نمِّ التواضع وتصرَّف كأصغر
«اَلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ بَيْنَكُمْ جَمِيعًا هُوَ ٱلْعَظِيمُ». — لو ٩:٤٨.
١، ٢ مَاذَا حَثَّ يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنْ يَفْعَلُوا، وَلِمَاذَا؟
عَامَ ٣٢ بم، كَانَ ٱلرُّسُلُ فِي مِنْطَقَةِ ٱلْجَلِيلِ مَعَ يَسُوعَ حِينَ بَدَأُوا يَتَجَادَلُونَ حَوْلَ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ. يُخْبِرُ لُوقَا: «دَاخَلَهُمْ فِكْرٌ فِي مَنْ يَكُونُ أَعْظَمَهُمْ. وَعَرَفَ يَسُوعُ فِكْرَ قُلُوبِهِمْ، فَأَخَذَ وَلَدًا صَغِيرًا وَأَقَامَهُ بِجَانِبِهِ، وَقَالَ لَهُمْ: ‹مَنْ يَقْبَلْ هٰذَا ٱلْوَلَدَ ٱلصَّغِيرَ بِٱسْمِي يَقْبَلْنِي؛ وَمَنْ يَقْبَلْنِي يَقْبَلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي. لِأَنَّ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ بَيْنَكُمْ جَمِيعًا هُوَ ٱلْعَظِيمُ›». (لو ٩:٤٦-٤٨) وَهكَذَا، سَاعَدَ يَسُوعُ رُسُلَهُ بِصَبْرٍ، وَلكِنْ بِحَزْمٍ، أَنْ يَرَوُا ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلتَّوَاضُعِ.
٢ وَهَلْ كَانَ حَثُّ يَسُوعَ لِرُسُلِهِ مُتَمَاشِيًا مَعَ ٱلْقِيَمِ ٱلَّتِي سَادَتِ ٱلْمُجْتَمَعَ ٱلْيَهُودِيَّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ كَلَّا. فَحَسْبَمَا يُوضِحُ اَلْقَامُوسُ ٱللَّاهُوتِيُّ لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ): «فِي كُلِّ تَعَامُلَاتِهِمْ [ٱلْيَهُودِ]، كَانَتْ تَنْشَأُ دَوْمًا مُشْكِلَةُ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ، وَكَانَ مَنْحُ كُلِّ فَرْدٍ ٱلْإِكْرَامَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّهُ مَسْأَلَةً مُهِمَّةً جِدًّا يَتَمَحْوَرُ حَوْلَهَا ٱهْتِمَامُ ٱلْجَمِيعِ». لِذلِكَ حَثَّ يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنْ يَكُونُوا مُخْتَلِفِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ عُمُومًا.
٣ (أ) مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ، وَلِمَاذَا قَدْ نَسْتَصْعِبُ ذلِكَ أَحْيَانًا؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ حَوْلَ تَنْمِيَةِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّصَرُّفِ كَأَصْغَرَ؟
٣ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «أَصْغَرَ» تُشِيرُ إِلَى شَخْصٍ «قَلِيلِ ٱلشَّأْنِ»، «وَضِيعِ ٱلْمَنْزِلَةِ»، «عَدِيمِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ»، وَ «بِلَا قِيمَةٍ أَوْ تَأْثِيرٍ». وَقَدْ أَتَى يَسُوعُ بِوَلَدٍ صَغِيرٍ وَٱسْتَخْدَمَ هذِهِ ٱلْكَلِمَةَ كَيْ يُوضِحَ لِرُسُلِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي لَهُمُ ٱلتَّحَلِّي بِٱلتَّوَاضُعِ
وَٱلِٱحْتِشَامِ. وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يَتْبَعُوا حَضَّهُ هذَا. لكِنَّنَا قَدْ نَسْتَصْعِبُ أَحْيَانًا أَنْ نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ. فَلَرُبَّمَا يَدْفَعُنَا مَيْلُنَا ٱلْبَشَرِيُّ إِلَى ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْبُرُوزِ وَلَفْتِ ٱلْأَنْظَارِ. كَمَا أَنَّ جَوَّ ٱلتَّنَافُسِ ٱلسَّائِدَ وَرُوحَ ٱلْعَالَمِ قَدْ يُؤَثِّرَانِ فِينَا بِحَيْثُ نُصْبِحُ مُعْتَدِّينَ بِأَنْفُسِنَا، مُشَاكِسِينَ، وَمَيَّالِينَ إِلَى فَرْضِ آرَائِنَا. فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا أَنْ نُنْمِيَ رُوحَ ٱلتَّوَاضُعِ وَنَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ؟ بِأَيِّ مَعْنًى يَكُونُ ‹ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ بَيْنَنَا هُوَ ٱلْعَظِيمُ›؟ وَفِي أَيَّةِ مَجَالَاتٍ فِي ٱلْحَيَاةِ عَلَيْنَا أَنْ نَسْعَى لِنُعْرِبَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟«يَا لَعُمْقِ غِنَى ٱللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ!»
٤، ٥ مَاذَا يَدْفَعُنَا إِلَى تَنْمِيَةِ ٱلتَّوَاضُعِ؟ أَوْضِحُوا.
٤ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِنُنْمِيَ ٱلتَّوَاضُعَ هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي عَظَمَةِ يَهْوَهَ مُقَابِلَ صِغَرِ ٱلْإِنْسَانِ. فَفِي ٱلْوَاقِعِ، «لَيْسَ لِفَهْمِهِ ٱسْتِقْصَاءٌ». (اش ٤٠:٢٨) وَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مُعَلِّقًا عَلَى بَعْضِ أَوْجُهِ عَظَمَةِ يَهْوَهَ: «يَا لَعُمْقِ غِنَى ٱللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! كَمْ أَحْكَامُهُ لَا تُسْتَقْصَى، وَطُرُقُهُ لَا تُرْسَمُ!». (رو ١١:٣٣) وَلَا تَزَالُ كَلِمَاتُهُ هذِهِ ٱلَّتِي خَطَّهَا مُنْذُ حَوَالَيْ ٢٬٠٠٠ سَنَةٍ تَصِحُّ فِي أَيَّامِنَا، رَغْمَ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي تَوَصَّلَ إِلَيْهَا ٱلْبَشَرُ مُذَّاكَ فِي مَجَالَاتٍ كَثِيرَةٍ. فَمَهْمَا بَلَغَتْ بِنَا ٱلْمَعْرِفَةُ، فَلَا يَزَالُ أَمَامَنَا ٱلْكَثِيرُ لِنَتَعَلَّمَهُ عَنْ يَهْوَهَ وَأَعْمَالِهِ وَطُرُقِهِ. وَإِدْرَاكُ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ يَدْفَعُنَا دُونَ شَكٍّ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ.
٥ خُذْ مَثَلًا لِيُو *، ٱلَّذِي تَوَاضَعَ وَبَاتَ يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ بَعْدَمَا أَدْرَكَ أَنَّ طُرُقَ ٱللهِ بَعِيدَةٌ عَنِ ٱلِٱسْتِقْصَاءِ. فَحِينَ كَانَ شَابًّا، كَانَ لَدَيْهِ شَغَفٌ بِٱلْعُلُومِ. وَإِذْ رَغِبَ أَنْ يَكْتَشِفَ أَسْرَارَ ٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ، دَرَسَ ٱلْفِيزِيَاءَ ٱلْفَلَكِيَّةَ. وَقَدْ جَعَلَهُ ذلِكَ يَتَوَصَّلُ إِلَى ٱسْتِنْتَاجٍ مُهِمٍّ. يَقُولُ: «تَبَيَّنَ لِي مِنْ خِلَالِ دِرَاسَتِي أَنَّ ٱلْبَشَرَ عَاجِزُونَ عَنْ فَهْمِ ٱلْكَوْنِ كَامِلًا بِٱلِٱتِّكَالِ فَقَطْ عَلَى ٱلنَّظَرِيَّاتِ ٱلْعِلْمِيَّةِ ٱلسَّائِدَةِ. لِذَا تَحَوَّلْتُ إِلَى دَرْسِ ٱلْقَانُونِ». وَهكَذَا، صَارَ لِيُو مُدَّعِيًا عَامًّا، وَلَاحِقًا قَاضِيًا. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ، دَرَسَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ، ٱعْتَنَقَا ٱلْحَقَّ، وَبَاتَا خَادِمَيْنِ مُنْتَذِرَيْنِ لِلهِ. فَمَا ٱلَّذِي سَاعَدَ لِيُو أَنْ يَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ رَغْمَ خَلْفِيَّتِهِ؟ يُجِيبُ دُونَ تَرَدُّدٍ: «لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَنَّهُ مَهْمَا تَعَلَّمْنَا عَنْ يَهْوَهَ وَٱلْكَوْنِ ٱلْفَسِيحِ، فَلَا يَزَالُ أَمَامَنَا ٱلْكَثِيرُ لِنَكْتَشِفَهُ».
٦، ٧ (أ) أَيُّ مِثَالٍ رَائِعٍ فِي ٱلتَّوَاضُعِ يَرْسُمُهُ لَنَا يَهْوَهُ؟ (ب) كَيْفَ ‹يُعَظِّمُنَا› تَوَاضُعُ يَهْوَهَ؟
٦ وَثَمَّةَ عَامِلٌ آخَرُ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ كَأَصْغَرَ، وَهُوَ أَنَّ يَهْوَهَ نَفْسَهُ يُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ. مَثَلًا، تَأَمَّلْ فِي نَظْرَتِهِ إِلَيْنَا. فَيَهْوَهُ ٱلَّذِي لَا يُضَاهِيهِ أَحَدٌ فِي ٱلْعَظَمَةِ يَمْنَحُنَا كَرَامَةً بِٱعْتِبَارِنَا ‹عَامِلِينَ مَعَهُ›. (١ كو ٣:٩) فَفِي حِينِ أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي ٱلْبِذَارَ، يُعْطِينَا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلرَّفِيعَ أَنْ نَغْرِسَهُ وَنَسْقِيَهُ، إِذْ نَكْرِزُ بِٱلْبِشَارَةِ مُسْتَخْدِمِينَ كَلِمَتَهُ، ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. (١ كو ٣:٦، ٧) أَفَلَيْسَ يَهْوَهُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ؟ أَلَا يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا مِثَالُهُ هذَا لِنَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ؟
٧ تَرَكَ مِثَالُ ٱللهِ فِي ٱلتَّوَاضُعِ أَبْلَغَ ٱلْأَثَرِ فِي دَاوُدَ. فَرَنَّمَ قَائِلًا: «تُعْطِينِي تُرْسَ خَلَاصِكَ، وَتَوَاضُعُكَ يُعَظِّمُنِي». (٢ صم ٢٢:٣٦) لَقَدْ نَسَبَ دَاوُدُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي نَالَهُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلَى تَوَاضُعِ يَهْوَهَ — اِنْحِنَائِهِ، أَوْ تَنَازُلِهِ، لِيَلْتَفِتَ إِلَى خَادِمِهِ. (مز ١١٣:٥-٧) وَنَحْنُ أَيْضًا، مَا مِنْ صِفَاتٍ أَوْ قُدُرَاتٍ أَوِ ٱمْتِيَازَاتٍ لَدَيْنَا ‹لَمْ نَنَلْهَا› مِنْ يَهْوَهَ. (١ كو ٤:٧) وَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ يَكُونُ ‹عَظِيمًا› بِمَعْنَى أَنَّهُ يُصْبِحُ أَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً كَخَادِمٍ لِيَهْوَهَ. (لو ٩:٤٨) كَيْفَ ذلِكَ؟
‹اَلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ هُوَ ٱلْعَظِيمُ›
٨ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلتَّوَاضُعُ فِي مَوْقِفِنَا مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ؟
٨ أَوَّلًا، إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُتَوَاضِعَ يَشْعُرُ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلرِّضَى ضِمْنَ هَيْئَةِ ٱللهِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ وَيَدْعَمُ تَرْتِيبَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ. تَأَمَّلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ فِي مَا حَدَثَ مَعَ پِتْرَا، شَابَّةٍ تَرَبَّتْ فِي كَنَفِ عَائِلَةٍ مِنَ ٱلشُّهُودِ. فَقَدِ ٱبْتَعَدَتْ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَجْرِيَ ٱلْأُمُورُ كَمَا تَرَاهُ مُنَاسِبًا. لكِنَّهَا بَعْدَ سَنَوَاتٍ عَادَتْ وَٱنْضَمَّتْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. وَهِيَ ٱلْيَوْمَ سَعِيدَةٌ فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ وَتَوَّاقَةٌ إِلَى دَعْمِ تَرْتِيبَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَمَا ٱلَّذِي غَيَّرَهَا؟ كَتَبَتْ تَقُولُ: «كَيْ أَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلرِّضَى ضِمْنَ هَيْئَةِ ٱللهِ، وَجَبَ عَلَيَّ أَنْ أُنَمِّيَ صِفَتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ جِدًّا: اَلتَّوَاضُعَ وَٱلِٱحْتِشَامَ».
٩ مَا هِيَ نَظْرَةُ ٱلشَّخْصِ ٱلْمُتَوَاضِعِ إِلَى ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ، وَلِمَاذَا يَجْعَلُهُ ذلِكَ أَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً؟
٩ ثَانِيًا، يَمْلِكُ ٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ تَقْدِيرًا عَمِيقًا لِتَدَابِيرِ يَهْوَهَ، بِمَا فِي ذلِكَ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ. لِذلِكَ يَجِدُّ فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيُطَالِعُ بِنَهَمٍ مَجَلَّتَيْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ!. وَهُوَ، كَسَائِرِ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ، مُعْتَادٌ أَنْ يَقْرَأَ كُلَّ مَطْبُوعَةٍ جَدِيدَةٍ قَبْلَ أَنْ يَضَعَهَا عَلَى رَفِّ مَكْتَبَتِهِ. وَإِعْرَابُهُ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلتَّوَاضُعِ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يُسَاعِدُهُ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا. عِنْدَئِذٍ، بِإِمْكَانِ يَهْوَهَ أَنْ يَسْتَخْدِمَهُ عَلَى نَحْوٍ أَكْمَلَ فِي خِدْمَتِهِ. — عب ٥:١٣، ١٤.
١٠ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٠ ثَالِثًا، يُذْعِنُ ٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ لِلْمُعَيَّنِينَ بِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِيَخْدُمُوا كَشُيُوخٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَهؤُلَاءِ يَضَعُونَ تَرْتِيبَاتٍ كَتِلْكَ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ، خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ، وَٱلرِّعَايَةِ. وَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ يَدْعَمُ هذِهِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ بِكُلِّ طِيبِ خَاطِرٍ، عبرانيين ١٣:٧، ١٧.) وَيَحْسُنُ بِٱلشُّيُوخِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ أَيْضًا أَنْ يَتَّصِفُوا بِٱلتَّوَاضُعِ وَيُظْهِرُوا أَنَّهُمْ شَاكِرُونَ لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي مَنَحَهُمْ إِيَّاهُ.
مَا يُسَاهِمُ فِي تَعْزِيزِ ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (اِقْرَأْ١١، ١٢ أَيُّ مَوْقِفٍ يَجْعَلُنَا أَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ، وَلِمَاذَا؟
١١ أَخِيرًا، إِنَّ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ هُوَ ‹عَظِيمٌ›، أَوْ أَكْثَرُ فَعَّالِيَّةً فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ، لِأَنَّ تَوَاضُعَهُ يَجْعَلُ مِنْهُ شَخْصًا مُنْعِشًا وَمُفِيدًا لِلْآخَرِينَ. وَقَدِ ٱضْطُرَّ يَسُوعُ أَنْ يَحُثَّ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَتَصَرَّفُوا كَأَصْغَرَ لِأَنَّ بَعْضًا مِنْهُمْ تَأَثَّرُوا بِٱلرُّوحِ ٱلَّتِي سَادَتْ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ آنَذَاكَ. تُخْبِرُ لُوقَا ٩:٤٦: «دَاخَلَهُمْ فِكْرٌ فِي مَنْ يَكُونُ أَعْظَمَهُمْ». فَمَاذَا عَنَّا؟ هَلْ يُرَاوِدُنَا نَحْنُ أَيْضًا فِكْرٌ بِأَنَّنَا أَفْضَلُ مِنْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ أَوْ أَسْمَى مِنَ ٱلنَّاسِ عُمُومًا؟ كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا مُتَكَبِّرُونَ وَأَنَانِيُّونَ. فَلْنَتَجَنَّبْ مَوْقِفَهُمْ هذَا وَنَتَصَرَّفْ بِتَوَاضُعٍ. فَحِينَ نَفْعَلُ ذلِكَ وَنَضَعُ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا، نَجْلُبُ ٱلِٱنْتِعَاشَ لِإِخْوَتِنَا.
١٢ إِنَّ حَضَّ يَسُوعَ يُقَوِّي تَصْمِيمَنَا أَنْ نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ فِي كُلِّ مَجَالَاتِ ٱلْحَيَاةِ. فَلْنَتَنَاوَلْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَةً مِنْهَا.
اِسْعَ لِتَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ
١٣، ١٤ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَتَصَرَّفَ رَفِيقَا ٱلزَّوَاجِ كَأَصْغَرَ، وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ ذلِكَ فِي زَوَاجِهِمَا؟
١٣ فِي زَوَاجِكَ. كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ يُصِرُّونَ عَلَى نَيْلِ حُقُوقِهِمْ حَتَّى لَوْ كَانَ ذلِكَ عَلَى حِسَابِ ٱلْآخَرِينَ. لكِنَّ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ يَتَبَنَّى ٱلْمَوْقِفَ ٱلَّذِي شَجَّعَ عَلَيْهِ بُولُسُ حِينَ كَتَبَ: «لِنَسْعَ . . . فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ وَمَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا». (رو ١٤:١٩) فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ يَسْعَى لِيَبْنِيَ عَلَاقَاتٍ سِلْمِيَّةً مَعَ ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا مَعَ رَفِيقِ زَوَاجِهِ.
١٤ خُذْ مَثَلًا مَسْأَلَةَ ٱلِٱسْتِجْمَامِ. فَقَدْ يَكُونُ لِكُلٍّ مِنَ ٱلزَّوْجَيْنِ تَفْضِيلَاتُهُ ٱلشَّخْصِيَّةُ. فَلَعَلَّ ٱلزَّوْجَ يُفَضِّلُ أَنْ يُطَالِعَ كِتَابًا وَهُوَ مُسْتَرْخٍ فِي ٱلْبَيْتِ، فِي حِينِ قَدْ تَرْغَبُ زَوْجَتُهُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى ٱلْمَطَاعِمِ أَوْ تَزُورَ ٱلْأَصْدِقَاءَ. فِي حَالَاتٍ كَهذِهِ، يَكُونُ أَسْهَلَ عَلَى ٱلزَّوْجَةِ أَنْ تَحْتَرِمَ زَوْجَهَا إِذَا تَوَاضَعَ وَأَخَذَ رَغَبَاتِهَا بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ، عِوَضَ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى تَفْضِيلَاتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ مَحَبَّةَ ٱلزَّوْجِ لِزَوْجَتِهِ وَتَقْدِيرَهُ لَهَا سَيَعْمُقَانِ إِنْ كَانَتْ لَا تُصِرُّ دَائِمًا عَلَى مَا تُرِيدُ، بَلْ تَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِهِ وَتَفْضِيلَاتِهِ. وَهكَذَا، حِينَ يَتَصَرَّفَانِ كِلَاهُمَا كَأَصْغَرَ يُسَاهِمَانِ فِي تَقْوِيَةِ رِبَاطِ زَوَاجِهِمَا. — اِقْرَأْ فيلبي ٢:١-٤.
١٥، ١٦ أَيُّ مَوْقِفٍ يُوصِي بِهِ دُاوُدُ فِي مَزْمُور ١٣١، وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُؤَثِّرَ ذلِكَ فِي تَصَرُّفَاتِنَا دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٥ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ يَرْغَبُونَ فِي إِشْبَاعِ رَغَبَاتِهِمْ عَلَى ٱلْفَوْرِ. فَلَا طَاقَةَ لَهُمْ عَلَى ٱلصَّبْرِ وَٱلِٱنْتِظَارِ. أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا، فَتَنْمِيَةُ ٱلتَّوَاضُعِ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ. (اِقْرَأْ مزمور ١٣١:١-٣.) وَيَنْجُمُ عَنْ ذلِكَ بَرَكَاتٌ جَزِيلَةٌ، مِنْهَا ٱلشُّعُورُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ وَنَيْلُ ٱلتَّعْزِيَةِ. فَلَا عَجَبَ أَنْ يُشَجِّعَ دَاوُدُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ بِصَبْرٍ!
مزمور ٤٢:٥) فَلَرُبَّمَا ‹تَبْتَغِي أَنْ تَكُونَ نَاظِرًا› وَبِذلِكَ، ‹تَشْتَهِي عَمَلًا حَسَنًا›. (١ تي ٣:١-٧) طَبْعًا، عَلَيْكَ أَوَّلًا أَنْ تَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِكَ كَيْ تَبْلُغَ بِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِتَكُونَ نَاظِرًا. وَلكِنْ مَاذَا لَوْ طَالَ ٱنْتِظَارُكَ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِكَ كَيْ تَتَحَقَّقَ رَغْبَتُكَ؟ إِنَّ مَنْ يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ، مُنْتَظِرًا بِصَبْرٍ نَيْلَ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، يَسْتَمِرُّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ وَيُسَرُّ بِكُلِّ تَعْيِينٍ يُعْطَى لَهُ.
١٦ عَلَى غِرَارِ دَاوُدَ، يُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَنَالَ ٱلتَّعْزِيَةَ إِذَا ٱنْتَظَرْتَ يَهْوَهَ بِتَوَاضُعٍ. (١٧، ١٨ (أ) مَا فَائِدَةُ مُسَامَحَةِ ٱلْآخَرِينَ وَطَلَبِ ٱلْغُفْرَانِ؟ (ب) أَيُّ مَسْلَكٍ تُوصِي بِهِ أَمْثَال ٦:١-٥؟
١٧ فِي عَلَاقَتِكَ بِٱلْآخَرِينَ. يَصْعُبُ عَلَى مُعْظَمِ ٱلنَّاسِ ٱلِٱعْتِذَارُ. لكِنَّ خَادِمَ ٱللهِ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ يَعْتَرِفُ بِأَخْطَائِهِ وَيَطْلُبُ ٱلْغُفْرَانَ. كَمَا أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَغْفِرَ لِلْآخَرِينَ زَلَّاتِهِمْ. فَٱلْمُسَامَحَةُ تُعَزِّزُ ٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْكِبْرِيَاءَ تَزْرَعُ فِيهَا ٱلِٱنْقِسَامَاتِ وَٱلنِّزَاعَاتِ.
١٨ أَيْضًا، فِي حَالِ أَبْرَمَ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱتِّفَاقِيَّةً مَا وَلَمْ يُنَفِّذْهَا لِأَسْبَابٍ قَاهِرَةٍ، يَكُونُ ٱلِٱعْتِذَارُ ٱلصَّادِقُ خُطْوَةً مُهِمَّةً لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ. فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ يُرَكِّزُ عَلَى أَخْطَائِهِ وَيَكُونُ مُسْتَعِدًّا لِلِٱعْتِرَافِ بِهَا، حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلطَّرَفُ ٱلْآخَرُ مَلُومًا مِنْ نَوَاحٍ مُعَيَّنَةٍ. — اِقْرَأْ امثال ٦:١-٥.
١٩ لِمَاذَا نُقَدِّرُ حَثَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ؟
١٩ كَمْ نُقَدِّرُ كَلِمَاتِ ٱلتَّشْجِيعِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي تَحُثُّنَا عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ كَأَصْغَرَ! صَحِيحٌ أَنَّنَا قَدْ نَسْتَصْعِبُ أَحْيَانًا ٱلِٱتِّصَافَ بِٱلتَّوَاضُعِ، إِلَّا أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي عَظَمَةِ يَهْوَهَ مُقَابِلَ صِغَرِ ٱلْإِنْسَانِ وَفِي ٱلتَّوَاضُعِ ٱلَّذِي يُعْرِبُ عَنْهُ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَنْمِيَةِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ ٱلرَّائِعَةِ. فَلْيَسْعَ كُلٌّ مِنَّا إِلَى ٱلتَّصَرُّفِ كَأَصْغَرَ كَيْ نُصْبِحَ أَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً كَخُدَّامٍ لِيَهْوَهَ.
^ الفقرة 5 جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمَيْنِ.