الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ايها الوالدون والاولاد تواصلوا بمحبة

ايها الوالدون والاولاد تواصلوا بمحبة

‏«لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ،‏ بَطِيئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ،‏ بَطِيئًا فِي ٱلسُّخْطِ».‏ —‏ يع ١:‏١٩‏.‏

١،‏ ٢ كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلْوَالِدُونَ وَٱلْأَوْلَادُ وَاحِدُهُمْ حِيَالَ ٱلْآخَرِ،‏ وَلٰكِنْ أَيَّةُ صُعُوبَةٍ يُوَاجِهُونَهَا أَحْيَانًا؟‏

‏«أَنَا أَعْتَذِرُ» أَوْ «أَنَا أُحِبُّكُمَا كَثِيرًا».‏ هٰكَذَا أَجَابَ نَحْوُ ٩٥ فِي ٱلْمِئَةِ مِنَ ٱلْأَوْلَادِ ٱلْأَمِيرْكِيِّينَ ٱلَّذِينَ طُرِحَ عَلَيْهِمِ ٱلسُّؤَالُ:‏ «مَا هُوَ أَهَمُّ أَمْرٍ تَوَدُّ قَوْلَهُ لِوَالِدَيْكَ ٱلْيَوْمَ إِذَا عَلِمْتَ أَنَّهُمَا سَيُفَارِقَانِ ٱلْحَيَاةَ غَدًا؟‏».‏ وَٱلْجَدِيرُ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَوْلَادَ لَمْ يَتَطَرَّقُوا إِلَى مَشَاكِلِهِمْ وَخِلَافَاتِهِمْ مَعَ وَالِدِيهِمْ.‏ —‏ كِتَابُ لِلْوَالِدِينَ فَقَطْ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏،‏ بِقَلَمِ شُونْتِي فِلْدْهَان وَلِيسَا رَايْس.‏

٢ عُمُومًا،‏ يُحِبُّ ٱلْأَوْلَادُ وَالِدِيهِمْ،‏ وَيُكِنُّ ٱلْوَالِدُونَ لِأَوْلَادِهِمْ مَحَبَّةً شَدِيدَةً.‏ وَيَصِحُّ ذٰلِكَ خُصُوصًا فِي ٱلْأُسْرَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ لٰكِنْ رَغْمَ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ وَٱلْأَوْلَادَ يَتُوقُونَ أَنْ تَكُونَ عَلَاقَتُهُمْ مَتِينَةً،‏ يَسْتَصْعِبُونَ أَحْيَانًا ٱلتَّوَاصُلَ مَعًا.‏ فَمَا ٱلسَّبَبُ؟‏ لِمَاذَا يَتَجَنَّبُ ٱلطَّرَفَانِ مُنَاقَشَةَ بَعْضِ ٱلْمَسَائِلِ؟‏ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُعِيقُ ٱلتَّوَاصُلَ ٱلْجَيِّدَ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ تَخَطِّيهَا؟‏

لَا تَدَعُوا ٱلتَّلْهِيَاتِ وَٱلِٱنْعِزَالَ عَنْ بَاقِي أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ تُعِيقُكُمْ عَنِ ٱلتَّوَاصُلِ

‏‹اِشْتَرُوا› ٱلْوَقْتَ لِلتَّوَاصُلِ

٣ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا يُشَكِّلُ ٱلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ تَحَدِّيًا لِعَائِلَاتٍ كَثِيرَةٍ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا لَمْ تَجِدِ ٱلْعَائِلَاتُ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةُ صُعُوبَةً فِي قَضَاءِ ٱلْوَقْتِ مَعًا؟‏

٣ يَصْعُبُ عَلَى عَائِلَاتٍ كَثِيرَةٍ ٱلْيَوْمَ إِيجَادُ ٱلْوَقْتِ ٱلْكَافِي لِلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْوَضْعَ كَانَ مُخْتَلِفًا فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ فَقَدْ أَوْصَى مُوسَى ٱلْآبَاءَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِخُصُوصِ شَرِيعَةِ ٱللهِ:‏ «لَقِّنْهَا بَنِيكَ،‏ وَتَحَدَّثْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ وَحِينَ تَمْشِي فِي ٱلطَّرِيقِ وَحِينَ تَضْطَجِعُ وَحِينَ تَقُومُ».‏ (‏تث ٦:‏​٦،‏ ٧‏)‏ فَقَدْ كَانَ ٱلْأَوْلَادُ يُمْضُونَ ٱلْيَوْمَ مَعَ أُمِّهِمْ فِي ٱلْبَيْتِ أَوْ مَعَ أَبِيهِمْ فِي ٱلْحُقُولِ أَوْ فِي مَكَانِ عَمَلِهِ.‏ وَكَانَ هُنَالِكَ مُتَّسَعٌ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِيَتَرَافَقَ ٱلْوَالِدُونَ وَٱلْأَوْلَادُ وَيَتَحَادَثُوا.‏ نَتِيجَةَ ذٰلِكَ،‏ سَهُلَ عَلَى ٱلْوَالِدِينَ مَعْرِفَةُ حَاجَاتِ وَرَغَبَاتِ وَشَخْصِيَّةِ أَوْلَادِهِمْ.‏ كَذٰلِكَ،‏ سَنَحَتِ ٱلْفُرْصَةُ لِلْأَوْلَادِ أَنْ يَتَعَرَّفُوا أَكْثَرَ بِوَالِدِيهِمْ.‏

٤ لِمَاذَا لَا تَجِدُ ٱلْعَائِلَاتُ ٱلْوَقْتَ ٱلْكَافِيَ لِلتَّوَاصُلِ؟‏

٤ وَكَمْ هِيَ مُخْتَلِفَةٌ ٱلْحَيَاةُ ٱلْيَوْمَ!‏ فَفِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ،‏ يَذْهَبُ ٱلْأَوْلَادُ إِلَى دَارِ ٱلْحَضَانَةِ فِي سِنٍّ مُبْكِرَةٍ جِدًّا،‏ أَحْيَانًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا ٱلثَّانِيَةَ مِنْ عُمْرِهِمْ.‏ وَيَنْشَغِلُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْآبَاءِ وَٱلْأُمَّهَاتِ بِوَظَائِفِهِمْ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْقَصِيرِ ٱلَّذِي يَكُونُ فِيهِ ٱلْوَالِدُونَ وَٱلْأَوْلَادُ سَوِيًّا،‏ غَالِبًا مَا يَلْتَهُونَ بِٱسْتِخْدَامِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ وَٱلْهَوَاتِفِ ٱلْخَلَوِيَّةِ وَمُشَاهَدَةِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ.‏ وَفِي حَالَاتٍ كَثِيرَةٍ،‏ تَكُونُ لِلْوَالِدِينَ وَٱلْأَوْلَادِ حَيَاتُهُمُ ٱلْخَاصَّةُ،‏ فَيَصِيرُونَ كَٱلْغُرَبَاءِ وَيَنْعَدِمُ ٱلتَّوَاصُلُ بَيْنَهُمْ تَقْرِيبًا.‏

٥،‏ ٦ كَيْفَ ‹يَشْتَرِي› بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِيَقْضُوهُ مَعَ أَوْلَادِهِمْ؟‏

٥ هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ أَنْ ‹تَشْتَرُوا ٱلْوَقْتَ›،‏ أَيْ أَنْ تَتَخَلَّوْا عَنْ بَعْضِ ٱلْمَسَاعِي وَٱلتَّلْهِيَاتِ،‏ كَيْ تَقْضُوا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْوَقْتِ مَعَ عَائِلَاتِكُمْ؟‏ ‏(‏اِقْرَأْ افسس ٥:‏​١٥،‏ ١٦‏.‏‏)‏ تُحَاوِلُ بَعْضُ ٱلْعَائِلَاتِ أَنْ تَحُدَّ مِنْ مُشَاهَدَةِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ أَوِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ.‏ وَتَسْعَى عَائِلَاتٌ أُخْرَى إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا لِتَنَاوُلِ وَجْبَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ كُلَّ يَوْمٍ.‏ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟‏ إِنَّهَا فُرْصَةٌ رَائِعَةٌ تُتِيحُ لِلْوَالِدِينَ وَٱلْأَوْلَادِ أَنْ يَتَقَرَّبُوا بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَيُنَاقِشُوا ٱلْمَسَائِلَ ٱلرُّوحِيَّةَ بِهُدُوءٍ.‏ لٰكِنَّ تَخْصِيصَ نَحْوِ سَاعَةٍ فِي ٱلْأُسْبُوعِ لَا يَكْفِي،‏ بَلْ يَلْزَمُ أَيْضًا بَذْلُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْجُهْدِ لِإِجْرَاءِ مُحَادَثَاتٍ عَمِيقَةٍ.‏ لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ مِنَ ٱلْضَّرُورِيِّ إِيجَادُ ٱلْوَقْتِ لِلتَّوَاصُلِ يَوْمِيًّا.‏ مَثَلًا،‏ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ أَوْلَادُكُمْ إِلَى ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَقُولُوا لَهُمْ كَلِمَةً مُشَجِّعَةً،‏ تُنَاقِشُوا مَعَهُمُ ٱلْآيَةَ ٱلْيَوْمِيَّةَ،‏ أَوْ تُصَلُّوا مَعًا.‏ فَذٰلِكَ قَدْ يُفِيدُهُمْ طَوَالَ ٱلْيَوْمِ.‏

٦ يَنْجَحُ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ فِي تَعْدِيلِ نَمَطِ حَيَاتِهِمْ بِحَيْثُ يَقْضُونَ وَقْتًا أَطْوَلَ مَعَ أَوْلَادِهِمْ.‏ تَقُولُ أُمٌّ لِوَلَدَيْنِ صَغِيرَيْنِ تَرَكَتْ وَظِيفَتَهَا لِهٰذَا ٱلْهَدَفِ:‏ «فِي ٱلصَّبَاحِ،‏ كُنَّا جَمِيعُنَا عَلَى عَجَلَةٍ مِنْ أَمْرِنَا،‏ أَنَا لِلذَّهَابِ إِلَى ٱلْعَمَلِ وَهُمَا إِلَى ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ وَلَدَى عَوْدَتِي إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ كُنْتُ أَجِدُهُمَا نَائِمَيْنِ.‏ فَكَانَتِ ٱلْمُرَبِّيَةُ هِيَ ٱلَّتِي تَهْتَمُّ بِأَنْ يَأْوِيَا إِلَى ٱلْفِرَاشِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ يَتَوَجَّبُ عَلَيْنَا ٱلْآنَ أَنْ نَتَدَبَّرَ أَمْرَنَا بِمَالٍ أَقَلَّ،‏ لٰكِنِّي صِرْتُ أَعْرِفُ كَيْفَ يُفَكِّرَانِ وَمَا هِيَ مَشَاكِلُهُمَا.‏ بَاتَ بِمَقْدُورِي أَيْضًا أَنْ أُصْغِيَ إِلَيْهِمَا عِنْدَمَا يُصَلِّيَانِ،‏ مَا يُمَكِّنُنِي مِنْ إِرْشَادِهِمَا،‏ تَشْجِيعِهِمَا،‏ وَتَعْلِيمِهِمَا».‏

‏‹كُونُوا سَرِيعِينَ فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ›‏

٧ مِمَّ يَتَشَكَّى ٱلْأَوْلَادُ وَٱلْوَالِدُونَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ؟‏

٧ بَعْدَمَا أَجْرَى مُؤَلِّفَا كِتَابِ لِلْوَالِدِينَ فَقَطْ مُقَابَلَاتٍ مَعَ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْأَوْلَادِ،‏ لَاحَظَا أَمْرًا آخَرَ يُعِيقُ ٱلتَّوَاصُلَ.‏ يَقُولَانِ:‏ «إِنَّ ٱلتَّشَكِّيَ ٱلْأَكْثَرَ شُيُوعًا بَيْنَ ٱلْأَوْلَادِ هُوَ أَنَّ وَالِدِيهِمْ ‹لَا يُصْغُونَ› إِلَيْهِمْ».‏ لٰكِنْ غَالِبًا مَا يَتَشَكَّى ٱلْوَالِدُونَ أَيْضًا مِنَ ٱلْمُشْكِلَةِ نَفْسِهَا.‏ لِذَا،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يُصْغِيَ أَفْرَادُ ٱلْعَائِلَةِ جَيِّدًا وَاحِدُهُمْ إِلَى ٱلْآخَرِ كَيْ تَبْقَى خُطُوطُ ٱلتَّوَاصُلِ مَفْتُوحَةً بَيْنَهُمْ.‏ —‏ اِقْرَأْ يعقوب ١:‏١٩‏.‏

٨ كَيْفَ يُصْغِي ٱلْوَالِدُونَ جَيِّدًا إِلَى أَوْلَادِهِمْ؟‏

٨ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ،‏ هَلْ تُصْغُونَ جَيِّدًا إِلَى أَوْلَادِكُمْ؟‏ قَدْ يَكُونُ ذٰلِكَ صَعْبًا عِنْدَمَا تَكُونُونَ مُتْعَبِينَ أَوْ حِينَ تَبْدُو لَكُمُ ٱلْمُحَادَثَةُ تَافِهَةً.‏ لٰكِنَّ مَا يَبْدُو لَكُمْ تَافِهًا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ بَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي نَظَرِهِمْ.‏ وَأَنْ ‹تَكُونُوا سَرِيعِينَ فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ› يَعْنِي أَنْ تَنْتَبِهُوا لَيْسَ فَقَطْ لِمَا يَقُولُونَهُ،‏ بَلْ أَيْضًا كَيْفَ يَقُولُونَهُ.‏ فَنَبْرَةُ ٱلصَّوْتِ وَلُغَةُ ٱلْجَسَدِ تُخْبِرَانِكُمُ ٱلْكَثِيرَ عَمَّا يَشْعُرُونَ بِهِ.‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ تَطْرَحُوا ٱلْأَسْئِلَةَ عَلَيْهِمْ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلرَّأْيُ فِي قَلْبِ ٱلْإِنْسَانِ مِيَاهٌ عَمِيقَةٌ،‏ وَذُو ٱلتَّمْيِيزِ يَسْتَقِيهِ».‏ (‏ام ٢٠:‏٥‏)‏ فَعِنْدَمَا تَتَحَدَّثُونَ إِلَى أَوْلَادِكُمْ —‏ وَخُصُوصًا عَنِ ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلْحَسَّاسَةِ —‏ يَلْزَمُ أَنْ تَتَحَلَّوْا بِٱلتَّمْيِيزِ،‏ مُحَاوِلِينَ أَنْ تَكْتَشِفُوا حَقِيقَةَ مَشَاعِرِهِمْ وَآرَائِهِمْ.‏

٩ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ يُطِيعَ ٱلْأَوْلَادُ وَالِدِيهِمْ؟‏

٩ وَيَا أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ،‏ هَلْ تُطِيعُونَ وَالِدِيكُمْ؟‏ تُوصِي كَلِمَةُ ٱللهِ:‏ «اِسْمَعْ،‏ يَا ٱبْنِي،‏ تَأْدِيبَ أَبِيكَ،‏ وَلَا تَتَخَلَّ عَنْ شَرِيعَةِ أُمِّكَ».‏ (‏ام ١:‏٨‏)‏ وَتَذَكَّرُوا أَنَّ وَالِدِيكُمْ يُحِبُّونَكُمْ وَيُرِيدُونَ مَصْلَحَتَكُمْ.‏ لِذَا مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ تَسْمَعُوا لَهُمْ وَتُطِيعُوهُمْ.‏ (‏اف ٦:‏١‏)‏ وَمَا يُسَهِّلُ عَلَيْكُمْ إِطَاعَتَهُمْ هُوَ أَنْ تَتَوَاصَلُوا مَعَهُمْ جَيِّدًا وَتَتَذَكَّرُوا أَنَّهُمْ يُحِبُّونَكُمْ.‏ فَٱفْتَحُوا لَهُمْ قَلْبَكُمْ وَصَارِحُوهُمْ بِمَشَاعِرِكُمْ وَرَأْيِكُمْ فِي ٱلْمَسَائِلِ.‏ فَذٰلِكَ يُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَفْهَمُوكُمْ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَنْ تُحَاوِلُوا فَهْمَهُمْ.‏

١٠ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رِوَايَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ رَحُبْعَامَ؟‏

١٠ قَدْ تَمِيلُونَ إِلَى ٱلْأَخْذِ بِنَصَائِحِ رُفَقَائِكُمُ ٱلَّذِينَ مِنْ عُمْرِكُمْ.‏ فَحَذَارِ مِنْ ذٰلِكَ!‏ فَرُبَّمَا يَقُولُونَ لَكُمْ مَا تَوَدُّونَ سَمَاعَهُ،‏ لٰكِنَّ مَشُورَتَهُمْ قَدْ لَا تَنْفَعُكُمْ مُطْلَقًا،‏ حَتَّى إِنَّهَا قَدْ تُؤْذِيكُمْ.‏ فَبِمَا أَنَّ مُعْظَمَهُمْ يَفْتَقِرُونَ إِلَى حِكْمَةِ ٱلْكِبَارِ وَخِبْرَتِهِمْ،‏ فَهُمْ لَا يَمْلِكُونَ بُعْدَ ٱلنَّظَرِ وَيَعْجَزُونَ عَنْ رُؤْيَةِ عَوَاقِبِ بَعْضِ ٱلتَّصَرُّفَاتِ.‏ تَذَكَّرُوا مِثَالَ رَحُبْعَامَ،‏ ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ.‏ فَحِينَ صَارَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ،‏ كَانَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَتْبَعَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ.‏ لٰكِنَّهُ ٱتَّبَعَ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلْحَمْقَاءَ ٱلَّتِي أَسْدَاهَا إِلَيْهِ ٱلشُّبَّانُ ٱلَّذِينَ كَبِرُوا مَعَهُ.‏ وَبِذٰلِكَ خَسِرَ دَعْمَ مُعْظَمِ رَعَايَا مَمْلَكَتِهِ.‏ (‏١ مل ١٢:‏​١-‏١٧‏)‏ فَلَا تَقْتَدُوا بِمَسْلَكِهِ ٱلَّذِي لَا يَنِمُّ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ،‏ بَلِ ٱبْذُلُوا مَا فِي وِسْعِكُمْ لِتُبْقُوا خُطُوطَ ٱلِٱتِّصَالِ مَفْتُوحَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ وَالِدِيكُمْ.‏ أَخْبِرُوهُمْ بِمَا تُفَكِّرُونَ فِيهِ،‏ ٱسْتَفِيدُوا مِنْ نَصَائِحِهِمْ،‏ وَتَعَلَّمُوا مِنْ حِكْمَتِهِمْ.‏ —‏ ام ١٣:‏٢٠‏.‏

١١ مَاذَا قَدْ يَحْدُثُ إِذَا لَمْ يَكُنِ ٱلْوَالِدُونَ أَشْخَاصًا يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِمْ؟‏

١١ إِذَا كُنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ لَا تَرْغَبُونَ أَنْ يَسْتَشِيرَ أَوْلَادُكُمْ رُفَقَاءَهُمْ،‏ فَكُونُوا أَشْخَاصًا يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِمْ.‏ كَتَبَتْ أُخْتٌ فِي سِنِّ ٱلْمُرَاهَقَةِ:‏ «مَا إِنْ أَذْكُرُ ٱسْمَ فَتًى حَتَّى يَرْتَبِكَ وَالِدَايَ وَيَتَوَتَّرَ ٱلْجَوُّ.‏ فَلَا أَعُودُ أَشْعُرُ بِٱلِٱرْتِيَاحِ وَأَتَرَدَّدُ فِي مُتَابَعَةِ ٱلْكَلَامِ».‏ وَذَكَرَتْ أُخْتٌ شَابَّةٌ أُخْرَى:‏ «كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمُرَاهِقِينَ يُحِبُّونَ أَخْذَ رَأْيِ وَالِدِيهِمْ.‏ لٰكِنْ حِينَ يَسْتَخِفُّ وَالِدُوهُمْ بِهِمْ،‏ يَلْتَفِتُونَ إِلَى أَشْخَاصٍ آخَرِينَ لِنَيْلِ ٱلنُّصْحِ حَتَّى لَوْ كَانُوا أَقَلَّ خِبْرَةً».‏ فَإِذَا كُنْتُمْ مُسْتَعِدِّينَ أَنْ تُصْغُوا بِٱهْتِمَامٍ إِلَى أَوْلَادِكُمْ مَهْمَا كَانَ ٱلْمَوْضُوعُ ٱلَّذِي يُنَاقِشُونَهُ،‏ فَسَيُصَارِحُونَكُمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِمَا فِي قَلْبِهِمْ وَيَتَقَبَّلُونَ إِرْشَادَكُمْ بِكُلِّ طِيبِ خَاطِرٍ.‏

‏‹كُونُوا بَطِيئِينَ فِي ٱلتَّكَلُّمِ›‏

١٢ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُعِيقَ رَدُّ فِعْلِ ٱلْوَالِدِينَ ٱلتَّوَاصُلَ مَعَ ٱلْأَوْلَادِ؟‏

١٢ يَصْعُبُ أَيْضًا عَلَى ٱلْأَوْلَادِ ٱلتَّحَدُّثُ إِلَى وَالِدِيهِمْ إِذَا كَانُوا يُظْهِرُونَ رُدُودَ فِعْلٍ سَلْبِيَّةً حِيَالَ مَا يَسْمَعُونَهُ.‏ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ يَرْغَبَ ٱلْوَالِدُونَ فِي حِمَايَةِ أَوْلَادِهِمْ فِي هٰذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» ٱلْمَحْفُوفَةِ بِٱلْمَخَاطِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَغَيْرِهَا.‏ (‏٢ تي ٣:‏​١-‏٥‏)‏ لٰكِنَّ مَا يَعْتَبِرُهُ ٱلْوَالِدُونَ حِمَايَةً قَدْ يَرَاهُ ٱلْأَوْلَادُ أَسْرًا لِحُرِّيَّتِهِمْ.‏

١٣ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ يَسْتَعْجِلَ ٱلْوَالِدُونَ فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ رَأْيِهِمْ؟‏

١٣ يُعْرِبُ ٱلْوَالِدُونَ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ حِينَ لَا يَسْتَعْجِلُونَ فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ رَأْيِهِمْ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا ٱلسُّكُوتُ حِينَ يَقُولُ أَوْلَادُكُمْ أُمُورًا تُضَايِقُكُمْ،‏ لٰكِنْ مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ تُصْغُوا بِكُلِّ ٱنْتِبَاهٍ قَبْلَ أَنْ تُجِيبُوا.‏ فَقَدْ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ:‏ «مَنْ يُجِبْ عَنْ أَمْرٍ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَهُ،‏ فَذَاكَ حَمَاقَةٌ لَهُ وَمَذَلَّةٌ».‏ (‏ام ١٨:‏١٣‏)‏ فَإِذَا حَافَظْتُمْ عَلَى هُدُوئِكُمْ وَأَصْغَيْتُمْ إِلَى وَلَدِكُمْ،‏ يَسْتَمِرُّ فِي ٱلتَّكَلُّمِ،‏ فَتَفْهَمُونَ ٱلْمَسْأَلَةَ مِنْ كُلِّ جَوَانِبِهَا وَتَتَمَكَّنُونَ مِنْ مُسَاعَدَتِهِ.‏ تَذَكَّرُوا أَنَّ وَرَاءَ كَلَامِهِ ‹ٱلْمُتَهَوِّرِ› قَدْ يَكُونُ هُنَالِكَ مَا يُزْعِجُهُ.‏ (‏اي ٦:‏​١-‏٣‏)‏ فَكَوَالِدِينَ مُحِبِّينَ،‏ أَصْغُوا إِلَى أَوْلَادِكُمْ وَحَاوِلُوا فَهْمَهُمْ كَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَمْنَحُوهُمُ ٱلنُّصْحَ ٱلسَّدِيدَ.‏

١٤ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوْلَادُ ‹بَطِيئِينَ فِي ٱلتَّكَلُّمِ›؟‏

١٤ أَنْتُمْ أَيْضًا أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ كُونُوا ‹بَطِيئِينَ فِي ٱلتَّكَلُّمِ›.‏ فَلَا تُعَارِضُوا وَالِدِيكُمْ عَلَى ٱلْفَوْرِ.‏ فَٱللهُ هُوَ ٱلَّذِي أَوْكَلَ إِلَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّةَ تَدْرِيبِكُمْ.‏ (‏ام ٢٢:‏٦‏)‏ وَلَعَلَّهُمُ ٱخْتَبَرُوا هُمْ أَيْضًا مَا تَخْتَبِرُونَهُ ٱلْيَوْمَ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يَرْغَبُونَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ أَنْ يُجَنِّبُوكُمْ أَخْطَاءً ٱرْتَكَبُوهَا فِي شَبَابِهِمْ وَنَدِمُوا عَلَيْهَا.‏ فَٱنْظُرُوا إِلَى وَالِدِيكُمْ كَحُلَفَاءَ يَوَدُّونَ مُسَانَدَتَكُمْ،‏ لَا أَعْدَاءٍ يَسْعَوْنَ إِلَى إِيذَائِكُمْ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ امثال ١:‏٥‏.‏‏)‏ ‏‹أَكْرِمُوا آبَاءَكُمْ وَأُمَّهَاتِكُمْ› وَأَظْهِرُوا لَهُمْ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَهُمْ قَدْرَ مَا يُحِبُّونَكُمْ.‏ فَهٰذَا يُسَهِّلُ عَلَيْهِمْ أَنْ ‹يُرَبُّوكُمْ فِي تَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَتَوْجِيهِهِ ٱلْفِكْرِيِّ›.‏ —‏ اف ٦:‏​٢،‏ ٤‏.‏

‏‹كُونُوا بَطِيئِينَ فِي ٱلسُّخْطِ›‏

١٥ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَفْقِدَ صَبْرَنَا وَأَلَّا نَغْضَبَ عَلَى أَحِبَّائِنَا؟‏

١٥ نَحْنُ لَا نَصْبِرُ دَائِمًا عَلَى مَنْ نُحِبُّهُمْ.‏ لِذَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ «إِلَى ٱلْقِدِّيسِينَ وَٱلْإِخْوَةِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ فِي كُولُوسِّي»:‏ «أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ،‏ كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ وَلَا تَغْضَبُوا عَلَيْهِنَّ غَضَبًا مَرِيرًا.‏ أَيُّهَا ٱلْآبَاءُ،‏ لَا تُغِيظُوا أَوْلَادَكُمْ لِئَلَّا تَتَثَبَّطَ عَزِيمَتُهُمْ».‏ (‏كو ١:‏​١،‏ ٢؛‏ ٣:‏​١٩،‏ ٢١‏)‏ وَحَثَّ ٱلْأَفَسُسِيِّينَ قَائِلًا:‏ «لِيُنْزَعْ مِنْكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَغَضَبٍ وَسُخْطٍ وَصِيَاحٍ وَكَلَامِ إِهَانَةٍ».‏ (‏اف ٤:‏٣١‏)‏ وَتَنْمِيَةُ طُولِ ٱلْأَنَاةِ،‏ ٱللُّطْفِ،‏ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ —‏ اَلَّتِي هِيَ أَوْجُهٌ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ —‏ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى هَادِئِينَ حَتَّى تَحْتَ ٱلضَّغْطِ.‏ —‏ غل ٥:‏​٢٢،‏ ٢٣‏.‏

١٦ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ حَدَثَ جِدَالٌ بَيْنَ رُسُلِهِ،‏ وَلِمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ جَدِيرًا بِٱلْمُلَاحَظَةِ؟‏

١٦ تَأَمَّلُوا فِي مِثَالِ يَسُوعَ.‏ تَخَيَّلُوا ٱلضَّغْطَ ٱلْهَائِلَ ٱلَّذِي شَعَرَ بِهِ أَثْنَاءَ آخِرِ عَشَاءٍ تَنَاوَلَهُ مَعَ رُسُلِهِ.‏ فَقَدْ كَانَ عَلَى عِلْمٍ أَنَّهُ فِي غُضُونِ سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ سَيَمُوتُ مِيتَةً بَطِيئَةً وَمُؤْلِمَةً.‏ وَكَانَ تَقْدِيسُ ٱسْمِ أَبِيهِ وَخَلَاصُ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ يَعْتَمِدَانِ عَلَى وَلَائِهِ.‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَصْرُخْ عَلَى رُسُلِهِ أَوْ يُوَجِّهْ إِلَيْهِمْ كَلَامًا قَاسِيًا حِينَ «حَدَثَ .‏ .‏ .‏ بَيْنَهُمْ جِدَالٌ حَامٍ فِي أَيُّهُمْ يَبْدُو أَنَّهُ ٱلْأَعْظَمُ».‏ عِوَضَ ذٰلِكَ،‏ حَاجَّهُمْ بِهُدُوءٍ.‏ وَذَكَّرَهُمْ بِأَنَّهُمُ ٱلْتَصَقُوا بِهِ فِي مِحَنِهِ.‏ وَأَعْرَبَ عَنْ ثِقَتِهِ بِأَنَّهُمْ سَيَبْقَوْنَ أَوْلِيَاءَ رَغْمَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ يَطْلُبُهُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَهُمْ كَٱلْحِنْطَةِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ وَعَدَهُمْ بِأَنْ يَكُونُوا مَعَهُ مُلُوكًا فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ —‏ لو ٢٢:‏​٢٤-‏٣٢‏.‏

هَلْ تُصْغُونَ جَيِّدًا إِلَى أَوْلَادِكُمْ؟‏

١٧ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلْأَوْلَادَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى هُدُوئِهِمْ؟‏

١٧ يَنْبَغِي أَنْ يُحَافِظَ ٱلْأَوْلَادُ أَيْضًا عَلَى هُدُوئِهِمْ،‏ وَخُصُوصًا فِي عُمْرِ ٱلْمُرَاهَقَةِ.‏ فَفِي هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ،‏ يَشْعُرُونَ أَنَّ وَالِدِيهِمْ يَمْنَحُونَهُمُ ٱلْإِرْشَادَ لِأَنَّهُمْ لَا يَثِقُونَ بِهِمْ.‏ حَتَّى لَوْ كُنْتُمْ مُحِقِّينَ أَحْيَانًا أَيُّهَا ٱلْمُرَاهِقُونَ،‏ فَتَذَكَّرُوا أَنَّ قَلَقَ وَالِدِيكُمْ عَلَيْكُمْ هُوَ دَلِيلُ مَحَبَّةٍ وَٱهْتِمَامٍ.‏ وَإِذَا أَصْغَيْتُمْ لَهُمْ بِهُدُوءٍ وَقَبِلْتُمْ مَشُورَتَهُمْ،‏ فَسَيَحْتَرِمُونَكُمْ وَيُولُونَكُمْ ثِقَتَهُمْ.‏ نَتِيجَةَ ذٰلِكَ،‏ سَيَمْنَحُونَكُمُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ فِي بَعْضِ مَجَالَاتِ ٱلْحَيَاةِ.‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَذْكُرُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ مُمَارَسَةُ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ.‏ فَهُوَ يَقُولُ:‏ «اَلْغَبِيُّ لَا يَضْبُطُ رُوحَهُ أَبَدًا،‏ وَٱلْحَكِيمُ يُسَكِّنُهَا إِلَى ٱلنِّهَايَةِ».‏ —‏ ام ٢٩:‏١١‏.‏

١٨ كَيْفَ تُؤَدِّي ٱلْمَحَبَّةُ إِلَى ٱلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ؟‏

١٨ فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ وَٱلْأَوْلَادُ ٱلْأَعِزَّاءُ،‏ لَا تَتَثَبَّطُوا إِذَا لَمْ تَكُنْ خُطُوطُ ٱلتَّوَاصُلِ مَفْتُوحَةً فِي عَائِلَتِكُمْ كَمَا تَرْغَبُونَ.‏ بَلْ دَاوِمُوا عَلَى بَذْلِ ٱلْجُهُودِ كَيْ تُنْجِحُوا عَلَاقَتَكُمْ،‏ وَوَاصِلُوا ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ.‏ (‏٣ يو ٤‏)‏ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَيَكُونُ كُلُّ ٱلنَّاسِ كَامِلِينَ وَلَنْ يُعِيقَ أَيُّ سُوءِ تَفَاهُمٍ أَوْ نِزَاعٍ ٱلتَّوَاصُلَ بَيْنَهُمْ.‏ لٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ،‏ جَمِيعُنَا نَرْتَكِبُ مَا نَنْدَمُ عَلَيْهِ لَاحِقًا.‏ فَلَا تَتَرَدَّدُوا فِي ٱلِٱعْتِذَارِ وَكُونُوا مُتَسَامِحِينَ.‏ كَذٰلِكَ،‏ «كُونُوا مُقْتَرِنِينَ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ فِي ٱلْمَحَبَّةِ».‏ (‏كو ٢:‏٢‏)‏ فَٱلْمَحَبَّةُ بَالِغَةُ ٱلْأَثَرِ،‏ إِذْ إِنَّهَا ‹طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ.‏ لَا تَحْتَدُّ.‏ وَلَا تَحْفَظُ حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ.‏ تَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،‏ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ،‏ وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ،‏ وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ›.‏ (‏١ كو ١٣:‏​٤-‏٧‏)‏ فَإِذَا دَاوَمْتُمْ عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ يَتَحَسَّنُ ٱلتَّوَاصُلُ بَيْنَكُمْ عَلَى مَرِّ ٱلْوَقْتِ.‏ فَتَشْعُرُونَ بِٱلْفَرَحِ وَتَجْلُبُونَ ٱلتَّمْجِيدَ لِيَهْوَهَ.‏