كيف يقترب يهوه الينا؟
«اِقْتَرِبُوا إِلَى ٱللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ». — يع ٤:٨.
١ أَيَّةُ حَاجَةٍ نَمْتَلِكُهَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ، وَمَنْ يُشْبِعُهَا؟
لَدَيْنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ حَاجَةٌ مَاسَّةٌ إِلَى ٱمْتِلَاكِ عَلَاقَاتٍ حَمِيمَةٍ. وَمَنْ يُشْبِعُ حَاجَتَنَا هٰذِهِ؟ نَحْنُ نَفْرَحُ حِينَ نَكُونُ مُحَاطِينَ بِعَائِلَةٍ وَأَصْدِقَاءَ يُحِبُّونَنَا وَيُقَدِّرُونَنَا وَيَفْهَمُونَنَا. كَمَا أَنَّنَا نَشْعُرُ بِٱكْتِفَاءٍ لَا مَثِيلَ لَهُ إِذَا نَمَّيْنَا عَلَاقَةً لَصِيقَةً بِخَالِقِنَا ٱلْعَظِيمِ. — جا ١٢:١.
٢ بِمَ يَعِدُنَا يَهْوَهُ، وَلٰكِنْ لِمَ يَعْتَبِرُ كَثِيرُونَ هٰذَا ٱلْوَعْدَ غَيْرَ مَنْطِقِيٍّ؟
٢ يَحُثُّنَا يَهْوَهُ فِي كَلِمَتِهِ أَنْ ‹نَقْتَرِبَ إِلَيْهِ› وَيَعِدُنَا أَنَّنَا إِذَا فَعَلْنَا ذٰلِكَ ‹فَسَيَقْتَرِبُ إِلَيْنَا›. (يع ٤:٨) فَيَا لَهَا مِنْ فِكْرَةٍ مُعَزِّيَةٍ وَمُشَجِّعَةٍ! إِلَّا أَنَّ كَثِيرِينَ يَعْتَبِرُونَ هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةَ بَعِيدَةً عَنِ ٱلْمَنْطِقِ، إِمَّا لِأَنَّ ٱللهَ يَبْدُو بَعِيدًا جِدًّا أَوْ لِأَنَّهُمْ يَشْعُرُونَ بِعَدَمِ أَهْلِيَّتِهِمْ لِلتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ. فَهَلِ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِ مُسْتَحِيلٌ حَقًّا؟
٣ هَلْ مَعْرِفَةُ يَهْوَهَ مُسْتَحِيلَةٌ؟
٣ لَيْسَتْ مَعْرِفَةُ يَهْوَهَ مُسْتَحِيلَةً لِأَنَّهُ «لَيْسَ بَعِيدًا عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ» يُرِيدُ أَنْ يَجِدَهُ. (اقرإ الاعمال ١٧:
تَعَلَّمْ مِنْ مِثَالٍ قَدِيمٍ
٤ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ ٱلْمَلِكُ آسَا لِشَعْبِ يَهُوذَا؟
٤ أَعْرَبَ ٱلْمَلِكُ آسَا عَنْ غَيْرَةٍ مُتَّقِدَةٍ لِلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ إِذْ أَزَالَ بَغَايَا وَمَأْبُونِي ٱلْهَيَاكِلِ مِنَ ٱلْأَرْضِ وَنَزَعَ جَمِيعَ ٱلْأَصْنَامِ. (١ مل ١٥:
٥ أَيُّ ظَرْفٍ ٱمْتُحِنَ فِيهِ ٱتِّكَالُ آسَا عَلَى ٱللهِ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
٥ تَخَيَّلْ أَنَّكَ ٱلْمَلِكُ آسَا وَأَنَّ زَارَحَ ٱلْحَبَشِيَّ قَادِمٌ عَلَى أُمَّتِكَ مَعَ جَيْشٍ قِوَامُهُ مِلْيُونُ رَجُلٍ وَثَلَاثُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ. (٢ اخ ١٤:
٦ كَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِ آسَا؟
٦ وَمَا ٱلَّذِي مَكَّنَ آسَا مِنْ أَنْ يَثِقَ بِإِرْشَادِ ٱللهِ وَحِمَايَتِهِ ثِقَةً مُطْلَقَةً؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُ «فَعَلَ . . . مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ» وَإِنَّ ‹قَلْبَهُ كَانَ كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ›. (١ مل ١٥:
يَهْوَهُ يُقَرِّبُنَا إِلَيْهِ بِوَاسِطَةِ ٱلْفِدْيَةِ
٧ (أ) بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يَجْتَذِبُنَا يَهْوَهُ إِلَيْهِ؟ (ب) مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا يَهْوَهُ لِيُقَرِّبَنَا إِلَيْهِ؟
٧ أَظْهَرَ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ لِلْعَائِلَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ بِخَلْقِ مَوْطِنِنَا ٱلْأَرْضِيِّ ٱلْجَمِيلِ. وَهُوَ لَا يَزَالُ يُعَبِّرُ لَنَا عَنْ مَحَبَّتِهِ عَبْرَ تَزْوِيدِنَا بِحَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ. (اع ١٧:٢٨؛ رؤ ٤:١١) وَأَهَمُّ مِنْ ذٰلِكَ، يَهْتَمُّ إِلٰهُنَا بِحَاجَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ. (لو ١٢:٤٢) كَمَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ يُصْغِي إِلَيْنَا إِفْرَادِيًّا حِينَ نُصَلِّي إِلَيْهِ. (١ يو ٥:١٤) غَيْرَ أَنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا يَهْوَهُ لِيُقَرِّبَنَا إِلَيْهِ هِيَ ٱلْفِدْيَةُ. (اقرأ ١ يوحنا ٤:
٨، ٩ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ يَسُوعُ فِي قَصْدِ يَهْوَهَ؟
٨ فَتَحَ يَهْوَهُ ٱلْمَجَالَ حَتَّى لِلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ زَمَنِ ٱلْمَسِيحِ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلْفِدْيَةِ. فَحَالَمَا تَنَبَّأَ بِمَجِيءِ مُخَلِّصٍ، ٱعْتَبَرَ أَنَّ ٱلْفِدْيَةَ قَدْ دُفِعَتْ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ قَصْدَهُ لَنْ يَفْشَلَ. (تك ٣:١٥) وَبَعْدَ قُرُونٍ، عَبَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ شُكْرِهِ لِلهِ عَلَى «ٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي تَمَّ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». وَأَضَافَ قَائِلًا: «اَلْخَطَايَا ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِي ٱلْمَاضِي غَفَرَهَا ٱللهُ فِيمَا كَانَ يُظْهِرُ حِلْمَهُ». (رو ٣:
٩ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱللَّاحِقَةِ؟ لَا يُمْكِنُ لِلْبَشَرِ ٱلْوُضَعَاءِ أَنْ يَعْرِفُوا يَهْوَهَ وَيَتَمَتَّعُوا بِعَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ مَعَهُ إِلَّا بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ. كَتَبَ بُولُسُ: «أَمَّا ٱللهُ فَبَيَّنَ لَنَا فَضْلَ مَحَبَّتِهِ بِأَنَّهُ إِذْ كُنَّا بَعْدُ خُطَاةً مَاتَ ٱلْمَسِيحُ عَنَّا». (رو ٥:
يَهْوَهُ يُقَرِّبُنَا إِلَيْهِ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ
١٠ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ أَكْثَرَ إِلَى ٱللهِ؟
١٠ حَتَّى ٱلْآنَ، ٱسْتَخْدَمْنَا آيَاتٍ مَأْخُوذَةً مِنْ ١٤ سِفْرًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَبِدُونِ هٰذَا ٱلْكِتَابِ، كَيْفَ كُنَّا سَنَعْرِفُ أَنَّهُ بِمَقْدُورِنَا ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى خَالِقِنَا؟ وَكَيْفَ كُنَّا سَنَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلْفِدْيَةِ وَعَنِ ٱقْتِرَابِنَا إِلَى يَهْوَهَ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ؟ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ يَهْوَهَ أَوْحَى، بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ، بِكِتَابَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِي يَكْشِفُ لَنَا شَخْصِيَّتَهُ ٱلرَّائِعَةَ وَمَقَاصِدَهُ ٱلْعَظِيمَةَ. مَثَلًا، وَصَفَ يَهْوَهُ نَفْسَهُ لِمُوسَى فِي ٱلْخُرُوج ٣٤:
١١ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى لِلتَّعَلُّمِ عَنْ صِفَاتِ ٱللهِ وَطُرُقِهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١١ تَعْلِيقًا عَلَى كَيْفِيَّةِ تَنْمِيَةِ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِٱللهِ، تَذْكُرُ مُقَدِّمَةُ كِتَابِ اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ: «فِي كُلِّ صَدَاقَةٍ نُنْشِئُهَا مَعَ شَخْصٍ آخَرَ، يَتَأَسَّسُ ٱلرِّبَاطُ عَلَى مَعْرِفَةِ ٱلشَّخْصِ وَٱلْإِعْجَابِ بِمِيزَاتِهِ ٱلْفَرِيدَةِ وَتَقْدِيرِهَا. لِذٰلِكَ فَإِنَّ صِفَاتِ ٱللهِ وَطُرُقَهُ، كَمَا يَكْشِفُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، تُشَكِّلُ مَجَالًا هَامًّا لِلدَّرْسِ». وَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ يَهْوَهَ حَرِصَ أَنْ تُدَوَّنَ كَلِمَتُهُ بِطَرِيقَةٍ نَفْهَمُهَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ!
١٢ لِمَ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ بَشَرًا لِيَكْتُبُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ؟
١ بط ١:١٢) وَلَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ بِمَقْدُورِهِمْ أَنْ يَكْتُبُوا رِسَالَةَ ٱللهِ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَلٰكِنْ هَلْ كَانَ فِي وُسْعِهِمِ ٱلتَّطَلُّعُ إِلَى ٱلْأُمُورِ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ أَوْ تَفَهُّمُ حَاجَاتِنَا وَضَعَفَاتِنَا وَطُمُوحَاتِنَا؟ كَلَّا، فَيَهْوَهُ عَرَفَ حُدُودَهُمْ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. لِذٰلِكَ، ٱسْتَخْدَمَ بَشَرًا لِكِتَابَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، مَا يُسَهِّلُ عَلَيْنَا فَهْمَ أَفْكَارِ وَمَشَاعِرِ كَتَبَتِهِ وَٱلْأَشْخَاصِ ٱلْآخَرِينَ ٱلْمَذْكُورِينَ فِيهِ. فَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَشْعُرَ بِخَيْبَاتِ أَمَلِهِمْ، شُكُوكِهِمْ، مَخَاوِفِهِمْ، وَنَقَائِصِهِمْ وَأَنْ نَفْرَحَ مَعَهُمْ فِي فَرَحِهِمْ وَنَجَاحَاتِهِمْ. فَعَلَى غِرَارِ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا، كَانَ جَمِيعُ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أُنَاسًا «بِمِثْلِ مَشَاعِرِنَا». — يع ٥:١٧.
١٢ كَانَ فِي ٱسْتِطَاعَةِ يَهْوَهَ أَنْ يَسْتَخْدِمَ مَلَائِكَةً لِتَدْوِينِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَهُمْ يَهْتَمُّونَ ٱهْتِمَامًا شَدِيدًا بِنَا وَبِنَشَاطَاتِنَا. (كَيْفَ تُقَرِّبُكَ تَعَامُلَاتُ يَهْوَهَ مَعَ يُونَانَ وَبُطْرُسَ أَكْثَرَ إِلَيْهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٣، ١٥.)
١٣ كَيْفَ تَجْعَلُكَ صَلَاةُ يُونَانَ تَشْعُرُ؟
١٣ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَمْ يَكُنْ بِٱسْتِطَاعَةِ مَلَاكٍ أَنْ يَصِفَ كَامِلًا مَشَاعِرَ يُونَانَ حِينَ هَرَبَ مِنَ ٱلتَّعْيِينِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ ٱللهُ. وَهٰذَا يُظْهِرُ كَمْ كَانَ يَهْوَهُ حَكِيمًا حِينَ جَعَلَ يُونَانَ يَكْتُبُ بِنَفْسِهِ رِوَايَتَهُ، بِمَا فِيهَا صَلَاتُهُ ٱلْحَارَّةُ ٱلَّتِي وَجَّهَهَا إِلَى ٱللهِ مِنْ أَعْمَاقِ ٱلْبَحْرِ. قَالَ يُونَانُ: «عِنْدَمَا وَهَنَتْ نَفْسِي فِي دَاخِلِي، تَذَكَّرْتُ يَهْوَهَ». — يون ١:
١٤ لِمَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَفْهَمَ مَا كَتَبَهُ إِشَعْيَا عَنْ نَفْسِهِ؟
١٤ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مَا كَتَبَهُ إِشَعْيَا. فَبَعْدَمَا شَاهَدَ رُؤْيَا عَنْ مَجْدِ ٱللهِ، ٱنْدَفَعَ إِلَى ٱلْقَوْلِ عَنْ نَقْصِهِ: «وَيْلٌ لِي! قَدْ هَلَكْتُ، لِأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ ٱلشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ ٱلشَّفَتَيْنِ، اش ٦:٥) فَقَدْ تَفَوَّهَ إِشَعْيَا بِكَلِمَاتٍ تُعَبِّرُ عَنْ مَشَاعِرَ يُمْكِنُنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ أَنْ نَتَقَمَّصَهَا، كَلِمَاتٍ لَمْ يَكُنْ أَيُّ مَلَاكٍ لِيَنْدَفِعَ إِلَى قَوْلِهَا.
لِأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا ٱلْمَلِكَ، يَهْوَهَ ٱلْجُنُودِ». (١٥، ١٦ (أ) لِمَ نَقْدِرُ أَنْ نَفْهَمَ مَشَاعِرَ غَيْرِنَا مِنَ ٱلْبَشَرِ؟ أَعْطِ أَمْثِلَةً. (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ؟
١٥ كَذٰلِكَ ٱلْأَمْرُ، هَلْ كَانَ ٱلْمَلَاكُ سَيَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْقَوْلِ «لَا أَسْتَحِقُّ» كَمَا قَالَ يَعْقُوبُ عَنْ نَفْسِهِ؟ أَوْ هَلْ كَانَ سَيَشْعُرُ أَنَّهُ «خَاطِئٌ» كَمَا شَعَرَ بُطْرُسُ؟ (تك ٣٢:١٠؛ لو ٥:٨) هَلْ كَانَ ‹سَيَخَافُ› كَتَلَامِيذِ يَسُوعَ أَوْ سَيَحْتَاجُ إِلَى ‹ٱسْتِجْمَاعِ ٱلْجُرْأَةِ› لِلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ مِثْلَ بُولُسَ وَغَيْرِهِ؟ (يو ٦:١٩؛ ١ تس ٢:٢) كَلَّا، فَٱلْمَلَائِكَةُ كَامِلُونَ وَلَدَيْهِمْ قُدْرَةٌ تَفُوقُ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ. أَمَّا ٱلْبَشَرُ ٱلنَّاقِصُونَ فَيَسْتَطِيعُونَ ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ مَشَاعِرَ كَهٰذِهِ، وَنَحْنُ نَفْهَمُ عَلَى ٱلْفَوْرِ مَشَاعِرَهُمْ لِأَنَّنَا بَشَرٌ مِثْلَهُمْ. فَحِينَ نَقْرَأُ كَلِمَةَ ٱللهِ، يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَفْرَحَ مَعَ ٱلْفَرِحِينَ، وَنَبْكِيَ مَعَ ٱلْبَاكِينَ›. — رو ١٢:١٥.
١٦ وَإِذَا تَأَمَّلْنَا فِي مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ تَعَامُلَاتِ يَهْوَهَ مَعَ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْمَاضِي، نَتَعَلَّمُ أُمُورًا رَائِعَةً لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى عَنْ إِلٰهِنَا ٱلَّذِي ٱقْتَرَبَ بِصَبْرٍ وَمَحَبَّةٍ إِلَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ. وَهٰكَذَا، نَتَعَرَّفُ جَيِّدًا بِيَهْوَهَ وَنُحِبُّهُ مَحَبَّةً شَدِيدَةً، مَا يُقَرِّبُنَا إِلَيْهِ أَكْثَرَ. — اقرإ المزمور ٢٥:١٤.
نَمِّ عَلَاقَةً لَا تَنْثَلِمُ بِٱللهِ
١٧ (أ) أَيَّةُ نَصِيحَةٍ سَدِيدَةٍ أَعْطَاهَا عَزَرْيَا لآِسَا؟ (ب) كَيْفَ تَجَاهَلَ آسَا نَصِيحَةَ عَزَرْيَا، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
١٧ بَعْدَمَا حَقَّقَ ٱلْمَلِكُ آسَا ٱنْتِصَارًا سَاحِقًا عَلَى ٱلْجَيْشِ ٱلْحَبَشِيِّ، أَسْدَى نَبِيُّ ٱللهِ عَزَرْيَا إِلَيْهِ وَإِلَى شَعْبِهِ نَصِيحَةً حَكِيمَةً، قَائِلًا: «إِنَّ يَهْوَهَ مَعَكُمْ مَا دُمْتُمْ مَعَهُ، وَإِنْ طَلَبْتُمُوهُ يُوجَدْ لَكُمْ، وَإِنْ تَرَكْتُمُوهُ يَتْرُكْكُمْ». (٢ اخ ١٥:
١٨، ١٩ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ إِذَا شَعَرْنَا أَنَّنَا لَمْ نَعُدْ قَرِيبِينَ إِلَى يَهْوَهَ كَمَا كُنَّا مِنْ قَبْلُ؟ (ب) كَيْفَ نَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ؟
١٨ لَا يَنْبَغِي أَبَدًا أَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ يَهْوَهَ. فَإِذَا شَعَرْنَا أَنَّنَا لَمْ نَعُدْ قَرِيبِينَ إِلَيْهِ كَمَا كُنَّا مِنْ قَبْلُ، فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَصَرَّفَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَا تَقُولُهُ هُوشَع ١٢:٦: «اِرْجِعْ إِلَى إِلٰهِكَ، وَٱحْفَظِ ٱللُّطْفَ ٱلْحُبِّيَّ وَٱلْعَدْلَ، وَٱرْجُ إِلٰهَكَ دَائِمًا». فَلْنَقْتَرِبْ إِذًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّأَمُّلِ بِتَقْدِيرٍ فِي ٱلْفِدْيَةِ وَدَرْسِ كَلِمَتِهِ بِٱجْتِهَادٍ. — اقرإ التثنية ١٣:٤.
١٩ كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ: «اَلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللهِ حَسَنٌ لِي». (مز ٧٣:٢٨) فَلْنَسْتَمِرَّ جَمِيعًا فِي تَعَلُّمِ أُمُورٍ جَدِيدَةٍ عَنْ يَهْوَهَ وَزِيَادَةِ تَقْدِيرِنَا لِلْأَسْبَابِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى مَحَبَّتِهِ. وَنَرْجُو أَنْ يَقْتَرِبَ يَهْوَهُ إِلَيْنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ٱلْآنَ وَطَوَالَ ٱلْأَبَدِيَّةِ.
^ الفقرة 3 لِمَعْلُومَاتٍ مُفَصَّلَةٍ عَنْ آسَا، ٱنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ ‹تَشَجَّعْ لِأَنَّ لِعَمَلِكَ مُكَافَأَةً› فِي عَدَدِ ١٥ آبَ (أُغُسْطُس) ٢٠١٢ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.