هل تقدّر ما انعم به الله عليك؟
‹نِلْنَا ٱلرُّوحَ ٱلَّذِي مِنَ ٱللهِ، لِنَعْرِفَ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي أَنْعَمَ بِهَا ٱللهُ عَلَيْنَا›. — ١ كو ٢:١٢.
١ كَيْفَ يَشْعُرُ كَثِيرُونَ حِيَالَ مَا يَمْلِكُونَ؟
يَذْكُرُ قَوْلٌ شَائِعٌ: ‹لَا يَعْرِفُ ٱلْمَرْءُ قِيمَةَ ٱلشَّيْءِ حَتَّى يَخْسَرَهُ›. فَهَلْ حَدَثَ أَنِ ٱخْتَبَرْتَ ذٰلِكَ؟ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يَحْصُلُ عَلَى مُعْظَمِ مَا يَتَمَنَّاهُ مُنْذُ ٱلطُّفُولَةِ، رُبَّمَا لِأَنَّهُ تَرَبَّى فِي عَائِلَةٍ غَنِيَّةٍ أَوْ لِأَيِّ سَبَبٍ آخَرَ، قَدْ لَا يُقَدِّرُ مَا لَدَيْهِ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ وَيَعْتَبِرُهُ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ. وَيَصِحُّ ذٰلِكَ فِي ٱلشَّبَابِ ٱلَّذِينَ بِسَبَبِ قِلَّةِ خِبْرَتِهِمْ لَا يُمَيِّزُونَ مَا ٱلْمُهِمُّ حَقًّا فِي ٱلْحَيَاةِ.
٢، ٣ (أ) أَيُّ شَرَكٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَجَنَّبَهُ ٱلشَّبَابُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُعِزَّ مَا أَنْعَمَ بِهِ ٱللهُ عَلَيْنَا؟
٢ إِذَا كُنْتَ فِي سِنِي مُرَاهَقَتِكَ أَوْ فِي أَوَائِلِ عِشْرِينِيَّاتِكَ، فَمَا هِيَ ٱلْأُمُورُ ٱلْأَهَمُّ فِي نَظَرِكَ؟ كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ شُغْلُهُمُ ٱلشَّاغِلُ هُوَ ٱلْمَادِّيَّاتُ. فَيَرْكُضُونَ وَرَاءَ رَاتِبٍ كَبِيرٍ، بَيْتٍ جَمِيلٍ، وَأَحْدَثِ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ. وَلٰكِنْ ثَمَّةَ حَلَقَةٌ مُهِمَّةٌ مَفْقُودَةٌ فِي حَيَاةِ هٰؤُلَاءِ، أَلَا وَهِيَ ٱلْغِنَى ٱلرُّوحِيُّ. وَمَعَ ٱلْأَسَفِ، لَا يَخْطُرُ عَلَى بَالِ ٱلْمَلَايِينِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَسْعَوْا وَرَاءَ هٰذَا ٱلْغِنَى. فَإِذَا كُنْتَ شَابًّا تَرَبَّى فِي عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ، فَٱنْتَبِهْ لِئَلَّا يَغِيبَ عَنْ عَيْنَيْكَ مَا أَنْعَمَ بِهِ ٱللهُ عَلَيْكَ مِنْ مِيرَاثٍ رُوحِيٍّ. (مت ٥:٣) فَقِلَّةُ تَقْدِيرِكَ لَهُ قَدْ تُؤَدِّي إِلَى عَوَاقِبَ مُحْزِنَةٍ تَدُومُ مَدَى ٱلْحَيَاةِ.
٣ فَمَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَجَنَّبَ ٱلْوُقُوعَ فِي هٰذَا ٱلشَّرَكِ؟ لِنَتَنَاوَلْ مَعًا أَمْثِلَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُبَيِّنُ لَكَ لِمَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ تُعِزَّ مِيرَاثَكَ ٱلرُّوحِيَّ. وَهٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةُ لَا تُعَلِّمُ ٱلشَّبَابَ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا ٱلْمَسِيحِيِّينَ كَافَّةً أَنْ يُقَدِّرُوا مَا أَنْعَمَ بِهِ ٱللهُ عَلَيْهِمْ.
فَرَّطُوا فِي مِيرَاثِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ
٤ مَاذَا تُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ فِي ١ صَمُوئِيل ٨:
٤ نَجِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ رِوَايَاتٍ عَنْ أَشْخَاصٍ نَعِمُوا بِإِرْثٍ رُوحِيٍّ عَظِيمٍ، لٰكِنَّهُمُ ٱسْتَخَفُّوا بِهِ. وَصَحَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱبْنَيِ ٱلنَّبِيِّ صَمُوئِيلَ، يُوئِيلَ وَأَبِيَّا. فَهُوَ رَسَمَ مِثَالًا حَسَنًا لَهُمَا إِذْ بَدَأَ يَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ صِبَاهُ وَبَقِيَ وَلِيًّا لَهُ طَوَالَ حَيَاتِهِ. (١ صم ١٢:
٥، ٦ كَيْفَ تَصَرَّفَ أَبْنَاءُ يُوشِيَّا وَحَفِيدُهُ؟
٥ تَكَرَّرَ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ مَعَ أَبْنَاءِ يُوشِيَّا. لَقَدْ رَسَمَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ ٱلتَّقِيُّ مِثَالًا رَائِعًا فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ. فَعِنْدَمَا عُثِرَ عَلَى سِفْرِ شَرِيعَةِ ٱللهِ وَقُرِئَ عَلَيْهِ، سَعَى جَاهِدًا لِتَطْبِيقِ وَصَايَا يَهْوَهَ. فَشَرَعَ فِي ٱسْتِئْصَالِ ٱلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْأَرْوَاحِيَّةِ مِنَ ٱلْأَرْضِ، وَحَضَّ ٱلشَّعْبَ عَلَى إِطَاعَةِ يَهْوَهَ. (٢ مل ٢٢:٨؛ ٢٣:
٦ فَحِينَ خَلَفَهُ ٱبْنُهُ يَهُوآحَازُ فِي ٱلْمُلْكِ، «فَعَلَ مَا هُوَ شَرٌّ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ». فَلَمْ تَتَجَاوَزْ فَتْرَةُ حُكْمِهِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، إِذْ أَسَرَهُ أَحَدُ ٱلْفَرَاعِنَةِ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَمَاتَ فِي ٱلْأَسْرِ. (٢ مل ٢٣:
٧، ٨ (أ) كَيْفَ ضَيَّعَ سُلَيْمَانُ إِرْثَهُ ٱلرُّوحِيَّ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أَمْثِلَةِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ فَرَّطُوا فِي إِرْثِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ؟
٧ اَلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ أَيْضًا نَعِمَ بِإِرْثٍ رُوحِيٍّ ثَمِينٍ مِنْ أَبِيهِ دَاوُدَ. صَحِيحٌ أَنَّهُ سَلَكَ مَعَ يَهْوَهَ فِي ٱلْبِدَايَةِ، لٰكِنَّهُ لَاحِقًا مَا عَادَ يُقَدِّرُ إِرْثَهُ وَضَلَّ عَنْ طَرِيقِ ٱلْحَقِّ. يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ: «كَانَ فِي زَمَنِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ زَوْجَاتِهِ أَمَلْنَ قَلْبَهُ إِلَى ٱتِّبَاعِ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ إِلٰهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ». (١ مل ١١:٤) وَهٰكَذَا خَسِرَ سُلَيْمَانُ رِضَى يَهْوَهَ.
٨ إِنَّ كُلَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ سَمَحَتْ لَهُمْ ظُرُوفُهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا يَهْوَهَ وَيَفْعَلُوا ٱلصَّوَابَ، إِلَّا أَنَّهُمْ مَعَ ٱلْأَسَفِ ضَيَّعُوا ٱلْفُرْصَةَ مِنْ يَدِهِمْ! وَلٰكِنْ لَيْسَتْ هٰذِهِ حَالُ كُلِّ ٱلشَّبَابِ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوِ ٱلْيَوْمَ. فَلْنَتَفَحَّصْ أَمْثِلَةً إِيجَابِيَّةً يَحْسُنُ بِٱلشَّبَابِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَقْتَدُوا بِهَا.
عَرَفُوا قِيمَةَ مِيرَاثِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ
٩ كَيْفَ رَسَمَ أَبْنَاءُ نُوحٍ مِثَالًا رَائِعًا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٩ كَانَ أَبْنَاءُ نُوحٍ مِثَالًا رَائِعًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَقَدْ أَمَرَ يَهْوَهُ أَبَاهُمْ أَنْ يَبْنِيَ فُلْكًا وَيَحْتَمِيَ تك ٧:
١٠ كَيْفَ بَرْهَنَ أَرْبَعَةُ شُبَّانٍ عِبْرَانِيِّينَ أَنَّهُمْ يُعِزُّونَ مَا تَعَلَّمُوهُ؟
١٠ بَعْدَ قُرُونٍ، بَرْهَنَ أَرْبَعَةُ شُبَّانٍ عِبْرَانِيِّينَ، هُمْ حَنَنْيَا وَمِيشَائِيلُ وَعَزَرْيَا وَدَانِيَالُ، أَنَّهُمْ يُدْرِكُونَ ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً. فَقَدْ سُبُوا إِلَى بَابِلَ سَنَةَ ٦١٧ قم. وَبِمَا أَنَّهُمْ وُسَمَاءُ وَأَذْكِيَاءُ، كَانَ مِنَ ٱلسَّهْلِ عَلَيْهِمْ أَنْ يَنْدَمِجُوا فِي ٱلْمُجْتَمَعِ ٱلْبَابِلِيِّ. وَلٰكِنْ بَدَلَ ذٰلِكَ، أَظْهَرُوا بِسُلُوكِهِمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَنْسَوْا مِيرَاثَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ، أَيْ مَا تَعَلَّمُوهُ فِي صِغَرِهِمْ. فَحَصَدَ أَرْبَعَتُهُمْ بَرَكَاتٍ جَزِيلَةً. — اقرأ دانيال ١:
١١ كَيْفَ أَفَادَ يَسُوعُ غَيْرَهُ بِمَا نَالَهُ مِنْ أَبِيهِ؟
١١ يُتَوِّجُ يَسُوعُ، ٱبْنُ ٱللهِ، قَائِمَةَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْجَيِّدَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَقَدْ نَالَ كُنُوزًا رُوحِيَّةً كَثِيرَةً مِنْ أَبِيهِ وَقَدَّرَهَا حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ. وَيَتَّضِحُ تَقْدِيرُهُ هٰذَا مِنْ قَوْلِهِ: «كَمَا عَلَّمَنِي ٱلْآبُ بِهٰذَا أَتَكَلَّمُ». (يو ٨:٢٨) كَمَا أَرَادَ أَنْ يُفِيدَ غَيْرَهُ بِمَا نَالَهُ مِنْ أَبِيهِ. قَالَ لِلْجُمُوعِ: «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْمُدُنَ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱللهِ، لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ». (لو ٤:
قَدِّرْ مِيرَاثَكَ ٱلرُّوحِيَّ
١٢ (أ) كَيْفَ تَنْطَبِقُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:
١٢ لَعَلَّكَ تَرَبَّيْتَ عَلَى أَيْدِي وَالِدَيْنِ يُحِبَّانِ يَهْوَهَ عَلَى غِرَارِ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلَّتِي تَطَرَّقْنَا إِلَيْهَا. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، تَنْطَبِقُ عَلَيْكَ مَا تَقُولُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْ تِيمُوثَاوُسَ. (اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:
هَلْ تَعْتَبِرُهُ شَرَفًا أَنْ تَكُونَ جُزْءًا مِنْ سِلْسِلَةٍ طَوِيلَةٍ مِنَ ٱلشُّهُودِ ٱلْأَوْلِيَاءِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٩، ١٠، ١٢.)
١٣، ١٤ أَيُّ إِغْرَاءٍ يُوَاجِهُهُ بَعْضُ ٱلشَّبَابِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَلِمَ لَا يَجِبُ أَنْ يَسْتَسْلِمُوا لَهُ؟ أَعْطِ مَثَلًا.
١٣ يَفْشَلُ بَعْضُ ٱلشَّبَابِ ٱلَّذِينَ نَشَأُوا فِي عَائِلَاتٍ مَسِيحِيَّةٍ فِي رُؤْيَةِ ٱلْفَرْقِ ٱلشَّاسِعِ بَيْنَ فِرْدَوْسِنَا ٱلرُّوحِيِّ ٱلْآنَ وَعَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُظْلِمِ. ١ بط ٤:٤.
حَتَّى إِنَّهُمْ قَدْ يُغْرَوْنَ بِتَذَوُّقِ ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْعَالَمِ. وَلٰكِنْ هَلْ يُعْقَلُ أَنْ تَرْمِيَ بِنَفْسِكَ أَمَامَ سَيَّارَةٍ لِتَخْتَبِرَ عَوَاقِبَ هٰذِهِ ٱلْفَعْلَةِ ٱلْمُؤْلِمَةِ وَرُبَّمَا ٱلْمُمِيتَةِ؟! طَبْعًا لَا. إِذًا لَا حَاجَةَ أَنْ تُجَرِّبَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْمَسْلَكِ ٱلْمُؤَدِّي إِلَى «بُؤْرَةِ ٱلْخَلَاعَةِ» فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ كَيْ تَلْمُسَ ٱلْأَلَمَ ٱلْفَظِيعَ ٱلنَّاجِمَ عَنْ ذٰلِكَ. —١٤ إِلَيْكَ مِثَالَ جِنِر مِنْ آسِيَا. فَقَدْ تَرَبَّى فِي ٱلْحَقِّ وَٱعْتَمَدَ بِعُمْرِ ١٢ سَنَةً. وَلٰكِنْ خِلَالَ مُرَاهَقَتِهِ، جَذَبَتْهُ ٱلْحَيَاةُ فِي ٱلْعَالَمِ. يُخْبِرُ: «أَرَدْتُ أَنْ أَذُوقَ ‹ٱلْحُرِّيَّةَ› ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْعَالَمُ». فَبَدَأَ يَعِيشُ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً. وَحِينَ صَارَ بِعُمْرِ ١٥ سَنَةً، كَانَ قَدْ تَشَرَّبَ عَادَاتِ رِفَاقِهِ ٱلسَّيِّئَةَ. فَأَصْبَحَ يَتَنَاوَلُ ٱلْكُحُولَ وَيَتَلَفَّظُ بِٱلشَّتَائِمِ. وَلَطَالَمَا عَادَ إِلَى ٱلْبَيْتِ فِي سَاعَةٍ مُتَأَخِّرَةٍ بَعْدَ أَنْ يَتَسَلَّى مَعَ أَصْدِقَائِهِ بِأَلْعَابِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ ٱلْعَنِيفَةِ. وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ بَدَأَ يُدْرِكُ أَنَّ مَفَاتِنَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ لَا تَمْنَحُ ٱلسَّعَادَةَ، وَشَعَرَ أَنَّ حَيَاتَهُ فَارِغَةٌ. وَٱلْآنَ بَعْدَ عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ يَقُولُ: «مَا زِلْتُ أُوَاجِهُ إِغْرَاءَاتٍ عَدِيدَةً، إِلَّا أَنَّ بَرَكَاتِ يَهْوَهَ تَفُوقُهَا بِكَثِيرٍ».
١٥ بِمَ يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ ٱلشَّبَابُ ٱلَّذِينَ لَمْ يَتَرَبَّوْا فِي ٱلْحَقِّ؟
١٥ هُنَالِكَ شَبَابٌ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ لَمْ يَتَرَبَّوْا فِي ٱلْحَقِّ. فَهَلْ أَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ؟ فَكِّرْ فِي ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي تَحْظَى بِهِ أَنْ تَعْرِفَ ٱلْخَالِقَ وَتَخْدُمَهُ. فَمِنْ بَيْنِ بَلَايِينِ ٱلنَّاسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، ٱجْتَذَبَكَ يَهْوَهُ وَكَشَفَ لَكَ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. إِنَّهَا بِٱلْفِعْلِ بَرَكَةٌ لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ! (يو ٦:
مَا هُوَ قَرَارُكَ؟
١٦ أَيُّ خِيَارٍ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَتَّخِذَهُ ٱلشَّبَابُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟
١٦ أَلَا يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَكَ مَا تَقَدَّمَ أَنْ تُصَمِّمَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ أَنْ تَكُونَ بَيْنَ ٱلْقَلَائِلِ نِسْبِيًّا ٱلَّذِينَ ٱخْتَارُوا ٱلْمَسْلَكَ ٱلصَّائِبَ فِي حَيَاتِهِمْ؟ فَبِذٰلِكَ تَنْضَمُّ إِلَى سِلْسِلَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ. وَشَتَّانَ بَيْنَ هٰذَا ٱلْخِيَارِ ٱلْحَكِيمِ وَٱلِٱنْقِيَادِ وَرَاءَ أَغْلَبِيَّةِ ٱلشَّبَابِ ٱلْيَوْمَ! فَهٰؤُلَاءِ يَسِيرُونَ مُخَدَّرِي ٱلْإِحْسَاسِ مَعَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُتَّجِهِ إِلَى ٱلدَّمَارِ. — ٢ كو ٤:
١٧-
١٧ طَبْعًا لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ تَكُونَ مُخْتَلِفًا عَنِ ٱلْعَالَمِ. وَلٰكِنْ حِينَ تَتَأَمَّلُ فِي ٱلْأَمْرِ، تَجِدُ أَنَّهُ يَصُبُّ فِي مَصْلَحَتِكَ. فَكِّرْ مَثَلًا فِي ٱللَّاعِبِ ٱلْأُولَمْبِيِّ. فَكَيْ يَصِلَ إِلَى هٰذَا ٱلْمُسْتَوَى ٱلْعَالِي، لَا بُدَّ أَنَّهُ عَاشَ حَيَاةً مُخْتَلِفَةً عَنْ غَيْرِهِ. فَقَدْ مَنَعَ نَفْسَهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ تُضَيِّعُ وَقْتَهُ وَتُشَتِّتُ تَرْكِيزَهُ، وَتَحُدُّ بِٱلتَّالِي مِمَّا يَصْرِفُهُ فِي ٱلتَّمَارِينِ. فَٱسْتِعْدَادُهُ أَنْ يَكُونَ مُمَيَّزًا عَنْ رِفَاقِهِ أَتَاحَ لَهُ أَنْ يَتَدَرَّبَ أَكْثَرَ وَيَبْلُغَ هَدَفَهُ.
١٨ إِنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْعَالَمِ لَا يَرَوْنَ أَبْعَدَ مِنْ أَنْفِهِمْ. وَلٰكِنْ إِذَا ٱمْتَلَكْتَ نَظْرَةً شَامِلَةً بَعِيدَةَ ٱلْمَدَى، تَرَى أَنَّ تَمَيُّزَكَ عَنِ ٱلْعَالَمِ وَٱبْتِعَادَكَ عَنْ نَشَاطَاتِهِ ٱلْهَدَّامَةِ أَخْلَاقِيًّا وَرُوحِيًّا يُسَاعِدَانِكَ عَلَى ٱلتَّمَسُّكِ «بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ». (١ تي ٦:١٩) تَقُولُ ٱلْأُخْتُ ٱلْمَذْكُورَةُ آنِفًا: «حِينَ تَتَمَسَّكُ بِإِيمَانِكَ، يَغْمُرُكَ شُعُورٌ رَائِعٌ فِي نِهَايَةِ كُلِّ يَوْمٍ. فَبِذٰلِكَ تُبَرْهِنُ أَنَّكَ تَتَحَلَّى بِٱلْقُوَّةِ لِتَسْبَحَ بِعَكْسِ تَيَّارِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. وَٱلْأَهَمُّ، تَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللهَ فَخُورٌ بِكَ وَيَبْتَسِمُ رَاضِيًا عَنْكَ. عِنْدَئِذٍ تَفْرَحُ لِأَنَّكَ مُخْتَلِفٌ عَنْ غَيْرِكَ».
١٩ لِذَا لَا تُضَيِّعْ حَيَاتَكَ بِٱلتَّفْكِيرِ فَقَطْ فِي ٱلْأُمُورِ ٱلْفَانِيَةِ. (جا ٩:
٢٠، ٢١ أَيَّةُ فُرْصَةٍ نَحْظَى بِهَا حِينَ نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةَ، وَمَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَّا؟
٢٠ حِينَ نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةَ، نَنْعَمُ بِحَيَاةٍ هَنِيئَةٍ ٱلْآنَ وَنَحْظَى بِٱلْفُرْصَةِ ٱلرَّائِعَةِ أَنْ ‹نَرِثَ ٱلْأَرْضَ›، أَيْ نَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَيَهْوَهُ يُخَبِّئُ لَنَا بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً تَفُوقُ ٱلْوَصْفَ وَٱلْخَيَالَ. (مت ٥:٥؛ ١٩:٢٩؛ ٢٥:٣٤) وَهُوَ طَبْعًا لَا يَمْنَحُهَا لِأَيٍّ كَانَ، بَلْ لِمَنْ يَبْلُغُ مَطَالِبَهُ. (اقرأ ١ يوحنا ٥:
٢١ إِنَّ ٱلْمِيرَاثَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلَّذِي أَنْعَمَ بِهِ يَهْوَهُ عَلَيْنَا لَهُوَ كَنْزٌ نَفِيسٌ! فَنَحْنُ نَعْرِفُ كَلِمَتَهُ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً، نَفْهَمُ ٱلْحَقَّ عَنْهُ وَعَنْ مَقَاصِدِهِ فَهْمًا وَاضِحًا، وَنَتَشَرَّفُ بِأَنْ نَحْمِلَ ٱسْمَهُ وَنَكُونَ شُهُودَهُ. وَهُوَ يَعِدُنَا بِأَنْ يَكُونَ إِلَى جَانِبِنَا. (مز ١١٨:٧) فَلْنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ، صِغَارًا وَشَبَابًا وَكِبَارًا، أَنْ نُبَرْهِنَ لَهُ عَنْ تَقْدِيرِنَا بِٱلْعَيْشِ حَيَاةً تُظْهِرُ رَغْبَتَنَا ٱلْقَلْبِيَّةَ فِي إِعْطَائِهِ «ٱلْمَجْدَ إِلَى ٱلْأَبَدِ». — رو ١١: