يهوه هو صديقنا الافضل
«دُعِيَ [إِبْرَاهِيمُ] ‹صَدِيقَ يَهْوَهَ›». — يع ٢:٢٣.
١ أَيَّةُ قُدْرَةٍ نَمْتَلِكُهَا بِمَا أَنَّنَا خُلِقْنَا عَلَى صُورَةِ ٱللهِ؟
يَقُولُ مَثَلٌ شَائِعٌ: «اَلْوَلَدُ صُورَةٌ عَنْ أَبِيهِ». فَأَوْلَادٌ كَثِيرُونَ يُشَابِهُونَ وَالِدِيهِمْ شَبَهًا كَبِيرًا بِسَبَبِ عَامِلِ ٱلْوِرَاثَةِ. إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ لِأَنَّهُ أَعْطَانَا نَسَمَةَ ٱلْحَيَاةِ. (مز ٣٦:٩) وَبِمَا أَنَّنَا أَوْلَادُهُ ٱلْبَشَرِيُّونَ، فَنَحْنُ نُشْبِهُهُ إِلَى حَدٍّ مَا. فَلِأَنَّنَا خُلِقْنَا عَلَى صُورَتِهِ، لَدَيْنَا ٱلْقُدْرَةُ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ، ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ، وَتَنْمِيَةِ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْحَمِيمَةِ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا. — تك ١:٢٦.
٢ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ تُبْنَى صَدَاقَتُنَا مَعَ يَهْوَهَ؟
٢ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ يَهْوَهُ أَفْضَلَ صَدِيقٍ لَنَا. وَصَدَاقَةٌ كَهٰذِهِ مَبْنِيَّةٌ عَلَى أَسَاسِ مَحَبَّةِ ٱللهِ لَنَا وَمُمَارَسَتِنَا ٱلْإِيمَانَ بِهِ وَبِٱبْنِهِ. قَالَ يَسُوعُ: «إِنَّ ٱللهَ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٣:١٦) وَثَمَّةَ أَمْثِلَةٌ كَثِيرَةٌ عَنْ أَشْخَاصٍ تَمَتَّعُوا بِصَدَاقَةٍ حَمِيمَةٍ مَعَ يَهْوَهَ. فَلْنَتَعَلَّمْ عَنِ ٱثْنَيْنِ مِنْهُمْ.
«إِبْرَاهِيمُ صَدِيقِي»
٣، ٤ قَابِلْ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلصَّدَاقَةِ مَعَ يَهْوَهَ.
٣ دَعَا يَهْوَهُ إِبْرَاهِيمَ، ٱلْأَبَ ٱلْجَلِيلَ وَسَلَفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، «صَدِيقِي». (اش ) فَمَاذَا مَكَّنَ إِبْرَاهِيمَ مِنَ ٱلتَّمَتُّعِ بِصَدَاقَةٍ حَمِيمَةٍ مَعَ خَالِقِهِ؟ يَرْجِعُ ٱلسَّبَبُ إِلَى إِيمَانِهِ ٱلرَّاسِخِ بِيَهْوَهَ. — ٤١:٨تك ١٥:٦؛ اقرأ يعقوب ٢:
٤ بِٱلْمُقَابِلِ، حَظِيَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، ٱلَّذِينَ أَصْبَحُوا لَاحِقًا أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ، بِٱمْتِيَازِ أَنْ يَكُونَ يَهْوَهُ أَبَاهُمْ وَصَدِيقَهُمْ. لٰكِنَّهُمْ، لِلْأَسَفِ، خَسِرُوا صَدَاقَتَهُمْ مَعَ يَهْوَهَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَمِرُّوا فِي مُمَارَسَةِ ٱلْإِيمَانِ بِوُعُودِهِ.
٥، ٦ (أ) كَيْفَ أَصْبَحَ يَهْوَهُ صَدِيقَكَ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ يَسْتَحِقَّانِ ٱهْتِمَامَنَا؟
٥ كُلَّمَا تَعَلَّمْتَ عَنْ يَهْوَهَ، قَوِيَ إِيمَانُكَ بِهِ وَعَمُقَتْ مَحَبَّتُكَ لَهُ. عُدْ بِٱلذَّاكِرَةِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ: لَقَدْ تَعَلَّمْتَ أَنَّ ٱللهَ شَخْصِيَّةٌ حَقِيقِيَّةٌ، وَأَنَّهُ بِمَقْدُورِكَ تَنْمِيَةُ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِهِ. كَمَا تَعَلَّمْتَ أَنَّنَا جَمِيعَنَا وُلِدْنَا فِي ٱلْخَطِيَّةِ بِسَبَبِ عِصْيَانِ آدَمَ وَأَنَّ ٱلْبَشَرَ كُلَّهُمْ مُبْعَدُونَ عَنِ ٱللهِ. (كو ١:٢١) ثُمَّ أَدْرَكْتَ أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْمُحِبَّ لَيْسَ بَعِيدًا عَنَّا، بَلْ يَهْتَمُّ بِنَا. وَحِينَ عَرَفْتَ أَنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ وَمَارَسْتَ ٱلْإِيمَانَ بِهٰذِهِ ٱلذَّبِيحَةِ، بَدَأْتَ تَبْنِي صَدَاقَةً مَعَهُ.
٦ وَفِيمَا تَسْتَرْجِعُ ٱلْمَاضِيَ، ٱطْرَحْ عَلَى نَفْسِكَ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ: ‹هَلْ أُوَثِّقُ صَدَاقَتِي مَعَ ٱللهِ؟ وَهَلْ ثِقَتِي بِصَدِيقِي ٱلْمُحِبِّ يَهْوَهَ قَوِيَّةٌ، وَهَلْ تَنْمُو مَحَبَّتِي لَهُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ؟›. سَنَتَعَلَّمُ ٱلْآنَ عَنْ مِثَالِ جِدْعُونَ، شَخْصٍ آخَرَ عَاشَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ وَتَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِيَهْوَهَ، وَسَنَرَى كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ مِثَالِهِ ٱلْحَسَنِ.
يَهْوَهُ سَلَامٌ
٧-٩ (أ) أَيُّ ٱخْتِبَارٍ جَدِيرٍ بِٱلذِّكْرِ مَرَّ بِهِ جِدْعُونُ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) كَيْفَ نَكُونُ أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَهَ؟
٧ خَدَمَ ٱلْقَاضِي جِدْعُونُ يَهْوَهَ فِي حِقْبَةٍ مُضْطَرِبَةٍ مِنْ تَارِيخِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ دُخُولِهَا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. فَخِلَالَ عَهْدِهِ، كَانَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلْمِدْيَانِيَّةُ تَنْفُثُ تَهْدِيدًا عَلَى شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، كَانَ جِدْعُونُ يَخْبِطُ حِنْطَةً فِي مِعْصَرَةِ ٱلْخَمْرِ، وَلَيْسَ فِي حَقْلٍ مَكْشُوفٍ، كَيْ يُخْفِيَ ٱلْحُبُوبَ بِسُرْعَةٍ مِنْ أَمَامِ مِدْيَانَ. فِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، ظَهَرَ مَلَاكُ يَهْوَهَ لَهُ فِي عُفْرَةَ. وَإِذْ تَفَاجَأَ جِدْعُونُ أَنَّ مَلَاكًا ظَهَرَ لَهُ وَدَعَاهُ «ٱلْجَبَّارَ ٱلْبَاسِلَ»، تَسَاءَلَ مَا إِذَا كَانَ يَهْوَهُ، ٱلَّذِي أَنْقَذَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ، سَيُخَلِّصُهُمُ ٱلْآنَ مِنْ يَدِ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ. فَأَجَابَهُ ٱلْمَلَاكُ نَاطِقًا بِلِسَانِ يَهْوَهَ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُهُ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ.
٨ لٰكِنَّ جِدْعُونَ تَسَاءَلَ كَيْفَ سَيَكُونُ مُمْكِنًا أَنْ ‹يُخَلِّصَ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ مِدْيَانَ›. فَأَتَاهُ ٱلْجَوَابُ مُبَاشِرًا: «سَأَكُونُ مَعَكَ، فَتَضْرِبُ مِدْيَانَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ». (قض ٦:
٩ وَمَا حَدَثَ بَعْدَ ذٰلِكَ مَتَّنَ إِيمَانَ جِدْعُونَ وَقَرَّبَهُ أَكْثَرَ إِلَى ٱللهِ. فَقَدْ حَضَّرَ وَلِيمَةً وَقَدَّمَهَا إِلَى ٱلْمَلَاكِ. وَحِينَ أَكَلَتِ ٱلنَّارُ ٱلطَّعَامَ عَجَائِبِيًّا إِذْ مَسَّهُ ٱلْمَلَاكُ بِعُكَّازِهِ، أَدْرَكَ جِدْعُونُ أَنَّ ٱلْمَلَاكَ كَانَ فِعْلًا مُمَثِّلَ يَهْوَهَ. فَعَبَّرَ مُتَعَجِّبًا: «آهِ أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ، لِأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَلَاكَ يَهْوَهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ!». (قض ٦:
مَنْ يَكُونُ «ضَيْفًا فِي خَيْمَةِ» يَهْوَهَ؟
١٠ مَاذَا يَطْلُبُ مِنَّا يَهْوَهُ كَيْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ لَهُ كَمَا يَذْكُرُ ٱلْمَزْمُور ١٥:
١٠ لِكَيْ يَكُونَ يَهْوَهُ صَدِيقَنَا، عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَوْفِيَ بَعْضَ ٱلشُّرُوطِ. فَفِي ٱلْمَزْمُورِ ٱلْـ ١٥، كَتَبَ دَاوُدُ مَا هُوَ مَطْلُوبٌ مِنَّا كَيْ نَكُونَ ‹ضُيُوفًا فِي خَيْمَةِ› يَهْوَهَ، أَيْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَهُ. (مز ١٥:١) وَسَنُرَكِّزُ عَلَى ٱثْنَيْنِ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَطَالِبِ: تَجَنُّبِ ٱلِٱفْتِرَاءِ وَٱلتَّصَرُّفِ بِنَزَاهَةٍ فِي كُلِّ تَعَامُلَاتِنَا. فَبِخُصُوصِ هَاتَيْنِ ٱلْمَسْأَلَتَيْنِ، قَالَ دَاوُدُ عَنِ ٱلضَّيْفِ ٱلَّذِي يَنْزِلُ فِي خَيْمَةِ يَهْوَهَ: «لَا يَفْتَرِي بِلِسَانِهِ . . . لَا يَأْخُذُ رَشْوَةً عَلَى ٱلْبَرِيءِ». — مز ١٥:
١١ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلِٱفْتِرَاءَ عَلَى أَحَدٍ؟
١١ وَفِي مَزْمُورٍ آخَرَ، حَذَّرَ دَاوُدُ: «صُنْ لِسَانَكَ عَمَّا هُوَ رَدِيءٌ». (مز ٣٤:١٣) إِنَّ عَدَمَ إِطَاعَةِ هٰذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا يُحْدِثُ فَجْوَةً بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْبَارِّ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ٱلِٱفْتِرَاءُ هُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ عَدُوِّ يَهْوَهَ ٱلرَّئِيسِيِّ، ٱلشَّيْطَانِ. فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَنْقُولَةُ إِلَى «إِبْلِيسَ» تَعْنِي «ٱلْمُفْتَرِيَ». لِذَا، إِنْ ضَبَطْنَا لِسَانَنَا فِيمَا نَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْآخَرِينَ، نُحَافِظُ عَلَى عَلَاقَتِنَا ٱللَّصِيقَةِ بِيَهْوَهَ. وَيَصِحُّ هٰذَا ٱلْأَمْرُ خُصُوصًا فِي مَوْقِفِنَا مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُعَيَّنِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. — اقرإ العبرانيين ١٣:١٧؛ يهوذا ٨.
١٢، ١٣ (أ) لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلنَّزَاهَةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ نَزَاهَتُنَا فِي ٱلْآخَرِينَ؟
١٢ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، إِنَّ ٱلنَّزَاهَةَ صِفَةٌ تُمَيِّزُنَا كَخُدَّامٍ لِيَهْوَهَ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «وَاصِلُوا ٱلصَّلَاةَ لِأَجْلِنَا، لِأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيرًا حَسَنًا، إِذْ نَرْغَبُ أَنْ نَسْلُكَ حَسَنًا فِي كُلِّ شَيْءٍ». (عب ١٣:١٨) وَلِأَنَّنَا مُصَمِّمُونَ أَنْ نَسْلُكَ بِنَزَاهَةٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، نَتَجَنَّبُ ٱسْتِغْلَالَ إِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَإِذَا كَانُوا مُسْتَخْدَمِينَ عِنْدَنَا مَثَلًا، نَحْرِصُ عَلَى أَنْ نُعَامِلَهُمْ بِإِنْصَافٍ وَنَدْفَعَ أُجْرَتَهُمْ عَلَى حَسَبِ ٱلِٱتِّفَاقِ ٱلَّذِي أَبْرَمْنَاهُ مَعَهُمْ. فَكَمَسِيحِيِّينَ، نَتَعَامَلُ بِنَزَاهَةٍ مَعَ مَنْ يَعْمَلُونَ لِحِسَابِنَا وَمَعَ كُلِّ ٱلنَّاسِ. بِٱلْمُقَابِلِ، إِذَا كُنَّا نَعْمَلُ لَدَى أَخٍ مَسِيحِيٍّ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَوَقَّعَ نَيْلَ مُعَامَلَةٍ خَاصَّةٍ مِنْهُ.
١٣ كَمْ مِنْ مَرَّةٍ سَمِعْنَا عِبَارَاتِ تَقْدِيرٍ مِنْ أَشْخَاصٍ فِي ٱلْعَالَمِ يَتَعَامَلُونَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ! عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَاحَظَ مُدِيرُ شَرِكَةٍ كَبِيرَةٍ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ يَلْتَزِمُونَ بِكَلَامِهِمْ. فَعَبَّرَ قَائِلًا: «أَنْتُمْ تَلْتَزِمُونَ دَائِمًا بِمَا وَافَقْتُمْ عَلَيْهِ». (مز ١٥:٤) وَلَا رَيْبَ أَنَّ هٰذَا ٱلْمَسْلَكَ يُسَاعِدُنَا كَيْ نُحَافِظَ عَلَى صَدَاقَتِنَا مَعَ يَهْوَهَ وَيَجْلُبُ ٱلتَّسْبِيحَ لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُحِبِّ.
سَاعِدِ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَصِيرُوا أَصْدِقَاءَ يَهْوَهَ
١٤، ١٥ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ فِي خِدْمَتِنَا أَنْ يَصِيرُوا أَصْدِقَاءَ يَهْوَهَ؟
١٤ مَعَ أَنَّنَا نَلْتَقِي أُنَاسًا كَثِيرِينَ فِي خِدْمَتِنَا يُؤْمِنُونَ بِوُجُودِ ٱللهِ، إِلَّا أَنَّهُمْ قَدْ لَا يَعْتَبِرُونَهُ صَدِيقَهُمُ ٱلْأَفْضَلَ. فَكَيْفَ نُسَاعِدُ أَمْثَالَ هٰؤُلَاءِ؟ تَأَمَّلْ فِي ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَسُوعُ لِسَبْعِينَ مِنْ تَلَامِيذِهِ حِينَ أَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ لِيَقُومُوا بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. فَقَدْ أَوْصَاهُمْ: «حَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَقُولُوا أَوَّلًا: ‹سَلَامٌ لِهٰذَا ٱلْبَيْتِ!›. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلَامٍ، يَحِلُّ سَلَامُكُمْ عَلَيْهِ. وَإِلَّا فَيَعُودُ إِلَيْكُمْ». (لو ١٠:
١٥ حَتَّى حِينَ نَلْتَقِي أُنَاسًا مُنْغَمِسِينَ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ أَوْ يَتْبَعُونَ تَقَالِيدَ غَيْرَ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، نَسْتَمِرُّ فِي إِظْهَارِ مَوْقِفٍ وُدِّيٍّ وَمُسَالِمٍ. كَمَا أَنَّنَا نُرَحِّبُ بِحَرَارَةٍ بِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يَحْضُرُونَ ٱجْتِمَاعَاتِنَا، لَا سِيَّمَا ٱلَّذِينَ أَحْبَطَهُمْ هٰذَا ٱلنِّظَامُ وَلَدَيْهِمْ رَغْبَةٌ فِي تَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ عَنِ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي نَعْبُدُهُ. وَتُعْطِينَا سِلْسِلَةُ مَقَالَاتِ «اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ» ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْحَسَنَةِ عَنْ أَشْخَاصٍ كَهٰؤُلَاءِ.
اَلْعَمَلُ مَعَ صَدِيقِنَا ٱلْأَفْضَلِ
١٦ بِأَيِّ مَعْنًى نَكُونُ أَصْدِقَاءَ يَهْوَهَ وَ ‹عَامِلِينَ مَعَهُ›؟
١٦ غَالِبًا مَا تَنْمُو عَلَاقَةُ صَدَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بَيْنَ مَنْ يَعْمَلُونَ سَوِيَّةً. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، إِنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ نَذَرُوا أَنْفُسَهُمْ لِيَهْوَهَ لَدَيْهِمِ ٱلِٱمْتِيَازُ أَنْ ‹يَعْمَلُوا مَعَهُ› وَيَكُونُوا أَصْدِقَاءَ لَهُ. (اقرأ ١ كورنثوس ٣:٩.) وَبِٱلْفِعْلِ، عِنْدَمَا نَشْتَرِكُ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ، نَكْتَسِبُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْبَصِيرَةِ فِي صِفَاتِ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلرَّائِعَةِ. هٰذَا وَنَرَى كَيْفَ يُسَاهِمُ رُوحُهُ ٱلْقُدُسُ فِي تَهْيِئَتِنَا لِإِنْجَازِ تَفْوِيضِنَا أَنْ نُتَمِّمَ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ.
١٧ كَيْفَ يُبَرْهِنُ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي نَنَالُهُ فِي ٱلْمَحَافِلِ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ صَدِيقُنَا؟
١٧ كُلَّمَا شَارَكْنَا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ، شَعَرْنَا بِأَنَّنَا أَقْرَبُ إِلَى يَهْوَهَ. مَثَلًا، نَحْنُ نَرَى كَيْفَ يُحْبِطُ جُهُودَ ٱلْمُقَاوِمِينَ لِإِيقَافِ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. كَمَا أَنَّنَا نَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ حِينَ نَلْحَظُ بِوُضُوحٍ كَيْفَ يُرْشِدُنَا وَيُزَوِّدُنَا بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. فَمَحَافِلُنَا تَكْشِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ جَيِّدًا مَشَاكِلَنَا وَحَاجَاتِنَا. كَتَبَتْ عَائِلَةٌ فِي رِسَالَةٍ تُعَبِّرُ فِيهَا عَنْ تَقْدِيرِهَا لِأَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ: «لَقَدْ مَسَّ ٱلْبَرْنَامَجُ قُلُوبَنَا فِعْلًا. فَشَعَرْنَا أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا كَثِيرًا وَيُرِيدُ لَنَا ٱلنَّجَاحَ». وَبَعْدَمَا حَضَرَ زَوْجَانِ أَلْمَانِيَّانِ مَحْفِلًا خُصُوصِيًّا فِي إِيرْلَنْدَا، عَبَّرَا فِي رِسَالَةٍ إِلَى مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ عَنْ تَقْدِيرِهِمَا لِٱسْتِقْبَالِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْحَارِّ لَهُمَا وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِهِمَا. وَأَضَافَا قَائِلَيْنِ: «لٰكِنَّ شُكْرَنَا ٱلْأَكْبَرَ يَرْجِعُ إِلَى يَهْوَهَ وَمَلِكِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَهُمَا مَنْ دَعَوَانَا لِنَكُونَ جُزْءًا مِنْ هٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ ٱلْمُوَحَّدَةِ. فَنَحْنُ، شَعْبَ ٱللهِ، لَا نَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْوَحْدَةِ فَحَسْبُ بَلْ نَتَمَتَّعُ بِهَا كُلَّ يَوْمٍ. وَسَيُذَكِّرُنَا دَائِمًا مَا ٱخْتَبَرْنَاهُ فِي ٱلْمَحْفِلِ ٱلْخُصُوصِيِّ فِي دَبْلِن
بِٱمْتِيَازِنَا ٱلثَّمِينِ أَنْ نَخْدُمَ إِلٰهَنَا ٱلْعَظِيمَ إِلَى جَانِبِكُمْ جَمِيعًا».اَلْأَصْدِقَاءُ يَتَوَاصَلُونَ
١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِتَوَاصُلِنَا مَعَ يَهْوَهَ؟
١٨ تَقْوَى أَوَاصِرُ ٱلصَّدَاقَةِ عِنْدَ وُجُودِ تَوَاصُلٍ جَيِّدٍ. فِي عَصْرِ ٱلْإِنْتِرْنِت وَٱلتِّكْنُولُوجْيَا هٰذَا، كَثِيرًا مَا نَسْتَخْدِمُ مَوَاقِعَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ وَٱلرَّسَائِلَ ٱلنَّصِّيَّةَ لِنَتَوَاصَلَ مَعَ أَصْدِقَائِنَا. فَإِلَى أَيِّ حَدٍّ نَتَوَاصَلُ مَعَ يَهْوَهَ، أَفْضَلِ صَدِيقٍ لَنَا؟ وَكَمْ مَرَّةً نَأْخُذُ ٱلْمُبَادَرَةَ لِلتَّكَلُّمِ مَعَ «سَامِعِ ٱلصَّلَاةِ»؟ — مز ٦٥:٢.
١٩ أَيْنَ نَجِدُ ٱلْمُسَاعَدَةَ إِذَا ٱسْتَصْعَبْنَا فَتْحَ قُلُوبِنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ؟
١٩ يَسْتَصْعِبُ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللهِ أَنْ يَفْتَحُوا قُلُوبَهُمْ وَيَسْكُبُوا لَهُ مَشَاعِرَهُمُ ٱلْعَمِيقَةَ. وَلٰكِنْ، هٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَفْعَلَهُ حِينَمَا نُصَلِّي. (مز ١١٩:١٤٥؛ مرا ٣:٤١) حَتَّى لَوْ وَجَدْنَا أَنَّ ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ مَشَاعِرَ قَلْبِيَّةٍ كَهٰذِهِ صَعْبٌ، فَنَحْنُ لَسْنَا مَتْرُوكِينَ دُونَ مُسَاعَدَةٍ. كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا: «إِنَّنَا لَا نَعْلَمُ مَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِ عِنْدَ حَاجَتِنَا إِلَى ٱلصَّلَاةِ، إِلَّا أَنَّ ٱلرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ لَنَا بِأَنَّاتٍ لَمْ يُنْطَقْ بِهَا. وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي يَفْحَصُ ٱلْقُلُوبَ يَعْرِفُ مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ، لِأَنَّ ٱلرُّوحَ يَشْفَعُ لِلْقِدِّيسِينَ بِمَا يُوَافِقُ ٱللهَ». (رو ٨:
٢٠، ٢١ أَيُّ تَعْزِيَةٍ نَجِدُهَا فِي كَلِمَاتِ بُولُسَ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي فِيلِبِّي ٤:
٢٠ وَعِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ وَٱلضِّيقَاتِ، لِنُصْغِ إِلَى نَصِيحَةِ بُولُسَ ٱلْمُوحَى بِهَا إِلَى ٱلْفِيلِيبِّيِّينَ: «لَا تَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ». وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلتَّوَاصُلِ مَعَ أَفْضَلِ صَدِيقٍ لَنَا سَيُشْعِرُنَا بِٱلرَّاحَةِ وَٱلْعَزَاءِ، حَسْبَمَا أَضَافَ بُولُسُ: «سَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ وَقُوَاكُمُ ٱلْعَقْلِيَّةَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». (في ٤:
٢١ إِنَّ ٱلصَّلَاةَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُنَمِّيَ صَدَاقَةً مَعَ يَهْوَهَ. لِذَا ‹لِنُصَلِّ بِلَا ٱنْقِطَاعٍ›. (١ تس ٥:١٧) وَلْتُقَوِّ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ عَلَاقَتَنَا ٱلنَّفِيسَةَ بِٱللهِ وَتَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْإِذْعَانِ لِمَطَالِبِهِ ٱلْبَارَّةِ. وَلْنَصْرِفْ وَقْتًا وَنَحْنُ نَتَأَمَّلُ فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَتَمَتَّعُ بِهَا لِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ حَقًّا أَبُونَا، إِلٰهُنَا، وَصَدِيقُنَا.