‹عد وقوِّ اخوتك›
بكى بطرس بمرارة بعد ان انكر معرفته بيسوع. وكان عليه ان يجاهد ليستعيد اتزانه الروحي. رغم ذلك، اراد يسوع ان يستخدمه لمساعدة الآخرين. فقد سبق ان قال له: «متى عدت، قوِّ اخوتك». (لو ٢٢:
عندما ينحَّى ناظر ما، قد يولد ذلك فيه شعورا بالفشل. يقول خوليو، * الذي خدم شيخا في اميركا الجنوبية لأكثر من ٢٠ سنة: «شغل تحضير الخطابات، زيارة الاخوة، ورعاية اعضاء الجماعة جزءا كبيرا جدا من وقتي. وفجأة اختفت كلها تاركة فجوة واسعة في حياتي. حقا، كانت هذه الفترة عصيبة». واليوم، يخدم خوليو شيخا من جديد.
‹اعتبره كل فرح›
كتب التلميذ يعقوب: «اعتبروه كل فرح يا اخوتي عندما تواجهون محنا متنوعة». (يع ١:٢) كان يعقوب يشير الى المحن التي تنجم عن الاضطهاد وعن نقائصنا. فقد ذكر الشهوات الانانية، المحاباة، وغيرها. (يع ١:١٤؛ ٢:١؛ ٤:
حتى لو نُحِّي شخص عن مركز مسؤولية في الجماعة، فلا يزال لديه فرصة ان يفحص نوعية ايمانه ويبرهن محبته ليهوه. كما يمكنه ان يتأمل في الاسباب التي جعلته يبتغي اع ٢٠:
عندما ادب يهوه داود على ارتكابه خطايا خطيرة، قبل الملك هذا التأديب ونال الغفران. رنم قائلا: «سعيد هو الذي عُفي عن معصيته وسُترت خطيته. سعيد هو الانسان الذي لا يحسب يهوه له ذنبا، وليس في روحه خداع». (مز ٣٢:
بشكل مشابه، غالبا ما يصبح الاخوة الذين يستعيدون امتياز الخدمة كشيوخ رعاة افضل مما كانوا عليه سابقا. يقول احدهم: «صرت الآن اعرف اكثر كيف اهتم بمَن يرتكب خطأ». ويعبر آخر: «اصبح امتياز خدمة الاخوة اكثر قيمة في نظري».
هل يمكنك ان تعود؟
كتب المرنم الملهم: «لا يعيب [يهوه] الى الابد». (مز ١٠٣:٩) لذا، لا يجب الاعتقاد ان الله لن يثق ثانية بشخص ارتكب خطأ فادحا. يقول ريكاردو الذي خسر امتيازه كشيخ بعد سنوات كثيرة من تولي هذه المسؤولية: «سبب لي فشلي خيبة امل مريرة. ولوقت طويل، حالت مشاعر عدم الجدارة دون عودتي لأخدم الاخوة كناظر. فلم اعد واثقا اني سأكون من جديد اهلا للثقة. ولكن بما انني اتمتع بمساعدة الآخرين، تمكنت من ادارة دروس في الكتاب المقدس، تشجيع الاخوة في قاعة الملكوت، والعمل معهم في خدمة الحقل. وهذا ما ساعدني كي استعيد ثقتي، والآن عدت اخدم شيخا».
ان اضمار الاستياء قد يمنع اخا من الخدمة كشيخ. لذلك، يحسن بالاخوة ان يتمثلوا بخادم يهوه داود الذي اضطر الى الهرب من الملك الحسود شاول. فداود لم ينتقم منه حتى عندما سنحت له الفرصة لفعل ذلك. (١ صم
وماذا عنك؟ هل تشعر انك ضحية سوء فهم او ظلم؟ اذا كانت هذه حالك، فلا تسمح للاستياء ان يهيمن على افكارك. خذ على سبيل المثال ما حدث مع وليَم. فلقد جرِّد من مسؤولياته بعد ان كان قد خدم شيخا لنحو ٣٠ سنة في بريطانيا. نتيجة لذلك، استاء من بعض الشيوخ. وكيف تمكن من استعادة اتزانه؟ يجيب: «امدتني قراءة سفر ايوب بالتشجيع. فإن كان يهوه قد ساعد ايوب ليصنع سلاما مع اصحابه الثلاثة، فكم بالاحرى سيساعدني كي اسالم الشيوخ المسيحيين!». — اي ٤٢:
يبارك الله الذين يخدمون مجددا كرعاة
اذا اخترت ان تتخلى عن دورك في الاعتناء برعية الله، فمن المفيد ان تتأمل في الاسباب التي دفعتك الى اتخاذ قرار كهذا. فهل اثقلت المشاكل الشخصية كاهلك؟ هل بات هنالك امور اكثر اهمية في حياتك؟ هل ثبّطتك نقائص الآخرين؟ مهما كانت الحال، فتذكر انك عندما كنت شيخا، كان بمقدورك مساعدة الآخرين بطرق اكثر. فخطاباتك قوَّتهم، مثالك شجعهم، وزياراتك الرعائية ساعدتهم على الثبات في وجه المحن. هذا وإن العمل الذي قمت به كشيخ امين لم يجلب الفرح لك فحسب، بل فرَّح قلب يهوه ايضا. — ام ٢٧:١١.
لقد استعاد كثيرون فرحهم ورغبتهم في اخذ القيادة في الجماعة بمساعدة يهوه. انت ايضا، سواء تخليت طوعا عن امتيازك او نحِّيت عنه، يمكنك ان ‹تبتغي ان تكون ناظرا› من جديد. (١ تي ٣:١) وبولس لم ينفك عن الصلاة ان يمتلئ المسيحيون في كورنثوس من المعرفة الدقيقة لمشيئة الله ‹لكي يسيروا كما يحق ليهوه بغية ارضائه كاملا›. (كو ١:
^ الفقرة 3 بعض الاسماء الواردة في هذه المقالة مستعارة.