الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اخدم الله بولاء ولو «بضيقات كثيرة»‏

اخدم الله بولاء ولو «بضيقات كثيرة»‏

‏«بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا بُدَّ أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللهِ».‏ —‏ اع ١٤:‏٢٢‏.‏

١ لِمَ لَا يَتَفَاجَأُ خُدَّامُ ٱللهِ بِٱلضِّيقَاتِ؟‏

هَلْ تَتَفَاجَأُ إِذَا قِيلَ لَكَ إِنَّكَ سَتُكَابِدُ «ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً» قَبْلَ أَنْ تَنَالَ جَائِزَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَا.‏ فَسَوَاءٌ ٱعْتَنَقْتَ ٱلْحَقَّ حَدِيثًا أَوْ كُنْتَ خَادِمًا لِيَهْوَهَ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ،‏ فَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ ٱلشَّدَائِدَ أَمْرٌ لَا مَفَرَّ مِنْهُ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ —‏ رؤ ١٢:‏١٢‏.‏

٢ ‏(‏أ)‏ أَيُّ ضِيقٍ إِضَافِيٍّ يُعَانِيهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ مَنِ ٱلسَّبَبُ فِي ضِيقَاتِنَا،‏ وَكَيْفَ نَعْرِفُ ذٰلِكَ؟‏

٢ يُعَانِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ ضِيقًا إِضَافِيًّا عَدَا «مَا هُوَ مَعْهُودٌ عِنْدَ ٱلنَّاسِ»،‏ أَيْ عَدَا ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تَبْتَلِي كُلَّ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٣‏)‏ وَمَا هُوَ هٰذَا ٱلضِّيقُ؟‏ إِنَّهُ ٱلْمُقَاوَمَةُ ٱلشَّدِيدَةُ ٱلَّتِي يُوَاجِهُونَهَا بِسَبَبِ تَصْمِيمِهِمْ عَلَى إِطَاعَةِ شَرَائِعِ ٱللهِ.‏ قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ:‏ «لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.‏ إِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ أَيْضًا».‏ (‏يو ١٥:‏٢٠‏)‏ وَمَنِ ٱلسَّبَبُ فِي مُقَاوَمَةٍ كَهٰذِهِ؟‏ إِنَّهُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلَّذِي يُشَبِّهُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِـ‍ «أَسَدٍ زَائِرٍ .‏ .‏ .‏ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ» شَعْبَ ٱللهِ.‏ (‏١ بط ٥:‏٨‏)‏ فَهُوَ لَا يُوَفِّرُ وَسِيلَةً لِكَسْرِ ٱسْتِقَامَةِ تَلَامِيذِ يَسُوعَ.‏ تَأَمَّلْ فِي مَا حَدَثَ مَعَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏

ضِيقٌ فِي لِسْتَرَةَ

٣-‏٥ ‏(‏أ)‏ أَيُّ ضِيقٍ عَانَاهُ بُولُسُ فِي لِسْتَرَةَ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلْمُشَجِّعُ فِي كَلَامِ بُولُسَ عَنِ ٱلضِّيقَاتِ؟‏

٣ تَعَرَّضَ بُولُسُ لِلِٱضْطِهَادِ مِرَارًا كَثِيرَةً بِسَبَبِ إِيمَانِهِ.‏ (‏٢ كو ١١:‏٢٣-‏٢٧‏)‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ حِينَ كَانَ مَعَ رَفِيقِهِ بَرْنَابَا فِي لِسْتَرَةَ،‏ شَفَى رَجُلًا مُقْعَدًا مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ.‏ فَظَنَّ ٱلْجَمْعُ أَنَّهُمَا إِلٰهَانِ وَهَمُّوا بِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ لَهُمَا،‏ مَا أَرْغَمَهُمَا عَلَى تَرَجِّي ٱلْجُمُوعِ ٱلْهَائِجَةِ أَلَّا تَعْبُدَهُمَا.‏ وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا وَصَلَ مُقَاوِمُونَ يَهُودٌ وَرَاحُوا يَنْشُرُونَ ٱفْتِرَاءَاتٍ بَغِيضَةً لِيُسَمِّمُوا عُقُولَ ٱلنَّاسِ.‏ وَفَجْأَةً،‏ ٱنْقَلَبَ ٱلْجَمْعُ مِئَةً وَثَمَانِينَ دَرَجَةً!‏ فَرَجَمُوا بُولُسَ بِٱلْحِجَارَةِ وَتَرَكُوهُ ظَانِّينَ أَنَّهُ مَاتَ.‏ —‏ اع ١٤:‏٨-‏١٩‏.‏

٤ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ غَادَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا إِلَى دِرْبَةَ،‏ «ثُمَّ عَادَا إِلَى لِسْتَرَةَ فَإِيقُونِيَةَ فَأَنْطَاكِيَةَ،‏ يُقَوِّيَانِ نُفُوسَ ٱلتَّلَامِيذِ،‏ وَيُشَجِّعَانِهِمْ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْإِيمَانِ،‏ وَيَقُولَانِ لَهُمْ:‏ ‹بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا بُدَّ أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللهِ›».‏ (‏اع ١٤:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ قَدْ تَبْدُو هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى غَرِيبَةً.‏ فَإِمْكَانِيَّةُ مُوَاجَهَةِ «ضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ» فِكْرَةٌ مُثَبِّطَةٌ،‏ لَا مُشَجِّعَةٌ.‏ فَكَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ ‏‹تُقَوِّيَ› ٱلتَّلَامِيذَ رِسَالَةٌ تُنْبِئُهُمْ بِٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلضِّيقَاتِ؟‏

٥ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي كَلِمَاتِ بُولُسَ ذَاتِهَا.‏ فَهُوَ لَمْ يَقُلْ:‏ «لَا بُدَّ أَنْ نَحْتَمِلَ ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً»،‏ بَلْ قَالَ:‏ «بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا بُدَّ أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللهِ».‏ فَقَدْ قَوَّى بُولُسُ ٱلتَّلَامِيذَ بِٱلتَّشْدِيدِ عَلَى ٱلنَّتِيجَةِ ٱلْإِيجَابِيَّةِ ٱلَّتِي تَنْجُمُ عَنِ ٱتِّبَاعِ مَسْلَكٍ أَمِينٍ.‏ وَلَمْ تَكُنْ هٰذِهِ ٱلْمُكَافَأَةُ وَهْمًا أَوْ خَيَالًا لِأَنَّ يَسُوعَ قَالَ:‏ «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ».‏ ‏—‏ مت ١٠:‏٢٢‏.‏

٦ أَيَّةُ مُكَافَأَةٍ سَيَحْصُلُ عَلَيْهَا ٱلَّذِينَ يَحْتَمِلُونَ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ؟‏

٦ وَأَيَّةُ مُكَافَأَةٍ سَنَحْصُلُ عَلَيْهَا إِذَا ٱحْتَمَلْنَا إِلَى ٱلنِّهَايَةِ؟‏ سَيَنَالُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْخَالِدَةَ فِي ٱلسَّمَاءِ كَحُكَّامٍ مُعَاوِنِينَ لِيَسُوعَ.‏ أَمَّا ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› فَسَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى أَرْضٍ ‹يَسْكُنُ فِيهَا ٱلْبِرُّ›.‏ (‏يو ١٠:‏١٦؛‏ ٢ بط ٣:‏١٣‏)‏ غَيْرَ أَنَّنَا سَنُكَابِدُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلرَّاهِنِ ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ نَوْعَيْنِ مِنْهَا.‏

اَلْهَجَمَاتُ ٱلْمُبَاشِرَةُ

٧ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلضِّيقَاتِ يُمْكِنُ أَنْ نَصِفَهُ بِٱلْهَجَمَاتِ ٱلْمُبَاشِرَةِ؟‏

٧ أَنْبَأَ يَسُوعُ:‏ «سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ،‏ وَتُضْرَبُونَ فِي ٱلْمَجَامِعِ،‏ وَتَمْثُلُونَ أَمَامَ حُكَّامٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي».‏ (‏مر ١٣:‏٩‏)‏ تُشِيرُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ أَنَّ ٱلضِّيقَ ٱلَّذِي سَيُوَاجِهُهُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سَيَكُونُ ٱضْطِهَادًا جَسَدِيًّا،‏ رُبَّمَا بِتَحْرِيضٍ مِنْ رِجَالِ ٱلدِّينِ أَوِ ٱلسِّيَاسَةِ.‏ (‏اع ٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ فَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ بُولُسُ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟‏ هَلْ أَرْعَبَتْهُ فِكْرَةُ ٱلتَّعَرُّضِ لِٱضْطِهَادٍ كَهٰذَا؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ —‏ اقرإ الاعمال ٢٠:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

٨،‏ ٩ كَيْفَ أَظْهَرَ بُولُسُ أَنَّهُ مُصَمِّمٌ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ وَكَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْبَعْضُ فِي زَمَنِنَا تَصْمِيمًا مُشَابِهًا؟‏

٨ لَقَدْ وَقَفَ بُولُسُ بِشَجَاعَةٍ فِي وَجْهِ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُبَاشِرَةِ وَقَالَ:‏ «لَا أَحْسِبُ نَفْسِي ذَاتَ قِيمَةٍ،‏ كَأَنَّمَا هِيَ عَزِيزَةٌ عَلَيَّ،‏ حَسْبِي أَنْ أُنْهِيَ شَوْطِي وَٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ،‏ لِأَشْهَدَ كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللهِ».‏ (‏اع ٢٠:‏٢٤‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ لَمْ يَخْشَ ٱلِٱضْطِهَادَ،‏ بَلْ كَانَ مُصَمِّمًا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ مَهْمَا كَلَّفَ ٱلْأَمْرُ.‏ فَكَانَ هَمُّهُ ٱلرَّئِيسِيُّ أَنْ ‹يَشْهَدَ كَامِلًا› بِٱلْبِشَارَةِ رَغْمَ كُلِّ ٱلضِّيقَاتِ.‏

٩ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَمْتَلِكُ ٱلْعَدِيدُ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا تَصْمِيمًا مُشَابِهًا.‏ مَثَلًا،‏ بَقِيَ بَعْضُ ٱلشُّهُودِ فِي أَحَدِ ٱلْبُلْدَانِ ٢٠ سَنَةً تَقْرِيبًا مَسْجُونِينَ دُونَ مُحَاكَمَةٍ بِسَبَبِ حِيَادِهِمِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ لِأَنَّهُ مَا مِنْ نَصٍّ فِي قَوَانِينِ ٱلْبَلَدِ يَتَنَاوَلُ مَسْأَلَةَ ٱلِٱعْتِرَاضِ بِسَبَبِ ٱلضَّمِيرِ.‏ وَلَمْ يُسْمَحْ لِأَحَدٍ بِزِيَارَتِهِمْ،‏ وَلَوْ كَانَ مِنْ أَعْضَاءِ عَائِلَتِهِمْ.‏ كَمَا تَعَرَّضَ بَعْضُهُمْ لِلضَّرْبِ وَشَتَّى أَنْوَاعِ ٱلتَّعْذِيبِ.‏

١٠ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَخَافَ مِنَ ٱلضِّيقَاتِ ٱلْفُجَائِيَّةِ؟‏

١٠ يَحْتَمِلُ إِخْوَتُنَا فِي أَمَاكِنَ أُخْرَى ضِيقَاتٍ تَنْشَأُ بِشَكْلٍ فُجَائِيٍّ.‏ فَلَا تَسْتَسْلِمْ لِلْخَوْفِ إِنْ مَرَرْتَ بِظَرْفٍ مُمَاثِلٍ.‏ فَكِّرْ فِي مِثَالِ يُوسُفَ ٱلَّذِي بِيعَ فَجْأَةً لِلْعُبُودِيَّةِ،‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ «أَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ».‏ (‏اع ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَبِإِمْكَانِ ٱللهِ أَنْ يُنْقِذَكَ مِثْلَمَا أَنْقَذَ يُوسُفَ.‏ لَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ «يَعْرِفُ .‏ .‏ .‏ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ مِنَ ٱلْمِحْنَةِ».‏ (‏٢ بط ٢:‏٩‏)‏ فَهَلْ تُحَافِظُ عَلَى ثِقَتِكَ بِأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى إِنْقَاذِكَ مِنْ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هٰذَا وَمُكَافَأَتِكَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ لَدَيْكَ أَسَاسٌ مَتِينٌ لِتَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ وَتَقِفَ بِشَجَاعَةٍ فِي وَجْهِ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٨،‏ ٩‏.‏

اَلْهَجَمَاتُ غَيْرُ ٱلْمُبَاشِرَةِ

١١ كَيْفَ تَخْتَلِفُ هَجَمَاتُ ٱلشَّيْطَانِ غَيْرُ ٱلْمُبَاشِرَةِ عَنْ هَجَمَاتِهِ ٱلْمُبَاشِرَةِ؟‏

١١ نُوَاجِهُ أَحْيَانًا نَوْعًا آخَرَ مِنَ ٱلضِّيقَاتِ،‏ أَلَا وَهُوَ ٱلْهَجَمَاتُ غَيْرُ ٱلْمُبَاشِرَةِ.‏ فَكَيْفَ تَخْتَلِفُ هٰذِهِ ٱلْهَجَمَاتُ عَنِ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلْمُبَاشِرِ؟‏ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلْهَجَمَاتِ ٱلْمُبَاشِرَةِ بِٱلْإِعْصَارِ ٱلَّذِي يَضْرِبُ ٱلْمِنْطَقَةَ وَيُدَمِّرُ مَنْزِلَكَ عَلَى ٱلْفَوْرِ.‏ أَمَّا ٱلْهَجَمَاتُ غَيْرُ ٱلْمُبَاشِرَةِ فَيُمْكِنُ تَشْبِيهُهَا بِمُسْتَعْمَرَةِ ٱلنَّمْلِ ٱلْأَبْيَضِ ٱلَّذِي يَنْسَلُّ إِلَى بَيْتِكَ وَيَنْخُرُ خَشَبَهُ شَيْئًا فَشَيْئًا إِلَى أَنْ يَتَسَبَّبَ بِٱنْهِيَارِهِ.‏ فَلَا تُدْرِكُ ٱلْخَطَرَ ٱلْمُحْدِقَ بِكَ حَتَّى يَكُونَ قَدْ فَاتَ ٱلْأَوَانُ.‏

١٢ ‏(‏أ)‏ مَا هُوَ أَحَدُ أَسَالِيبِ ٱلشَّيْطَانِ غَيْرِ ٱلْمُبَاشِرَةِ،‏ وَلِمَ هُوَ فَعَّالٌ جِدًّا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَثَّرَ ٱلتَّثَبُّطُ فِي بُولُسَ؟‏

١٢ يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُدَمِّرَ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ،‏ سَوَاءٌ بِٱلِٱضْطِهَادِ ٱلْمُبَاشِرِ أَوْ بِنَخْرِ إِيمَانِكَ شَيْئًا فَشَيْئًا عَبْرَ ٱلْهَجَمَاتِ غَيْرِ ٱلْمُبَاشِرَةِ.‏ وَٱلتَّثَبُّطُ هُوَ أَحَدُ أَنْجَحِ أَسَالِيبِ ٱلشَّيْطَانِ غَيْرِ ٱلْمُبَاشِرَةِ.‏ حَتَّى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱعْتَرَفَ أَنَّهُ شَعَرَ بِٱلتَّثَبُّطِ أَحْيَانًا،‏ دَاعِيًا نَفْسَهُ ‹إِنْسَانًا بَائِسًا›.‏ ‏(‏اقرأ روما ٧:‏٢١-‏٢٤‏.‏)‏ فَمَاذَا ثَبَّطَ هٰذَا ٱلْمَسِيحِيَّ «ٱلْعِمْلَاقَ» ٱلَّذِي كَانَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عُضْوًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ لَقَدْ رَدَّ ٱلسَّبَبَ إِلَى نَقَائِصِهِ.‏ فَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَ مَا هُوَ صَوَابٌ،‏ وَلٰكِنَّهُ أَحَسَّ بِقُوَّةٍ أُخْرَى تَعْمَلُ بِعَكْسِ إِرَادَتِهِ.‏ فَإِذَا سَاوَرَتْكَ أَحْيَانًا مَشَاعِرُ كَهٰذِهِ،‏ فَبِإِمْكَانِكَ أَنْ تَتَعَزَّى إِذَا تَذَكَّرْتَ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ نَفْسَهُ وَاجَهَ تَحَدِّيًا مُمَاثِلًا.‏

١٣،‏ ١٤ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا يَشْعُرُ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللهِ بِٱلتَّثَبُّطِ؟‏ (‏ب)‏ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَرَى إِيمَانَنَا يَنْهَارُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٣ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَشْعُرُ إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ كَثِيرُونَ أَنَّهُمْ مُثَبَّطُونَ وَقَلِقُونَ.‏ وَقَدْ يَشْعُرُونَ أَيْضًا بِأَنَّهُمْ عَدِيمُو ٱلْقِيمَةِ.‏ مَثَلًا،‏ تَذْكُرُ فَاتِحَةٌ غَيُورَةٌ:‏ «حِينَ أَرْتَكِبُ خَطَأً مَا،‏ أُفَكِّرُ فِيهِ مَرَّةً تِلْوَ ٱلْأُخْرَى.‏ وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ يَنْتَابُنِي شُعُورٌ أَسْوَأُ تِجَاهَ نَفْسِي.‏ وَعِنْدَمَا أُفَكِّرُ فِي كُلِّ أَخْطَائِي،‏ أَشْعُرُ أَنَّهُ لَا مَجَالَ أَنْ يُحِبَّنِي أَحَدٌ،‏ وَلَا حَتَّى يَهْوَهُ».‏

١٤ فَلِمَاذَا يَتَثَبَّطُ خُدَّامٌ غَيُورُونَ لِيَهْوَهَ،‏ كَٱلْأُخْتِ ٱلْآنِفَةِ ٱلذِّكْرِ؟‏ هُنَاكَ أَكْثَرُ مِنْ سَبَبٍ.‏ فَٱلْبَعْضُ بِطَبْعِهِمْ يَنْظُرُونَ نَظْرَةً سَلْبِيَّةً إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَظُرُوفِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏ام ١٥:‏١٥‏)‏ أَمَّا آخَرُونَ فَلَدَيْهِمْ مُشْكِلَةٌ صِحِّيَّةٌ تُؤَثِّرُ عَلَى حَالَتِهِمِ ٱلنَّفْسِيَّةِ.‏ وَلٰكِنْ مَهْمَا كَانَ ٱلسَّبَبُ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَهُمُّهُ ٱسْتِغْلَالُ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرِ.‏ فَمَنْ غَيْرُهُ يُرِيدُ أَنْ نَسْتَسْلِمَ لِلتَّثَبُّطِ وَنَتَوَقَّفَ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟‏!‏ فَهُوَ مَحْكُومٌ بِٱلْإِعْدَامِ وَلَا أَمَلَ لَهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ،‏ وَيُرِيدُ أَنْ تَشْعُرَ مِثْلَهُ أَنَّكَ بِلَا أَمَلٍ.‏ (‏رؤ ٢٠:‏١٠‏)‏ وَهَدَفُهُ هُوَ أَنْ يُثْقِلَكَ بِٱلْهُمُومِ وَيُضْعِفَ غَيْرَتَكَ وَيَحْمِلَكَ عَلَى ٱلِٱسْتِسْلَامِ،‏ سَوَاءٌ بِٱلِٱضْطِهَادِ ٱلْمُبَاشِرِ أَوْ بِٱلْهَجَمَاتِ غَيْرِ ٱلْمُبَاشِرَةِ.‏ فَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَبَدًا أَنَّ شَعْبَ ٱللهِ يَخُوضُونَ حَرْبًا رُوحِيَّةً.‏

١٥ عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ حَسْبَمَا تَقُولُ ٢ كُورِنْثُوس ٤:‏١٦،‏ ١٧‏؟‏

١٥ صَمِّمْ إِذًا أَلَّا تَسْتَسْلِمَ،‏ وَٱبْقَ مُرَكِّزًا عَلَى ٱلْمُكَافَأَةِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ:‏ «لَا يَفْتُرُ عَزْمُنَا،‏ بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا ٱلْخَارِجِيُّ يَضْنَى،‏ فَإِنْسَانُنَا ٱلدَّاخِلِيُّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا.‏ فَٱلضِّيقُ،‏ مَعَ أَنَّهُ وَجِيزٌ وَخَفِيفٌ،‏ يُنْتِجُ لَنَا مَجْدًا أَعْظَمَ جِدًّا وَأَبَدِيًّا».‏ —‏ ٢ كو ٤:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

تَهَيَّإِ ٱلْآنَ لِمُوَاجَهَةِ ٱلضِّيقِ

يَتَدَرَّبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلصِّغَارُ وَٱلْكِبَارُ عَلَى ٱلدِّفَاعِ عَنْ إِيمَانِهِمْ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.‏)‏

١٦ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَهَيَّأَ ٱلْآنَ لِمُوَاجَهَةِ ٱلضِّيقِ؟‏

١٦ كَمَا رَأَيْنَا،‏ يَلْجَأُ ٱلشَّيْطَانُ إِلَى «مَكَايِدَ» عَدِيدَةٍ فِي ٱلْحَرْبِ ٱلَّتِي يَشُنُّهَا عَلَيْنَا.‏ (‏اف ٦:‏١١‏)‏ لِذَا،‏ عَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَعْمَلَ بِٱلنَّصِيحَةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ١ بُطْرُس ٥:‏٩‏:‏ «قَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ».‏ وَلِفِعْلِ ذٰلِكَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُهَيِّئَ عَقْلَنَا وَقَلْبَنَا،‏ أَيْ أَنْ نَتَدَرَّبَ ٱلْآنَ عَلَى فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْإِيضَاحِ،‏ غَالِبًا مَا يَخْضَعُ ٱلْجُنُودُ لِتَدْرِيبَاتٍ قَاسِيَةٍ قَبْلَ أَنْ يَلُوحَ خَطَرُ ٱلْمَعْرَكَةِ بِوَقْتٍ طَوِيلٍ.‏ وَيَنْطَبِقُ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ عَلَى جَيْشِ يَهْوَهَ ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ مَاذَا سَنُوَاجِهُ فِي حَرْبِنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ أَفَلَيْسَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَقْسُوَ عَلَى أَنْفُسِنَا فِي ٱلتَّدْرِيبِ ٱلْآنَ فِيمَا نَنْعَمُ بِهُدُوءٍ نِسْبِيٍّ؟‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْكُورِنْثِيِّينَ:‏ «دَاوِمُوا عَلَى ٱمْتِحَانِ أَنْفُسِكُمْ هَلْ أَنْتُمْ فِي ٱلْإِيمَانِ،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱخْتِبَارِ أَنْفُسِكُمْ».‏ —‏ ٢ كو ١٣:‏٥‏.‏

١٧-‏١٩ ‏(‏أ)‏ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ نُدَاوِمُ عَلَى ٱمْتِحَانِ أَنْفُسِنَا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَتَهَيَّأُ ٱلتَّلَامِيذُ لِلدِّفَاعِ عَنْ إِيمَانِهِمْ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ؟‏

١٧ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِتَطْبِيقِ نَصِيحَةِ بُولُسَ ٱلْمُوحَى بِهَا هِيَ أَنْ يَطْرَحَ كُلٌّ مِنَّا عَلَى نَفْسِهِ أَسْئِلَةً مِثْلَ:‏ ‹هَلْ أُوَاظِبُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ؟‏ هَلْ أُطِيعُ ٱللهَ حَاكِمًا بَدَلَ ٱلنَّاسِ عِنْدَمَا أَتَعَرَّضُ لِضَغْطٍ لِأُسَايِرَ مَنْ حَوْلِي؟‏ هَلْ أَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ بِٱنْتِظَامٍ؟‏ هَلْ أَتَكَلَّمُ عَنْ مُعْتَقَدَاتِي بِجُرْأَةٍ؟‏ هَلْ أَتَحَمَّلُ نَقَائِصَ رُفَقَائِي ٱلْمُؤْمِنِينَ كَمَا يَتَحَمَّلُونَ هُمْ نَقَائِصِي؟‏ هَلْ أُطِيعُ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ وَٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ عَنِ ٱلْعَمَلِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ؟‏›.‏

١٨ لَاحِظْ أَنَّ ٱثْنَيْنِ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ أَعْلَاهُ يَتَعَلَّقَانِ بِٱلدِّفَاعِ عَنْ مُعْتَقَدَاتِنَا وَمُوَاجَهَةِ ضَغْطِ رِفَاقِنَا بِجُرْأَةٍ.‏ وَهٰذَا مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلتَّلَامِيذِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ فَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ بِٱلْإِحْرَاجِ أَوِ ٱلْخَجَلِ مِنْ مُعْتَقَدَاتِهِمْ،‏ بَلْ يُدَافِعُونَ عَنْهَا بِجُرْأَةٍ.‏ وَقَدْ نُشِرَتْ فِي مَطْبُوعَاتِنَا ٱقْتِرَاحَاتٌ مُسَاعِدَةٌ فِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ.‏ مَثَلًا،‏ فِي عَدَدِ تَمُّوزَ (‏يُولْيُو)‏ ٢٠٠٩ مِنْ مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ!‏ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏،‏ وَرَدَتِ ٱلْفِكْرَةُ ٱلتَّالِيَةُ:‏ إِذَا سَأَلَكَ رَفِيقُكَ فِي ٱلصَّفِّ:‏ «لِمَ لَا تُؤْمِنُ بِٱلتَّطَوُّرِ؟‏»،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تُجَاوِبَهُ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ:‏ ‏«وَلِمَ يَجِبُ أَنْ أُومِنَ بِٱلتَّطَوُّرِ؟‏ حَتَّى ٱلْعُلَمَاءُ مُنْقَسِمُونَ بِشَأْنِ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ،‏ وَٱلْمُفْتَرَضُ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْخُبَرَاءُ».‏ وَهُنَا يَأْتِي دَوْرُكُمْ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ.‏ فَٱحْرِصُوا عَلَى أَنْ تَعْقِدُوا جَلَسَاتِ تَدْرِيبٍ تُهَيِّئُونَ فِيهَا أَوْلَادَكُمْ لِمُوَاجَهَةِ ضُغُوطٍ كَهٰذِهِ مِنْ رُفَقَائِهِمْ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.‏

١٩ طَبْعًا،‏ لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ نُدَافِعَ عَنْ إِيمَانِنَا أَوْ نَفْعَلَ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا يَهْوَهُ.‏ فَبَعْدَ يَوْمِ عَمَلٍ طَوِيلٍ،‏ رُبَّمَا نُضْطَرُّ لِجَرِّ قَدَمَيْنَا إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلنُّهُوضَ بَاكِرًا لِلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ قَدْ يَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نُقَاوِمَ إِغْرَاءَ فِرَاشِنَا ٱلْمُرِيحِ.‏ وَلٰكِنْ تَذَكَّرْ:‏ إِذَا كَانَ مِنْ عَادَتِكَ ٱلْآنَ ٱلْقِيَامُ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ،‏ فَسَتَكُونُ أَكْثَرَ ٱسْتِعْدَادًا لِمُوَاجَهَةِ ظُرُوفٍ أَصْعَبَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

٢٠،‏ ٢١ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْفِدْيَةِ عَلَى مُحَارَبَةِ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تَصْمِيمُنَا؟‏

٢٠ وَمَاذَا عَنِ ٱلْهَجَمَاتِ غَيْرِ ٱلْمُبَاشِرَةِ؟‏ مَثَلًا،‏ كَيْفَ نُحَارِبُ مَشَاعِرَ ٱلتَّثَبُّطِ؟‏ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلْفِدْيَةِ هُوَ وَسِيلَةٌ فَعَّالَةٌ جِدًّا لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلْأَفْكَارِ ٱلسَّلْبِيَّةِ.‏ هٰذَا مَا فَعَلَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ.‏ فَقَدْ عَرَفَ حَقِيقَةَ مَشَاعِرِهِ،‏ أَنَّهُ إِنْسَانٌ بَائِسٌ.‏ وَلٰكِنَّهُ عَرَفَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَمُتْ مِنْ أَجْلِ أُنَاسٍ كَامِلِينَ،‏ بَلْ مِنْ أَجْلِ ٱلْخُطَاةِ.‏ وَكَانَ هُوَ مِنْ بَيْنِهِمْ.‏ لِذٰلِكَ كَتَبَ:‏ «إِنَّمَا أَحْيَا .‏ .‏ .‏ بِٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي هُوَ بِٱبْنِ ٱللهِ،‏ ٱلَّذِي أَحَبَّنِي وَسَلَّمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِي».‏ ‏(‏غل ٢:‏٢٠‏)‏ لَقَدْ قَبِلَ بُولُسُ ٱلْفِدْيَةَ وَأَدْرَكَ أَنَّ فَوَائِدَهَا تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ شَخْصِيًّا.‏

٢١ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةُ إِلَى ٱلْفِدْيَةِ،‏ أَيِ ٱعْتِبَارُهَا هِبَةً مِنْ يَهْوَهَ لَكَ أَنْتَ شَخْصِيًّا،‏ هِيَ أَمْرٌ مُسَاعِدٌ حَقًّا.‏ طَبْعًا،‏ لَنْ يَزُولَ ٱلتَّثَبُّطُ بِسِحْرِ سَاحِرٍ.‏ فَقَدْ يَظَلُّ ٱلْبَعْضُ مِنَّا يُوَاجِهُونَ هٰذَا ٱلْهُجُومَ غَيْرَ ٱلْمُبَاشِرِ حَتَّى مَجِيءِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏ وَلٰكِنْ أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَسْتَسْلِمُونَ هُمْ مَنْ يَنَالُونَ ٱلْجَائِزَةَ.‏ لَقَدْ أَصْبَحْنَا ٱلْآنَ أَقْرَبَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلْمَجِيدِ ٱلَّذِي سَيُحِلُّ فِيهِ مَلَكُوتُ ٱللهِ ٱلسَّلَامَ وَيُعِيدُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ ٱلْأُمَنَاءِ إِلَى ٱلْكَمَالِ.‏ لِذٰلِكَ،‏ صَمِّمْ أَنْ تَدْخُلَ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتَ،‏ وَلَوْ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏