الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الخيانة وجه من علامة الايام الاخيرة

الخيانة وجه من علامة الايام الاخيرة

‏«كُنَّا أَوْلِيَاءَ وَأَبْرَارًا وَبِلَا لَوْمٍ».‏ —‏ ١ تس ٢:‏١٠‏.‏

١-‏٣ ‏(‏أ)‏ مَا هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ عَلَامَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ وَمَاذَا يَشْمُلُ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ ثَلَاثَةٍ سَتَجْرِي ٱلْإِجَابَةُ عَنْهَا؟‏

مَا ٱلْقَاسِمُ ٱلْمُشْتَرَكُ بَيْنَ دَلِيلَةَ،‏ أَبْشَالُومَ،‏ وَيَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ؟‏ جَمِيعُهُمُ ٱفْتَقَرُوا إِلَى ٱلْوَلَاءِ.‏ فَدَلِيلَةُ لَمْ تَكُنْ وَلِيَّةً لِلْقَاضِي شَمْشُونَ ٱلَّذِي أَحَبَّهَا.‏ وَلَمْ يُظْهِرْ أَبْشَالُومُ ٱلْوَلَاءَ لِوَالِدِهِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ،‏ وَلَا يَهُوذَا لِسَيِّدِهِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَعْمَالَ ٱلْفَظِيعَةَ ٱلَّتِي ٱقْتَرَفَهَا هؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةُ سَبَّبَتْ أَذًى جَسِيمًا لِلْآخَرِينَ.‏ وَلكِنْ مَا شَأْنُنَا نَحْنُ فِي ذلِكَ؟‏

٢ تُدْرِجُ كَاتِبَةٌ مُعَاصِرَةٌ ٱلْخِيَانَةَ بَيْنَ ٱلرَّذَائِلِ ٱلْأَكْثَرِ شُيُوعًا.‏ وَهذَا أَمْرٌ مُتَوَقَّعٌ.‏ فَعِنْدَمَا أَعْطَى يَسُوعُ عَلَامَةَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»،‏ قَالَ:‏ «كَثِيرُونَ .‏ .‏ .‏ يُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا».‏ (‏مت ٢٤:‏٣،‏ ١٠‏)‏ إِنَّ ٱلتَّعْبِيرَ ٱلْيُونَانِيَّ ٱلْمَنْقُولَ هُنَا إِلَى «سَلَّمَ»،‏ وَفِي آيَاتٍ أُخْرَى إِلَى «خَانَ»،‏ يَعْنِي أَوْقَعَ شَخْصًا فِي قَبْضَةِ ٱلْأَعْدَاءِ بِٱلْغَدْرِ أَوْ عَدَمِ ٱلْوَلَاءِ.‏ وَٱلِٱفْتِقَارُ إِلَى ٱلْوَلَاءِ يُؤَكِّدُ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»،‏ ٱلَّتِي فِيهَا يَكُونُ ٱلنَّاسُ ‹غَيْرَ أَوْلِيَاءَ وَخَائِنِينَ›،‏ حَسْبَمَا أَنْبَأَ بُولُسُ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١،‏ ٢،‏ ٤‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْأُدَبَاءَ وَكُتَّابَ ٱلسِّينَارْيُوهَاتِ غَالِبًا مَا يَضَعُونَ أَعْمَالَ ٱلْغَدْرِ فِي قَالَبٍ مِنَ ٱلْإِثَارَةِ وَٱلرُّومَنْسِيَّةِ فِي مُؤَلَّفَاتِهِمْ وَأَفْلَامِهِمْ،‏ فَإِنَّ عَدَمَ ٱلْوَلَاءِ وَٱلْخِيَانَةَ يُسَبِّبَانِ فِي ٱلْوَاقِعِ ٱلْأَلَمَ وَٱلْعَذَابَ.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ أَعْمَالًا كَهذِهِ هِيَ وَجْهٌ مِنْ عَلَامَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏

٣ فَأَيَّةُ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّصَفُوا بِعَدَمِ ٱلْوَلَاءِ فِي ٱلْمَاضِي؟‏ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِهَا فِي إِظْهَارِ ٱلْوَلَاءِ لِلْآخَرِينَ؟‏ وَلِمَنْ يَنْبَغِي أَنْ نُظْهِرَ وَلَاءً لَا يَنْثَلِمُ؟‏ لِنَرَ ٱلْأَجْوِبَةَ فِي مَا يَلِي.‏

أَمْثِلَةٌ تَحْذِيرِيَّةٌ مِنَ ٱلْمَاضِي

٤ كَيْفَ خَانَتْ دَلِيلَةُ شَمْشُونَ،‏ وَلِمَاذَا كَانَتْ فِعْلَتُهَا دَنِيئَةً جِدًّا؟‏

٤ لِنَأْخُذْ أَوَّلًا مِثَالَ دَلِيلَةَ ٱلَّتِي خَدَعَتِ ٱلْقَاضِيَ شَمْشُونَ رَغْمَ حُبِّهِ ٱلْكَبِيرِ لَهَا.‏ فَإِذْ كَانَ شَمْشُونُ سَيَأْخُذُ ٱلْقِيَادَةَ فِي مُحَارَبَةِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ دِفَاعًا عَنْ شَعْبِ ٱللهِ،‏ أَرَادَ أَقْطَابُهُمُ ٱلْخَمْسَةُ أَنْ يَعْرِفُوا سِرَّ قُوَّتِهِ ٱلْخَارِقَةِ بُغْيَةَ ٱلْقَضَاءِ عَلَيْهِ.‏ فَقَدَّمُوا لِدَلِيلَةَ مَبْلَغًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْمَالِ كَيْ تَكْتَشِفَ هذَا ٱلسِّرَّ،‏ لِأَنَّهُمْ رُبَّمَا عَلِمُوا أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ وَلِيَّةً فِي حُبِّهَا لَهُ.‏ فَقَبِلَتْ دَلِيلَةُ ٱلْجَشِعَةُ عَرْضَهُمْ.‏ وَبَعْدَمَا فَشِلَتْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنْ تَعْرِفَ مِنْهُ مَصْدَرَ قُوَّتِهِ،‏ ٱسْتَمَرَّتْ «تُضَيِّقُ عَلَيْهِ بِكَلَامِهَا كُلَّ يَوْمٍ وَتُلِحُّ عَلَيْهِ».‏ وَأَخِيرًا،‏ «ضَاقَتْ نَفْسُهُ صَبْرًا إِلَى ٱلْمَوْتِ».‏ فَأَخْبَرَهَا أَنَّ شَعْرَهُ لَمْ يُقَصَّ مُنْذُ وِلَادَتِهِ،‏ وَإِلَّا لَكَانَ فَقَدَ قُوَّتَهُ.‏ * عِنْدَئِذٍ،‏ دَعَتْ دَلِيلَةُ رَجُلًا فَقَصَّ لَهُ شَعْرَهُ فِيمَا هُوَ نَائِمٌ عَلَى حِضْنِهَا،‏ ثُمَّ سَلَّمَتْهُ إِلَى أَعْدَائِهِ لِيَفْعَلُوا بِهِ مَا يَشَاؤُونَ.‏ (‏قض ١٦:‏٤،‏ ٥،‏ ١٥-‏٢١‏)‏ فَيَا لَدَنَاءَةِ فِعْلَتِهَا!‏ لَقَدْ أَدَّى بِهَا ٱلْجَشَعُ إِلَى خِيَانَةِ شَخْصٍ يُحِبُّهَا.‏

٥ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ أَبْشَالُومُ عَدَمَ وَلَائِهِ لِدَاوُدَ،‏ وَمَاذَا يَكْشِفُ ذلِكَ عَنْهُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ شَعَرَ دَاوُدُ حِينَ تَحَوَّلَ أَخِيتُوفَلُ إِلَى خَائِنٍ؟‏

٥ فَكِّرْ أَيْضًا فِي أَبْشَالُومَ ٱلْغَادِرِ.‏ فَقَدْ دَفَعَهُ طُمُوحُهُ ٱلْجَامِحُ إِلَى مُحَاوَلَةِ ٱغْتِصَابِ عَرْشِ أَبِيهِ،‏ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ فَقَامَ فِي ٱلْبِدَايَةِ ‹بِٱسْتِرَاقِ قُلُوبِ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ› بِٱلتَّمَلُّقِ،‏ مُسْتَخْدِمًا ٱلْوُعُودَ ٱلْمَاكِرَةَ وَتَعَابِيرَ ٱلتَّحَبُّبِ ٱلرِّيَائِيَّةَ.‏ فَكَانَ يُعَانِقُهُمْ وَيُقَبِّلُهُمْ مُتَظَاهِرًا أَنَّهُ مُهْتَمٌّ فِعْلًا بِهِمْ وَبِمَصَالِحِهِمْ.‏ (‏٢ صم ١٥:‏٢-‏٦‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ ٱسْتَطَاعَ ٱسْتِمَالَةَ أَخِيتُوفَلَ،‏ ٱلْمُؤْتَمَنِ عَلَى أَسْرَارِ دَاوُدَ،‏ لِيَنْضَمَّ إِلَى ٱلْمُتَمَرِّدِينَ وَيَتَحَوَّلَ بِٱلتَّالِي إِلَى خَائِنٍ.‏ (‏٢ صم ١٥:‏٣١‏)‏ وَفِي ٱلْمَزْمُورَيْنِ ٣ و ٥٥ وَصَفَ دَاوُدُ مَدَى ٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي عَانَاهُ بِسَبَبِ عَدَمِ ٱلْوَلَاءِ هذَا.‏ (‏مز ٣:‏١-‏٨‏؛‏ اِقْرَأْ مزمور ٥٥:‏١٢-‏١٤‏.‏‏)‏ وَقَدْ أَعْرَبَ أَبْشَالُومُ عَنِ ٱسْتِخْفَافِهِ ٱلْفَادِحِ بِسُلْطَانِ ٱللهِ حِينَ عَمَدَ بِشَكْلٍ مَفْضُوحٍ إِلَى ٱلتَّآمُرِ عَلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ.‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٥‏)‏ لكِنَّ مَسَاعِيَهُ ٱلْغَادِرَةَ خَابَتْ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ وَٱسْتَمَرَّ دَاوُدُ يَحْكُمُ كَمَلِكٍ مَمْسُوحٍ مِنْ يَهْوَهَ.‏

٦ كَيْفَ خَانَ يَهُوذَا يَسُوعَ،‏ وَإِلَامَ صَارَ رَمْزًا؟‏

٦ وَٱلْآنَ فَكِّرْ فِي مَا فَعَلَهُ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيُّ ٱلْخَائِنُ بِٱلْمَسِيحِ.‏ فَحِينَ كَانَ يَسُوعُ يَحْتَفِلُ بِآخِرِ فِصْحٍ لَهُ مَعَ رُسُلِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ وَاحِدٌ مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي».‏ (‏مت ٢٦:‏٢١‏)‏ وَلَاحِقًا فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ عَيْنِهَا،‏ أَعْلَنَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ،‏ يَعْقُوبَ،‏ وَيُوحَنَّا فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي:‏ «هَا إِنَّ ٱلَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ ٱقْتَرَبَ».‏ عِنْدَئِذٍ ظَهَرَ يَهُوذَا مَعَ أَعْوَانِهِ ٱلْمُتَآمِرِينَ وَ «تَقَدَّمَ مُبَاشَرَةً إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ:‏ ‹سَلَامٌ لَكَ،‏ رَابِّي!‏›،‏ وَقَبَّلَهُ».‏ (‏مت ٢٦:‏٤٦-‏٥٠؛‏ لو ٢٢:‏٤٧،‏ ٥٢‏)‏ وَهكَذَا،‏ ‹سَلَّمَ يَهُوذَا دَمًا بَارًّا›.‏ وَكَمْ تَقَاضَى هذَا ٱلْجَشِعُ مُقَابِلَ فِعْلَتِهِ؟‏ مُجَرَّدَ ٣٠ قِطْعَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ!‏ (‏مت ٢٧:‏٣-‏٥‏)‏ وَمُذَّاكَ بَاتَ يَهُوذَا رَمْزًا لِلْخِيَانَةِ،‏ وَخُصُوصًا ٱلْخِيَانَةَ بِٱسْمِ ٱلصَّدَاقَةِ.‏ *

٧ أَيَّةُ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْ حَيَاةِ (‏أ)‏ أَبْشَالُومَ وَيَهُوذَا؟‏ (‏ب)‏ دَلِيلَةَ؟‏

٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلتَّحْذِيرِيَّةِ؟‏ لَقَدْ لَاقَى أَبْشَالُومُ وَيَهُوذَا كِلَاهُمَا نِهَايَةً مُخْزِيَةً لِأَنَّهُمَا خَانَا مَسِيحَ يَهْوَهَ.‏ (‏٢ صم ١٨:‏٩،‏ ١٤-‏١٧؛‏ اع ١:‏١٨-‏٢٠‏)‏ أَمَّا دَلِيلَةُ فَسَيَبْقَى ٱسْمُهَا مَدَى ٱلدَّهْرِ رَمْزًا لِلْخِيَانَةِ وَٱلْحُبِّ ٱلزَّائِفِ.‏ (‏مز ١١٩:‏١٥٨‏)‏ فَكَمْ هُوَ حَيَوِيٌّ أَنْ نَسْتَأْصِلَ أَيَّ مَيْلٍ لَدَيْنَا إِلَى ٱلْجَشَعِ أَوِ ٱلطُّمُوحِ غَيْرِ ٱلْمَكْبُوحِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي بِنَا إِلَى خَسَارَةِ رِضَى يَهْوَهَ!‏ فَهَلْ مِنْ دُرُوسٍ أَقْوَى مِنْ هذِهِ لِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى ٱسْتِئْصَالِ صِفَةِ عَدَمِ ٱلْوَلَاءِ ٱلْبَغِيضَةِ؟‏!‏

اِقْتَدِ بِٱلَّذِينَ أَعْرَبُوا عَنِ ٱلْوَلَاءِ

٨،‏ ٩ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا عَاهَدَ يُونَاثَانُ دَاوُدَ عَلَى ٱلْوَلَاءِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَقْتَدِي بِيُونَاثَانَ؟‏

٨ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأَوْلِيَاءِ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱثْنَيْنِ مِنْهُمْ وَنَرَ أَيَّةَ عِبَرٍ نَسْتَخْلِصُهَا مِنْ مَسْلَكِهِمَا.‏ أَوَّلُ مِثَالٍ هُوَ يُونَاثَانُ ٱلَّذِي بَقِيَ عَلَى وَلَائِهِ لِدَاوُدَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.‏ فَقَدْ كَانَ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ ٱلْبِكْرَ وَبِٱلتَّالِي ٱلْوَرِيثَ ٱلْمُتَوَقَّعَ لِلْعَرْشِ،‏ لَوْلَا أَمْرٌ وَاحِدٌ.‏ فَيَهْوَهُ ٱخْتَارَ دَاوُدَ لِيَكُونَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلتَّالِيَ،‏ وَٱحْتَرَمَ يُونَاثَانُ قَرَارَ ٱللهِ هذَا.‏ وَعِوَضَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى دَاوُدَ كَغَرِيمٍ لَهُ،‏ تَعَلَّقَتْ ‹نَفْسُهُ بِنَفْسِ دَاوُدَ› وَعَاهَدَهُ عَلَى ٱلْوَلَاءِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ أَعْطَاهُ ثِيَابَهُ وَسَيْفَهُ وَقَوْسَهُ وَحِزَامَهُ،‏ مُظْهِرًا لَهُ إِكْرَامًا يَلِيقُ بِٱلْمُلُوكِ.‏ (‏١ صم ١٨:‏١-‏٤‏)‏ كَمَا عَمِلَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِ «لِيُشَدِّدَ يَدَهُ» إِلَى حَدِّ أَنَّهُ خَاطَرَ بِحَيَاتِهِ حِينَ دَافَعَ عَنْهُ أَمَامَ شَاوُلَ.‏ وَبِكُلِّ وَلَاءٍ،‏ قَالَ لِدَاوُدَ:‏ «أَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ،‏ وَأَنَا أَكُونُ لَكَ ثَانِيًا».‏ (‏١ صم ٢٠:‏٣٠-‏٣٤؛‏ ٢٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ يَنْظِمَ دَاوُدُ مَرْثَاةً عِنْدَ مَوْتِ يُونَاثَانَ لِيُعَبِّرَ عَنْ حُزْنِهِ وَمَحَبَّتِهِ لَهُ.‏ —‏ ٢ صم ١:‏١٧،‏ ٢٦‏.‏

٩ لَقَدْ عَلِمَ يُونَاثَانُ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ لِمَنْ يَجِبُ أَنْ يُقَدِّمَ وَلَاءَهُ.‏ فَخَضَعَ خُضُوعًا تَامًّا لِلْمُتَسَلِّطِ ٱلْأَسْمَى يَهْوَهَ،‏ وَدَعَمَ كَامِلًا دَاوُدَ بِصِفَتِهِ مَمْسُوحًا مِنَ ٱللهِ.‏ وَعَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ،‏ حَتَّى لَوْ لَمْ نُمْنَحِ ٱمْتِيَازًا مُعَيَّنًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱسْتِعْدَادِنَا لِدَعْمِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا.‏ —‏ ١ تس ٥:‏١٢،‏ ١٣؛‏ عب ١٣:‏١٧،‏ ٢٤‏.‏

١٠،‏ ١١ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا بَقِيَ بُطْرُسُ وَلِيًّا لِيَسُوعَ وَلَمْ يَتْرُكْهُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَقْتَدِي بِبُطْرُسَ؟‏

١٠ اَلْمِثَالُ ٱلثَّانِي ٱلَّذِي سَنُنَاقِشُهُ هُوَ مِثَالُ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ،‏ ٱلَّذِي عَبَّرَ عَلَنًا عَنْ وَلَائِهِ لِيَسُوعَ.‏ فَحِينَ ٱسْتَعْمَلَ ٱلْمَسِيحُ صُورَةً مَجَازِيَّةً لِيُشَدِّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْإِيمَانِ بِجَسَدِهِ وَدَمِهِ ٱللَّذَيْنِ سَيَبْذُلُهُمَا عَنِ ٱلْبَشَرِ،‏ وَجَدَ ٱلْعَدِيدُ مِنْ تَلَامِيذِهِ أَنَّ مَا قَالَهُ فَظِيعٌ فَتَرَكُوهُ.‏ (‏يو ٦:‏٥٣-‏٦٠،‏ ٦٦‏)‏ عِنْدَئِذٍ،‏ سَأَلَ يَسُوعُ رُسُلَهُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ:‏ «هَلْ تُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا؟‏».‏ فَأَجَابَ بُطْرُسُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟‏ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ وَنَحْنُ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ قُدُّوسُ ٱللهِ».‏ (‏يو ٦:‏٦٧-‏٦٩‏)‏ وَهَلْ عَنَى ذلِكَ أَنَّ بُطْرُسَ فَهِمَ كَامِلًا كَلِمَاتِ يَسُوعَ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ كَانَ مُصَمِّمًا أَنْ يُحَافِظَ عَلَى وَلَائِهِ لِٱبْنِ ٱللهِ ٱلْمَمْسُوحِ.‏

١١ أَيْضًا،‏ لَمْ يُفَكِّرْ بُطْرُسُ أَنَّ يَسُوعَ مُخْطِئٌ فِي وُجْهَةِ نَظَرِهِ وَأَنَّهُ سَيُعَدِّلُ أَقْوَالَهُ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ.‏ بَلْ أَدْرَكَ بِتَوَاضُعٍ أَنَّ عِنْدَ يَسُوعَ «كَلَامَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ فَمَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ إِذَا أَوْرَدَ «ٱلْوَكِيلُ ٱلْأَمِينُ» فِي مَطْبُوعَاتِنَا فِكْرَةً يَصْعُبُ فَهْمُهَا أَوْ لَا تَنْسَجِمُ مَعَ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِنَا؟‏ عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِنَفْهَمَهَا عِوَضَ أَنْ نَتَوَقَّعَ حُصُولَ تَعْدِيلٍ يُنَاسِبُ وُجْهَةَ نَظَرِنَا.‏ —‏ اِقْرَأْ لوقا ١٢:‏٤٢‏.‏

حَافِظْ عَلَى وَلَائِكَ لِرَفِيقِ زَوَاجِكَ

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ تَجِدُ ٱلْخِيَانَةُ سَبِيلًا لَهَا إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ،‏ وَلِمَاذَا لَيْسَ عُمْرُ ٱلْإِنْسَانِ مُبَرِّرًا لِلْخِيَانَةِ؟‏

١٢ إِنَّ ٱلْخِيَانَةَ،‏ عَلَى ٱخْتِلَافِ أَشْكَالِهَا،‏ عَمَلٌ حَقِيرٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْمَحَ لَهُ بِأَنْ يُعَكِّرَ صَفْوَ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَلْنَرَ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنْ وَلَاءٍ رَاسِخٍ لِرَفِيقِ زَوَاجِنَا وَلِلهِ.‏

١٣ اَلزِّنَى هُوَ مِنْ أَشَدِّ أَنْوَاعِ ٱلْخِيَانَةِ إِيلَامًا.‏ فَٱلزَّانِي يُخِلُّ بِعَهْدِ ٱلْوَفَاءِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ لِرَفِيقِ زَوَاجِهِ وَيُحَوِّلُ ٱنْتِبَاهَهُ إِلَى شَخْصٍ آخَرَ.‏ فَيَجِدُ ٱلطَّرَفُ ٱلْبَرِيءُ نَفْسَهُ وَحِيدًا،‏ وَتَنْقَلِبُ حَيَاتُهُ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ.‏ وَلكِنْ كَيْفَ يَحْدُثُ ذلِكَ بَيْنَ شَخْصَيْنِ جَمَعَهُمَا ٱلْحُبُّ يَوْمًا؟‏ غَالِبًا مَا تَبْدَأُ ٱلْمُشْكِلَةُ عِنْدَمَا يَتَسَلَّلُ ٱلْفُتُورُ إِلَى عَلَاقَتِهِمَا ٱلْعَاطِفِيَّةِ.‏ تُوضِحُ ٱلْبْرُوفِسُّورَةُ فِي ٱلْعُلُومِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ ڠَابْرِيِلَّا تُورْنَاتُورِي أَنَّ ٱلْخِيَانَةَ تَجِدُ سَبِيلًا لَهَا إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ حِينَ لَا يَكُونُ هُنَالِكَ سَعْيٌ دَؤُوبٌ لِإِنْجَاحِ ٱلْعَلَاقَةِ بَيْنَ ٱلزَّوْجَيْنِ.‏ وَهذَا ٱلْفُتُورُ فِي ٱلْعَلَاقَةِ يَحْدُثُ حَتَّى فِي مُنْتَصَفِ ٱلْعُمْرِ.‏ فَثَمَّةَ رَجُلٌ فِي ٱلْخَمْسِينَ مِنَ ٱلْعُمْرِ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ ٱلْوَفِيَّةَ بَعْدَ زَوَاجٍ دَامَ ٢٥ سَنَةً مِنْ أَجْلِ ٱمْرَأَةٍ أُخْرَى.‏ وَيَعْتَبِرُ ٱلْبَعْضُ هذَا ٱلتَّصَرُّفَ أَمْرًا طَبِيعِيًّا دَاعِينَ إِيَّاهُ أَزْمَةَ مُنْتَصَفِ ٱلْعُمْرِ.‏ إِلَّا أَنَّ مَا يَدْعُونَهُ أَزْمَةً هُوَ فِي ٱلْوَاقِعِ خِيَانَةٌ.‏ *

١٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ حِيَالَ ٱلْغَدْرِ فِي ٱلزَّوَاجِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْوَفَاءِ ٱلزَّوْجِيِّ؟‏

١٤ وَكَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ بِشَأْنِ ٱلَّذِينَ يَنْفَصِلُونَ عَنْ رَفِيقِ زَوَاجِهِمْ دُونَ سَبَبٍ مُؤَسَّسٍ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏ إِنَّ إِلهَنَا «يَكْرَهُ ٱلطَّلَاقَ»،‏ وَقَدْ شَجَبَ بِشِدَّةٍ تَصَرُّفَ ٱلَّذِينَ يَغْدُرُونَ بِرُفَقَاءِ زَوَاجِهِمْ وَيَهْجُرُونَهُمْ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ملاخي ٢:‏١٣-‏١٦‏.‏‏)‏ وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ يُبْغِضُ ٱلْخِيَانَةَ كَأَبِيهِ،‏ فَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكَ رَفِيقَ زَوَاجِهِ ٱلْبَرِيءَ وَيَتَصَرَّفَ كَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ١٩:‏٣-‏٦،‏ ٩‏.‏

١٥ مَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى بَقَاءِ ٱلْمَرْءِ ثَابِتًا فِي وَلَائِهِ لِرَفِيقِ زَوَاجِهِ؟‏

١٥ لكِنْ مَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى بَقَاءِ ٱلْمَرْءِ وَلِيًّا لِرَفِيقِ زَوَاجِهِ؟‏ تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللهِ لِلْأَزْوَاجِ:‏ «اِفْرَحْ بِٱمْرَأَةِ شَبَابِكَ»،‏ وَ «تَمَتَّعْ بِٱلْحَيَاةِ مَعَ زَوْجَتِكَ ٱلَّتِي تُحِبُّهَا».‏ وَهذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَى ٱلزَّوْجَاتِ.‏ (‏ام ٥:‏١٨؛‏ جا ٩:‏٩‏)‏ فَفِيمَا يَتَقَدَّمُ ٱلزَّوْجَانِ فِي ٱلْعُمْرِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَسْعَيَا بِدَأَبٍ إِلَى إِنْجَاحِ زَوَاجِهِمَا.‏ وَيَعْنِي ذلِكَ أَنْ يُرَاعِيَا وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ،‏ يُخَصِّصَا ٱلْوَقْتَ وَاحِدُهُمَا لِلْآخَرِ،‏ وَيَتَقَرَّبَا وَاحِدُهُمَا مِنَ ٱلْآخَرِ.‏ أَيْضًا،‏ يَنْبَغِي لَهُمَا أَنْ يَصُبَّا جُهُودَهُمَا كَيْ يَصُونَا مَعًا عَلَاقَتَهُمَا بِيَهْوَهَ.‏ لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ عَلَيْهِمَا أَنْ يَدْرُسَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعًا بِٱنْتِظَامٍ،‏ يَشْتَرِكَا فِي ٱلْخِدْمَةِ مَعًا،‏ وَيُصَلِّيَا مَعًا طَلَبًا لِبَرَكَةِ يَهْوَهَ.‏

حَافِظْ عَلَى وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ

١٦،‏ ١٧ ‏(‏أ)‏ مَاذَا نَفْعَلُ إِذَا فُصِلَ أَحَدُ أَقْرِبَائِنَا أَوْ أَصْدِقَائِنَا ٱلْأَحِمَّاءِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مِثَالٍ يُوضِحُ أَنَّ إِطَاعَةَ وَصِيَّةِ ٱللهِ بِٱلْكَفِّ عَنْ مُخَالَطَةِ ٱلْمَفْصُولِينَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ؟‏

١٦ هُنَالِكَ أَعْضَاءٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱرْتَكَبُوا أَخْطَاءً خَطِيرَةً فَجَرَى تَوْبِيخُهُمْ «بِصَرَامَةٍ لِيَكُونُوا أَصِحَّاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ».‏ (‏تي ١:‏١٣‏)‏ وَثَمَّةَ آخَرُونَ وَجَبَ فَصْلُهُمْ عَنْ جِسْمِ ٱلْجَمَاعَةِ بِسَبَبِ مَسْلَكِهِمْ،‏ لكِنَّ بَعْضَهُمْ ‹تَدَرَّبُوا› بِهذَا ٱلتَّأْدِيبِ فَٱسْتَعَادُوا عَافِيَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ.‏ (‏عب ١٢:‏١١‏)‏ فَمَاذَا نَفْعَلُ إِذَا فُصِلَ أَحَدُ أَقْرِبَائِنَا أَوْ أَصْدِقَائِنَا ٱلْأَحِمَّاءِ؟‏ يَجِبُ أَنْ نَضَعَ وَلَاءَنَا لِلهِ،‏ وَلَيْسَ لِهذَا ٱلشَّخْصِ،‏ فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلْأُولَى.‏ فَيَهْوَهُ يُرَاقِبُنَا لِيَرَى هَلْ نَلْتَزِمُ بِإِطَاعَةِ وَصِيَّتِهِ وَنَتَجَنَّبُ مُعَاشَرَةَ ٱلْمَفْصُولِ أَيًّا كَانَ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٥:‏١١-‏١٣‏.‏

١٧ تَأَمَّلْ فِي مُجَرَّدِ مِثَالٍ وَاحِدٍ يُظْهِرُ ٱلنَّتَائِجَ ٱلْجَيِّدَةَ ٱلَّتِي قَدْ تَتَأَتَّى عَنِ ٱلْتِصَاقِ ٱلْعَائِلَةِ بِوَصِيَّةِ يَهْوَهَ بِعَدَمِ مُعَاشَرَةِ ٱلْأَقْرِبَاءِ ٱلْمَفْصُولِينَ.‏ فَثَمَّةَ شَابٌّ بَقِيَ مَفْصُولًا أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ سَنَوَاتٍ حَرِصَ خِلَالَهَا أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ ٱلْأَرْبَعَةُ أَنْ ‹يَكُفُّوا عَنْ مُخَالَطَتِهِ›.‏ وَقَدْ ثَبَتُوا عَلَى مَوْقِفِهِمْ هذَا حَتَّى حِينَ حَاوَلَ أَحْيَانًا مُشَارَكَتَهُمْ فِي نَشَاطَاتِهِمْ.‏ وَبَعْدَمَا أُعِيدَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ،‏ أَخْبَرَ أَنَّهُ كَانَ دَائِمًا يَحِنُّ إِلَى مُعَاشَرَةِ عَائِلَتِهِ،‏ وَخُصُوصًا وَقْتَمَا يَكُونُ بِمُفْرَدِهِ فِي ٱلْأُمْسِيَاتِ.‏ وَٱعْتَرَفَ أَنَّهُ لَوْ تَرَاخَتْ عَائِلَتُهُ فِي مَوْقِفِهَا قَلِيلًا لَأَشْبَعَ ذلِكَ حَاجَتَهُ.‏ وَلكِنْ بِمَا أَنَّ أَحَدًا مِنْ عَائِلَتِهِ لَمْ يَفْسَحْ قَطُّ ٱلْمَجَالَ لِلتَّوَاصُلِ،‏ بَاتَ تَوْقُهُ ٱلشَّدِيدُ لِيَكُونَ مَعَهُمْ أَحَدَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلَّتِي حَثَّتْهُ عَلَى ٱسْتِعَادَةِ عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ.‏ لِذلِكَ إِذَا أُغْرِيتَ يَوْمًا بِٱنْتِهَاكِ وَصِيَّةِ ٱللهِ أَنْ تَمْتَنِعَ عَنْ مُعَاشَرَةِ أَقْرِبَائِكَ ٱلْمَفْصُولِينَ،‏ يَحْسُنُ بِكَ أَنْ تَتَذَكَّرَ مَا سَاهَمَ فِي عَوْدَةِ هذَا ٱلشَّابِّ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏

١٨ مَا هُوَ تَصْمِيمُكُمْ بَعْدَمَا نَاقَشْنَا حَسَنَاتِ ٱلْوَلَاءِ بِٱلتَّبَايُنِ مَعَ عَوَاقِبِ عَدَمِ ٱلْوَلَاءِ؟‏

١٨ نَحْنُ نَعِيشُ فِي عَالَمٍ يَتَفَشَّى فِيهِ ٱلْغَدْرُ وَعَدَمُ ٱلْوَلَاءِ.‏ وَمَعَ ذلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا كُلَّنَا أَنْ نَجِدَ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَشْخَاصًا أَوْلِيَاءَ نَقْتَدِي بِهِمْ.‏ فَمَسْلَكُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ يُخْبِرُ كَمْ هُمْ ‹أَوْلِيَاءُ وَأَبْرَارٌ وَبِلَا لَوْمٍ›.‏ (‏١ تس ٢:‏١٠‏)‏ فَلْنَبْقَ جَمِيعُنَا ثَابِتِينَ فِي وَلَائِنَا لِلهِ وَوَاحِدِنَا لِلْآخَرِ.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 4‏ لَمْ يَكُنْ شَعْرُ شَمْشُونَ بِحَدِّ ذَاتِهِ مَصْدَرَ قُوَّتِهِ،‏ بَلْ مَثَّلَ عَلَاقَتَهُ ٱلْخُصُوصِيَّةَ بِٱللهِ كَنَذِيرٍ.‏

^ ‎الفقرة 6‏ مِنْ هُنَا أَتَتْ عِبَارَةُ «قُبْلَةِ يَهُوذَا» ٱلَّتِي تُشِيرُ إِلَى ٱلْخِيَانَةِ.‏

^ ‎الفقرة 13‏ لِإِيجَادِ ٱقْتِرَاحَاتٍ مُسَاعِدَةٍ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلْخِيَانَةِ،‏ ٱنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «حِينَ يَخُونُ رَفِيقُ زَوَاجِكَ ٱلْعَهْدَ» فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدِ ١٥ حَزِيرَان (‏يُونْيُو)‏ ٢٠١٠،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٢٩-‏٣٢‏.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

بَقِيَ بُطْرُسُ وَلِيًّا لِٱبْنِ ٱللهِ ٱلْمَمْسُوحِ مَعَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ تَخَلَّوْا عَنْهُ