اسئلة من القراء
ماذا قصد ارميا حين ذكر ان راحيل تبكي على ابنائها؟
نقرأ في ارميا ٣١:١٥: «هكذا قال يهوه: ‹صوت يُسمَع في الرامة، ندب وبكاء مر؛ راحيل تبكي على ابنائها. قد ابت ان تتعزى عن ابنائها، لأنهم ليسوا بموجودين›».
لم يمت ابنا راحيل قبل موتها هي. وعليه، قد يبدو ان ما كتبه ارميا بعد ١٬٠٠٠ سنة من موت راحيل غير دقيق.
بدايةً، مَن كان ابنا راحيل؟ ان ابنها البكر هو يوسف. (تك ٣٠:
تجدر الاشارة ان الابن الاول يوسف ولد ابنَين هما منسى وأفرايم. (تك ٤١:
في الوقت الذي دُوِّن فيه سفر ارميا، كانت مملكة العشرة الاسباط الشمالية قد سقطت في يد الاشوريين وأُخذ كثيرون من شعبها اسرى. الا ان بعض المتحدرين من افرايم ربما هربوا الى ارض يهوذا. ولكن حين غزا البابليون عام ٦٠٧ قم مملكة يهوذا الجنوبية ذات السبطين، اسروا على ما يبدو اسرى كثيرين الى الرامة التي تبعد نحو ٨ كلم شمال اورشليم. (ار ٤٠:١) ولعل بعضهم قُتل هناك في اراضي بنيامين حيث دُفنت راحيل. (١ صم ١٠:٢) من هذا المنطلق، قد يشير بكاء راحيل على ابنائها الى حزنها مجازيا على البنيامينيين عموما والذين في الرامة خصوصا. او لربما ترمز راحيل الى كل امهات شعب الله اللواتي بكَين بسبب موت الاسرائيليين او سبيهم.
ولكن في مطلق الاحوال، ان بكاء راحيل المذكور في سفر ارميا يرمز لما حدث في القرون اللاحقة حين كانت حياة الصبي يسوع في خطر. فالملك هيرودس كان قد امر بقتل كل الاولاد الذكور من عمر سنتين فما دون في بيت لحم جنوب اورشليم. وهكذا بات هؤلاء الابناء ‹غير موجودين›؛ اي في عداد الاموات. فتخيل بكاء ونحيب الامهات الثكالى، بكاء تصل اصداؤه إن جاز التعبير الى الرامة شمال اورشليم. — مت ٢:
بناء على ما تقدم، ان بكاء راحيل المجازي على ابنائها زمن ارميا وزمن يسوع تجسيد لمشاعر الحزن التي اكتنفت الامهات اليهوديات بسبب مقتل اولادهن. الا ان هؤلاء الذين ماتوا وأُسروا الى «ارض العدو»، اي الموت، قد يتحررون من قبضته يوم يُقام الاموات. — ار ٣١:١٦؛ ١ كو ١٥:٢٦.