الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تكونون «مملكة كهنة»‏

تكونون «مملكة كهنة»‏

‏«تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً».‏ —‏ خر ١٩:‏٦‏.‏

١،‏ ٢ أَيَّةُ حِمَايَةٍ ٱحْتَاجَ إِلَيْهَا نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

إِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ ٱلْأُولَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَهَا أَهَمِّيَّةٌ كُبْرَى كَيْ نَفْهَمَ كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ قَصْدُ يَهْوَهَ.‏ فَعِنْدَمَا قَطَعَ ٱللهُ ٱلْوَعْدَ ٱلْعَدْنِيَّ،‏ أَعْلَنَ قَائِلًا:‏ «أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ [ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ ٱلشَّيْطَانَ] وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا».‏ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ سَتَكُونُ هٰذِهِ ٱلْعَدَاوَةُ شَدِيدَةً؟‏ قَالَ يَهْوَهُ:‏ «هُوَ [نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ] يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ فَسَتَكُونُ ٱلْعَدَاوَةُ بَيْنَ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْمَرْأَةِ شَدِيدَةً جِدًّا بِحَيْثُ إِنَّهُ لَنْ يُوَفِّرَ جُهْدًا لِيَقْضِيَ عَلَى نَسْلِهَا.‏

٢ فَلَا عَجَبَ أَنْ صَلَّى ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ إِلَى ٱللهِ بِخُصُوصِ شَعْبِهِ ٱلْمُخْتَارِ،‏ قَائِلًا:‏ «هَا هُمْ أَعْدَاؤُكَ فِي جَلَبَةٍ،‏ وَمُبْغِضُوكَ قَدْ رَفَعُوا ٱلرَّأْسَ.‏ عَلَى شَعْبِكَ يَتَهَامَسُونَ مَكْرًا،‏ وَيَتَآمَرُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ فِي سِتْرِكَ.‏ قَالُوا:‏ ‹هَلُمَّ نَمْحُوهُمْ مِنَ ٱلْأُمَمِ›».‏ (‏مز ٨٣:‏٢-‏٤‏)‏ لِذَا،‏ كَانَ يَجِبُ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى نَقَاوَةِ نَسَبِ نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ وَحِمَايَتُهُ مِنَ ٱلْإِبَادَةِ.‏ وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ ٱتَّخَذَ يَهْوَهُ إِجْرَاءَاتٍ قَانُونِيَّةً إِضَافِيَّةً تَضْمَنُ إِتْمَامَ قَصْدِهِ.‏

عَهْدٌ يَحْمِي نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ

٣،‏ ٤ ‏(‏أ)‏ مَتَى صَارَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ،‏ وَعَلَامَ وَافَقَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ؟‏

٣ بَعْدَ أَنْ تَكَاثَرَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَبَلَغَ عَدَدُهُمُ ٱلْمَلَايِينَ،‏ نَظَّمَهُمْ يَهْوَهُ فِي أُمَّةٍ هِيَ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ فَبِوَاسِطَةِ مُوسَى،‏ قَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدًا فَرِيدًا بِإِعْطَائِهِمِ ٱلشَّرِيعَةَ.‏ وَقَدْ وَافَقَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ عَلَى شُرُوطِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ.‏ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «أَخَذَ [مُوسَى] كِتَابَ ٱلْعَهْدِ وَقَرَأَهُ فِي مَسَامِعِ ٱلشَّعْبِ،‏ فَقَالُوا:‏ ‹كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ وَنُطِيعُهُ›.‏ فَأَخَذَ مُوسَى ٱلدَّمَ [دَمَ ذَبَائِحِ ٱلثِّيرَانِ] وَرَشَّهُ عَلَى ٱلشَّعْبِ وَقَالَ:‏ ‹هٰذَا هُوَ دَمُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ›».‏ —‏ خر ٢٤:‏٣-‏٨‏.‏

٤ صَارَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ عِنْدَ جَبَلِ سِينَاءَ سَنَةَ ١٥١٣ ق‌م.‏ وَمِنْ خِلَالِهِ،‏ فُرِزَتْ إِسْرَائِيلُ ٱلْقَدِيمَةُ لِتَكُونَ أُمَّةَ ٱللهِ ٱلْمُخَتْارَةَ.‏ فَأَصْبَحَ يَهْوَهُ ‹قَاضِيَهُمْ،‏ مُشْتَرِعَهُمْ،‏ وَمَلِكَهُمْ›.‏ (‏اش ٣٣:‏٢٢‏)‏ وَقَدْ كَانَ هَدَفُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى نَقَاوَةِ سُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ،‏ إِذْ حَرَّمَتِ ٱلتَّزَوُّجَ بِٱلْوَثَنِيِّينَ وَمُمَارَسَةَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ —‏ خر ٢٠:‏٤-‏٦؛‏ ٣٤:‏١٢-‏١٦‏.‏

٥ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ فُرْصَةٍ أَتَاحَهَا عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ رَفَضَ ٱللهُ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ؟‏

٥ وَفَّرَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ أَيْضًا كَهَنُوتًا رَمَزَ إِلَى كَهَنُوتٍ أَعْظَمَ سَيَأْتِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ (‏عب ٧:‏١١؛‏ ١٠:‏١‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ حَظِيَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ بِوَاسِطَةِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ بِفُرْصَةٍ وَٱمْتِيَازٍ فَرِيدَيْنِ:‏ أَنْ تَصِيرَ «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ» إِنْ هِيَ أَطَاعَتْ شَرَائِعَ يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرإ الخروج ١٩:‏٥،‏ ٦‏.‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَأُمَّةٍ لَمْ يُحَافِظُوا عَلَى طَاعَتِهِمْ لِلهِ وَرَفَضُوا ٱلْمَسِيَّا،‏ ٱلْجُزْءَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَرَفَضَهُمُ ٱللهُ هُوَ بِدَوْرِهِ.‏

عَدَمُ أَمَانَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يَعْنِ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٣-‏٦.‏)‏

٦ أَيُّ هَدَفٍ حَقَّقَتْهُ ٱلشَّرِيعَةُ؟‏

٦ إِنَّ عَدَمَ أَمَانَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِيَهْوَهَ وَبِٱلتَّالِي فَشَلَهُمْ فِي تَأْلِيفِ مَمْلَكَةِ كَهَنَةٍ لَا يَعْنِي أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ.‏ فَقَدْ كَانَ هَدَفُهَا أَنْ تَحْمِيَ ٱلنَّسْلَ وَتَقُودَ ٱلْبَشَرَ إِلَى ٱلْمَسِيَّا.‏ وَحَالَمَا أَتَى ٱلْمَسِيحُ وَحُدِّدَتْ هُوِيَّتُهُ،‏ تَحَقَّقَ هٰذَا ٱلْهَدَفُ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلْمَسِيحُ هُوَ نِهَايَةُ ٱلشَّرِيعَةِ».‏ (‏رو ١٠:‏٤‏)‏ وَلٰكِنْ مَنْ كَانَ سَيَحْظَى بِفُرْصَةِ ٱلصَّيْرُورَةِ مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ؟‏ لَقَدْ أَبْرَمَ يَهْوَهُ ٱللهُ عَقْدًا قَانُونِيًّا آخَرَ لِيُشَكِّلَ أُمَّةً جَدِيدَةً.‏

عَهْدٌ تَتَشَكَّلُ بِمُوجَبِهِ أُمَّةٌ جَدِيدَةٌ

٧ مَاذَا أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِلِسَانِ إِرْمِيَا؟‏

٧ قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنْ إِلْغَاءِ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِلِسَانِ ٱلنَّبِيِّ إِرْمِيَا أَنَّهُ سَيَقْطَعُ مَعَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ «عَهْدًا جَدِيدًا».‏ ‏(‏اقرأ ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٣‏.‏)‏ وَبِخِلَافِ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ كَانَ هٰذَا ٱلْعَهْدُ سَيُتِيحُ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا دُونَ ٱلْحَاجَةِ إِلَى تَقْدِيمِ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةٍ.‏ كَيْفَ؟‏

٨،‏ ٩ ‏(‏أ)‏ مَا ٱلَّذِي يَتَحَقَّقُ بِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ فُرْصَةٍ أُتِيحَتْ لِلَّذِينَ قُطِعَ مَعَهُمُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٨ بَعْدَ قُرُونٍ،‏ أَسَّسَ يَسُوعُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏ وَفِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ،‏ قَالَ عَنِ ٱلْكَأْسِ لِرُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْـ‍ ١١:‏ «هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ تُمَثِّلُ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ بِدَمِي ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِكُمْ».‏ (‏لو ٢٢:‏٢٠‏)‏ وَبِحَسَبِ رِوَايَةِ مَتَّى،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «هٰذِهِ تُمَثِّلُ ‹دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ›،‏ ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا».‏ —‏ مت ٢٦:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

٩ إِنَّ دَمَ يَسُوعَ ٱلَّذِي سُفِكَ مَرَّةً لَا غَيْرُ يَجْعَلُ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ شَرْعِيًّا وَيُتِيحُ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ أَحَدَ طَرَفَيِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ لِأَنَّهُ بِلَا خَطِيَّةٍ وَلَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى غُفْرَانٍ.‏ وَلٰكِنَّ ٱللهَ قَادِرٌ،‏ بِفَضْلِ قِيمَةِ دَمِ ٱبْنِهِ،‏ أَنْ يُنْعِمَ بِٱلْفَوَائِدِ عَلَى بَنِي آدَمَ.‏ كَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ ‹يَتَبَنَّى› بَعْضَ ٱلْبَشَرِ ٱلْأُمَنَاءِ بِمَسْحِهِمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ كَيْ يَصِيرُوا «أَبْنَاءً» لَهُ.‏ ‏(‏اقرأ روما ٨:‏١٤-‏١٧‏.‏)‏ فَإِذْ يَعْتَبِرُهُمْ دُونَ خَطِيَّةٍ،‏ يُصْبِحُونَ فِي نَظَرِهِ كَٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً.‏ وَهٰكَذَا يَصِيرُونَ «شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ» وَيَتَمَتَّعُونَ بِٱلْفُرْصَةِ أَنْ يَكُونُوا «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ»،‏ وَهُوَ ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلَّذِي خَسِرَتْهُ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ بِخُصُوصِ «شُرَكَاءِ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ»:‏ «أَمَّا أَنْتُمْ ‹فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ،‏ كَهَنُوتٌ مَلَكِيٌّ،‏ أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ،‏ شَعْبُ ٱقْتِنَاءٍ،‏ لِتُعْلِنُوا فَضَائِلَ› ٱلَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ».‏ (‏١ بط ٢:‏٩‏)‏ فَيَا لَأَهَمِّيَّةِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ!‏ فَهُوَ يُمَكِّنُ تَلَامِيذَ يَسُوعَ أَنْ يَصِيرُوا ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.‏

اَلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ يَصِيرُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ

١٠ مَتَى أَصْبَحَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ،‏ وَلِمَ لَمْ يَسْرِ مَفْعُولُهُ قَبْلَ ذٰلِكَ ٱلتَّارِيخِ؟‏

١٠ لَمْ يَسْرِ مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ حِينَ أَتَى يَسُوعُ عَلَى ذِكْرِهِ فِي عَشَاءِ ٱلرَّبِّ.‏ فَقَدْ لَزِمَ أَوَّلًا أَنْ يُسْكَبَ دَمُ يَسُوعَ وَأَنْ تُقَدَّمَ قِيمَتُهُ أَمَامَ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ وَجَبَ أَنْ يُسْكَبَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى مَنْ سَيَكُونُونَ «شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ».‏ وَلِذٰلِكَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ سَرَى مَفْعُولُهُ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ حِينَ مُسِحَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلْأَوْلِيَاءُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏

١١ كَيْفَ مَكَّنَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ ٱلْيَهُودَ وَٱلْأُمَمِيِّينَ أَنْ يُصْبِحُوا جُزْءًا مِنْ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ،‏ وَكَمْ عَدَدُ ٱلَّذِينَ يُقْطَعُ مَعَهُمْ هٰذَا ٱلْعَهْدُ؟‏

١١ مَعَ أَنَّ عَهْدَ ٱلشَّرِيعَةِ «عَتُقَ» إِلَى حَدٍّ مَا حِينَ أَعْلَنَ يَهْوَهُ بِلِسَانِ إِرْمِيَا أَنَّهُ سَيَقْطَعُ عَهْدًا جَدِيدًا مَعَ إِسْرَائِيلَ،‏ لَمْ تَنْتَهِ صَلَاحِيَّةُ هٰذَا ٱلْعَهْدِ ٱلسَّابِقِ إِلَى أَنْ سَرَى مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ.‏ (‏عب ٨:‏١٣‏)‏ وَحِينَذَاكَ،‏ بَاتَ بِمَقْدُورِ ٱلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ أَنْ يَصِيرُوا وَرَثَةً لِمَلَكُوتِ ٱللهِ لِأَنَّ خِتَانَهُمْ «هُوَ خِتَانُ ٱلْقَلْبِ بِٱلرُّوحِ،‏ لَا بِشَرِيعَةٍ مَكْتُوبَةٍ».‏ (‏رو ٢:‏٢٩‏)‏ فَقَدْ جَعَلَ ٱللهُ شَرَائِعَهُ ‹فِي عُقُولِهِمْ وَكَتَبَهَا فِي قُلُوبِهِمْ›.‏ (‏عب ٨:‏١٠‏)‏ أَمَّا ٱلْعَدَدُ ٱلْإِجْمَالِيُّ لِلَّذِينَ يُقْطَعُ مَعَهُمُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ فَسَيَكُونُ ١٤٤٬٠٠٠ يُشَكِّلُونَ أُمَّةً جَدِيدَةً هِيَ «إِسْرَائِيلُ ٱللهِ»،‏ أَيْ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ.‏ —‏ غل ٦:‏١٦؛‏ رؤ ١٤:‏١،‏ ٤‏.‏

١٢ قَارِنْ بَيْنَ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ.‏

١٢ وَمَا أَوْجُهُ ٱلْمُقَارَنَةِ بَيْنَ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ؟‏ (‏١)‏ كَانَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ بَيْنَ يَهْوَهَ وَإِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيِّ،‏ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ هُوَ بَيْنَ يَهْوَهَ وَإِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ.‏ (‏٢)‏ كَانَ مُوسَى هُوَ وَسِيطَ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ أَمَّا وَسِيطُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ فَهُوَ يَسُوعُ.‏ (‏٣)‏ أَصْبَحَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ بِدَمِ حَيَوَانَاتٍ،‏ فِيمَا جُعِلَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ شَرْعِيًّا بِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ.‏ وَ (‏٤)‏ نُظِّمَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ مِنْ خِلَالِ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ بِقِيَادَةِ مُوسَى،‏ أَمَّا ٱلَّذِينَ يُقْطَعُ مَعَهُمُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ فَيُنَظَّمُونَ بِقِيَادَةِ يَسُوعَ،‏ رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ —‏ اف ١:‏٢٢‏.‏

١٣،‏ ١٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يَرْتَبِطُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِٱلْمَلَكُوتِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ أَمْرٍ هُوَ ضَرُورِيٌّ لِيَحْكُمَ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ؟‏

١٣ وَكَيْفَ يَرْتَبِطُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِٱلْمَلَكُوتِ؟‏ إِنَّ هٰذَا ٱلْعَهْدَ يُنْتِجُ أُمَّةً مُقَدَّسَةً لَدَيْهَا ٱمْتِيَازُ ٱلصَّيْرُورَةِ مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ وَتُشَكِّلُ هٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.‏ (‏غل ٣:‏٢٩‏)‏ وَهٰكَذَا،‏ يُؤَكِّدُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْإِبْرَاهِيمِيَّ سَيَتَحَقَّقُ.‏

١٤ غَيْرَ أَنَّ هُنَالِكَ حَلَقَةً لَا تَزَالُ مَفْقُودَةً.‏ فَقَدْ تَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ يُنْتِجُ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيَّ وَيُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ ٱلَّذِي يُخَوِّلُ أَعْضَاءَهُ أَنْ يُصْبِحُوا «شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ».‏ وَلٰكِنْ ثَمَّةَ حَاجَةٌ إِلَى إِجْرَاءٍ قَانُونِيٍّ يَسْمَحُ لَهُمْ بِٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى يَسُوعَ فِي مَلَكُوتِهِ كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏

عَهْدٌ يَسْمَحُ لِآخَرِينَ بِٱلْحُكْمِ مَعَ ٱلْمَسِيحِ

١٥ أَيُّ عَهْدٍ قَطَعَهُ يَسُوعُ مَعَ تَلَامِيذِهِ ٱلْأُمَنَاءِ؟‏

١٥ بَعْدَمَا أَسَّسَ يَسُوعُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ،‏ قَطَعَ عَهْدًا مَعَ تَلَامِيذِهِ ٱلْأُمَنَاءِ يُسَمَّى عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ ‏(‏اقرأ لوقا ٢٢:‏٢٨-‏٣٠‏.‏)‏ وَبِخِلَافِ ٱلْعُهُودِ ٱلْأُخْرَى،‏ لَيْسَ يَهْوَهُ أَحَدَ طَرَفَيْ هٰذَا ٱلْعَهْدِ لِأَنَّهُ عَهْدٌ بَيْنَ يَسُوعَ وَأَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ وَعِنْدَمَا قَالَ يَسُوعُ:‏ «كَمَا صَنَعَ أَبِي عَهْدًا مَعِي»،‏ كَانَ عَلَى مَا يَتَّضِحُ يُلَمِّحُ إِلَى ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ مَعَهُ لِيَكُونَ ‹كَاهِنًا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ›.‏ —‏ عب ٥:‏٥،‏ ٦‏.‏

١٦ مَاذَا يُتِيحُ عَهْدُ ٱلْمَلَكُوتِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟‏

١٦ كَانَ رُسُلُ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْـ‍ ١١ قَدِ ‹ٱلْتَصَقُوا بِهِ فِي مِحَنِهِ›.‏ فَقَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ مُؤَكِّدًا لَهُمْ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَيَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوشٍ لِيَحْكُمُوا كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ.‏ إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ لَيْسَ حُكْرًا عَلَى أُولٰئِكَ ٱلْـ‍ ١١.‏ فَقَدْ ظَهَرَ يَسُوعُ ٱلْمُمَجَّدُ لِلرَّسُولِ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا وَقَالَ:‏ «مَنْ يَغْلِبْ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي عَلَى عَرْشِي،‏ كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَرْشِهِ».‏ (‏رؤ ٣:‏٢١‏)‏ بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ،‏ فَإِنَّ عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ هُوَ بَيْنَ يَسُوعَ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَالِغِ عَدَدُهُمْ ١٤٤٬٠٠٠.‏ (‏رؤ ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٧:‏٤‏)‏ وَهُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي يُشَكِّلُ أَسَاسًا قَانُونِيًّا لِيَحْكُمُوا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ وَهُمْ بِذٰلِكَ يُشْبِهُونَ عَرُوسًا مِنْ عَائِلَةٍ نَبِيلَةٍ ٱخْتِيرَتْ لِتَتَزَوَّجَ بِمَلِكٍ.‏ فَهِيَ لَنْ تَصِيرَ قَادِرَةً عَلَى مُشَارَكَتِهِ سُلْطَتَهُ إِلَّا بَعْدَ ٱقْتِرَانِهَا بِهِ.‏ وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ،‏ تُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنَّهُمْ «عَرُوسُ» ٱلْمَسِيحِ،‏ أَوْ «عَذْرَاءُ عَفِيفَةٌ» مَخْطُوبَةٌ لِلْمَسِيحِ.‏ —‏ رؤ ١٩:‏٧،‏ ٨؛‏ ٢١:‏٩؛‏ ٢ كو ١١:‏٢‏.‏

اِمْتَلِكْ إِيمَانًا رَاسِخًا بِمَلَكُوتِ ٱللهِ

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ اِشْرَحْ بِٱخْتِصَارٍ كُلًّا مِنَ ٱلْعُهُودِ ٱلسِّتَّةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا.‏ (‏ب)‏ لِمَ يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِٱلْمَلَكُوتِ؟‏

١٧ إِنَّ كُلًّا مِنَ ٱلْعُهُودِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا فِي هَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ يُبْرِزُ زَاوِيَةً أَوْ أَكْثَرَ لَهَا عَلَاقَةٌ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْقَائِمَةَ «‏كَيْفَ سَيُتَمِّمُ ٱللهُ قَصْدَهُ؟‏‏» فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ.‏)‏ وَبِنَاءً عَلَى هٰذِهِ ٱلْعُقُودِ ٱلْقَانُونِيَّةِ،‏ لَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِنَضَعَ كُلَّ ثِقَتِنَا فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ بِصِفَتِهِ ٱلْوَسِيلَةَ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱللهُ لِيُحَقِّقَ قَصْدَهُ ٱلْأَصْلِيَّ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ.‏ —‏ رؤ ١١:‏١٥‏.‏

سَيُحَقِّقُ يَهْوَهُ قَصْدَهُ لِلْأَرْضِ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٥-‏١٨.‏)‏

١٨ إِنَّ ٱلْمَلَكُوتَ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْوَحِيدُ ٱلدَّائِمُ لِكُلِّ مَشَاكِلِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ وَنَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ تَامَّةٍ أَنَّهُ سَيَجْلُبُ بَرَكَاتٍ أَبَدِيَّةً لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ فَلْنُعْلِنْ بِغَيْرَةٍ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلرَّائِعَةَ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ.‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤‏.‏