هل لديك ‹قلب لتعرف› يهوه؟
«أُعْطِيهِمْ قَلْبًا لِيَعْرِفُونِي، أَنِّي أَنَا يَهْوَهُ. فَيَكُونُونَ شَعْبِي». — ار ٢٤:٧.
١، ٢ لِمَاذَا قَدْ يَهْتَمُّ ٱلْبَعْضُ بِٱلتِّينِ؟
هَلْ تُحِبُّ أَكْلَ ٱلتِّينِ، طَازَجًا كَانَ أَمْ مُجَفَّفًا؟ فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، قَدَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قِيمَةَ هٰذِهِ ٱلْفَاكِهَةِ. (نا ٣:١٢؛ لو ١٣:
٢ وَفِي سِفْرِ إِرْمِيَا، أَتَى يَهْوَهُ عَلَى ذِكْرِ ٱلتِّينِ وَرَبَطَهُ بِٱلْقَلْبِ. لٰكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلتِّينِ ٱلْحَرْفِيِّ وفَوَائِدِهِ ٱلْغِذَائِيَّةِ، بَلْ عَنِ ٱلْقَلْبِ ٱلْمَجَازِيِّ. وَمَا قَالَهُ يُؤَثِّرُ فِي حَيَاتِنَا وَحَيَاةِ أَحِبَّائِنَا. لِذٰلِكَ فِيمَا نَتَأَمَّلُ فِي كَلِمَاتِهِ ٱلَّتِي قَالَهَا عَلَى لِسَانِ ٱلنَّبِيِّ إِرْمِيَا، فَكِّرْ فِي مَا تَعْنِيهِ لَنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.
٣ مَاذَا مَثَّلَ ٱلتِّينُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٢٤ مِنْ سِفْرِ إِرْمِيَا؟
٣ عَامَ ٦١٧ قم، كَانَتِ ٱلْحَالَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ لِأُمَّةِ يَهُوذَا مُزْرِيَةً. فَأَعْطَى ٱللهُ ٱلنَّبِيَّ إِرْمِيَا رُؤْيَا عَمَّا يُخَبِّئُهُ لَهَا ٱلْمُسْتَقْبَلُ أَرَاهُ فِيهَا نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلتِّينِ: «تِينٍ جَيِّدٍ جِدًّا» وَ «تِينٍ رَدِيءٍ جِدًّا». (اِقْرَأْ ارميا ٢٤:
٤ أَيُّ تَشْجِيعٍ نَنَالُهُ مِمَّا قَالَهُ ٱللهُ عَنِ ٱلتِّينِ ٱلْجَيِّدِ؟
٤ وَعَنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلتِّينِ ٱلْجَيِّدِ، قَالَ يَهْوَهُ ٱلْكَلِمَاتِ ار ٢٤:٧) فَهِيَ تُظْهِرُ أَنَّ ٱللهَ يَرْغَبُ أَنْ نَمْتَلِكَ ‹قَلْبًا لِنَعْرِفَهُ›، أَيْ أَنْ نَكُونَ أَشْخَاصًا رَاغِبِينَ أَنْ نَعْرِفَهُ وَنَكُونَ جُزْءًا مِنْ شَعْبِهِ. فَكَيْفَ نُحَقِّقُ ذٰلِكَ؟ ثَمَّةَ خُطُوَاتٌ عَلَيْنَا ٱتِّبَاعُهَا. فَيَجِبُ أَنْ نَدْرُسَ كَلِمَتَهُ وَنُطَبِّقَهَا، نَتُوبَ وَنَرْجِعَ عَنْ طُرُقِنَا ٱلسَّابِقَةِ، نَنْذُرَ حَيَاتَنَا لِلهِ، وَنَعْتَمِدَ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (مت ٢٨:
٥ مَنْ خَاطَبَ إِرْمِيَا بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ؟
٥ حَتَّى لَوِ ٱتَّخَذْنَا كُلَّ هٰذِهِ ٱلْخُطُوَاتِ، فَلَا نَزَالُ بِحَاجَةٍ أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَى مَوْقِفِنَا وَمَسْلَكِنَا. وَلِمَاذَا؟ سَنَعْرِفُ ٱلْجَوَابَ فِيمَا نُنَاقِشُ مَا كَتَبَهُ إِرْمِيَا عَنِ ٱلْقَلْبِ. قَلْبُ مَنْ؟ صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضَ ٱلْإِصْحَاحَاتِ فِي إِرْمِيَا تَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُحِيطَةِ بِيَهُوذَا، لٰكِنَّ ٱلسِّفْرَ يُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ عَلَى تَارِيخِ هٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ أَثْنَاءَ حُكْمِ خَمْسَةٍ مِنْ مُلُوكِهَا. (ار ١:
هَلِ ٱحْتَاجَ قَلْبُهُمْ إِلَى «عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ»؟
٦ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَهُمَّنَا مَا قَالَهُ ٱللهُ عَنِ ٱلْقَلْبِ؟
٦ فِي أَيَّامِنَا هٰذِهِ، يَسْتَخْدِمُ ٱلْأَطِبَّاءُ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا ٱلْمُتَطَوِّرَةَ لِيَفْحَصُوا حَالَةَ ٱلْقَلْبِ وَعَمَلَهُ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ ذٰلِكَ بِكَثِيرٍ، مُتَفَوِّقًا عَلَى كُلِّ ٱلْأَطِبَّاءِ. فَقَدْ قَالَ: «اَلْقَلْبُ أَشَدُّ غَدْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ. فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ؟ أَنَا، يَهْوَهَ، فَاحِصُ ٱلْقَلْبِ . . . لِأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ طُرُقِهِ، بِحَسَبِ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ». (ار ١٧:
٧ كَيْفَ وَصَفَ إِرْمِيَا قَلْبَ مُعْظَمِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ عَاصَرُوهُ؟
٧ لٰكِنَّ مَا يُسَاعِدُنَا عَلَى فَحْصِ قَلْبِنَا هُوَ أَنْ نَعْرِفَ ٱلْجَوَابَ عَنِ ٱلسُّؤَالِ ٱلتَّالِي: ‹مَاذَا كَانَتْ عَلَيْهِ حَالَةُ ٱلْقَلْبِ ٱلْمَجَازِيِّ لِمُعْظَمِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ عَاصَرُوا إِرْمِيَا؟›. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، تَأَمَّلْ فِي ٱلْعِبَارَةِ غَيْرِ ٱلْمَأْلُوفَةِ ٱلتَّالِيَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا إِرْمِيَا: «كُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ غُلْفُ ٱلْقُلُوبِ». طَبْعًا، لَمْ يَقْصِدْ بِكَلَامِهِ هٰذَا ٱلْخِتَانَ ٱلْحَرْفِيَّ، بَلِ ٱلْمَجَازِيَّ. وَهٰذَا وَاضِحٌ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي دَوَّنَهَا قَبْلَ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةِ: «‹هَا أَيَّامٌ تَأْتِي›، يَقُولُ يَهْوَهُ، ‹فَأُحَاسِبُ كُلَّ مَخْتُونٍ لَا يَزَالُ فِي غَلَفِه›». وَمِنْ هُنَا نَرَى أَنَّهُ حَتَّى ٱلرِّجَالُ ٱلْيَهُودُ ٱلْمَخْتُونُونَ كَانُوا «غُلْفَ ٱلْقُلُوبِ». (ار ٩:
٨، ٩ مَاذَا وَجَبَ أَنْ يَفْعَلَ مُعْظَمُ ٱلْيَهُودِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِقَلْبِهِمْ؟
٨ نَسْتَوْحِي مَعْنَى عِبَارَةِ «غُلْفِ ٱلْقُلُوبِ» مِنَ ٱلْحَضِّ ٱلتَّالِي ٱلَّذِي وَجَّهَهُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْيَهُودِ: «اِنْزِعُوا غُلَفَ قُلُوبِكُمْ يَا رِجَالَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ مرقس ٧:
٩ إِذًا، ٱحْتَاجَ ٱلْيَهُودُ أَيَّامَ إِرْمِيَا أَنْ يُجْرُوا عَمَلِيَّةً جِرَاحِيَّةً مَجَازِيَّةً — أَيْ أَنْ ‹يَخْتِنُوا قُلُوبَهُمْ› — كَمَا فَعَلَ أَسْلَافُهُمْ زَمَنَ مُوسَى. (تث ١٠:١٦؛ ٣٠:٦) وَنَزْعُ غُلَفِ قُلُوبِهِمْ عَنَى أَنْ يَتَخَلَّصُوا مِنْ كُلِّ مَا يَجْعَلُهَا غَيْرَ مُتَجَاوِبَةٍ، أَيْ مِنْ أَفْكَارِهِمْ وَرَغَبَاتِهِمْ وَدَوَافِعِهِمِ ٱلَّتِي تَتَنَافَى مَعَ شَرِيعَةِ ٱللهِ. — اع ٧:٥١.
‹قَلْبٌ لِنَعْرِفَهُ› ٱلْيَوْمَ
١٠ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ ٱقْتِدَاءً بِدَاوُدَ؟
١٠ كَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ ٱلْقَلْبَ ٱلْمَجَازِيَّ! وَلٰكِنْ قَدْ يَتَسَاءَلُ ٱلْبَعْضُ: ‹هَلْ نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَهَ رَدِيئُونَ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ بِحَيْثُ نَحْتَاجُ إِلَى نَزْعِ غُلَفِ قُلُوبِنَا؟›. فَٱلشُّهُودُ ٱلْيَوْمَ لَا يَتَّخِذُونَ عُمُومًا مَسْلَكَ ٱلشَّرِّ أَوْ يُصْبِحُونَ ‹تِينًا رَدِيئًا› عَلَى غِرَارِ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ قَدِيمًا، بَلْ هُمْ شَعْبٌ مُخْلِصٌ وَطَاهِرٌ. لٰكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّهُ حَتَّى ٱلرَّجُلُ ٱلْبَارُّ دَاوُدُ ٱلْتَمَسَ مِنْ يَهْوَهَ: «اِخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ، وَٱعْرِفْ قَلْبِي. اِمْتَحِنِّي وَٱعْرِفْ هُمُومِي، وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ مُكَدِّرٌ». — مز ١٧:٣؛ ١٣٩:
١١، ١٢ (أ) لِمَاذَا عَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَفْحَصَ قَلْبَهُ؟ (ب) مَا ٱلَّذِي لَنْ يَفْعَلَهُ ٱللهُ؟
١١ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَعْرِفَهُ كُلُّ فَرْدٍ مِنَّا، أَيْ أَنْ نَكُونَ جَمِيعُنَا مَرْضِيِّينَ دَائِمًا فِي نَظَرِهِ. فَعَنِ ٱلْبَارِّ، قَالَ إِرْمِيَا: «يَا يَهْوَهَ ٱلْجُنُودِ، أَنْتَ فَاحِصُ ٱلْبَارِّ، نَاظِرُ ٱلْكُلَى وَٱلْقَلْبِ». (ار ٢٠:١٢) فَإِذَا كَانَ ٱللهُ يَفْحَصُ حَتَّى قُلُوبَ ٱلْأَبْرَارِ، أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا جَمِيعًا أَنْ نَقُومَ بِفَحْصٍ ذَاتِيٍّ صَادِقٍ؟ (اِقْرَأْ مزمور ١١:٥.) وَفِيمَا نَفْعَلُ ذٰلِكَ، قَدْ نَكْتَشِفُ لَدَيْنَا مَوْقِفًا أَوْ هَدَفًا أَوْ مَشَاعِرَ خَاطِئَةً. فَرُبَّمَا نُمَيِّزُ أَمْرًا يَجْعَلُ قَلْبَنَا غَيْرَ مُتَجَاوِبٍ عَلَيْنَا نَزْعُهُ بِعَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ مَجَازِيَّةٍ. فَأَيَّةُ مَوَاقِفَ وَمَشَاعِرَ خَاطِئَةٍ يَجِبُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْهَا فِي قَلْبِنَا؟ وَكَيْفَ نَسْتَطِيعُ ٱلْقِيَامَ بِٱلتَّعْدِيلَاتِ ٱللَّازِمَةِ؟ — ار ٤:٤.
١٢ إِنَّ يَهْوَهَ لَنْ يُجْبِرَنَا أَنْ نَتَغَيَّرَ. فَقَدْ قَالَ إِنَّهُ ‹سَيُعْطِي ٱلتِّينَ ٱلْجَيِّدَ قَلْبًا لِيَعْرِفُوهُ›. وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهُ سَيُجْبِرُهُمْ أَنْ يُغَيِّرُوا قَلْبَهُمْ. فَقَدْ لَزِمَ أَنْ يَرْغَبُوا فِي حِيَازَةِ قَلْبٍ طَيِّعٍ يُظْهِرُ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ ٱللهَ. أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَمْتَلِكَ ٱلرَّغْبَةَ نَفْسَهَا؟
١٣، ١٤ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَأَذَّى ٱلْمَسِيحِيُّ رُوحِيًّا بِسَبَبِ حَالَةِ قَلْبِهِ؟
١٣ ذَكَرَ يَسُوعُ: «مِنَ ٱلْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ، مت ١٥:١٩) مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ يُمْكِنُ أَنْ يَخْسَرَ رِضَى ٱللهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ إِذَا دَفَعَهُ قَلْبُهُ ٱلْقَاسِي إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْعَهَارَةِ أَوِ ٱلزِّنَى وَلَمْ يُعْرِبْ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ. لٰكِنْ حَتَّى لَوْ لَمْ يَرْتَكِبِ ٱلْمَرْءُ أَعْمَالًا كَهٰذِهِ، فَقَدْ يَسْمَحُ لِرَغْبَةٍ خَاطِئَةٍ بِأَنْ تَنْمُوَ فِي قَلْبِهِ. (اِقْرَأْ متى ٥:
١٤ أَيْضًا، قَدْ لَا يَرْتَكِبُ ٱلْمَسِيحِيُّ جَرِيمَةَ «قَتْلٍ». لٰكِنَّهُ يَدَعُ ٱلضَّغِينَةَ تَتَغَلْغَلُ فِي قَلْبِهِ بِحَيْثُ تَجْعَلُهُ يُبْغِضُ أَخَاهُ. (لا ١٩:١٧) أَفَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَبْذُلَ جُهْدًا لِيَتَخَلَّصَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْأَحَاسِيسِ ٱلَّتِي قَدْ تُقَسِّي قَلْبَهُ؟ — مت ٥:
١٥، ١٦ (أ) كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ «غُلْفَ ٱلْقُلُوبِ»؟ (ب) بِرَأْيِكَ، لِمَاذَا لَا يَرْضَى ٱللهُ عَنْ «غُلْفِ ٱلْقُلُوبِ»؟
١٥ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَا يُعَانُونَ مِنْ ‹مَشَاكِلَ فِي قَلْبِهِمْ› مِثْلِ ٱلْمَذْكُورَةِ آنِفًا. لٰكِنَّ يَسُوعَ تَحَدَّثَ أَيْضًا عَنِ ‹ٱلْأَفْكَارِ ٱلشِّرِّيرَةِ›، أَيِ ٱلْآرَاءِ وَٱلْمَوَاقِفِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي مَجَالَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْ حَيَاتِنَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَدْ يَمْتَلِكُ شَخْصٌ نَظْرَةً مُشَوَّهَةً إِلَى مَفْهُومِ ٱلْوَلَاءِ لِلْأَقْرِبَاءِ. طَبْعًا، يَرْغَبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ‹ٱلْحُنُوِّ› لِأَقْرِبَائِهِمْ وَلَا يَكُونُوا مِثْلَ كَثِيرِينَ فِي هٰذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» مِمَّنْ يَفْتَقِرُونَ إِلَى هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ. (٢ تي ٣:
١٦ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَا يَرْتَكِبُونَ جَرَائِمَ قَتْلٍ. لٰكِنَّهُمْ قَدْ يُضْمِرُونَ فِي عب ١٣:
اِقْتَنِ ‹قَلْبًا لِتَعْرِفَ› يَهْوَهَ
١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا خَوْفُ يَهْوَهَ عَلَى حِيَازَةِ قَلْبٍ أَكْثَرَ تَجَاوُبًا مَعَ مَشِيئَةِ ٱللهِ؟
١٧ مَاذَا لَوْ فَحَصْتَ قَلْبَكَ ٱلْمَجَازِيَّ وَوَجَدْتَ أَنَّهُ لَا يَتَجَاوَبُ تَمَامًا مَعَ مَشُورَةِ يَهْوَهَ وَأَنَّهُ ‹أَغْلَفُ› نَوْعًا مَا؟ فَلَرُبَّمَا ٱكْتَشَفْتَ فِيهِ خَوْفَ ٱلْإِنْسَانِ، تَوْقًا إِلَى ٱلشُّهْرَةِ وَٱلْغِنَى، أَوْ مَيْلًا إِلَى ٱلْعِنَادِ أَوِ ٱلِٱسْتِقْلَالِيَّةِ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، لَنْ تَكُونَ أَوَّلَ شَخْصٍ يُعَانِي مَشَاكِلَ كَهٰذِهِ. (ار ٧:٢٤؛ ١١:٨) فَقَدْ كَتَبَ إِرْمِيَا أَنَّ ٱلْيَهُودَ غَيْرَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْمُعَاصِرِينَ لَهُ كَانَ لَدَيْهِمْ «قَلْبٌ مُعَانِدٌ وَمُتَمَرِّدٌ». ثُمَّ أَضَافَ: «لَمْ يَقُولُوا فِي قُلُوبِهِمْ: ‹لِنَخَفْ يَهْوَهَ إِلٰهَنَا ٱلَّذِي يُعْطِي وَابِلَ ٱلْمَطَرِ وَمَطَرَ ٱلْخَرِيفِ›». (ار ٥:
١٨ أَيُّ وَعْدٍ قَطَعَهُ يَهْوَهُ لِلَّذِينَ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ؟
١٨ فِيمَا نَسْعَى إِلَى إِرْضَاءِ يَهْوَهَ، سَيُعْطِينَا ‹قَلْبًا لِنَعْرِفَهُ›. وَهٰذَا مَا وَعَدَ أَنْ يَفْعَلَهُ لِلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ، إِذْ قَالَ: «أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا فِي قُلُوبِهِمْ. وَأَكُونُ إِلٰهَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ شَعْبِي». وَأَضَافَ: «لَا يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ، قَائِلِينَ: ‹اِعْرِفُوا يَهْوَهَ!›؛ لِأَنَّهُمْ جَمِيعَهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي، مِنْ أَصْغَرِهِمْ إِلَى أَكْبَرِهِمْ . . . لِأَنِّي أَغْفِرُ ذَنْبَهُمْ، وَلَا أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ». — ار ٣١:
١٩ أَيَّةُ فَوَائِدَ يَجْنِيهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ؟
١٩ إِنَّ ٱلِٱسْتِفَادَةَ مِنْ هٰذَا ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ تَتَطَلَّبُ مِنَ ٱلْمَرْءِ ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي مَعْرِفَةِ يَهْوَهَ وَٱلْكَيْنُونَةِ جُزْءًا مِنْ شَعْبِهِ. لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَتَحَقَّقُ إِلَّا بِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا أَنْ نَغْفِرَ لِغَيْرِنَا حَتَّى لَوْ صَعُبَ عَلَيْنَا ذٰلِكَ. فَيَنْبَغِي أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِنَتَخَلَّصَ مِنْ كُلِّ مَشَاعِرِ ٱلضَّغِينَةِ وَٱلْغَضَبِ ٱلَّتِي نُكِنُّهَا لِلْآخَرِينَ. وَهٰكَذَا نُثْبِتُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ وَنَعْرِفَهُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ. إِذَّاكَ، يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا ٱلْوَعْدُ ٱلتَّالِي: «تَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي، إِذْ تَبْحَثُونَ عَنِّي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ. فَأُوجَدُ لَكُمْ». — ار ٢٩:
^ الفقرة 18 تَجْرِي مُنَاقَشَةُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ فِي ٱلْفَصْلِ ١٤ مِنْ كِتَابِ رِسَالَةٌ مِنَ ٱللهِ بِفَمِ إِرْمِيَا.