الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«استمروا .‏ .‏ .‏ مسامحين بعضكم بعضا»‏

‏«استمروا .‏ .‏ .‏ مسامحين بعضكم بعضا»‏

‏«اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا».‏ —‏ كو ٣:‏١٣‏.‏

١،‏ ٢ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُفَكِّرَ كُلٌّ مِنَّا جِدِّيًّا فِي مَدَى ٱسْتِعْدَادِهِ أَنْ يُسَامِحَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

تُبَيِّنُ لَنَا كَلِمَةُ يَهْوَهَ نَظْرَتَهُ إِلَى خَطَايَانَا،‏ وَتَكْشِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ غُفْرَانِهِ.‏ فَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ رَأَيْنَا كَيْفَ أَنَّ دَاوُدَ وَمَنَسَّى نَالَا غُفْرَانَ يَهْوَهَ بِسَبَبِ مَوْقِفِهِمَا.‏ فَقَدْ أَدَّى بِهِمَا ٱلنَّدَمُ ٱلشَّدِيدُ عَلَى خَطَايَاهُمَا إِلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِهَا وَٱلرُّجُوعِ عَنْهَا.‏ وَبِمَا أَنَّهُمَا تَابَا تَوْبَةً صَادِقَةً،‏ حَظِيَا بِرِضَى يَهْوَهَ.‏

٢ وَلكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِيكَ؟‏ هَلْ تَقْتَدِي بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ؟‏ مَثَلًا،‏ كَيْفَ كُنْتَ سَتَشْعُرُ تِجَاهَ مَنَسَّى لَوْ كَانَ أَحَدُ أَقْرِبَائِكَ مِنْ ضَحَايَاهُ؟‏ هَلْ كَانَ فِي وِسْعِكَ مُسَامَحَتُهُ؟‏ هذَا ٱلسُّؤَالُ هُوَ فِي مَحَلِّهِ ٱلْيَوْمَ بِسَبَبِ ٱلشَّرِّ وَٱلْعُنْفِ وَٱلْأَنَانِيَّةِ ٱلْمُتَفَشِّيَةِ فِي ٱلْعَالَمِ.‏ فَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ شَخْصًا غَفُورًا؟‏ وَإِذَا مَا تَعَرَّضْتَ لِلظُّلْمِ،‏ فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُكَ أَنْ تُسَيْطِرَ عَلَى مَشَاعِرِكَ،‏ تَتَصَرَّفَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ،‏ وَتَغْفِرَ لِلْآخَرِينَ زَلَّاتِهِمْ؟‏

لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَغْفِرَ لِلْآخَرِينَ؟‏

٣-‏٥ ‏(‏أ)‏ أَيُّ مَثَلٍ ٱسْتَخْدَمَهُ يَسُوعُ لِيُسَاعِدَ مُسْتَمِعِيهِ أَنْ يُدْرِكُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلْمُسَامَحَةِ؟‏ (‏ب)‏ إِلَامَ كَانَ يَسُوعُ يَرْمِي بِإِعْطَائِهِ هذَا ٱلْمَثَلَ؟‏

٣ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَغْفِرَ لِلَّذِينَ أَسَاؤُوا إِلَيْنَا —‏ سَوَاءٌ كَانُوا مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَمْ لَا —‏ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَبْنِيَ عَلَاقَاتٍ سِلْمِيَّةً مَعَ أَفْرَادِ عَائِلَتِنَا،‏ أَصْدِقَائِنَا،‏ أَخِينَا ٱلْإِنْسَانِ،‏ وَيَهْوَهَ ٱللهِ.‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُبَيِّنُ أَنَّ مُسَامَحَةَ ٱلْآخَرِينَ مَطْلَبٌ مَسِيحِيٌّ،‏ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ عَدَدِ ٱلْمَرَّاتِ ٱلَّتِي أَخْطَأُوا فِيهَا إِلَيْنَا.‏ وَلِكَيْ يُبْرِزَ يَسُوعُ مَدَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْغُفْرَانِ،‏ أَعْطَى مَثَلَ عَبْدٍ ٱسْتَدَانَ مِنْ سَيِّدِهِ مَبْلَغًا طَائِلًا مِنَ ٱلْمَالِ.‏

٤ فَهذَا ٱلْعَبْدُ كَانَ مَدْيُونًا لِسَيِّدِهِ بِمَبْلَغٍ يُعَادِلُ ٱلْأَجْرَ ٱلَّذِي يَتَقَاضَاهُ ٱلْعَامِلُ خِلَالَ ٦٠٬٠٠٠٬٠٠٠ يَوْمٍ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ عَفَا عَنْهُ سَيِّدُهُ وَتَرَكَ لَهُ دَيْنَهُ.‏ لكِنَّهُ خَرَجَ وَوَجَدَ وَاحِدًا مِنَ ٱلْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ لَهُ عَلَيْهِ مَا يُعَادِلُ أَجْرَ ١٠٠ يَوْمٍ فَقَطْ.‏ فَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ هذَا ٱلْأَخِيرُ لِيَصْبِرَ عَلَيْهِ،‏ بَيْدَ أَنَّهُ سَدَّ أُذُنَيْهِ عَنْ تَوَسُّلَاتِهِ وَأَلْقَاهُ فِي ٱلسِّجْنِ.‏ فَأَثَارَ تَصَرُّفُهُ هذَا غَضَبَ سَيِّدِهِ ٱلَّذِي سَأَلَهُ:‏ «أَفَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ .‏ .‏ .‏ أَنْ تَرْحَمَ ٱلْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟‏».‏ وَبَعْدَئِذٍ،‏ «سَلَّمَهُ إِلَى ٱلسَّجَّانِينَ،‏ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْهِ».‏ —‏ مت ١٨:‏٢١-‏٣٤‏.‏

إِلَامَ كَانَ يَسُوعُ يَرْمِي بِإِعْطَائِهِ هذَا ٱلْمَثَلَ؟‏

٥ وَإِلَامَ كَانَ يَسُوعُ يَرْمِي بِإِعْطَائِهِ هذَا ٱلْمَثَلَ؟‏ قَالَ:‏ «هٰكَذَا يُعَامِلُكُمْ أَيْضًا أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لِأَخِيهِ».‏ (‏مت ١٨:‏٣٥‏)‏ وَمَا عَنَاهُ بِكَلِمَاتِهِ هذِهِ وَاضِحٌ جِدًّا.‏ فَرَغْمَ أَنَّنَا —‏ نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ —‏ لَا نَبْلُغُ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ،‏ فَهُوَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا وَيَمْحُوَ مَعَاصِيَنَا.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يَرْغَبُ فِي صَدَاقَتِهِ عَلَيْهِ أَنْ يَغْفِرَ نَقَائِصَ ٱلْغَيْرِ.‏ وَهذَا مَا تَعْنِيهِ كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ:‏ «إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ يَغْفِرُ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ؛‏ وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ فَلَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمْ زَلَّاتِكُمْ».‏ —‏ مت ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٦ لِمَاذَا لَا يَسْهُلُ عَلَيْنَا ٱلْغُفْرَانُ دَائِمًا؟‏

٦ وَلكِنْ قَدْ تَقُولُ:‏ «اَلْقَوْلُ أَسْهَلُ مِنَ ٱلْعَمَلِ».‏ فَحِينَ يُسَاءُ إِلَيْنَا،‏ قَدْ تُخَالِجُنَا مَشَاعِرُ سَلْبِيَّةٌ جِدًّا كَٱلْغَضَبِ،‏ خَيْبَةِ ٱلْأَمَلِ ٱلْمَرِيرَةِ،‏ ٱلتَّوْقِ إِلَى تَحْقِيقِ ٱلْعَدْلِ،‏ أَوْ حَتَّى ٱلرَّغْبَةِ فِي ٱلِٱنْتِقَامِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يُحِسُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّهُ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمْ مُسَامَحَةُ ٱلْمُذْنِبِ.‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ مَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تَغْفِرَ كَمَا يَتَطَلَّبُ يَهْوَهُ مِنَّا؟‏

حَلِّلْ مَشَاعِرَكَ

٧،‏ ٨ مَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تُسَامِحَ ٱلْآخَرِينَ إِذَا أَسَاؤُوا مُعَامَلَتَكَ؟‏

٧ إِنَّ ٱلْإِسَاءَةَ،‏ حَقِيقِيَّةً كَانَتْ أَمْ مُفْتَرَضَةً،‏ تُثِيرُ غَضَبَنَا.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا أَوْرَدَتْهُ دِرَاسَةٌ حَوْلَ ٱلْغَضَبِ عَنْ رَدِّ فِعْلِ أَحَدِ ٱلشُّبَّانِ.‏ فَقَدْ وَصَفَ مَا حَصَلَ مَعَهُ حِينَ ٱسْتَشَاطَ غَيْظًا ذَاتَ مَرَّةٍ قَائِلًا:‏ «غَادَرْتُ ٱلْبَيْتَ مُقْسِمًا أَلَّا أَعُودَ ثَانِيَةً.‏ وَإِذْ حَدَثَ ذلِكَ فِي يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ ٱلصَّيْفِ ٱلْجَمِيلَةِ،‏ مَشَيْتُ طَوِيلًا فِي ٱلطَّبِيعَةِ ٱلْهَادِئَةِ حَتَّى تَلَاشَى غَضَبِي وَشَعَرْتُ بِٱلسَّكِينَةِ.‏ وَبَعْدَ بِضْعِ سَاعَاتٍ،‏ عُدْتُ أَدْرَاجِي نَادِمًا عَلَى مَا صَدَرَ مِنِّي».‏ كَمَا يُظْهِرُ هذَا ٱلِٱخْتِبَارُ،‏ إِذَا مَنَحْتَ نَفْسَكَ فُرْصَةً لِتَهْدَأَ وَتَنْظُرَ إِلَى ٱلْمَسْأَلَةِ بِمَوْضُوعِيَّةٍ،‏ فَقَدْ تَتَجَنَّبُ ٱلتَّصَرُّفَ بِطَرِيقَةٍ تَنْدَمُ عَلَيْهَا لَاحِقًا.‏ —‏ مز ٤:‏٤؛‏ ام ١٤:‏٢٩؛‏ يع ١:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

٨ وَلكِنْ مَاذَا لَوْ بَقِيتَ مُسْتَاءً؟‏ حَاوِلْ أَنْ تَعْرِفَ ٱلسَّبَبَ.‏ هَلْ تَشْعُرُ بِأَنَّ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ ظَلَمَكَ أَوْ عَامَلَكَ بِفَظَاظَةٍ؟‏ هَلْ تَظُنُّ أَنَّهُ تَعَمَّدَ ذلِكَ؟‏ وَهَلْ كَانَ تَصَرُّفُهُ حَقًّا سَيِّئًا إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ؟‏ إِنْ فَهِمْتَ سَبَبَ غَضَبِكَ،‏ تَتَمَكَّنُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَصَرَّفَ بِطَرِيقَةٍ تُرْضِي يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ امثال ١٥:‏٢٨؛‏ ١٧:‏٢٧‏.‏‏)‏ وَهذَا ٱلتَّحْلِيلُ يَجْعَلُكَ أَكْثَرَ مَوْضُوعِيَّةً وَٱسْتِعْدَادًا لِتَغْفِرَ لِمَنْ أَذْنَبَ إِلَيْكَ.‏ وَرَغْمَ أَنَّكَ قَدْ تَسْتَصْعِبُ ذلِكَ،‏ فَإِنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ تُسَاعِدُكَ أَنْ تَفْحَصَ ‹أَفْكَارَ قَلْبِكَ وَنِيَّاتِهِ› وَأَنْ تَقْتَدِيَ بِإِلهِنَا ٱلْغَفُورِ يَهْوَهَ.‏ —‏ عب ٤:‏١٢‏.‏

هَلْ تَعْتَبِرُ ٱلْإِسَاءَةَ مُوَجَّهَةً إِلَيْكَ شَخْصِيًّا؟‏

٩،‏ ١٠ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُمْكِنُكُمْ فِعْلُهُ حِينَ تَشْعُرُونَ أَنَّ أَحَدًا أَسَاءَ إِلَيْكُمْ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ سَتَشْعُرُونَ إِذَا تَعَلَّمْتُمْ أَلَّا تَسْتَاؤُوا بِسُرْعَةٍ وَأَنْ تُسَامِحُوا مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكُمْ؟‏

٩ ثَمَّةَ أَوْضَاعٌ كَثِيرَةٌ فِي ٱلْحَيَاةِ يُمْكِنُ أَنْ تُثِيرَ غَضَبَنَا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ قَدْ تَتَفَاجَأُ وَأَنْتَ تَقُودُ سَيَّارَتَكَ بِسَائِقٍ آخَرَ يَكَادُ يَصْطَدِمُ بِكَ.‏ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ يُثِيرُ هذَا ٱلْأَمْرُ عُمُومًا عِنْدَ ٱلسَّائِقِ نَوْبَةَ غَضَبٍ تَجْعَلُهُ يَتَهَجَّمُ عَلَى ٱلسَّائِقِ ٱلْآخَرِ.‏ لكِنَّكَ كَمَسِيحِيٍّ لَا يَجِبُ أَنْ تَتَصَرَّفَ عَلَى هذَا ٱلنَّحْوِ.‏

١٠ بِٱلْأَحْرَى،‏ يَحْسُنُ بِكَ أَنْ تَتَرَيَّثَ لِلَحَظَاتٍ وَتُحَلِّلَ ٱلْمَسْأَلَةَ.‏ فَلَرُبَّمَا يَقَعُ بَعْضُ ٱللَّوْمِ عَلَيْكَ لِأَنَّكَ ٱلْتَهَيْتَ بِأَمْرٍ مَا.‏ أَوْ لَعَلَّ عُطْلًا طَرَأَ فِي سَيَّارَةِ ٱلسَّائِقِ ٱلْآخَرِ.‏ يُظْهِرُ هذَا ٱلْمَثَلُ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نُخَفِّفَ مِنْ وَطْأَةِ غَضَبِنَا،‏ خَيْبَةِ أَمَلِنَا،‏ أَوْ غَيْرِهِمَا مِنَ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ إِذَا فَهِمْنَا سَبَبَ ٱلْخَطَإِ ٱلَّذِي حَصَلَ،‏ أَدْرَكْنَا أَنَّنَا قَدْ لَا نَكُونُ عَلَى عِلْمٍ بِكُلِّ جَوَانِبِ ٱلْقَضِيَّةِ،‏ وَغَفَرْنَا لِلْمُسِيءِ.‏ تَقُولُ جَامِعَة ٧:‏٩‏:‏ «لَا تُسْرِعْ بِرُوحِكَ إِلَى ٱلْغَيْظِ؛‏ لِأَنَّ ٱلْغَيْظَ يَسْتَقِرُّ فِي حِضْنِ ٱلْأَغْبِيَاءِ».‏ فَلَا تَعْتَبِرِ ٱلْإِسَاءَةَ مُوَجَّهَةً إِلَيْكَ شَخْصِيًّا.‏ فَكَثِيرًا مَا نَظُنُّ أَنَّ ٱلْخَطَأَ ٱلَّذِي ٱرْتُكِبَ بِحَقِّنَا عَمْدِيٌّ،‏ فِي حِينِ أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ نَاجِمًا عَنِ ٱلنَّقْصِ وَسُوءِ ٱلْفَهْمِ.‏ لِذَا،‏ حَاوِلْ أَنْ تَسْتَوْعِبَ بِعَقْلٍ مُنْفَتِحٍ مَا قَدْ يَبْدُو فِي نَظَرِكَ إِسَاءَةً وَٱغْفِرْ بِمَحَبَّةٍ لِمَنْ أَذْنَبَ إِلَيْكَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَزْدَادُ فَرَحًا إِذَا نَجَحْتَ فِي مَسْعَاكَ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ بطرس ٤:‏٨‏.‏

‏‹لِيَعُدْ سَلَامُكَ إِلَيْكَ›‏

١١ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَشْعُرَ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ رَدِّ فِعْلِ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

١١ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَمَالَكَ نَفْسَكَ إِذَا عَامَلَكَ أَحَدٌ مَا بِفَظَاظَةٍ أَثْنَاءَ ٱلْكِرَازَةِ؟‏ حِينَ أَرْسَلَ يَسُوعُ ٧٠ مُبَشِّرًا،‏ أَوْصَاهُمْ أَنْ يَتَمَنَّوُا ٱلسَّلَامَ لِكُلِّ بَيْتٍ يَزُورُونَهُ.‏ وَأَضَافَ:‏ «إِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلَامٍ،‏ يَحِلُّ سَلَامُكُمْ عَلَيْهِ.‏ وَإِلَّا فَيَعُودُ إِلَيْكُمْ».‏ (‏لو ١٠:‏١،‏ ٥،‏ ٦‏)‏ لَا شَكَّ أَنّكَ تَفْرَحُ حِينَ يُصْغِي ٱلنَّاسُ إِلَى ٱلْبِشَارَةِ لِأَنَّ ذلِكَ يَؤُولُ إِلَى مَنْفَعَتِهِمْ.‏ لكِنَّهُمْ أَحْيَانًا لَا يَكُونُونَ مُسَالِمِينَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ فَمَاذَا تَفْعَلُ؟‏ حَسْبَمَا قَالَ يَسُوعُ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَعُودَ إِلَيْنَا ٱلسَّلَامُ ٱلَّذِي تَمَنَّيْنَاهُ لِأَصْحَابِ ٱلْبَيْتِ،‏ بِمَعْنَى أَنَّهُ عَلَيْنَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى سَلَامِنَا مَهْمَا حَدَثَ.‏ فَعَلَيْكَ أَنْ تُغَادِرَ كُلَّ بَيْتٍ تَزُورُهُ دُونَ أَنْ يُفَارِقَ ٱلسَّلَامُ قَلْبَكَ،‏ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلَّتِي تَتَلَقَّاهَا.‏ فَإِذَا كُنْتَ تَغْضَبُ عِنْدَمَا يَسْتَفِزُّكَ ٱلْآخَرُونَ،‏ فَأَنْتَ لَا تُحَافِظُ عَلَى سَلَامِكَ ٱلدَّاخِلِيِّ كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ.‏

١٢ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَصَرَّفَ بِحَسَبِ كَلِمَاتِ بُولُسَ فِي أَفَسُس ٤:‏٣١،‏ ٣٢‏؟‏

١٢ اِعْمَلْ جَاهِدًا أَنْ تُحَافِظَ عَلَى سَلَامِكَ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ،‏ وَلَيْسَ فَقَطْ أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَغُفْرَانُكَ لِلْآخَرِينَ لَا يَعْنِي أَنَّكَ تُوَافِقُ عَلَى مَسْلَكِهِمِ ٱلْخَاطِئِ أَوْ تُقَلِّلُ مِنْ شَأْنِ ٱلْأَذَى ٱلنَّاجِمِ عَنْهُ.‏ لكِنَّهُ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ كُلِّ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ وَتُحَافِظَ عَلَى سَلَامِكَ ٱلدَّاخِلِيِّ.‏ فَبَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ يَخْسَرُونَ فَرَحَهُمْ لِأَنَّهُمْ يُطِيلُونَ ٱلتَّفْكِيرَ فِي ٱلظُّلْمِ ٱلَّذِي تَعَرَّضُوا لَهُ.‏ فَلَا تَدَعِ ٱلْأَفْكَارَ ٱلسَّلْبِيَّةَ تَسْتَحْوِذُ عَلَيْكَ.‏ بَلْ تَذَكَّرْ أَنَّ إِضْمَارَ ٱلِٱسْتِيَاءِ يَسْلُبُكَ سَعَادَتَكَ.‏ لِذلِكَ،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ تَكُونَ غَفُورًا!‏ —‏ اِقْرَأْ افسس ٤:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏

أَعْرِبْ عَنْ مَوْقِفٍ يُرْضِي يَهْوَهَ

١٣ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ ‹يُكَوِّمُ ٱلْمَسِيحِيُّ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِ عَدُوِّهِ›؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَدْ يَنْتِجُ إِذَا أَعْرَبْتُمْ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ رَغْمَ ٱلِٱسْتِفْزَازِ؟‏

١٣ يُمْكِنُكَ أَنْ تَنْجَحَ فِي إِثَارَةِ ٱهْتِمَامِ شَخْصٍ بِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَتَّى لَوْ عَامَلَكَ بِطَرِيقَةٍ فَظَّةٍ.‏ فَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «‹إِذَا جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ،‏ وَإِذَا عَطِشَ فَٱسْقِهِ؛‏ فَإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هٰذَا تُكَوِّمُ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ›.‏ لَا تَدَعِ ٱلسُّوءَ يَغْلِبُكَ،‏ بَلِ ٱغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ».‏ (‏رو ١٢:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ إِنَّ تَصَرُّفَكَ بِلَبَاقَةٍ رَغْمَ ٱلِٱسْتِفْزَازِ قَدْ يُلَيِّنُ أَقْسَى ٱلْمَوَاقِفِ وَيُظْهِرُ ٱلصِّفَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ عِنْدَ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَتَعَاطُفُكَ مَعَ ٱلَّذِي أَسَاءَ إِلَيْكَ قَدْ يَجْذِبُهُ لِيَتَعَلَّمَ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فِي جَمِيعِ ٱلْأَحْوَالِ،‏ إِنْ تَصَرَّفْتَ بِوَدَاعَةٍ تُتِيحُ لِلنَّاسِ ٱلْفُرْصَةَ كَيْ يَتَسَاءَلُوا عَنْ سَبَبِ سُلُوكِكَ ٱلْحَسَنِ.‏ —‏ ١ بط ٢:‏١٢؛‏ ٣:‏١٦‏.‏

١٤ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ تُضْمِرُوا ٱلِٱسْتِيَاءَ مَهْمَا كَانَ حَجْمُ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي تَعَرَّضْتُمْ لَهُ؟‏

١٤ أَحْيَانًا،‏ يَتَوَجَّبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ مُعَاشَرَةَ بَعْضِ ٱلْأَشْخَاصِ،‏ كَٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ ٱلَّذِينَ فُصِلُوا عَنْ جِسْمِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَإِذَا كُنْتَ قَدْ تَعَرَّضْتَ لِلْأَذَى مِنْ قِبَلِ شَخْصٍ كَهذَا،‏ فَرُبَّمَا يَصْعُبُ عَلَيْكَ جِدًّا مُسَامَحَتُهُ حَتَّى لَوْ تَابَ،‏ لِأَنَّ ٱلْجِرَاحَ ٱلنَّفْسِيَّةَ لَا تَلْتَئِمُ بِسُرْعَةٍ.‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ ٱلْتَمِسْ مِنْ يَهْوَهَ بِحَرَارَةٍ أَنْ يُسَاعِدَكَ كَيْ تَغْفِرَ لَهُ.‏ وَهذَا مُهِمٌّ لِأَنَّكَ لَا تَعْرِفُ مَا فِي قَلْبِهِ وَلَا كَيْفَ يُفَكِّرُ،‏ أَمَّا يَهْوَهُ فَيَعْلَمُ ذلِكَ تَمَامًا.‏ فَهُوَ فَاحِصُ ٱلْقُلُوبِ وَيَصْبِرُ عَلَى ٱلْخَاطِئِينَ.‏ (‏مز ٧:‏٩؛‏ ام ١٧:‏٣‏)‏ لِذلِكَ تَقُولُ كَلِمَتُهُ:‏ «لَا تُبَادِلُوا أَحَدًا سُوءًا بِسُوءٍ.‏ اِحْرِصُوا أَنْ تَعْمَلُوا أُمُورًا حَسَنَةً بِمَرْأًى مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ.‏ إِنْ كَانَ مُمْكِنًا،‏ فَعَلَى قَدْرِ مَا يَكُونُ ٱلْأَمْرُ بِيَدِكُمْ،‏ سَالِمُوا جَمِيعَ ٱلنَّاسِ.‏ لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلسُّخْطِ،‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹لِي ٱلِٱنْتِقَامُ،‏ أَنَا أُجَازِي،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ›».‏ ‏(‏رو ١٢:‏١٧-‏١٩‏)‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَدِينَ ٱلْآخَرِينَ لِأَنَّنَا لَا نَعْرِفُهُمْ كَمَا يَعْرِفُهُمْ يَهْوَهُ.‏ (‏مت ٧:‏١،‏ ٢‏)‏ بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَتْرُكَ ٱلْأَمْرَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَاثِقِينَ تَمَامًا بِعَدْلِهِ.‏

١٥ مَا ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُغَيِّرَ نَظْرَتَنَا إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْنَا؟‏

١٥ إِذَا كُنْتَ تَشْعُرُ أَنَّ أَحَدًا أَسَاءَ إِلَيْكَ وَتَسْتَصْعِبُ أَنْ تَغْفِرَ لَهُ بَعْدَمَا تَابَ،‏ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ هُوَ أَيْضًا ضَحِيَّةٌ.‏ فَهُوَ،‏ مِثْلُ ٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ،‏ يُعَانِي مِنْ آثَارِ ٱلنَّقْصِ ٱلْمَوْرُوثِ.‏ (‏رو ٣:‏٢٣‏)‏ وَيَهْوَهُ يَتَرَأَّفُ عَلَى كُلِّ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِي آذَانَا.‏ فَمِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ نَبْقَى غَاضِبِينَ عَلَى مَنْ نَذْكُرُهُمْ فِي صَلَوَاتِنَا.‏ وَمَا يُؤَكِّدُ أَنَّ عَلَيْنَا عَدَمَ إِضْمَارِ ٱلِٱسْتِيَاءِ حَتَّى لِلْمُسِيءِ إِلَيْنَا هُوَ كَلِمَاتُ يَسُوعَ:‏ «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ».‏ —‏ مت ٥:‏٤٤‏.‏

١٦،‏ ١٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَتَصَرَّفُوا حِينَ يُقَرِّرُ ٱلشُّيُوخُ أَنَّ أَخًا تَابَ عَنْ خَطِيَّتِهِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٦ أَلْقَى يَهْوَهُ عَلَى عَاتِقِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَسْؤُولِيَّةَ أَنْ يُقَرِّرُوا هَلِ ٱلْخَاطِئُ تَائِبٌ أَمْ لَا.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمْ لَا يَمْلِكُونَ بَصِيرَةً كَامِلَةً مِثْلَهُ،‏ لكِنَّهُمْ يَعْمَلُونَ بِتَوْجِيهٍ مِنْ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ وَيَبْذُلُونَ مَا فِي وِسْعِهِمْ كَيْ تَكُونَ قَرَارَاتُهُمْ مُنْسَجِمَةً مَعَ كَلِمَتِهِ.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ مَا يُقَرِّرُونَهُ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ يَعْكِسُ وُجْهَةَ نَظَرِهِ.‏ —‏ مت ١٨:‏١٨‏.‏

مُسَامَحَةُ ٱلْآخَرِينَ مَطْلَبٌ مَسِيحِيٌّ

١٧ فِي حَالَةٍ كَهذِهِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْوَلَاءِ.‏ فَهَلْ تُسَامِحُ ٱلْأَخَ ٱلتَّائِبَ وَتُؤَكِّدُ لَهُ مَحَبَّتَكَ؟‏ (‏٢ كو ٢:‏٥-‏٨‏)‏ قَدْ لَا يَكُونُ ذلِكَ سَهْلًا عَلَيْكَ،‏ وَخُصُوصًا إِذَا كُنْتَ ضَحِيَّتَهُ أَوْ أَحَدَ أَقْرِبَاءِ ضَحِيَّتِهِ.‏ لكِنَّكَ إِنْ وَثِقْتَ بِيَهْوَهَ وَبِطَرِيقَتِهِ فِي مُعَالَجَةِ ٱلْقَضَايَا ٱلَّتِي تَنْشَأُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ فَسَتَتَصَرَّفُ بِحِكْمَةٍ وَتُعْرِبُ عَنِ ٱلْغُفْرَانِ.‏ —‏ ام ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

١٨ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَجْنِيهَا مِنَ ٱلْغُفْرَانِ؟‏

١٨ إِنَّ عَدَمَ ٱلْغُفْرَانِ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْإِجْهَادِ وَتَرَدِّي ٱلصِّحَّةِ،‏ وَيُسَبِّبُ تَحَطُّمَ ٱلْعَلَاقَاتِ وَصُعُوبَةً فِي ٱلتَّوَاصُلِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَعْتَرِفُ خُبَرَاءُ ٱلصِّحَّةِ ٱلْعَقْلِيَّةِ بِٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي يَجْنِيهَا ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يُعْرِبُ عَنْ رُوحِ ٱلْمُسَامَحَةِ.‏ فَهُوَ يَتَخَلَّصُ مِنْ مَشَاعِرِ ٱلْغَضَبِ وَٱلْحُزْنِ ٱلَّتِي تُؤَثِّرُ سَلْبًا فِي صِحَّتِهِ،‏ وَيَبْنِي عَلَاقَاتٍ سِلْمِيَّةً وَسَعِيدَةً مَعَ رَفِيقِهِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ لكِنَّ أَهَمَّ فَائِدَةٍ نَجْنِيهَا هِيَ تَقْوِيَةُ عَلَاقَتِنَا بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ يَهْوَهَ.‏ —‏ اِقْرَأْ كولوسي ٣:‏١٢-‏١٤‏.‏