لنواجه نهاية هذا العالم يدا بيد
«إِنَّنَا أَعْضَاءٌ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ». — اف ٤:٢٥.
١، ٢ مَاذَا يُرِيدُ يَهْوَهُ مِنْ عُبَّادِهِ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ عُمْرِهِمْ؟
حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، يُزَيِّنُ ٱلشُّبَّانُ وَٱلشَّابَّاتُ جَمَاعَاتِ شَعْبِ يَهْوَهَ. وَهُمْ يُشَكِّلُونَ جُزْءًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ. فَكَمْ تَمْتَلِئُ قُلُوبُنَا فَرَحًا حِينَ نَرَاهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى صُفُوفِ ٱلَّذِينَ يَخْتَارُونَ خِدْمَةَ يَهْوَهَ! وَإِذَا كُنْتَ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَثِقْ أَنَّكَ تَحْظَى بِكُلِّ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّقْدِيرِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
٢ طَبْعًا، أَنْتَ تَتَمَتَّعُ بِقَضَاءِ أَوْقَاتٍ طَيِّبَةٍ بِرِفْقَةِ أَشْخَاصٍ مِنْ عُمْرِكَ. فَصُحْبَةٌ كَهٰذِهِ تَمْنَحُكَ حَتْمًا مِقْدَارًا مِنَ ٱلسَّعَادَةِ. وَلٰكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ عُمْرِنَا أَوْ خَلْفِيَّتِنَا، يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَعْبُدَهُ بِوَحْدَةٍ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱللهَ يَشَاءُ أَنْ «يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً». (١ تي ٢:
٣، ٤ (أ) مَا هُوَ ٱلرُّوحُ ٱلسَّائِدُ بَيْنَ ٱلْعَدِيدِ مِنْ شَبَابِ ٱلْيَوْمِ؟ (ب) أَيُّ مَوْقِفٍ صَائِبٍ مُنْسَجِمٍ مَعَ أَفَسُس ٤:٢٥ يَحْسُنُ بِٱلشَّبَابِ أَنْ يَتَبَنَّوْهُ؟
٣ هُنَالِكَ فَرْقٌ شَاسِعٌ بَيْنَ ٱلشَّبَابِ ضِمْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ وَشَبَابِ ٱلْعَالَمِ. فَكَثِيرُونَ مِمَّنْ لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ يَتَصَرَّفُونَ بِأَنَانِيَّةٍ وَلَا يَهُمُّهُمْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ
وَرَغَبَاتِهِمْ. حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْبَاحِثِينَ يَدْعُونَهُمْ «جِيلَ ٱلْأَنَا». وَأَبْنَاءُ هٰذَا ٱلْجِيلِ يَتَكَلَّمُونَ وَيَلْبَسُونَ بِطَرِيقَةٍ تُظْهِرُ قِلَّةَ ٱحْتِرَامٍ لِلْأَكْبَرِ سِنًّا، إِذْ يَعْتَبِرُونَهُمْ «مُوضَةً قَدِيمَةً».٤ إِنَّ هٰذَا ٱلرُّوحَ يَتَخَلَّلُ كُلَّ شَيْءٍ حَوْلَنَا، لِذٰلِكَ لَيْسَ سَهْلًا عَلَى خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلشَّبَابِ أَنْ يَتَجَنَّبُوهُ وَيَتَبَنَّوْا وُجْهَةَ نَظَرِ ٱللهِ. حَتَّى فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، لَزِمَ أَنْ يُحَذِّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنَ ‹ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي يَعْمَلُ فِي أَبْنَاءِ ٱلْعِصْيَانِ› ٱلَّذِي ‹سَارُوا فِيهِ قَبْلًا›. (اقرأ افسس ٢:
لَازَمُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ
٥، ٦ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ رِوَايَةِ لُوطٍ وَٱبْنَتَيْهِ عَنْ أَهَمِّيَّةِ مُلَازَمَةِ وَاحِدِنَا ٱلْآخَرَ؟
٥ فِي ٱلْمَاضِي، سُرَّ يَهْوَهُ بِحِمَايَةِ شَعْبِهِ حِينَ سَانَدُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بِٱتِّحَادٍ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ. وَبِإِمْكَانِنَا نَحْنُ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ، صِغَارًا وَشَبَابًا وَكِبَارًا، أَنْ نَسْتَقِيَ ٱلدُّرُوسَ مِنْ أَمْثِلَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَأَحَدُهَا هُوَ لُوطٌ، فَلْنَرَ مَا حَدَثَ مَعَهُ.
٦ لَقَدْ أَحَاطَ ٱلْخَطَرُ بِلُوطٍ وَعَائِلَتِهِ حِينَ أَوْشَكَ يَهْوَهُ أَنْ يُهْلِكَ مَدِينَةَ سَدُومَ حَيْثُ يَعِيشُونَ. فَحَثَّهُ مَلَاكَانِ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى مَكَانٍ آمِنٍ فِي ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ، قَائِلَيْنِ لَهُ: «اُهْرُبْ لِنَفْسِكَ!». (تك ١٩:
٧ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ حَافَظُوا عَلَى ٱلْوَحْدَةِ عِنْدَ خُرُوجِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ؟
٧ إِلَيْكَ أَيْضًا مِثَالَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ، لَمْ يَرْتَحِلُوا فِرَقًا مُسْتَقِلَّةً يَسِيرُ كُلٌّ مِنْهَا عَلَى هَوَاهُ. كَذٰلِكَ، عِنْدَمَا «مَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى ٱلْبَحْرِ» وَشَقَّ يَهْوَهُ ٱلْمِيَاهَ، لَمْ يَعْبُرْ مُوسَى بِمُفْرَدِهِ أَوْ بِصُحْبَةِ عَدَدٍ قَلِيلٍ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، بَلِ ٱجْتَازَتِ ٱلْجَمَاعَةُ بِأَسْرِهَا تَحْتَ ظِلِّ حِمَايَةِ يَهْوَهَ. (خر ١٤:
٨ كَيْفَ تَكَاتَفَ شَعْبُ ٱللهِ فِي زَمَنِ يَهُوشَافَاطَ؟
٨ فِي زَمَنِ ٱلْمَلِكِ يَهُوشَافَاطَ، أَتَى لِمُهَاجَمَةِ شَعْبِ ٱللهِ «جَمْعٌ كَثِيرٌ» مِنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُحِيطَةِ بِهِمْ. (٢ اخ ٢٠:
٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ عَنِ ٱلْوَحْدَةِ؟
٩ رَسَمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ أَيْضًا مِثَالًا حَسَنًا فِي ٱلْعَمَلِ مَعًا بِسَلَامٍ وَٱنْسِجَامٍ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَعْدَ ٱهْتِدَاءِ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَاظَبُوا عَلَى «تَعَالِيمِ ٱلرُّسُلِ وَٱلشَّرِكَةِ وَتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ وَٱلصَّلَوَاتِ». (اع ٢:٤٢) وَتَجَلَّتْ وَحْدَتُهُمْ هٰذِهِ خُصُوصًا خِلَالَ ٱلِٱضْطِهَادِ حِينَ كَانُوا فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ وَاحِدُهُمْ إِلَى ٱلْآخَرِ. (اع ٤:
لِنَتَّحِدْ مَعًا فِيمَا يَدْنُو يَوْمُ يَهْوَهَ
١٠ مَتَى سَنَكُونُ فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلْوَحْدَةِ؟
١٠ نَحْنُ عَلَى أَبْوَابِ أَسْوَإِ فَتْرَةٍ فِي تَارِيخِ ٱلْبَشَرِ. فَٱلنَّبِيُّ يُوئِيلُ يَصِفُ يَوْمَ يَهْوَهَ أَنَّهُ «يَوْمُ ظُلْمَةٍ وَدُجًى». (يوء ٢:
١١ أَيُّ تَشْبِيهٍ فِي ٱلْمَزْمُور ١٢٢:
١١ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُوَحَّدِينَ خِلَالَ ٱلْأَزَمَاتِ وَٱلِٱضْطِرَابَاتِ ٱلَّتِي سَيَمُرُّ بِهَا هٰذَا ٱلنِّظَامُ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي طَرِيقَةِ بُنْيَانِ ٱلْبُيُوتِ فِي أُورُشَلِيمَ قَدِيمًا. فَقَدْ كَانَتْ مُتَقَارِبَةً جِدًّا حَتَّى إِنَّ صَاحِبَ ٱلْمَزْمُورِ دَعَا أُورُشَلِيمَ «مَدِينَةً مُتَّصِلَةً مُتَّحِدَةً». وَبِفَضْلِ ذٰلِكَ، تَمَكَّنَ ٱلسُّكَّانُ مِنْ مُسَاعَدَةِ وَحِمَايَةِ وَاحِدِهِمِ ٱلْآخَرَ. وَهٰذَا ٱلتَّقَارُبُ ٱلْجُغْرَافِيُّ عَكَسَ أَيْضًا ٱتِّحَادَ ٱلْأُمَّةِ رُوحِيًّا حِينَ كَانَتْ «أَسْبَاطُ يَاهَ» تَجْتَمِعُ مِنْ أَجْلِ تَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ. (اقرإ المزمور ١٢٢:
١٢ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلنَّجَاةِ مِنَ ٱلْهُجُومِ ٱلْآتِي عَلَى شَعْبِ ٱللهِ؟
١٢ وَلِمَ ٱتِّحَادُنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ عَلَى دَرَجَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟ نَجِدُ فِي حَزْقِيَالَ ٱلْإِصْحَاحِ ٣٨ نُبُوَّةً عَنْ هُجُومٍ سَيَشُنُّهُ «جُوجٌ، مِنْ أَرْضِ مَاجُوجَ» ضِدَّ شَعْبِ ٱللهِ. فَلَيْسَ ٱلْوَقْتُ آنَذَاكَ لِنَدَعَ بُذُورَ ٱلشِّقَاقِ وَٱلْفُرْقَةِ تُزْرَعُ بَيْنَنَا، وَلَا لِنَلْتَجِئَ إِلَى عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ طَلَبًا لِلدَّعْمِ. إِنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِنُلَازِمَ إِخْوَتَنَا وَنَتَّحِدَ بِهِمْ. طَبْعًا، إِنَّ مُجَرَّدَ وُجُودِنَا ضِمْنَ مَجْمُوعَةٍ لَنْ يَضْمَنَ لَنَا ٱلنَّجَاةَ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَدْعُوَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ، وَحِينَئِذٍ يُنْقِذُنَا هُوَ وَٱبْنُهُ مِنْ هٰذَا ٱلْهُجُومِ إِلَى بَرِّ ٱلْأَمَانِ. (يوء ٢:٣٢؛ مت ٢٨:٢٠) وَلٰكِنْ هَلْ يُنَجِّي يَهْوَهُ مَنْ يَشْرُدُ عَنِ ٱلْقَطِيعِ وَلَا يَبْقَى مُتَّحِدًا مَعَ شَعْبِهِ؟ طَبْعًا لَا. — مي ٢:١٢.
١٣ مَاذَا يَتَعَلَّمُ خُدَّامُ ٱللهِ ٱلشَّبَابُ مِمَّا نَاقَشْنَاهُ حَتَّى ٱلْآنَ؟
١٣ غَنِيٌّ عَنِ ٱلْقَوْلِ إِذًا إِنَّ مِنْ غَيْرِ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَعْزِلَ ٱلشَّبَابُ أَنْفُسَهُمْ وَيُمْضُوا كُلَّ وَقْتِهِمْ مَعَ رِفَاقٍ مِنْ عُمْرِهِمْ. فَعَمَّا قَرِيبٍ سَنَكُونُ جَمِيعًا، صِغَارًا وَشَبَابًا وَكِبَارًا، بِحَاجَةٍ كَبِيرَةٍ وَاحِدُنَا إِلَى ٱلْآخَرِ. فَلْنَسْتَغِلَّ ٱلْفُرْصَةَ ٱلْآنَ وَنَضَعْ أَيْدِيَنَا فِي أَيْدِي إِخْوَتِنَا لِنُقَوِّيَ وَحْدَتَنَا. فَهٰذِهِ ٱلْوَحْدَةُ ضَرُورِيَّةٌ جِدًّا لِنَجَاتِنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
«إِنَّنَا أَعْضَاءٌ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ»
١٤، ١٥ (أ) لِمَاذَا يُدَرِّبُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ، وَبِأَيِّ هَدَفٍ؟ (ب) عَلَامَ يَحُثُّنَا يَهْوَهُ كَيْ نُحَافِظَ عَلَى وَحْدَتِنَا؟
١٤ يُقَدِّمُ يَهْوَهُ لَنَا ٱلْمُسَاعَدَةَ كَيْ نَخْدُمَهُ «كَتِفًا إِلَى كَتِفٍ». (صف ٣:
١٥ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ أَنْ نُنَمِّيَ رِبَاطَ ٱلْوَحْدَةِ ٱلْآنَ بِهَدَفِ أَنْ نَصُونَهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَحُثُّنَا مِرَارًا وَتَكْرَارًا أَنْ ‹نَهْتَمَّ› بِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا، ‹نَحِنَّ› عَلَيْهِمْ، ‹نُعَزِّيَهُمْ›، وَ ‹نَبْنِيَهُمْ›. (١ كو ١٢:٢٥؛ رو ١٢:١٠؛ ١ تس ٤:١٨؛ ٥:١١) وَيَهْوَهُ يَعْلَمُ أَنَّنَا نَاقِصُونَ، مَا يُصَعِّبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى ٱلِٱنْسِجَامِ وَٱلتَّوَافُقِ. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَسْعَى دَوْمًا إِلَى ‹مُسَامَحَةِ بَعْضِنَا بَعْضًا›. — اف ٤:٣٢.
١٦، ١٧ (أ) مَا هُوَ أَحَدُ أَهْدَافِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ (ب) مَاذَا يَتَعَلَّمُ صِغَارُ ٱلسِّنِّ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ؟
١٦ يُهَيِّئُ يَهْوَهُ أَيْضًا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ لِيُسَاعِدَنَا أَنْ نُلَازِمَ إِخْوَتَنَا. فَلَطَالَمَا قَرَأْنَا ٱلْعِبْرَانِيِّين ١٠:
١٧ وَيَسُوعُ فِي صِغَرِهِ رَسَمَ مِثَالًا حَسَنًا فِي تَقْدِيرِ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ. فَعِنْدَمَا كَانَ بِعُمْرِ ١٢ سَنَةً، ٱصْطَحَبَهُ وَالِدَاهُ إِلَى تَجَمُّعٍ رُوحِيٍّ كَبِيرٍ. وَحَدَثَ أَنَّهُ ٱخْتَفَى خِلَالَ ٱلرِّحْلَةِ. فَهَلْ كَانَ يَتَجَوَّلُ وَيَتَسَلَّى مَعَ أَصْحَابِهِ؟ كَلَّا. فَيُوسُفُ وَمَرْيَمُ وَجَدَاهُ فِي ٱلْهَيْكَلِ يَتَنَاقَشُ مَعَ ٱلْمُعَلِّمِينَ فِي مَوَاضِيعَ رُوحِيَّةٍ. — لو ٢:
١٨ كَيْفَ تُسَاهِمُ صَلَوَاتُنَا فِي تَعْزِيزِ ٱلْوَحْدَةِ بَيْنَنَا؟
١٨ إِضَافَةً إِلَى تَنْمِيَةِ ٱلْمَحَبَّةِ وَاحِدِنَا لِلْآخَرِ وَٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، تُسَاهِمُ
ٱلصَّلَاةُ أَيْضًا فِي تَعْزِيزِ وَحْدَتِنَا. فَحِينَ نَسْأَلُ يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِنَا تَحْدِيدًا، يَبْقَى ٱهْتِمَامُنَا بِهِمْ حَيًّا فِي ذِهْنِنَا. وَهٰذَا لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلرَّاشِدِينَ. فَهَلْ تَسْتَغِلُّ أَيُّهَا ٱلشَّابُّ كُلَّ هٰذِهِ ٱلتَّدَابِيرِ لِتُقَوِّيَ ٱلرِّبَاطَ ٱلَّذِي يَجْمَعُكَ بِعَائِلَتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ؟ إِنْ فَعَلْتَ ذٰلِكَ، تَحْرِصُ أَلَّا تَكُونَ لَكَ أَيَّةُ صِلَةٍ بِهٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْفَانِي حِينَ يُوَاجِهُ مَصِيرَهُ.فِي وِسْعِنَا جَمِيعًا دُونَ ٱسْتِثْنَاءٍ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِنَا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٨.)
نَحْنُ فِعْلًا «أَعْضَاءٌ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ»
١٩-
١٩ يَحْيَا شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ رُومَا ١٢:٥ ٱلَّتِي تَقُولُ إِنَّ «كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا عُضْوٌ لِلْآخَرِ». وَنَحْنُ نُبَرْهِنُ صِحَّةَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ حِينَ تَضْرِبُ ٱلْكَوَارِثُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ. فَفِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ٢٠١١، أَحْدَثَتْ عَاصِفَةٌ مَدَارِيَّةٌ فَيَضَانَاتٍ جَارِفَةً فِي جَزِيرَةِ مِينْدَانَاو بِٱلْفِيلِيبِّين. فَبَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا، غَمَرَتِ ٱلْمِيَاهُ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠٬٠٠٠ مَنْزِلٍ، مِنْ بَيْنِهَا بُيُوتٌ كَثِيرَةٌ لِإِخْوَتِنَا. فَهَلْ قُدِّمَتْ لَهُمُ ٱلْمُسَاعَدَةُ؟ يَذْكُرُ مَكْتَبُ ٱلْفَرْعِ: «حَتَّى قَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ لِجَانُ ٱلْإِغَاثَةِ عَمَلَهَا، أَخَذَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنَ ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْأُخْرَى يُرْسِلُونَ ٱلْمُسَاعَدَاتِ».
٢٠ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، حِينَ ضَرَبَ زِلْزَالٌ مُدَمِّرٌ شَرْقَ ٱلْيَابَان وَسَبَّبَ أَمْوَاجَ تُسُونَامِي، لَحِقَتْ خَسَائِرُ هَائِلَةٌ بِٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ. حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ صَارُوا عَلَى ٱلْحَضِيضِ. تَذْكُرُ يُوشِيكُو ٱلَّتِي خَسِرَتْ بَيْتَهَا ٱلْوَاقِعَ عَلَى بُعْدِ نَحْوِ ٤٠ كلم مِنْ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ: «تَفَاجَأْنَا كَثِيرًا حِينَ أَتَى نَاظِرُ ٱلدَّائِرَةِ وَأَخٌ آخَرُ يَبْحَثَانِ عَنَّا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي بَعْدَ ٱلزِّلْزَالِ». وَتُتَابِعُ فِيمَا تَرْتَسِمُ عَلَى وَجْهِهَا ٱبْتِسَامَةٌ عَرِيضَةٌ: «كَمْ شَعَرْنَا بِٱلتَّقْدِيرِ حِينَ ٱهْتَمَّتِ ٱلْجَمَاعَةُ بِحَاجَاتِنَا ٱلرُوحِيَّةِ خَيْرَ ٱهْتِمَامٍ! كَمَا أَنَّنَا تَسَلَّمْنَا مَعَاطِفَ، أَحْذِيَةً، حَقَائِبَ، وَبِيجَامَاتٍ». وَيَذْكُرُ عُضْوٌ فِي لَجْنَةِ ٱلْإِغَاثَةِ: «عَمِلَ ٱلْإِخْوَةُ مِنْ كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْيَابَان يَدًا وَاحِدَةً لِيُقَدِّمُوا ٱلْمُسَاعَدَةَ. وَأَتَى إِخْوَةٌ مِنَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ أَيْضًا. وَحِينَ سُئِلُوا لِمَ قَطَعُوا كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمَسَافَةِ ٱلطَّوِيلَةِ، أَجَابُوا: ‹نَحْنُ فِي وَحْدَةٍ مَعَ إِخْوَتِنَا بِٱلْيَابَان، وَهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ› ». أَوَلَسْتَ فَخُورًا أَنَّكَ تَنْتَمِي إِلَى هَيْئَةٍ تَمْنَحُ أَعْضَاءَهَا كُلَّ هٰذِهِ ٱلرِّعَايَةِ؟ كُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْوَحْدَةَ تُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَهَ كَثِيرًا.
٢١ إِنَّ تَبَنِّي هٰذَا ٱلْمَوْقِفِ ٱلْآنَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ جَبْهَةً مُوَحَّدَةً فِي مُوَاجَهَةِ ٱلْمَصَائِبِ ٱلَّتِي لَا مَفَرَّ مِنْهَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِيمَا يَنْحَدِرُ هٰذَا ٱلنِّظَامُ إِلَى نِهَايَتِهِ. حَتَّى لَوْ فَقَدْنَا ٱلِٱتِّصَالَ بِإِخْوَتِنَا فِي بَعْضِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ، يُجَهِّزُنَا هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ كَيْ نَظَلَّ مُتَّحِدِينَ بِإِخْوَتِنَا ٱلْمَحَلِّيِّينَ. تُخْبِرُ فُومِيكُو، إِحْدَى ضَحَايَا إِعْصَارٍ مَدَارِيٍّ ضَرَبَ ٱلْيَابَان: «اَلنِّهَايَةُ قَرِيبَةٌ جِدًّا. عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي مَدِّ يَدِ ٱلْمُسَاعَدَةِ إِلَى رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ فِيمَا نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ تُوَلِّي كُلُّ ٱلْكَوَارِثِ».
٢٢ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ عَلَى ٱلْمَدَى ٱلطَّوِيلِ مِنْ وَحْدَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
٢٢ إِنَّ كُلَّ مَنْ يَسْعَى ٱلْآنَ إِلَى ٱلْوَحْدَةِ يُعِدُّ نَفْسَهُ لِلنَّجَاةِ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلَّذِي تُمَزِّقُهُ ٱلِٱنْقِسَامَاتُ. فَكَمَا فِي ٱلْمَاضِي، سَيُنْقِذُ يَهْوَهُ ٱللهُ شَعْبَهُ. (اش ٥٢: