الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏‹لا تتزعزع سريعا عن صواب عقلك›‏

‏‹لا تتزعزع سريعا عن صواب عقلك›‏

‏«نَطْلُبُ مِنْكُمْ،‏ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ أَلَّا تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ صَوَابِ عَقْلِكُمْ».‏ —‏ ٢ تس ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

١،‏ ٢ لِمَ يَشِيعُ ٱلْخِدَاعُ ٱلْيَوْمَ،‏ وَفِي أَيِّ مَجَالٍ نَتَوَقَّعُ أَنْ يَزْدَادَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

اَلْخِدَاعُ وَٱلِٱحْتِيَالُ وَٱلتَّزْوِيرُ هِيَ أُمُورٌ شَائِعَةٌ جِدًّا فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ.‏ وَنَحْنُ لَا نَتَفَاجَأُ بِهٰذَا لِأَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ بِوُضُوحٍ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ هُوَ مُخَادِعٌ بَارِعٌ وَحَاكِمُ هٰذَا ٱلنِّظَامِ.‏ (‏١ تي ٢:‏١٤؛‏ ١ يو ٥:‏١٩‏)‏ وَفِيمَا نَدْنُو مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ،‏ يَعْظُمُ غَضَبُ ٱلشَّيْطَانِ لِأَنَّهُ عَالِمٌ «أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا».‏ (‏رؤ ١٢:‏١٢‏)‏ لِذَا،‏ نَحْنُ نَتَوَقَّعُ أَنْ يَزْدَادَ ٱلَّذِينَ يُؤَثِّرُ عَلَيْهِمِ ٱلشَّيْطَانُ خِدَاعًا،‏ وَلَا سِيَّمَا فِي مَجَالِ تَضْلِيلِ ٱلَّذِينَ يُرَوِّجُونَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلنَّقِيَّةَ.‏

٢ فَوَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ تَبُثُّ أَحْيَانًا أَقْوَالًا مُضَلِّلَةً وَأَكَاذِيبَ سَافِرَةً عَنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ وَمُعْتَقَدَاتِهِمْ.‏ كَمَا تُسْتَخَدَمُ عَنَاوِينُ ٱلصُّحُفِ ٱلرَّئِيسِيَّةُ،‏ بَرَامِجُ ٱلتِّلِفِزْيُونِ ٱلْوَثَائِقِيَّةُ،‏ وَصَفَحَاتُ ٱلْإِنْتِرْنِت لِنَشْرِ ٱلْأَبَاطِيلِ.‏ نَتِيجَةَ ذٰلِكَ،‏ يُصْبِحُ ٱلْبَعْضُ مُشَوَّشِي ٱلْفِكْرِ،‏ فَيُصَدِّقُونَ بِسُهُولَةٍ مَا يَرَوْنَهُ أَوْ يَسْمَعُونَهُ.‏

٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحْبِطَ خُطَّةَ ٱلشَّيْطَانِ لِخِدَاعِنَا؟‏

٣ وَلِكَيْ نُحْبِطَ هٰذِهِ ٱلْخُطَّةَ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا عَدُوُّنَا،‏ نَحْنُ نَمْلِكُ كَلِمَةَ ٱللهِ ‹ٱلنَّافِعَةَ لِلتَّقْوِيمِ›.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَعَلَّمَ مِمَّا كَتَبَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ ٱلَّذِينَ ٱنْخَدَعُوا وَصَدَّقُوا مَا هُوَ بَاطِلٌ.‏ فَقَدْ حَضَّهُمْ ‹أَلَّا يَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ صَوَابِ عَقْلِهِمْ›.‏ (‏٢ تس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فَأَيَّةُ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْ حَضِّ بُولُسَ ٱلْحُبِّيِّ،‏ وَكَيْفَ نُطَبِّقُهَا فِي حَالَتِنَا ٱلْيَوْمَ؟‏

تَحْذِيرَاتٌ فِي حِينِهَا

٤ كَيْفَ وَجَّهَ بُولُسُ ٱنْتِبَاهَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي إِلَى مَجِيءِ «يَوْمِ يَهْوَهَ»،‏ وَكَيْفَ نَتَلَقَّى نَحْنُ ٱلتَّحْذِيرَاتِ ٱلْيَوْمَ؟‏

٤ فِي ٱلرِّسَالَةِ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي كَتَبَهَا بُولُسُ إِلَى جَمَاعَةِ تَسَالُونِيكِي،‏ وَجَّهَ ٱنْتِبَاهَهُمْ إِلَى مَجِيءِ «يَوْمِ يَهْوَهَ».‏ فَهُوَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَكُونَ إِخْوَتُهُ فِي ظُلْمَةٍ وَغَيْرَ جَاهِزِينَ لِهٰذَا ٱلْيَوْمِ.‏ لِذٰلِكَ،‏ حَثَّهُمْ ‹كَأَبْنَاءِ نُورٍ› أَنْ ‹يَبْقَوْا مُسْتَيْقِظِينَ وَوَاعِينَ›.‏ ‏(‏اقرأ ١ تسالونيكي ٥:‏١-‏٦‏.‏‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ نَحْنُ نَنْتَظِرُ دَمَارَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ ٱلَّذِي سَيَسِمُ بِدَايَةَ يَوْمِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمِ.‏ وَلَدَيْنَا فَهْمٌ مُتَزَايِدٌ لِلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُتَمِّمُ بِهَا يَهْوَهُ قَصْدَهُ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَتَلَقَّى بِٱنْتِظَامٍ عَبْرَ ٱلْجَمَاعَةِ تَذْكِيرَاتٍ فِي حِينِهَا تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى وَاعِينَ.‏ وَٱلِٱنْتِبَاهُ لِهٰذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ ٱلْمُتَكَرِّرَةِ يُقَوِّي تَصْمِيمَنَا عَلَى تَأْدِيَةِ ‹خِدْمَةٍ مُقَدَّسَةٍ [لِلهِ] بِقُوَّتِنَا ٱلْعَقْلِيَّةِ›.‏ —‏ رو ١٢:‏١‏.‏

كَتَبَ بُولُسُ رَسَائِلَ أَعْطَتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ تَحْذِيرَاتٍ فِي حِينِهَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٤،‏ ٥.‏)‏

٥،‏ ٦ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ مَسْأَلَةٍ عَالَجَهَا بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَيَفْعَلُ ٱللهُ قَرِيبًا بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ،‏ وَمَاذَا يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا؟‏

٥ بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ مِنْ إِرْسَالِ بُولُسَ رِسَالَتَهُ ٱلْأُولَى إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي،‏ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً وَجَّهَ فِيهَا ٱنْتِبَاهَهُمْ إِلَى ٱلضِّيقِ ٱلْقَادِمِ ٱلَّذِي سَيُنَفِّذُ فِيهِ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلدَّيْنُونَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ فِي ٱلَّذِينَ «لَا يَعْرِفُونَ ٱللهَ» وَٱلَّذِينَ «لَا يُطِيعُونَ ٱلْبِشَارَةَ».‏ (‏٢ تس ١:‏٦-‏٨‏)‏ وَٱلْإِصْحَاحُ ٱلثَّانِي مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ يَكْشِفُ أَنَّ ٱلْبَعْضَ فِي تِلْكَ ٱلْجَمَاعَةِ كَانُوا ‹مُنْفَعِلِينَ›،‏ أَيْ مُشَوَّشِي ٱلْفِكْرِ،‏ بِسَبَبِ مَا سَمِعُوهُ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ بَاتَ وَشِيكًا.‏ ‏(‏اقرأ ٢ تسالونيكي ٢:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ فَهُمْ لَمْ يَمْتَلِكُوا سِوَى فَهْمٍ مَحْدُودٍ لِلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُتَمِّمُ بِهَا يَهْوَهُ قَصْدَهُ،‏ تَمَامًا كَمَا ٱعْتَرَفَ بُولُسُ لَاحِقًا بِشَأْنِ ٱلتَّنَبُّؤِ:‏ «إِنَّ لَنَا مَعْرِفَةً جُزْئِيَّةً،‏ وَنَتَنَبَّأُ تَنَبُّؤًا جُزْئِيًّا،‏ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا يَجِيءُ مَا هُوَ تَامٌّ،‏ يُبْطَلُ مَا هُوَ جُزْئِيٌّ».‏ (‏١ كو ١٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلتَّحْذِيرَاتِ ٱلْمُوحَى بِهَا ٱلَّتِي أَعْلَنَهَا بُولُسُ،‏ بُطْرُسُ،‏ وَغَيْرُهُمَا مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ كَانَ بِمَقْدُورِهَا أَنْ تُجَهِّزَهُمْ كَيْ يُحَافِظُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ.‏

٦ وَلِيُقَوِّمَ بُولُسُ ٱلْمَسَائِلَ،‏ كَتَبَ بِٱلْوَحْيِ أَنَّ ٱرْتِدَادًا عَظِيمًا وَ «إِنْسَانَ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ» سَيَظْهَرَانِ قَبْلَ إِتْيَانِ يَوْمِ يَهْوَهَ.‏ * بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ ‹سَيُبِيدُ› ٱلرَّبُّ يَسُوعُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ خُدِعُوا.‏ وَقَدْ حَدَّدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ سَبَبَ هٰذِهِ ٱلدَّيْنُونَةِ عَلَيْهِمْ؛‏ فَهُمْ «لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ ٱلْحَقِّ».‏ (‏٢ تس ٢:‏٣،‏ ٨-‏١٠‏)‏ لِذَا،‏ يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أُحِبُّ ٱلْحَقَّ؟‏ وَهَلْ أَبْقَى مُطَّلِعًا عَلَى ٱلْمَفَاهِيمِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلَّتِي تَصْدُرُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةِ أَوِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْأُخْرَى ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُزَوَّدُ لِشَعْبِ ٱللهِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ؟‏›.‏

اِخْتَرْ عُشَرَاءَكَ بِحِكْمَةٍ

٧،‏ ٨ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ مَخَاطِرَ وَاجَهَهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ خَطَرٍ كَبِيرٍ يَجِبُ أَنْ يَحْتَرِزَ مِنْهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْيَوْمَ؟‏

٧ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ كَانُوا سَيُوَاجِهُونَ مَخَاطِرَ أُخْرَى عَدَا ٱلْمُرْتَدِّينَ وَتَعَالِيمِهِمْ.‏ فَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ أَنَّ «مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلْأَذِيَّةِ».‏ وَتَابَعَ قَائِلًا إِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ «هِيَ ٱلَّتِي مَالَ وَرَاءَهَا ٱلْبَعْضُ فَضَلُّوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ طَعْنًا بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ».‏ (‏١ تي ٦:‏١٠‏)‏ هٰذَا وَإِنَّ «أَعْمَالَ ٱلْجَسَدِ» شَكَّلَتْ هِيَ أَيْضًا أَخْطَارًا دَائِمَةً عَلَيْهِمْ.‏ —‏ غل ٥:‏١٩-‏٢١‏.‏

٨ لٰكِنَّ بُولُسَ حَذَّرَ أَهْلَ تَسَالُونِيكِي تَحْذِيرًا قَوِيًّا مِنَ ٱلْخَطَرِ ٱلشَّدِيدِ ٱلَّذِي شَكَّلَهُ أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ وَصَفَهُمْ فِي مَكَانٍ آخَرَ أَنَّهُمْ «رُسُلٌ دَجَّالُونَ».‏ فَمِنْ بَيْنِهِمْ كَانَ هُنَالِكَ «رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ».‏ (‏٢ كو ١١:‏٤،‏ ١٣؛‏ اع ٢٠:‏٣٠‏)‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ مَدَحَ يَسُوعُ ٱلْإِخْوَةَ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ لِأَنَّهُمْ لَمْ ‹يَتَحَمَّلُوا ٱلْأَرْدِيَاءَ›.‏ بَلِ ‹ٱمْتَحَنُوا› ٱلَّذِينَ كَانُوا رُسُلًا دَجَّالِينَ وَكَاذِبِينَ.‏ (‏رؤ ٢:‏٢‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُثِيرِ لِلِٱهْتِمَامِ أَنَّ بُولُسَ حَضَّ أَهْلَ تَسَالُونِيكِي فِي رِسَالَتِهِ ٱلثَّانِيَةِ إِلَيْهِمْ،‏ قَائِلًا:‏ «إِنَّنَا نُوصِيكُمْ،‏ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلَا تَرْتِيبٍ».‏ ثُمَّ خَصَّ بِٱلذِّكْرِ مَسِيحِيِّينَ ‹لَا يُرِيدُونَ أَنْ يَعْمَلُوا›.‏ (‏٢ تس ٣:‏٦،‏ ١٠‏)‏ فَإِذَا دُعِيَ أُولٰئِكَ بِلَا تَرْتِيبٍ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى يَصِحُّ ذٰلِكَ فِي مَنْ يَنْشُرُونَ أَفْكَارَ ٱرْتِدَادٍ!‏ نَعَمْ،‏ كَانَتْ مُعَاشَرَةُ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَفْرَادِ مُعَاشَرَةً لَصِيقَةً خَطِيرَةً جِدًّا وَيَجِبُ تَجَنُّبُهَا،‏ وَهِيَ كَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏ —‏ ام ١٣:‏٢٠‏.‏

٩ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْتَرِسَ إِذَا بَدَأَ أَحَدٌ مَا يَتَفَوَّهُ بِٱلتَّخْمِينَاتِ أَوِ ٱلِٱنْتِقَادَاتِ؟‏

٩ بِمَا أَنَّنَا نَدْنُو مِنِ ٱنْدِلَاعِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ وَنِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ،‏ فَهٰذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتُ ٱلْمُوحَى بِهَا ٱلَّتِي أُعْطِيَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ هِيَ ذَاتُ مَغْزًى أَكْبَرَ ٱلْآنَ.‏ فَنَحْنُ حَتْمًا لَا نُرِيدُ أَنْ ‹نُخْطِئَ ٱلْقَصْدَ مِنْ› نِعْمَةِ يَهْوَهَ وَنَخْسَرَ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ سَوَاءٌ أَكَانَ رَجَاؤُنَا سَمَاوِيًّا أَمْ أَرْضِيًّا.‏ (‏٢ كو ٦:‏١‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَحْتَرِسَ مِنْ أَيِّ شَخْصٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يُحَاوِلُ أَنْ يَجُرَّنَا إِلَى إِجْرَاءِ مُحَادَثَاتٍ ٱنْتِقَادِيَّةٍ أَوْ خَوْضِ نِقَاشَاتٍ فِيهَا تَخْمِينَاتٌ شَخْصِيَّةٌ.‏ —‏ ٢ تس ٣:‏١٣-‏١٥‏.‏

‏‹حَافِظْ عَلَى تَمَسُّكِكَ بِٱلتَّقَالِيدِ›‏

١٠ أَيَّةُ تَقَالِيدَ حَضَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي أَنْ يَلْتَصِقُوا بِهَا؟‏

١٠ حَضَّ بُولُسُ إِخْوَتَهُ فِي تَسَالُونِيكِي أَنْ ‹يَثْبُتُوا› وَيَلْتَصِقُوا بِمَا تَعَلَّمُوهُ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ تسالونيكي ٢:‏١٥‏.‏‏)‏ وَمَا هِيَ «ٱلتَّقَالِيدُ» ٱلَّتِي تَعَلَّمُوهَا؟‏ طَبْعًا،‏ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ ٱلَّتِي ٱخْتَلَقَهَا ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ وَرَوَّجَهَا كَمَا لَوْ أَنَّهَا بِقِيمَةِ مَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ فَبُولُسُ كَانَ يُشِيرُ إِلَى ٱلتَّعَالِيمِ ٱلَّتِي تَسَلَّمَهَا هُوَ وَغَيْرُهُ مِنْ يَسُوعَ،‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى مَا أَوْحَى بِهِ ٱللهُ إِلَيْهِ،‏ وَٱلَّذِي أَصْبَحَ جُزْءٌ كَبِيرٌ مِنْهُ ضِمْنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏ فَقَدْ أَثْنَى عَلَى إِخْوَتِهِ فِي جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا ‹فِي كُلِّ شَيْءٍ يَذْكُرُونَهُ وَيَتَمَسَّكُونَ بِٱلتَّقَالِيدِ كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْهِمْ›.‏ (‏١ كو ١١:‏٢‏)‏ فَهٰذِهِ ٱلتَّعَالِيمُ أَتَتْ مِنْ مَصْدَرٍ مَوْثُوقٍ بِهِ.‏

١١ بِأَيَّةِ طَرِيقَتَيْنِ قَدْ يَتَأَثَّرُ ٱلْبَعْضُ بِٱلْخِدَاعِ؟‏

١١ فِي رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ،‏ لَفَتَ ٱنْتِبَاهَهُمْ إِلَى طَرِيقَتَيْنِ يُمْكِنُ أَنْ يَخْسَرَ بِهِمَا ٱلْمَسِيحِيُّ إِيمَانَهُ وَيْفَشَلَ فِي ٱلثَّبَاتِ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ٢:‏١؛‏ ٣:‏١٢‏.‏‏)‏ فَقَدْ تَحَدَّثَ عَنِ ‹ٱلِٱنْجِرَافِ› وَ «ٱلِٱبْتِعَادِ».‏ لِإِيضَاحِ ٱلْفَرْقِ،‏ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي.‏ تَخَيَّلْ شَخْصًا عَلَى مَتْنِ قَارِبٍ يَنْجَرِفُ عَنْ ضِفَّةِ ٱلنَّهْرِ.‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ سَيَبْتَعِدُ ٱلْقَارِبُ مَسَافَةً قَصِيرَةً لَا يُمْكِنُ مُلَاحَظَتُهَا.‏ لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَسَافَةَ تَزْدَادُ بُعْدًا تَدْرِيجِيًّا.‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ إِذَا كَانَ ٱلشَّخْصُ يَدْفَعُ قَارِبَهُ بَعِيدًا عَنِ ٱلضِّفَّةِ،‏ فَهُوَ ٱلَّذِي يُبْعِدُهُ بِإِرَادَتِهِ.‏ وَتُظْهِرُ ٱلْحَالَتَانِ كِلْتَاهُمَا وَضْعَ بَعْضِ ٱلَّذِينَ يَقَعُونَ ضَحِيَّةَ ٱلْخِدَاعِ،‏ سَامِحِينَ لِثِقَتِهِمْ بِٱلْحَقِّ أَنْ تَضْعُفَ.‏

١٢ أَيَّةُ مَسَاعٍ مَوْجُودَةٍ ٱلْيَوْمَ يُمْكِنُ أَنْ تُدَمِّرَنَا رُوحِيًّا؟‏

١٢ رُبَّمَا هٰذِهِ كَانَتْ حَالَةَ ٱلْبَعْضِ فِي جَمَاعَةِ تَسَالُونِيكِي.‏ وَمَاذَا عَنَّا ٱلْيَوْمَ؟‏ إِنَّ ٱلْمَسَاعِيَ ٱلَّتِي تُضَيِّعُ ٱلْوَقْتَ تَزْدَادُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ فَكِّرْ مَثَلًا كَمْ سَاعَةً يَصْرِفُهَا ٱلْمَرْءُ فِي ٱلتَّوَاصُلِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ عَبْرَ مَوَاقِعِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ،‏ قِرَاءَةِ ٱلرَّسَائِلِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ وَٱلرَّدِّ عَلَيْهَا،‏ مُمَارَسَةِ ٱلْهِوَايَاتِ بِإِفْرَاطٍ،‏ أَوِ ٱلْبَقَاءِ مُطَّلِعًا بِشَكْلٍ تَامٍّ عَلَى ٱلْأَحْدَاثِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ.‏ إِنَّ أَيًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ قَدْ يُلْهِي ٱلْمَسِيحِيَّ وَيُضْعِفُ غَيْرَتَهُ،‏ مَا يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّابِعَةِ مِنَ ٱلْقَلْبِ،‏ دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ وَٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ فَمَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ كَيْ لَا نَتَزَعْزَعَ سَرِيعًا عَنْ صَوَابِ عَقْلِنَا؟‏

كَيْفَ تَحْمِي نَفْسَكَ كَيْ لَا تَتَزَعْزَعَ؟‏

١٣ مَا هُوَ مَوْقِفُ كَثِيرِينَ كَمَا أَنْبَأَ بُطْرُسُ،‏ وَكَيْفَ نَحْمِي إِيمَانَنَا كَيْ لَا يَتَزَعْزَعَ؟‏

١٣ إِنَّ أَحَدَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا بُدَّ أَنْ نَقُومَ بِهَا هُوَ ٱلْبَقَاءُ مُتَيَقِّظِينَ لِلْوَقْتِ ٱلَّذِي نَعِيشُ فِيهِ وَٱلتَّأْثِيرِ ٱلَّذِي تَتْرُكُهُ فِينَا مُعَاشَرَةُ ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ ٱلِٱعْتِرَافَ بِأَنَّ هٰذِهِ هِيَ «ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ».‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ:‏ «سَيَأْتِي .‏ .‏ .‏ أُنَاسٌ مُسْتَهْزِئُونَ ٱسْتِهْزَاءً،‏ يَسْلُكُونَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهِمْ وَيَقُولُونَ:‏ ‹أَيْنَ هُوَ حُضُورُهُ ٱلْمَوْعُودُ هٰذَا؟‏ فَإِنَّهُ مُنْذُ رَقَدَ آبَاؤُنَا،‏ كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ عَلَى حَالِهِ مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ›».‏ (‏٢ بط ٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ لٰكِنَّ قِرَاءَةَ كَلِمَةِ ٱللهِ يَوْمِيًّا وَدَرْسَهَا بِٱنْتِظَامٍ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نُرَكِّزَ أَيْنَ نَحْنُ فِي مَجْرَى ٱلزَّمَنِ —‏ أَيْ أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ أَنَّنَا فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ».‏ فَٱلِٱرْتِدَادُ ٱلْمُنْبَأُ بِهِ ظَهَرَ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ وَهُوَ مُسْتَمِرٌّ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا.‏ كَمَا أَنَّ «إِنْسَانَ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ» لَا يَزَالُ مَوْجُودًا وَيَضْطَهِدُ خُدَّامَ ٱللهِ.‏ لِذَا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ دَائِمًا لِدُنُوِّ يَوْمِ يَهْوَهَ.‏ —‏ صف ١:‏٧‏.‏

إِنَّ ٱلِٱسْتِعْدَادَ ٱلْجَيِّدَ وَٱلْمُشَارَكَةَ فِي ٱلْخِدْمَةِ يُسَاعِدَانِنَا كَيْ لَا نَتَزَعْزَعَ سَرِيعًا عَنْ صَوَابِ عَقْلِنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٤،‏ ١٥.‏)‏

١٤ كَيْفَ يُشَكِّلُ ٱلْبَقَاءُ مَشْغُولِينَ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ حِمَايَةً لَنَا؟‏

١٤ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ وَأَلَّا نَتَزَعْزَعَ عَنْ صَوَابِ عَقْلِنَا هِيَ ٱلِٱشْتِرَاكُ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ لِذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّهُ عِنْدَمَا فَوَّضَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ،‏ رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ إِلَى أَتْبَاعِهِ أَنْ يُتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ وَيُعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا مَا عَلَّمَهُمْ إِيَّاهُ،‏ كَانَ بِذٰلِكَ يُعْطِيهِمْ نَصِيحَةً تُشَكِّلُ حِمَايَةً لَهُمْ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَٱلِٱنْصِيَاعُ لِإِرْشَادِهِ يَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ غَيَارَى فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَخَيَّلَ أَنَّ إِخَوَتَنَا فِي تَسَالُونِيكِي كَانُوا يَكْتَفُونَ بِأَنْ يَكْرِزُوا وَيُعَلِّمُوا بِطَرِيقَةٍ آلِيَّةٍ،‏ كَمَا لَوْ أَنَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يُتَمِّمُوا ٱلْعَمَلَ بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ بُولُسَ قَالَ لَهُمْ:‏ «لَا تُطْفِئُوا ٱلرُّوحَ.‏ لَا تَزْدَرُوا بِٱلتَّنَبُّؤَاتِ».‏ (‏١ تس ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ غَيَارَى فِي دَرْسِ ٱلنُّبُوَّاتِ وَشَرْحِهَا لِلْآخَرِينَ!‏

١٥ أَيَّةُ أُمُورٍ مُسَاعِدَةٍ يُمْكِنُ أَنْ نُنَاقِشَهَا فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟‏

١٥ لَا رَيْبَ أَنَّنَا نُرِيدُ مُسَاعَدَةَ أَعْضَاءِ عَائِلَاتِنَا عَلَى تَنْمِيَةِ قُدُرَاتِهِمْ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ وَقَدْ وَجَدَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ أَنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِإِنْجَازِ ذٰلِكَ هِيَ أَنْ يُخَصِّصُوا جُزْءًا مِنْ عِبَادَتِهِمِ ٱلْعَائِلِيَّةِ لِلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَلَعَلَّكَ تَجِدُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُسَاعِدِ أَنْ تُنَاقِشَ كَيْفَ يُلَاحِقُ أَفْرَادُ ٱلْعَائِلَةِ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلَّذِي يُلَاقُونَهُ،‏ مَاذَا يَتَحَدَّثُونَ فِي ٱلزِّيَارَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ أَيَّةُ مَوَاضِيعَ تُثِيرُ ٱهْتِمَامَ ٱلشَّخْصِ،‏ وَمَتَى يَكُونُ ٱلْوَقْتُ ٱلْأَنْسَبُ لِلْقِيَامِ بِٱلزِّيَارَةِ.‏ وَكَثِيرُونَ أَيْضًا يُخَصِّصُونَ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ لِيَسْتَعِدُّوا لِلِٱجْتِمَاعَاتِ كَيْ يَكُونُوا عَلَى عِلْمٍ بِمَا سَيُنَاقَشُ فِيهَا.‏ فَهَلْ بِمَقْدُورِكَ أَنْ تَسْتَعِدَّ أَكْثَرَ لِلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟‏ إِنَّ مُشَارَكَتَكَ فِيهَا سَتُقَوِّي إِيمَانَكَ وَتُسَاعِدُكَ أَلَّا تَتَزَعْزَعَ عَنْ صَوَابِ عَقْلِكَ.‏ (‏مز ٣٥:‏١٨‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ سَتَحْمِيكَ مِنَ ٱلتَّخْمِينَاتِ وَٱلشُّكُوكِ.‏

١٦ أَيُّ حَافِزٍ يَمْلِكُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ يَدْفَعُهُمْ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى قُوَّتِهِمِ ٱلْعَقْلِيَّةِ؟‏

١٦ بَارَكَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ بِفَهْمٍ مُتَزَايِدٍ لِنُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَهٰذَا يَزِيدُنَا ثِقَةً بِٱلْمُكَافَأَةِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُنَا.‏ فَٱلْمَمْسُوحُونَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَيَا لَهُ مِنْ حَافِزٍ يَدْفَعُهُمْ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى قُوَّتِهِمِ ٱلْعَقْلِيَّةِ!‏ وَيُمْكِنُنَا حَقًّا أَنْ نُطَبِّقَ عَلَيْهِمْ كَلِمَاتِ بُولُسَ ٱلَّتِي كَتَبَهَا إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي:‏ «يَجِبُ أَنْ نَشْكُرَ ٱللهَ دَائِمًا مِنْ أَجْلِكُمْ،‏ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَحْبُوبُونَ مِنْ يَهْوَهَ،‏ لِأَنَّ ٱللهَ ٱنْتَقَاكُمْ .‏ .‏ .‏ بِتَقْدِيسِكُمْ بِٱلرُّوحِ وَإِيمَانِكُمْ بِٱلْحَقِّ».‏ —‏ ٢ تس ٢:‏١٣‏.‏

١٧ أَيُّ تَشْجِيعٍ تَجِدُهُ فِي ٢ تَسَالُونِيكِي ٣:‏١-‏٥‏؟‏

١٧ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ يُجَاهِدُوا كَيْ لَا يَتَزَعْزَعُوا عَنْ صَوَابِ عَقْلِهِمْ.‏ فَإِذَا كُنْتَ تَمْلِكُ ٱلرَّجَاءَ ٱلْأَرْضِيَّ،‏ فَأَصْغِ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ ٱلَّذِي كَتَبَهُ بُولُسُ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي تَسَالُونِيكِي.‏ ‏(‏اقرأ ٢ تسالونيكي ٣:‏١-‏٥‏.‏‏)‏ فَكُلٌّ مِنَّا يَجِبُ أَنْ يُقَدِّرَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ ٱلْحُبِّيَّةَ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ رِسَالَةَ بُولُسَ إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي تُزَوِّدُ تَحْذِيرَاتٍ هَامَّةً مِنَ ٱلتَّخْمِينَاتِ أَوِ ٱلشُّكُوكِ.‏ وَبِمَا أَنَّنَا نَعِيشُ فِي نِهَايَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُقَدِّرَ جِدًّا هٰذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ.‏

^ ‎الفقرة 6‏ أَشَارَ بُولُسُ فِي ٱلْأَعْمَال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠ أَنَّهُ «سَيَقُومُ رِجَالٌ [مِنْ ضِمْنِ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ] يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ».‏ وَٱلتَّارِيخُ يُؤَكِّدُ أَنَّهُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ ٱبْتَدَأَ يَظْهَرُ فَرْقٌ بَيْنَ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ وَبَاقِي أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَبِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ،‏ صَارَ «إِنْسَانُ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ» ظَاهِرًا،‏ مُمَثَّلًا بِصَفِّ رِجَالِ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ —‏ اُنْظُرْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١ شُبَاطَ (‏فِبْرَايِر)‏ ١٩٩٠،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ١٠-‏١٤‏.‏