الفتح يقوي علاقتنا بالله
«اَلتَّرَنُّمُ لِإِلٰهِنَا صَالِحٌ». — مز ١٤٧:١.
١، ٢ (أ) مَاذَا يَنْتِجُ عَنِ ٱلتَّفْكِيرِ فِي شَخْصٍ عَزِيزٍ عَلَى قَلْبِنَا وَٱلتَّكَلُّمِ عَنْهُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا؟
كُلَّمَا فَكَّرْنَا فِي شَخْصٍ عَزِيزٍ عَلَى قَلْبِنَا وَتَكَلَّمْنَا عَنْهُ، قَوِيَتْ أَوَاصِرُ عَلَاقَتِنَا بِهِ. وَيَنْطَبِقُ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ عَلَى عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَهَ ٱللهِ. فَدَاوُدُ مَثَلًا قَضَى لَيَالِيَ عَدِيدَةً حِينَ كَانَ رَاعِيًا يُحَدِّقُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ ٱلْمُرَصَّعَةِ بِٱلنُّجُومِ وَيَتَأَمَّلُ فِي عَظَمَةِ خَالِقِهَا، مِمَّا دَفَعَهُ أَنْ يَكْتُبَ: «حِينَ أَرَى سَمٰوَاتِكَ، عَمَلَ أَصَابِعِكَ، ٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ ٱلَّتِي هَيَّأْتَهَا، مَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْفَانِي حَتَّى تَذْكُرَهُ، وَٱبْنُ آدَمَ حَتَّى تَعْتَنِيَ بِهِ؟». (مز ٨:
٢ عِنْدَمَا نَشْتَرِكُ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ، نُفَكِّرُ فِي يَهْوَهَ وَنَتَكَلَّمُ عَنْهُ. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُقَوِّي صَدَاقَتَنَا مَعَهُ. فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ يَنْخَرِطُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ يَجِدُونَ أَنَّهُمْ كُلَّمَا ٱشْتَرَكُوا فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، عَمُقَتْ مَحَبَّتُهُمْ لِلهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. وَلٰكِنْ، سَوَاءٌ كُنْتَ حَالِيًّا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ أَوْ أَنَّكَ تَعْمَلُ لِبُلُوغِ هٰذَا ٱلْهَدَفِ، تَأَمَّلْ فِي ٱلسُّؤَالِ ٱلتَّالِي: كَيْفَ تُقَوِّي ٱلْخِدْمَةُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ؟ وَإِذَا كُنْتَ فَاتِحًا، فَٱطْرَحْ عَلَى نَفْسِكَ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ: ‹مَاذَا يُسَاعِدُنِي كَيْ أَسْتَمِرَّ فِي عَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُمَيَّزِ هٰذَا؟›. أَمَّا إِذَا لَمْ تَكُنْ بَعْدُ فَاتِحًا، فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹مَاذَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَفْعَلَ كَيْ أَبْدَأَ بِخِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ؟›. فَلْنُنَاقِشْ أَوَّلًا طَرَائِقَ تُقَوِّي بِهَا ٱلْخِدْمَةُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ عَلَاقَتَنَا بِٱللهِ.
اَلْخِدْمَةُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ وَعَلَاقَتُنَا بِٱللهِ
٣ أَيُّ أَثَرٍ تَتْرُكُهُ فِينَا مُنَاقَشَةُ بَرَكَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ؟
٣ مُنَاقَشَةُ بَرَكَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ تُقَرِّبُنَا أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ. أَيَّةُ آيَاتٍ تُحِبُّ أَنْ تَفْتَحَهَا عِنْدَ ذَهَابِكَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟ هَلْ تُفَضِّلُ قِرَاءَةَ ٱلْمَزْمُور ٣٧:
٤ لِمَ يَعْمُقُ تَقْدِيرُنَا لِصَلَاحِ ٱللهِ حِينَ نَرَى حَالَةَ ٱلنَّاسِ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلْمُزْرِيَةَ؟
٤ رُؤْيَةُ حَالَةِ ٱلنَّاسِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُزْرِيَةِ تُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لِلْحَقِّ. يَفْتَقِرُ ٱلنَّاسُ فِي ٱلْعَالَمِ إِلَى إِرْشَادٍ مَوْثُوقٍ بِهِ يُسَاعِدُهُمْ عَلَى تَحْقِيقِ ٱلنَّجَاحِ وَٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلسَّعَادَةِ. وَمُعْظَمُهُمْ يَقْلَقُونَ بِشَأْنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ، يَنْقُصُهُمُ ٱلرَّجَاءُ، وَيَبْحَثُونَ عَنْ مَعْنَى ٱلْحَيَاةِ. حَتَّى إِنَّ أَغْلَبَ ٱلْمُتَدَيِّنِينَ لَدَيْهِمْ مَعْرِفَةٌ ضَئِيلَةٌ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَهُمْ بِذٰلِكَ أَشْبَهُ بِسُكَّانِ نِينَوَى. (اقرأ يونان ٤:١١.) لِذٰلِكَ، عِنْدَمَا نَزِيدُ ٱشْتِرَاكَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ، نَرَى بِأَكْثَرِ وُضُوحٍ ٱلْفَرْقَ ٱلشَّاسِعَ بَيْنَ ٱلْحَالَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ لِلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ وَبَيْنَ تِلْكَ ٱلَّتِي لِشَعْبِ يَهْوَهَ. (اش ٦٥:١٣) وَهٰكَذَا، نَتَذَكَّرُ صَلَاحَ ٱللهِ. فَهُوَ لَا يُزَوِّدُنَا بِحَاجَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ يَدْعُو ٱلْجَمِيعَ كَيْ يَنَالُوا ٱنْتِعَاشًا رُوحِيًّا وَرَجَاءً حَقِيقِيًّا. — رؤ ٢٢:١٧.
٥ كَيْفَ تَجْعَلُنَا مُسَاعَدَةُ ٱلنَّاسِ رُوحِيًّا نَشْعُرُ حِيَالَ مَشَاكِلِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ؟
٥ مُسَاعَدَةُ ٱلنَّاسِ رُوحِيًّا تُسَهِّلُ عَلَيْنَا تَجَنُّبَ ٱلرُّزُوحِ تَحْتَ وَطْأَةِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. وَهٰذَا مَا تَأَكَّدَتْ مِنْ صِحَّتِهِ فَاتِحَةٌ عَادِيَّةٌ تُدْعَى تْرِيشَا حِينَ تَطَلَّقَ وَالِدَاهَا. فَهِيَ تُعَبِّرُ قَائِلَةً: «كَانَ هٰذَا أَحَدَ أَكْثَرِ ٱلْحَوَادِثِ إِيلَامًا فِي حَيَاتِي». وَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، أَحَسَّتْ أَنَّهَا حَزِينَةٌ جِدًّا وَلَا تُرِيدُ ٱلْخُرُوجَ مِنَ ٱلْمَنْزِلِ. غَيْرَ أَنَّهَا ذَهَبَتْ لِتَعْقِدَ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَ ثَلَاثَةِ أَوْلَادٍ كَانُوا فِي حَالَةٍ يُرْثَى لَهَا. فَقَدْ تَرَكَهُمْ أَبُوهُمْ وَعَامَلَهُمْ أَخُوهُمُ ٱلْأَكْبَرُ مُعَامَلَةً قَاسِيَةً. تَقُولُ تْرِيشَا: «لَمْ تَكُنْ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ أَمُرُّ بِهَا أَوْ أَلَمٍ أَشْعُرُ بِهِ شَيْئًا مُقَارَنَةً بِمَا يَمُرُّونَ هُمْ بِهِ. وَأَثْنَاءَ ٱلدَّرْسِ، كَانَتْ عُيُونُهُمُ ٱلصَّغِيرَةُ تُشِعُّ حَمَاسًا وَبَهْجَةً. فِعْلًا، كَانَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَوْلَادُ هِبَةً مِنْ يَهْوَهَ، وَخُصُوصًا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ».
٦، ٧ (أ) كَيْفَ يَقْوَى إِيمَانُنَا حِينَ نُعَلِّمُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (ب) كَيْفَ نَشْعُرُ عِنْدَمَا نُشَاهِدُ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُحَسِّنُونَ حَيَاتَهُمْ بِتَطْبِيقِ مَبَادِئِ كَلِمَةِ ٱللهِ؟
٦ تَعْلِيمُ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُقَوِّي إِيمَانَنَا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ بَعْضِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُطَبِّقُوا مَا كَانُوا يَكْرِزُونَ بِهِ: «أَفَتُعَلِّمُ غَيْرَكَ وَلَا تُعَلِّمُ نَفْسَكَ؟». (رو ٢:٢١) وَلٰكِنْ شَتَّانَ مَا بَيْنَ أُولٰئِكَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْفَاتِحِينَ ٱلْيَوْمَ. فَغَالِبًا مَا تُتَاحُ ٱلْفُرَصُ لِلْفَاتِحِينَ أَنْ يُعَلِّمُوا ٱلْآخَرِينَ ٱلْحَقَّ وَيُدِيرُوا دُرُوسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَٱلْقِيَامُ بِذٰلِكَ بِفَعَّالِيَّةٍ يَتَطَلَّبُ أَنْ يُعَلِّمُوا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلًا مِنْ خِلَالِ ٱلِٱسْتِعْدَادِ لِكُلِّ دَرْسٍ وَإِجْرَاءِ ٱلْبَحْثِ أَحْيَانًا لِلْإِجَابَةِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمَطْرُوحَةِ. تَشْرَحُ فَاتِحَةٌ ٱسْمُهَا جَنِين: «كُلَّمَا سَنَحَتْ لِي ٱلْفُرْصَةُ لِأُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ ٱلْحَقَّ، شَعَرْتُ أَنَّهُ يَنْطَبِعُ وَيَتَرَسَّخُ فِي ذِهْنِي وَقَلْبِي أَكْثَرَ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، يَسْتَمِرُّ إِيمَانِي فِي ٱلنُّمُوِّ».
٧ مُشَاهَدَةُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَهُمْ يُحَسِّنُونَ حَيَاتَهُمْ بِتَطْبِيقِ مَبَادِئِ كَلِمَةِ ٱللهِ تُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لِحِكْمَةِ يَهْوَهَ. (اش ٤٨:
٨ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْعَمَلُ إِلَى جَانِبِ ٱلْعُشَرَاءِ ٱلْجَيِّدِينَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
ام ١٣:٢٠) إِنَّ مُعْظَمَ ٱلْفَاتِحِينَ يَصْرِفُونَ وَقْتًا طَوِيلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُبَشِّرِينَ. وَهٰذَا يُعْطِي ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْفُرَصِ ‹لِتَبَادُلِ ٱلتَّشْجِيعِ›. (رو ١:١٢؛ اقرإ الامثال ٢٧:١٧.) تَقُولُ فَاتِحَةٌ ٱسْمُهَا لِيسَا: «فِي مَكَانِ ٱلْعَمَلِ، تَتَفَشَّى عَادَةً رُوحُ ٱلْمُنَافَسَةِ وَٱلْغَيْرَةِ. كَمَا أَنَّكَ تَكُونُ عُرْضَةً يَوْمِيًّا لِلثَّرْثَرَةِ وَٱلْكَلَامِ ٱلْبَذِيءِ. وَهَمُّ ٱلنَّاسِ ٱلْوَحِيدُ هُوَ أَنْ يَكُونُوا فِي ٱلطَّلِيعَةِ مَهْمَا كَلَّفَ ٱلْأَمْرُ. وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يُسْخَرُ مِنْكَ وَيُسْتَهْزَأُ بِكَ بِسَبَبِ سُلُوكِكَ ٱلْمَسِيحِيِّ. بَيْدَ أَنَّ ٱلْقِيَامَ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بَنَّاءٌ حَقًّا. فَفِي نِهَايَةِ ٱلْيَوْمِ، أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي مُنْتَعِشَةً مَهْمَا كُنْتُ مُتْعَبَةً».
٨ اَلْعَمَلُ إِلَى جَانِبِ عُشَرَاءَ جَيِّدِينَ فِي ٱلْخِدْمَةِ يَبْنِينَا رُوحِيًّا. (٩ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْفَتْحُ مَعَ رَفِيقِ زَوَاجِنَا فِي ٱلْحَبْلِ ٱلْمَثْلُوثِ فِي ٱلزَّوَاجِ؟
٩ اَلِٱنْخِرَاطُ فِي ٱلْفَتْحِ مَعَ رَفِيقِ زَوَاجِنَا يُقَوِّي ٱلْحَبْلَ ٱلْمَثْلُوثَ فِي ٱلزَّوَاجِ. (جا ٤:١٢) تَشْرَحُ مَادِلِينُ ٱلَّتِي تَخْدُمُ فَاتِحَةً مَعَ زَوْجِهَا قَائِلَةً: «نَتَمَكَّنُ أَنَا وَزَوْجِي مِنْ قَضَاءِ ٱلْوَقْتِ وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ عَنْ يَوْمِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ أَوْ عَنْ نُقْطَةٍ مَرَّتْ مَعَنَا فِي قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُمْكِنُنَا أَنْ نُطَبِّقَهَا فِي خِدْمَتِنَا. وَفِي كُلِّ سَنَةٍ نَخْدُمُ فِيهَا فَاتِحَيْنِ مَعًا، نَقْتَرِبُ وَاحِدُنَا مِنَ ٱلْآخَرِ أَكْثَرَ». بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، تَقُولُ تْرِيشَا: «نُرَكِّزُ كِلَانَا عَلَى عَدَمِ ٱلْوُقُوعِ فِي ٱلدَّيْنِ، لِذَا لَا نَخْتَلِفُ حَوْلَ ٱلْمَالِ. لَدَيْنَا بَرْنَامَجُ ٱلْخِدْمَةِ ذَاتُهُ، مَا يُتِيحُ لَنَا عَقْدَ زِيَارَاتِنَا وَدُرُوسِنَا مَعًا. وَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ وَوَاحِدُنَا مِنَ ٱلْآخَرِ».
١٠ مَاذَا يَحْصُلُ لِثِقَتِنَا بِيَهْوَهَ حِينَ نَضَعُ مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا وَنَخْتَبِرُ دَعْمَ يَهْوَهَ؟
متى ٦:
١١ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَجْنِيهَا ٱلْفَاتِحُونَ؟
١١ نَعَمْ، غَالِبًا مَا يَجِدُ ٱلْفَاتِحُونَ أَنَّهُمْ عِنْدَمَا يَبْذُلُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَيَسْعَوْنَ لِتَنْمِيَةِ عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِهِ، ‹يُدْرِكُهُمْ› فَيْضٌ مِنَ ٱلْبَرَكَاتِ. (تث ٢٨:٢) وَلٰكِنْ، مَا مِنْ شَكٍّ أَنَّ لِلْفَتْحِ تَحَدِّيَاتِهِ. فَكُلُّ خَادِمٍ لِلهِ مُعَرَّضٌ لِلْمَشَاكِلِ ٱلنَّاجِمَةِ عَنْ خَطِيَّةِ آدَمَ. وَمَعَ أَنَّ بَعْضَ ٱلْفَاتِحِينَ ٱضْطُرُّوا إِلَى ٱلتَّوَقُّفِ عَنْ خِدْمَتِهِمْ لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ، إِلَّا أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ ٱلتَّغَلُّبُ عَلَى ٱلتَّحَدِّيَاتِ أَوْ حَتَّى تَجَنُّبُهَا. فَمَاذَا يُسَاعِدُ ٱلْفَاتِحِينَ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي ٱلْقِيَامِ بِٱمْتِيَازِ خِدْمَتِهِمْ بِفَرَحٍ؟
اَلْبَقَاءُ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْفَاتِحُ إِذَا كَانَ يُلَاقِي صُعُوبَةً فِي بُلُوغِ عَدَدِ ٱلسَّاعَاتِ؟ (ب) لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ بَرْنَامَجٌ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ، وَٱلتَّأَمُّلِ؟
١٢ إِنَّ أَغْلَبَ ٱلْفَاتِحِينَ لَدَيْهِمْ جَدْوَلٌ حِافِلٌ بِٱلنَّشَاطَاتِ، وَمِنَ ٱلصَّعْبِ إِنْجَازُ كُلِّ مَا فِيهِ. لِذَا، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَكُونَ ٱلْفَاتِحُ مُنَظَّمًا جَيِّدًا. (١ كو ١٤:
١٣ كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ٱلدَّرْسُ ٱلشَّخْصِيُّ، قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَٱلتَّأَمُّلُ يَوْمِيًّا جُزْءًا مِنْ بَرْنَامَجِ ٱلْفَاتِحِ. لِذٰلِكَ، يَحْتَاجُ ٱلْفَاتِحُ إِلَى تَأْدِيبِ ٱلذَّاتِ حَتَّى لَا تَطْغَى ٱلنَّشَاطَاتُ ٱلْأَقَلُّ أَهَمِّيَّةً عَلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يُخَصِّصُهُ لِلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً. (في ١:١٠) لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ بَعْدَ يَوْمٍ طَوِيلٍ قَضَاهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَسْتَغِلَّ ٱلْأُمْسِيَةَ كَيْ يَسْتَعِدَّ لِلِٱجْتِمَاعِ ٱلْمُقْبِلِ. لٰكِنَّهُ يَقْرَأُ فِي ٱلْبِدَايَةِ بَرِيدَهُ، ثُمَّ يَفْتَحُ جِهَازَ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ وَيَقْرَأُ ٱلرَّسَائِلَ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةَ وَيَرُدُّ عَلَيْهَا. بَعْدَ ذٰلِكَ، يَذْهَبُ إِلَى أَحَدِ ٱلْمَوَاقِعِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ لِيَرَى مَا إِذَا ٱنْخَفَضَ سِعْرُ سِلْعَةٍ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَهَا. وَدُونَ أَنْ يَشْعُرَ، تَمْضِي سَاعَتَانِ تَقْرِيبًا وَهُوَ لَمْ يَبْدَأْ بَعْدُ مَا كَانَ يَنْوِي أَنْ يَدْرُسَهُ. وَلِمَ يُشَكِّلُ هٰذَا مُشْكِلَةً؟ كَمَا أَنَّ ٱلرِّيَاضِيَّ ٱلْمُحْتَرِفَ يَجِبُ أَنْ يَأْكُلَ طَعَامًا صِحِّيًّا إِذَا أَرَادَ أَنْ يُتَابِعَ مَسِيرَتَهُ ٱلرِّيَاضِيَّةَ، يَحْتَاجُ ٱلْفَاتِحُ إِلَى رُوتِينٍ جَيِّدٍ مِنَ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ كَيْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. — ١ تي ٤:١٦.
١٤، ١٥ (أ) لِمَ يَجِبُ أَنْ يُبْقِيَ ٱلْفَاتِحُونَ حَيَاتَهُمْ بَسِيطَةً؟ (ب) مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْفَاتِحُ إِذَا وَاجَهَ ٱلصُّعُوبَاتِ؟
١٤ يَسْعَى ٱلْفَاتِحُونَ ٱلنَّاجِحُونَ كَيْ يُبْقُوا حَيَاتَهُمْ بَسِيطَةً. فَقَدْ شَجَّعَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَمْتَلِكُوا عَيْنًا بَسِيطَةً. (مت ٦:٢٢) وَهُوَ نَفْسُهُ أَبْقَى حَيَاتَهُ بَسِيطَةً كَيْ يُتَمِّمَ خِدْمَتَهُ دُونَمَا تَلْهِيَاتٍ. فَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلْقَوْلِ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ، أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ». (مت ٨:٢٠) وَٱقْتِدَاءً بِمِثَالِ يَسُوعَ، يَجْدُرُ بِٱلْفَاتِحِ أَنْ يُبْقِيَ فِي بَالِهِ أَنَّهُ كُلَّمَا زَادَ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ، كَثُرَتِ ٱلْأَشْيَاءُ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ يَصُونَهَا، يُصْلِحَهَا، أَوْ يَسْتَبْدِلَهَا.
١٥ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، يُدْرِكُ ٱلْفَاتِحُونَ أَنَّ ٱمْتِيَازَ خِدْمَتِهِمْ لَيْسَ نَتِيجَةَ ٱسْتِحْقَاقٍ مِنْ جِهَتِهِمْ. فَكُلُّ عَطِيَّةٍ أَوِ ٱمْتِيَازِ خِدْمَةٍ لَدَيْهِمْ هُوَ بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللهِ. إِذًا، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنْ يَتَوَكَّلَ عَلَى يَهْوَهَ كَيْ يَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَتِهِ كَفَاتِحٍ. (في ٤:١٣) لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّحَدِّيَاتِ وَٱلصُّعُوبَاتِ سَتَنْشَأُ. (مز ٣٤:١٩) وَلٰكِنْ عِنْدَمَا يَحْدُثُ ذٰلِكَ، يَلْزَمُ أَنْ يَلْتَفِتَ ٱلْفَاتِحُونَ إِلَى يَهْوَهَ لِنَيْلِ ٱلْإِرْشَادِ وَيُعْطُوهُ ٱلْفُرْصَةَ لِكَيْ يُسَاعِدَهُمْ، عِوَضَ أَنْ يَسْتَسْلِمُوا وَيَتَخَلَّوْا عَنِ ٱمْتِيَازِ خِدْمَتِهِمْ. (اقرإ المزمور ٣٧:٥.) وَعِنْدَمَا يَخْتَبِرُونَ دَعْمَ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيَّ، سَيَقْتَرِبُونَ إِلَيْهِ أَكْثَرَ بِصِفَتِهِ أَبَاهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْمُحِبَّ. — اش ٤١:١٠.
هَلْ تَسْتَطِيعُ ٱلِٱنْضِمَامَ إِلَى صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ؟
١٦ مَاذَا عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ فَاتِحًا؟
١٦ إِذَا كُنْتَ تَرْغَبُ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْخُدَّامُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ، فَصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ بِشَأْنِ رَغْبَتِكَ هٰذِهِ. (١ يو ٥:
١٧ لِمَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ تَتَأَمَّلَ فِي تَعْدِيلِ بَرْنَامَجِكَ أَوْ نَمَطِ حَيَاتِكَ كَيْ تَكُونَ فَاتِحًا؟
١٧ هَلْ تَسْتَطِيعُ ٱلِٱنْضِمَامَ إِلَى صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ؟ إِذَا كُنْتَ تَشْعُرُ حَتَّى هٰذِهِ ٱللَّحْظَةِ أَنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذٰلِكَ، فَٱفْعَلْ مَا فِي وِسْعِكَ كَيْ تَقْتَرِبَ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ بِٱلِٱشْتِرَاكِ كَامِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَبَعْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ، قَدْ تَجِدُ أَنَّكَ إِذَا صَنَعْتَ بَعْضَ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي بَرْنَامَجِكَ أَوْ نَمَطِ حَيَاتِكَ، فَسَتَتَمَكَّنُ مِنْ أَنْ تَكُونَ فَاتِحًا. وَإِذَا ٱنْخَرَطْتَ فِي عَمَلِ ٱلْفَتْحِ، فَٱلْبَرَكَاتُ ٱلَّتِي سَتَنَالُهَا تَفُوقُ قِيمَةً بِكَثِيرٍ أَيَّةَ تَضْحِيَاتٍ تَقُومُ بِهَا. فَسَتَنْعَمُ بِٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلَّذِي يَنْتِجُ عَنْ وَضْعِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ قَبْلَ مَصَالِحِكَ ٱلشَّخْصِيَّةِ. (مت ٦:٣٣) هٰذَا وَإِنَّكَ سَتَخْتَبِرُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلَّتِي تَأْتِي مِنَ ٱلْعَطَاءِ. أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّهُ سَتَسْنَحُ أَمَامَكَ فُرَصٌ أَكْثَرُ لِتُفَكِّرَ فِي يَهْوَهَ وَتَتَكَلَّمَ عَنْهُ، مِمَّا يُعَمِّقُ مَحَبَّتَكَ لَهُ وَيُفَرِّحُ قَلْبَهُ.