الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنراع ونشجع بعضنا بعضا

لنراع ونشجع بعضنا بعضا

‏«لِنُرَاعِ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ».‏ —‏ عب ١٠:‏٢٤‏.‏

١،‏ ٢ مَاذَا سَاعَدَ ٢٣٠ شَاهِدًا لِيَهْوَهَ أَنْ يَنْجُوا مِنْ مَسِيرَةِ ٱلْمَوْتِ فِي نِهَايَةِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ؟‏

 مَعَ سُقُوطِ ٱلنِّظَامِ ٱلنَّازِيِّ فِي نِهَايَةِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ أُصْدِرَ أَمْرٌ بِإِبَادَةِ آلَافِ ٱلَّذِينَ بَقُوا فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ.‏ فَقَدْ تَقَرَّرَ إِجْلَاءُ ٱلْمُعْتَقَلِينَ مِنْ مُعَسْكَرِ زَاكْسِنْهَاوزِن وَأَخْذُهُمْ سَيْرًا عَلَى ٱلْأَقْدَامِ إِلَى ٱلْمَوَانِئِ ٱلْبَحْرِيَّةِ،‏ إِصْعَادُهُمْ عَلَى مَتْنِ ٱلسُّفُنِ،‏ وَإِغْرَاقُهُمْ فِي ٱلْبَحْرِ.‏ وَكَانَ هٰذَا جُزْءًا مِنْ خُطَّةٍ صَارَتْ تُدْعَى لَاحِقًا «مَسِيرَاتُ ٱلْمَوْتِ».‏

٢ حِينَذَاكَ،‏ كَانَ عَلَى ٠٠٠‏,٣٣ مِنَ ٱلسُّجَنَاءِ فِي مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ زَاكْسِنْهَاوزِنَ ٱلسَّيْرُ ٢٥٠ كلم إِلَى لُوبِيك،‏ مَدِينَةٍ تَضُمُّ مَرْفَأً فِي أَلْمَانِيَا.‏ وَمِنْ بَيْنِهِمْ،‏ كَانَ هُنَالِكَ ٢٣٠ شَاهِدًا لِيَهْوَهَ مِنْ سِتَّةِ بُلْدَانٍ أُمِرُوا أَنْ يَسِيرُوا مَعًا.‏ وَقَدْ كَانُوا جَمِيعًا مُنْهَكِي ٱلْقِوَى نَتِيجَةَ ٱلْجُوعِ ٱلَّذِي بَلَغَ مِنْهُمْ وَٱلْمَرَضِ ٱلَّذِي أَلَمَّ بِهِمْ.‏ فَكَيْفَ ٱسْتَطَاعُوا ٱلنَّجَاةَ مِنَ ٱلْمَسِيرَةِ؟‏ قَالَ أَحَدُهُمْ:‏ «بَقِينَا نُشَجِّعُ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ عَلَى ٱلْمُضِيِّ قُدُمًا».‏ فَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى «ٱلْقُدْرَةِ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ» ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللّٰهِ،‏ سَاعَدَتْهُمْ مَحَبَّتُهُمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ أَنْ يَجْتَازُوا هٰذِهِ ٱلْمِحْنَةَ أَحْيَاءً.‏ —‏ ٢ كو ٤:‏٧‏.‏

٣ لِمَ يَجِبُ أَنْ نُشَجِّعَ بَعْضُنَا بَعْضًا؟‏

٣ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَمْشِي ٱلْيَوْمَ فِي مَسِيرَةِ مَوْتٍ،‏ لٰكِنَّنَا نُوَاجِهُ تَحَدِّيَاتٍ كَثِيرَةً.‏ فَبَعْدَ تَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ سَنَةَ ١٩١٤،‏ طُرِدَ ٱلشَّيْطَانُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَحُصِرَ فِي مُحِيطِ ٱلْأَرْضِ «وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ،‏ عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا».‏ (‏رؤ ١٢:‏​٧-‏٩،‏ ١٢‏)‏ وَفِيمَا يَدْنُو هٰذَا ٱلْعَالَمُ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ،‏ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْمِحَنَ وَٱلضُّغُوطَ فِي مُحَاوَلَةٍ مِنْهُ لِإِضْعَافِنَا رُوحِيًّا.‏ وَيُضَافُ إِلَى ذٰلِكَ هُمُومُ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي تُثْقِلُ كَاهِلَنَا كُلَّ يَوْمٍ.‏ (‏اي ١٤:‏١؛‏ جا ٢:‏٢٣‏)‏ فَأَحْيَانًا،‏ يُؤَدِّي تَرَاكُمُ ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلَّتِي نُعَانِيهَا إِلَى ٱلْإِعْيَاءِ،‏ لِدَرَجَةِ أَنَّنَا قَدْ لَا نَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلتَّثَبُّطِ مَهْمَا كَانَتْ مَعْنَوِيَّاتُنَا عَالِيَةً أَوْ كُنَّا أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا.‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ أَخٍ سَاعَدَ رُوحِيًّا عَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ أَعْدَادًا لَا بَأْسَ بِهَا مِنَ ٱلنَّاسِ.‏ إِلَّا أَنَّهُ حِينَ أَصْبَحَ مُسِنًّا،‏ أَثْقَلَهُ ٱلْمَرَضُ هُوَ وَزَوْجَتَهُ،‏ فَبَدَأَ يَشْعُرُ بِٱلتَّثَبُّطِ ٱلشَّدِيدِ.‏ مِثْلَ هٰذَا ٱلْأَخِ،‏ نَحْنُ جَمِيعُنَا بِحَاجَةٍ إِلَى «ٱلْقُدْرَةِ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ» مِنْ يَهْوَهَ،‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ.‏

٤ أَيَّةُ مَشُورَةٍ لِلرَّسُولِ بُولُسَ عَلَيْنَا أَنْ نَحْمِلَهَا مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

٤ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَكُونَ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ لِلْآخَرِينَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَحْمِلَ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ ٱلْحَضَّ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏ «لِنُرَاعِ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ،‏ غَيْرَ تَارِكِينَ ٱجْتِمَاعَنَا،‏ كَمَا هُوَ مِنْ عَادَةِ ٱلْبَعْضِ،‏ بَلْ مُشَجِّعِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا،‏ وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ ٱلْيَوْمَ يَقْتَرِبُ».‏ (‏عب ١٠:‏​٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فَكَيْفَ نُطَبِّقُ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْبَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟‏

‏«لِنُرَاعِ بَعْضُنَا بَعْضًا»‏

٥ مَا مَعْنَى أَنْ ‹نُرَاعِيَ بَعْضُنَا بَعْضًا›،‏ وَأَيُّ جُهْدٍ يَتَطَلَّبُهُ هٰذَا ٱلْأَمْرُ؟‏

٥ إِنَّ ٱلتَّعْبِيرَ ٱلْيُونَانِيَّ ٱلْمَنْقُولَ إِلَى ‹مُرَاعَاةِ بَعْضِنَا بَعْضًا› يَعْنِي أَنْ نُفَكِّرَ فِي ٱلْآخَرِينَ وَنَأْخُذَ حَاجَاتِهِمْ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ.‏ فَهَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْخُذَ حَاجَاتِ ٱلْآخَرِينَ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ إِذَا كَانَتْ مُحَادَثَاتُنَا مَعَهُمْ تَقْتَصِرُ فَقَطْ عَلَى سَلَامٍ سَرِيعٍ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوْ نِقَاشٍ حَوْلَ مَسَائِلَ ثَانَوِيَّةٍ؟‏!‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ ‹فُضُولِيِّينَ› بَلْ أَنْ ‹نَهْتَمَّ بِشُؤُونِنَا ٱلْخَاصَّةِ›.‏ (‏١ تس ٤:‏١١؛‏ ١ تي ٥:‏١٣‏)‏ وَلٰكِنْ،‏ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُشَجِّعَ إِخْوَتَنَا،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَعَرَّفَ بِهِمْ جَيِّدًا —‏ وَضْعِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ صِفَاتِهِمْ،‏ رُوحِيَّاتِهِمْ،‏ نِقَاطِ قُوَّتِهِمْ،‏ وَنِقَاطِ ضَعْفِهِمْ.‏ فَهُمْ بِحَاجَةٍ أَنْ يَعْتَبِرُونَا أَصْدِقَاءَهُمْ وَيَتَأَكَّدُوا مِنْ مَحَبَّتِنَا لَهُمْ.‏ وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ قَضَاءَ ٱلْوَقْتِ مَعَهُمْ لَيْسَ فَقَطْ عِنْدَمَا يُوَاجِهُونَ ٱلْمَشَاكِلَ وَيَتَثَبَّطُونَ،‏ بَلْ فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا.‏ —‏ رو ١٢:‏١٣‏.‏

٦ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلشَّيْخَ أَنْ ‹يُرَاعِيَ› ٱلَّذِينَ فِي عُهْدَتِهِ؟‏

٦ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلشُّيُوخَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ ‹يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ›،‏ فَاعِلِينَ ذٰلِكَ طَوْعًا وَبِٱنْدِفَاعٍ.‏ (‏١ بط ٥:‏​١-‏٣‏)‏ فَكَيْفَ عَسَاهُمْ يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ بِفَعَّالِيَّةٍ مَا لَمْ يَعْرِفُوا ٱلْخِرَافَ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ؟‏!‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٢٧:‏٢٣‏.‏‏)‏ إِذَا كَانَ ٱلشُّيُوخُ مُسْتَعِدِّينَ لِتَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لِرُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَيَسْتَمْتِعُونَ بِرِفْقَتِهِمْ،‏ فَهُنَاكَ ٱحْتِمَالٌ أَكْبَرُ أَنْ يَسْأَلَ ٱلْخِرَافُ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْهُمْ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ.‏ كَمَا أَنَّ أُولٰئِكَ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ سَيَمِيلُونَ أَكْثَرَ إِلَى ٱلْإِفْصَاحِ عَنْ مَشَاعِرِهِمْ وَهُمُومِهِمْ،‏ مِمَّا يَفْسَحُ ٱلْمَجَالَ لِلشُّيُوخِ أَنْ ‹يُرَاعُوا› ٱلَّذِينَ فِي عُهْدَتِهِمْ وَيَمُدُّوا لَهُمْ يَدَ ٱلْعَوْنِ.‏

٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ نَظْرَتُنَا إِلَى ‹ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُتَهَوِّرَةِ› ٱلَّتِي يَتَفَوَّهُ بِهَا ٱلشَّخْصُ ٱلْمُثَبَّطُ؟‏

٧ قَالَ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى جَمَاعَةِ تَسَالُونِيكِي:‏ «اِدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ».‏ ‏(‏اقرأ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏.‏‏)‏ وَ «ٱلنُّفُوسُ ٱلْمُكْتَئِبَةُ» تَكُونُ ضَعِيفَةً نَوْعًا مَا،‏ وَكَذٰلِكَ مَنْ هُمْ مُثَبَّطُونَ.‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ٢٤:‏١٠‏:‏ «إِنْ تَثَبَّطْتَ فِي يَوْمِ ٱلشِّدَّةِ،‏ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ».‏ وَكَلِمَاتُ ٱلشَّخْصِ ٱلْمُثَبَّطِ قَدْ تُصْبِحُ ‹مُتَهَوِّرَةً›.‏ (‏اي ٦:‏​٢،‏ ٣‏)‏ لِذَا،‏ عِنْدَ ‹مُرَاعَاةِ› أَشْخَاصٍ كَهٰؤُلَاءِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّ مَا يَقُولُونَهُ قَدْ لَا يَكُونُ ٱنْعِكَاسًا حَقِيقِيًّا لِمَا هُمْ عَلَيْهِ فِي ٱلدَّاخِلِ.‏ وَقَدْ تَعَلَّمَتْ رَاشِيل ذٰلِكَ مِنِ ٱخْتِبَارِهَا ٱلْخَاصِّ عِنْدَمَا أَصَابَ أُمَّهَا ٱكْتِئَابٌ حَادٌّ.‏ تَقُولُ:‏ «مَرَّاتٍ كَثِيرَةً كَانَتْ أُمِّي تَقُولُ شَيْئًا بَغِيضًا جِدًّا.‏ وَفِي مُعْظَمِ هٰذِهِ ٱلْمَرَّاتِ كُنْتُ أُحَاوِلُ أَنْ أُذَكِّرَ نَفْسِي بِنَوْعِ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي أُمِّي عَلَيْهِ حَقًّا —‏ مُحِبَّةٌ،‏ لَطِيفَةٌ،‏ وَسَخِيَّةٌ.‏ وَتَعَلَّمْتُ أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُكْتَئِبِينَ يَقُولُونَ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً لَا يَعْنُونَهَا.‏ وَٱلشَّيْءُ ٱلْأَسْوَأُ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَفْعَلَهُ ٱلْمَرْءُ هُوَ أَنْ يَرُدَّ بِكَلِمَاتٍ أَوْ أَعْمَالٍ شِرِّيرَةٍ».‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٩:‏١١‏:‏ «بَصِيرَةُ ٱلْإِنْسَانِ تُبْطِئُ غَضَبَهُ،‏ وَجَمَالُهُ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنِ ٱلْمَعْصِيَةِ».‏

٨ لِمَنْ يَجِبُ أَنْ ‹نُؤَكِّدَ› مَحَبَّتَنَا بِشَكْلٍ خَاصٍّ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٨ وَكَيْفَ ‹نُرَاعِي› شَخْصًا مُكْتَئِبًا مَا زَالَ يَشْعُرُ بِٱلْخِزْيِ نَتِيجَةَ خَطَإٍ ٱرْتَكَبَهُ فِي ٱلْمَاضِي مَعَ أَنَّهُ صَحَّحَ مَسْلَكَهُ؟‏ كَتَبَ بُولُسُ فِي مَا يَخْتَصُّ بِخَاطِئٍ تَائِبٍ فِي كُورِنْثُوسَ:‏ «يَنْبَغِي لَكُمْ .‏ .‏ .‏ أَنْ تَصْفَحُوا عَنْهُ وَتُعَزُّوهُ،‏ لِئَلَّا يُبْتَلَعَ مِثْلُ هٰذَا مِنْ فَرْطِ حُزْنِهِ.‏ لِذٰلِكَ أَحُثُّكُمْ أَنْ تُؤَكِّدُوا لَهُ مَحَبَّتَكُمْ».‏ (‏٢ كو ٢:‏​٧،‏ ٨‏)‏ وَٱلتَّعْبِيرُ ٱلْيُونَانِيُّ ٱلْمُتَرْجَمُ إِلَى ‹أَكَّدَ› يَعْنِي وَثَّقَ ٱلْأَمْرَ،‏ أَثْبَتَهُ،‏ وَجَعَلَهُ مُلْزِمًا قَانُونِيًّا.‏ لِذَا،‏ لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَفْتَرِضَ أَنَّ ٱلشَّخْصَ يَشْعُرُ بِمَحَبَّتِنَا لَهُ وَٱهْتِمَامِنَا بِهِ.‏ فَهُوَ بِحَاجَةٍ أَنْ يَلْمُسَ ذٰلِكَ مِنْ خِلَالِ مَوْقِفِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا.‏

‏‹لِنُحَرِّضْ بَعْضُنَا بَعْضًا عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ›‏

٩ مَاذَا يَعْنِي أَنْ ‹نُحَرِّضَ بَعْضُنَا بَعْضًا عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ›؟‏

٩ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «لِنُرَاعِ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ».‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَحُثَّ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلِٱنْهِمَاكِ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ.‏ فَتَمَامًا كَمَا نُحَرِّكُ ٱلْجَمْرَ وَنَنْفُخُ فِي ٱلنَّارِ عِنْدَمَا تُوشِكُ أَنْ تَنْطَفِئَ،‏ كَذٰلِكَ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نَحُثَّ إِخْوَتَنَا عَلَى إِظْهَارِ مَحَبَّتِهِمْ لِلّٰهِ وَلِلْقَرِيبِ.‏ (‏٢ تي ١:‏٦‏)‏ وَٱلْمَدْحُ ٱلْمُلَائِمُ ضَرُورِيٌّ لِتَحْرِيضِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ.‏

اِشْتَرِكْ مَعَ ٱلْآخَرِينَ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ مَنْ مِنَّا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمَدْحِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْمَدْحُ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي ‹ٱنْسَبَقَ وَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا›،‏ وَأَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُوضِحُ ذٰلِكَ؟‏

١٠ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَيَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمَدْحِ،‏ سَوَاءٌ كَانَ مُثَبَّطًا أَمْ لَا.‏ كَتَبَ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ:‏ «لَمْ يَقُلْ وَالِدِي قَطُّ إِنَّنِي أَحْسَنْتُ صُنْعَ أَمْرٍ مَا.‏ لِذٰلِكَ كَبُرْتُ وَٱحْتِرَامُ ٱلذَّاتِ يَنْقُصُنِي.‏ .‏ .‏ .‏ وَرَغْمَ أَنَّ عُمْرِي ٱلْآنَ ٥٠ سَنَةً،‏ لَا أَزَالُ أُقَدِّرُ طَمْأَنَةَ أَصْدِقَائِي لِي بِقَوْلِهِمْ إِنَّنِي كَشَيْخٍ أَقُومُ بِعَمَلِي جَيِّدًا .‏ .‏ .‏ لَقَدْ عَلَّمَنِي ٱخْتِبَارِي ٱلشَّخْصِيُّ مَدَى أَهَمِّيَّةِ مَنْحِ ٱلتَّشْجِيعِ لِلْآخَرِينَ،‏ وَأَنَا أَبْذُلُ ٱلْجُهْدَ لِمَنْحِهِ».‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلْمَدْحَ يُشَجِّعُ ٱلْجَمِيعَ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْفَاتِحُونَ،‏ ٱلْكِبَارُ فِي ٱلسِّنِّ،‏ وَٱلْمُثَبَّطُونَ.‏ —‏ رو ١٢:‏١٠‏.‏

١١ عِنْدَمَا ‹يُحَاوِلُ ذَوُو ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ إِصْلَاحَ إِنْسَانٍ ٱنْسَبَقَ وَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا›،‏ قَدْ يَحْفِزُهُ ٱلْمَدْحُ ٱلْمُلَائِمُ وَٱلْمَشُورَةُ ٱلْحُبِّيَّةُ أَنْ يَعُودَ إِلَى ٱلْمَسْلَكِ ٱلْحَسَنِ.‏ (‏غل ٦:‏١‏)‏ وَمَا حَصَلَ مَعَ مِيرْيَام يُؤَكِّدُ صِحَّةَ ذٰلِكَ.‏ كَتَبَتْ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ:‏ «مَرَرْتُ بِفَتْرَةٍ عَصِيبَةٍ عِنْدَمَا تَرَكَ بَعْضُ أَصْدِقَائِي ٱلْأَحِمَّاءِ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ فِي وَقْتٍ تَزَامَنَ مَعَ مُعَانَاةِ أَبِي نَزِيفًا فِي ٱلدِّمَاغِ.‏ فَبَدَأْتُ أُوَاعِدُ صَدِيقًا مِنَ ٱلْعَالَمِ بُغْيَةَ ٱلتَّغَلُّبِ عَلَى كَآ‌بَتِي».‏ وَقَدْ جَعَلَهَا هٰذَا ٱلْأَمْرُ تَشْعُرُ أَنَّهَا لَا تَسْتَحِقُّ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ،‏ وَفَكَّرَتْ فِي تَرْكِ ٱلْحَقِّ.‏ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا ذَكَّرَهَا شَيْخٌ بِسَنَوَاتِ خِدْمَتِهَا ٱلْأَمِينَةِ فِي ٱلْمَاضِي،‏ تَحَرَّكَتْ مَشَاعِرُهَا.‏ وَسَمَحَتْ لِلشُّيُوخِ أَنْ يُسَاعِدُوهَا وَيُؤَكِّدُوا لَهَا أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّهَا.‏ فَٱضْطَرَمَتْ مَحَبَّتُهَا مِنْ جَدِيدٍ،‏ قَطَعَتْ عَلَاقَتَهَا مَعَ صَدِيقِهَا غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِ،‏ وَتَابَعَتْ خِدْمَتَهَا لِيَهْوَهَ.‏

حَرِّضْ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ

١٢ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنْ إِخْجَالِ ٱلْفَرْدِ،‏ ٱنْتِقَادِهِ،‏ أَوْ جَعْلِهِ يَشْعُرُ بِٱلذَّنْبِ لِدَفْعِهِ إِلَى ٱلْعَمَلِ؟‏

١٢ صَحِيحٌ أَنَّ إِخْجَالَ ٱلْفَرْدِ عَبْرَ مُقَارَنَتِهِ بِٱلْآخَرِينَ مُقَارَنَاتٍ غَيْرَ عَادِلَةٍ،‏ ٱنْتِقَادَهُ بِوَضْعِ مَقَايِيسَ صَارِمَةٍ،‏ أَوْ جَعْلَهُ يَشْعُرُ بِٱلذَّنْبِ لِأَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ بِمَا فِيهِ ٱلْكِفَايَةُ هِيَ أُمُورٌ قَدْ تَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ،‏ لٰكِنَّ حَمَاسَتَهُ هٰذِهِ سُرْعَانَ مَا تَخْبُو.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ إِنَّ مَدْحَ رَفِيقٍ مُؤْمِنٍ عَلَى مَحَبَّتِهِ لِلّٰهِ لَهُ أَثَرٌ دَائِمٌ وَإِيجَابِيٌّ.‏ —‏ اقرأ فيلبي ٢:‏​١-‏٤‏.‏

‏‹لِنُشَجِّعْ بَعْضُنَا بَعْضًا›‏

١٣ مَاذَا يَشْمُلُ تَشْجِيعُ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

١٣ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ‹تَشْجِيعِ بَعْضِنَا بَعْضًا وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا نَرَى ٱلْيَوْمَ يَقْتَرِبُ›.‏ وَيَشْمُلُ تَشْجِيعُ ٱلْآخَرِينَ تَحْفِيزَهُمْ عَلَى مُوَاصَلَةِ ٱلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي خِدْمَتِهِمْ لِلّٰهِ.‏ إِنَّ ٱلتَّحْرِيضَ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ هُوَ بِمَثَابَةِ إِحْيَاءِ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي تُوشِكُ أَنْ تَنْطَفِئَ،‏ أَمَّا ٱلتَّشْجِيعُ فَيُمْكِنُ تَشْبِيهُهُ بِوَضْعِ ٱلْوَقُودِ عَلَى ٱلنَّارِ لِإِبْقَائِهَا مُشْتَعِلَةً أَوْ لِجَعْلِهَا تَتَأَجَّجُ.‏ وَيَتَطَلَّبُ ٱلتَّشْجِيعُ أَنْ نُقَوِّيَ وَنُعَزِّيَ ٱلْمُكْتَئِبِينَ.‏ وَعِنْدَمَا تَسْنَحُ لَنَا ٱلْفُرْصَةُ أَنْ نُشَجِّعَ شَخْصًا مُكْتَئِبًا،‏ لِنَتَكَلَّمْ بِأُسْلُوبٍ دَافِئٍ وَلَطِيفٍ.‏ (‏ام ١٢:‏١٨‏)‏ وَلْنَكُنْ ‹سَرِيعِينَ فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ› وَ ‹بَطِيئِينَ فِي ٱلتَّكَلُّمِ›.‏ (‏يع ١:‏١٩‏)‏ وَإِذَا أَصْغَيْنَا وَتَقَمَّصْنَا مَشَاعِرَهُ،‏ فَرُبَّمَا نَتَمَكَّنُ مِنْ تَحْدِيدِ حَالَاتٍ تُثَبِّطُهُ وَقَوْلِ مَا يُسَاعِدُهُ كَيْ يَتَعَامَلَ مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلَّتِي يَمُرُّ بِهَا.‏

تَمَتَّعْ بِٱلْمُعَاشَرَةِ ٱلْبَنَّاءَةِ

١٤ كَيْفَ سَاعَدَ شَيْخٌ أَخًا مُثَبَّطًا؟‏

١٤ لَاحِظْ كَيْفَ تَمَكَّنَ شَيْخٌ مُتَعَاطِفٌ أَنْ يُسَاعِدَ أَخًا كَانَ خَامِلًا لِبِضْعِ سَنَوَاتٍ.‏ فَفِيمَا كَانَ يَسْتَمِعُ إِلَيْهِ،‏ بَدَا وَاضِحًا أَنَّ ٱلْأَخَ مَا زَالَ يُكِنُّ مَحَبَّةً عَمِيقَةً لِيَهْوَهَ.‏ فَقَدْ دَرَسَ بِٱجْتِهَادٍ كُلَّ أَعْدَادِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَكَانَ يَبْذُلُ جُهْدًا لِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ.‏ إِلَّا أَنَّ تَصَرُّفَاتِ ٱلْبَعْضِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ كَانَتْ قَدْ خَيَّبَتْ أَمَلَهُ وَجَعَلَتْهُ يَشْعُرُ بِٱلْمَرَارَةِ بَعْضَ ٱلشَّيْءِ.‏ فَأَصْغَى إِلَيْهِ ٱلشَّيْخُ وَتَقَمَّصَ عَوَاطِفَهُ دُونَ أَنْ يُصْدِرَ ٱلْأَحْكَامَ عَلَيْهِ،‏ وَأَخْبَرَهُ عَنْ مَحَبَّةِ ٱلْإِخْوَةِ لَهُ وَلِعَائِلَتِهِ.‏ فَبَدَأَ ٱلْأَخُ يُدْرِكُ تَدْرِيجِيًّا أَنَّهُ كَانَ يَسْمَحُ لِٱخْتِبَارَاتٍ سَيِّئَةٍ حَدَثَتْ فِي ٱلْمَاضِي أَنْ تَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خِدْمَةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي أَحَبَّهُ.‏ فَدَعَاهُ ٱلشَّيْخُ لِيَنْضَمَّ إِلَيْهِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ وَبِمَعُونَتِهِ،‏ ٱسْتَأْنَفَ ٱلْأَخُ خِدْمَتَهُ وَبَاتَ مُؤَهَّلًا مَعَ ٱلْوَقْتِ لِيَخْدُمَ شَيْخًا مِنْ جَدِيدٍ.‏

أَصْغِ بِصَبْرٍ إِلَى مَنْ هُوَ بِحَاجَةٍ إِلَى تَشْجِيعٍ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٤،‏ ١٥.‏)‏

١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ يَهْوَهَ فِي مَجَالِ تَشْجِيعِ ٱلْمُكْتَئِبِينَ؟‏

١٥ قَدْ لَا يَشْعُرُ ٱلْمُثَبَّطُ بِٱلتَّحَسُّنِ فَوْرًا أَوْ يَتَجَاوَبُ بِسُرْعَةٍ مَعَ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا لَهُ.‏ فَرُبَّمَا يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي دَعْمِهِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «اِدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ،‏ تَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ».‏ (‏١ تس ٥:‏١٤‏)‏ لِذٰلِكَ عِوَضَ أَنْ نُسَارِعَ إِلَى ٱلِٱسْتِسْلَامِ وَتَرْكِ ٱلضُّعَفَاءِ،‏ لِنَسْتَمِرَّ فِي دَعْمِهِمْ.‏ فِي ٱلْمَاضِي،‏ تَعَامَلَ يَهْوَهُ بِصَبْرٍ مَعَ خُدَّامِهِ ٱلَّذِينَ مَرُّوا أَحْيَانًا بِفَتَرَاتٍ مِنَ ٱلتَّثَبُّطِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَانَ حَنُونًا مَعَ إِيلِيَّا،‏ آخِذًا مَشَاعِرَهُ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ.‏ فَقَدْ زَوَّدَهُ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ كَيْ يُوَاصِلَ خِدْمَتَهُ.‏ (‏١ مل ١٩:‏​١-‏١٨‏)‏ وَغَفَرَ لِدَاوُدَ لِأَنَّهُ أَعْرَبَ عَنْ تَوْبَةٍ صَادِقَةٍ.‏ (‏مز ٥١:‏​٧،‏ ١٧‏)‏ كَمَا أَنَّهُ سَاعَدَ كَاتِبَ ٱلْمَزْمُورِ ٧٣ ٱلَّذِي كَادَ أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ خِدْمَتِهِ.‏ (‏مز ٧٣:‏​١٣،‏ ١٦،‏ ١٧‏)‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ هُوَ حَنَّانٌ وَلَطِيفٌ نَحْوَنَا،‏ لَا سِيَّمَا حِينَ نُعَانِي مِنَ ٱلْكَآ‌بَةِ وَٱلتَّثَبُّطِ.‏ (‏خر ٣٤:‏٦‏)‏ فَمَرَاحِمُهُ ‹جَدِيدَةٌ كُلَّ صَبَاحٍ› وَهِيَ «لَنْ تَنْتَهِيَ» أَبَدًا.‏ (‏مرا ٣:‏​٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَيَهْوَهُ يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَقْتَدِيَ بِمِثَالِهِ وَنُعَامِلَ ٱلْمُكْتَئِبَ بِرِقَّةٍ.‏

لِنُشَجِّعْ بَعْضُنَا بَعْضًا كَيْ نَبْقَى فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ

١٦،‏ ١٧ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تَصْمِيمُنَا فِيمَا تَدْنُو نِهَايَةُ هٰذَا ٱلنِّظَامِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٦ مِنْ بَيْنِ ٱلـ‍ ٠٠٠‏,٣٣ سَجِينٍ ٱلَّذِينَ غَادَرُوا مُعَسْكَرَ ٱعْتِقَالِ زَاكْسِنْهَاوزِن،‏ لَقِيَ ٱلْآلَافُ حَتْفَهُمْ.‏ إِلَّا أَنَّ كُلًّا مِنَ ٱلْـ‍ ٢٣٠ شَاهِدًا لِيَهْوَهَ ٱلَّذِينَ تَرَكُوا ٱلْمُعَسْكَرَ عَبَرَ ٱلْمِحْنَةَ حَيًّا.‏ فَٱلتَّشْجِيعُ وَٱلدَّعْمُ ٱللَّذَانِ قَدَّمُوهُمَا وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ لَعِبَا دَوْرًا مُهِمًّا فِي جَعْلِ مَسِيرَةِ ٱلْمَوْتِ هٰذِهِ مَسِيرَةَ بَقَاءٍ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ.‏

١٧ وَٱلْيَوْمَ،‏ نَحْنُ نَسِيرُ فِي «ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ».‏ (‏مت ٧:‏١٤‏)‏ وَقَرِيبًا،‏ سَيَدْخُلُ جَمِيعُ عُبَّادِ يَهْوَهَ بِٱتِّحَادٍ ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ ٱلْبَارَّ.‏ (‏٢ بط ٣:‏١٣‏)‏ فَلْيَكُنْ تَصْمِيمُنَا إِذًا أَنْ نُسَاعِدَ بَعْضُنَا بَعْضًا فِيمَا نَسِيرُ عَلَى ٱلدَّرْبِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏