الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنقدّم التضحيات من اجل الملكوت

لنقدّم التضحيات من اجل الملكوت

‏«اَللهُ يُحِبُّ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ».‏ —‏ ٢ كو ٩:‏٧‏.‏

١ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلتَّضْحِيَاتِ يَقُومُ بِهِ كَثِيرُونَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

يَبْذُلُ ٱلنَّاسُ ٱلتَّضْحِيَاتِ طَوْعًا فِي سَبِيلِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَعْتَبِرُونَهَا مُهِمَّةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ.‏ فَٱلْوَالِدُونَ مَثَلًا يُضَحُّونَ بِوَقْتِهِمْ،‏ وَمَالِهِمْ،‏ وَطَاقَتِهِمْ مِنْ أَجْلِ مَنْفَعَةِ أَوْلَادِهِمْ.‏ أَمَّا ٱلشُّبَّانُ ٱلرِّيَاضِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَطْمَحُونَ إِلَى تَمْثِيلِ بَلَدِهِمْ فِي ٱلْأَلْعَابِ ٱلْأُولَمْبِيَّةِ فَيُفْرِغُونَ كُلَّ جُهْدِهِمْ فِي ٱلتَّدَرُّبِ عِدَّةَ سَاعَاتٍ يَوْمِيًّا،‏ فِي حِينِ أَنَّ نُظَرَاءَهُمْ يَصْرِفُونَ وَقْتَهُمْ فِي ٱللَّعِبِ وَٱلتَّسْلِيَةِ.‏ وَيَسُوعُ أَيْضًا بَذَلَ ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي سَبِيلِ أُمُورٍ كَانَتْ مُهِمَّةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ.‏ فَهُوَ لَمْ يُحَاوِلْ أَنْ يَعِيشَ حَيَاةً مُتْرَفَةً وَلَمْ يُنْجِبْ أَوْلَادًا،‏ بَلِ ٱخْتَارَ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى تَقَدُّمِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏مت ٤:‏١٧؛‏ لو ٩:‏٥٨‏)‏ وَأَتْبَاعُهُ بِدَوْرِهِمْ تَخَلَّوْا عَنِ ٱلْكَثِيرِ لِيَدْعَمُوا مَلَكُوتَ ٱللهِ.‏ فَكَانُوا يَعْتَبِرُونَ أَنَّ تَقَدُّمَ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ هُوَ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ،‏ مَا حَمَلَهُمْ عَلَى بَذْلِ ٱلتَّضْحِيَاتِ كَيْ يُشَارِكُوا إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ فِي دَعْمِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏مت ٤:‏١٨-‏٢٢؛‏ ١٩:‏٢٧‏)‏ لِذَا،‏ لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا:‏ ‹مَا هُوَ ٱلْأَمْرُ ٱلْمُهِمُّ فِي حَيَاتِي؟‏›.‏

٢ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ تَضْحِيَاتٍ هِيَ أَسَاسِيَّةٌ لِكُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ تَضْحِيَاتٍ إِضَافِيَّةٍ يَتَمَكَّنُ ٱلْبَعْضُ مِنْ تَقْدِيمِهَا؟‏

٢ إِنَّ بَعْضَ ٱلتَّضْحِيَاتِ أَسَاسِيَّةٌ لِكُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَضَرُورِيَّةٌ كَيْ نَبْنِيَ عَلَاقَةً جَيِّدَةً مَعَ يَهْوَهَ وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا.‏ وَتَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلتَّضْحِيَاتُ تَكْرِيسَ ٱلْوَقْتِ وَٱلطَّاقَةِ لِلصَّلَاةِ،‏ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ وَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ * (‏يش ١:‏٨؛‏ مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وَنَتِيجَةَ جُهُودِنَا وَبَرَكَةِ يَهْوَهَ،‏ يَنْمُو عَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ وَيَزْدَهِرُ،‏ وَيَتَقَاطَرُ كَثِيرُونَ إِلَى «جَبَلِ بَيْتِ يَهْوَهَ».‏ ‏(‏اش ٢:‏٢‏)‏ وَلِدَعْمِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ يُقَدِّمُ كَثِيرُونَ ٱلتَّضْحِيَاتِ كَيْ يَخْدُمُوا فِي بَيْتَ إِيلَ،‏ يُسَاهِمُوا فِي عَمَلِ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ،‏ يَشْتَرِكُوا فِي تَنْظِيمِ ٱلْمَحَافِلِ،‏ أَوْ يَقُومُوا بِأَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ عِنْدَ حُدُوثِ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمُسَاهَمَةَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ لَيْسَتْ مَطْلَبًا لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ لٰكِنَّهَا أَعْمَالٌ إِضَافِيَّةٌ مُهِمَّةٌ لِدَعْمِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

٣ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ عِنْدَمَا نُقَدِّمُ ٱلتَّضْحِيَاتِ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهَا؟‏

٣ إِنَّ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَأْيِيدِ ٱلْمَلَكُوتِ هِيَ ٱلْيَوْمَ أَكْثَرُ إِلْحَاحًا مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ وَمِنَ ٱلْمُفْرِحِ رُؤْيَةُ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ يُقَدِّمُونَ ٱلتَّضْحِيَاتِ لِيَهْوَهَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٥٤:‏٦‏.‏‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلرُّوحُ ٱلسَّخِيَّةُ تَجْلُبُ لَنَا فَرَحًا كَبِيرًا فِيمَا نَنْتَظِرُ إِتْيَانَ مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ (‏تث ١٦:‏١٥؛‏ اع ٢٠:‏٣٥‏)‏ وَلٰكِنْ،‏ عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا بِصِدْقٍ.‏ فَهَلْ هُنَالِكَ طَرَائِقُ يُمْكِنُنَا مِنْ خِلَالِهَا أَنْ نَبْذُلَ تَضْحِيَاتٍ إِضَافِيَّةً لِأَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ وَقْتَنَا،‏ مَالَنَا،‏ طَاقَتَنَا،‏ وَقُدُرَاتِنَا؟‏ وَأَيَّةُ تَحْذِيرَاتٍ عَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَيْهَا؟‏ لِنُرَاجِعْ مَعًا بَعْضَ ٱلْمَعْلُومَاتِ حَوْلَ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ ٱلطَّوْعِيَّةِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ مَا يَحُثُّنَا أَنْ نُقَدِّمَ نَحْنُ أَيْضًا ٱلتَّضْحِيَاتِ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ.‏

اَلذَّبَائِحُ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ

٤ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ؟‏

٤ كَانَ تَقْدِيمُ ٱلذَّبَائِحِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلْأَسَاسَ لِنَيْلِ غُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا.‏ فَقَدْ كَانَتِ ٱلذَّبَائِحُ ضَرُورِيَّةً لِنَيْلِ رِضَى يَهْوَهَ.‏ وَكَانَ بَعْضُهَا إِلْزَامِيًّا،‏ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ ٱلْآخَرَ كَانَ طَوْعِيًّا.‏ (‏لا ٢٣:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ مَثَلًا،‏ كَانَتِ ٱلْمُحْرَقَاتُ تُقَدَّمُ إِلَى يَهْوَهَ كَقَرَابِينَ طَوْعِيَةٍ،‏ أَوْ هِبَاتٍ.‏ وَنَرَى مِثَالًا بَارِزًا عَلَى ٱلتَّقْدِمَاتِ عِنْدَ تَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ فِي عَهْدِ سُلَيْمَانَ.‏ —‏ ٢ اخ ٧:‏٤-‏٦‏.‏

٥ أَيُّ تَدْبِيرٍ صَنَعَهُ يَهْوَهُ لِلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ إِمْكَانِيَّاتٍ مَحْدُودَةً؟‏

٥ عَرَفَ يَهْوَهُ أَنْ لَيْسَ بِٱسْتِطَاعَةِ ٱلْجَمِيعِ أَنْ يَتَحَمَّلُوا تَكَالِيفَ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ نَفْسِهَا.‏ فَطَلَبَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ تَقْدِمَاتٍ بِحَسَبِ طَاقَتِهِ.‏ فَمَعَ أَنَّ شَرِيعَتَهُ قَضَتْ أَنْ يُرَشَّ دَمُ ٱلْحَيَوَانِ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي كَانَ «ظِلَّ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلْآتِيَةِ» عَبْرَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ صَارِمًا فِي تَطْبِيقِ هٰذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ (‏عب ١٠:‏١-‏٤‏)‏ فَقَدْ قَبِلَ مَثَلًا أَنْ يُقَرِّبَ إِلَيْهِ ٱلشَّخْصُ زَوْجَ تِرْغَلٍّ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبِيحَةً مِنَ ٱلْغَنَمِ أَوِ ٱلْبَقَرِ.‏ لِذٰلِكَ،‏ كَانَ بِمَقْدُورِ حَتَّى ٱلْفَقِيرِ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلذَّبَائِحَ بِفَرَحٍ إِلَى يَهْوَهَ.‏ (‏لا ١:‏٣،‏ ١٠،‏ ١٤؛‏ ٥:‏٧‏)‏ وَعَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّ ٱلذَّبَائِحَ ٱلْحَيَوَانِيَّةَ ٱخْتَلَفَتْ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ،‏ فَثَمَّةَ أَمْرَانِ كَانَا مَطْلُوبَيْنِ مِنْ كُلِّ شَخْصٍ يُقَدِّمُ ذَبَائِحَ طَوْعِيَّةً.‏

٦ أَيُّ أَمْرَيْنِ طَلَبَهُمَا يَهْوَهُ مِمَّنْ يُقَدِّمُ ٱلذَّبَائِحَ،‏ وَلِمَ كَانَ ٱتِّبَاعُ هٰذَيْنِ ٱلْمَطْلَبَيْنِ مُهِمًّا؟‏

٦ أَوَّلًا،‏ كَانَ عَلَى ٱلْمَرْءِ أَنْ يُعْطِيَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِ.‏ فَقَدْ أَخْبَرَ يَهْوَهُ ٱلْأُمَّةَ أَنَّ ٱلتَّقْدِمَةَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ سَلِيمَةً لِكَيْ تَحْظَى ‹بِرِضَاهُ›.‏ (‏لا ٢٢:‏١٨-‏٢٠‏)‏ أَمَّا إِذَا كَانَ فِي ٱلْحَيَوَانِ عَيْبٌ مَا،‏ فَلَنْ يَكُونَ مَقْبُولًا فِي نَظَرِهِ.‏ وَثَانِيًا،‏ كَانَ عَلَى مُقَدِّمِ ٱلذَّبِيحَةِ أَنْ يَكُونَ طَاهِرًا.‏ فَإِذَا كَانَ نَجِسًا،‏ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُقَرِّبَ قُرْبَانَ خَطِيَّةٍ أَوْ قُرْبَانَ ذَنْبٍ كَيْ يَسْتَعِيدَ مَوْقِفَهُ ٱلصَّائِبَ أَمَامَ يَهْوَهَ قَبْلَ تَقْدِيمِ قُرْبَانٍ طَوْعِيٍّ.‏ (‏لا ٥:‏٥،‏ ٦،‏ ١٥‏)‏ وَلَمْ تَكُنْ هٰذِهِ مَسْأَلَةً يُسْتَهَانُ بِهَا.‏ فَقَدَ أَمَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ فِي حَالِ تَنَاوَلَ شَخْصٌ نَجِسٌ مِنْ ذَبِيحَةِ ٱلشَّرِكَةِ ٱلَّتِي تَضَمَّنَتْ قَرَابِينَ طَوْعِيَّةً،‏ تُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا.‏ (‏لا ٧:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ عِنْدَمَا تَمَتَّعَ مُقَدِّمُ ٱلذَّبِيحَةِ بِمَوْقِفٍ صَائِبٍ أَمَامَ يَهْوَهَ وَكَانَتِ ٱلتَّقْدِمَةُ خَالِيَةً مِنَ ٱلْعُيُوبِ،‏ كَانَ بِٱسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يَفْرَحَ وَيَشْعُرَ بِٱلِٱكْتِفَاءِ.‏ —‏ اقرأ ١ اخبار الايام ٢٩:‏٩‏.‏

بَذْلُ ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي أَيَّامِنَا

٧،‏ ٨ ‏(‏أ)‏ أَيُّ فَرَحٍ يَحْصُدُهُ كَثِيرُونَ مِنْ بَذْلِ ٱلتَّضْحِيَاتِ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ مَوَارِدَ نَسْتَطِيعُ ٱسْتِغْلَالَهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟‏

٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَرْغَبُ كَثِيرُونَ فِي أَنْ يَبْذُلُوا ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ وَإِلٰهُنَا يُسَرُّ عِنْدَمَا يَرَى ذٰلِكَ.‏ وَٱلْعَمَلُ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِنَا يَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ.‏ يُعَلِّقُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يُشَارِكُونَ فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ تَضَرَّرُوا جَرَّاءَ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ وَصْفُ ٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلَّذِي يَشْعُرُ بِهِ فِي هٰذَيْنِ ٱلنَّوْعَيْنِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ.‏ يُعَبِّرُ قَائِلًا:‏ «عِنْدَمَا أَرَى فَرَحَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ وَتَقْدِيرَهُمْ بَعْدَ أَنْ يَقِفُوا فِي قَاعَتِهِمِ ٱلْجَدِيدَةِ أَوْ حِينَ يَنَالُونَ ٱلْمُسَاعَدَةَ بَعْدَ كَارِثَةٍ طَبِيعِيَّةٍ،‏ أَشْعُرُ أَنَّ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي قُمْتُ بِهِ وَٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي بَذَلْتُهُ يَسْتَحِقَّانِ ٱلْعَنَاءَ».‏

كَانَ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلتَّقْدِمَاتِ طَوْعِيًّا،‏ تَمَامًا مِثْلَ ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلطَّوْعِيَّةِ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا ٱلْيَوْمَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٧-‏١٣.‏)‏

٨ لَطَالَمَا بَحَثَتْ هَيْئَةُ يَهْوَهَ ٱلْعَصْرِيَّةُ عَنْ فُرَصٍ لِدَعْمِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَفِي عَامِ ١٩٠٤،‏ كَتَبَ ٱلْأَخُ ت.‏ ت.‏ رَصِل:‏ «كُلُّ وَاحِدٍ يَجِبُ أَنْ يَعْتَبِرَ نَفْسَهُ مُعَيَّنًا مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ وَكِيلًا عَلَى وَقْتِهِ،‏ مَقْدِرَتِهِ عَلَى ٱلتَّأْثِيرِ فِي ٱلْآخَرِينَ،‏ مَالِهِ،‏ إِلَخْ،‏ وَيَجِبُ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ أَنْ يَسْعَى إِلَى ٱسْتِخْدَامِ هٰذِهِ ٱلْمَوَاهِبِ بِأَفْضَلِ مَا يُمْكِنُهُ،‏ لِمَجْدِ ٱلسَّيِّدِ».‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَحْصُدُهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ كَثِيرَةٌ،‏ إِلَّا أَنَّهَا لَيْسَتْ بِلَا ثَمَنٍ.‏ (‏٢ صم ٢٤:‏٢١-‏٢٤‏)‏ فَهَلْ نَسْتَطِيعُ ٱسْتِغْلَالَ مَوَارِدِنَا بِشَكْلٍ أَفْضَلَ؟‏

أَعْضَاءٌ فِي عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ،‏ أُوسْتْرَالِيَا

٩ أَيُّ مَبْدَإٍ قَالَهُ يَسُوعُ يُمْكِنُنَا أَنْ نُطَبِّقَهُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱسْتِخْدَامِ وَقْتِنَا؟‏

٩ وَقْتُنَا.‏ يُصْرَفُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَتُبْذَلُ جُهُودٌ كَبِيرَةٌ لِتَرْجَمَةِ مَطْبُوعَاتِنَا وَطَبْعِهَا،‏ بِنَاءِ أَمَاكِنَ لِلْعِبَادَةِ،‏ تَنْظِيمِ ٱلْمَحَافِلِ،‏ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ بَعْدَ ٱلْكَوَارِثِ،‏ وَغَيْرِهَا.‏ وَلَيْسَ لَدَيْنَا لِإِنْجَازِ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ سِوَى سَاعَاتٍ مَحْدُودَةٍ فِي ٱلْيَوْمِ.‏ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ أَعْطَانَا مَبْدَأً يُسَاعِدُنَا عَلَى إِتْمَامِ مَا يُوكَلُ إِلَيْنَا.‏ فَعِنْدَمَا أَرْسَلَ تَلَامِيذَهُ إِلَى ٱلْحَقْلِ،‏ أَوْصَاهُمْ ‹أَلَّا يُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ وَيُعَانِقُوهُ فِي ٱلطَّرِيقِ›.‏ (‏لو ١٠:‏٢-‏٤‏)‏ فَلِمَ قَالَ لَهُمْ ذٰلِكَ؟‏ يُعَلِّقُ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «لَمْ تَكُنِ ٱلتَّحِيَّاتُ عِنْدَ ٱلشَّرْقِيِّينَ،‏ كَمَا هِيَ ٱلْحَالُ عِنْدَنَا،‏ مُجَرَّدَ ٱنْحِنَاءَةٍ بَسِيطَةٍ أَوْ مُصَافَحَةٍ،‏ بَلْ كَانَتْ تُؤَدَّى بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْمُعَانَقَاتِ،‏ وَٱلِٱنْحِنَاءَاتِ،‏ حَتَّى ٱلسُّجُودِ بِٱلْوَجْهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَتَطَلَّبَ كُلُّ ذٰلِكَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ».‏ فَيَسُوعُ لَمْ يَكُنْ يُشَجِّعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَتَصَرَّفُوا بِفَظَاظَةٍ،‏ بَلْ كَانَ يُرِيهِمْ أَنَّهُمْ يَمْتَلِكُونَ وَقْتًا مَحْدُودًا وَأَنَّ عَلَيْهِمِ ٱسْتِغْلَالَهُ جَيِّدًا لِيَعْتَنُوا بِٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً.‏ (‏اف ٥:‏١٦‏)‏ فَهَلْ بِإِمْكَانِنَا تَطْبِيقُ هٰذَا ٱلْمَبْدَإِ كَيْ يَكُونَ لَدَيْنَا وَقْتٌ أَطْوَلُ لِنُسَاهِمَ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

نَاشِرُونَ فِي قَاعَةِ مَلَكُوتٍ بِكِينْيَا،‏ إِفْرِيقْيَا

١٠،‏ ١١ ‏(‏أ)‏ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي تُسْتَخْدَمُ بِهَا تَبَرُّعَاتُنَا لِدَعْمِ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَبْدَإٍ مَذْكُورٍ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٦:‏١،‏ ٢ يُسَاعِدُنَا؟‏

١٠ مَالُنَا.‏ إِنَّ دَعْمَ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ بِحَاجَةٍ إِلَى مَبَالِغَ ضَخْمَةٍ مِنَ ٱلْأَمْوَالِ.‏ فَٱلِٱهْتِمَامُ بِمَصَارِيفِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ،‏ ٱلْفَاتِحِينَ ٱلْخُصُوصِيِّينَ،‏ وَٱلْمُرْسَلِينَ يَتَطَلَّبُ عَشَرَاتِ مَلَايِينِ ٱلدُّولَارَاتِ سَنَوِيًّا.‏ وَمَعَ أَنَّ مَا يَزِيدُ عَنْ ٢٤٬٥٠٠ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ قَدْ بُنِيَ مُنْذُ عَامِ ١٩٩٩ فِي مَنَاطِقَ ذَاتِ مَوَارِدَ مَحْدُودَةٍ،‏ مَا زَالَ هُنَاكَ حَاجَةٌ إِلَى مَا يُقَارِبُ ٦٬٤٠٠ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ إِضَافِيَّةٍ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ إِنَّ ٱلْأَمْوَالَ لَازِمَةٌ لِطَبْعِ نَحْوِ ١٠٠ مِلْيُونِ نُسْخَةٍ مِنْ مَجَلَّتَيْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ!‏ شَهْرِيًّا.‏ وَهٰذَا كُلُّهُ مُمْكِنٌ بِفَضْلِ تَبَرُّعَاتِنَا ٱلطَّوْعِيَّةِ.‏

١١ وَقَدْ أَعْطَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَبْدَأً لِٱتِّبَاعِهِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلتَّبَرُّعَاتِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ١٦:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ فَقَدْ شَجَّعَ ٱلْإِخْوَةَ فِي كُورِنْثُوسَ بِوَحْيٍ مِنَ ٱللهِ أَلَّا يَنْتَظِرُوا حَتَّى نِهَايَةِ ٱلْأُسْبُوعِ لِيَرَوْا مَا فَضَلَ عَنْهُمْ،‏ بَلْ أَنْ يَضَعُوا جَانِبًا بَعْضَ ٱلْمَالِ مُنْذُ بِدَايَةِ ٱلْأُسْبُوعِ عَلَى حَسَبِ قُدْرَتِهِمْ.‏ وَكَمَا كَانَتِ ٱلْحَالَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ يُخَطِّطُ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلْيَوْمَ مُسْبَقًا كَيْ يَتَبَرَّعُوا كُلٌّ بِحَسَبِ ظَرْفِهِ.‏ (‏لو ٢١:‏١-‏٤؛‏ اع ٤:‏٣٢-‏٣٥‏)‏ وَيَهْوَهُ يُقَدِّرُ هٰذِهِ ٱلرُّوحَ ٱلسَّخِيَّةَ.‏

مُتَطَوِّعٌ فِي لَجْنَةِ بِنَاءٍ إِقْلِيمِيَّةٍ فِي تَكْسِيدُو،‏ نْيُويُورْك،‏ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ

١٢،‏ ١٣ أَيَّةُ تَحَفُّظَاتٍ قَدْ تَجْعَلُ ٱلْبَعْضَ يَمْتَنِعُونَ عَنِ ٱسْتِخْدَامِ طَاقَتِهِمْ وَمَقْدِرَاتِهِمْ فِي تَأْيِيدِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ وَكَيْفَ سَيُسَاعِدُهُمْ يَهْوَهُ؟‏

١٢ طَاقَتُنَا وَمَقْدِرَاتُنَا.‏ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ فِي جُهُودِنَا ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا لِٱسْتِخْدَامِ طَاقَتِنَا وَمَقْدِرَاتِنَا فِي تَأْيِيدِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَهُوَ يَعِدُنَا أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا حِينَ نُعْيِي مِنَ ٱلتَّعَبِ.‏ (‏اش ٤٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ فَهَلْ نَشْعُرُ أَنَّهُ تَنْقُصُنَا ٱلْمَهَارَاتُ ٱللَّازِمَةُ لِلْمُسَاهَمَةِ فِي ٱلْعَمَلِ؟‏ وَهَلْ نُفَكِّرُ أَنَّ هُنَاكَ إِخْوَةً غَيْرَنَا أَكْثَرَ أَهْلِيَّةً مِنَّا لِلْقِيَامِ بِهِ؟‏ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ بِمَقْدُورِ يَهْوَهَ تَحْسِينَ قُدُرَاتِ ٱلْمَرْءِ،‏ تَمَامًا كَمَا فَعَلَ مَعَ بَصَلْئِيلَ وَأُهُولِيآبَ.‏ —‏ خر ٣١:‏١-‏٦‏؛‏ اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏

١٣ يُشَجِّعُنَا يَهْوَهُ أَنْ نُقَدِّمَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا وَلَا نَمْتَنِعَ عَنْ ذٰلِكَ.‏ (‏ام ٣:‏٢٧‏)‏ أَثْنَاءَ إِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْيَهُودِ فِي أُورُشَلِيمَ أَنْ يَتَأَمَّلُوا فِي مَا كَانُوا يُنْجِزُونَهُ فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ.‏ (‏حج ١:‏٢-‏٥‏)‏ فَقَدْ سَمَحُوا لِأَنْفُسِهِمْ أَنْ يَتَلَهَّوْا،‏ وَخَسِرُوا تَرْكِيزَهُمْ.‏ لِذَا،‏ يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَا إِذَا كَانَتْ أَوْلَوِيَّاتُنَا تَنْسَجِمُ مَعَ أَوْلَوِيَّاتِ يَهْوَهَ.‏ فَهَلْ ‹نَتَأَمَّلُ فِي طُرُقِنَا› كَيْ نَتَمَكَّنَ مِنْ زِيَادَةِ مُشَارَكَتِنَا فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟‏

تَضْحِيَاتٌ عَلَى حَسَبِ مَا لَدَيْنَا

١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَتَشَجَّعُ بِمِثَالِ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ يَمْلِكُونَ مَوَارِدَ مَحْدُودَةً؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ رَغْبَتُنَا؟‏

١٤ يَعِيشُ كَثِيرُونَ فِي مَنَاطِقَ يَسُودُهَا ٱلْفَقْرُ وَٱلشَّدَائِدُ.‏ لِذٰلِكَ،‏ تَعْمَلُ هَيْئَتُنَا عَلَى «سَدِّ» إِعْوَازِ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي تِلْكَ ٱلْمَنَاطِقِ.‏ (‏٢ كو ٨:‏١٤‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ حَتَّى ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ مَوَارِدَ مَحْدُودَةً يُقَدِّرُونَ ٱمْتِيَازَ ٱلْعَطَاءِ.‏ وَيَهْوَهُ يَفْرَحُ حِينَ يَنْدَفِعُ ٱلْفَقِيرُ مَادِّيًّا إِلَى ٱلْعَطَاءِ بِسُرُورٍ.‏ —‏ ٢ كو ٩:‏٧‏.‏

١٥ فِي أَحَدِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلشَّدِيدَةِ ٱلْفَقْرِ فِي إِفْرِيقْيَا،‏ يُخَصِّصُ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ قِطْعَةً صَغِيرَةً مِنْ حَدِيقَتِهِمْ،‏ وَيَسْتَخْدِمُونَ ٱلْأَمْوَالَ ٱلَّتِي يَجْنُونَهَا مِنْ مَبِيعِ مَحَاصِيلِهَا لِيَدْعَمُوا عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ عَيْنِهِ،‏ أُقِيمَ مَشْرُوعٌ لِبِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ.‏ فَأَرَادَ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلْمَحَلِّيُّونَ أَنْ يُسَاعِدُوا فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمَشْرُوعَ كَانَ سَيُنَفَّذُ فِي مُنْتَصَفِ مَوْسِمِ ٱلزَّرْعِ.‏ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذٰلِكَ،‏ عَمِلَ ٱلْإِخْوَةُ فِي مَشْرُوعِ ٱلْبِنَاءِ خِلَالَ ٱلنَّهَارِ وَذَهَبُوا لِزَرْعِ حُقُولِهِمْ فِي ٱلْمَسَاءِ.‏ فَيَا لَهُ مِنْ إِعْرَابٍ عَنْ رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ!‏ وَهٰذَا يُذَكِّرُنَا بِٱلْإِخْوَةِ فِي مَقْدُونِيَةَ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ ٱلْتَمَسُوا،‏ رَغْمَ «فَقْرِهِمِ ٱلشَّدِيدِ»،‏ أَنْ يَكُونَ لَهُمُ ٱمْتِيَازُ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي ٱلتَّبَرُّعِ.‏ (‏٢ كو ٨:‏١-‏٤‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ ‹فَلْتَأْتِ يَدُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا بِعَطِيَّةٍ عَلَى حَسَبِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا ٱلَّتِي أَعْطَانَا›.‏ —‏ اقرإ التثنية ١٦:‏١٧‏.‏

١٦ كَيْفَ نَتَأَكَّدُ أَنَّ تَضْحِيَاتِنَا هِيَ مَقْبُولَةٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ؟‏

١٦ وَلٰكِنْ هُنَاكَ كَلِمَةُ تَحْذِيرٍ:‏ كَمَا كَانَتِ ٱلْحَالَةُ فِي زَمَنِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ عَلَيْنَا ٱلِٱنْتِبَاهُ أَنْ تَكُونَ تَقْدِمَاتُنَا ٱلطَّوْعِيَّةُ مَقْبُولَةً فِي نَظَرِ ٱللهِ.‏ لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُوَازِنَ بَيْنَ ٱلِٱهْتِمَامِ بِمَسْؤُولِيَّتِنَا ٱلْعَائِلِيَّةِ وَبَيْنَ عِبَادَةِ يَهْوَهَ.‏ فَٱسْتِخْدَامُ وَقْتِنَا وَمَوَارِدِنَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ لَا يَجِبُ أَنْ يَتَسَبَّبَ فِي إِهْمَالِ خَيْرِ عَائِلَتِنَا ٱلرُّوحِيِّ أَوِ ٱلْجَسَدِيِّ.‏ فَهٰذَا فِي ٱلْوَاقِعِ هُوَ إِعْطَاءٌ مِمَّا لَيْسَ لَنَا.‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ٨:‏١٢‏.‏‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُحَافِظَ عَلَى رُوحِيَّاتِنَا.‏ (‏١ كو ٩:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وَلٰكِنْ لِنَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّنَا حِينَ نَعِيشُ وَفْقَ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ تَجْلُبُ لَنَا تَضْحِيَاتُنَا ٱلْفَرَحَ وَٱلِٱكْتِفَاءَ ٱلْجَزِيلَيْنِ،‏ وَتَكُونُ «مَقْبُولَةً» فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ.‏

تَضْحِيَاتُنَا لَهَا قِيمَةٌ كَبِيرَةٌ

١٧،‏ ١٨ كَيْفَ نَشْعُرُ حِيَالَ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَبْذُلُونَ ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي سَبِيلِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ وَفِيمَ يَجِبُ أَنْ نَتَأَمَّلَ جَمِيعًا؟‏

١٧ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ‹يَسْكُبُونَ أَنْفُسَهُمْ كَسَكَائِبَ› بِٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يَقُومُونَ بِهِ لِدَعْمِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏في ٢:‏١٧‏)‏ وَنَحْنُ نُقَدِّرُ تَقْدِيرًا صَادِقًا ٱلَّذِينَ يُعْرِبُونَ عَنْ رُوحٍ سَخِيَّةٍ كَهٰذِهِ.‏ كَمَا أَنَّ زَوْجَاتِ وَأَوْلَادَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ هُمْ أَيْضًا جَدِيرُونَ بِٱلْمَدْحِ عَلَى رُوحِ ٱلسَّخَاءِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلنَّفْسِ ٱلَّتِي يَتَحَلَّوْنَ بِهَا.‏

١٨ يَلْزَمُ ٱلْقِيَامُ بِعَمَلٍ كَثِيرٍ تَأْيِيدًا لِمَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ جَمِيعًا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْعَى لِلْمُسَاهَمَةِ فِيهِ قَدْرَ ٱلْمُسْتَطَاعِ.‏ وَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱلْمُكَافَآتِ عَظِيمَةٌ ٱلْآنَ،‏ وَسَتَكُونُ أَعْظَمَ «فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِي».‏ —‏ مر ١٠:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

^ ‎الفقرة 2‏ اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ بِعُنْوَانِ «لِنُقَرِّبْ لِيَهْوَهَ ذَبَائِحَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ» فِي عَدَدِ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (‏يَنَايِر)‏ ٢٠١٢،‏ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٢١-‏٢٥‏.‏