مذكرات يهوه جديرة بالثقة
«مُذَكِّرَاتُ يَهْوَهَ أَمِينَةٌ تُصَيِّرُ قَلِيلَ ٱلْخِبْرَةِ حَكِيمًا». — مز ١٩:٧.
١ أَيَّةُ مَوَاضِيعَ يُنَاقِشُهَا شَعْبُ ٱللهِ بِٱنْتِظَامٍ، وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ مُرَاجَعَتِهَا؟
هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ قُلْتَ فِيمَا كُنْتَ تَسْتَعِدُّ لِمَقَالَةِ دَرْسٍ فِي مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: ‹أَوَلَمْ نَدْرُسْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ مِنْ ذِي قَبْلٍ›؟ وَإِذَا كُنْتَ تَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ لِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ، فَلَرُبَّمَا لَاحَظْتَ أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَوَاضِيعِ تُعَادُ مُنَاقَشَتُهَا مَرَّةً تِلْوَ ٱلْأُخْرَى. فَٱلتَّعَلُّمُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ، ٱلْفِدْيَةِ، عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ، وَصِفَاتٍ كَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْإِيمَانِ هُوَ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ نِظَامِ غِذَائِنَا ٱلرُّوحِيِّ. وَمُرَاجَعَةُ هٰذِهِ ٱلْمَوَاضِيعِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى أَصِحَّاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ وَأَنْ نَكُونَ «عَامِلِينَ بِٱلْكَلِمَةِ، لَا سَامِعِينَ فَقَطْ». — يع ١:٢٢.
٢ (أ) إِلَامَ تُشِيرُ مُذَكِّرَاتُ ٱللهِ غَالِبًا؟ (ب) كَيْفَ تَخْتَلِفُ مُذَكِّرَاتُ ٱللهِ عَنْ مُذَكِّرَاتِ ٱلْإِنْسَانِ؟
٢ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «مُذَكِّرَاتٍ» غَالِبًا مَا تُشِيرُ إِلَى ٱلشَّرَائِعِ وَٱلْوَصَايَا وَٱلْفَرَائِضِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُهَا ٱللهُ لِشَعْبِهِ. وَبِخِلَافِ قَوَانِينِ ٱلْبَشَرِ، ٱلَّتِي كَثِيرًا مَا تَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّنْقِيحِ أَوِ ٱلتَّعْدِيلِ، فَإِنَّ شَرَائِعَ يَهْوَهَ وَفَرَائِضَهُ هِيَ دَائِمًا أَمِينَةٌ، أَيْ جَدِيرَةٌ بِٱلثِّقَةِ. وَمَعَ أَنَّ بَعْضًا مِنْهَا أُعْطِيَتْ لِزَمَانٍ مُحَدَّدٍ أَوْ ظَرْفٍ مُعَيَّنٍ، فَهِيَ لَا تَغْدُو عَتِيقَةَ ٱلطِّرَازِ. قَالَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ: «بِرُّ مُذَكِّرَاتِكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ». — مز ١١٩:١٤٤.
٣، ٤ (أ) مَاذَا قَدْ تَتَضَمَّنُ مُذَكِّرَاتُ يَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ سَيَسْتَفِيدُونَ إِذَا أَصْغَوْا إِلَيْهَا؟
٣ لَعَلَّكَ لَاحَظْتَ أَنَّ مُذَكِّرَاتِ يَهْوَهَ تَتَضَمَّنُ أَحْيَانًا رَسَائِلَ تَحْذِيرِيَّةً. فَدَائِمًا مَا تَلَقَّى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ تَحْذِيرَاتٍ عَلَى لِسَانِ أَنْبِيَاءِ ٱللهِ. مَثَلًا، قُبَيْلَ دُخُولِهِمْ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ، حَذَّرَهُمْ مُوسَى قَائِلًا: «اِحْذَرُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَنْ تَنْغَوِيَ قُلُوبُكُمْ، فَتَحِيدُوا وَتَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُوا لَهَا، فَيَحْتَدِمُ غَضَبُ يَهْوَهَ عَلَيْكُمْ». (تث ١١:
٤ فَفِي مُنَاسَبَاتٍ عَدِيدَةٍ أُخْرَى، حَثَّ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَخَافُوهُ، يَسْمَعُوا لِصَوْتِهِ، وَيُقَدِّسُوا ٱسْمَهُ. (تث ٤:
كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَعَ مُذَكِّرَاتِ ٱللهِ؟
٥ لِمَاذَا حَارَبَ ٱللهُ عَنِ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا؟
٥ خِلَالَ ٱلتَّارِيخِ ٱلْمُضْطَرِبِ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ، ٱلْتَزَمَ ٱللهُ بِوَعْدِهِ لَهُمْ. مَثَلًا، عِنْدَمَا قَامَ ٱلْمَلِكُ ٱلْأَشُّورِيُّ سَنْحَارِيبُ بِغَزْوِ يَهُوذَا وَهَدَّدَ أَنْ يُطِيحَ بِٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا، تَدَخَّلَ يَهْوَهُ وَأَرْسَلَ مَلَاكًا قَتَلَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ «كُلَّ بَاسِلٍ وَجَبَّارٍ» فِي ٱلْجَيْشِ ٱلْأَشُّورِيِّ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، أُجْبِرَ سَنْحَارِيبُ عَلَى ٱلتَّقَهْقُرِ مَذْلُولًا إِلَى بِلَادِهِ. (٢ اخ ٣٢:٢١؛ ٢ مل ١٩:٣٥) فَلِمَاذَا حَارَبَ ٱللهُ عَنِ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا؟ لِأَنَّهُ «ٱلْتَصَقَ بِيَهْوَهَ وَلَمْ يَحِدْ عَنِ ٱتِّبَاعِهِ، بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ». — ٢ مل ١٨:
٦ كَيْفَ وَضَعَ ٱلْمَلِكُ يُوشِيَّا ثِقَتَهُ فِي يَهْوَهَ؟
٦ وَٱلْمَلِكُ يُوشِيَّا هُوَ مِثَالٌ آخَرُ فِي إِطَاعَةِ وَصَايَا يَهْوَهَ. فَمُنْذُ أَنْ كَانَ عُمْرُهُ ثَمَانِيَةَ أَعْوَامٍ فَقَطْ، «فَعَلَ مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ . . . وَلَمْ يَحِدْ يَمِينًا أَوْ يَسَارًا». (٢ اخ ٣٤:
٧ مَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ حِينَ تَجَاهَلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مُذَكِّرَاتِ يَهْوَهَ؟
٧ وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْأَسَفِ، لَمْ يَضَعْ شَعْبُ ٱللهِ ثِقَتَهُمْ دَائِمًا فِي مُذَكِّرَاتِ يَهْوَهَ. فَعَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ، كَانُوا تَارَةً يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلطَّاعَةِ لِلهِ وَطَوْرًا يَتَمَرَّدُونَ عَلَيْهِ. وَحِينَ ضَعُفَ إِيمَانُهُمْ، غَالِبًا مَا كَانَ ‹يَحْمِلُهُمْ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ كُلُّ رِيحِ تَعْلِيمٍ›. (اف ٤:
٨ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ مِثَالِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟
٨ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ مِثَالِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟ عَلَى غِرَارِ هٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ، يَنَالُ خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ ٱلْمَشُورَةَ وَٱلتَّأْدِيبَ. (٢ بط ١:١٢) فَكَلِمَةُ ٱللهِ ٱلْمُوحَى بِهَا هِيَ كَمُذَكِّرٍ لَنَا كُلَّمَا قَرَأْنَاهَا. وَبِمَا أَنَّنَا نَتَمَتَّعُ بِٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ، فَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَخْتَارَ إِمَّا أَنْ نُطِيعَ إِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ أَوْ أَنْ نَسْعَى وَرَاءَ مَا يَبْدُو صَائِبًا فِي أَعْيُنِنَا. (ام ١٤:١٢) فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي بَعْضِ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى وَضْعِ ثِقَتِنَا فِي مُذَكِّرَاتِ يَهْوَهَ وَلْنَرَ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ إِذَا أَصْغَيْنَا إِلَيْهَا.
اِخْضَعْ لِلهِ فَتَحْيَا إِلَى ٱلْأَبَدِ
٩ كَيْفَ أَكَّدَ يَهْوَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعَمُهُمْ وَهُمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ؟
٩ حِينَ ٱنْطَلَقَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي رِحْلَةٍ دَامَتْ لَاحِقًا ٤٠ سَنَةً فِي «ٱلْبَرِّيَّةِ . . . ٱلْمُخِيفَةِ»، لَمْ يُعْطِهِمْ يَهْوَهُ مُسْبَقًا تَفَاصِيلَ مُحَدَّدَةً تَكْشِفُ لَهُمْ كَيْفَ كَانَ سَيُرْشِدُهُمْ، يَحْمِيهِمْ، وَيَهْتَمُّ بِهِمْ. بَيْدَ أَنَّهُ بَرْهَنَ تَكْرَارًا أَنَّ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلثِّقَةَ بِهِ وَبِإِرْشَادَاتِهِ. فَبِوَاسِطَةِ عَمُودِ سَحَابٍ فِي ٱلنَّهَارِ وَعَمُودِ نَارٍ فِي ٱللَّيْلِ، ذَكَّرَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعَمُهُمْ وَهُوَ يَقُودُهُمْ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ ٱلْقَاحِلَةِ. (تث ١:١٩؛ خر ٤٠:
١٠ كَيْفَ يُرْشِدُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ ٱلْيَوْمَ؟
١٠ إِنَّ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ هُمْ عَلَى عَتَبَةِ عَالَمٍ جَدِيدٍ بَارٍّ. فَهَلْ لَدَيْنَا ٱلثِّقَةُ بِأَنَّ يَهْوَهَ يُوَفِّرُ لَنَا مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ كَيْ نَنْجُوَ مِنَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›؟ (مت ٢٤:
١١ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱللهَ يَهْتَمُّ بِخَيْرِنَا وَسَعَادَتِنَا؟
١١ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى إِبْقَائِنَا يَقِظِينَ رُوحِيًّا، تُسَاعِدُنَا ٱلتَّوْجِيهَاتُ ٱلَّتِي نَتَلَقَّاهَا أَنْ نُعَالِجَ مَسَائِلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ. وَهٰذَا يَشْمُلُ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى نَظْرَةٍ مُتَّزِنَةٍ إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَإِبْقَاءَ أَعْيُنِنَا بَسِيطَةً بِهَدَفِ ٱلتَّقْلِيلِ مِنَ ٱلْهُمُومِ. كَمَا أَنَّنَا نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلْإِرْشَادِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱللِّبَاسِ وَٱلْهِنْدَامِ، ٱخْتِيَارِ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلسَّلِيمَةِ، وَتَقْرِيرِ مُسْتَوَى ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْمُنَاسِبِ تَحْصِيلُهُ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ ٱلتَّدَابِيرَ ٱلْوِقَائِيَّةَ ٱلَّتِي تَخْتَصُّ بِمَنَازِلِنَا، سَيَّارَاتِنَا، قَاعَاتِنَا، وَٱلْحَالَاتِ ٱلطَّارِئَةِ ٱلْمُحْتَمَلَةِ. إِنَّ هٰذِهِ جَمِيعَهَا تُظْهِرُ أَنَّ ٱللهَ يَهْتَمُّ بِخَيْرِنَا وَسَعَادَتِنَا.
اَلْمُذَكِّرَاتُ سَاعَدَتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلَ أَنْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ
١٢ (أ) أَيُّ مَوْضُوعٍ تَكَلَّمَ عَنْهُ يَسُوعُ مَعَ تَلَامِيذِهِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا؟ (ب) أَيُّ تَصَرُّفٍ يَنِمُّ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ تَرَكَ ٱنْطِبَاعًا عَمِيقًا فِي بُطْرُسَ، وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُؤَثِّرَ فِينَا؟
١٢ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، تَلَقَّى شَعْبُ ٱللهِ ٱلْمُذَكِّرَاتِ بِٱسْتِمْرَارٍ. فَقَدْ تَكَلَّمَ يَسُوعُ مَعَ تَلَامِيذِهِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا عَنِ ٱلْحَاجَةِ إِلَى تَنْمِيَةِ ٱلتَّوَاضُعِ. غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكْتَفِ بِذِكْرِ مَعْنَى أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ مُتَوَاضِعًا، بَلْ أَظْهَرَ لَهُمْ كَيْفِيَّةَ ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ. فَفِي آخِرِ يَوْمٍ قَضَاهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَإِنْسَانٍ، جَمَعَ رُسُلَهُ لِلِٱحْتِفَالِ بِعِيدِ ٱلْفِصْحِ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَتَنَاوَلُونَ ٱلطَّعَامَ، قَامَ عَنِ ٱلْعَشَاءِ وَغَسَلَ أَقْدَامَهُمْ، وَهُوَ عَمَلٌ كَانَ يُنْجِزُهُ عَادَةً أَحَدُ ٱلْخَدَمِ. (يو ١٣:
١٣ أَيَّةُ صِفَةٍ ضَرُورِيَّةٍ ذَكَّرَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ بِٱلْحَاجَةِ إِلَى تَنْمِيَتِهَا؟
١٣ وَٱلْحَاجَةُ إِلَى ٱمْتِلَاكِ إِيمَانٍ قَوِيٍّ هِيَ مَوْضُوعٌ آخَرُ غَالِبًا مَا نَاقَشَهُ يَسُوعُ مَعَ تَلَامِيذِهِ. فَبَعْدَمَا فَشِلُوا فِي شِفَاءِ صَبِيٍّ بِهِ شَيْطَانٌ، سَأَلُوا يَسُوعَ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا لَمْ نَسْتَطِعْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟». فَأَجَابَهُمْ: «لِقِلَّةِ إِيمَانِكُمْ. فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ قَدْرُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: ‹اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ›، فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ». (مت ١٧:
١٤ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ ٱلْيَوْمَ أَنْ نُنَمِّيَ مَحَبَّةً شَبِيهَةً بِتِلْكَ ٱلَّتِي لِلْمَسِيحِ؟
١٤ تَزْخَرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ بِٱلْمُذَكِّرَاتِ ٱلَّتِي تَحُثُّنَا عَلَى مَحَبَّةِ بَعْضِنَا بَعْضًا. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلْعُظْمَى ٱلثَّانِيَةَ هِيَ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». (مت ٢٢:٣٩) كَمَا أَنَّ يَعْقُوبَ، أَخَا يَسُوعَ مِنْ أُمِّهِ، دَعَا ٱلْمَحَبَّةَ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ». (يع ٢:٨) كَذٰلِكَ، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ . . . وَمَعَ ذٰلِكَ أَنَا أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً». (١ يو ٢:
١٥ مَاذَا كَانَتْ مُهِمَّةُ يَسُوعَ ٱلرَّئِيسِيَّةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١٥ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱهْتِمَامًا شَخْصِيًّا بِٱلنَّاسِ تَجَلَّى حِينَ شَفَى ٱلْمَرْضَى وَٱلْعَجَزَةَ وَأَقَامَ ٱلْمَوْتَى. لٰكِنَّ يو ١١:
١٦ إِلَى أَيِّ مَدًى وَصَلَ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ ٱلْيَوْمَ؟
١٦ إِنَّ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ ٱلَّذِي شَرَعَ فِيهِ يَسُوعُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ يَجْرِي ٱلْيَوْمَ عَلَى نِطَاقٍ أَوْسَعَ وَأَشْمَلَ. فَقَدْ أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ قَائِلًا: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٨:١٩) وَهٰذَا مَا فَعَلُوهُ حَقًّا وَمَا نَقُومُ بِهِ نَحْنُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ. فَثَمَّةَ أَكْثَرُ مِنْ سَبْعَةِ مَلَايِينِ شَاهِدٍ لِيَهْوَهَ يُعْلِنُونَ بِغَيْرَةٍ وَنَشَاطٍ مَلَكُوتَ ٱللهِ فِي أَكْثَرَ مِنْ ٢٣٠ بَلَدًا، وَهُمْ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱنْتِظَامٍ مَعَ ٱلْمَلَايِينِ. وَهٰذَا ٱلْعَمَلُ يُعْطِي دَلِيلًا أَنَّنَا نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
لِنَثِقْ بِيَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ
١٧ عَلَامَ حَثَّ بُولُسُ وَبُطْرُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلَ؟
١٧ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمُذَكِّرَاتِ سَاعَدَتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلَ أَنْ يَبْقَوْا ثَابِتِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ. فَتَخَيَّلْ كَمْ نَالَ تِيمُوثَاوُسُ مِنْ تَشْجِيعٍ عِنْدَمَا قَالَ لَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ، ٱلَّذِي كَانَ آنَذَاكَ سَجِينًا فِي رُومَا: «اِبْقَ مُتَمَسِّكًا بِنَمُوذَجِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّحِيحِ ٱلَّذِي سَمِعْتَهُ مِنِّي». (٢ تي ١:١٣) كَمَا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ، بَعْدَ أَنْ شَجَّعَ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُنَمُّوا صِفَاتٍ كَٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلْمَوَدَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ، قَالَ لَهُمْ: «أَنْوِي دَائِمًا أَنْ أُذَكِّرَكُمْ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ، مَعَ أَنَّكُمْ عَارِفُونَ بِهَا وَمُثَبَّتُونَ فِي ٱلْحَقِّ». — ٢ بط ١:
١٨ كَيْفَ نَظَرَ مَسِيحِيُّو ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ إِلَى ٱلْمُذَكِّرَاتِ؟
١٨ نَعَمْ، لَقَدْ نَقَلَتِ ٱلرَّسَائِلُ ٱلَّتِي خَطَّهَا بُولُسُ وَبُطْرُسُ «ٱلْأَقْوَالَ ٱلَّتِي قَالَهَا سَابِقًا ٱلْأَنْبِيَاءُ ٱلْقُدُّوسُونَ». (٢ بط ٣:٢) فَهَلِ ٱسْتَاءَ إِخْوَتُنَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مِنْ نَيْلِهِمِ ٱلْإِرْشَادَ؟ طَبْعًا لَا. فَقَدْ كَانَ هٰذَا ٱلْإِرْشَادُ تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّةِ ٱللهِ لَهُمْ، إِذْ سَاعَدَهُمْ أَنْ يُوَاصِلُوا ‹ٱلنُّمُوَّ فِي نِعْمَةِ رَبِّهِمْ وَمُخَلِّصِهِمْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمَعْرِفَتِهِ›. — ٢ بط ٣:١٨.
١٩، ٠٢ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَثِقَ بِمُذَكِّرَاتِ يَهْوَهَ، وَمَا ٱلْفَائِدَةُ ٱلَّتِي نَحْصُلُ عَلَيْهَا مِنْ جَرَّاءِ ذٰلِكَ؟
١٩ وَٱلْيَوْمَ، لَدَيْنَا أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ لِنَضَعَ ثِقَتَنَا فِي مُذَكِّرَاتِ يَهْوَهَ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي كَلِمَتِهِ ٱلْكَامِلَةِ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اقرأ يشوع ٢٣:١٤.) فَفِي طَيَّاتِ هٰذَا ٱلْكِتَابِ، نَجِدُ تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ عَلَى مَرِّ آلَافِ ٱلسِّنِينَ. وَقَدْ كُتِبَتْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتُ ٱلتَّارِيخِيَّةُ لِأَجْلِ مَنْفَعَتِنَا. (رو ١٥:٤؛ ١ كو ١٠:١١) كَمَا أَنَّنَا نَرَى إِتْمَامَ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ تَشْبِيهُهَا بِمُذَكِّرَاتٍ أُخْبِرَ بِهَا مُسْبَقًا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَقَدْ تَقَاطَرَ ٱلْمَلَايِينُ إِلَى عِبَادَةِ يَهْوَهَ ٱلنَّقِيَّةِ، كَمَا أُنْبِئَ أَنَّهُ سَيَحْدُثُ «فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ». (اش ٢:
٢٠ حَقًّا، لَقَدْ زَوَّدَنَا خَالِقُنَا بِسِجِلٍّ يَبْنِي ثِقَتَنَا بِهِ. فَهَلْ نَثِقُ بِٱلْمُذَكِّرَاتِ ٱلْوَارِدَةِ فِيهِ وَنَعْمَلُ بِمُوجِبِهَا؟ هٰذَا مَا فَعَلَتْهُ رُوزِلِينُ ٱلَّتِي تَقُولُ: «حِينَ بَدَأْتُ بِوَضْعِ كَامِلِ ثِقَتِي فِي يَهْوَهَ، صِرْتُ أَرَى بِأَكْثَرِ وُضُوحٍ يَدَهُ تَدْعَمُنِي وَتُقَوِّينِي بِكُلِّ مَحَبَّةٍ». فَلْنَسْتَفِدْ نَحْنُ أَيْضًا مِنْ حِفْظِ مُذَكِّرَاتِ يَهْوَهَ.