفِيمَا هُوَ وَرُسُلُهُ «ذَاهِبُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ»،‏ ٱلْتَقَى بَعْضَ ٱلرِّجَالِ وَدَعَاهُمْ لِيَتْبَعُوهُ.‏ فَأَبْدَوُا ٱسْتِعْدَادًا لِيُلَبُّوا دَعْوَتَهُ،‏ وَلكِنْ بِشُرُوطٍ.‏ مَثَلًا،‏ أَجَابَهُ أَحَدُهُمْ:‏ «اِسْمَحْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي».‏ وَقَالَ آخَرُ:‏ «أَتْبَعُكَ يَا رَبُّ،‏ وَلٰكِنِ ٱسْمَحْ لِي أَوَّلًا أَنْ أُوَدِّعَ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِي».‏ (‏لو ٩:‏٥١،‏ ٥٧-‏٦١‏)‏ فَيَا لَلتَّبَايُنِ بَيْنَ تَصْمِيمِ يَسُوعَ ٱلْقَلْبِيِّ وَٱلْفُتُورِ ٱلَّذِي أَعْرَبَ عَنْهُ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ!‏ فَبِوَضْعِ ٱهْتِمَامَاتِهِمْ قَبْلَ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ بَيَّنُوا أَنَّ قَلْبَهُمْ لَمْ يَكُنْ كَامِلًا مَعَ ٱللهِ.‏

١٠ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يَتَجَاوَبُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ مَعَ دَعْوَةِ يَسُوعَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ إِيضَاحٍ مُخْتَصَرٍ أَعْطَاهُ يَسُوعُ؟‏

١٠ بِخِلَافِ ٱلرِّجَالِ ٱلْآنِفِي ٱلذِّكْرِ،‏ أَعْرَبْنَا عَنِ ٱلْحِكْمَةِ وَقَبِلْنَا دَعْوَةَ يَسُوعَ إِلَى ٱتِّبَاعِهِ.‏ وَهَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ نُوَاظِبُ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ مُبَرْهِنِينَ بِٱلتَّالِي عَنْ حَقِيقَةِ مَشَاعِرِنَا ٱلْقَلْبِيَّةِ حِيَالَهُ.‏ وَلكِنْ،‏ رَغْمَ كَوْنِنَا أَعْضَاءً نَشَاطَى فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَنْسَى أَنَّ قَلْبَنَا لَا يَزَالُ عُرْضَةً لِلْخَطَرِ.‏ أَيُّ خَطَرٍ؟‏ لَقَدْ كَشَفَ عَنْهُ يَسُوعُ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ مَعَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ حِينَ قَالَ:‏ «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى ٱلْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ ٱللهِ».‏ (‏لو ٩:‏٦٢‏)‏ فَأَيُّ دَرْسٍ نَسْتَخْلِصُهُ مِنْ هذَا ٱلْإِيضَاحِ؟‏

هَلْ ‹نَلْتَصِقُ بِمَا هُوَ صَالِحٌ›؟‏

١١ لِمَاذَا تَأَثَّرَ عَمَلُ ٱلْفَلَّاحِ سَلْبًا فِي إِيضَاحِ يَسُوعَ؟‏

١١ كَيْ نَفْهَمَ ٱلْمَغْزَى مِنْ إِيضَاحِ يَسُوعَ،‏ سَنُضِيفُ إِلَيْهِ بَعْضَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي تَجْعَلُهُ نَابِضًا بِٱلْحَيَاةِ.‏ تَخَيَّلْ فَلَّاحًا يَحْرُثُ ٱلْأَرْضَ تَحْتَ حَرِّ ٱلشَّمْسِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ مُنْكَبٌّ عَلَى عَمَلِهِ،‏ لَا يَنْفَكُّ يُفَكِّرُ فِي بَيْتِهِ حَيْثُ تَجْتَمِعُ عَائِلَتُهُ وَأَصْدِقَاؤُهُ لِيَمْرَحُوا وَيَسْتَمْتِعُوا بِٱلطَّعَامِ وَٱلْمُوسِيقَى.‏ فَيَتَحَرَّقُ شَوْقًا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ.‏ وَبَعْدَ أَنْ يَحْرُثَ جُزْءًا لَا بَأْسَ بِهِ مِنَ ٱلْأَرْضِ،‏ تَسْتَوْلِي عَلَيْهِ ٱلرَّغْبَةُ فِي ٱلتَّنَعُّمِ بِهذِهِ ٱلْمَبَاهِجِ بِحَيْثُ يَسْتَدِيرُ لِيَنْظُرَ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ».‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يَزَالُ أَمَامَهُ ٱلْكَثِيرُ لِيُنْجِزَهُ قَبْلَ أَنْ يَزْرَعَ ٱلْحَقْلَ،‏ يَتَشَتَّتُ ذِهْنُهُ وَيَتَأَثَّرُ عَمَلُهُ سَلْبًا.‏ فَيَخِيبُ أَمَلُ سَيِّدِهِ بِسَبَبِ عَدَمِ مُثَابَرَتِهِ.‏

١٢ أَيُّ تَنَاظُرٍ هُنَالِكَ بَيْنَ ٱلْفَلَّاحِ فِي إِيضَاحِ يَسُوعَ وَبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٢ ثَمَّةَ تَنَاظُرٌ بَيْنَ هذَا ٱلْفَلَّاحِ وَبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ.‏ فَٱلْفَلَّاحُ يُمَثِّلُ كُلَّ مَسِيحِيٍّ يَبْدُو ظَاهِرِيًّا فِي حَالَةٍ رُوحِيَّةٍ جَيِّدَةٍ،‏ لكِنَّ رُوحِيَّاتِهِ هِيَ فِعْلِيًّا فِي خَطَرٍ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَخًا يَبْقَى مُنْشَغِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ.‏ لكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَا يَكُفُّ عَنِ ٱلتَّفْكِيرِ فِي أَشْيَاءَ تَجْذِبُهُ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ فَيَتُوقُ إِلَيْهَا فِي قَلْبِهِ.‏ وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ،‏ تَسْتَحْوِذُ عَلَيْهِ رَغْبَتُهُ فِي هذِهِ ٱلْمَلَذَّاتِ بِحَيْثُ يَسْتَدِيرُ لِيَنْظُرَ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ».‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يَزَالُ أَمَامَهُ ٱلْكَثِيرُ لِيُنْجِزَهُ فِي عَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ،‏ فَهُوَ لَا ‹يَتَمَسَّكُ بِإِحْكَامٍ بِكَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ›،‏ مَا يَجْعَلُ ٱشْتِرَاكَهُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ يَتَأَثَّرُ سَلْبًا.‏ (‏في ٢:‏١٦‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ،‏ «سَيِّدَ ٱلْحَصَادِ»،‏ يَحْزَنُ بِسَبَبِ ٱفْتِقَارِ هذَا ٱلْمَسِيحِيِّ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ.‏ —‏ لو ١٠:‏٢‏.‏

١٣ مَاذَا تَشْمُلُ خِدْمَةُ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟‏

١٣ إِنَّ ٱلدَّرْسَ وَاضِحٌ.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ عَلَى مُشَارَكَتِنَا بِٱنْتِظَامٍ فِي نَشَاطَاتٍ بَنَّاءَةٍ وَمُنْعِشَةٍ،‏ مِثْلِ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ،‏ غَيْرَ أَنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ تَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ.‏ (‏٢ اخ ٢٥:‏١،‏ ٢،‏ ٢٧‏)‏ فَإِذَا ٱسْتَمَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّ يَتُوقُ فِي أَعْمَاقِ قَلْبِهِ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ»،‏ أَيْ إِلَى بَعْضِ أَنْمَاطِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ،‏ فَقَدْ يُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِخَسَارَةِ رِضَى ٱللهِ.‏ (‏لو ١٧:‏٣٢‏)‏ فَنَحْنُ لَا ‹نَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ ٱللهِ› إِلَّا إِذَا ‹مَقَتْنَا مَا هُوَ شَرٌّ وَٱلْتَصَقْنَا بِمَا هُوَ صَالِحٌ›.‏ (‏رو ١٢:‏٩؛‏ لو ٩:‏٦٢‏)‏ إِذًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَحْرِصَ جَمِيعُنَا أَلَّا نَسْمَحَ لِشَيْءٍ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ مَهْمَا بَدَا لَنَا مُفِيدًا أَوْ مُبْهِجًا،‏ بِأَنْ يُعِيقَنَا عَنِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِمَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا.‏ —‏ ٢ كو ١١:‏١٤‏؛‏ اِقْرَأْ فيلبي ٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

اِبْقَ مُتَيَقِّظًا!‏

١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي حَالَةِ قَلْبِنَا؟‏ (‏ب)‏ أَعْطُوا إِيضَاحًا يُظْهِرُ خُطُورَةَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلشَّيْطَانُ.‏

١٤ إِنَّ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ دَفَعَتْنَا إِلَى نَذْرِ أَنْفُسِنَا لَهُ.‏ وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ يُثْبِتُ كَثِيرُونَ مِنَّا أَنَّهُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى خِدْمَتِهِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ.‏ لكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَا يَزَالُ يَقِفُ لَنَا بِٱلْمِرْصَادِ،‏ وَلَا يَزَالُ هَدَفُهُ ٱلِٱسْتِيلَاءَ عَلَى قَلْبِنَا.‏ (‏اف ٦:‏١٢‏)‏ وَإِذْ يُدْرِكُ جَيِّدًا أَنَّنَا لَنْ نَتَخَلَّى عَنْ يَهْوَهَ بِسُهُولَةٍ،‏ يَسْتَخْدِمُ بِخُبْثٍ «نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا» مُحَاوِلًا أَنْ يُضْعِفَ غَيْرَتَنَا ٱلْقَلْبِيَّةَ تَدْرِيجِيًّا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مرقس ٤:‏١٨،‏ ١٩‏.‏‏)‏ فَلِمَ طَرِيقَتُهُ هذِهِ نَاجِحَةٌ جِدًّا؟‏

١٥ لِلْإِجَابَةِ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ،‏ تَصَوَّرْ أَنَّكَ تَتَصَفَّحُ كِتَابًا عَلَى ضَوْءِ مِصْبَاحٍ كَهْرَبَائِيٍّ قُوَّتُهُ ١٠٠ وَاطٍ،‏ فَيَتَعَطَّلُ ٱلْمِصْبَاحُ فَجْأَةً وَتَحِلُّ ٱلظُّلْمَةُ.‏ وَبِمَا أَنَّكَ تُلَاحِظُ عَلَى ٱلْفَوْرِ مَا حَصَلَ،‏ تُبَادِرُ إِلَى ٱسْتِبْدَالِ ٱلْمِصْبَاحِ.‏ فَيُشِعُّ ٱلْمَكَانُ مِنْ جَدِيدٍ بِٱلنُّورِ.‏ وَفِي ٱلْأُمْسِيَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ تَشْرَعُ فِي ٱلْمُطَالَعَةِ مُسْتَخْدِمًا ٱلْمِصْبَاحَ نَفْسَهُ دُونَ أَنْ تَدْرِيَ أَنَّ أَحَدًا قَامَ بِٱسْتِبْدَالِهِ بِآخَرَ قُوَّتُهُ ٩٥ وَاطًا.‏ فَهَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تُلَاحِظَ ٱلْفَرْقَ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ.‏ وَمَاذَا لَوِ ٱسْتُبْدِلَ ٱلْمِصْبَاحُ مَرَّةً أُخْرَى فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلتَّالِيَةِ بِوَاحِدٍ قُوَّتُهُ ٩٠ وَاطًا؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ أَيْضًا،‏ لَنْ تُلَاحِظَ ٱلْفَرْقَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ ضَوْءَ ٱلْمِصْبَاحِ يَخِفُّ تَدْرِيجِيًّا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ قَدْ تَخِفُّ غَيْرَتُنَا شَيْئًا فَشَيْئًا بِسَبَبِ تَأْثِيرَاتِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ وَإِذَا لَمْ يَكُنِ ٱلْمَسِيحِيُّ مُتَيَقِّظًا،‏ فَلَنْ يَنْتَبِهَ إِلَى ٱلتَّغْيِيرِ ٱلتَّدْرِيجِيِّ ٱلَّذِي يَحْدُثُ.‏ وَهكَذَا،‏ يَنْجَحُ ٱلشَّيْطَانُ فِي تَحْقِيقِ غَايَتِهِ.‏ —‏ مت ٢٤:‏٤٢؛‏ ١ بط ٥:‏٨‏.‏

أَهَمِّيَّةُ ٱلصَّلَاةِ

١٦ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنْ مُخَطَّطَاتِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

١٦ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنْ مُخَطَّطَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَنَخْدُمُ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟‏ (‏٢ كو ٢:‏١١‏)‏ تَلْعَبُ ٱلصَّلَاةُ دَوْرًا حَيَوِيًّا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَقَدْ شَجَّعَ بُولُسُ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنْ ‹يَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ›.‏ ثُمَّ حَثَّهُمْ قَائِلًا:‏ ‹دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ .‏ .‏ .‏ بِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ›.‏ —‏ اف ٦:‏١١،‏ ١٨؛‏ ١ بط ٤:‏٧‏.‏

١٧ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ صَلَوَاتِ يَسُوعَ؟‏

١٧ كَيْ نَثْبُتَ ضِدَّ مَكَايِدِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ تَكُونَ صَلَوَاتُنَا كَصَلَوَاتِ يَسُوعَ ٱلَّتِي عَكَسَتْ رَغْبَتَهُ ٱلْعَمِيقَةَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ لَاحِظْ مَثَلًا مَا كَتَبَهُ لُوقَا عَنْ صَلَاةِ يَسُوعَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ:‏ «إِذْ أَخَذَهُ ٱلْجَهْدُ،‏ ٱسْتَمَرَّ يُصَلِّي بِأَشَدِّ حَرَارَةٍ».‏ (‏لو ٢٢:‏٤٤‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ سَبَقَ أَنْ صَلَّى بِحَرَارَةٍ،‏ لكِنَّهُ صَلَّى ‏«بِأَشَدِّ حَرَارَةٍ» فِي هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلَّتِي تَعَرَّضَ فِيهَا لِأَقْسَى ٱمْتِحَانٍ فِي حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَقَدِ ٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُ هذِهِ.‏ وَيَدُلُّ مِثَالُ يَسُوعَ أَنَّ بَعْضَ ٱلصَّلَوَاتِ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ أَشَدَّ حَرَارَةً مِنْ غَيْرِهَا.‏ لِذلِكَ،‏ كُلَّمَا قَوِيَتِ ٱلِٱمْتِحَانَاتُ ٱلَّتِي نَتَعَرَّضُ لَهَا وَٱزْدَادَتْ مُخَطَّطَاتُ ٱلشَّيْطَانِ مَكْرًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُصَلِّيَ «بِأَشَدِّ حَرَارَةٍ» مُلْتَمِسِينَ حِمَايَةَ يَهْوَهَ.‏

١٨ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا بِشَأْنِ ٱلصَّلَاةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ عَوَامِلَ تُؤَثِّرُ فِي قَلْبِنَا،‏ وَبِأَيَّةِ طَرَائِقَ؟‏ (‏اُنْظُرِ  ٱلْإِطَارَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٦‏.‏)‏

١٨ وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا صَلَوَاتٌ كَهذِهِ؟‏ ذَكَرَ بُولُسُ:‏ «فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ.‏ وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ».‏ ‏(‏في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ نَعَمْ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ بِحَرَارَةٍ وَدُونَ ٱنْقِطَاعٍ كَيْ نَتَمَكَّنَ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ (‏لو ٦:‏١٢‏)‏ لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ حَارَّةٌ هِيَ صَلَوَاتِي؟‏ وَهَلْ أُصَلِّي دُونَ ٱنْقِطَاعٍ؟‏›.‏ (‏مت ٧:‏٧؛‏ رو ١٢:‏١٢‏)‏ إِنَّ جَوَابَكَ يَكْشِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ عُمْقِ رَغْبَتِكَ ٱلْقَلْبِيَّةِ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ.‏

١٩ مَاذَا سَتَفْعَلُونَ كَيْ تَخْدُمُوا يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟‏

١٩ كَمَا رَأَيْنَا،‏ إِنَّ ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ ٱلَّتِي نَضَعُهَا فِي حَيَاتِنَا تُخْبِرُنَا ٱلْكَثِيرَ عَنْ حَالَةِ قَلْبِنَا.‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَلَّا نَدَعَ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي تَرَكْنَاهَا وَرَاءَنَا وَمَكَايِدَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمَاكِرَةَ تُضْعِفُ عَزْمَنَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ لوقا ٢١:‏١٩،‏ ٣٤-‏٣٦‏.‏‏)‏ فَلْنَحْذُ حَذْوَ دَاوُدَ وَنَتَوَسَّلْ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ ‹يُوَحِّدَ قَلْبَنَا›.‏ —‏ مز ٨٦:‏١١‏.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ١٦]‏

ثَلَاثَةُ عَوَامِلَ تُؤَثِّرُ فِي قَلْبِنَا

هُنَالِكَ ثَلَاثَةُ عَوَامِلَ مُهِمَّةٍ تُؤَثِّرُ فِي قَلْبِنَا ٱلْمَجَازِيِّ.‏ وَبِإِمْكَانِنَا ٱتِّخَاذُ تَدَابِيرَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامَتِهِ مِثْلَمَا نَتَّخِذُ تَدَابِيرَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى قَلْبِنَا ٱلْحَرْفِيِّ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي كُلٍّ مِنْ هذِهِ ٱلْعَوَامِلِ:‏

١ تَغْذِيَتُنَا:‏ إِنَّ تَنَاوُلَ ٱلطَّعَامِ ٱلصِّحِّيِّ بِٱنْتِظَامٍ يُحَافِظُ عَلَى سَلَامَةِ قَلْبِنَا ٱلْحَرْفِيِّ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَحْرِصَ عَلَى نَيْلِ كَمِّيَّاتٍ كَافِيَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْمُغَذِّي مِنْ خِلَالِ ٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ،‏ ٱلتَّأَمُّلِ،‏ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ —‏ مز ١:‏١،‏ ٢؛‏ ام ١٥:‏٢٨؛‏ عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

 ٢ نَشَاطُنَا:‏ يَلْزَمُ أَحْيَانًا أَنْ نَقُومَ بِنَشَاطٍ جَسَدِيٍّ يُسَاعِدُ قَلْبَنَا أَنْ يَنْبِضَ بِسُرْعَةٍ أَكْبَرَ وَيَبْقَى سَلِيمًا.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ فَإِنَّ ٱشْتِرَاكَنَا بِغَيْرَةٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ —‏ رُبَّمَا بَاذِلِينَ مَا فِي وِسْعِنَا لِنَزِيدَ مِنْ نَشَاطِنَا —‏ يُسَاهِمُ فِي حِفْظِ قَلْبِنَا ٱلْمَجَازِيِّ بِحَالَةٍ جَيِّدَةٍ.‏ —‏ لو ١٣:‏٢٤؛‏ في ٣:‏١٢‏.‏

٣ مُحِيطُنَا:‏ إِنَّ ٱلْمُحِيطَ ٱلَّذِي نَعِيشُ وَنَعْمَلُ فِيهِ يُمْكِنُ أَنْ يُجْهِدَ قَلْبَنَا ٱلْحَرْفِيَّ وَٱلْمَجَازِيَّ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ لكِنْ بِإِمْكَانِنَا تَخْفِيفُ هذَا ٱلْإِجْهَادِ حِينَ نُعَاشِرُ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ رُفَقَاءَنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَهْتَمُّونَ بِنَا بِإِخْلَاصٍ وَيَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ —‏ مز ١١٩:‏٦٣؛‏ ام ١٣:‏٢٠‏.‏