«نُزَلَاءُ» تُوَحِّدُهُمُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ
«يَكُونُ بَنُو ٱلْغَرِيبِ مُزَارِعِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ يَهْوَهَ». — اش ٦١:٥، ٦.
١ مَا هِيَ نَظْرَةُ ٱلْبَعْضِ إِلَى ٱلْغُرَبَاءِ، وَلكِنْ لِمَ لَا يُوجَدُ مُبَرِّرٌ لَهَا؟
يَسْتَخْدِمُ بَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ كَلِمَةَ ‹غُرَبَاءَ› بِطَرِيقَةٍ ٱزْدِرَائِيَّةٍ لِلْإِشَارَةِ إِلَى ٱلْأَجَانِبِ فِي بَلَدِهِمْ. لكِنَّ مَوْقِفًا كَهذَا يَنِمُّ عَنْ عَدَمِ ٱلِٱحْتِرَامِ. كَمَا أَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى جَهْلٍ لِلْوَقَائِعِ. فَكِتَابُ عُرُوقُ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) يَذْكُرُ: «اَلْبَشَرُ بِمُخْتَلِفِ عُرُوقِهِمْ هُمْ إِخْوَةٌ، تَمَامًا مِثْلَمَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ». وَمَعَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ هُمْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ مُخْتَلِفُونَ، فَذلِكَ لَا يَنْفِي كَوْنَهُمْ إِخْوَةً.
٢، ٣ مَا هِيَ نَظْرَةُ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْغُرَبَاءِ؟
٢ فِي ٱلْمَاضِي، صَنَعَ يَهْوَهُ ٱللهُ عَهْدًا مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ صَارُوا بِمُوجَبِهِ شَعْبَهُ ٱلْمُخْتَارَ. لكِنْ رَغْمَ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ، تَطَلَّبَتْ مِنْهُمُ ٱلشَّرِيعَةُ أَنْ يُعَامِلُوا ٱلْغُرَبَاءَ غَيْرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِعَدْلٍ وَٱحْتِرَامٍ. وَٱلْمَبْدَأُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا ٱلْيَوْمَ أَيْضًا. فَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَدَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَيُّ تَحَيُّزٍ أَوْ تَحَامُلٍ. وَٱلسَّبَبُ؟ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَجِدُ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ ٱللهَ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ». — اع ١٠:٣٤، ٣٥.
٣ لَمْ تَكُنِ ٱلْمُعَامَلَةُ ٱلْحَسَنَةُ ٱلْفَائِدَةَ ٱلْوَحِيدَةَ ٱلَّتِي نَالَهَا ٱلْغُرَبَاءُ نَتِيجَةَ سَكَنِهِمْ فِي إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا، بَلْ نَالُوا أَيْضًا رِضَى يَهْوَهَ. وَهذَا مَا تُبَيِّنُهُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لَاحِقًا: «أَمْ إِنَّ ٱللهَ إِلٰهٌ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ هُوَ أَيْضًا لِلْأُمَمِ؟ بَلَى، هُوَ لِلْأُمَمِ أَيْضًا». — رو ٣:٢٩؛ يوء ٢:٣٢.
٤ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّهُ لَا يُوجَدُ غُرَبَاءُ فِي «إِسْرَائِيلِ ٱللهِ»؟
غل ٦:١٦) وَفِي هذِهِ ٱلْأُمَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ، «لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغَلَفٌ، أَجْنَبِيٌّ، سِكِيثِيٌّ، عَبْدٌ، حُرٌّ، بَلِ ٱلْمَسِيحُ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ وَفِي ٱلْكُلِّ»، حَسْبَمَا أَكَّدَ بُولُسُ. (كو ٣:١١) مِنْ هُنَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّهُ لَا يُوجَدُ أَجْنَبِيٌّ، أَوْ غَرِيبٌ، فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.
٤ بَعْدَمَا خَسِرَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلْحَرْفِيَّةُ عَلَاقَتَهَا ٱلْخُصُوصِيَّةَ مَعَ ٱللهِ، حَلَّتْ مَحَلَّهَا جَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّتِي قَطَعَ يَهْوَهُ مَعَهَا ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ. فَصَارَتْ تُدْعَى «إِسْرَائِيلَ ٱللهِ». (٥، ٦ (أ) أَيُّ سُؤَالٍ قَدْ يَنْشَأُ بِخُصُوصِ إِشَعْيَا ٦١:٥، ٦؟ (ب) مَنْ هُمْ «كَهَنَةُ يَهْوَهَ» وَ «بَنُو ٱلْغَرِيبِ» ٱلَّذِينَ تَحَدَّثَ عَنْهُمْ إِشَعْيَا؟ (ج) مَا هُوَ ٱلْقَاسِمُ ٱلْمُشْتَرَكُ بَيْنَ ٱلْفَرِيقَيْنِ؟
٥ لكِنْ قَدْ يُشِيرُ ٱلْبَعْضُ إِلَى ٱلْإِصْحَاحِ ٦١ مِنْ سِفْرِ إِشَعْيَا ٱلَّذِي يَحْتَوِي عَلَى نُبُوَّةٍ يَجْرِي إِتْمَامُهَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَفِي حِينِ أَنَّ ٱلْعَدَدَ ٦ مِنْ هذَا ٱلْإِصْحَاحِ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ‹كَهَنَةً لِيَهْوَهَ›، يَقُولُ ٱلْعَدَدُ ٥ إِنَّ ‹بَنِي ٱلْغَرِيبِ› يُعَاوِنُونَ هؤُلَاءِ ‹ٱلْكَهَنَةَ› وَيَعْمَلُونَ مَعَهُمْ. فَمَا ٱلْمَقْصُودُ بِعِبَارَةِ ‹بَنِي ٱلْغَرِيبِ› هُنَا؟
٦ إِنَّ «كَهَنَةَ يَهْوَهَ» هُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ نَصِيبٌ «فِي ٱلْقِيَامَةِ ٱلْأُولَى» وَٱلَّذِينَ «سَيَكُونُونَ كَهَنَةً لِلهِ وَلِلْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ ٱلْأَلْفَ سَنَةٍ». (رؤ ٢٠:٦) لكِنْ هُنَالِكَ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوْلِيَاءِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءٌ أَرْضِيٌّ. وَهؤُلَاءِ يُعْتَبَرُونَ غُرَبَاءَ بِمَعْنًى مَجَازِيٍّ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ كَتِفًا إِلَى كَتِفٍ مَعَ ٱلَّذِينَ سَيَخْدُمُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَهُمْ يَدْعَمُونَ بِفَرَحٍ «كَهَنَةَ يَهْوَهَ» وَيَعْمَلُونَ مَعَهُمْ بِصِفَتِهِمْ ‹مُزَارِعِيهِمْ› وَ ‹كَرَّامِيهِمْ›، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، إِذْ يُسَاعِدُونَهُمْ فِي رِعَايَةِ ٱلنَّاسِ وَتَغْذِيَتِهِمْ وَحَصَادِهِمْ. نَعَمْ، إِنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ يَجِدُونَ وَيَرْعَوْنَ بِمَحَبَّةٍ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. — يو ١٠:١٦.
«نُزَلَاءُ» عَلَى غِرَارِ إِبْرَاهِيمَ
٧ كَيْفَ يَكُونُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ؟
٧ كَمَا وَرَدَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، يَعِيشُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ كَغُرَبَاءَ، أَوْ نُزَلَاءَ، فِي عَالَمِ عب ١١:١٣) وَمَهْمَا كَانَ رَجَاؤُهُمْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، فَلَدَيْهِمِ ٱلِٱمْتِيَازُ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِٱلْعَلَاقَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي كَانَتْ بَيْنَ يَهْوَهَ وَإِبْرَاهِيمَ. فَقَدْ أَوْضَحَ يَعْقُوبُ: «‹آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِيَهْوَهَ، فَحُسِبَ لَهُ ذٰلِكَ بِرًّا›، وَدُعِيَ ‹صَدِيقَ يَهْوَهَ›». — يع ٢:٢٣.
ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ. فَهُمْ يُشْبِهُونَ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرَهُ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْمَاضِي ٱلَّذِينَ وُصِفُوا بِأَنَّهُمْ «غُرَبَاءُ وَنُزَلَاءُ». (٨ أَيُّ وَعْدٍ أُعْطِيَ لِإِبْرَاهِيمَ، وَكَيْفَ شَعَرَ حِيَالَ إِتْمَامِهِ؟
٨ وَعَدَ ٱللهُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ بِنَسْلِهِ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ، لَا أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ. (اِقْرَأْ تكوين ٢٢:١٥-١٨.) وَكَانَتْ لَدَى إِبْرَاهِيمَ ثِقَةٌ تَامَّةٌ بِأَنَّ هذَا ٱلْوَعْدَ سَيَتِمُّ رَغْمَ أَنَّ ذلِكَ سَيَكُونُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْبَعِيدِ. فَمَعَ أَنَّهُ أَمْضَى نِصْفَ حَيَاتِهِ تَقْرِيبًا فِي تَرْحَالٍ دَائِمٍ مَعَ عَائِلَتِهِ، حَافَظَ عَلَى صَدَاقَتِهِ مَعَ يَهْوَهَ فِي كُلِّ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ.
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِ إِبْرَاهِيمَ؟ (ب) أَيَّةُ دَعْوَةٍ يُمْكِنُنَا أَنْ نَنْقُلَهَا إِلَى ٱلنَّاسِ؟
٩ بَقِيَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَوَلَائِهِ لِيَهْوَهَ رَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ كَمْ سَيَطُولُ ٱنْتِظَارُهُ حَتَّى يَتَحَقَّقَ رَجَاؤُهُ. وَإِذْ رَكَّزَ ٱهْتِمَامَهُ عَلَى هذَا ٱلرَّجَاءِ، لَمْ يُقِمْ إِقَامَةً دَائِمَةً فِي مَكَانٍ مُحَدَّدٍ وَيَعِشْ مَا ٱعْتَبَرَهُ ٱلْآخَرُونَ حَيَاةً طَبِيعِيَّةً. (عب ١١:١٤، ١٥) فَكَمْ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَقْتَدِيَ بِإِبْرَاهِيمَ وَنَحْيَا حَيَاةً بَسِيطَةً دُونَ أَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْنَا ٱلِٱهْتِمَامُ بِٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَٱلْمَرَاكِزِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ وَٱلنَّجَاحِ ٱلْمِهَنِيِّ! فَلِمَ ٱلسَّعْيُ إِلَى ٱلْعَيْشِ مَا يُسَمَّى حَيَاةً طَبِيعِيَّةً فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلَّذِي يُشَارِفُ نِهَايَتَهُ؟ وَلِمَ ٱلتَّمَسُّكُ بِمَا هُوَ مُؤَقَّتٌ؟ فَكَمَا فِي حَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، مَا يَكْمُنُ أَمَامَنَا هُوَ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِمَّا يُقَدِّمُهُ لَنَا ٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ. وَنَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُعْرِبَ عَنْ مَوْقِفِ ٱلصَّبْرِ وَٱلِٱنْتِظَارِ حَتَّى يَتَحَقَّقَ رَجَاؤُنَا. — اِقْرَأْ روما ٨:٢٥.
١٠ لَا تَزَالُ دَعْوَةُ يَهْوَهَ مَفْتُوحَةً لِأُنَاسٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ لِيَتَبَارَكُوا بِوَاسِطَةِ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ. ‹فَكَهَنَةُ يَهْوَهَ› ٱلْمَمْسُوحُونَ وَكَذلِكَ «بَنُو ٱلْغَرِيبِ»، أَيِ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ، يَنْقُلُونَ هذِهِ ٱلدَّعْوَةَ إِلَى ٱلنَّاسِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٦٠٠ لُغَةٍ.
تَجَاوُزُ ٱلْحَوَاجِزِ ٱلْقَوْمِيَّةِ
١١ أَيُّ دَعْوَةٍ وَجَّهَهَا سُلَيْمَانُ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ؟
١١ أَثْنَاءَ تَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ عَامَ ١٠٢٦ قم، وَٱنْسِجَامًا مَعَ وَعْدِ يَهْوَهَ لِإِبْرَاهِيمَ، ذَكَرَ سُلَيْمَانُ أَنَّ ٱلنَّاسَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ سَيُشَارِكُونَ فِي تَسْبِيحِ يَهْوَهَ. فَقَدْ صَلَّى صَلَاةً حَارَّةً قَالَ فِيهَا: «كَذٰلِكَ ٱلْغَرِيبُ ٱلَّذِي لَيْسَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَٱلْآتِي مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ (لِأَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ بِٱسْمِكَ ٱلْعَظِيمِ وَبِيَدِكَ ٱلْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ ٱلْمَمْدُودَةِ)، فَيَأْتِي وَيُصَلِّي نَحْوَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ، فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ، مَقَرِّ سُكْنَاكَ، وَٱفْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُو بِهِ إِلَيْكَ ٱلْغَرِيبُ، لِكَيْ يَعْرِفَ كُلُّ شُعُوبِ ٱلْأَرْضِ ٱسْمَكَ فَيَخَافُوكَ مِثْلَ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». — ١ مل ٨:٤١-٤٣.
١٢ لِمَاذَا يُعْتَبَرُ شُهُودُ يَهْوَهَ غُرَبَاءَ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي يَعِيشُونَ فِيهَا؟
١٢ إِنَّ ٱلْغَرِيبَ هُوَ شَخْصٌ يَزُورُ بَلَدًا مَا أَوْ يَعِيشُ فِي بَلَدٍ لَيْسَ بَلَدَهُ. وَيَنْطَبِقُ هذَا ٱلْوَصْفُ عَلَى شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ. فَرَغْمَ أَنَّهُمْ مُنْتَشِرُونَ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، فَهُمْ يُؤَيِّدُونَ فَقَطْ مَلَكُوتَ ٱللهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَلِكَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ. لِذلِكَ، يُحَافِظُونَ عَلَى ٱلْحِيَادِ ٱلتَّامِّ فِي ٱلْمَسَائِلِ
ٱلسِّيَاسِيَّةِ، حَتَّى لَوِ ٱعْتَبَرَهُمُ ٱلنَّاسُ أَشْخَاصًا غَرِيبِي ٱلْأَطْوَارِ.١٣ (أ) مَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَعْتَبِرَ ٱلْأَشْخَاصَ غُرَبَاءَ؟ (ب) كَيْفَ أَرَادَ يَهْوَهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْبَشَرُ وَاحِدُهُمْ إِلَى ٱلْآخَرِ؟
١٣ غَالِبًا مَا يُعْرَفُ ٱلْغُرَبَاءُ مِنْ لُغَتِهِمْ، عَادَاتِهِمْ، سِمَاتِهِمِ ٱلْخَارِجِيَّةِ، وَنَمَطِ لِبَاسِهِمْ. وَمَعَ ذلِكَ، فَإِنَّ ٱلْقَوَاسِمَ ٱلْمُشْتَرَكَةَ ٱلَّتِي تَجْمَعُهُمْ بِسَائِرِ ٱلْبَشَرِ — مَهْمَا ٱخْتَلَفَتْ جِنْسِيَّاتُهُمْ — هِيَ أَكْبَرُ وَأَهَمُّ مِنَ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُهُمْ عَنْهُمْ. وَعِنْدَمَا نَتَعَلَّمُ أَنْ نَغُضَّ ٱلطَّرْفَ عَنْ هذِهِ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ، لَا يَعُودُ ٱلْآخَرُونَ غُرَبَاءَ فِي نَظَرِنَا. فَلَوْ كَانَتِ ٱلْأَرْضُ بِأَسْرِهَا خَاضِعَةً لِحُكُومَةٍ وَاحِدَةٍ، لَمَا ٱعْتُبِرَ أَحَدٌ فِيهَا غَرِيبًا. وَهذَا مَا أَرَادَهُ يَهْوَهُ مُنْذُ ٱلْبِدَايَةِ. فَقَدْ قَصَدَ أَنْ يَكُونَ ٱلْبَشَرُ أَجْمَعُونَ مُوَحَّدِينَ كَعَائِلَةٍ وَاحِدَةٍ فِي ظِلِّ حُكْمٍ وَاحِدٍ، حُكْمِهِ هُوَ. فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ نَجِدَ ٱلْيَوْمَ أُنَاسًا مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ كَغُرَبَاءَ؟
١٤، ١٥ مَا ٱلَّذِي تَمَكَّنَ شُهُودُ يَهْوَهَ مِنْ إِنْجَازِهِ كَفَرِيقٍ؟
١٤ فِي عَالَمٍ أَنَانِيٍّ تَتَفَشَّى فِيهِ رُوحُ ٱلْقَوْمِيَّةِ، مِنَ ٱلْمُنْعِشِ أَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ أَفْرَادٌ بِمَقْدُورِهِمْ فِعْلًا تَخَطِّي ٱلْحَوَاجِزِ ٱلْقَوْمِيَّةِ، رَغْمَ أَنَّ ذلِكَ يَتَطَلَّبُ مِنْهُمْ بَذْلَ ٱلْجُهْدِ. مَثَلًا، يَقُولُ تِيد تِيرْنِر، مُؤَسِّسُ شَبَكَةِ ٱلسِّي إِنْ إِنْ، مُعَلِّقًا عَلَى عَمَلِهِ مَعَ عَدَدٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمَوْهُوبِينَ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ بُلْدَانٍ مُخْتَلِفَةٍ: «كَانَ لِقَائِي بِهؤُلَاءِ ٱلنَّاسِ ٱخْتِبَارًا رَائِعًا. فَأَنَا لَمْ أَعُدْ أَرَى ٱلْآتِينَ مِنْ بُلْدَانٍ أُخْرَى أَشْخَاصًا ‹غُرَبَاءَ›، بَلْ مُوَاطِنِينَ فِي ٱلْأَرْضِ مِثْلِي. وَإِذْ صِرْتُ أَجِدُ أَنَّ كَلِمَةَ ‹غَرِيبٍ› هِيَ كَلِمَةٌ ٱزْدِرَائِيَّةٌ، وَضَعْتُ قَانُونًا مَنَعْتُ بِمُوجَبِهِ مُوَظَّفِي ٱلسِّي إِنْ إِنْ مِنِ ٱسْتِخْدَامِهَا سَوَاءٌ فِي أَحَادِيثِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ أَوْ فِي ٱلْبَرَامِجِ ٱلَّتِي يُذِيعُونَهَا».
١٥ لكِنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ هُمُ ٱلْوَحِيدُونَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ يَتَبَنَّوْنَ كَفَرِيقٍ نَظْرَةَ ٱللهِ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ. نَتِيجَةً لِذلِكَ، يَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَغْيِيرِ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ تِجَاهَ ٱلْآخَرِينَ. فَعِوَضَ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱلِٱزْدِرَاءِ وَٱلشَّكِّ وَٱلْبُغْضِ فِي تَعَامُلِهِمْ مَعَ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ قَوْمِيَّاتٍ أُخْرَى، يَتَعَلَّمُونَ أَنْ يَفْرَحُوا بِٱلتَّنَوُّعِ ٱلْمَوْجُودِ بَيْنَ هؤُلَاءِ وَيُقَدِّرُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلْقُدُرَاتِ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُونَ بِهَا. فَهَلْ تَأَمَّلْتَ فِي هذَا ٱلْإِنْجَازِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي نُحَقِّقُهُ كَشَعْبٍ لِيَهْوَهَ وَفِي ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي نِلْتَهَا شَخْصِيًّا جَرَّاءَ تَغْيِيرِ نَظْرَتِكَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟
عَالَمٌ لَا غُرَبَاءَ فِيهِ
١٦، ١٧ مَاذَا يَعْنِيهِ لَكُمْ شَخْصِيًّا إِتْمَامُ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ فِي رُؤْيَا ١٦:١٦ وَدَانِيَال ٢:٤٤؟
١٦ قَرِيبًا، سَتُحَارِبُ كُلُّ ٱلْأُمَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ وَقُوَّاتِهِ ٱلسَّمَاوِيَّةَ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ ٱلنِّهَائِيَّةِ ضِدَّ حُكْمِ ٱللهِ، ٱلْمَعْرَكَةِ ٱلَّتِي تُدْعَى «بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ هَرْمَجِدُّونَ». (رؤ ١٦:١٤، ١٦؛ ١٩:١١-١٦) وَمُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٢٬٥٠٠ سَنَةٍ، أُوحِيَ لِلنَّبِيِّ دَانِيَالَ أَنْ يُنْبِئَ بِٱلْمَصِيرِ ٱلَّذِي سَتَؤُولُ إِلَيْهِ ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ ٱلْمُقَاوِمَةُ لِقَصْدِ ٱللهِ، فَكَتَبَ: «فِي أَيَّامِ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلٰهُ ٱلسَّمَاءِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا. وَمُلْكُهَا لَا يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ. فَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى ٱلدَّهْرِ». — دا ٢:٤٤.
١٧ تَخَيَّلْ مَا سَيَعْنِيهِ لَكَ شَخْصِيًّا إِتْمَامُ هذَا ٱلْأَمْرِ! فَكُلُّ ٱلْحُدُودِ ٱلْقَوْمِيَّةِ ٱلَّتِي أَقَامَهَا ٱلْبَشَرُ سَتَزُولُ، وَسَيَزُولُ مَعَهَا مَفْهُومُ ‹ٱلْغُرَبَاءِ› ٱلَّذِي تَأَتَّى عَنْ وُجُودِهَا. وَكُلُّ ٱخْتِلَافٍ فِي ٱلسِّمَاتِ ٱلْخَارِجِيَّةِ سَيَكُونُ مُجَرَّدَ ٱنْعِكَاسٍ لِلتَّنَوُّعِ ٱلرَّائِعِ ٱلْمَوْجُودِ فِي خَلِيقَةِ يَهْوَهَ. وَإِذْ يَكْمُنُ أَمَامَنَا هذَا ٱلْمُسْتَقْبَلُ ٱلرَّائِعُ، فَلْنَسْتَمِرَّ فِي تَمْجِيدِ وَتَسْبِيحِ خَالِقِنَا يَهْوَهَ بِكُلِّ مَا أُوتِينَا مِنْ قُوَّةٍ.
هَلْ تَتُوقُ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي فِيهِ تَزُولُ ٱلْحُدُودُ ٱلْقَوْمِيَّةُ وَيَخْتَفِي مَفْهُومُ ‹ٱلْغُرَبَاءِ›؟
١٨ أَيَّةُ تَطَوُّرَاتٍ حَدَثَتْ مُؤَخَّرًا تُظْهِرُ أَنَّ مَفْهُومَ ‹ٱلْغُرَبَاءِ› لَا وُجُودَ لَهُ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ؟
١٨ هَلْ حُدُوثُ مِثْلِ هذَا ٱلتَّغْيِيرِ عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلْعَالَمِيِّ أَمْرٌ مُسْتَحِيلٌ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَمُنْذُ ٱلْآنَ نَرَى أَنَّ مَفْهُومَ ‹ٱلْغُرَبَاءِ› لَمْ يَعُدْ لَهُ وُجُودٌ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ، ٱلَّذِينَ لَا يُعِيرُونَ أَهَمِّيَّةً لِلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلْجِنْسِيَّاتِ بَيْنَهُمْ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، دُمِجَتْ بَعْضُ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ ٱلصَّغِيرَةِ لِتَسْهِيلِ عَمَلِ ٱلْإِشْرَافِ وَإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِفَعَّالِيَّةٍ أَكْبَرَ. (مت ٢٤:١٤) وَلَمْ تَقِفِ ٱلْحُدُودُ ٱلْقَوْمِيَّةُ عَائِقًا أَمَامَ تَنْفِيذِ هذَا ٱلدَّمْجِ إِلَّا عِنْدَمَا حَالَتِ ٱلْقَوَانِينُ دُونَ ذلِكَ. وَهذَا أَيْضًا بُرْهَانٌ مَلْمُوسٌ آخَرُ أَنَّ مَلِكَ يَهْوَهَ ٱلْمُتَوَّجَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يُحَطِّمُ ٱلْيَوْمَ ٱلْحَوَاجِزَ ٱلْبَشَرِيَّةَ. وَهُوَ، عَمَّا قَرِيبٍ، سَوْفَ «يُتِمُّ غَلَبَتَهُ» وَيُزِيلُ كُلَّ ٱلْحُدُودِ ٱلْقَوْمِيَّةِ. — رؤ ٦:٢.
١٩ مَاذَا تُتِيحُ لُغَةُ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةُ؟
١٩ بِمَا أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ يَنْتَمُونَ إِلَى بُلْدَانٍ مُتَعَدِّدَةٍ، فَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لُغَاتٍ مُخْتَلِفَةً. لكِنَّهُمْ يَسْعَوْنَ جَمِيعًا لِيُؤَيِّدُوا لُغَةَ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةَ، مَا يَخْلُقُ بَيْنَهُمْ رِبَاطَ وَحْدَةٍ لَا يَنْثَلِمُ. (اِقْرَأْ صفنيا ٣:٩.) وَهُمْ كَعَائِلَةٍ أُمَمِيَّةٍ يَبْقَوْنَ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْحَالِيِّ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِيهِ. وَهذِهِ ٱلْعَائِلَةُ ٱلْمُوَحَّدَةُ مَا هِيَ سِوَى لَمْحَةٍ عَنِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي سَيَكُونُ خَالِيًا مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ. فَجَمِيعُ ٱلْأَحْيَاءِ آنَذَاكَ سَيَعْتَبِرُونَ أَنَّ كُلَّ ٱلْبَشَرِ بِمُخْتَلِفِ عُرُوقِهِمْ هُمْ إِخْوَةٌ.