لمَ وضع خدمة يهوه أولا؟
لِمَ وَضْعُ خِدْمَةِ يَهْوَهَ أَوَّلًا؟
«فَمِي يُحَدِّثُ بِبِرِّكَ، ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ بِخَلَاصِكَ». — مز ٧١:١٥.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
أَيَّةُ عَوَامِلَ حَدَّدَتْ مَسْلَكَ حَيَاةِ نُوحٍ وَمُوسَى وَإِرْمِيَا وَبُولُسَ؟
أَيُّ تَقْيِيمٍ يُحَدِّدُ كَيْفَ تَعِيشُونَ حَيَاتَكُمْ؟
لِمَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ أَنْ تَضَعُوا خِدْمَةَ يَهْوَهَ أَوَّلًا؟
١، ٢ (أ) مَاذَا يُظْهِرُ ٱنْتِذَارُ ٱلْمَرْءِ لِيَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي خِيَارَاتِ نُوحٍ، مُوسَى، إِرْمِيَا، وَبُولُسَ؟
حِينَ يَنْتَذِرُ ٱلْمَرْءُ وَيَعْتَمِدُ كَوَاحِدٍ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ، يُقْدِمُ عَلَى خُطْوَةٍ جِدِّيَّةٍ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّ ٱلِٱنْتِذَارَ لِلهِ هُوَ أَهَمُّ قَرَارٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَكَأَنَّ ٱلشَّخْصَ يَقُولُ لِيَهْوَهَ: ‹أَنْتَ رَبِّي وَأَرْغَبُ أَنْ أَخْدُمَكَ فِي كُلِّ وَجْهٍ مِنْ أَوْجُهِ حَيَاتِي. وَأُرِيدُ أَنْ أَعْتَمِدَ عَلَيْكَ فِي تَحْدِيدِ أَوْلَوِيَّاتِي وَطَرِيقَةِ ٱسْتِعْمَالِ وَقْتِي وَمَوَارِدِي وَمَوَاهِبِي›.
٢ إِذَا كُنْتَ مَسِيحِيًّا مُنْتَذِرًا، فَقَدْ وَعَدْتَ يَهْوَهَ أَنْ تَعِيشَ وَفْقَ هذَا ٱلِٱنْتِذَارِ. وَكَمْ تُمْدَحُ عَلَى هذَا ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ وَٱلْحَكِيمِ! وَلكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلِٱعْتِرَافِ بِيَهْوَهَ سَيِّدًا أَنْ يَنْعَكِسَ تِلْقَائِيًّا عَلَى ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلَّتِي تُمْضِي وَقْتَكَ فِيهَا؟ تُسَاعِدُنَا أَمْثِلَةُ نُوحٍ، مُوسَى، إِرْمِيَا، وَبُولُسَ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي هذَا ٱلسُّؤَالِ. فَكُلٌّ مِنْهُمْ خَدَمَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ فِي ظُرُوفٍ شَبِيهَةٍ بِظُرُوفِنَا. وَٱلْمَسَاعِي ٱلَّتِي ٱخْتَارُوا أَنْ تَكُونَ مِحْوَرَ ٱهْتِمَامِهِمْ تَدْفَعُنَا أَنْ نُقَيِّمَ طَرِيقَةَ ٱسْتِعْمَالِ وَقْتِنَا. — مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ ٢ تي ٣:١.
قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ
٣ كَيْفَ تُشْبِهُ أَيَّامُنَا أَيَّامَ نُوحٍ؟
٣ شَبَّهَ يَسُوعُ أَيَّامَنَا بِأَيَّامِ نُوحٍ حِينَ قَالَ: «كَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ، كَذٰلِكَ يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ». فَقَدْ كَانَ ٱلنَّاسُ «يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَٱلرِّجَالُ يَتَزَوَّجُونَ وَٱلنِّسَاءُ يُزَوَّجْنَ، إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ ٱلْفُلْكَ، وَلَمْ يَكْتَرِثُوا حَتَّى جَاءَ ٱلطُّوفَانُ وَجَرَفَهُمْ جَمِيعًا». (مت ٢٤:٣٧-٣٩) وَٱلْيَوْمَ، يَعِيشُ مُعْظَمُ ٱلْبَشَرِ حَيَاتَهُمْ غَيْرَ مُبَالِينَ بِإِلْحَاحِ أَزْمِنَتِنَا. وَهُمْ لَا يَكْتَرِثُونَ بِٱلْإِنْذَارَاتِ ٱلَّتِي يُنَادِي بِهَا خُدَّامُ ٱللهِ. حَتَّى إِنَّ كَثِيرِينَ يَسْتَهْزِئُونَ قَائِلِينَ إِنَّ ٱللهَ لَنْ يَتَدَخَّلَ فِي شُؤُونِ ٱلبَشَرِ، تَمَامًا كَمَا فَعَلَ مُعَاصِرُو نُوحٍ. (٢ بط ٣:٣-٧) فَكَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ نُوحٌ وَقْتَهُ فِي ذلِكَ ٱلْمُحِيطِ ٱلْعِدَائِيِّ؟
٤ فِيمَ صَرَفَ نُوحٌ وَقْتَهُ بَعْدَ تَلَقِّي تَعْيِينٍ مِنْ يَهْوَهَ، وَلِمَاذَا؟
٤ بَعْدَمَا عَلِمَ نُوحٌ مَا يَنْوِي ٱللهُ فِعْلَهُ وَتَسَلَّمَ مِنْهُ تَفْوِيضًا، بَنَى فُلْكًا لِٱسْتِحْيَاءِ ٱلْبَشَرِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ. (تك ٦:١٣، ١٤، ٢٢) وَأَعْلَنَ أَيْضًا دَيْنُونَةَ يَهْوَهَ ٱلْوَشِيكَةَ. فَقَدْ قَالَ عَنْهُ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ إِنَّهُ «كَارِزٌ بِٱلْبِرِّ»، مِمَّا يَدُلُّ أَنَّهُ سَعَى لِيُنَبِّهَ ٱلنَّاسَ عَلَى خُطُورَةِ وَضْعِهِمْ. (اِقْرَأْ ٢ بطرس ٢:٥.) فَهَلْ كَانَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ بِرَأْيِكَ أَنْ يُرَكِّزَ نُوحٌ وَعَائِلَتُهُ جُهُودَهُمْ عَلَى تَوْسِيعِ عَمَلِهِمْ، أَوِ ٱلتَّفَوُّقِ عَلَى نُظَرَائِهِمْ، أَوْ تَأْمِينِ مُسْتَقْبَلٍ مُرِيحٍ؟ قَطْعًا لَا. فَقَدْ تَجَنَّبُوا هذِهِ ٱلتَّلْهِيَاتِ لِأَنَّهُمْ عَرَفُوا مَا يَنْتَظِرُهُمْ.
أَمِيرٌ مِصْرِيٌّ أَحْسَنَ ٱلِٱخْتِيَارَ
٥، ٦ (أ) إِلَامَ هَدَفَ عَلَى ٱلْأَغْلَبِ ٱلتَّعْلِيمُ ٱلَّذِي تَلَقَّاهُ مُوسَى؟ (ب) لِمَاذَا رَفَضَ مُوسَى ٱلْفُرَصَ ٱلسَّانِحَةَ لَهُ فِي مِصْرَ؟
٥ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي مِثَالِ مُوسَى. فَقَدْ نَشَأَ فِي قَصْرٍ مِصْرِيٍّ بِصِفَتِهِ ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ بِٱلتَّبَنِّي. وَفِي صِغَرِهِ، تَثَقَّفَ فِي «حِكْمَةِ ٱلْمِصْرِيِّينَ كُلِّهَا». (اع ٧:٢٢؛ خر ٢:٩، ١٠) وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، هَدَفَ هذَا ٱلتَّعْلِيمُ إِلَى تَهْيِئَتِهِ لِوَظِيفَةٍ فِي بَلَاطِ فِرْعَوْنَ. فَكَانَ فِي وُسْعِهِ أَنْ يُصْبِحَ شَخْصِيَّةً بَارِزَةً فِي أَقْوَى دَوْلَةٍ فِي زَمَنِهِ، وَيَتَمَتَّعَ بِٱلتَّرَفِ وَٱلِٱمْتِيَازَاتِ وَٱلْمَلَذَّاتِ ٱلَّتِي يُتِيحُهَا مَرْكَزُهُ. وَلكِنْ هَلْ هذَا مَا ٱبْتَغَاهُ حَقًّا؟
٦ عَلِمَ مُوسَى عَلَى ٱلْأَغْلَبِ بِوُعُودِ ٱللهِ لِأَسْلَافِهِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ لِأَنَّ وَالِدَيْهِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ دَرَّبَاهُ فِي سِنٍ بَاكِرَةٍ. وَقَدْ آمَنَ بِهذِهِ ٱلْوُعُودِ، وَلَا بُدَّ أَنَّهُ فَكَّرَ مَلِيًّا فِي مُسْتَقْبَلِهِ وَوَلَائِهِ لِيَهْوَهَ. فَمَاذَا ٱخْتَارَ عِنْدَمَا آنَ ٱلْأَوَانُ لِيُقَرِّرَ؟ أَنْ يَكُونَ أَمِيرًا مِصْرِيًّا أَوْ عَبْدًا إِسْرَائِيلِيًّا؟ لَقَدِ ٱخْتَارَ مُوسَى «أَنْ تُسَاءَ مُعَامَلَتُهُ مَعَ شَعْبِ ٱللهِ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ ٱلْوَقْتِيِّ بِٱلْخَطِيَّةِ». (اِقْرَأْ عبرانيين ١١:٢٤-٢٦.) وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، ٱتَّبَعَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ بِخُصُوصِ طَرِيقَةِ ٱسْتِعْمَالِ حَيَاتِهِ. (خر ٣:٢، ٦-١٠) فَلِمَ قَامَ بِهذَا ٱلِٱخْتِيَارِ؟ لِأَنَّهُ آمَنَ بِوُعُودِ ٱللهِ وَٱسْتَنْتَجَ أَنَّ مُسْتَقْبَلَهُ لَيْسَ فِي مِصْرَ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ذَاقَتْ هذِهِ ٱلْأُمَّةُ ٱلْأَمَرَّيْنِ بِسَبَبِ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلْعَشْرِ ٱلْإِلهِيَّةِ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ. فَهَلْ تَرَى ٱلْعِبْرَةَ لِلْمُنْتَذِرِينَ لِيَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟ عِوَضَ ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى مِهْنَةٍ أَوْ مَلَذَّاتِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ يَهْوَهُ وَخِدْمَتُهُ مِحْوَرَ ٱهْتِمَامِنَا.
أَدْرَكَ إِرْمِيَا مَا يُخَبِّئُهُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ
٧ كَيْفَ يُشَابِهُ ٱلظَّرْفُ ٱلَّذِي عَاشَهُ إِرْمِيَا ظَرْفَنَا ٱلْيَوْمَ؟
٧ كَانَ ٱلنَّبِيُّ إِرْمِيَا شَخْصًا آخَرَ وَضَعَ خِدْمَةَ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ. فَقَدْ عَيَّنَهُ يَهْوَهُ نَبِيًّا لِيُنَادِيَ بِرِسَالَةِ دَيْنُونَةٍ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا ٱلْمُرْتَدَّتَيْنِ. وَهكَذَا، يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ إِرْمِيَا عَاشَ «فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ». (ار ٢٣:١٩، ٢٠) فَكَانَ مُدْرِكًا تَمَامًا أَنَّ ٱلنِّظَامَ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِيهِ لَنْ يَبْقَى عَلَى حَالِهِ.
٨، ٩ (أ) لِمَ لَزِمَ تَقْوِيمُ تَفْكِيرِ بَارُوخَ؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا عِنْدَ وَضْعِ ٱلْخُطَطِ؟
٨ وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ ٱلْمَنْطِقِيَّةُ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَيْهَا قَنَاعَاتُ إِرْمِيَا؟ لَمْ يُحَاوِلْ أَنْ يُؤَمِّنَ مُسْتَقْبَلَهُ فِي نِظَامٍ آيِلٍ إِلَى ٱلزَّوَالِ. فَمَا ٱلْحِكْمَةُ مِنْ فِعْلِ ذلِكَ؟! أَمَّا بَارُوخُ، كَاتِبُ إِرْمِيَا، فَتَشَوَّشَ تَفْكِيرُهُ. لِذلِكَ أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى إِرْمِيَا أَنْ يَقُولَ لَهُ: «هٰأَنَذَا أَهْدِمُ مَا بَنَيْتُ، وَأَسْتَأْصِلُ مَا غَرَسْتُ، حَتَّى هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا. أَمَّا أَنْتَ فَلَا تَزَالُ تَطْلُبُ لَكَ عَظَائِمَ. لَا تَطْلُبْ بَعْدُ. لِأَنِّي هٰأَنَذَا جَالِبٌ بَلِيَّةً عَلَى كُلِّ ذِي جَسَدٍ، . . . وَسَأُعْطِيكَ نَفْسَكَ غَنِيمَةً فِي جَمِيعِ ٱلْأَمَاكِنِ ٱلَّتِي تَذْهَبُ إِلَيْهَا». — ار ٤٥:٤، ٥.
٩ لَا نَعْلَمُ يَقِينًا أَيَّةَ «عَظَائِمَ» طَلَبَهَا بَارُوخُ لِنَفْسِهِ. * لكِنَّنَا مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ مُسْتَقْبَلَهَا كَانَ مُظْلِمًا، فَقَدْ بَلَغَتْ نِهَايَتَهَا عِنْدَمَا دَمَّرَ ٱلْبَابِلِيُّونَ أُورُشَلِيمَ عَامَ ٦٠٧ قم. فَهَلْ تَرَى مَا ٱلْعِبْرَةُ لَنَا؟ إِنَّ ٱلْحُصُولَ عَلَى ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّخْطِيطَ لِلْمُسْتَقْبَلِ. (ام ٦:٦-١١) وَلكِنْ هَلْ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ تَعْلِيقُ آمَالِنَا عَلَى مَسَاعٍ وَقْتِيَّةٍ وَصَرْفُ ٱلْكَثِيرِ مِنْ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا فِيهَا؟ صَحِيحٌ أَنَّ هَيْئَةَ يَهْوَهَ مُسْتَمِرَّةٌ فِي ٱلتَّخْطِيطِ لِتَشْيِيدِ قَاعَاتِ مَلَكُوتٍ وَمَبَانِي فُرُوعٍ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمَشَارِيعِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ، إِلَّا أَنَّ هذِهِ ٱلْمَسَاعِيَ مُسْتَقْبَلُهَا مَضْمُونٌ لِأَنَّهَا تَهْدِفُ إِلَى تَقَدُّمِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَحْسُنُ بِجَمِيعِ ٱلْمُنْتَذِرِينَ لِيَهْوَهَ وَضْعُ أَوْلَوِيَّاتٍ مُمَاثِلَةٍ عِنْدَ رَسْمِ ٱلْخُطَطِ. فَهَلْ أَنْتَ مُقْتَنِعٌ فِي ٱلصَّمِيمِ أَنَّكَ ‹تُدَاوِمُ أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ [يَهْوَهَ] وَبِرِّهِ›؟ — مت ٦:٣٣.
«أَنَا أَعْتَبِرُهَا نُفَايَةً»
١٠، ١١ (أ) عَلَامَ رَكَّزَ بُولُسُ جُهُودَهُ قَبْلَ ٱهْتِدَائِهِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ (ب) لِمَاذَا تَغَيَّرَتْ أَهْدَافُ بُولُسَ تَغَيُّرًا جَذْرِيًّا؟
١٠ أَخِيرًا، لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ بُولُسَ. فَقَبْلَ ٱهْتِدَائِهِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ، كَانَ مُسْتَقْبَلُهُ وَاعِدًا. فَقَدْ دَرَسَ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْيَهُودِيَّةَ عِنْدَ قَدَمَيْ أَحَدِ أَهَمِّ ٱلْمُعَلِّمِينَ فِي أَيَّامِهِ. وَأَخَذَ ٱلسُّلْطَةَ مِنْ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْيَهُودِيِّ. وَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي ٱلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَقْرَانِهِ. (اع ٩:١، ٢؛ ٢٢:٣؛ ٢٦:١٠؛ غل ١:١٣، ١٤) مَعَ ذلِكَ، تَبَدَّلَ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَمَا عَرَفَ أَنَّ ٱلْأُمَّةَ ٱلْيَهُودِيَّةَ لَمْ تَعُدْ تَحْظَى بِبَرَكَةِ يَهْوَهَ.
١١ إِذَّاكَ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ أَيَّةَ مِهْنَةٍ فِي ظِلِّ ٱلنِّظَامِ ٱلْيَهُودِيِّ عَدِيمَةُ ٱلْقِيمَةِ عِنْدَ يَهْوَهَ وَمَصِيرُهَا مَشْؤُومٌ. (مت ٢٤:٢) حَتَّى إِنَّ هذَا ٱلْفَرِّيسِيَّ ٱلسَّابِقَ قَالَ إِنَّ مَا ٱعْتَبَرَهُ مُهِمًّا بَاتَ «نُفَايَةً» بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ فَهْمِهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْوَاضِحِ لِمَقَاصِدِ ٱللهِ وَٱمْتِيَازِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. نَتِيجَةً لِذلِكَ، تَخَلَّى بُولُسُ عَنْ سَعْيِهِ إِلَى ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ، وَكَرَّسَ بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ. — اِقْرَأْ فيلبي ٣:٤-٨، ١٥؛ اع ٩:١٥.
اِفْحَصْ أَوْلَوِيَّاتِكَ
١٢ مَا كَانَ مِحْوَرَ ٱهْتِمَامِ يَسُوعَ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ؟
١٢ إِنَّ نُوحًا وَمُوسَى وَإِرْمِيَا وَبُولُسَ وَكَثِيرِينَ غَيْرَهُمْ أَنْفَقُوا مُعْظَمَ وَقْتِهِمْ وَطَاقَتِهِمْ فِي ٱلْمَسَاعِي ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ، وَهُمْ أَمْثِلَةٌ جَيِّدَةٌ لَنَا. أَمَّا أَعْظَمُ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ فَهُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. (١ بط ٢:٢١) فَبَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ، خَصَّصَ أَيَّامَهُ ٱلْبَاقِيَةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ وَإِكْرَامِ يَهْوَهَ. مِنْ هذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، يَجِبُ أَنْ تَحْتَلَّ خِدْمَةُ يَهْوَهَ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاةِ كُلِّ مَسِيحِيٍّ يَعْتَبِرُ يَهْوَهَ سَيِّدَهُ. فَهَلْ يَصِحُّ ذلِكَ عَلَيْكَ؟ وَكَيْفَ يَسَعُكَ أَنْ تُوَفِّقَ بَيْنَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْأَهْدَافِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ وَٱلنَّشَاطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ ٱلضَّرُورِيَّةِ؟ — اِقْرَأْ مزمور ٧١:١٥؛ ١٤٥:٢.
١٣، ١٤ (أ) فِيمَ يَحْسُنُ بِجَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ أَنْ يَتَأَمَّلُوا؟ (ب) أَيُّ ٱكْتِفَاءٍ يَشْعُرُ بِهِ شَعْبُ ٱللهِ؟
١٣ مُنْذُ سَنَوَاتٍ وَهَيْئَةُ يَهْوَهَ تُشَجِّعُ مِرَارًا وَتَكْرَارًا ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَأَمَّلُوا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فِي إِمْكَانِيَّةِ ٱلِٱنْخِرَاطِ فِي خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ. لَا شَكَّ أَنَّ ظُرُوفًا مُتَنَوِّعَةً تَمْنَعُ بَعْضَ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ مِنْ تَخْصِيصِ مَا مُعَدَّلُهُ ٧٠ سَاعَةً شَهْرِيًّا فِي ٱلْبِشَارَةِ. وَلَا يَجِبُ أَنْ يَشْعُرَ هؤُلَاءِ بِٱلذَّنْبِ. (١ تي ٥:٨) لكِنْ مَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ يَفُوقُ عَمَلُ ٱلْفَتْحِ إِمْكَانَاتِكَ حَقًّا؟
١٤ فَكِّرْ فِي ٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي ٱخْتَبَرَهُ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ شَعْبِ ٱللهِ خِلَالَ مَوْسِمِ ٱلذِّكْرَى هذِهِ ٱلسَّنَةَ. فَخِلَالَ شَهْرِ آذَارَ (مَارِس)، أَتَاحَ تَرْتِيبٌ خُصُوصِيٌّ لِلْفَاتِحِينَ ٱلْإِضَافِيِّينَ أَنْ يَصْرِفُوا إِمَّا ٣٠ أَوْ ٥٠ سَاعَةً فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. (مز ١١٠:٣) فَٱشْتَرَكَ ٱلْمَلَايِينُ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْإِضَافِيِّ، وَشَعَّتِ ٱلْجَمَاعَاتُ حَمَاسَةً وَفَرَحًا. فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُرَتِّبَ أُمُورَكَ كَيْ تَخْتَبِرَ ٱلسَّعَادَةَ نَفْسَهَا مَرَّاتٍ أَكْثَرَ فِي ٱلسَّنَةِ؟ يَا لَلِٱكْتِفَاءِ ٱلَّذِي يَشْعُرُ بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْمُنْتَذِرُ فِي نِهَايَةِ ٱلْيَوْمِ حِينَ يَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِنَّهُ بَذَلَ وُسْعَهُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ!
١٥ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ تَحْصِيلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ؟
١٥ هَلْ أَنْتَ عَلَى وَشْكِ إِنْهَاءِ سَنَوَاتِ ٱلدِّرَاسَةِ ٱلْمَطْلُوبَةِ مِنْكَ، وَتَتَمَتَّعُ بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ، وَلَا تَقَعُ عَلَى عَاتِقِكَ مَسْؤُولِيَّاتٌ كَثِيرَةٌ؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، هَلْ فَكَّرْتَ مَلِيًّا فِي ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ ٱلْعَادِيِّينَ؟ طَبْعًا، إِنَّ ٱلْمُرْشِدِينَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ يَعْتَقِدُونَ عَنْ حُسْنِ نِيَّةٍ أَنَّ مِنْ مَصْلَحَتِكَ تَحْصِيلَ تَعْلِيمٍ عَالٍ وَٱلتَّخْطِيطَ لِمِهْنَةٍ دُنْيَوِيَّةٍ. غَيْرَ أَنَّهُمْ يَضَعُونَ ثِقَتَهُمْ فِي نِظَامٍ ٱجْتِمَاعِيٍّ وَٱقْتِصَادِيٍّ أَيَّامُهُ مَعْدُودَةٌ. مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، إِنْ جَعَلْتَ عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ مِحْوَرَ حَيَاتِكَ، فَأَنْتَ تَسْعَى لِأَهْدَافٍ مُجْدِيَةٍ حَقًّا وَطَوِيلَةِ ٱلْأَمَدِ، مُتَّبِعًا مِثَالَ يَسُوعَ ٱلْكَامِلَ. وَهذَا ٱلْقَرَارُ ٱلْحَكِيمُ سَيُسْعِدُكَ وَيَحْمِيكَ وَيُظْهِرُ تَصْمِيمَكَ عَلَى ٱلْعَيْشِ وَفْقَ ٱنْتِذَارِكَ لِيَهْوَهَ. — مت ٦:١٩-٢١؛ ١ تي ٦:٩-١٢.
١٦، ١٧ (أ) مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْفُضْلَى لِيَسْتَعْمِلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ وَقْتَهُمْ؟ (ب) أَيُّ أَسْئِلَةٍ يَحْسُنُ بِخُدَّامِ يَهْوَهَ أَنْ يَطْرَحُوهَا؟
١٦ يَعْمَلُ ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ دَوَامًا طَوِيلًا لِسَدِّ حَاجَاتِ عَائِلَاتِهِمِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ. إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ رُبَّمَا يَعْمَلُونَ سَاعَاتٍ أَطْوَلَ مِنَ ٱللَّازِمِ. (١ تي ٦:٨) فَٱلْعَالَمُ ٱلتِّجَارِيُّ يُحَاوِلُ أَقْصَى جُهْدِهِ أَنْ يُقْنِعَنَا بِأَنَّنَا غَيْرُ قَادِرِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِغْنَاءِ عَنْ مُنْتَجَاتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ وَأَحْدَثِ مَعْرُوضَاتِهِ. لكِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لَا يَرْغَبُونَ أَنْ يُمْلِيَ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ عَلَيْهِمْ أَوْلَوِيَّاتِهِمْ. (١ يو ٢:١٥-١٧) أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمُتَقَاعِدِينَ عَنِ ٱلْعَمَلِ ٱلدُّنْيَوِيِّ، فَأَيُّ طَرِيقَةٍ أَفْضَلُ لِٱسْتِعْمَالِ وَقْتِهِمْ مِنْ عَمَلِ ٱلْفَتْحِ وَوَضْعِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ أَوَّلًا؟!
١٧ لِذَا بِإِمْكَانِ كُلِّ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ أَنْ يَسْأَلُوا أَنْفُسَهُمْ: مَا هُوَ هَدَفِي ٱلرَّئِيسِيُّ فِي ٱلْحَيَاةِ؟ هَلْ أَضَعُ مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلْأُولَى؟ هَلْ أَتَحَلَّى بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ؟ هَلْ أُطِيعُ مَشُورَةَ يَسُوعَ وَأَتْبَعُهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ؟ هَلْ بِإِمْكَانِي أَنْ أُعَدِّلَ بَرْنَامَجِي كَيْ أُخَصِّصَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ أَوِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ ٱلْأُخْرَى؟ وَفِي حَالِ لَمْ تَسْمَحْ ظُرُوفِي حَالِيًّا بِتَوْسِيعِ خِدْمَتِي، هَلْ أُوَاصِلُ تَنْمِيَةَ رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟
«لِكَيْ تُرِيدُوا وَتَعْمَلُوا»
١٨، ١٩ أَيُّ مَوْضُوعٍ يُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ بِشَأْنِهِ، وَلِمَ يَرْضَى يَهْوَهُ عَنْهُ؟
١٨ إِنَّ غَيْرَةَ شَعْبِ ٱللهِ تَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ. لكِنَّ ٱلْبَعْضَ مِمَّنْ تَسْمَحُ لَهُمْ ظُرُوفُهُمْ بِٱلْخِدْمَةِ كَفَاتِحِينَ يَشْعُرُونَ بِعَدَمِ ٱلْأَهْلِيَّةِ أَوْ إِنَّهُمْ لَا يَمِيلُونَ إِلَى هذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ. (خر ٤:١٠؛ ار ١:٦) فَمَا ٱلْحَلُّ؟ أَلَيْسَ مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ يَذْكُرُوا هذَا ٱلْمَوْضُوعَ فِي ٱلصَّلَاةِ؟ طَبْعًا. ذَكَرَ بُولُسُ لِرُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنَّ يَهْوَهَ «هُوَ ٱلْعَامِلُ فِيكُمْ، مِنْ أَجْلِ مَسَرَّتِهِ، لِكَيْ تُرِيدُوا وَتَعْمَلُوا عَلَى ٱلسَّوَاءِ». (في ٢:١٣) لِذلِكَ إِذَا لَمْ تَكُنْ تَشْعُرُ بِٱلِٱنْدِفَاعِ إِلَى تَوْسِيعِ خِدْمَتِكَ، فَٱسْأَلْ يَهْوَهَ أَنْ يَمُدَّكَ بِٱلرَّغْبَةِ وَٱلْقُدْرَةِ عَلَى ذلِكَ. — ٢ بط ٣:٩، ١١.
١٩ كَانَ نُوحٌ وَمُوسَى وَإِرْمِيَا وَبُولُسُ وَيَسُوعُ خُدَّامًا مُتَفَانِينَ. وَٱسْتَعْمَلُوا وَقْتَهُمْ وَطَاقَتَهُمْ لِلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةِ يَهْوَهَ ٱلتَّحْذِيرِيَّةِ مُتَجَنِّبِينَ كُلَّ ٱلتَّلْهِيَاتِ. إِنَّ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرَ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَنْتَهِيَ؛ لِذلِكَ عَلَيْنَا جَمِيعًا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ نَذَرْنَا حَيَاتَنَا لِلهِ، أَنْ نَحْرِصَ عَلَى بَذْلِ قُصَارَى جُهْدِنَا لِلِٱقْتِدَاءِ بِهذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْمُمَيَّزَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (مت ٢٤:٤٢؛ ٢ تي ٢:١٥) وَهكَذَا نُرْضِي يَهْوَهَ وَنَحْصُدُ بَرَكَاتِهِ ٱلسَّخِيَّةَ. — اِقْرَأْ ملاخي ٣:١٠.
[الحاشية]
^ الفقرة 9 اُنْظُرْ رِسَالَةٌ مِنَ ٱللهِ بِفَمِ إِرْمِيَا، ٱلصَّفَحَاتِ ١٠٤-١٠٦، بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ.
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢١]
لَمْ يُبَالِ ٱلنَّاسُ بِتَحْذِيرَاتِ نُوحٍ
[الصورة في الصفحة ٢٤]
هَلْ فَكَّرْتَ مَلِيًّا فِي ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ ٱلْعَادِيِّينَ؟