الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

نَحْنُ جَمِيعًا وُكَلَاءُ مَوْثُوقٌ بِهِمْ

نَحْنُ جَمِيعًا وُكَلَاءُ مَوْثُوقٌ بِهِمْ

‏«لَسْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ».‏ —‏ ١ كو ٦:‏١٩‏.‏

١ مَا هِيَ نَظْرَةُ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْعُبُودِيَّةِ؟‏

مُنْذُ نَحْوِ ٢٬٥٠٠ سَنَةٍ،‏ ذَكَرَ كَاتِبٌ مَسْرَحِيٌّ يُونَانِيٌّ:‏ «لَا أَحَدَ يَحْمِلُ نِيرَ ٱلْعُبُودِيَّةِ طَوْعًا».‏ وَكَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ يُوَافِقُونَهُ ٱلرَّأْيَ.‏ فَٱلْعُبُودِيَّةُ تَسْتَحْضِرُ إِلَى ٱلذِّهْنِ صُوَرَ أُنَاسٍ مَظْلُومِينَ وَمُقَيَّدِينَ بِسَلَاسِلَ،‏ أُنَاسٍ يَكُدُّونَ وَيَشْقَوْنَ لَا لِمَنْفَعَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ بَلْ لِمَنْفَعَةِ أَسْيَادِهِمْ.‏

٢،‏ ٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَنَالُ ٱلَّذِينَ يَخْتَارُونَ طَوْعًا أَنْ يَكُونُوا عَبِيدًا لِلْمَسِيحِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنَتَأَمَّلُ فِيهِمَا؟‏

٢ رَغْمَ هذَا ٱلْمَفْهُومِ ٱلسَّلْبِيِّ لِلْعُبُودِيَّةِ،‏ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ تَلَامِيذَهُ سَيَكُونُونَ عَبِيدًا.‏ لكِنَّ هذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ لَنْ يُسَبِّبَ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلظُّلْمَ وَٱلْإِذْلَالَ،‏ بَلْ سَيَمْنَحُهُمُ ٱلْإِكْرَامَ وَٱلثِّقَةَ وَٱلِٱحْتِرَامَ.‏ مَثَلًا،‏ قَالَ يَسُوعُ قُبَيْلَ مَوْتِهِ إِنَّهُ سَيُلْقِي عَلَى عَاتِقِ ‹عَبْدٍ أَمِينٍ فَطِينٍ› مَسْؤُولِيَّاتٍ كَبِيرَةً.‏ —‏ مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

٣ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ هذَا ٱلْعَبْدَ يُدْعَى ‹وَكِيلًا› فِي رِوَايَةِ لُوقَا ٱلْمُنَاظِرَةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ لوقا ١٢:‏٤٢-‏٤٤‏.‏‏)‏ وَهذَا ٱلْوَكِيلُ ٱلْأَمِينُ يُشِيرُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ لكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُظْهِرُ أَنَّنَا جَمِيعَنَا كَخُدَّامٍ لِلهِ يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُنَا وُكَلَاءَ.‏ فَأَيَّةُ مَسْؤُولِيَّاتٍ هِيَ مُلْقَاةٌ عَلَى عَاتِقِنَا؟‏ وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهَا؟‏ لِنَعْرِفَ ٱلْجَوَابَ،‏ دَعُونَا نَتَأَمَّلُ فِي دَوْرِ ٱلْوُكَلَاءِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ.‏

دَوْرُ ٱلْوُكَلَاءِ

٤،‏ ٥ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّاتٍ مُنِحَتْ لِلْوُكَلَاءِ قَدِيمًا؟‏ أَعْطُوا أَمْثِلَةً.‏

٤ قَدِيمًا،‏ مُنِحَ ٱلْوُكَلَاءُ سُلْطَةً كَبِيرَةً.‏ فَغَالِبًا مَا كَانَ ٱلْوَكِيلُ عَبْدًا ٱئْتَمَنَهُ سَيِّدُهُ لِيُشْرِفَ عَلَى شُؤُونِ بَيْتِهِ وَأَعْمَالِهِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَأَلِيعَازَرُ هُوَ مِثَالٌ عَلَى ذلِكَ.‏ فَقَدِ ٱئْتَمَنَهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَى مُمْتَلَكَاتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ.‏ وَلَرُبَّمَا كَانَ هُوَ ٱلْخَادِمَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ تَعْيِينًا بَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى بِلَادِ مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ لِيَخْتَارَ زَوْجَةً لِٱبْنِهِ إِسْحَاقَ.‏ —‏ تك ١٣:‏٢؛‏ ١٥:‏٢؛‏ ٢٤:‏٢-‏٤‏.‏

٥ كَذلِكَ،‏ تَوَلَّى يُوسُفُ،‏ حَفِيدُ ٱبْنِ إِبْرَاهِيمَ،‏ مُهِمَّةَ إِدَارَةِ شُؤُونِ بَيْتِ فُوطِيفَارَ.‏ (‏تك ٣٩:‏١،‏ ٢‏)‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ صَارَ لَدَيْهِ هُوَ أَيْضًا وَكِيلٌ عَيَّنَهُ ‹عَلَى بَيْتِهِ›.‏ وَقَدِ ٱهْتَمَّ هذَا ٱلْوَكِيلُ بِإِعْدَادِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ لِٱسْتِضَافَةِ إِخْوَةِ يُوسُفَ ٱلْعَشَرَةِ.‏ كَمَا أَنَّهُ لَعِبَ دَوْرًا مُهِمًّا فِي تَنْفِيذِ خُطَّةِ يُوسُفَ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِكَأْسِ ٱلْفِضَّةِ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْوُكَلَاءَ كَانُوا مَوْضِعَ ثِقَةٍ كَبِيرَةٍ.‏ —‏ تك ٤٣:‏١٩-‏٢٥؛‏ ٤٤:‏١-‏١٢‏.‏

٦ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّاتٍ مُتَفَاوِتَةٍ تُمْنَحُ لِلشُّيُوخِ؟‏

٦ بَعْدَ مُضِيِّ قُرُونٍ،‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلنُّظَّارَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ هُمْ ‹وُكَلَاءُ لِلهِ›.‏ (‏تي ١:‏٧‏)‏ فَهُمْ مُعَيَّنُونَ لِيَرْعَوْا «رَعِيَّةَ ٱللهِ»،‏ إِذْ يَمْنَحُونَ ٱلْإِرْشَادَ وَيَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ (‏١ بط ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ طَبْعًا،‏ إِنَّ مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ تَتَفَاوَتُ.‏ مَثَلًا،‏ بِشَكْلٍ عَامٍّ،‏ يَهْتَمُّ كُلٌّ مِنَ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِشُؤُونِ جَمَاعَتِهِ.‏ أَمَّا ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ فَيَخْدُمُونَ جَمَاعَاتٍ عِدَّةً.‏ وَيَهْتَمُّ أَعْضَاءُ لَجْنَةِ ٱلْفَرْعِ بِشُؤُونِ جَمَاعَاتٍ فِي بُلْدَانٍ بِأَسْرِهَا.‏ وَمَعَ ذلِكَ،‏ مِنَ ٱلْمُتَوَقَّعِ أَنْ يُعْنَى ٱلْجَمِيعُ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِمْ بِأَمَانَةٍ؛‏ فَعَلَيْهِمْ جَمِيعًا أَنْ ‹يُؤَدُّوا حِسَابًا› لِلهِ.‏ —‏ عب ١٣:‏١٧‏.‏

٧ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ جَمِيعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ هُمْ وُكَلَاءُ؟‏

٧ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوْلِيَاءِ ٱلَّذِينَ لَيْسُوا نُظَّارًا؟‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ رِسَالَةً إِلَى كَافَّةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَقُولُ فِيهَا:‏ «لِيَخْدُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا،‏ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا نَالَ مِنْ مَوْهِبَةٍ،‏ كَوُكَلَاءَ فَاضِلِينَ عَلَى نِعْمَةِ ٱللهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ».‏ (‏١ بط ١:‏١؛‏ ٤:‏١٠‏)‏ فَٱللهُ بِنِعْمَتِهِ مَنَحَنَا جَمِيعًا مَوَاهِبَ،‏ مَزَايَا،‏ وَقُدُرَاتٍ يُمْكِنُنَا ٱسْتِغْلَالُهَا لِمَنْفَعَةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللهَ هُمْ وُكَلَاءُ لَهُ.‏ وَهُوَ يَثِقُ بِهِمْ،‏ يَحْتَرِمُهُمْ،‏ وَيَتَوَقَّعُ أَنْ يَتَوَلَّوْا مَسْؤُولِيَّتَهُمْ بِكُلِّ أَمَانَةٍ.‏

نَحْنُ لِلهِ لَا لِأَنْفُسِنَا

٨ مَا هُوَ أَحَدُ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي بَالِنَا؟‏

٨ سَنَسْتَعْرِضُ ٱلْآنَ ثَلَاثَةَ مَبَادِئَ عَلَيْنَا جَمِيعِنَا كَوُكَلَاءَ ٱلتَّأَمُّلُ فِيهَا.‏ أَوَّلًا:‏ نَحْنُ جَمِيعُنَا لِلهِ وَنُؤَدِّي حِسَابًا لَهُ.‏ فَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «لَسْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ،‏ لِأَنَّكُمُ ٱشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ»،‏ أَيْ دَمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ كَفَّارَةً عَنْ خَطَايَانَا.‏ (‏١ كو ٦:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَنَحْنُ لِلهِ،‏ وَلِذلِكَ عَلَيْنَا إِطَاعَةُ وَصَايَاهُ ٱلَّتِي لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا.‏ (‏رو ١٤:‏٨؛‏ ١ يو ٥:‏٣‏)‏ كَمَا أَنَّنَا عَبِيدٌ لِلْمَسِيحِ.‏ وَمِثْلَ ٱلْوُكَلَاءِ قَدِيمًا،‏ نَتَمَتَّعُ بِحُرِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ وَلكِنْ مَحْدُودَةٌ.‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَوَلَّى مَسْؤُولِيَّاتِنَا بِحَسَبِ إِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ.‏ فَمَهْمَا حَظِينَا بِٱمْتِيَازَاتٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ فَنَحْنُ أَوَّلًا وَآخِرًا خُدَّامٌ لَهُمَا.‏

٩ كَيْفَ أَوْضَحَ يَسُوعُ مَا يَتَوَقَّعُهُ ٱلسَّيِّدُ مِنَ ٱلْعَبْدِ؟‏

٩ يُسَاعِدُنَا يَسُوعُ أَنْ نَفْهَمَ مَا يَتَوَقَّعُهُ ٱلسَّيِّدُ مِنَ ٱلْعَبْدِ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ أَخْبَرَ تَلَامِيذَهُ عَنْ عَبْدٍ عَادَ إِلَى ٱلْمَنْزِلِ بَعْدَ يَوْمٍ مِنَ ٱلْعَمَلِ ٱلشَّاقِّ.‏ فَهَلْ قَالَ لَهُ ٱلسَّيِّدُ:‏ «تَعَالَ فِي ٱلْحَالِ وَٱتَّكِئْ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ»؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ أَمَرَهُ:‏ «أَعِدَّ لِي مَا أَتَعَشَّى،‏ وَٱتَّزِرْ وَٱخْدُمْنِي حَتَّى إِذَا مَا فَرَغْتُ مِنْ أَكْلٍ وَشُرْبٍ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَبُ».‏ وَأَيُّ دَرْسٍ عَلَّمَهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلْإِيضَاحِ؟‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُوكِلَ إِلَيْكُمْ،‏ فَقُولُوا:‏ ‹نَحْنُ عَبِيدٌ لَا نَصْلُحُ لِشَيْءٍ.‏ قَدْ فَعَلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ›».‏ —‏ لو ١٧:‏٧-‏١٠‏.‏

١٠ مَا ٱلَّذِي يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱللهَ يُقَدِّرُ كُلَّ مَا نَفْعَلُهُ لِأَجْلِهِ؟‏

١٠ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ كُلَّ جُهْدٍ نَبْذُلُهُ فِي خِدْمَتِهِ.‏ فَكَلِمَتُهُ تُؤَكِّدُ لَنَا:‏ «اَللهُ لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ».‏ (‏عب ٦:‏١٠‏)‏ فَهُوَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نُنْجِزَ أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا.‏ وَكُلُّ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا يَصُبُّ فِي مَصْلَحَتِنَا وَلَا يُشَكِّلُ أَبَدًا عِبْئًا ثَقِيلًا عَلَيْنَا.‏ لكِنِ ٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْمَثَلِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَضَعَ مَصَالِحَ ٱللهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا كَمَا وَعَدْنَاهُ عِنْدَ ٱنْتِذَارِنَا.‏ أَفَلَا تُوَافِقُ عَلَى ذلِكَ؟‏

مَا يَتَطَلَّبُهُ يَهْوَهُ مِنَّا جَمِيعًا

١١،‏ ١٢ كَوُكَلَاءَ،‏ أَيَّةُ صِفَةٍ يَجِبُ أَنْ نَمْتَلِكَهَا،‏ وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَسْلُكَ؟‏

١١ ثَانِيًا:‏ كَوُكَلَاءَ،‏ نَحْنُ جَمِيعُنَا نَلْتَزِمُ بِٱلْمُتَطَلَّبَاتِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ نَفْسِهَا.‏ صَحِيحٌ أَنَّ قَلِيلِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَنَالُونَ مَسْؤُولِيَّاتٍ مُعَيَّنَةً،‏ إِلَّا أَنَّنَا جَمِيعَنَا مُلْزَمُونَ بِتَطْبِيقِ ٱلْمَبَادِئِ نَفْسِهَا.‏ مَثَلًا،‏ إِنَّ كَوْنَنَا تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ وَشُهُودًا لِيَهْوَهَ يُلْزِمُنَا أَنْ نُحِبَّ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ ٱلسِّمَةُ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ (‏يو ١٣:‏٣٥‏)‏ غَيْرَ أَنَّ مَحَبَّتَنَا لَا يَجِبُ أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى إِخْوَتِنَا ٱلشُّهُودِ،‏ بَلْ أَنْ تَتَعَدَّاهَا إِلَى ٱلَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ.‏

١٢ أَيْضًا،‏ يَتَطَلَّبُ مِنَّا ٱللهُ أَنْ نَسْلُكَ حَسَنًا فِي حَيَاتِنَا،‏ مُتَجَنِّبِينَ ٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلَّتِي يَدِينُهَا.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «لَا عَاهِرُونَ،‏ وَلَا عَبَدَةُ أَصْنَامٍ،‏ وَلَا زُنَاةٌ،‏ وَلَا مَأْبُونُونَ،‏ وَلَا مُضَاجِعُو ذُكُورٍ،‏ وَلَا سَارِقُونَ،‏ وَلَا جَشِعُونَ،‏ وَلَا سِكِّيرُونَ،‏ وَلَا شَتَّامُونَ،‏ وَلَا مُبْتَزُّونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ ٱللهِ».‏ (‏١ كو ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ يَلْزَمُ بَذْلُ ٱلْجُهْدِ لِلِٱلْتِصَاقِ بِمَقَايِيسِ ٱللهِ ٱلْبَارَّةِ،‏ إِلَّا أَنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ يَسْتَحِقُّ ٱلْعَنَاءَ.‏ فَنَحْنُ بِذلِكَ نَنَالُ فَوَائِدَ جَمَّةً،‏ كَحِيازَةِ صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ،‏ عَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ بِٱلْآخَرِينَ،‏ وَعَلَاقَةٍ وَثِيقَةٍ بِٱللهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

١٣،‏ ١٤ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ أُعْطِيَتْ لِكُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهَا؟‏

١٣ أَضِفْ إِلَى ذلِكَ أَنَّنَا،‏ عَلَى غِرَارِ ٱلْوَكِيلِ،‏ لَدَيْنَا عَمَلٌ لِنَقُومَ بِهِ.‏ فَقَدْ مَنَحَنَا ٱللهُ عَطِيَّةً ثَمِينَةً،‏ أَلَا وَهِيَ مَعْرِفَةُ ٱلْحَقِّ.‏ وَهُوَ يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَنْقُلَهَا إِلَى غَيْرِنَا.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «لِيَعْتَبِرْنَا ٱلْإِنْسَانُ خُدَّامًا لِلْمَسِيحِ وَوُكَلَاءَ أَسْرَارِ ٱللهِ ٱلْمُقَدَّسَةِ‏».‏ (‏١ كو ٤:‏١‏)‏ فَقَدْ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّهُ مَسْؤُولٌ عَنِ ‹ٱلْأَسْرَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ›،‏ أَوْ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَعَنْ تَعْلِيمِهَا لِلنَّاسِ.‏ وَهذَا مَا أَرَادَهُ سَيِّدُهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏ —‏ ١ كو ٩:‏١٦‏.‏

١٤ وَلَا شَكَّ أَنَّ تَعْلِيمَ ٱلنَّاسِ ٱلْحَقَّ هُوَ إِعْرَابٌ عَنْ مَحَبَّتِنَا لَهُمْ.‏ طَبْعًا،‏ يَهْوَهُ يَعْلَمُ أَنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ جَمِيعُنَا أَنْ نُنْجِزَ ٱلْمِقْدَارَ نَفْسَهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ لِأَنَّ ظُرُوفَنَا مُخْتَلِفَةٌ.‏ فَمَا يَهُمُّ حَقًّا هُوَ أَنْ نَفْعَلَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِنَا،‏ مُظْهِرِينَ بِٱلتَّالِي مَحَبَّةً غَيْرَ أَنَانِيَّةٍ لِلهِ وَلِلْقَرِيبِ.‏

لِنَهْتَمَّ بِأَمَانَةٍ بِٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلْمُوكَلَةِ إِلَيْنَا

أَهَمِّيَّةُ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْأَمَانَةِ

١٥-‏١٧ ‏(‏أ)‏ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلْأَمَانَةِ كَوُكَلَاءَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَوْضَحَ يَسُوعُ عَاقِبَةَ عَدَمِ ٱلْأَمَانَةِ؟‏

١٥ ثَالِثًا:‏ عَلَيْنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْأَمَانَةِ.‏ فَقَدْ يَمْلِكُ ٱلْوَكِيلُ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْقُدُرَاتِ وَٱلصِّفَاتِ ٱلْحَسَنَةِ.‏ لكِنَّهَا تُعْتَبَرُ عَدِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ فِي حَالِ لَمْ يَكُنْ وَلِيًّا لِسَيِّدِهِ وَلَمْ يَتَحَلَّ بِحِسِّ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ.‏ فَٱلْأَمَانَةُ شَرْطٌ أَسَاسِيٌّ لِيَكُونَ ٱلْمَرْءُ وَكِيلًا فَعَّالًا وَنَاجِحًا.‏ فَحَسْبَمَا ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ،‏ «إِنَّ ٱلْمَطْلُوبَ فِي ٱلْوُكَلَاءِ هُوَ أَنْ يُوجَدَ ٱلْمَرْءُ أَمِينًا».‏ —‏ ١ كو ٤:‏٢‏.‏

١٦ إِذَا كُنَّا أُمَنَاءَ،‏ فَسَيُكَافِئُنَا يَهْوَهُ دُونَ رَيْبٍ.‏ أَمَّا إِذَا لَمْ نُحَافِظْ عَلَى أَمَانَتِنَا،‏ فَسَنَخْسَرُ رِضَاهُ.‏ وَهذَا جَلِيٌّ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ عَنِ ٱلْوَزَنَاتِ.‏ فَقَدْ مَدَحَ ٱلسَّيِّدُ ٱلْعَبْدَيْنِ ٱللَّذَيْنِ ‹تَاجَرَا› بِأَمْوَالِهِ وَكَافَأَهُمَا.‏ أَمَّا ٱلْعَبْدُ ٱلَّذِي أَهْمَلَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ ٱلْمُوكَلَةَ إِلَيْهِ فَوَصَفَهُ بِأَنَّهُ «شِرِّيرٌ»،‏ «كَسْلَانٌ»،‏ وَ «لَا يَصْلُحُ لِشَيْءٍ».‏ كَمَا أَخَذَ مِنْهُ ٱلْوَزْنَةَ وَأَلْقَاهُ خَارِجًا.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٢٥:‏١٤-‏١٨،‏ ٢٣،‏ ٢٦،‏ ٢٨-‏٣٠‏.‏

١٧ وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى،‏ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى عَاقِبَةِ عَدَمِ ٱلْأَمَانَةِ قَائِلًا:‏ «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيًّا وَلَهُ وَكِيلٌ،‏ فَٱتُّهِمَ هٰذَا لَدَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ.‏ فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ:‏ ‹مَا هٰذَا ٱلَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟‏ أَعْطِ حِسَابَ وِكَالَتِكَ،‏ لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُدَبِّرَ ٱلْبَيْتَ بَعْدُ›».‏ (‏لو ١٦:‏١،‏ ٢‏)‏ لَقَدْ قَرَّرَ ٱلسَّيِّدُ أَنْ يَطَرُدَ وَكِيلَهُ لِأَنَّهُ بَدَّدَ أَمْوَالَهُ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ عِبْرَةٍ لَنَا!‏ فَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَبَدًا أَنْ نُعْرِبَ عَنْ عَدَمِ ٱلْأَمَانَةِ فِي ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلْمُوكَلَةِ إِلَيْنَا.‏

هَلْ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نُقَارِنَ أَنْفُسَنَا بِٱلْآخَرِينَ؟‏

١٨ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نُقَارِنَ أَنْفُسَنَا بِٱلْآخَرِينَ؟‏

١٨ يُمْكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹كَيْفَ أَنْظُرُ إِلَى وِكَالَتِي؟‏›.‏ لكِنْ لَيْسَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نُقَارِنَ أَنْفُسَنَا بِٱلْآخَرِينَ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُوصِينَا:‏ «لِيُبَيِّنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هُوَ عَمَلُهُ،‏ وَحِينَئِذٍ يَكُونُ لَهُ سَبَبٌ لِلِٱبْتِهَاجِ بِمَا عَمِلَهُ هُوَ،‏ دُونَ أَنْ يُقَارِنَ نَفْسَهُ بِٱلْآخَرِينَ».‏ (‏غل ٦:‏٤‏)‏ فَعِوَضَ أَنْ نُقَارِنَ إِنْجَازَاتِنَا بِإِنْجَازَاتِ غَيْرِنَا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى مَا نَسْتَطِيعُ ٱلْقِيَامَ بِهِ شَخْصِيًّا.‏ فَهذَا ٱلْأَمْرُ لَا يَحْمِينَا مِنَ ٱلِٱنْتِفَاخِ بِٱلْكِبْرِيَاءِ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا مِنَ ٱلشُّعُورِ بِٱلتَّثَبُّطِ.‏ وَحِينَ نُقَيِّمُ أَنْفُسَنَا،‏ يَجِبُ أَنْ نَأْخُذَ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ ٱلظُّرُوفَ ٱلْمُتَغَيِّرَةَ.‏ فَلَرُبَّمَا لَمْ نَعُدْ قَادِرِينَ أَنْ نُحَقِّقَ مَا كُنَّا نُحَقِّقُهُ فِي ٱلسَّابِقِ،‏ وَذلِكَ بِسَبَبِ ٱلصِّحَّةِ ٱلرَّدِيئَةِ أَوِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلسِّنِّ أَوْ عِبْءِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ.‏ لكِنْ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ إِذَا كَانَ فِي وُسْعِنَا أَنْ نَزِيدَ مِنْ نَشَاطِنَا،‏ فَلِمَ لَا نُحَاوِلُ ذلِكَ؟‏

١٩ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَتَثَبَّطَ إِذَا لَمْ نَنَلِ ٱمْتِيَازًا مَا؟‏

١٩ ثَمَّةَ مَجَالٌ آخَرُ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَلْجَأَ فِيهِ إِلَى ٱلْمُقَارَنَاتِ.‏ فَقَدْ تَرْغَبُ مَثَلًا فِي حِيَازَةِ ٱمْتِيَازٍ مَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ إِلْقَاءِ خِطَابَاتٍ فِي ٱلْمَحَافِلِ.‏ وَمِنَ ٱلْجَيِّدِ أَنْ تَبْتَغِيَ مَسْؤُولِيَّةً كَهذِهِ وَتَعْمَلَ جَاهِدًا كَيْ تَبْلُغَ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱللَّازِمَةَ.‏ لكِنْ لَا يَلْزَمُ أَنْ تَتَثَبَّطَ إِذَا لَمْ تَنَلْهَا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَرْجُوهُ.‏ فَلِأَسْبَابٍ وَجِيهَةٍ قَدْ لَا تَفْهَمُهَا،‏ رُبَّمَا يَطُولُ ٱنْتِظَارُكَ أَكْثَرَ مِمَّا تَتَوَقَّعُ.‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ تَذَكَّرْ مِثَالَ مُوسَى.‏ فَفِي حِينِ ٱعْتَقَدَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّهُ كَانَ مُسْتَعِدًّا أَنْ يُخْرِجَ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ،‏ وَجَبَ عَلَيْهِ ٱلِٱنْتِظَارُ ٤٠ سَنَةً حَتَّى يُمْنَحَ هذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ.‏ وَخِلَالَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ،‏ نَمَّى صِفَاتٍ ٱحْتَاجَ إِلَيْهَا لَاحِقًا لِقِيَادَةِ شَعْبٍ عَنِيدٍ وَمُتَمَرِّدٍ.‏ —‏ اع ٧:‏٢٢-‏٢٥،‏ ٣٠-‏٣٤‏.‏

٢٠ أَيُّ عِبْرَةٍ نَسْتَقِيهَا مِمَّا حَصَلَ مَعَ يُونَاثَانَ؟‏

٢٠ أَحْيَانًا،‏ قَدْ لَا نَنَالُ مُطْلَقًا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلَّذِي نَتَوَقَّعُهُ.‏ إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ يُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ.‏ فَقَدْ كَانَ عَرْشُ إِسْرَائِيلَ مِنْ حَقِّهِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱللهَ ٱخْتَارَ دَاوُدَ،‏ شَابًّا أَصْغَرَ مِنْهُ بِكَثِيرٍ،‏ لِيَكُونَ ٱلْمَلِكَ.‏ فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟‏ لَقَدْ تَقَبَّلَ هذَا ٱلْقَرَارَ بِكُلِّ طِيبِ خَاطِرٍ،‏ حَتَّى إِنَّهُ جَازَفَ بِحَيَاتِهِ لِيَدْعَمَ دَاوُدَ.‏ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ،‏ وَأَنَا أَكُونُ لَكَ ثَانِيًا».‏ (‏١ صم ٢٣:‏١٧‏)‏ فَهَلْ تَرَى ٱلْعِبْرَةَ مِنْ هذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟‏ لَقَدْ رَضِيَ يُونَاثَانُ بِٱلْوَضْعِ وَلَمْ تَسْتَحْوِذْ عَلَيْهِ ٱلْغَيْرَةُ مِنْ دَاوُدَ مِثْلَ أَبِيهِ.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَجِبُ عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِنَا بَدَلَ أَنْ نَحْسِدَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى تَعْيِينَاتِهِمْ.‏ وَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُشْبِعُ رَغَبَاتِ كُلِّ خُدَّامِهِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏

٢١ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى وِكَالَتِنَا؟‏

٢١ لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّنَا،‏ كَوُكَلَاءَ لِلهِ،‏ لَا نَرْزَحُ تَحْتَ نِيرِ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلْجَائِرِ.‏ بَلْ عَلَى ٱلْعَكْسِ.‏ فَيَهْوَهُ يَثِقُ بِنَا وَيُكْرِمُنَا جِدًّا بِإِعْطَائِنَا تَفْوِيضًا بَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ:‏ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي لَنْ يَتَكَرَّرَ ثَانِيَةً.‏ وَنَحْنُ نَنْعَمُ بِحُرِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ فِي طَرِيقَةِ إِنْجَازِ مَسْؤُولِيَّاتِنَا.‏ فَلْنَكُنْ إِذًا وُكَلَاءَ أُمَنَاءَ فِي إِتْمَامِ تَعْيِينَاتِنَا.‏ وَلَا نَنْسَ أَبَدًا أَنَّنَا نَحْظَى بِشَرَفٍ عَظِيمٍ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ،‏ أَعْظَمَ شَخْصِيَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ.‏