الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مِفْتَاحُ ٱلنَّجَاحِ ٱلْحَقِيقِيِّ فِي ٱلْحَيَاةِ

مِفْتَاحُ ٱلنَّجَاحِ ٱلْحَقِيقِيِّ فِي ٱلْحَيَاةِ

‏«حِينَئِذٍ تُنْجِحُ طَرِيقَكَ .‏ .‏ .‏ وَتَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ».‏ —‏ يش ١:‏٨‏.‏

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يَنْظُرُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلنَّجَاحِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُحَدِّدُوا مَا هِيَ نَظْرَتُكُمْ إِلَى ٱلنَّجَاحِ؟‏

مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ نَاجِحًا فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏ إِذَا طَرَحْتَ عَلَى ٱلنَّاسِ هذَا ٱلسُّؤَالَ،‏ تَرَى فِي أَجْوِبَتِهِمْ تَبَايُنًا كَبِيرًا فِي ٱلْآرَاءِ.‏ فَكَثِيرُونَ،‏ مَثَلًا،‏ يَظُنُّونَ أَنَّ ٱلنَّجَاحَ يَكْمُنُ فِي تَحْقِيقِ إِنْجَازَاتٍ رَائِعَةٍ عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلْمَالِيِّ،‏ ٱلْمِهَنِيِّ،‏ أَوِ ٱلْأَكَادِيمِيِّ.‏ وَيَعْتَبِرُ آخَرُونَ أَنَّ أَحَدَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ هُوَ ٱمْتِلَاكُ عَلَاقَاتٍ جَيِّدَةٍ بِٱلْعَائِلَةِ،‏ ٱلْأَصْدِقَاءِ،‏ أَوْ زُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ.‏ وَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَخْدُمُ ٱللهَ قَدْ يَقْرِنُ أَيْضًا ٱلنَّجَاحَ بِٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلَّتِي يَنَالُهَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ بِإِنْجَازَاتِهِ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏

٢ فَمَا رَأْيُكَ أَنْتَ؟‏ كَيْ تُحَدِّدَ مَا هِيَ نَظْرَتُكَ إِلَى ٱلنَّجَاحِ،‏ دَوِّنْ أَسْمَاءَ بَعْضِ ٱلَّذِينَ تَعْتَقِدُ أَنَّهُمْ نَاجِحُونَ وَتُكِنُّ لَهُمُ ٱلْإِعْجَابَ وَٱلِٱحْتِرَامَ.‏ مَا هُوَ ٱلْأَمْرُ ٱلْمُشْتَرَكُ ٱلَّذِي يُمَيِّزُهُمْ؟‏ هَلْ هُوَ غِنَاهُمْ،‏ شُهْرَتُهُمْ،‏ أَمْ مَرْكَزُهُمْ؟‏ إِنَّ جَوَابَكَ يَكْشِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ خَفَايَا قَلْبِكَ.‏ وَمَا فِي قَلْبِكَ لَهُ أَبْلَغُ ٱلْأَثَرِ فِي ٱلْخِيَارَاتِ ٱلَّتِي تَقُومُ بِهَا وَٱلْأَهْدَافِ ٱلَّتِي تَسْعَى وَرَاءَهَا.‏ —‏ لو ٦:‏٤٥‏.‏

٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا كَانَ عَلَى يَشُوعَ أَنْ يَفْعَلَ لِيُنْجِحَ طَرِيقَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلَّذِي سَنَتَأَمَّلُ فِيهِ ٱلْآنَ؟‏

٣ إِنَّ أَكْثَرَ مَا يَهُمُّنَا هُوَ أَنْ يَعْتَبِرَنَا يَهْوَهُ أَشْخَاصًا نَاجِحِينَ،‏ لِأَنَّ حَيَاتَنَا تَعْتَمِدُ عَلَى رِضَاهُ.‏ فَحِينَ فَوَّضَ إِلَى يَشُوعَ مَسْؤُولِيَّةً ثَقِيلَةً أَنْ يَقُودَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ،‏ أَوْصَاهُ أَنْ يَقْرَأَ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ «نَهَارًا وَلَيْلًا» وَيَحْرِصَ عَلَى إِطَاعَةِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا.‏ ثُمَّ أَكَّدَ لَهُ:‏ «حِينَئِذٍ تُنْجِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ».‏ (‏يش ١:‏٧،‏ ٨‏)‏ وَيُظْهِرُ ٱلسِّجِلُّ أَنَّ يَشُوعَ أَنْجَحَ طَرِيقَهُ فِعْلًا.‏ فَمَاذَا عَنَّا؟‏ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلنَّجَاحِ تَنْسَجِمُ مَعَ نَظْرَةِ ٱللهِ؟‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَيَاةِ رَجُلَيْنِ يُخْبِرُنَا عَنْهُمَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏

هَلْ كَانَ سُلَيْمَانُ نَاجِحًا فِي حَيَاتِهِ؟‏

٤ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ نَاجِحًا؟‏

٤ لَاقَى سُلَيْمَانُ نَجَاحًا بَاهِرًا فِي حَيَاتِهِ عَلَى عِدَّةِ أَصْعِدَةٍ.‏ وَإِلَامَ يَعُودُ نَجَاحُهُ هذَا؟‏ لَقَدْ أَغْدَقَ يَهْوَهُ عَلَيْهِ ٱلْبَرَكَاتِ لِأَنَّهُ بَقِيَ طَوَالَ سِنِينَ يَخَافُهُ وَيُطِيعُهُ.‏ فَحِينَ قَالَ لَهُ أَنْ يَطْلُبَ مَا يَشَاءُ،‏ سَأَلَهُ سُلَيْمَانُ ٱلْحِكْمَةَ لِيَقُودَ ٱلشَّعْبَ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ بَارَكَهُ ٱللهُ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْغِنَى عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ ملوك ٣:‏١٠-‏١٤‏.‏‏)‏ فَقَدْ «فَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي ٱلْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْرَ»،‏ وَذَاعَ صِيتُهُ «فِي جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ حَوَالَيْهِ».‏ (‏١ مل ٤:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ وَفِي مَا يَتَعَلَّقُ بِثَرْوَتِهِ،‏ فَقَدْ جَاءَهُ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ أَكْثَرُ مِنْ ٢٢ طُنًّا مِنَ ٱلذَّهَبِ.‏ (‏٢ اخ ٩:‏١٣‏)‏ هذَا وَقَدْ نَفَّذَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ مَشَارِيعِ ٱلْبِنَاءِ،‏ فَضْلًا عَنْ كَوْنِهِ بَارِعًا فِي ٱلتِّجَارَةِ وَدِبْلُومَاسِيًّا مُتَمَرِّسًا.‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ أَحْرَزَ سُلَيْمَانُ ٱلنَّجَاحَ فِي حَيَاتِهِ وَحَافَظَ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ عَلَى مَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ ٱللهِ.‏ —‏ ٢ اخ ٩:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

٥ مَاذَا ٱسْتَنْتَجَ سُلَيْمَانُ بِشَأْنِ ٱلَّذِينَ هُمْ نَاجِحُونَ فِي نَظَرِ ٱللهِ؟‏

٥ يَتَبَيَّنُ مِنْ سِفْرِ ٱلْجَامِعَةِ أَنَّ سُلَيْمَانَ لَمْ يَظُنَّ مُطْلَقًا أَنَّ ٱلْإِنْجَازَاتِ وَٱلْأَفْرَاحَ هِيَ حُكْرٌ عَلَى ذَوِي ٱلثَّرَوَاتِ وَٱلْمَنَاصِبِ.‏ فَقَدْ كَتَبَ:‏ «عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ [لِلْبَشَرِ] أَفْضَلُ مِنْ أَنْ يَفْرَحُوا وَيَفْعَلُوا ٱلصَّالِحَ فِي حَيَاتِهِمْ،‏ وَأَيْضًا أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَنْبَغِي أَنْ يَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيَرَى ٱلْخَيْرَ مِنْ كُلِّ كَدِّهِ.‏ إِنَّهَا عَطِيَّةُ ٱللهِ».‏ (‏جا ٣:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وَأَدْرَكَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمَلَذَّاتِ لَا تَمْنَحُ ٱكْتِفَاءً حَقِيقِيًّا إِلَّا لِمَنْ يَحْظَى بِرِضَى ٱللهِ وَيَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ وَثِيقَةٍ بِهِ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ بِحَقٍّ:‏ «أَمَا وَقَدْ سَمِعْنَا كُلَّ شَيْءٍ،‏ فَخِتَامُ ٱلْأَمْرِ:‏ خَفِ ٱللهَ وَٱحْفَظْ وَصَايَاهُ؛‏ لِأَنَّ هٰذَا هُوَ وَاجِبُ ٱلْإِنْسَانِ».‏ —‏ جا ١٢:‏١٣‏.‏

٦ كَيْفَ نَعْرِفُ مَاهِيَّةَ ٱلنَّجَاحِ ٱلْحَقِيقِيِّ مِنْ مِثَالِ سُلَيْمَانَ؟‏

٦ سَارَ سُلَيْمَانُ فِي خَوْفِ ٱللهِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «أَحَبَّ سُلَيْمَانُ يَهْوَهَ سَائِرًا فِي سُنَنِ دَاوُدَ أَبِيهِ».‏ (‏١ مل ٣:‏٣‏)‏ أَوَلَا تَرَى فِي مَسْلَكِهِ هذَا نَجَاحًا حَقِيقِيًّا؟‏ فَبِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱللهِ،‏ شَيَّدَ هَيْكَلًا رَائِعًا لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَكَتَبَ ثَلَاثَةً مِنْ أَسْفَارِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَنْ نُنْجِزَ مَا أَنْجَزَهُ،‏ إِلَّا أَنَّ مِثَالَهُ حِينَ كَانَ أَمِينًا لِلهِ يَجِبُ أَنْ يُعَلِّمَنَا مَاهِيَّةَ ٱلنَّجَاحِ ٱلْحَقِيقِيِّ وَيُسَاعِدَنَا عَلَى بُلُوغِهِ.‏ وَفِي هذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّهُ كَتَبَ بِٱلْوَحْيِ ٱلْإِلهِيِّ أَنَّ ٱلْغِنَى وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلشُّهْرَةَ وَٱلنُّفُوذَ هِيَ أُمُورٌ بَاطِلَةٌ،‏ فِي حِينِ يَعْتَبِرُهَا مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ مِنْ مُقَوِّمَاتِ ٱلنَّجَاحِ.‏ فَهِيَ «سَعْيٌ وَرَاءَ ٱلرِّيحِ»،‏ أَيْ لَا جَدْوَى مِنْهَا.‏ أَفَلَا تُلَاحِظُ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْمُتَعَطِّشِينَ إِلَى ٱلْغِنَى لَا يَشْبَعُونَ مِنْ جَنْيِ ٱلثَّرَوَاتِ،‏ وَأَنَّهُمْ غَالِبًا مَا يَقْلَقُونَ عَلَى مُمْتَلَكَاتِهِمْ؟‏ لكِنَّهُمْ يَتَجَاهَلُونَ أَمْرًا مُهِمًّا جِدًّا،‏ وَهُوَ أَنَّ مَا يَمْلِكُونَهُ سَيَؤُولُ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى غَيْرِهِمْ.‏ —‏ اِقْرَأْ جامعة ٢:‏٨-‏١١،‏ ١٧؛‏ ٥:‏١٠-‏١٢‏.‏

٧،‏ ٨  كَيْفَ أَعْرَبَ سُلَيْمَانُ عَنْ عَدَمِ ٱلْأَمَانَةِ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

٧ فِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ حَادَ سُلَيْمَانُ عَنْ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ وَتَخَلَّى عَنْ أَمَانَتِهِ لِلهِ.‏ تَذْكُرُ كَلِمَةُ ٱللهِ:‏ «كَانَ فِي زَمَنِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ زَوْجَاتِهِ أَمَلْنَ قَلْبَهُ إِلَى ٱتِّبَاعِ آلِهَةٍ أُخْرَى،‏ وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ إِلٰهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ .‏ .‏ .‏ فَعَلَ سُلَيْمَانُ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ».‏ —‏ ١ مل ١١:‏٤-‏٦‏.‏

٨ وَنَتِيجَةً لِعِصْيَانِهِ،‏ غَضِبَ مِنْهُ يَهْوَهُ وَقَالَ لَهُ:‏ «مِنْ أَجْلِ أَنَّ هٰذَا قَدْ حَدَثَ مَعَكَ وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَسُنَنِي ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا،‏ فَإِنِّي سَأَنْتَزِعُ ٱلْمَمْلَكَةَ مِنْكَ وَأُعْطِيهَا لِخَادِمِكَ».‏ (‏١ مل ١١:‏١١‏)‏ فَيَا لَهُ مِنْ أَمْرٍ مُحْزِنٍ!‏ صَحِيحٌ أَنَّ سُلَيْمَانَ نَجَحَ عَلَى عِدَّةِ أَصْعِدَةٍ،‏ لكِنَّهُ فَشِلَ فِي ٱلْمَجَالِ ٱلْأَهَمِّ.‏ فَقَدْ خَسِرَ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ أَمَانَتَهُ لِلهِ وَخَيَّبَ أَمَلَهُ.‏ لِذلِكَ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أَنَا مُصَمِّمٌ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْ مِثَالِ سُلَيْمَانَ كَيْفَ أُحْرِزُ ٱلنَّجَاحَ ٱلْحَقِيقِيَّ؟‏›.‏

شَخْصٌ يُحْرِزُ ٱلنَّجَاحَ ٱلْحَقِيقِيَّ

٩ هَلْ كَانَ بُولُسُ شَخْصًا نَاجِحًا فِي نَظَرِ ٱلْمُجْتَمَعِ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

٩ عَاشَ بُولُسُ حَيَاةً مُخْتَلِفَةً تَمَامًا عَنْ حَيَاةِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ.‏ فَهُوَ لَمْ يَرْتَقِ عَرْشَ ٱلْمُلْكِ وَلَا جَلَسَ إِلَى مَوَائِدِ ٱلْمُلُوكِ.‏ بَلْ عَانَى ٱلْجُوعَ وَٱلْعَطَشَ وَٱلْبَرْدَ وَٱلْعُرْيَ.‏ (‏٢ كو ١١:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ فَبَعْدَمَا قَبِلَ يَسُوعَ كَمَسِيَّا،‏ خَسِرَ مَكَانَتَهُ فِي ٱلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَبَاتَ مُبْغَضًا مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ.‏ فَقَدْ سُجِنَ،‏ جُلِدَ،‏ ضُرِبَ بِٱلْعِصِيِّ،‏ وَرُجِمَ.‏ كَمَا أَنَّهُ تَعَرَّضَ هُوَ وَرُفَقَاؤُهُ لِلشَّتْمِ وَٱلِٱضْطِهَادِ وَتَشْوِيهِ ٱلسُّمْعَةِ.‏ قَالَ:‏ «صِرْنَا كَنُفَايَةِ ٱلْعَالَمِ،‏ رُذَالَةِ كُلِّ شَيْءٍ».‏ —‏ ١ كو ٤:‏١١-‏١٣‏.‏

بَدَا شَاوُلُ نَاجِحًا فِي نَظَرِ ٱلْمُجْتَمَعِ

١٠ لِمَاذَا بَدَا لِلنَّاسِ أَنَّ مَسْلَكَ بُولُسَ هُوَ حَمَاقَةٌ كَبِيرَةٌ؟‏

١٠ عِنْدَمَا كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ (‏شَاوُلُ)‏ شَابًّا،‏ بَدَا أَنَّهُ يَمْتَلِكُ مُقَوِّمَاتٍ عَدِيدَةً تَجْعَلُهُ نَاجِحًا.‏ فَإِذْ وُلِدَ عَلَى مَا يَبْدُو فِي عَائِلَةٍ مَرْمُوقَةٍ،‏ تَثَقَّفَ عَلَى يَدِ ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْمَشْهُورِ غَمَالَائِيلَ،‏ وَرَاحَ ‹يَتَقَدَّمُ فِي ٱلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنَ ٱلَّذِينَ فِي سِنِّهِ›.‏ (‏غل ١:‏١٤‏)‏ وَكَانَ يُتْقِنُ ٱللُّغَتَيْنِ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ وَٱلْيُونَانِيَّةَ.‏ أَيْضًا،‏ أَتَاحَتْ لَهُ جِنْسِيَّتُهُ ٱلرُّومَانِيَّةُ أَنْ يَحْظَى بِٱمْتِيَازَاتٍ وَحُقُوقٍ يَتَمَنَّى كَثِيرُونَ ٱلْحُصُولَ عَلَيْهَا.‏ وَلَوْ أَنَّهُ ٱخْتَارَ ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ هذَا ٱلنَّجَاحِ ٱلْعَالَمِيِّ،‏ لَكَانَ فِي أَغْلَبِ ٱلظَّنِّ حَصَدَ ٱلْجَاهَ وَٱلْغِنَى.‏ لكِنَّهُ عِوَضَ ذلِكَ ٱخْتَارَ مَسْلَكًا بَدَا فِي أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ رُبَّمَا بَعْضُ أَقْرِبَائِهِ،‏ حَمَاقَةً كَبِيرَةً.‏ وَلِمَاذَا؟‏

١١ أَيَّةُ أُمُورٍ قَدَّرَهَا بُولُسُ؟‏ عَلَامَ كَانَ عَازِمًا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١١ أَحَبَّ بُولُسُ يَهْوَهَ وَفَضَّلَ كَسْبَ رِضَاهُ عَلَى تَحْصِيلِ ٱلثَّرْوَةِ وَٱلشُّهْرَةِ.‏ فَحِينَ نَالَ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً عَنِ ٱلْحَقِّ،‏ بَاتَ يُقَدِّرُ قِيمَةَ ٱلْفِدْيَةِ،‏ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَرَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ —‏ أُمُورٍ لَمْ يَكُنِ ٱلْعَالَمُ يَهْتَمُّ بِهَا أَوْ يَمْلِكُ أَدْنَى فِكْرَةٍ عَنْهَا.‏ كَمَا أَدْرَكَ أَنَّ هُنَالِكَ قَضِيَّةً يَنْبَغِي بَتُّهَا.‏ فَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ قَدِ ٱدَّعَى أَنَّهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَوِّلَ ٱلْبَشَرَ عَنْ خِدْمَةِ ٱللهِ.‏ (‏اي ١:‏٩-‏١١؛‏ ٢:‏٣-‏٥‏)‏ لِذلِكَ،‏ كَانَ بُولُسُ عَازِمًا أَنْ يُحَافِظَ عَلَى أَمَانَتِهِ لِلهِ مَهْمَا ٱشْتَدَّتْ عَلَيْهِ ٱلْمِحَنُ.‏ وَهذَا هَدَفٌ لَا يُدْرِجُهُ ٱلْمُجْتَمَعُ ضِمْنَ شُرُوطِ ٱلنَّجَاحِ.‏

لَاقَى بُولُسُ ٱلنَّجَاحَ ٱلْحَقِيقِيَّ

١٢ لِمَ ٱخْتَرْتُمْ أَنْ تُلْقُوا رَجَاءَكُمْ عَلَى ٱللهِ؟‏

١٢ هَلْ لَدَيْكَ ٱلتَّصْمِيمُ نَفْسُهُ ٱلَّذِي كَانَ لَدَى بُولُسَ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱتِّبَاعَ مَسْلَكِ ٱلْأَمَانَةِ لَيْسَ دَائِمًا بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ،‏ لكِنَّنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّهُ يُكْسِبُنَا بَرَكَةَ يَهْوَهَ وَرِضَاهُ.‏ وَهذَا هُوَ مِفْتَاحُ ٱلنَّجَاحِ ٱلْحَقِيقِيِّ.‏ (‏ام ١٠:‏٢٢‏)‏ فَنَحْنُ نَنَالُ ٱلْفَوَائِدَ ٱلْآنَ،‏ وَنَنْتَظِرُ بَرَكَاتٍ جَزِيلَةً فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏‏)‏ لِذلِكَ،‏ لَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ كَيْ لَا نُلْقِيَ رَجَاءَنَا «عَلَى ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ،‏ بَلْ عَلَى ٱللهِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا».‏ وَبِذلِكَ،‏ ‹نَكْنِزُ لِأَنْفُسِنَا أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبَلِ،‏ لِكَيْ نَتَمَسَّكَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ›.‏ (‏١ تي ٦:‏١٧-‏١٩‏)‏ نَعَمْ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ ثِقَةً تَامَّةً أَنَّهُ بَعْدَ مِئَةِ سَنَةٍ،‏ حَتَّى بَعْدَ أَلْفِ سَنَةٍ أَوْ أَكْثَرَ،‏ سَنَنْظُرُ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَنَقُولُ:‏ ‹حَقًّا،‏ لَقَدِ ٱتَّبَعْتُ مَسْلَكَ ٱلنَّجَاحِ ٱلْحَقِيقِيِّ!‏›.‏

أَيْنَ هُوَ كَنْزُكَ؟‏

١٣ أَيَّةُ مَشُورَةٍ أَعْطَاهَا يَسُوعُ بِشَأْنِ ٱدِّخَارِ ٱلْكُنُوزِ؟‏

١٣ قَالَ يَسُوعُ بِشَأْنِ ٱدِّخَارِ ٱلْكُنُوزِ:‏ «لَا تَدَّخِرُوا بَعْدُ لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ حَيْثُ يُفْسِدُ عُثٌّ وَصَدَأٌ،‏ وَحَيْثُ يَقْتَحِمُ سَارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ.‏ بَلِ ٱدَّخِرُوا لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ حَيْثُ لَا يُفْسِدُ عُثٌّ وَلَا صَدَأٌ،‏ وَحَيْثُ لَا يَقْتَحِمُ سَارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ.‏ فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا».‏ —‏ مت ٦:‏١٩-‏٢١‏.‏

١٤ لِمَاذَا لَيْسَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلسَّعْيُ وَرَاءَ ٱلْكُنُوزِ ٱلْحَرْفِيَّةِ؟‏

١٤ قَدْ لَا تَتَضَمَّنُ ٱلْكُنُوزُ ٱلْحَرْفِيَّةُ ٱلْمَالَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيًّا مِنَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي كَتَبَ عَنْهَا سُلَيْمَانُ وَٱلَّتِي تَجْعَلُنَا نَاجِحِينَ فِي نَظَرِ ٱلنَّاسِ،‏ كَٱلْمَقَامِ وَٱلشُّهْرَةِ وَٱلنُّفُوذِ.‏ وَقَدْ ذَكَرَ يَسُوعُ فِكْرَةً مُشَابِهَةً لِتِلْكَ ٱلَّتِي أَوْرَدَهَا سُلَيْمَانُ فِي سِفْرِ ٱلْجَامِعَةِ،‏ وَهِيَ أَنَّ ٱلْكُنُوزَ وَٱلثَّرَوَاتِ فَانِيَةٌ.‏ وَٱلْوَاقِعُ يَشْهَدُ عَلَى صِحَّةِ هذَا ٱلْأَمْرِ.‏ فَعَنْ هذِهِ ٱلْكُنُوزِ،‏ كَتَبَ ٱلْبْرُوفِسُّورُ ف.‏ دَايْل بْرُونِر:‏ «نَعْرِفُ يَقِينًا أَنَّ ٱلشُّهْرَةَ لَا تَدُومُ.‏ فَنَجْمُ ٱلْأَمْسِ بَاتَ ٱلْيَوْمَ فِي خَبَرِ كَانَ.‏ وَأَرْبَاحُ هذِهِ ٱلسَّنَةِ قَدْ تَحِلُّ مَحَلَّهَا ٱلْخَسَائِرُ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْمُقْبِلَةِ .‏ .‏ .‏ [يَسُوعُ] يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ.‏ لِذلِكَ يُحَذِّرُهُمْ مِنَ ٱلْوُقُوعِ فَرِيسَةَ ٱلْيَأْسِ ٱلْمَحْتُومِ ٱلَّذِي يُرَافِقُ ٱلْمَجْدَ ٱلزَّائِلَ .‏ .‏ .‏ وَهُوَ لَا يُرِيدُ أَنْ يُصَابَ تَلَامِيذُهُ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ.‏ ‹كُلَّ يَوْمٍ نَرَى ٱلْعَالَمَ يُطِيحُ بِأَحَدِ عُظَمَائِهِ ٱلَّذِينَ يَتَبَوَّأُونَ ٱلْمَرَاكِزَ ٱلْأَعْلَى›».‏ وَرَغْمَ أَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلنَّاسِ يُؤَيِّدُونَ هذَا ٱلرَّأْيَ،‏ فَكَمْ مِنْهُمْ يَسْتَقُونَ عِبَرًا مِنَ ٱلْمَاضِي كَيْ يُغَيِّرُوا مَوْقِفَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏ هَلْ أَنْتَ مِنَ ٱلَّذِينَ يَتَعَلَّمُونَ دُرُوسًا مِمَّا حَدَثَ سَابِقًا؟‏

١٥ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلنَّجَاحِ يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى وَرَاءَهُ؟‏

١٥ يُعَلِّمُ بَعْضُ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ أَنَّهُ مِنَ ٱلْخَطَإِ ٱلسَّعْيُ وَرَاءَ ٱلنَّجَاحِ.‏ لكِنْ لَمْ يَكُنْ هذَا مَا قَصَدَهُ يَسُوعُ بِكَلِمَاتِهِ فِي إِنْجِيلِ مَتَّى.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ كَانَ يَحُثُّ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَبْذُلُوا ٱلْجُهْدَ لِإِحْرَازِ ٱلنَّجَاحِ ٱلْحَقِيقِيِّ،‏ وَذلِكَ مِنْ خِلَالِ صَبِّ جُهُودِهِمْ عَلَى ٱدِّخَارِ ‹كُنُوزٍ فِي ٱلسَّمَاءِ›.‏ فَيَنْبَغِي أَنْ نُرَكِّزَ ٱهْتِمَامَنَا عَلَى أَنْ نَكُونَ نَاجِحِينَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ.‏ حَقًّا،‏ تُذَكِّرُنَا كَلِمَاتُ يَسُوعَ أَنَّ فِي يَدِنَا ٱخْتِيَارَ ٱلْمَسْعَى ٱلَّذِي نُرِيدُ.‏ لكِنْ لَا نَنْسَ أَنَّ ٱلْمَسْعَى ٱلَّذِي نَخْتَارُهُ يَعْكِسُ مَا فِي قَلْبِنَا،‏ أَيْ مَا هُوَ قَيِّمٌ فِي نَظَرِنَا.‏

١٦ إِلَى أَيَّةِ مَشُورَةٍ يَجِبُ أَنْ نُصْغِيَ؟‏

١٦ قَدْ يَسْمَحُ يَهْوَهُ بِأَنْ نُقَاسِيَ مُؤَقَّتًا ٱلْجُوعَ أَوِ ٱلْعَطَشَ،‏ كَمَا حَدَثَ مَعَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ (‏١ كو ٤:‏١١‏)‏ لكِنْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّهُ سَيَعْمَلُ عَلَى سَدِّ حَاجَاتِنَا إِذَا كَانَتْ رَغْبَتُنَا ٱلْقَلْبِيَّةُ إِرْضَاءَهُ.‏ فَيَجِبُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى مَشُورَةِ يَسُوعَ ٱلْحَكِيمَةِ:‏ «لَا تَحْمِلُوا هَمًّا وَتَقُولُوا:‏ ‹مَاذَا نَأْكُلُ؟‏›،‏ أَوْ:‏ ‹مَاذَا نَشْرَبُ؟‏›،‏ أَوْ:‏ ‹مَاذَا نَلْبَسُ؟‏›.‏ فَهٰذِهِ كُلُّهَا تَسْعَى ٱلْأُمَمُ إِلَيْهَا.‏ فَإِنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هٰذِهِ كُلِّهَا.‏ فَدَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ وَبِرِّهِ،‏ وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ».‏ —‏ مت ٦:‏٣١-‏٣٣‏.‏

كُنْ نَاجِحًا فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ عَلَامَ يَعْتَمِدُ ٱلنَّجَاحُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ لَا يَعْتَمِدُ ٱلنَّجَاحُ؟‏

١٧ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ ٱلنَّجَاحَ ٱلْحَقِيقِيَّ لَا يَعْتَمِدُ عَلَى إِنْجَازَاتِنَا أَوْ مَرْكَزِنَا فِي ٱلْعَالَمِ.‏ كَمَا أَنَّهُ لَا يُقَاسُ بِٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلَّتِي قَدْ نَحْظَى بِهَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَهُوَ فِي ٱلْوَاقِعِ بَرَكَةٌ نَاجِمَةٌ عَنْ طَاعَتِنَا وَأَمَانَتِنَا لِلهِ.‏ فَيَهْوَهُ يُؤَكِّدُ لَنَا:‏ «إِنَّ ٱلْمَطْلُوبَ فِي ٱلْوُكَلَاءِ هُوَ أَنْ يُوجَدَ ٱلْمَرْءُ أَمِينًا».‏ (‏١ كو ٤:‏٢‏)‏ وَعَلَيْنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى أَمَانَتِنَا وَنَحْتَمِلَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ».‏ (‏مت ١٠:‏٢٢‏)‏ أَوَلَا تُوَافِقُ أَنَّ خَلَاصَكَ سَيَكُونُ بُرْهَانًا دَامِغًا عَلَى نَجَاحِكَ؟‏

١٨ بِنَاءً عَلَى ٱلنِّقَاطِ ٱلَّتِي وَرَدَتْ آنِفًا،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تَرَى أَنَّ ٱلْأَمَانَةَ لِلهِ لَيْسَتْ مَنُوطَةً بِٱلشُّهْرَةِ،‏ ٱلْعِلْمِ،‏ ٱلْوَضْعِ ٱلْمَادِّيِّ،‏ أَوِ ٱلْمَكَانَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ.‏ وَلَا هِيَ مَنُوطَةٌ بِٱلذَّكَاءِ أَوِ ٱلْمَوَاهِبِ أَوِ ٱلْقُدُرَاتِ.‏ فَفِي وِسْعِنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْأَمَانَةِ لِلهِ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ ظُرُوفِنَا.‏ مَثَلًا،‏ وُجِدَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْأَغْنِيَاءُ وَٱلْفُقَرَاءُ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ وَقَدْ نَصَحَ بُولُسُ ٱلْأَغْنِيَاءَ «أَنْ يَسْعَوْا لِعَمَلِ ٱلصَّلَاحِ،‏ وَيَكُونُوا أَغْنِيَاءَ بِٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ،‏ أَسْخِيَاءَ،‏ مُسْتَعِدِّينَ لِلْمُشَارَكَةِ».‏ فَكَانَ بِإِمْكَانِ ٱلْأَغْنِيَاءِ وَٱلْفُقَرَاءِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ أَنْ «يَتَمَسَّكُوا بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ».‏ (‏١ تي ٦:‏١٧-‏١٩‏)‏ وَيَصِحُّ هذَا ٱلْأَمْرُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏ فَلَدَيْنَا جَمِيعًا ٱلْفُرْصَةُ عَيْنُهَا وَٱلْمَسْؤُولِيَّةُ نَفْسُهَا:‏ أَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ وَنَكُونَ «أَغْنِيَاءَ بِٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ».‏ عِنْدَئِذٍ،‏ نَكُونُ نَاجِحِينَ فِي عَيْنَيْ خَالِقِنَا وَنَفْرَحُ بِأَنَّنَا نُرْضِيهِ.‏ —‏ ام ٢٧:‏١١‏.‏

١٩ عَلَامَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ؟‏

١٩ حَتَّى لَوْ لَمْ تَكُنْ قَادِرًا عَلَى ٱلتَّحَكُّمِ فِي ظُرُوفِكَ كَامِلًا،‏ فَبِإِمْكَانِكَ أَنْ تَتَحَكَّمَ فِي طَرِيقَةِ تَعَاطِيكَ مَعَهَا.‏ فَٱبْذُلْ قُصَارَى جُهْدِكَ كَيْ تَبْقَى أَمِينًا فِي كُلِّ ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ فَهذَا أَمْرٌ يَسْتَحِقُّ ٱلْعَنَاءَ.‏ وَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُغْدِقُ عَلَيْكَ ٱلْبَرَكَاتِ،‏ ٱلْآنَ وإِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَلَا تَنْسَ أَبَدًا كَلِمَاتِ يَسُوعَ لِلْمَمْسُوحِينَ:‏ «كُنْ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ،‏ فَأُعْطِيَكَ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ».‏ (‏رؤ ٢:‏١٠‏)‏ فَهذَا هُوَ مِفْتَاحُ ٱلنَّجَاحِ ٱلْحَقِيقِيِّ.‏