هل تنال ‹الطعام في حينه›؟
نحن نعيش في اصعب وقت من تاريخ الجنس البشري. (٢ تي ٣:
منذ تعيين العبد الامين عام ١٩١٩، يتقاطر الملايين من ‹خدم البيت› الذين يتكلمون شتى اللغات الى هيئة الله ويتغذون روحيا. (مت ٢٤:١٤؛ رؤ ٢٢:١٧) على انه لا تتوفر كمية المواد نفسها في كل اللغات، ولا يتمكن الجميع من الاطلاع على النسخ الالكترونية من اصداراتنا مثل افلام الفيديو والمقالات المتوفرة فقط على موقع jw.org الالكتروني. فهل يعني ذلك ان البعض لا ينالون الطعام الذي يحتاجون اليه ليبقوا اصحاء روحيا؟ كي نخلص الى الاستنتاج الصحيح، لنتأمل في أجوبة اربعة اسئلة مهمة.
١ ما هو المكوِّن الاساسي في الطعام الذي يزوِّده يهوه؟
حينما جرب الشيطان يسوع طالبا منه ان يحول الحجارة الى ارغفة خبز، اجابه ابن الله قائلا: «لا يحي الإنسان بالخبز وحده، بل بكل كلمة تخرج من فم يهوه». (مت ٤:
عملت هيئة يهوه على جعل الكتاب المقدس — ترجمة العالم الجديد متوفرا بشكل جزئي او كامل بأكثر من ١٢٠ لغة. وسنة بعد سنة يزداد عدد اللغات. وبالإضافة الى هذه الترجمة، ثمة بلايين النسخ من ترجمات الكتاب المقدس الاخرى متوفرة بشكل جزئي او كامل بآلاف اللغات. وينسجم هذا الانجاز المذهل مع مشيئة يهوه «ان يخلص شتى الناس ويبلغوا الى معرفة الحق معرفة دقيقة». (١ تي ٢:
٢ اي دور تلعبه مطبوعاتنا في تزويد الطعام الروحي؟
لا يكفي ان يقرأ المرء الكتاب المقدس لكي يترسخ ايمانه. فعليه ان يفهم ما يقرأه ويطبق ما يتعلمه. (يع ١:
يحصل خدام يهوه من خلال المطبوعات على مخزون كبير من الطعام الروحي. (اش ٦٥:١٣) مثلا، ان مجلة برج المراقبة المتوفرة بأكثر من ٢١٠ لغات تشرح نبوات الكتاب المقدس، تزيد فهمنا للحقائق الروحية العميقة، وتحفزنا على العيش بانسجام مع مبادئ الاسفار المقدسة. اما مجلة استيقظ! التي تصدر بنحو ١٠٠ لغة فتوسع آفاق معرفتنا لأعمال يهوه الخلقية وتظهر لنا كيفية تطبيق مشورة الكتاب المقدس العملية. (ام ٣:
بالاضافة الى اصدار المطبوعات، تحضِّر هيئة يهوه مجامل خطابات مؤسسة على الكتاب المقدس لتُلقى في الاجتماعات والمحافل. فهل تستمتع بالمحاضرات والمسرحيات والتمثيليات والمقابلات التي تُقدَّم في هذه التجمعات؟ حقا، يهيئ لنا يهوه مأدبة روحية دسمة. — اش ٢٥:٦.
٣ ان لم تستطع الحصول بلغتك على كل المطبوعات التي تصدرها هيئة يهوه، فهل يعني ذلك انك ستعاني «سوء تغذية» روحيا؟
الجواب هو لا. وينبغي ألا نتفاجأ حين نعرف ان بعض خدام يهوه ربما يستطيعون احيانا الحصول على طعام روحي اكثر منا. ولماذا؟ تأمل في حالة الرسل. فقد تلقوا ارشادا اكثر من تلاميذ كثيرين في القرن الاول. (مر ٤:١٠؛ ٩:
ومن الجدير بالملاحظة ان الكثير مما قاله يسوع وفعله على الارض ليس مسجلا في الاناجيل. كتب الرسول يوحنا: «هنالك ايضا اشياء اخرى كثيرة صنعها يسوع، لو انها تُكتب بكامل تفاصيلها، فإني اظن ان العالم نفسه لا يسع الادراج المكتوبة». (يو ٢١:٢٥) ومع ان اتباع يسوع في القرن الاول امتلكوا معلومات اكثر منا عن الانسان الكامل يسوع، نحن لسنا بمحرومين. فقد حرص يهوه على ان نعرف ما هو كاف عن يسوع كي نتبع خطواته. — ١ بط ٢:٢١.
فكر ايضا في الرسائل التي بعث بها الرسل الى الجماعات في القرن الاول. فعلى الاقل، هناك رسالة واحدة كتبها بولس لم تُحفظ في الكتاب المقدس. (كو ٤:١٦) فهل طعامنا الروحي غير كاف لأننا لا نستطيع الحصول على تلك الرسالة؟ كلا. فيهوه يعلم ما نحتاج اليه ويعطينا ما يلزمنا لنبقى اقوياء روحيا. — مت ٦:٨.
يهوه يعلم ما نحتاج اليه ويعطينا ما يلزمنا لنبقى اقوياء روحيا
يتوفر لبعض خدام يهوه اليوم طعام روحي اكثر من غيرهم. فهل تتكلم لغة لا يتوفر فيها سوى بعض المطبوعات؟ اذا كان الامر كذلك، فاعرف ان يهوه يهتم بك. ادرس المواد التي في حوزتك، وإن امكن، احضر الاجتماعات بلغة تفهمها. وكن على ثقة ان يهوه سيساعدك ان تبقى قويا روحيا. — مز ١:٢؛ عب ١٠:
٤ ان لم تستطع الاطلاع على المواد المتوفرة على موقعنا الالكتروني، فهل تصبح ضعيفا روحيا؟
نحن ننشر على موقعنا نسخا من مجلاتنا ومطبوعات اخرى لدرس الكتاب المقدس. كما يزود الموقع مواد تساعد الازواج والمراهقين والذين لديهم اولاد صغار. وتستفيد العائلات من التأمل في هذه المواد في جلسات عبادتها العائلية. علاوة على ذلك، يخبرنا موقعنا عن المناسبات الخاصة، مثل تخرج جلعاد والاجتماع السنوي، ويعلمنا بما يحل من كوارث طبيعية وتطورات قانونية تؤثر في شعب يهوه. (١ بط ٥:
غير انه بإمكانك ان تبقى قويا روحيا سواء كان بمقدورك الاطلاع على المواد المتوفرة على موقعنا ام لا. فالعبد يعمل جاهدا ليزود المطبوعات بشكل واف بهدف ان ينال كل فرد من خدم البيت تغذية روحية جيدة. لذلك، لا يلزم ان تشعر انك مضطر الى شراء جهاز كي تدخل الى موقعنا الالكتروني (jw.org). وقد يرتب البعض على صعيد شخصي لطبع كمية محدودة من المواد الموجودة على موقعنا ويعطونها لمن ليس باستطاعته استخدام الانترنت. الا ان الجماعات ليست ملزمة بفعل ذلك.
كم نشكر يسوع لأنه تمم وعده ان يعتني بحاجاتنا الروحية! ومع دنو نهاية هذه الايام الاخيرة الحرجة، يمكننا ان نكون على ثقة ان يهوه سيستمر في تزويد ‹الطعام في حينه›.