«يكون لكم هذا اليوم تذكارا»
«يَكُونُ لَكُمْ هٰذَا ٱلْيَوْمُ تَذْكَارًا، فَتَحْتَفِلُونَ بِهِ عِيدًا لِيَهْوَهَ». — خر ١٢:١٤.
١، ٢ أَيُّ ذِكْرًى يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مُهِمَّةً بِشَكْلٍ خَاصٍّ لِجَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَلِمَاذَا؟
عِنْدَمَا تُفَكِّرُ فِي ذِكْرًى مُعَيَّنَةٍ، أَيُّ ذِكْرًى تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ فَوْرًا؟ قَدْ يَقُولُ شَخْصٌ مُتَزَوِّجٌ: «ذِكْرَى زَوَاجِي». أَمَّا آخَرُونَ فَقَدْ يَلُوحُ فِي فِكْرِهِمْ تَارِيخُ حَدَثٍ هَامٍّ يُحْتَفَلُ بِهِ، مِثْلِ عِيدِ ٱسْتِقْلَالِ بِلَادِهِمْ. وَلٰكِنْ، هَلْ لَدَيْكَ فِكْرَةٌ عَنْ ذِكْرًى يُحْتَفَلُ بِهَا مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٬٥٠٠ سَنَةٍ؟
٢ إِنَّ هٰذِهِ ٱلذِّكْرَى هِيَ عِيدُ ٱلْفِصْحِ ٱلَّذِي يُحْتَفَلُ بِهِ بِمُنَاسَبَةِ تَحَرُّرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ. وَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلْحَدَثُ مُهِمًّا فِي نَظَرِكَ لِأَنَّ بَعْضَ أَوْجُهِهِ لَهَا مَغْزًى لَنَا ٱلْيَوْمَ. إِلَّا أَنَّكَ قَدْ تُفَكِّرُ: ‹اَلْيَهُودُ هُمُ ٱلَّذِينَ يَحْتَفِلُونَ بِعِيدِ ٱلْفِصْحِ، لٰكِنِّي مَسِيحِيٌّ. فَلِمَ أَهْتَمُّ بِهٰذِهِ ٱلذِّكْرَى؟›. يُمْكِنُ إِيجَادُ ٱلْجَوَابِ فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ ذَاتِ ٱلْمَدْلُولِ ٱلْعَمِيقِ: «قَدْ ذُبِحَ ٱلْمَسِيحُ فِصْحُنَا». (١ كو ٥:٧) وَلِنَفْهَمَ مَغْزَى هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ ٱلْفِصْحُ ٱلْيَهُودِيُّ وَأَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهِ عَلَى ضَوْءِ وَصِيَّةٍ أُعْطِيَتْ لِجَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.
لِمَ ٱحْتَفَلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِٱلْفِصْحِ؟
٣، ٤ مَا هِيَ ٱلْحَادِثَةُ ٱلَّتِي سَبَقَتِ ٱلْفِصْحَ ٱلْأَوَّلَ؟
٣ يَمْتَلِكُ مِئَاتُ ٱلْمَلَايِينِ مِنْ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ حَوْلَ ٱلْأَرْضِ بَعْضَ ٱلْمَعْرِفَةِ عَنِ ٱلْحَادِثَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتِ ٱلْفِصْحَ ٱلْأَوَّلَ. فَلَرُبَّمَا قَرَأُوا عَنْهَا فِي سِفْرِ ٱلْخُرُوجِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، أَوْ سَمِعُوا بِهَا، أَوْ حَضَرُوا فِيلْمًا عَنْهَا. فَهَلْ تَذْكُرُ مَاذَا حَصَلَ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟
٤ بَعْدَمَا أَمْضَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةً مُسْتَعْبَدِينَ فِي مِصْرَ، أَرْسَلَ يَهْوَهُ مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ إِلَى فِرْعَونَ كَيْ يَطْلُبَا مِنْهُ تَحْرِيرَ شَعْبِهِ. غَيْرَ أَنَّ هٰذَا ٱلْحَاكِمَ ٱلْمِصْرِيَّ ٱلْمُتَعَجْرِفَ لَمْ يُرِدْ إِطْلَاقَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَضَرَبَ يَهْوَهُ ٱلْبِلَادَ بِسِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلْمُدَمِّرَةِ، ٱنْتَهَتْ بِٱلضَّرْبَةِ ٱلْعَاشِرَةِ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَى مَوْتِ أَبْكَارِ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَأَجْبَرَتْ فِرْعَوْنَ عَلَى تَحْرِيرِ خر ١:١١؛ ٣:
٥ مَاذَا وَجَبَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَفْعَلُوا قَبْلَ أَنْ يَتَحَرَّرُوا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٥ وَلٰكِنْ مَاذَا وَجَبَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَفْعَلُوا قَبْلَ أَنْ يَتَحَرَّرُوا؟ كَانَ ٱلْوَقْتُ قَرِيبًا مِنَ ٱلِٱعْتِدَالِ ٱلرَّبِيعِيِّ (تَسَاوِي ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ) فِي سَنَةِ ١٥١٣ قم، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْعِبْرَانِيِّ أَبِيبَ، ٱلَّذِي دُعِيَ لَاحِقًا نِيسَانَ. * آنَذَاكَ، أَمَرَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَبْدَأُوا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْعَاشِرِ مِنْ هٰذَا ٱلشَّهْرِ بِٱلِٱسْتِعْدَادِ لِلْقِيَامِ بِبَعْضِ ٱلْخُطُوَاتِ فِي ٱلـ ١٤ مِنْ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ. وَقَدْ بَدَأَ هٰذَا ٱلْيَوْمُ عِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ لِأَنَّ ٱلْأَيَّامَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ كَانَتْ تَبْدَأُ مِنْ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ وَتَنْتَهِي عِنْدَ غُرُوبِهَا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي. وَفِي ٱلـ ١٤ مِنْ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ، تَعَيَّنَ عَلَى كُلِّ عَائِلَةٍ أَنْ تَذْبَحَ خَرُوفًا (أَوْ مِعْزَاةً) وَتَرُشَّ مِنَ ٱلدَّمِ عَلَى قَائِمَتَيْ بَابِ ٱلْبَيْتِ وَعَتَبَتِهِ ٱلْعُلْيَا. (خر ١٢:
٦ مَاذَا وَجَبَ عَلَى شَعْبِ ٱللهِ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱللَّاحِقَةِ أَنْ يَفْعَلُوا؟
٦ وَهٰذَا مَا حَصَلَ بِٱلضَّبْطِ. وَكَانَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُحْيُوا ذِكْرَى تَحَرُّرِهِمْ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلتَّالِيَةِ. فَقَدْ أَوْصَاهُمُ ٱللهُ: «يَكُونُ لَكُمْ هٰذَا ٱلْيَوْمُ تَذْكَارًا، فَتَحْتَفِلُونَ بِهِ عِيدًا لِيَهْوَهَ مَدَى أَجْيَالِكُمْ. تَحْتَفِلُونَ بِهِ سُنَّةً دَهْرِيَّةً». وَكَانَ يَجِبُ أَنْ يَتْبَعَ هٰذَا ٱلِٱحْتِفَالَ ٱلَّذِي يُقَامُ فِي ٱلـ ١٤ مِنَ ٱلشَّهْرِ عِيدٌ لِسَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَصَحِيحٌ أَنَّ ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ كَانَ ٱلْيَوْمَ ٱلْفِعْلِيَّ لِلْفِصْحِ، غَيْرَ أَنَّ تَسْمِيَةَ «ٱلْفِصْحِ» كَانَتْ تُطَبَّقُ أَيْضًا عَلَى ٱلْأَيَّامِ ٱلثَّمَانِيَةِ لِلْعِيدِ. (خر ١٢:
٧ مَاذَا أَسَّسَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي ٱحْتَفَلُوا فِيهَا بِعِيدِ ٱلْفِصْحِ؟
٧ كَانَ يَسُوعُ وَرُسُلُهُ يَهُودًا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، لِذَا شَارَكُوا فِي ٱلِٱحْتِفَالِ ٱلسَّنَوِيِّ بِٱلْفِصْحِ. (مت ٢٦:
مَتَى أَسَّسَ يَسُوعُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ؟
٨ أَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْفِصْحِ وَعَشَاءِ ٱلرَّبِّ؟
٨ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ أَسَّسَ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ مُبَاشَرَةً بَعْدَ ٱلْفِصْحِ ٱلْأَخِيرِ، فَلَا بُدَّ أَنَّ هٰذَا ٱلِٱحْتِفَالَ ٱلْجَدِيدَ تَزَامَنَ مَعَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ. لٰكِنَّكَ رُبَّمَا لَاحَظْتَ أَنَّ هُنَالِكَ فَرْقًا يَوْمًا أَوْ أَكْثَرَ بَيْنَ تَارِيخِ ٱلْفِصْحِ ٱلَّذِي يَحْتَفِلُ بِهِ ٱلْيَهُودُ ٱلْيَوْمَ وَٱلتَّارِيخِ ٱلَّذِي نُحْيِي فِيهِ ذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ. وَلِمَاذَا؟ يَكْمُنُ ٱلْجَوَابُ جُزْئِيًّا فِي وَصِيَّةِ ٱللهِ إِلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَبَعْدَمَا أَمَرَ مُوسَى أَنْ ‹يَذْبَحَ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ› ٱلْحَمَلَ، حَدَّدَ مَتَى بِٱلضَّبْطِ يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ. — اقرإ الخروج ١٢:
٩ مَتَى وَجَبَ ذَبْحُ ٱلْحَمَلِ حَسْبَمَا تَقُولُ ٱلْخُرُوج ١٢:٦؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلِإِطَارَ «فِي أَيِّ جُزْءٍ مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱحْتُفِلَ بِٱلْفِصْحِ؟».)
٩ يُشِيرُ اَلْبَانْتَاتْيُك وَهَافْطَارَاه إِلَى أَنَّ ٱلْخُرُوج ١٢:٦ تَقُولُ إِنَّ ٱلْحَمَلَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يُذْبَحَ «بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ». وَتَسْتَخْدِمُ بَعْضُ تَرْجَمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلتَّعْبِيرَ نَفْسَهُ، فِي حِينِ أَنَّ تَرْجَمَاتٍ أُخْرَى تَنْقُلُ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةَ إِلَى «عِنْدَ ٱلْغَسَقِ»، «فِي ٱلْعَشِيَّةِ»، أَوْ «عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ». مِنْ هُنَا يَتَبَيَّنُ أَنَهُ وَجَبَ ذَبْحُ ٱلْحَمَلِ بَعْدَ مَغِيبِ ٱلشَّمْسِ، وَلٰكِنْ فِيمَا لَا يَزَالُ هُنَاكَ نُورٌ، فِي بِدَايَةِ ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ.
١٠ مَتَى كَانَ يُذْبَحُ ٱلْحَمَلُ حَسْبَمَا يَعْتَقِدُ ٱلْبَعْضُ، وَلٰكِنْ أَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟
١٠ لٰكِنْ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱللَّاحِقَةِ، ٱعْتَقَدَ بَعْضُ ٱلْيَهُودِ أَنَّ ذَبْحَ كُلِّ ٱلْحُمْلَانِ ٱلَّتِي صَارَ يُؤْتَى بِهَا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ يَسْتَلْزِمُ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، فَهِمُوا أَنَّ ٱلْخُرُوج ١٢:٦ تُشِيرُ إِلَى نِهَايَةِ ٱلْيَوْمِ ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ، بَيْنَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَبْدَأُ فِيهِ ٱلشَّمْسُ بِٱلْمَيَلَانِ إِلَى ٱلْغُرُوبِ (بَعْدَ ٱلظُّهْرِ) وَبَيْنَ نِهَايَةِ ٱلْيَوْمِ عِنْدَ ٱلْغُرُوبِ. وَلٰكِنْ، إِذَا كَانَ هٰذَا هُوَ ٱلْمَعْنَى، فَمَتَى كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ وَجْبَةَ ٱلْفِصْحِ؟ يَذْكُرُ ٱلْبْرُوفِسُّورُ جُونَاثَان كْلُوَانْس، مُتَخَصِّصٌ فِي ٱلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ: «يَبْدَأُ ٱلْيَوْمُ ٱلْجَدِيدُ بِغُرُوبِ ٱلشَّمْسِ. لِذَا، تُذْبَحُ ٱلذَّبِيحَةُ فِي ٱلـ ١٤ [مِنْ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ]، فِي حِينِ أَنَّ بِدَايَةَ ٱلْفِصْحِ وَتَنَاوُلَ ٱلْوَجْبَةِ يَكُونَانِ فِعْلِيًّا فِي ٱلْـ ١٥ [مِنَ ٱلشَّهْرِ]، مَعَ أَنَّ هٰذَا ٱلتَّعَاقُبَ فِي ٱلتَّارِيخَيْنِ لَا يُذْكَرُ بِٱلتَّحْدِيدِ فِي ٱلْخُرُوجِ». وَأَضَافَ قَائِلًا إِنَّ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلرَّبَّانِيَّةَ لَا تَشْرَحُ كَيْفَ كَانَ يُحْتَفَلُ بِٱلْفِصْحِ قَبْلَ سَنَةِ ٧٠ بم، ٱلسَّنَةِ ٱلَّتِي دُمِّرَ فِيهَا ٱلْهَيْكَلُ.
١١ (أ) مَاذَا حَدَثَ مَعَ يَسُوعَ فِي يَوْمِ ٱلْفِصْحِ سَنَةَ ٣٣ بم؟ (ب) لِمَ دُعِيَ ١٥ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ بم سَبْتًا «عَظِيمًا»؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
١١ إِذًا، فِي أَيِّ يَوْمٍ ٱحْتُفِلَ بِفِصْحِ سَنَةِ ٣٣ بم؟ لَقَدْ قَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ وَيُوحَنَّا: «اِذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا ٱلْفِصْحَ لِنَأْكُلَ» فِي ١٣ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ، أَيْ عِنْدَمَا ٱقْتَرَبَ ٱلْيَوْمُ «ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنْ تُذْبَحَ فِيهِ ذَبِيحَةُ ٱلْفِصْحِ». (لو ٢٢:
ذِكْرًى ذَاتُ مَغْزًى لَكَ
١٢، ١٣ كَيْفَ كَانَ ٱلْأَوْلَادُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَعْنِيِّينَ بِٱلْفِصْحِ؟
١٢ لِنَعُدِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلزَّمَنِ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي مِصْرَ. فَقَدْ قَالَ مُوسَى إِنَّ عَلَى شَعْبِ ٱللهِ أَنْ يَحْتَفِلُوا بِٱلْفِصْحِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؛ فَوَجَبَ أَنْ يَحْفَظُوهُ فَرِيضَةً «مَدَى ٱلدَّهْرِ». وَكَجُزْءٍ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلسَّنَوِيَّةِ، كَانَ ٱلْأَوْلَادُ سَيَسْأَلُونَ وَالِدِيهِمْ أَسْئِلَةً رَكَّزَتْ عَلَى مَعْنَى ٱلِٱحْتِفَالِ. (اقرإ الخروج ١٢:
١٣ فَمَعَ وِلَادَةِ أَجْيَالٍ جَدِيدَةٍ، كَانَ ٱلْأَبُ سَيَنْقُلُ إِلَى ٱبْنِهِ دُرُوسًا مُهِمَّةً. وَأَحَدُهَا كَانَ أَنَّ بِمَقْدُورِ يَهْوَهَ حِمَايَةَ عُبَّادِهِ. فَهُوَ لَيْسَ إِلٰهًا غَامِضًا وَوَهْمِيًّا، بَلْ إِلٰهٌ حَقِيقِيٌّ وَحَيٌّ يَهْتَمُّ بِشَعْبِهِ وَيَعْمَلُ لِمَصْلَحَتِهِمْ. وَقَدْ أَثْبَتَ صِحَّةَ ذٰلِكَ حِينَ حَمَى أَبْكَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْمَوْتِ «عِنْدَمَا ضَرَبَ ٱلْمِصْرِيِّينَ».
١٤ أَيُّ دَرْسٍ يُمْكِنُ أَنْ يُعَلِّمَهُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِأَوْلَادِهِمْ؟
١٤ طَبْعًا، لَا يَشْرَحُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِأَوْلَادِهِمْ كُلَّ سَنَةٍ مَعْنَى ذٰلِكَ ٱلْفِصْحِ. وَلٰكِنْ، هَلْ تُعَلِّمُ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُ أَوْلَادَكَ أَنَّ ٱللهَ يَحْمِي شَعْبَهُ، كَمَا فَعَلَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ؟ هَلْ تَنْقُلُ إِلَيْهِمِ ٱقْتِنَاعَكَ ٱلرَّاسِخَ بِأَنَّ يَهْوَهَ لَا يَزَالُ ٱلْحَامِيَ ٱلْحَقِيقِيَّ لِشَعْبِهِ؟ (مز ٢٧:١١؛ اش ١٢:٢) وَهَلْ تَقُومُ بِذٰلِكَ، لَيْسَ كَمَنْ يُلْقِي مُحَاضَرَةً جَافَّةً، بَلْ مِنْ خِلَالِ نِقَاشٍ مُمْتِعٍ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ؟ اُبْذُلْ جُهْدَكَ كَيْ تَشْرَحَ لَهُمْ هٰذَا ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي يُعَزِّزُ نُمُوَّ رُوحِيَّاتِ عَائِلَتِكَ.
أَيَّةُ دُرُوسٍ سَتُسَاعِدُ أَوْلَادَكَ أَنْ يَتَعَلَّمُوهَا مِنْ خِلَالِ مُنَاقَشَةِ رِوَايَةِ ٱلْفِصْحِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.)
١٥، ١٦ أَيُّ أَمْرٍ يُمْكِنُكَ أَنْ تُشَدِّدَ عَلَيْهِ عَبْرَ ٱسْتِخْدَامِ ٱلرِّوَايَةِ فِي سِفْرِ ٱلْخُرُوجِ ٱلْإِصْحَاحَاتِ ١٢-١٥؟
١٥ إِنَّ قُدْرَةَ يَهْوَهَ عَلَى حِمَايَةِ شَعْبِهِ لَيْسَتِ ٱلدَّرْسَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ رِوَايَةِ ٱلْفِصْحِ. فَهُوَ أَنْقَذَهُمْ أَيْضًا، إِذْ ‹أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ›. وَمَاذَا شَمَلَ هٰذَا ٱلْإِنْقَاذُ؟ لَقَدْ أَرْشَدَهُمْ يَهْوَهُ بِعَمُودِ نَارٍ فِي ٱللَّيْلِ وَعَمُودِ سَحَابٍ فِي ٱلنَّهَارِ. كَمَا أَنَّهُ شَقَّ ٱلْبَحْرَ ٱلْأَحْمَرَ نِصْفَيْنِ حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلسَّيْرِ عَلَى ٱلْقَاعِ وَٱلْعُبُورِ إِلَى ٱلضِّفَّةِ ٱلْأُخْرَى. وَحَالَمَا وَصَلُوا بِأَمَانٍ إِلَى هُنَاكَ، أَطْبَقَتْ مِيَاهُ ٱلْبَحْرِ عَلَى ٱلْجَيْشِ ٱلْمِصْرِيِّ. عِنْدَئِذٍ، رَنَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلنَّاجُونَ: «أُرَنِّمُ لِيَهْوَهَ . . . اَلْفَرَسُ وَرَاكِبُهُ رَمَاهُمَا فِي ٱلْبَحْرِ. يَاهُ عِزَّتِي وَقُدْرَتِي، لِأَنَّهُ هُوَ خَلَاصِي». — خر ١٣:
١٦ فَإِذَا كَانَ لَدَيْكَ أَوْلَادٌ، فَهَلْ تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَثِقُوا بِيَهْوَهَ كَمُنْقِذٍ لَهُمْ؟ وَهَلْ يَرَوْنَ هٰذَا ٱلِٱقْتِنَاعَ ظَاهِرًا فِي أَحَادِيثِكَ وَقَرَارَاتِكَ؟ لَا شَكَّ أَنَّ بِإِمْكَانِكَ مُنَاقَشَةَ مَا قَرَأْنَاهُ فِي ٱلْخُرُوجِ ٱلْإِصْحَاحَاتِ ١٢-١٥ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ وَٱلتَّشْدِيدَ كَيْفَ أَنْقَذَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ. وَقَدْ تُطَوِّرُ هٰذِهِ ٱلنُّقْطَةَ فِي مَرَّاتٍ أُخْرَى عَبْرَ مُنَاقَشَةِ ٱلْأَعْمَال ٧:
ذِكْرًى لِلِٱحْتِفَالِ بِهَا
١٧، ١٨ أَيُّ أَمْرٍ يُذَكِّرُنَا بِهِ ٱسْتِخْدَامُ ٱلدَّمِ فِي ٱلْفِصْحِ ٱلْأَوَّلِ؟
١٧ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لَا يَحْتَفِلُونَ بِٱلْفِصْحِ ٱلْيَهُودِيِّ. ذٰلِكَ أَنَّ هٰذَا ٱلِٱحْتِفَالَ كَانَ جُزْءًا مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، وَنَحْنُ لَسْنَا خَاضِعِينَ لَهَا. (رو ١٠:٤؛ كو ٢:
١٨ فَدَمُ ٱلْحَمَلِ ٱلَّذِي رَشَّهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى قَائِمَتَيْ بَابِ بَيْتِهِمْ وَعَتَبَتِهِ ٱلْعُلْيَا كَانَ وَسِيلَةً لِيُحَافِظُوا عَلَى حَيَاتِهِمْ. وَٱلْيَوْمَ، صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نُقَدِّمُ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةً لِلهِ — لَا فِي يَوْمِ ٱلْفِصْحِ وَلَا فِي أَيَّامٍ أُخْرَى — غَيْرَ أَنَّ هُنَاكَ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ تَحْفَظُنَا أَحْيَاءً عَلَى ٱلدَّوَامِ. فَفِي حَدِيثِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ عَنْ «جَمَاعَةِ ٱلْأَبْكَارِ ٱلْمُسَجَّلِينَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ»، قَالَ إِنَّ «دَمَ رَشٍّ»، دَمَ يَسُوعَ، هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي تُحْفَظُ بِهَا حَيَاةُ أُولٰئِكَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (عب ١٢:
١٩ أَيُّ أَمْرٍ حَصَلَ مَعَ يَسُوعَ عِنْدَ مَوْتِهِ يُقَوِّي ثِقَتَنَا بِنُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٩ حِينَ ذَبَحَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْحَمَلَ مِنْ أَجْلِ وَجْبَةِ ٱلْفِصْحِ، مَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكْسِرُوا أَيًّا مِنْ عِظَامِهِ. (خر ١٢:٤٦؛ عد ٩:
٢٠ أَيُّ فَارِقٍ جَدِيرٍ بِٱلْمُلَاحَظَةِ بَيْنَ ٱلْفِصْحِ وَعَشَاءِ ٱلرَّبِّ؟
٢٠ عَلَى أَنَّ هُنَاكَ فَوَارِقَ بَيْنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي ٱحْتَفَلَ بِهَا ٱلْيَهُودُ بِٱلْفِصْحِ وَتِلْكَ ٱلَّتِي أَوْصَى بِهَا يَسُوعُ تَلَامِيذَهْ أَنْ يَحْتَفِلُوا بِعَشَاءِ ٱلرَّبِّ. فَفِي مِصْرَ، تَنَاوَلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ لَحْمِ ٱلْحَمَلِ وَلٰكِنْ لَيْسَ مِنْ دَمِهِ. وَهٰذَا يَخْتَلِفُ عَمَّا أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ بِهِ. فَقَدْ قَالَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَمْلِكُونَ «فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ» يَجِبُ أَنْ يَتَنَاوَلُوا مِنَ ٱلْخُبْزِ وَٱلْخَمْرِ ٱللَّذَيْنِ يَرْمُزَانِ إِلَى لَحْمِهِ وَدَمِهِ. وَسَنُنَاقِشُ هٰذَا ٱلْأَمْرَ بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ. — مر ١٤:
٢١ لِمَ مِنَ ٱلْمُفِيدِ ٱلتَّعَلُّمُ عَنِ ٱلْفِصْحِ؟
٢١ مَا مِنْ شَكٍّ أَنَّ ٱلْفِصْحَ كَانَ حَدَثًا بَارِزًا فِي تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَ إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ يُزَوِّدُ دُرُوسًا تَعْلِيمِيَّةً لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا. لِذٰلِكَ، فِي حِينِ أَنَّ ٱلْفِصْحَ كَانَ «تَذْكَارًا» لِلْيَهُودِ لَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ، يَلْزَمُ أَنْ نَتَعَلَّمَ عَنْهُ وَنُطَبِّقَ ٱلدُّرُوسَ ٱلْحَيَوِيَّةَ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا إِيَّاهَا كَجُزْءٍ مِنْ «كُلِّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ [ٱلَّتِي هِيَ] مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللهِ». — ٢ تي ٣:١٦.
^ الفقرة 5 رَغْمَ أَنَّ ٱلشَّهْرَ ٱلْعِبْرَانِيَّ لَمْ يُدْعَ نِيسَانَ إِلَّا فِي فَتْرَةِ مَا بَعْدَ ٱلسَّبْيِ، لٰكِنَّنَا — عَلَى سَبِيلِ ٱلتَّبْسِيطِ — سَنُشِيرُ إِلَى ٱلشَّهْرِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلرُّوزْنَامَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ بِنِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ.
^ الفقرة 11 كَانَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي تَلَا ٱلْفِصْحَ، أَيْ ١٥ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ، ٱلْيَوْمَ ٱلْأَوَّلَ لِعِيدِ ٱلْفَطِيرِ ٱلَّذِي ٱعْتُبِرَ دَائِمًا سَبْتًا. وَفِي سَنَةِ ٣٣ بم، صَادَفَ أَنْ وَقَعَ ١٥ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ فِي يَوْمِ سَبْتٍ أُسْبُوعِيٍّ. وَلِأَنَّ ٱلسَّبْتَيْنِ تَزَامَنَا مَعًا فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ، كَانَ ذٰلِكَ ٱلسَّبْتُ «عَظِيمًا». — اقرأ يوحنا ١٩: