الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اخدم اله الحرية

اخدم اله الحرية

‏«هٰذَا مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللهِ،‏ أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ،‏ وَوَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا».‏ —‏ ١ يو ٥:‏٣‏.‏

١ مَا هِيَ نَظْرَةُ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ،‏ وَكَيْفَ تَجَلَّتْ فِي حَالَةِ آدَمَ وَحَوَّاءَ؟‏

يَهْوَهُ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَمْلِكُ حُرِّيَّةً مُطْلَقَةً.‏ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُسِيءُ ٱسْتِعْمَالَهَا أَبَدًا.‏ وَهُوَ لَا يَتَحَكَّمُ فِي حُرِّيَّةِ خُدَّامِهِ بِٱلتَّدَخُّلِ فِي أَدَقِّ تَفَاصِيلِ حَيَاتِهِمْ،‏ بَلْ مَنَحَهُمُ ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ ٱلَّتِي تُتِيحُ لَهُمُ ٱتِّخَاذَ قَرَارَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ وَإِشْبَاعَ كُلِّ رَغَبَاتِهِمِ ٱللَّائِقَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لَقَدْ نَهَى ٱللهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَنْ أَمْرٍ وَاحِدٍ فَقَطْ:‏ اَلْأَكْلِ مِنْ «شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ».‏ (‏تك ٢:‏١٧‏)‏ لِذلِكَ كَانَ بِإِمْكَانِهِمَا ٱلتَّمَتُّعُ بِحُرِّيَّةٍ عَظِيمَةٍ وَتَحْقِيقُ مَشِيئَتِهِ فِي آنٍ مَعًا.‏

٢ لِمَ خَسِرَ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي مَنَحَهُمَا إِيَّاهَا ٱللهُ؟‏

٢ لِمَ مَنَحَ ٱللهُ أَبَوَيْنَا ٱلْأَوَّلَيْنِ هذَا ٱلْمِقْدَارَ ٱلْكَبِيرَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ؟‏ ذلِكَ لِأَنَّهُ خَلَقَهُمَا عَلَى صُورَتِهِ وَأَعْطَاهُمَا ضَمِيرًا.‏ وَقَدْ تَوَقَّعَ أَنْ تَقُودَهُمَا مَحَبَّتُهُمَا لَهُ إِلَى فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ.‏ (‏تك ١:‏٢٧؛‏ رو ٢:‏١٥‏)‏ لكِنَّ ٱلْمُحْزِنَ هُوَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَمْ يُقَدِّرَا خَالِقَهُمَا وَلَا ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي مَنَحَهُمَا إِيَّاهَا.‏ بَلِ ٱخْتَارَا حُرِّيَّةً لَا تَحِقُّ لَهُمَا عَرَضَهَا ٱلشَّيْطَانُ عَلَيْهِمَا:‏ حُرِّيَّةَ تَقْرِيرِ مَا هُوَ صَوَابٌ وَخَطَأٌ.‏ وَلكِنْ عِوَضَ أَنْ يَنْعَمَا بِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ،‏ بَاعَا أَنْفُسَهُمَا وَذُرِّيَّتَهُمَا عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ،‏ فَأَدَّى ذلِكَ إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ.‏ —‏ رو ٥:‏١٢‏.‏

٣،‏ ٤ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ خِدَاعَنَا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ؟‏

٣ لَقَدْ تَمَكَّنَ ٱلشَّيْطَانُ مِنْ إِقْنَاعِ شَخْصَيْنِ كَامِلَيْنِ —‏ فَضْلًا عَنْ عَدَدٍ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ —‏ بِرَفْضِ سُلْطَانِ ٱللهِ.‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْدَعَنَا نَحْنُ ٱلنَّاقِصِينَ؟‏!‏ وَأُسْلُوبُهُ لَا يَزَالُ هُوَ نَفْسَهُ تَقْرِيبًا.‏ فَهُوَ يُحَاوِلُ أَنْ يَخْدَعَنَا وَيَجُرَّنَا إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ أَنَّ مَقَايِيسَ ٱللهِ تُشَكِّلُ عِبْئًا وَتَسْلُبُنَا ٱلْمَرَحَ وَٱلْإِثَارَةَ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏١ يو ٥:‏٣‏)‏ وَقَدْ يَكُونُ لِهذَا ٱلتَّفْكِيرِ تَأْثِيرٌ قَوِيٌّ عَلَيْنَا إِذَا مَا تَعَرَّضْنَا لَهُ بِٱسْتِمْرَارٍ.‏ تُخْبِرُ أُخْتٌ عُمْرُهَا ٢٤ سَنَةً مَارَسَتِ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ:‏ «تَأَثَّرْتُ كَثِيرًا بِٱلْمَعْشَرِ ٱلرَّدِيءِ،‏ وَخُصُوصًا لِأَنَّنِي خِفْتُ أَنْ تَكُونَ آرَائِي مُخْتَلِفَةً عَنْ آرَاءِ نُظَرَائِي».‏ أَنْتَ أَيْضًا،‏ رُبَّمَا تَعَرَّضْتَ لِضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ وَتَعْرِفُ كَمْ قَوِيٌّ هُوَ تَأْثِيرُهُ.‏

٤ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ تَأْثِيرَ ٱلنُّظَرَاءِ ٱلسَّلْبِيَّ قَدْ يَأْتِي أَحْيَانًا مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ قَالَ حَدَثٌ شَابٌّ:‏ «كُنْتُ أُعَاشِرُ أَصْدِقَاءَ يُوَاعِدُونَ أَشْخَاصًا غَيْرَ مُؤْمِنِينَ.‏ لكِنِّي أَدْرَكْتُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ أَنَّنِي كُلَّمَا صَاحَبْتُهُمْ،‏ صِرْتُ مِثْلَهُمْ.‏ فَقَدْ بَدَأْتُ أَضْعُفُ رُوحِيًّا.‏ فَمَا عُدْتُ أَتَمَتَّعُ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ وَبَاتَ ٱشْتِرَاكِي فِي ٱلْخِدْمَةِ نَادِرًا.‏ كَانَ ذلِكَ بِمَثَابَةِ جَرَسِ إِنْذَارٍ دَفَعَنِي إِلَى قَطْعِ صِلَتِي بِرُفَقَائِي هؤُلَاءِ».‏ فَهَلْ تُدْرِكُ مَدَى تَأْثِيرِ عُشَرَائِكَ عَلَيْكَ؟‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَافِعٍ لَنَا ٱلْيَوْمَ.‏ —‏ رو ١٥:‏٤‏.‏

اِسْتَرَقَ قُلُوبَهُمْ

٥،‏ ٦ كَيْفَ أَضَلَّ أَبْشَالُومُ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَهَلْ نَجَحَتْ خُطَّتُهُ؟‏

٥ تَحْوِي صَفَحَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَمْثِلَةً كَثِيرَةً لِأَشْخَاصٍ أَثَّرُوا تَأْثِيرًا سَيِّئًا فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَبْشَالُومَ،‏ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ كَانَ أَبْشَالُومُ رَجُلًا رَائِعَ ٱلْجَمَالِ.‏ لكِنَّهُ عَلَى غِرَارِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ سَمَحَ لِلطُّمُوحِ ٱلْجَامِحِ أَنْ يَنْمُوَ فِي قَلْبِهِ حِينَ رَاحَ يَشْتَهِي عَرْشَ أَبِيهِ ٱلَّذِي لَا يَحِقُّ لَهُ.‏ * وَفِي مُحَاوَلَةٍ خَبِيثَةٍ لِلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى ٱلْمُلْكِ،‏ تَظَاهَرَ أَنَّهُ يَهْتَمُّ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا بِخَيْرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِيمَا لَمَّحَ لَهُمْ بِدَهَاءٍ أَنَّ ٱلْمَلِكَ لَا يَأْبَهُ لِمَصَالِحِهِمْ.‏ نَعَمْ،‏ مِثْلَ إِبْلِيسَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ،‏ ٱدَّعَى أَبْشَالُومُ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِخَيْرِ ٱلنَّاسِ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱفْتَرَى عَلَى أَبِيهِ مُشَوِّهًا سُمْعَتَهُ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏١-‏٥‏.‏

٦ وَهَلْ نَجَحَتْ خُطَّةُ أَبْشَالُومَ ٱلْمَاكِرَةُ؟‏ لَقَدْ نَجَحَتْ إِلَى حَدٍّ مَا،‏ إِذْ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اِسْتَرَقَ أَبْشَالُومُ قُلُوبَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ».‏ (‏٢ صم ١٥:‏٦‏)‏ لكِنَّ عَجْرَفَتَهُ أَدَّتْ فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى ٱنْهِزَامِهِ،‏ ثُمَّ إِلَى مَوْتِهِ وَمَوْتِ آلَافِ ٱلَّذِينَ جَرَّهُمْ وَرَاءَهُ بِٱلْحِيلَةِ.‏ —‏ ٢ صم ١٨:‏٧،‏ ١٤-‏١٧‏.‏

٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ أَبْشَالُومَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٤.‏)‏

٧ وَلِمَاذَا كَانَ مِنَ ٱلسَّهْلِ تَضْلِيلُ هؤُلَاءِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏ رُبَّمَا لِأَنَّهُمْ رَغِبُوا فِي مَا وَعَدَهُمْ بِهِ أَبْشَالُومُ.‏ أَوْ لَعَلَّهُمُ ٱنْبَهَرُوا بِمَظْهَرِهِ ٱلْخَارِجِيِّ فَتَبِعُوهُ.‏ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ،‏ فَثَمَّةَ أَمْرٌ أَكِيدٌ:‏ لَمْ يَكُونُوا أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ وَمَلِكِهِ ٱلْمُعَيَّنِ دَاوُدَ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ لَا يَزَالُ ٱلشَّيْطَانُ يَسْتَخْدِمُ أَشْخَاصًا مِثْلَ أَبْشَالُومَ فِي سَعْيِهِ إِلَى ٱسْتِرَاقِ قُلُوبِ خُدَّامِ يَهْوَهَ.‏ فَقَدْ يَقُولُونَ:‏ ‹أَلَيْسَتْ مَقَايِيسُ يَهْوَهَ صَارِمَةً أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ؟‏ فَٱلنَّاسُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ لَا يَتَقَيَّدُونَ بِهَا يَعِيشُونَ حَيَاةً مُمْتِعَةً جِدًّا›.‏ فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَرَى مَا وَرَاءَ هذِهِ ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدَّنِيئَةِ وَتَبْقَى وَلِيًّا لِلهِ؟‏ هَلْ تُدْرِكُ أَنَّ «شَرِيعَةَ [يَهْوَهَ] ٱلْكَامِلَةَ»،‏ أَيْ شَرِيعَةَ ٱلْمَسِيحِ،‏ هِيَ فَقَطِ ٱلَّتِي تَقُودُكَ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ؟‏ (‏يع ١:‏٢٥‏)‏ إِذَا كَانَ ٱلْأَمْرُ كَذلِكَ،‏ فَأَحْبِبْ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ،‏ وَٱحْذَرْ لِئَلَّا تُغْرَى بِإِسَاءَةِ ٱسْتِعْمَالِ حُرِّيَّتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ بطرس ٢:‏١٦‏.‏

٨ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ حَيَّةٍ تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ لَا تَتَأَتَّى عَنْ تَجَاهُلِ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ؟‏

٨ يَسْتَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْأَحْدَاثَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ.‏ أَخْبَرَ أَخٌ فِي ٱلثَّلَاثِينَاتِ مِنْ عُمْرِهِ عَنْ سَنَوَاتِ مُرَاهَقَتِهِ:‏ «آنَذَاكَ،‏ لَمْ أَرَ فِي مَقَايِيسِ يَهْوَهَ حِمَايَةً لِي،‏ بَلْ تَقْيِيدًا لِحُرِّيَّتِي».‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ ٱرْتَكَبَ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ.‏ لكِنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ لَمْ يَجْلُبْ لَهُ ٱلسَّعَادَةَ.‏ قَالَ:‏ «اِسْتَحْوَذَتْ عَلَيَّ مَشَاعِرُ ٱلذَّنْبِ وَٱلنَّدَمِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ».‏ أَيْضًا،‏ كَتَبَتْ أُخْتٌ عَنِ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلَّتِي ٱنْتَابَتْهَا بَعْدَمَا ٱرْتَكَبَتِ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ بِعُمْرِ ٱلْمُرَاهَقَةِ:‏ «أَحْسَسْتُ بِأَلَمٍ شَدِيدٍ وَخَسِرْتُ ٱحْتِرَامِي لِذَاتِي.‏ حَتَّى ٱلْيَوْمَ،‏ بَعْدَ مُرُورِ ١٩ سَنَةً،‏ لَا تَزَالُ ٱلذِّكْرَيَاتُ ٱلْأَلِيمَةُ تُقِضُّ مَضْجَعِي».‏ وَتُعَبِّرُ أُخْتٌ أُخْرَى:‏ «إِنَّ مُجَرَّدَ ٱلتَّفْكِيرِ بِأَنَّ مَسْلَكِي سَحَقَ ٱلَّذِينَ أُحِبُّهُمْ دَمَّرَنِي فِكْرِيًّا وَرُوحِيًّا وَعَاطِفِيًّا.‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَيْشَ دُونَ رِضَى يَهْوَهَ أَمْرٌ رَهِيبٌ حَقًّا!‏».‏ نَعَمْ،‏ لَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ تُفَكِّرَ فِي عَوَاقِبِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلَّتِي تَرْتَكِبُهَا.‏

٩ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَحْلِيلِ نَظْرَتِنَا إِلَى يَهْوَهَ وَإِلَى مَبَادِئِهِ وَشَرَائِعِهِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَعَمَّقَ فِي مَعْرِفَةِ ٱللهِ؟‏

٩ كَمْ مِنَ ٱلْمُحْزِنِ أَنْ نَرَى أَحْدَاثًا كَثِيرِينَ مِنَ ٱلشُّهُودِ —‏ حَتَّى عَدَدًا مِنَ ٱلْكِبَارِ —‏ يَتَعَلَّمُونَ بِٱلِٱخْتِبَارِ ٱلْقَاسِي أَنَّ ٱلْمَلَذَّاتِ ٱلْخَاطِئَةَ غَالِبًا مَا تُكَلِّفُ غَالِيًا!‏ (‏غل ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَعِي أَنَّ مُخَطَّطَاتِ ٱلشَّيْطَانِ مَا هِيَ فِي ٱلْوَاقِعِ سِوَى خُدَعٍ مُؤْذِيَةٍ؟‏ هَلْ أَعْتَبِرُ يَهْوَهَ ٱلصَّدِيقَ ٱلْأَقْرَبَ لِي،‏ صَدِيقًا يُخْبِرُنِي ٱلْحَقَّ دَائِمًا وَيُرِيدُ أَفْضَلَ مَصَالِحِي؟‏ هَلْ أَنَا مُقْتَنِعٌ تَمَامًا أَنَّهُ لَنْ يَحْرِمَنِي أَبَدًا مِنْ أَمْرٍ يُفِيدُنِي حَقًّا وَيَمْنَحُنِي سَعَادَةً كَبِيرَةً؟‏›.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏‏)‏ كَيْ تُجِيبَ بِنَعَمْ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ،‏ يَجِبُ أَنْ تَتَعَدَّى مَعْرِفَتُكَ بِيَهْوَهَ ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلسَّطْحِيَّةَ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ تَتَعَمَّقَ فِي ٱلتَّعَرُّفِ بِهِ وَتُدْرِكَ أَنَّهُ وَضَعَ شَرَائِعَهُ وَمَبَادِئَهُ ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَكَ،‏ لَا رَغْبَةً مِنْهُ فِي تَقْيِيدِ حُرِّيَّتِكَ.‏ —‏ مز ٢٥:‏١٤‏.‏

صَلِّ مُلْتَمِسًا قَلْبًا طَائِعًا وَحَكِيمًا

١٠ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى جَاهِدِينَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ حِينَ كَانَ حَدَثًا؟‏

١٠ عِنْدَمَا كَانَ سُلَيْمَانُ لَا يَزَالُ شَابًّا،‏ صَلَّى بِتَوَاضُعٍ قَائِلًا:‏ «أَنَا وَلَدٌ صَغِيرٌ،‏ لَا أَعْرِفُ كَيْفَ أَخْرُجُ وَكَيْفَ أَدْخُلُ».‏ ثُمَّ ٱلْتَمَسَ مِنَ ٱللهِ قَلْبًا طَائِعًا.‏ (‏١ مل ٣:‏٧-‏٩،‏ ١٢‏)‏ وَكَمَا ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ طَلَبَهُ ٱلْمُخْلِصَ هذَا،‏ سَيَسْتَجِيبُ لَكَ ٱلْيَوْمَ،‏ سَوَاءٌ كُنْتَ صَغِيرًا أَمْ كَبِيرًا.‏ طَبْعًا،‏ إِنَّهُ لَنْ يَمْنَحَكَ ٱلْبَصِيرَةَ وَٱلْحِكْمَةَ عَجَائِبِيًّا.‏ لكِنَّهُ سَيَجْعَلُكَ حَكِيمًا إِذَا دَرَسْتَ بِجِدٍّ كَلِمَتَهُ،‏ صَلَّيْتَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَٱسْتَفَدْتَ كَامِلًا مِنَ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏يع ١:‏٥‏)‏ نَعَمْ،‏ بِوَاسِطَةِ هذِهِ ٱلتَّدَابِيرِ،‏ يَجْعَلُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ كِبَارًا وَصِغَارًا أَحْكَمَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ يَتَجَاهَلُونَ مَشُورَتَهُ،‏ حَتَّى مَنْ يُدْعَوْنَ ‹حُكَمَاءَ وَمُفَكِّرِينَ› فِي هذَا ٱلْعَالَمِ.‏ —‏ لو ١٠:‏٢١‏؛‏ اِقْرَأْ مزمور ١١٩:‏٩٨-‏١٠٠‏.‏

١١-‏ ١٣ ‏(‏أ)‏ أَيُّ دَرْسَيْنِ قَيِّمَيْنِ يُمْكِنُ أَنْ نَتَعَلَّمَهُمَا مِنْ مَزْمُور ٢٦:‏٤،‏ أَمْثَال ١٣:‏٢٠،‏ ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏٣٣‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُطَبِّقُوا ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُهَا هذِهِ ٱلْآيَاتُ؟‏

١١ لِنَتَنَاوَلِ ٱلْآنَ ثَلَاثَ آيَاتٍ تُعَلِّمُنَا دُرُوسًا مُهِمَّةً عَنِ ٱخْتِيَارِ عُشَرَائِنَا.‏ وَسَيُسَاعِدُنَا ذلِكَ أَنْ نُقَدِّرَ مَدَى أَهَمِّيَّةِ دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا بِحَيْثُ نَعْرِفُ يَهْوَهَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ.‏ تَقُولُ هذِهِ ٱلْآيَاتُ:‏ «لَمْ أَجْلِسْ مَعَ أَهْلِ ٱلْبَاطِلِ،‏ وَمَعَ ٱلْمُنَافِقِينَ لَا أَدْخُلُ».‏ (‏مز ٢٦:‏٤‏)‏ «اَلسَّائِرُ مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ يَصِيرُ حَكِيمًا،‏ وَمُعَاشِرُ ٱلْأَغْبِيَاءِ يُضَرُّ».‏ (‏ام ١٣:‏٢٠‏)‏ «اَلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ تُفْسِدُ ٱلْعَادَاتِ ٱلنَّافِعَةَ».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٣٣‏.‏

١٢ فَأَيُّ دَرْسَيْنِ نَتَعَلَّمُهُمَا؟‏ (‏١)‏ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ ٱنْتِقَائِيِّينَ فِي ٱخْتِيَارِ عُشَرَائِنَا.‏ فَهُوَ يَرْغَبُ فِي حِمَايَتِنَا أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا.‏ (‏٢)‏ يُؤَثِّرُ عُشَرَاؤُنَا فِينَا سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا،‏ وَهذِهِ حَقِيقَةٌ وَاقِعَةٌ.‏ إِنَّ طَرِيقَةَ صِيَاغَةِ ٱلْآيَاتِ أَعْلَاهُ تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ يُحَاوِلُ بُلُوغَ قَلْبِنَا.‏ فَهُوَ لَا يَسْتَخْدِمُ فِيهَا صِيغَةَ ٱلْأَمْرِ أَوِ ٱلنَّهْيِ.‏ بَلْ يَعْرِضُهَا كَوَقَائِعَ لِيَظْهَرَ مَا فِي قَلْبِنَا وَكَيْفَ نَتَجَاوَبُ مَعَهَا.‏

١٣ وَلِأَنَّ هذِهِ ٱلْآيَاتِ مَوْضُوعَةٌ كَحَقَائِقَ أَسَاسِيَّةٍ،‏ فَهِيَ غَيْرُ مَنُوطَةٍ بِزَمَانٍ أَوْ مَكَانٍ أَوْ حَالَةٍ مُعَيَّنَةٍ.‏ بَلِ ٱنْطِبَاقُهَا هُوَ وَاسِعٌ وَشَامِلٌ.‏ لِلْإِيضَاحِ،‏ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹كَيْفَ أَتَجَنَّبُ مُعَاشَرَةَ «ٱلْمُنَافِقِينَ»؟‏ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ يُحْتَمَلُ أَنْ أَلْتَقِيَ بِمِثْلِ هؤُلَاءِ؟‏ (‏ام ٣:‏٣٢؛‏ ٦:‏١٢‏)‏ مَنْ هُمُ «ٱلْحُكَمَاءُ» ٱلَّذِينَ يُحِبُّ يَهْوَهُ أَنْ أَكُونَ بِرِفْقَتِهِمْ؟‏ وَمَنْ هُمُ «ٱلْأَغْبِيَاءُ» ٱلَّذِينَ يَنْصَحُنِي بِتَفَادِيهِمْ؟‏ (‏مز ١١١:‏١٠؛‏ ١١٢:‏١؛‏ ام ١:‏٧‏)‏ أَيَّةُ ‹عَادَاتٍ نَافِعَةٍ› يُفْسِدُهَا ٱخْتِيَارِي لِعُشَرَاءَ أَرْدِيَاءَ؟‏ وَهَلْ أَجِدُ هؤُلَاءِ ٱلْعُشَرَاءَ فِي ٱلْعَالَمِ فَقَطْ؟‏›.‏ (‏٢ بط ٢:‏١-‏٣‏)‏ فَكَيْفَ تُجِيبُ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ؟‏

١٤ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُغْنُوا أُمْسِيَةَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟‏

١٤ بَعْدَمَا تَمَعَّنْتَ فِي هذِهِ ٱلْآيَاتِ،‏ لِمَ لَا تَتَفَحَّصُ آيَاتٍ أُخْرَى تَعْكِسُ تَفْكِيرَ ٱللهِ حَوْلَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي تُهِمُّكَ أَنْتَ وَعَائِلَتَكَ؟‏ * وَإِذَا كُنْتَ وَالِدًا،‏ فَلِمَ لَا تُنَاقِشُ هذِهِ ٱلْمَوَاضِيعَ أَثْنَاءَ أُمْسِيَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟‏ وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَدَفُكَ مُسَاعَدَةَ كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ أَنْ يَفْهَمَ أَنَّ شَرَائِعَ يَهْوَهَ وَمَبَادِئَهُ هِيَ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّتِهِ ٱلْعَمِيقَةِ لَنَا.‏ (‏مز ١١٩:‏٧٢‏)‏ وَهذَا ٱلدَّرْسُ يَنْبَغِي أَنْ يُعَزِّزَ ٱللُّحْمَةَ بَيْنَ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ وَيُقَرِّبَهُمْ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ.‏

١٥ كَيْفَ تَعْرِفُونَ إِنْ كُنْتُمْ تُنَمُّونَ قَلْبًا حَكِيمًا وَطَائِعًا؟‏

١٥ وَكَيْفَ تَعْرِفُ إِنْ كُنْتَ تُنَمِّي قَلْبًا حَكِيمًا وَطَائِعًا؟‏ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ تُقَارِنَ مَوْقِفَكَ بِمَوْقِفِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ قَدِيمًا،‏ أَمْثَالِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ ٱلَّذِي كَتَبَ:‏ «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ،‏ وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي».‏ ‏(‏مز ٤٠:‏٨‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ قَالَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُور ١١٩‏:‏ «كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ!‏ اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي».‏ (‏مز ١١٩:‏٩٧‏)‏ وَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْمُوَ فِي قَلْبِكَ إِلَّا مِنْ خِلَالِ ٱلدَّرْسِ ٱلْعَمِيقِ،‏ ٱلصَّلَاةِ،‏ ٱلتَّأَمُّلِ،‏ وَلَمْسِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَزِيلَةِ ٱلنَّاجِمَةِ عَنِ ٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَبَادِئِ ٱللهِ.‏ —‏ مز ٣٤:‏٨‏.‏

حَارِبْ فِي سَبِيلِ حُرِّيَّتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ

١٦ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَكْسِبَ مَعْرَكَتَنَا مِنْ أَجْلِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟‏

١٦ لَطَالَمَا حَارَبَتِ ٱلشُّعُوبُ وَنَاضَلَتْ سَعْيًا وَرَاءَ ٱلْحُرِّيَّةِ.‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى يَلْزَمُ أَنْ تَخُوضَ أَنْتَ حَرْبًا رُوحِيَّةً فِي سَبِيلِ حُرِّيَّتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏!‏ وَلكِنْ كَيْ تَكْسِبَ مَعْرَكَتَكَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ تُبْقِيَ فِي بَالِكَ أَنَّكَ لَنْ تُحَارِبَ ٱلشَّيْطَانَ وَٱلْعَالَمَ وَرُوحَهُ ٱلسَّامَّةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا نَقَائِصَكَ ٱلشَّخْصِيَّةَ،‏ بِمَا فِيهَا قَلْبُكَ ٱلْغَادِرُ.‏ (‏ار ١٧:‏٩؛‏ اف ٢:‏٣‏)‏ وَلَا تَنْسَ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِينُكَ فِي حَرْبِكَ.‏ زِدْ عَلَى ذلِكَ أَنَّ كُلَّ ٱنْتِصَارٍ تُحْرِزُهُ،‏ صَغِيرًا كَانَ أَمْ كَبِيرًا،‏ يُسْفِرُ عَنْ نَتِيجَتَيْنِ إِيجَابِيَّتَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ أَوَّلًا،‏ تُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَهَ.‏ (‏ام ٢٧:‏١١‏)‏ وَثَانِيًا،‏ فِيمَا تَتَذَوَّقُ طَعْمَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَمْنَحُكَ إِيَّاهَا «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْكَامِلَةُ»،‏ يَقْوَى تَصْمِيمُكَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ فِي ‹ٱلطَّرِيقِ ٱلْحَرِجِ› ٱلْمُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ سَتَتَمَتَّعُ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْأَعْظَمِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَ أَوْلِيَاءِ يَهْوَهَ.‏ —‏ يع ١:‏٢٥؛‏ مت ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

١٧ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَتَثَبَّطَ بِسَبَبِ نَقَائِصِنَا،‏ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ؟‏

١٧ طَبْعًا،‏ مَا مِنْ أَحَدٍ مَعْصُومٌ مِنَ ٱلْخَطَإِ.‏ (‏جا ٧:‏٢٠‏)‏ لِذلِكَ حِينَ تَقْتَرِفُ ذَنْبًا،‏ لَا تَسْتَسْلِمْ لِمَشَاعِرِ ٱلتَّثَبُّطِ وَعَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ.‏ فَإِذَا زَلَّتْ قَدَمُكَ فَقُمْ وَتَابِعْ طَرِيقَكَ،‏ حَتَّى لَوِ ٱضْطُرِرْتَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْجَادِ بِشُيُوخِ جَمَاعَتِكَ.‏ فَكَمَا قَالَ يَعْقُوبُ:‏ «صَلَاةُ ٱلْإِيمَانِ تَشْفِي ٱلْمُتَوَعِّكَ،‏ وَيَهْوَهُ يُقِيمُهُ.‏ وَإِنْ كَانَ قَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَايَا،‏ تُغْفَرُ لَهُ».‏ (‏يع ٥:‏١٥‏)‏ وَلَا تَنْسَ أَبَدًا أَنَّ ٱللهَ رَحِيمٌ جِدًّا وَأَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي ٱجْتَذَبَكَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهُ رَأَى فِيكَ أَمْرًا جَيِّدًا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ١٠٣:‏٨،‏ ٩‏.‏‏)‏ وَهُوَ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْكَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ مَا دَامَ قَلْبُكَ كَامِلًا مَعَهُ.‏ —‏ ١ اخ ٢٨:‏٩‏.‏

١٨ مَاذَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ لِنَحْظَى بِحِمَايَةِ يَهْوَهَ؟‏

١٨ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي قَضَاهَا يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْـ‍ ١١،‏ صَلَّى مِنْ أَجْلِهِمْ بِكَلِمَاتٍ مُؤَثِّرَةٍ مُلْتَمِسًا مِنْ أَبِيهِ ‹أَنْ يَحْرُسَهُمْ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ›.‏ (‏يو ١٧:‏١٥‏)‏ وَمِثْلَمَا كَانَ يَسُوعُ خَائِفًا عَلَى رُسُلِهِ فِي ٱلْمَاضِي،‏ فَهُوَ يَخَافُ عَلَى كُلِّ أَتْبَاعِهِ ٱلْيَوْمَ.‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَدَيْنَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَسْتَجِيبُ صَلَاتَهُ وَيَحْرُسُنَا خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ.‏ فَكَلِمَةُ ٱللهِ تُؤَكِّدُ لَنَا:‏ «هُوَ تُرْسٌ لِلسَّائِرِينَ بِٱسْتِقَامَةٍ .‏ .‏ .‏ وَهُوَ يَحْرُسُ طَرِيقَ أَوْلِيَائِهِ».‏ (‏ام ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ دَرْبَ ٱلِٱسْتِقَامَةِ لَا تَخْلُو مِنَ ٱلْمَشَقَّاتِ،‏ لكِنَّهَا سَبِيلُنَا ٱلْوَحِيدُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ وَٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏ (‏رو ٨:‏٢١‏)‏ فَلَا تَدَعْ أَحَدًا يُبْعِدُكَ عَنْهَا بِٱلْحِيلَةِ!‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 5‏ كَانَ بَعْدَ وِلَادَةِ أَبْشَالُومَ أَنْ أَعْطَى ٱللهُ لِدَاوُدَ وَعْدًا بِأَنَّ ‹نَسْلَهُ› سَيَرِثُ ٱلْعَرْشَ.‏ لِذلِكَ كَانَ عَلَى أَبْشَالُومَ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَخْتَرْهُ خَلَفًا لِدَاوُدَ.‏ —‏ ٢ صم ٣:‏٣؛‏ ٧:‏١٢‏.‏

^ ‎الفقرة 14‏ ثَمَّةَ أَمْثِلَةٌ جَيِّدَةٌ مِثْلُ ١ كُورِنْثُوس ١٣:‏٤-‏٨‏،‏ حَيْثُ يَصِفُ بُولُسُ ٱلْمَحَبَّةَ،‏ وَمَزْمُور ١٩:‏٧-‏١١‏،‏ حَيْثُ تُعَدَّدُ ٱلْبَرَكَاتُ ٱلْكَثِيرَةُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنْ إِطَاعَةِ شَرَائِعِ يَهْوَهَ.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ١٤]‏

كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُمَيِّزَ مَنْ هُمُ ٱلَّذِينَ يُشْبِهُونَ أَبْشَالُومَ وَنَحْمِيَ أَنْفُسَنَا مِنْهُمْ؟‏